03-09-2019
|
|
|
|
|
|
|
|
|
المستوى :
|
|
|
|
المنتدى :
الفتاوى الشرعية
ماهو حكم الواشي في الإسلام؟
سؤال الفتوى: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ما هو حكم من يقوم بالوشاية بين المسلم والمسلم وبالمسلمين للكافرين ودائم الهجوم على المسلمين والإسلام وينعتهم بأنهم متطرفين ويوالي الكافرين ويعادي المسلمين؟ < جواب الفتوى >
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته تُعرفالوشاية من الفعل وشي وشية ، ووشي الكلام كذب فيه ، والنمام يشي الكذب يؤلفه ويلوّنه ويزيّنه ، فالواشي إذاً هو النمام الذي ينقل الخبرالمذموم للمنقول إليه بنية إلحاق الأذى ، وهذا باستعمال نار الفتنة بين طرف وآخر. وجاء في لسان العرب لابن منظور: والنمام يشي الكذب ، يؤلفه ويلونه ويزينه. ويقول الجوهري: وشى كلامه أي كذب.. والوشاية بكسر الواو مصدر وشي هي النميمة ، يقول الفقهاء الوشاية النميمة ، نقل كلام الناس بعضهم إلى بعض على جهة الإفساد بينهم.. وهناك فرق بين الغيبة والنميمة ، فالغيبة هي ذكر الغير بما يكره من العيوب والنقائص ، والنميمة نقل كلام الغير بقصد الوشاية وإفشاء السر بنية الإفساد. وقال يحي بن أبي كثير: يُفسد النمام والكذاب في ساعة ما لا يفسد الساحر في سنة. ويقال: عمل النمام أضر من عمل الشيطان، لأن عمل الشيطان بالوسوسة، وعمل النمام بالمواجهة.
أمًا حكم الوشاية بين المسلم والمسلم فهذه تُعد كبيرة من الكبائر. قال الله تعالى: (ولا تطع كل حلاف مهين هماز مشاء بنميم، مناع للخير معتد أثيم).القلم:10-11-12
وقال تعالى: {وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ} الهمزة:1 ، فالْهَمَّاز بِالْقَوْلِ وَاللَّمَّاز بِالْفِعْلِ يَعْنِي يَزْدَرِي النَّاس وَيَنْتَقِص بِهِمْ قَالَ اِبْن عَبَّاس هُمَزَة لُمَزَة طَعَّان مِعْيَاب. وَقَالَ الرَّبِيع بْن أَنَس الْهُمَزَة يَهْمِزهُ فِي وَجْهه وَاللُّمَزَة مِنْ خَلْفه . وَقَالَ قَتَادَة الْهُمَزَة وَاللُّمَزَة لِسَانه وَعَيْنه وَيَأْكُل لُحُوم النَّاس وَيَطْعَن عَلَيْهِمْ . وَقَالَ مَالِك عَنْ زَيْد بْن أَسْلَمَ هُمَزَة لُحُوم النَّاس ثُمَّ قَالَ بَعْضهمْ الْمُرَاد بِذَلِكَ الْأَخْنَس بْن شَرِيق وَقِيلَ غَيْره وَقَالَ مُجَاهِد هِيَ عَامَّة. هو: الطَّعَّان العيَّاب. كما قال تعالى: {هَمَّازٍ مَّشَّاء بِنَمِيمٍ} القلم: 11، وقال: {وَمِنْهُم مَّن يَلْمِزُكَ فِي الصَّدَقَاتِ} التوبة: 58، وقال تعالى: {الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ} التوبة: 79، والهمز أشد؛ لأن الهمز الدفع بشدة، ومنه الهمزة من الحروف، وهي نقرة في الحلق، ومنه: {وَقُل رَّبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ} المؤمنون: 97، ومنه قول النبي " أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، من هَمْزِه، ونفخه، ونفثه " وقال: (همزه: الموُتَةُ) وهي الصرع، فالهَمْزُ: مثل الطعن لفظًاً ومعنى. وعن حذيفة رضي الله عنه قال: قال رسول الله : "لا يدخل الجنة نمام" متفق عليه. وعن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله مر بقبرين فقال: "إنهما يعذابان ، وما يعذبان في كبير! بلى إنه كبير: أما أحدهما ، فكان يمشي بالنميمة، وأما الآخر فكان لا يستتر من بوله "متفق عليه. قال العلماء: معنى "وما يعذبان في كبير" أي كبير في زعمهما وقيل: كبير تركه عليهما. وعن ابن مسعود رضي الله عنه أن النبي قال: " ألا أنبئكم ما العِضَه؟ هي النميمة، القالة بين الناس" رواه مسلم. ودخل رجل على عمر بن عبد العزيز، فذكر له عن رجل شيئًا، فقال له عمر: إن شئت نظرنا في أمرك، فإن كنت كاذبًا فأنت من أهل هذه الآية {إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا}الحجرات: 6. وإن كنت صادقًا فأنت من أهل هذه الآية [هماز مشاء بنميم]، وإن شئت عفونا عنك. فقال: العفو يا أمير المؤمنين، لا أعود إليه أبدًا. وقال أبو حامد الغزالي: «قال الحسن: من نم إليك نم عليك. وهذا إشارة إلى أن النمام ينبغي أن يبغض ولا يوثق بقوله ولا بصداقته. وكيف لا يبغض وهو لا ينفك عن الكذب والغيبة والغدر والخيانة والغل والحسد والنفاق والإفساد بين الناس والخديعة، وهو ممن يسعى في قطع ما أمر الله به أن يوصل ويفسدون في الأرض. وقال تعالى: {إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ}الشورى: 42.
أما الوشاية بالمسلمين عند الكافرين ، لا يحدث إلا من مسلم منافق نفاق أكبر ، والنفاق الأكبر مخرج من الملة باتفاق أهل العلم ، لأنه يقصد بهذه الوشاية وقوع الضرر بالمسلمين وإلحاق الأذى بهم ، والنكاية بدينهم ، والتقرب بذلك لأهل الكفر. قال تعالى: (بَشِّرِ ظ±لغ،مُنَـظ°فِقِينَ بِأَنَّ لَهُمغ، عَذَابًا أَلِيمًا، ظ±لَّذِينَ يَتَّخِذُونَ ظ±لغ،كَـظ°فِرِينَ أَوغ،لِيَاظ“ءَ مِن دُونِ ظ±لغ،مُؤغ،مِنِينَغڑ أَيَبغ،تَغُونَ عِندَهُمُ ظ±لغ،عِزَّةَ فَإِنَّ ظ±لغ،عِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًغ¬ا) النساء: 138ـ139. وقال تعالى: (وَمِنغ،ہُم مَّنغ، عَـظ°هَدَ ظ±للَّهَ لَظ®ظ•ِنغ، ءَاتَظ®ظ°نَا مِن فَضغ،لِهِغ¦ لَنَصَّدَّقَنَّ وَلَنَكُونَنَّ مِنَ ظ±لصَّـظ°لِحِين،فَلَمَّاظ“ ءَاتَظ®ظ°هُم مِّن فَضغ،لِهِغ¦ بَخِلُواْ بِهِغ¦ وَتَوَلَّواْ وَّهُم مُّعغ،رِضُونَ، فَأَعغ،قَبَہُمغ، نِفَاقًغ¬ا فِى قُلُوبِہِمغ، إِلَىظ° يَوغ،مِ يَلغ،قَوغ،نَهُ غ¥ بِمَاظ“ أَخغ،لَفُواْ ظ±للَّهَ مَا وَعَدُوهُ وَبِمَا عھَانُواْ يَكغ،ذِبُونَ) التوبة: 75ـ77 وحذر رسول الله من المنافقين، وذكر خصالهم فعَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَرْبَعٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ كَانَ مُنَافِقًا خَالِصًا، وَمَنْ كَانَتْ فِيهِ خَلَّةٌ مِنْهُنَّ كَانَتْ فِيهِ خَلَّةٌ مِنْ نِفَاقٍ حَتَّى يَدَعَهَا: إِذَا حَدَّثَ كَذَبَ، وَإِذَا عَاهَدَ غَدَرَ، وَإِذَا وَعَدَ أَخْلَفَ، وَإِذَا خَاصَمَ فَجَرَ "رواه البخاري. ومن صفاتهم موالاتهم لأهل الكتاب وهُم منهيون عن ذلك والاتفاق معهم ضد المؤمنين، قال تعالى: (يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهودَ والنصارى أولياءَ بعضُهُمْ أولياءُ بعض, ومنْ يتولهم فانه منهم, انّ الله لا يهدي القوم الظالمين) المائدة:51. كذلك المخادعة وحبّ المكر، فتراهم في حياتهم وتعامُلهم مع النّاس لا يتورّعون عن استخدام الحيل الماكرة والوسائل الملتوية ؛ لخداع النّاس وتزوير الحقائق، وهم في خداعهم ومكرهم هذا يظنّون أنّهم يخادعون اللهَ ورسولَه وهم في الحقيقة ما يخدعون إلاّ أنفسهم من حيث لا يشعرون. قال تعالى: (يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ) البقرة: 9. والمنافقون، في كل زمانٍ ومكانٍ متشابهون، يُظهرون خلاف ما يُبطنون، يدَّعون حبهم لدين لإسلام وهُم لشريعته مبغِضون وللانقياد لها رافضون، وبالقوانين الوضعية راضون ، قال تعالى: (أَلَمغ، تَرَ إِلَى ظ±لَّذِينَ يَزغ،عُمُونَ أَنَّهُمغ، ءَامَنُواْ بِمَاظ“ أُنزِلَ إِلَيغ،كَ وَمَاظ“ أُنزِلَ مِن قَبغ،لِكَ يُرِيدُونَ أَن يَتَحَاكَمُوظ“اْ إِلَى ظ±لطَّـظ°غُوتِ وَقَدغ، أُمِرُوظ“اْ أَن يَكغ،فُرُواْ بِهِغ¦ وَيُرِيدُ ظ±لشَّيغ،طَـظ°نُ أَن يُضِلَّهُمغ، ضَلَـظ°لاَغ¢ بَعِيدًغ¬ا،وَإِذَا قِيلَ لَهُمغ، تَعَالَوغ،اْ إِلَىظ° مَاظ“ أَنزَلَ ظ±للَّهُ وَإِلَى ظ±لرَّسُولِ رَأَيغ،تَ ظ±لغ،مُنَـظ°فِقِينَ يَصُدُّونَ عَنكَ صُدُودًغ¬ا)ï»؟النساء:60ـ61. بل هُم للإسلام وأهله في الليل والنهار يكيدون، وقد نسوا أنَّ الله مُخرجٌ ما يكتمون.ولقد حدَّثنا الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم عن المنافقين، وبَيَّن لنا صفاتهم وأحوالهم، ونبأنا الكثير مِن أخبارهم، وفَضَحَ ما يُخفون مِن حقدٍ على المؤمنين، ثم ذَكَر لنا سوءعاقبتهم.
قال الله تعالى: (أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ أَنْ لَنْ يُخْرِجَ اللَّهُ أَضْغَانَهُمْ)محمد:29.
ادعو أصحاب هذا الخلق الذميم والسلوك المشين الذين يقطعون الأواصر ويفرقون بين القلوب ويهدمون البيوت والمجتمعات ، أن يتوبوا إلى الله تعالى قبل إلا يكون هناك توبة.
هذا. والله تعالى أعلى وأعلم.
|
التعديل الأخير تم بواسطة محمد فرج الأصفر ; 03-09-2019 الساعة 09:36 PM.
|
|
|
|
|