أنت غير مسجل في مسلم أون لاين . للتسجيل الرجاء أضغط هنـا
 

الإعلانات النصية


الإهداءات

العودة   منتديات مسلم أون لاين العودة مسلم أون لاين الإســلامي العودة قسم حوار الأديان العودة الرد على الفرق الضالة

إضافة رد
   
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  مشاركة رقم : 1  
قديم 04-10-2016
رحيق مختوم


رقم العضوية : 67
تاريخ التسجيل : Oct 2015
الدولة : سوريا طرطوس
المشاركات : 119
بمعدل : 0.04 يوميا
معدل تقييم المستوى : 10
المستوى : رحيق مختوم نشيط

رحيق مختوم غير متواجد حالياً عرض البوم صور رحيق مختوم



المنتدى : الرد على الفرق الضالة
افتراضي الباطنية الاسماعيلية والنصيرية والدرزية بشيء من التفصيل

اَلْحَمْدُ لِلهِ وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى رَسُولِ اللهِ وَعَلَى اَزْوَاجِهِ وَذُرِّيَّتِهِ وَآَلِهِ وَاَصْحَابِهِ وَمَنْ وَالَاهُمْ وَبَعْدُ: فَاِنَّنَا نُجِيبُ اِجَابَةً طَوِيلَةً فِي هَذِهِ الْمُشَارَكَةِ عَنْ سُؤَالٍ وَرَدَ اِلَيْنَا مِنْ اَحَدِ الْاِخْوَةِ يَقُولُ فِيهِ: مَنْ هُمُ الْبَاطِنِيَّة؟ وَالْجَوَابُ عَلَى ذَلِكَ: اَنَّ الْعُلَمَاءَ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُؤَرِّخِينَ الَّذِينَ يَكْتُبُونَ فِي الْفِرَقِ وَهُمْ اَرْبَابُ الْمَقَالَاتِ فِيمَا يَتَعَلَّقُ بِالْفِرَقِ: يُقَسِّمُونَ الْفِرَقَ الْاِسْلَامِيَّةَ اِلَى اَرْبَعِ فِرَقٍ كِبَارٍ وَهُمُ: الْخَوَارِجُ، وَالْمُعْتَزِلَةُ، وَالْمُرْجِئَةُ، وَالشِّيعَة، نَعَمْ اَخِي: وَالشِّيعَةُ هُمْ اَخْطَرُ الْفِرَقِ وَاَشَدُّهَا عَلَى الْاِسْلَامِ وَالْمُسْلِمِينَ، نعم اخي: وَاِذَا اَرَدْنَا اَنْ نَتَحَدَّثَ عَنِ الشِّيعَةِ، فَالْحَدِيثُ عَنِ الشِّيعَةِ يَطُولُ؟ لِاَنَّ الشِّيعَةَ فِرَقٌ مُتَعَدِّدَةٌ وَمُتَنَوِّعَة، وَلِذَلِكَ نَقْتَصِرُ فِي حَدِيثِنَا عَنِ الشِّيعَةِ فِي هَذِهِ الْمُشَارَكَةِ عَلَى فِرْقَةٍ وَاحِدَةٍ مِنْهُمْ فَقَطْ وَهُمُ الْبَاطِنِيَّةُ الَّذِينَ اَرْسَلَ اِلَيْنَا السَّائِلُ بِشَاْنِهِمْ، نَعَمْ اَيُّهَا الْاِخْوَة: وَقَبْلَ اَنْ نَبْدَاَ الْحَدِيثَ عَنِ الْبَاطِنِيَّةِ، نُشِيرُ اِلَى مَدْخَلٍ وَمُقَدِّمَةٍ تَمْهِيدِيَّةٍ؟ مِنْ اَجْلِ الْحَدِيثِ عَنْهُمْ، نَعَمْ اَخِي: وَالَّذِينَ يَكْتُبُونَ فِي الْفِرَقِ، يُقَسِّمُونَ الشِّيعَةَ اِلَى فِرَقٍ وَاَصْنَافٍ، فَلَوْ بَدَاْنَا بِاَقْدَمِ كِتَابٍ عِنْدَنَا اَوْ بَيْنَ اَيْدِينَا فِي الْفِرَقِ، لَوَجَدْنَا اَنَّ كِتَابَ مَقَالَاتِ الْاِسْلَامِيِّينَ لِاَبِي الْحَسَنِ الْاَشْعَرِيِّ: يُقَسِّمُ فِيهِ الشِّيعَةَ اِلَى ثَلَاثَةِ اَصْنَاف: اَلصِّنْفُ الْاَوَّلُ: هُمْ غَالِيَةُ الشِّيعَةِ، وَالصِّنْفُ الثَّانِي: هُمُ الرَّافِضَةُ، وَالصِّنْفُ الثَّالِثُ: هُمُ الزَّيْدِيَّة، نَعَمْ اَخِي: وَغَالِيَةُ الشِّيعَةِ يُقْسَمُونَ فِي كِتَابِ اَبُو الْحَسَنِ اِلَى: خَمْسِ عَشْرَةَ فِرْقَة، وَاَمَّا الرَّافِضَةُ: فَاِلَى اَرْبَعٍ وَعِشْرِينَ فِرْقَة، وَاَمَّا الزَّيْدِيَّةُ: فَهُمْ سِتُّ فِرَقٍ، نَعَمْ اَخِي: وَالَّذِي يَهُمُّنَا مِنْ كِتَابِ الْاَشْعَرِيِّ: اَنَّ الْاَشْعَرِيَّ هُنَا جَعَلَ الْفِرْقَةَ الثَّامِنَةَ عَشَرَةَ مِنَ الرَّافِضَةِ: هِيَ الْقَرَامِطَةُ، نعم اخي: جَعَلَ اَبُو الْحَسَنِ الْقَرَامِطَةَ وَهُمْ بَاطِنِيَّة: وَمَعَ ذَلِكَ جَعَلَهُمْ مِنْ فِرَقِ الرَّافِضَةِ الْاِمَامِيَّةِ الِاثْنَيْ عَشَرِيَّة وَهَذِهِ نَاحِيَة، وَاَمَّا مِنَ النَّاحِيَةِ الْاُخْرَى: فَاِنَّنَا نَجِدُ بَعْضَ عُلَمَاءِ اَهْلِ السُّنَّةِ يَجْعَلُونَ الْاِسْمَاعِيلِيَّةَ وَهِيَ مِنْ طَوَائِفِ الْبَاطِنِيَّةِ، وَمَعَ ذَلِكَ يَجْعَلُونَهَا فِرْقَةً مِنْ فِرَقِ الرَّوَافِضِ، نَعَمْ اَخِي: وَاَمَّا عَبْدُ الْقَاهِرِ الْبَغْدَادِيِّ فِي كِتَابِهِ الْفَرْقُ بَيْنَ الْفِرَقِ فَاِنَّهُ يَقُولُ: وَاَمَّا الرَّاوَافِضُ: فَاِنَّ السَّبَئِيَّةَ مِنْهُمْ: اَظْهَرُوا بِدْعَتَهُمْ فِي زَمَنِ عَلِيٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ لِعَلِيٍّ: اَنْتَ الْاِلَهُ! فَاَحْرَقَ عَلِيٌّ قَوْماً مِنْهُمْ، وَنَفَى عَبْدَ اللهِ بْنَ سَبَاٍ الْيَهُودِيَّ اِلَى الْمَدَائِنِ، نَعَمْ اَخِي: وَهَذِهِ الْفِرْقَةُ السَّبَئِيَّةُ: لَيْسَتْ مِنْ فِرَقِ اُمَّةِ الْاِسْلَام، نَعَمْ اَخِي: وَالسَّبَئِيَّةُ: هُمْ اَتْبَاعُ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَبَاَ الَّذِي قَالَ بِتَاْلِيهِ عَلِيٍّ بْنِ اَبِي طَالِب، نَعَمْ اَخِي: وَاَمَّا الشَّهْرَسْتَانِي فِي كِتَابِهِ الْمِلَلُ وَالنِّحَلُ: فَاِنَّهُ يُقَسِّمُ الشِّيعَةَ اِلَى خَمْسِ فِرَقٍ وَهِيَ التَّالِيَة: كَيْسَانِيَّة، زَيْدِيَّة، اِمَامِيَّة، غُلَاة، اِسْمَاعِيلِيَّة، نَعَمْ اَيُّهَا الْاِخْوَة: وَالْقَصْدُ مِنْ هَذِهِ الْمُقَدِّمَةِ: اَنْ نَعْلَمَ عِلْمَ الْيَقِينِ اَيُّهَا الْاِخْوَة: اَنَّ فِرَقَ الْبَاطِنِيَّةِ وَاِنْ كَانُوا يَقُولُونَ بِاَنَّ لِكُلِّ ظَاهِرٍ بَاطِناً، وَمَعَ ذَلِكَ فَاِنَّ الْبَاطِنِيَّةَ هِيَ وَثِيقَةُ الصِّلَةِ بِالرَّافِضَةِ وَبِالشِّيعَةِ عُمُوماً، بَلْ اِنَّ الْبَاطِنِيَّةَ هِيَ مِنْ فِرَقِ الشِّيعَةِ، بَلْ هِيَ جُزْءٌ لَايَتَجَزَّاُ مِنَ الشِّيعَةِ، نَعَمْ اَخِي: وَنَعْنِي بِالْبَاطِنِيَّةِ ثَلَاثَ فِرَقٍ: وَهُمُ الْاِسْمَاعِيلِيَّةُ، وَالنُّصَيْرِيَّةُ، وَالدُّرُوزُ، نعم اخي: وَهَؤُلَاءِ الْبَاطِنِيَّةُ الثَّلاثة: هم الَّذِينَ سَيَقْتَصِرُ الْحَدِيثُ عَلَيْهِمْ هُمْ فَقَطْ فِي هَذِهِ الْمُشَارَكَةِ، نَعَمْ اَيُّهَا الْاِخْوَة: فَمَا هُوَ مَعْنَى الْبَاطِنِيَّة، وَاَقُولُ لَكَ اَخِي: لُقِّبُوا بِالْبَاطِنِيَّةِ؟ لِقَوْلِهِمْ اَنَّ النَّاسَ يَعْلَمُونَ عِلْمَ الظَّاهِرِ، وَ اَمَّا الْاِمَامُ فيَعْلَمُ عِلْمَ الْبَاطِنِ، فَحَرَّفُوا مَعَانِيَ الْقُرْآَنِ! وَجَعَلُوا هَذِهِ التَّحْرِيفَاتِ: هِيَ عِلْمَ الْبَاطِنَ! نَعَمْ اَخِي: وَاَمَّا مَقْصُودُهُمْ مِنْ هَذَا الظَّاهِرِ وَالْبَاطِنِ: فَهُوَ اِبْطَالُ الشَّرَائِعِ! وَالْخُرُوجُ عَنْ اَحْكَامِ الدِّينِ! وَالْقَضَاءُ عَلَى عَقِيدَةِ التَّوْحِيد! نَعَمْ اَخِي: وَضَرَرُ الْبَاطِنِيَّةِ عَلَى فِرَقِ الْمُسْلِمِينَ: اَعْظَمُ مِنْ ضَرَرِ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى وَسَائِرِ الْمُشْرِكِينَ( وَنَحْنُ تَعَوَّدْنَا فِي جَمِيعِ مُشَارَكَاتِنَا اَنْ نَقُولَ مَالَنَا وَمَاعَلَيْنَا(نَعَمْ اَخِي: وَمَنْشَاُ دِينِ الْبَاطِنِيَّةِ: هُوَ مِنْ وَثَنِيَّةِ اَوْلَادِ الْمَجُوسِ عُبَّادِ النَّارِ الَّذِينَ امْتَلَاَتْ قُلُوبُهُمْ وَنُفُوسُهُمْ بِالْحِقْدِ عَلَى الْاِسْلَامِ، وَرَاَوْا اَنَّهُ لَاسَبِيلَ لَهُمْ لِلِانْتِصَارِ عَلَى الْمُسْلِمِينَ بِقُوَّةِ السِّلَاحِ، فَاَرَادُوا الْكَيْدَ لَهُ بِالْبَاطِنِ الْبَاطِلِ، فَسَلَكُوا مَسْلَكَ التَّشَيُّعِ، وَعَمَدُوا اِلَى الِانْسِلَاخِ مِنْ دِينِ الْاِسْلَامِ بِاسْمِ التَّاْوِيلِ الْبَاطِنِ، نَعَمْ اَخِي: فَالْبَاطِنِيَّةُ قَوْمٌ يَتَسَتَّرُونَ بِالْاِسْلَامِ، وَيَتَظَاهَرُونَ بِالرَّفْضِ وَالتَّشَيُّعِ، وَلَكِنَّهُمْ فِي حَقِيقَتِهِمْ: هُمْ زَنَادِقَةٌ مَلَاحِدَةٌ، يُجِيزُونَ وَيَقْصُدُونَ اِسْقَاطَ هَذَا الدِّينِ، وَالْقَضَاءَ عَلَى دِينِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَاِبْطَالَهُ بِاُصُولِهِ وَفُرُوعِهِ، وَلِهَذَا نَجِدُ اَنَّ اَهْلَ الْقِبْلَةِ عُمُوماً وَلَوْ كَانُوا مِنْ اَهْلِ الْبِدَعِ الْغَرِيبَةِ الْمُنْكَرَةِ وَمَعَ ذَلِكَ: كُلُّهُمْ يَرُدُّونَ عَلَى الْبَاطِنِيَّةِ، نَعَمْ اَخِي: فَتَجِدُ الْمُعْتَزِلَةَ مَثَلاً يَرُدُّونَ عَلَى الْبَاطِنِيَّةِ، وَتَجِدُ الزَّيْدِيَّةَ يَرُدُّونَ عَلَى الْبَاطِنِيَّةِ، وَتَجِدُ الْاَشَاعِرَةَ يَرُدُّونَ عَلَى الْبَاطِنِيَّةِ، وَتَجِدُ اَهْلَ السُّنَّةِ وَالْوَهَّابِيَّةِ وَالْمُتَصَوِّفَةِ يَرُدُّونَ عَلَى الْبَاطِنِيَّة، بَلْ تَجِدُ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى وَالشِّيعَةَ الْاِمَامِيَّةَ مِنْ شِيعَةِ حَسَنْ نَصْرَ الله وَالْخَامِنْئِي كُلُّهُمْ يَرُدُّونَ عَلَى الْبَاطِنِيَّة، نَعَمْ اَخِي: فَمَثَلاً اَبُو حَامِدٍ الْغَزَالِيُّ الْاَشْعَرِيُّ: يَكْتُبُ كِتَاباً جَيِّداً بِعُنْوَانِ: فَضَائِحِ الْبَاطِنِيَّةِ، وَيَكْشُفُ فِي كِتَابِهِ خُطَطَهُمْ وَمَكَائِدَهُمْ، وَاَنَّهُمْ فِعْلاً زَنَادِقَةٌ وَمَلَاحِدَة، نَعَمْ اَخِي: وَكَذَلِكَ عَبْدُ الْقَاهِرِ الْبَغْدَادِيُّ: تَكَلَّمَ كَلَاماً نَفِيساً وَمُهِمّاً بِشَاْنِ الْبَاطِنِيَّةِ، وَكَذَلِكَ الْبَاقِلَّانِيُّ: يَهْتُكُ اَسْتَارَهُمْ وَيَكْشُفُ اَسْرَارَهُمْ، وَكَذَلِكَ الْقَاضِي اَبُو يَعْلَى: يَكْشِفُ عَنْ خَطَرِهِمْ فِي كِتَابِهِ الْمُعْتَمَدِ فِي اُصُولِ الدِّينِ، وَكَذَلِكَ نَجِدُ عُلَمَاءَ الزَّيْدِيَّةِ: يَكْتُبُونَ فِي الرَّدِّ عَلَى الْبَاطِنِيَّةِ: وَمِنْهُمْ يَحْيَي بْنُ حَمْزَةَ الْعَلَوِيُّ: عِنْدَمَا كَتَبَ كِتَاباً سَمَّاهُ: الْاِقْحَامُ فِي الرَّدِّ عَلَى الْبَاطِنِيَّةِ الطِّغَام، نَعَمْ اَخِي: وَكَذَلِكَ نَجِدُ عَبْدَ الْجَبَّارِ الْمُعْتَزِلِيَّ: يَكْتُبُ كِتَاباً فِي الرَّدِّ عَلَيْهِمْ، نَعَمْ اَخِي: فَهَؤُلَاءِ الْبَاطِنِيَّةُ فِي كُتُبِ هَؤُلَاءِ: هُمْ عَدُوٌّ لِلْمُسْلِمِينَ، وَاَخْطَرُ مِنَ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى، بَلْ هُمْ اَكْفَرُ مِنَ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى، وَلِذَلِكَ نَجِدُ اَنَّ اَهْلَ الْقِبْلَةِ كُلَّهُمْ عَلَى اخْتِلَافِ فِرَقِهِمْ، وَمَعَ ذَلِكَ يَرُدُّونَ عَلَى الْبِاطِنِيَّةِ؟ لِيُنَافِحُوا عَنِ الْاِسْلَامِ بِزَعْمِهِمْ، وَلِذَلِكَ يَقُولُ عَبْدُ الْقَادِرِ الْبَغْدَادِيُّ: اِعْلَمُوا اَسْعَدَكُمُ اللهُ: اَنَّ ضَرَرَ الْبَاطِنِيَّةِ عَلَى فِرَقِ الْمُسْلِمِينَ: اَعْظَمُ مِنْ ضَرَرِ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى وَالْمَجُوسِ عَلَيْهِمْ: بَلْ هُوَ اَعْظَمُ مِنْ ضَرَرِ الدَّجَّالِ الَّذِي سَيَظْهَرُ فِي آَخِرِ الزَّمَان، نَعَمْ اَيُّهَا الْاِخْوَة: وَقَدْ حَكَى اَصْحَابُ الْمَقَالَاتِ: اَنَّ الَّذِينَ اَسَّسُوا دَعْوَةَ الْبَاطِنِيَّةِ: هُمْ جَمَاعَةٌ: مِنْهُمْ مَيْمُونُ الْقَدَّاحِ وَمَنْ مَعَهُ: وَهُمُ الَّذِينَ بَدَؤُوا بِالدَّعْوَةِ اِلَى الْبَاطِنِيَّة، نَعَمْ اَخِي: وَيَذْكُرُ اَصْحَابُ التَّوَارِيخِ: اَنَّ دَعْوَةَ الْبَاطِنِيَّةِ: ظَهَرَتْ اَوَّلاً فِي زَمَنِ الْمَاْمُونِ: وَانْتَشَرَتْ فِي زَمَنِ الْمُعْتَصِمِ، نَعَمْ اَخِي: وَيَذْكُرُ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الدَّيْلَمِيِّ: اَنَّ بِدَايَةَ الْبَاطِنِيَّةِ سَنَةَ 250 هجرية، نعم اخي: ثُمَّ يُبَيِّنُ ابو حامد الغزالي: خَطَرَ الْقَوْمِ: وَاَنَّهُمْ مَلَاحِدَةٌ: فِي الْمَقَالَةِ الَّتِي فَصَّلَهَا فِي كِتَابِهِ: فَضَائِحُ الْبَاطِنِيَّةِ: حَيْثُ قَال: مِمَّا تَطَابَقَ عَلَيْهِ نَقَلَةُ الْمَقَالَاتِ قَاطِبَةً: اَنَّ هَذِهِ الدَّعْوَةَ الْبَاطِنِيَّةَ: لَمْ يَفْتَتِحْهَا مُنْتَسِبٌ اِلَى مِلَّةٍ، وَلَامُعْتَقِدٌ بِنِحْلَةٍ؟ لِاَنَّ مَسَاقَهَا يَنْقَادُ اِلَى الِانْسِلَالِ مِنَ الدِّينِ: كَانْسِلَالِ الشَّعْرَةِ مِنَ الْعَجِين، نَعَمْ اَخِي: وَهَذِهِ هِيَ النُّقْطَةُ الْاُولَى، وَنَنْتَقِلُ الْآَنَ اِلَى النُّقْطَةِ الثَّانِيَةِ: وَنَذْكُرُ جُمْلَةً مِنْ اَلْقَابِ الْقَوْمِ الْبَاطِنِيِّينَ: وَهُوَ لَقَبُ الْبَاطِنِيَّة، نَعَمْ اَخِي: وَلُقِّبُوا بِذَلِكَ؟ لِقَوْلِهِمْ: اِنَّ لِكُلِّ ظَاهِرٍ بَاطِناً، وَاَرَادُوا بِكَلِمَةِ الْبَاطِنِ: اِسْقَاطَ هَذَا الدِّينِ: وَاِبْطَالَ اُصُولِ الدِّينِ وَفَرَائِعِهِ وَشَرَائِعِهِ، نَعَمْ اَخِي: وَاَمَّا اللَّقَبُ الثَّانِي لَهُمْ: فَهُوَ الْقَرَامِطَةُ: وَذَلِكَ نِسْبَةً اِلَى حَمْدَانَ قِرْمِطْ اَوْ قَرْمَطْ: وَكَانَ حَمْدَانُ هَذَا مِنْ اَحَدِ دُعَاةِ الْبَاطِنِيَّة، نَعَمْ اَخِي: وَاَمَّا اللَّقَبُ الثَّالِثُ: فَهُوَ الْخُرَّمِيَّة، نَعَمْ اَخِي: وَكَلِمَةُ خُرَّمٍ: هِيَ لَفْظٌ اَعْجَمِيٌّ: وَالْمُرَادُ بِهِ هُوَ الشَّيْءُ الْمُسْتَلَذُّ الْمُسْتَطَابُ: وَذَلِكَ نِسْبَةً اِلَى اَنَّهُمْ اَصْحَابُ اِبَاحِيَّةٍ، وَاَصْحَابُ فَوَاحِشَ، وَيَسْتَحِلُّونَ الْفَوَاحِشَ وَالْمُحَرَّمَاتِ: وَمِنْهَا نِكَاحُ الْمَحَارِمِ، بَلْ اِنَّ بَعْضَهُمْ كَمَا ذَكَرَ عَبْدُ الْقَاهِرِ الْبَغْدَادِيُّ: سَنَّ لِاَتْبَاعِهِ الشُّذُوذَ وَاللِّوَاطَ وَالْعَيَاذُ بِالله، نَعَمْ اَخِي: وَاَمَّا اللَّقَبُ الرَّابِعُ: فَهُوَ الْبَابَكِيَّة: نِسْبَةً اِلَى بَابِكَ الْخُرَّمِيِّ الَّذِي قَاتَلَ دَوْلَةَ الْخِلَافَةِ الْعَبَّاسِيَّةِ فِي زَمَنِ الْمُعْتَصِمِ: وَاشْتَدَّتْ شَوْكَتُهُ، وَعَظُمَ شَرُّهُ حَتَّى قُتِلَ وَصُلِبَ، نَعَمْ اَخِي: وَاَمَّا اللَّقَبُ الْخَامِسُ لِلْبَاطِنِيَّةِ: فَهُوَ الْاِسْمَاعِيلِيَّةُ: نِسْبَةً اِلَى زَعِيمِهِمْ مُحَمَّدُ بْنُ اِسْمَاعِيلَ بْنُ جَعْفَرَ، وَهُنَا وَقْفَةٌ لَابُدَّ مِنْهَا: نَعَمْ اَخِي: لَابُدَّ لَكَ مِنْ دِرَاسَةِ تَارِيخِ الشِّيعَةِ جَيِّداً مُنْذٌ نَشْاَتِهِمْ: قَبْلَ اَنْ تَدْرُسَ تَارِيخَ الْبَاطِنِيَّةِ مُنْذُ نَشْاَتِهِمْ بِدَوْرِهِمْ اَيْضاً لِمَاذَا؟ لِاَنَّ الْبَاطِنِيَّةَ فَرْعٌ اَخْبَثُ عَنِ الشِّيعَةِ الْخُبَثَاء: فَحِينَمَا نَجِدُ اَنَّ الرَّافِضَةَ الِاثْنَيْ عَشَرِيَّةَ الْاِمَامِيَّةَ يَتَّفِقُونَ فِي الْاِمَامَةِ اِلَى اَنْ وَصَلُوا اِلَى الْاِمَامِ جَعْفَرَ الصَّادِقِ: فَمَاذَا حَدَثَ هُنَا؟ نَعَمْ اَخِي: اِذَا لَمْ تَفْهَمْ هَذِهِ النُّقْطَةَ الْحَسَّاسَةَ فِي تَارِيخِ الشِّيعَةِ، فَلَنْ تَفْهَمَ شَيْئاً فِي هَذِهِ الْمُشَارَكَة، نَعَمْ اَخِي: وَقَعَ الْخِلَافُ بَعْدَ الْاِمَامِ جَعْفَرَ الصَّادِقِ، وَحَصَلَ انْشِقَاقٌ كَبِيرٌ فِي فِرْقَةِ الشِّيعَةِ الِاثْنَيْ عَشَرِيَّةَ، فَقَالُوا: اِنَّ الْاِمَامَ بَعْدَ جَعْفَر هُوَ مُوسَى الْكَاظِمُ بْنُ جَعْفَرُ الصَّادِقِ، وَاَمَّا الْفَرِيقُ الْآَخَرُ مِنَ الْاِسْمَاعِيلِيَّةِ الْبَاطِنِيَّةِ فَقَالُوا: لَا اِنَّ الْاِمَامَ هُوَ اِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرَ الصَّادِقِ، نَعَمْ اَخِي: فَحَصَلَ هُنَا الِانْشَقَاقُ الضَّخْمُ الْهَائِلُ فِي فِرْقَةِ الشِّيعَةِ الْاِمَامِيَّةِ، وَتَمَيَّزَتْ فِرْقَةُ الرَّافِضَةِ الشِّيعَةِ الِاثْنَيْ عَشَرِيَّةَ الْاِمَامِيَّةَ، وَاسْتَقَلَّتْ عَنْ غَيْرِهَا مِنَ الْفِرَقِ، وَظَهَرَتْ فِرْقَةٌ جَدِيدَةٌ وَهِيَ الشِّيعَةُ الْاِمَامِيَّةُ الْبَاطِنِيَّةُ الِاثْنَيْ عَشَرِيَّةُ الْاِسْمَاعِيلِيَّةُ: نِسْبَةً اِلَى اِسْمَاعِيلَ بْنِ جَعْفَرَ، وَانْشَقَّتْ عَنِ الْفِرْقَةِ الْاِمَامِيَّةِ الِاثْنَيْ عَشَرِيَّةَ الْمُوسَوِيَّةَ الْكَاظِمِيَّةَ: نِسْبَةً اِلَى مُوسَى الْكَاظِمِ بْنِ جَعْفَرَ وَالَّتِي يَتَزَعَّمُهَا الْخَامِنْئِيُّ فِي اَيَّامِنَا فِي اِيرَانَ وَحَسَنُ نَصْرُ اللهِ فِي لُبْنَانَ، نَعَمْ اَخِي: وَاَمَّا اللَّقَبُ السَّادِسُ لِلْبَاطِنِيَّةِ: فَهُوَ التَّعْلِيمِيَّةُ؟ لِاَنَّ مَبْدَاَ مَذْهَبِهِمْ وَاَسَاسَهُ: يَقُومُ عَلَى التَّلَقِّي وَالتَّعْلِيمِ مِنَ الْاِمَامِ الْمَعْصُومِ: وَلَيْسَ عَنْ طَرِيقِ الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ: بَلْ عَنْ طَرِيقِ اَئِمَّتِهِمُ الَّذِينَ يَدَّعُونَ لَهُمُ الْعِصْمَة، نَعَمْ اَخِي: وَاَمَّا اَشْهَرُ اَلْقَابِهِمْ: فَهُوَ الْبَاطِنِيَّة، نَعَمْ اَخِي: وَهُؤَلَاءِ الْبَاطِنِيَّةُ اَيْضاً: لَهُمْ اَلْقَابٌ تَخْتَلِفُ بِاخْتِلَافِ الْاَمْكِنَةِ وَالْاَزْمِنَةِ: فَنَجِدُ مَثَلاً اَنَّهُمْ فِي مِصْرَ كَانُوا يُسَمَّوْنَ بِالْعُبَيْدِيِّينَ: نِسْبَةً اِلَى عُبَيْدِ اللهِ الْمَهْدِيِّ الَّذِي اَسَّسَ دَوْلَةَ الْعُبَيْدِيِّينَ الْاِسْمَاعِيلِيَّةَ: وَالَّتِي اَسْمَوْهَا فِيمَا بَعْدُ كَذِباً وَزُوراً بِالدَّوْلَةِ الْفَاطِمِيَّة، نَعَمْ اَخِي: وَتُسَمَّى الْبَاطِنِيَّةُ فِي بِلَادِ الشَّامِ: بِالنُّصَيْرِيَّةِ وَالدُّرُوزِ، نَعَمْ اَخِي: وَتُسَمَّى الْبَاطِنِيَّةُ فِي بِلَادِ الْاَكْرَادِ: بِالْبَقْدَاشِيَّة، وَاَمَّا فِي بِلَادِ اِيرَانَ فَتُسَمَّى: بِالْبَابِيَّةِ، نَعَمْ اَخِي: وَيَقُولُ شَيْخُ الْاِسْلَامِ ابْنُ تَيْمِيَّةَ عَنْ هَذِهِ الْاَلْقَابِ الَّتِي ذَكَرْنَاهَا: اَنَّ مِنْهَا مَايَعُمُّ: وَمِنْهَا مَايَخُصُّ بَعْضَ اَصْنَافِهِمْ، وَصَدَقَ رَحِمَهُ اللهُ: فَالْبَاطِنِيَّةُ تَشْمَلُ الدُّرُوزَ وَالْاِسْمَاعِيلِيَّةَ: وَتَشْمَلُ اَيْضاً النُّصَيْرِيَّةَ: لَكِنَّ مُصْطَلَحَ الْاِسْمَاعِيلِيَّةِ مَثَلاً: قَدْ لَايَشْمَلُ الدُّرُوزَ: وَلَايَشْمَلُ اَيْضاً النُّصَيْرِيَّةَ، بَعْدَ ذَلِكَ اَيُّهَا الْاِخْوَة: هُنَاكَ سُؤَالٌ مِنْ اَحَدِ الْاِخْوَةِ: يَطْلُبُ فِيهِ شَرْحاً عَنْ عَقَائِدِ الْقَوْمِ الْبَاطِنِيِّينَ: وَالْجَوَابُ عَلَى ذَلِكَ: قَالَ اَبُو حَامِدٍ الْغَزَالِيُّ الْاَشْعَرِيُّ: هَؤُلَاءِ: ظَاهِرُ مَذْهَبِهِمْ هُوَ الرَّفْضُ: بِمَعْنَى اَنَّهُمْ يُظْهِرُونَ الرَّفْضَ وَالتَّشَيُّعَ، ثُمَّ يَقُولُ الْغَزَالِيُّ: وَبَاطِنُهُ الْكُفْرُ الْمَحْضُ: بِمَعْنَى اَنَّ هَؤُلَاءِ الْبَاطِنِيِّينَ مَلَاحِدَةٌ زَنَادِقَةٌ كُفَّارٌ: بَلْ هُمْ اَكْفَرُ مِنَ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى: وَاَكْفَرُ مِنْ مُشْرِكِي الْعَرَب، نَعَمْ اَيُّهَا الْاِخْوَة: وَنَذْكُرُ لَكُم الْآَنَ شَيْئاً مِنْ زَنْدَقَةِ الْقَوْمِ: فَاِذَا جِئْنَا مَثَلاً اِلَى التَّوْحِيدِ عِنْدَ الْبَاطِنِيَّةِ: فَنَجِدُ اَنَّهُمْ يَقُولُونَ بِاِلَهَيْنِ اثْنَيْنِ نَسْاَلُ اللهَ الْعَافِيَة: اِلَهٌ يُسَمُّونَهُ السَّابِقَ: وَاِلَهٌ آَخَرُ يُسَمُّونَهُ التَّالِي! نَعَمْ اَخِي: اَمَّا السَّابِقُ: فَهُوَ عِلَّةٌ! وَاَمَّا التَّالِي: فَهُوَ مَعْلُولٌ! نَعَمْ اَخِي: وَهَذَا يُذَكِّرُنَا بِمَقَالَةِ الْمَجُوسِ: عِنْدَمَا قَالُوا بِالنُّورِ وَالظُّلْمَةِ: بِمَعْنَى اَنَّهُمْ قَالُوا بِاِلَهَيْنِ اثْنَيْنِ: وَهُمَا اِلَهٌ لِلنُّورِ! وَاِلَهٌ لِلظُّلْمَةِ! نَعَمْ اَخِي: فَالْبَاطِنِيَّةُ مُشْرِكُونَ فِي هَذَا الْبَابِ، نَعَمْ اَخِي: وَاِذَا جِئْنَا اِلَى النُّبُوَّاتِ: نَجِدُ اَنَّ الْبَاطِنِيَّةَ يَسْخَرُونَ مِنَ الْاَنْبِيَاءِ، وَيَطْعَنُونَ بِالْاَنْبِيَاءِ، وَيَطْعَنُونَ مَثَلاً فِي نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ! وَيُنْكِرُونَ الْوَحْيَ! كَمَا قَالَ ابْنُ تَيْمِيَّةَ رَحِمَهُ الله: وَحَقِيقَةُ اَمْرِ الْبَاطِنِيَّةِ: اَنَّهُمْ لَايُؤْمِنُونَ بِنَبِيٍّ مِنَ الْاَنْبِيَاءِ وَالْمُرْسَلِينَ: لَابِنُوحٍ! وَلَا اِبْرَاهِيمَ! وَ لَا بِمُوسَى! وَلَابِعِيسَى! بَلْ وَلَا مُحَمَّدٍ صَلَوَاتُ اللهِ وَسَلَامُهُ عَلَيْهِمْ اَجْمَعِينَ! وَلَا بِشَيْءٍ مِنْ كُتُبِ اللهِ الْمُنَزَّلَةِ! لَا التَّوْرَاةِ! وَلَا الْاِنْجِيلِ! وَلَا الزَّبُورِ! وَلَا الْقُرْآَنِ! فَهُمْ يُرِيدُونَ اِبْطَالَ الدِّينِ! وَهَدْمَ دِينِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ بِاُصُولِهِ وَفُرُوعِهِ! فَاَبْطَلُوا مَسَائِلَ الِاعْتِقَادِ! كَمَا اَيْضاً عَطَّلُوا الشَّرَائِعَ: مِنْ خِلَالِ مَايُسَمَّى بِالتَّاْوِيلِ الْبَاطِنِيِّ! اِنْتَهَى كَلَامُ شَيْخِ الْاِسْلَامِ رَحِمَهُ الله، نَعَمْ اَخِي: وَفِي هَذَا الْمَقامِ يَقُولُ عَبْدُ الْقَاهِرِ الْبَغْدَادِيُّ: وَالَّذِي يَصِحُّ عِنْدِي مِنْ دِينِ الْبَاطِنِيَّةِ: اَنَّهُمْ دَهْرِيَّةٌ! زَنَادِقَةٌ! يَقُولُونَ بِقِدَمِ الْعَالَمِ! وَيُنْكِرُونَ الرُّسُلَ وَالشَّرَائِعَ كُلَّهَا! نَعَمْ اَخِي: فَهُمْ يَقُولُونَ بِقِدَمِ الْعَالَمِ: بِمَعْنَى اَنَّهُمْ يَجْعَلُونَ الْعَالَمَ شَرِيكاً مَعَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ فِي صِفَةِ الْقِدَمِ الْاَزَلِيِّ الَّذِي لَابِدَايَةَ لَهُ، نَعَمْ اَخِي: ثُمَّ يَقُولُ الْبَغْدَادِيُّ: وَالدَّلِيلُ عَلَى اَنَّهُمْ زَنَادِقَةٌ وَدَهْرِيَّةٌ: مَاقَرَاْتُهُ فِي كِتَابِهِمُ الْمُتَرْجَمِ بِالسِّيَاسَةِ وَالْبَلَاغِ الْاَكِيدِ وَالنَّامُوسِ الْعَظِيمِ: وَهُوَ رِسَالَةٌ كَتَبَهَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ الْحَسَنِ الْقَيْرَوَانِيِّ: اِلَى اَبُو طَاهِر سُلَيْمَانَ بْنِ الْحَسَنِ الْقُرْمُطِيِّ، نَعَمْ اَخِي: فَعَرَضَ عَبْدُ الْقَاهِرِ الْبَغْدَادِيِّ فِي هَذِهِ الرِّسَالَةِ: اِلَى جُمْلَةٍ مِمَّا جَاءَ فِي هَذَا الْكِتَابِ الَّذِي كَتَبَهُ الْقَيْرَوَانِيُّ وَالِدُ الْخُلَفَاءِ الْعُبَيْدِيِّينَ الَّذِينَ حَكَمُوا الْمَغْرِبَ وَمِصْرَ، فَبَعَثَ الْقَيْرَوَانِيُّ هَذِهِ الرِّسَالَةَ اِلَى اَبُو طَاهِرٍ الْقُرْمُطِيِّ الَّذِي فَعَلَ الْاَفَاعِيلَ فِي بِلَادِ الْمُسْلِمِينَ، فَمَاهِيَ قِصَّةُ اَبُو طَاهِرٍ الْقُرْمُطِيِّ هَذَا؟ نَعَمْ اَخِي: دَخَلَ الْبَصْرَةَ فِي الْعِرَاقِ، وَقَتَلَ الْمُسْلِمِينَ فِي الْبَصْرَةَ، وَاَحْرَقَ الْجَامِعَ، وَفَعَلَ الْاَفَاعِيلَ فِي بَيْتِ اللهِ الْحَرَامِ كَمَا سَيَاْتِي فِي الْحَدِيثِ عَنْهُ اِنْ شَاءَ الله، نَعَمْ اَخِي: لَكِنْ مَاذَا جَاءَ فِي هَذِهِ الرِّسَالَةِ؟ وَاَقُولُ لَكَ اَخِي: يَقُولُ عُبَيْدُ اللهِ الْقَيْرَوَانِيِّ لِاَبُو طَاهِرَ الْقُرْمُطِيِّ مَايَلِي: اَكْرِمِ الدَّهْرِيَّةَ: فَاِنَّهُمْ مِنَّا، وَنَحْنُ مِنْهُمْ، نَعَمْ اَخِي: اَلدَّهْرِيَّةُ الَّذِينَ يُنْكِرُونَ اَنَّ اللهَ تَعَالَى هُوَ خَالِقُ هَذَا الْعَالَمِ الْقَدِيمِ الْاَزَلِيِّ الَّذِي لَابِدَايَةَ لَهُ وَلَانِهَايَةَ بِزَعْمِهِمْ: يَقُولُ اللَّعِينُ لِلْمَلُعُونِ: اَكْرِمْهُمْ(وَالْمَعْنَى: اَنَّ اللهَ تَعَالَى لَامَحَلَّ لَهُ مِنَ الْاِعْرَابِ: عَفْواً اَخِي: نَقْصُدُ اَنَّهُ لَامَحَلَّ لَهُ مِنَ الْخَلْقِ وَالْاِيجَادِ بِزَعْمِهِمْ: بِمَعْنَى اَنَّ هَذَا الْعَالَمَ الْقَدِيمَ الْاَزَلِيَّ الْمَوْجُودَ: سَبَقَ وُجُودُهُ وُجُودَ اللهِ بِزَعْمِهِمْ! وَخَلَقَ نَفْسَهُ بِنَفْسِهِ دُونَ تَدَخُّلٍ مِنَ الله! نَعَمْ اَخِي: وَالْقُرْآَنُ الْكَرِيمُ: يُكَذِّبُ الْبَاطِنِيَّةَ الدَّهْرِيَّةَ بِقَوْلِهِ تَعَالَى{هُوَ الْاَوَّلُ(الَّذِي لَا اَوَّلَ قَبْلَهُ مِنْ هَذَا الْعَالَمِ الْقَدِيمِ الْاَزَلِيِّ الْمَزْعُومِ الَّذِي لَابِدَايَةُ لَهُ بِزَعْمِهِمْ{ وَالْآَخِرُ( الَّذِي لَا آَخِرَ بَعْدَهُ حِينَمَا يُفْنِي سُبْحَانَهُ هَذَا الْعَالَمَ وَيُهْلِكُهُ قَبْلَ اَنْ يَبْعَثَهُ مِنْ جَدِيدٍ مِنْ اَجْلِ الْحِسَابِ ثُمَّ يَقُولُ تَعَالَى{لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ(فَلَايُجِيبُهُ اَحَدٌ مِنْ هَذَا الْعَالَمِ الْفَانِي الْهَالِكِ، وَلَكِنَّهُ يُجِيبُ نَفْسَهُ سُبْحَانَهُ بِقَوْلِهِ{لِلهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ( وَلِذَلِكَ{هُوَ الْاَوَّلُ وَالْآَخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيم( نَعَمْ اَخِي: ثُمَّ يَقُولُ الْقَيْرَوَانِيُّ فِي رِسَالَتِهِ اِلَى الْقُرْمِطِيِّ: اُوصِيكَ بِتَشْكِيكِ النَّاسِ فِي الْقُرْآَنِ، وَالتَّوْرَاةِ، وَالْاِنْجِيلِ، وَالزَّبُورِ، نَعَمْ اَخِي: ثُمَّ اَوْصَاهُ فِي رِسَالَتِهِ الْحَقِيرَةِ هَذِهِ: بِالدَّعْوَةِ اِلَى اِبْطَالِ الشَّرَائِعِ، وَالْغَيْبِيَّاتِ وَمِنْهَا الْمَعَادِ، وَالْمَلَائِكَةِ، وَالْجِنِّ، كَمَا اَيْضاً تَضَمَّنَتْ هَذِهِ الرِّسَالَةُ: طَعْناً فِي الْاَنْبِيَاءِ عَلَيْهِمُ السَّلَامُ: وَاسْتِحْلَالاً لِوَطْءِ الْمَحَارِمِ وَالرِّجَالِ وَنِكَاحِهِمْ وَالْعَيَاذُ بِاللهِ وَنَسْاَلُ اللهَ الْعَافِيَة، نَعَمْ اَخِي: وَهَذِهِ نُبْذَةٌ مُخْتَصَرَةٌ عَنْ عَقَائِدِ الْقَوْمِ، بَعْدَ ذَلِكَ هُنَاكَ سُؤَالٌ مِنْ اَحَدِ الْاِخْوَةِ يَطْلُبُ فِيهِ مَعْلُومَاتٍ عَنْ تَارِيخِ الْبَاطِنِيَّةِ، وَمَعْلُومَاتٍ اُخْرَى عَنِ الْبِلَادِ وَالْمُدُنِ وَالدُّوَلِ الَّتِي قَامَتْ لِهَؤُلَاءِ الْبَاطِنِيِّينَ عَبْرَ التَّارِيخِ؟ وَالْجَوَابُ عَلَى ذَلِكَ: اَنَّنَا نَذْكُرُ بَعْضاً مِنَ الدُّوَلِ الَّتِي قَامَتْ لَهُمْ، نَعَمْ اَخِي: اَوَّلُ دَوْلَةٍ قَامَتْ لَهُمْ فِي الْيَمَنِ: فَاسْتَطَاعَ عَلِيُّ بْنُ الْفَضْلِ: وَالْحَسَنُ بْنُ الْحَوْشَبِ الَّذِي يُلَقَّبُ بِمَنْصُورِ الْيَمَنِ: وَهُوَ مِنْ دُعَاةِ الْبَاطِنِيَّةِ الْاِسْمَاعِيلِيَّةِ الَّذِينَ اسْتَطَاعُوا اَنْ يُؤَسِّسُوا اَوَّلَ دَوْلَةٍ اِسْمَاعِيلِيَّةٍ لَهُمْ سَنَةَ 268 هِجْرِيَّة، نَعَمْ اَخِي: وَكَانَ عَلِيُّ بْنُ الْفَضْلِ هَذَا فِي الْاَصْلِ رَافِضِيّاً عَلَى طَرِيقَةِ الِاثْنَيْ عَشَرِيَّة، لَكِنَّهُ تَحَوَّلَ اِلَى مَذْهَبِ الْاِمَامِيَّةِ الِاثْنَيْ عَشَرِيَّةَ الْبَاطِنِيَّةَ الْاِسْمَاعِيلِيَّةَ الَّذِينَ اَسَّسُوا هَذِهِ الدَّوْلَةَ، فَذَهَبُوا اِلَى الْيَمَنِ، وَتَظَاهَرَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ فِي بِدَايَةِ الْاَمْرِ: بِالزُّهْدِ، وَالْوَرَعِ: بَلْ اِنَّ الْحَسَنَ بْنَ حَوْشَبَ تَظَاهَرَ اَنَّهُ عَلَى طَرِيقَةِ اَهْلِ السُّنَّةِ: حَتَّى تَمَكَّنُوا وَصَارَتْ لِهَؤُلَاءِ الْبَاطِنِيَّةِ شَوْكَةٌ وَصَار لَهُمْ اَتْبَاعٌ وَقُوَّةٌ وَمَنَعَةٌ: فَعِنْدَئِذٍ اَظْهَرُوا كُفْرَهُمْ، وَاَظْهَرُوا الدَّعْوَةَ اِلَى اِلْحَادِهِمْ، نَعَمْ اَخِي: فَهَذَا عَلِيُّ بْنُ الْفَضْلِ مَثَلاً فِي بِدَايَةِ حَبْكَتِهِ وَخُطَّتِهِ الشَّيْطَانِيَّةِ الْخَبِيثَةِ: بَنَى مَسْجِداً، وَاَظْهَرَ النُّسُكَ اَمَامَ النَّاسِ وَالْوَرَعَ وَالتَّقْوَى، وَكَانَ يَشْتَغِلُ بِالصِّيَامِ وَالْقِيَامِ: فَانْخَدَعَ بِهِ السُّذَّجُ وَالْبُسَطَاءُ مِنْ اَهْلِ الْيَمَنَ، وَالْتَفُّوا حَوْلَهُ، ثُمَّ بَعْدَ ذَلِكَ بَدَاَ شَيْئاً فَشَيْئاً يَدَّعِي اَنَّ عِنْدَهُ شَيْئاً مِنَ الْخَوَارِقِ وَالْكَرَامَاتِ، ثُمَّ ادَّعَى النُّبُوَّةَ، ثُمَّ اَعْفَى اَتْبَاعَهُ وَالْعَيَاذُ بِاللهِ مِنْ اَدَاءِ الشَّعَائِرِ مِنْ صَلَاةٍ وَصَوْمٍ وَحَجٍّ، ثُمَّ بَعْدَ ذَلِكَ اَحَلَّ لِاَتْبَاعِهِ نِكَاحَ الْمَحَارِمِ مِنَ الْبَنَاتِ وَالْاَخَوَاتِ وَالْعَيَاذُ بِاللهِ، وَدَعَا اِلَى اِبْطَالِ الشَّرِيعَةِ وَالْحَلَالِ وَالْحَرَامِ وَالتَّوْحِيدِ، نَعَمْ اَخِي: وَلَمْ يَكْتَفُوا بِاِقَامَةِ هَذِهِ الدَّوْلَةِ، بَلْ نَشَطُوا وَاَرْسَلُوا الدُّعَاةَ اِلَى شَمَالِ اِفْرِيقِيَّا، وَنَجَحَ اَحَدُهُمْ وَهُوَ اَبُو عَبْدِ اللهِ الشِّيعِيِّ: وَاسْتَطَاعَ اَنْ يَنْشُرَ هَذِهِ الدَّعْوَةِ الْاِسْمَاعِيلِيَّةِ الْبَاطِنِيَّةِ خَاصَّةً فِي قَبِيلَةِ كِتَامَةَ، نَعَمْ اَخِي: وَمَعَ اَنَّ هَذِهِ الدَّوْلَةَ قَامَتْ فِي الْيَمَنِ: لَكِنَّهَا لَقِيَتْ مُقَاوَمَةً شَدِيدَةً مِنْ قِبَلِ الزَّيْدِيَّةِ الشُّرَفَاءِ: فَقَامَتْ حُرُوبٌ طَاحِنَةٌ بَيْنَ الْاِسْمَاعِيلِيَّةِ وَبَيْنَ الزَّيْدِيَّةِ: حَتَّى هَلَكَ مَنْصُورُ الْيَمَنِ الْاِسْمَاعِيلِيُّ وَهُوَ الْحَسَنُ بْنِ حَوْشَبَ عَامَ 302 هِجْرِيَّة: ثُمَّ هَلَكَ بَعْدَهُ بِعَامٍ عَلِيُّ بْنُ الْفَضْلِ الْاِسْمَاعِيلِيُّ الْبَاطِنِيُّ سَنَةَ 303، نَعَمْ اَخِي: هَذَا مِثَالٌ مِنْ دُوَلِ الْاِسْمَاعِيلِيَّةِ فِي الْيَمَنِ، نَعَمْ اَخِي: وَنَاْخُذُ مَثَلاً آَخَرَ مِنْ دُوَلِ الْاِسْمَاعِيلِيَّةِ الْبَاطِنِيَّةِ: وَهِيَ دَوْلَةُ الْقَرَامِطَةِ الَّتِي قَامَتْ فِي الْبَحْرَيْنِ: نَعَمْ اَخِي: هَاجَمَ الْقَرَامِطَةُ الْبَصْرَةَ فِي الْعِرَاقِ وَنَوَاحِي الشَّامِ وَالْبَحْرَيْنِ وَالْقَطِيفِ: اِلَى اَنِ اسْتَطَاعُوا اَنْ يُؤَسِّسُوا دَوْلَةً فِي الْبَحْرَيْنِ: بِقِيَادَةِ اَبُو سَعِيدٍ الْقُرْمُطِيِّ: فَحَصَلَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الدَّوْلَةِ الْعَبَّاسِيَّةِ قِتَالٌ شَدِيدٌ وَطَوِيلٌ: فَهَزَمَ الْاِسْمَاعِيلِيُّونَ الْقَرَامِطَةُ الْبَاطِنِيُّونَ الدَّوْلَةَ الْعَبَّاسِيَّةَ: بَلْ تَسَلَّطُوا عَلَى حُجَّاجِ بَيْتِ اللهِ الْحَرَامِ: وَقَتَلُوا الْحُجَّاجَ: وَبَلَغَتْ بِهِمُ الْجُرْاَةُ وَالْكُفْرُ الْبَوَاحُ اِلَى اَنَّهُمْ دَخَلُوا مَكَّةَ سَنَةَ 317 هِجْرِيَّة بِقِيَادَةِ اَبُو طَاهِرٍ الْقُرْمُطِيِّ الْبَاطِنِيِّ الْاِسْمَاعِيلِيِّ: فَقَتَلُوا الْحُجَّاجَ: وَرَمَوْهُمْ فِي بِئْرِ زَمْزَمَ: وَهَدَمُوا الْكَعْبَةَ: وَنَزَعُوا الْحَجَرَ الْاَسْوَدَ: وَحَمَلُوهُ اِلَى عَاصِمَتِهِمْ هَجَرَ: وَظَلَّ عِنْدَهُمْ 22 عَاماً، نَعَمْ اَخِي: وَيَقُولُ ابْنُ كَثِيرٍ رَحِمَهُ اللهُ وَهُوَ يُؤَرِّخُ لِهَذِهِ الْحَادِثَةِ الْمَشْؤُومَةِ: وَجَلَسَ اَمِيرُهُمْ اَبُو طَاهِرٍ لَعَنَهُ اللهُ عَلَى بَابِ الْكَعْبَةِ: وَالرِّجَالُ تُصْرَعُ حَوْلَهُ: وَالسُّيُوفُ تَعْمَلُ عَمَلَهَا فِي رِقَابِ النَّاسِ: فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ: فِي الشَّهْرِ الْحَرَامِ: يَوْمَ التَّرْوِيَةِ الَّذِي هُوَ مِنْ اَشْرَفِ الْاَيَّامِ بَعْدَ عَرَفَةَ وَالنَّحْرِ وَهُوَ يَقُولُ: اَنَا بِاللهِ وَبِاللهِ اَنَا! يَخْلُقُ الْخَلْقَ وَاُفْنِيهِمْ اَنَا! فَكَانَ النَّاسُ يَفِرُّونَ مِنْهُ، وَكَانَ الْحُجَّاجُ يَفِرُّونَ مِنْهُ وَيَتَعَلَّقُونَ بِاَسْتَارِ الْكَعْبَةِ: فَلَايُجْدِي ذَلِكَ عَنْهُمْ شَيْئاً: بَلْ يُقْتَلُونَ وَهُمْ كَذَلِكَ: بَلْ يَقْتُلُونَهُمْ فِي الطَّوَافِ، ثُمَّ اَمَرَ الْقُرْمُطِيُّ الْخَبِيثُ اللَّعِينُ الْمُجْرِمُ السَّفَّاحُ: بِاَنْ يُقْتَلَعَ الْحَجَرُ الْاَسْوَدُ: فَجَاءَ رَجُلٌ مِنْهُمْ: فَضَرَبَ الْحَجَرَ الْاَسْوَدَ بِمِصْقَلٍ فِي يَدِهِ وَهُوَ يَقُولُ مَسْتَهْزِئاً: اَيْنَ الْاَبَابِيل! اَيْنَ الْحِجَارَةُ مِنْ سِجِّيل! نَعُوذُ بِاللِه مِنْ هَذَا الِاسْتِهْزَاءِ وَالسُّخْرِيَة، نَعَمْ اَخِي: وَمِنْ شِدَّةِ الْخَوْفِ وَالرُّعْبِ مِنْ جَرَائِمِ الْبَاطِنِيَّةِ: لَمْ يَقِفْ اَحَدٌ يَوْمَ عَرَفَةَ عَلَى صَعِيدِ عَرَفَاتَ فِي تِلْكَ السَّنَةِ سَنَةَ 317 هِجْرِيَّة وَاللهُ الْمُسْتَعَان، نَعَمْ اَخِي: وَاَمَّا الدَّوْلَةُ الثَّالِثَةُ: فَهِيَ الدَّوْلَةُ الْعُبَيْدِيَّةُ الْاِسْمَاعِيلِيَّةُ الْبَاطِنِيَّةُ: وَالَّتِي تُسَمَّى كَذِباً وَزُوراً بِالدَّوْلَةِ الْفَاطِمِيَّة، نَعَمْ اَخِي: اِسْتَطَاعَ عُبَيْدُ اللهِ الْمَهْدِيُّ الْبَاطِنِيُّ الْاِسْمَاعِيلِيُّ: اَنْ يُؤَسِّسَ دَوْلَةً لَهُمْ فِي الْمَغْرِبِ: وَلَمْ يَكْتَفِ بِالْمَغْرِبِ: بَلْ دَخَلَ مَعَ اَتْبَاعِهِ وَجُنُودِهِ مِصْرَ تَحْتَ قِيَادَةِ جَوْهَرَ الصِّقِلِّيِّ: الَّذِي بَنَى الْقَاهِرَةَ وَشَيَّدَ الْاَزْهَرَ؟ لِيَكُونَ مَرْكَزاً لِقِيَادَةِ الدَّعْوَةِ الْاِسْمَاعِيلِيَّةِ الشَّيْطَانِيَّةِ الْخَبِيثَة، نَعَمْ اَخِي: فَهَؤُلَاءِ هُمُ الْعُبَيْدِيُّونَ، وَمَعَ الْاَسَفِ: فَاِنَّنَا نَجِدُ فِي كُتُبِ التَّارِيخِ: اَنَّهُمْ يُسَمَّوْنَ كَذِباً وَزُوراً بِالْفَاطِمِيِّينَ: مَعَ الْعِلْمِ اَنَّ دَعْوَى انْتِسَابِهِمْ اِلَى اَهْلِ الْبَيْتِ: هِيَ دَعْوَى كَاذِبَةٌ وَغَيْرُ ثَابِتَةٍ، وَلِذَلِكَ نَجِدُ مِنَ الْبَاحِثِينَ مَنْ يُثْبِتُ اَنَّ نَسَبَهُمْ يَتَّصِلُ بِالْيَهُودِ، وَمَعَ ذَلِكَ يُصِرُّونَ عَلَى اَنَّ انْتِسَابَهُمْ اِلَى اَهْلِ الْبَيْتِ: هُوَ انْتِسَابٌ رُوحِيٌّ: وَانْتِسَابُ تَعَلُّقٍ: وَيَتَشَدَّقُونَ بِذَلِكَ، وَلَكِنَّ اَهْلَ الْبَيْتِ بُرَآَءُ مِنْهُمْ لِمَاذَا؟ لِاَنَّنَا لَمْ نَسْمَعْ عَنْ اَحَدٍ مِنْ اَهْلِ الْبَيْتِ اَنَّهُ يُبِيحُ الشُّذُودَ الْجِنْسِيَّ، اَوْ يُبِيحُ نِكَاحَ الْمَحَارِم، نَعَمْ اَخِي: فَصَارَ لَهُمْ شَاْنٌ وَدَوْلَةٌ فِي الْمَغْرِبِ، وَفِي مِصْرَ، وَتَوَلَّى الْحُكْمَ فِي هَذِهِ الدَّوْلَةِ مَجْمُوعَةٌ مِنَ الْحُكَّامِ وَالطَّوَاغِيتِ الْبَاطِنِيِّينَ: كَالْمُعِزِّ، وَالْحَاكِمِ بِاَمْرِهِ* (لابِاَمْرِ اللهِ) *الَّذِي يَعْبُدُهُ الدُّرُوزُ الْخُبَثَاءُ وَلَايَعْبُدُونَ اللهَ كَمَا سَيَاْتِي، نَعَمْ اَخِي: فَلَمَّا هَلَكَ الْمُسْتَنْصِرُ بِاللهِ اَحَدُ حُكَّامِ الْعُبَيْدِيِّينَ الْفَاطِمِيِّينَ: حَصَلَ النِّزَاعُ فِيمَنْ يَتَوَلَّى بَعْدَهُ الْحُكْمَ: فَوَقَعَ الِانْشِقَاقُ فِي فِرْقَةِ الْاِسْمَاعِيلِيَّةِ: فَانْقَسَمَتْ اِلَى قِسْمَيْنِ: وَهُمَا اِسْمَاعِيلِيَّةٌ مُسْتَعْلِيَةٌ: وَاِسْمَاعِيلِيَّةٌ نِزَارِيَّة، نَعَمْ اَخِي: وَكَلِمَةُ مُسْتَعْلِيَة، وَنِزَارِيَّة: مَاْخُوذَةٌ مِنَ الْمُسْتَعْلِي، وَنِزَار: وَكِلَاهُمَا اَخَوَان، نَعَمْ اَخِي: وَالْاَخُ الْاَكْبَرُ لِلْمُسْتَعْلِي: هُوَ نِزَار، نَعَمْ اَخِي: فَحَصَلَتْ هَذِهِ الْخُصُومَةُ فِي الْوَلَاءِ لِاَحَدِهِمَا دُونَ الْآَخَرِ؟ مِمَّا اَدَّى اِلَى هَذَا الِانْشِقَاقِ، كَمَا حَصَلَتْ مِنْ قَبْلُ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الشِّيعَةِ الْكَاظِمِيَّةِ فِي الْوَلَاءِ لِمُوسَى الْكَاظِمِ اَوْ اَخِيهِ اِسْمَاعِيلَ ابْنَيْ جَعْفَرَ عَلَيْهِمَا وَعَلَى اَبِيهِمَا السَّلَام، نَعَمْ اَخِي: وَمِنَ الْمَعْرُوفِ فِي التَّارِيخِ الْبَاطِنِيِّ الْاِسْمَاعِيلِيِّ عَنِ الْعُبَيْدِيِّينَ الْفَاطِمِيِّينَ الْبَاطِنِيِّينَ الْاِسْمَاعِيلِيِّينَ: الْكَيْدُ وَالْحِقْدُ وَالْبُغْضُ الشَّدِيدُ لِاَهْلِ السُّنَّةِ وَالْجَمَاعَة: وَلِهَذَا اَعْمَلُوا سُيُوفَهُمْ فِي عُلَمَاءِ اَهْلِ السُّنَّةِ: وَقَتَلُوهُمْ شَرَّ قَتْلَةٍ، وَحَسْبُكَ اَخِي اَنْ تَعْلَمَ مَثَلاً: اَنَّهُمْ اَتَوْا اِلَى عَالِمٍ مِنْ عُلَمَاءِ اَهْلِ السُّنَّةِ: وَهُوَ اَبُو بَكْرٍ النَّابُلْسِيِّ عَلَيْهِ رَحْمَةُ اللهِ، فَقَالُوا لَهُ: اِنَّكَ تَقُولُ: لَوْ كَانَ مَعِيَ عَشَرَةُ اَسْهُمٍ، لَرَمَيْتُ الْعُبَيْدِيِّينَ بِسَهْمٍ، وَرَمَيْتُ الرُّومَ بِتِسْعَةِ اَسْهُمٍ، فَقَالَ اَبُو بَكْرٍ النَّابُلْسِيِّ رَحِمَهُ اللهُ: لَا، بَلْ لَوْ كَانَ مَعِيَ عَشَرَةُ اَسْهُمٍ، لَرَمَيْتُكُمْ بِتِسْعَةٍ، وَرَمَيْتُ الرُّومَ بِسَهْمٍ وَاحِدٍ، فَمَاذَا فَعَلُوا بِهِ؟ وَنَقُولُ لَكَ اَخِي: قَتَلُوهُ بِقَتْلَةٍ مُؤْذِيَةٍ جِدّاً، فَاَمَرُوا اَحَدَ الْيَهُودِ: بِاَنْ يَسْلَخَ جِلْدَهُ عَنْ عَظْمِهِ وَهُوَ حَيٌّ، نَعَمْ اَخِي: وَهَذَا مِثَالٌ، وَاَمَّا الْمِثَالُ الْآَخَرُ: فَهُوَ اَنَّهُمْ اَحْضَرُوا اَحَدَ الْقُضَاةِ مِنْ عُلَمَاءِ اَهْلِ السُّنَّةِ، اِلَى مَكَانٍ حَارٍّ، وَرَبَطُوهُ حَتَّى مَاتَ عَطَشاً؟ مِنْ تَاْثِيرِ اَشِعَّةِ الشَّمْسِ الْمُحْرِقَةِ، نَعَمْ اَخِي: وَقَتَلُوا عَالِماً مِنْ اَهْلِ السُّنَّةِ اَيْضاً: فَاَوْعَزُوا اِلَى اَتْبَاعِهِمْ اَنْ يَدُوسُوهُ بِاَقْدَامِهِمْ حَتَّى هَلَكَ، نَعَمْ اَخِي: وَشَاهَدُوا رَجُلاً مِنْ اَهْلِ السُّنةِ وَهُوَ يَقْرَاُ مُوَطَّاَ الْاِمَامِ مَالِكٍ رَحِمَهُ اللهُ: فَطَافُوا بِهِ فِي الْاَسْوَاق، نَعَمْ اَخِي: فَحَارَبُوا اَهْلَ السُّنَّةِ، وَحَارَبُوا كُتُبَهُمْ، وَشَجَّعُوا كُتُبَ التَّنْجِيمِ، وَكُتُبَ الْفَلْسَفَةِ الْيُونَانِيَّةِ الْاِلْحَادِيَّة، نَعَمْ اَخِي: وَنَاْتِي الْآَنَ اِلَى الْحَدِيثِ عَنْ دَوْلَةٍ اُخْرَى لَهُمْ: وَهِيَ الدَّوْلَةُ الصُّلَيْحِيَّةُ فِي الْيَمَنِ، نَعَمْ اَخِي: وَهَذِهِ الدَّوْلَةُ قَامَتْ عَلَى الْمَذْهَبِ الْاِسْمَاعِيلِيِّ الْبَاطِنِيِّ الْمُسْتَعْلِي عَلَى الطَّرِيقَةِ الصُّوفِيَّةِ الرِّفَاعِيَّةِ! عَفْواً اَخِي: نَقْصُدُ اَنَّهَا قَامَتْ عَلَى الطَّرِيقَةِ الْاِسْمَاعِيلِيَّةِ الْمُسْتَعْلِيَةِ، نَعَمْ اَخِي: وَهَذِهِ الدَّوْلَةُ الْمُسْتَعْلِيَةُ: قَامَتْ فِي الْيَمَنِ: ثُمَّ انْقَرَضَتْ عَامَ 563 هِجْرِيَّة، نَعَمْ اَخِي: وَلَقَدْ كَشَفَ مُحَمَّدُ بْنُ مَالِكٍ الْحَمَّادِيُّ اَحَدُ عُلَمَاءِ الْيَمَنِ: اَسْرَارَ هَؤُلَاءِ الصُّلَيْحِيِّينَ فِي كِتَابِهِ: كَشْفُ اَسْرَارِ الْبَاطِنِيَّةِ الْمَاسُونِيَّة، نَعَمْ اَخِي: وَمِنْ دُوَلِهِمْ اَيْضاً: اَلدَّوْلَةُ الَّتِي اَنْشَاَهَا الْحَسَنُ بْنُ الصَّبَاحِ: بِعُنْوَانِ حَرَكَةِ الْحَشَّاشِينَ: وَالَّتِي كَانَتْ فِي اِيرَانَ: وَكَانَتْ هَذِهِ الدَّوْلَةُ عَلَى الطَّرِيقَةِ النِّزَارِيَّة، نَعَمْ اَخِي: وَكَانَتِ الدَّوْلَةُ الصُّلَيْحِيَّةُ فِي الْيَمَنِ عَلَى الطَّرِيقَةِ الْاِسْمَاعِيلِيَّةِ الْمُسْتَعْلِيَةِ، وَاَمَّا حَرَكَةُ الْحَشَّاشِينَ: فَكَانَتْ فِي اِيرَانَ عَلَى طَرِيقَةِ الْاِسْمَاعِيلِيَّةِ النِّزَارِيَّة، نَعَمْ اَخِي: وَهَذَا الرَّجُلُ الْخَبِيثُ: وَهُوَ الْحَسَنُ بْنُ الصَّبَّاحِ: رَبَّى اَتْبَاعَهُ عَلَى التَّضْحِيَةِ وَالطَّاعَةِ الْعَمْيَاءِ: كَمَا رَبَّى الشَّاهُ الصَّفَوِيُّ الْخَبِيثُ اَتْبَاعَهُ مِنَ الصَّفَوِيِّينَ اَيْضاً، وَكَانُوا يُلًقَّبُونَ بِالْفِدَائِيِّينَ، نَعَمْ اَخِي: وَكَانَ الصَّبَّاحُ هَذَا يَسْتَخْدِمُ مَعَ خُصُومِهِ اُسْلُوبَ الِاغْتِيَالَاتِ الْغَادِرَةِ، نَعَمْ اَخِي: فَالْخُصُومُ وَالَّذِينَ لَيْسُوا مِنْ اَتْبَاعِهِ مِنَ الْعُلَمَاءِ وَالْوُزَرَاءِ وَحُكَّامِ اَهْلِ الْاِسْلَامِ: كَانَ يَسْتَخْدِمُ مَعَهُمْ اُسْلُوبَ الْغَدْرِ بِالْقَتْلِ وَالِاغْتِيَالِ: وَمِنْ ذَلِكَ اَنَّهُ اغْتَالَ نِظَامَ الْمُلْكِ رَحِمَهُ اللهُ: وَهُوَ الْوَزِيرُ السُّلْجُوقِيُّ الْمَشْهُورُ: وَاَشَاعَ الرُّعْبَ وَالْفَزَعَ وَالْقَتْلَ فِي زَمَنِ الدَّوْلَةِ الْعَبَّاسِيَّةِ: حَتَّى اَنَّ ابْنَ الْجَوْزِيِّ رَحِمَهُ اللهُ فِي كِتَابِهِ تَلْبِيسُ اِبْلِيسَ: يَذْكُرُ هَذَا الرُّعْبَ الَّذِي حَلَّ بِالنَّاسِ، نَعَمْ اَخِي: يَقُولُ ابْنُ الْجَوْزِيِّ رَحِمَهُ اللهُ: وَكَانَ الْاِنْسَانُ اِذَا دَنَا وَقْتُ الْعَصْرِ وَلَمْ يَعُدْ اِلَى مَنْزِلِهِ، اَيِسُوا مِنْ عَوْدَتِهِ، وَعَرَفَ اَهْلُهُ اَنَّهُ قَدِ اغْتِيلَ مِنْ قِبَلِ هَؤُلَاءِ الْاِسْمَاعِيلِيِّينَ النِّزَارِيِّينَ الْحَشَّاشِينَ، نَعَمْ اَخِي: وَفَتَّشَ النَّاسُ الْمَوَاضِعَ: فَوَجَدُوا امْرَاَةً فِي دَارٍ لَاتَبْرَحُ فَوْقَ حَصِيرٍ: فَاَبْعَدُوا هَذِهِ الْمَرْاَةَ رَغْماً عَنْهَا: فَوَجَدُوا تَحْتَ الْحَصِيرِ اَرْبَعِينَ قَتِيلاً: فَقَتَلُوا الْمَرْاَةَ الْاِسْمَاعِيلِيَّةَ الْخَبِيثَةَ النِّزَارِيَّةَ الْحَشَّاشَةَ، وَاَحْرَقُوا الدَّارَ، وَكَانَ رَجُلٌ ضَرِيرٌ اِسْمَاعِيلِيٌّ خَبِيثٌ اَعْمَى يَجْلِسُ عَلَى بَابِ الزِّقَاقِ الضَّيِّقِ الَّذِي فِيهِ تِلْكَ الدَّارُ، فَاِذَا مَرَّ اِنْسَانٌ مَا، سَاَلَهُ اَنْ يَقُودَهُ خُطُوَاتٍ اِلَى الزِّقَاقِ، فَاِذَا اقْتَرَبَ مِنْ هَذِهِ الدَّارِ، جَذَبَهُ مَنْ فِي الْبَيْتِ مِنَ الْاِسْمَاعِيلِيِّينَ النِّزَارِيِّينَ الْبَاطِنِيِّينَ الْغَادِرِينَ، وَاسْتَوْلَوْا عَلَيْهِ وَعَلَى اَمْوَالِهِ، وَقَتَلُوهُ حَتَّى بَلَغَ مَجْمُوعُ الْقَتْلَى اَرْبَعِينَ قَتِيلاً، وَهَذِهِ اَخِي هِيَ طُرُقُ الْبَاطِنِيَّةِ الْغَادِرَةِ فِي الِاغْتِيَالِ، وَمَااَكْثَرَهَا فِي اَيَّامِنَا، نَعَمْ اَخِي: ثُمَّ يَقُولُ ابْنُ الْجَوْزِيِّ رَحِمَهُ الله: فَجَدَّ الْمُسْلِمُونَ السُّنَّةُ فِي طَلَبِهِمْ بِاَصْفَهَانَ فِي اِيرَانَ وَقَتَلُوا مِنَ الْاِسْمَاعِيلِيِّينَ الْخُبَثَاءِ الْحَشَّاشِينَ خَلْقاً كَثِيراً، وَبَشِّرِ الْقَاتِلَ بِالْقَتْلِ وَلَوْ بَعْدَ حِين، نَعَمْ اَخِي: وَحَرَكَةُ الْحَشَّاشِينَ هَذِهِ لَمْ تَقِفْ عِنْدَ اِيرَانَ: بَلِ امْتَدَّ نَشَاطُهَا حَتَّى وَصَلَ اِلَى الشَّامِ: عَنْ طَرِيقِ اَحَدِ دُعَاتِهِمُ الْبَارِزِينَ: وَهُوَ رَاشِدُ الدِّينِ سِنَان، نَعَمْ اَخِي: وَلَقَدْ كَانَ الْاِسْمَاعِيلِيَّةُ الْبَاطِنِيَّةُ: حَرِيصِينَ عَلَى اغْتِيَالِ صَلَاحِ الدِّينِ الْاَيُّوبِيِّ رَحِمَهُ اللهُ: وَلَكِنَّ اللهَ سَلَّمَ: وَاغْتَالُوا غَيْرَهُ مِنَ الْعُلَمَاءِ خَطَاً: كَمَا حَصَلَ مَعَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ حِينَمَا نَجَا وَاغْتَاَل الْخَوَارِجُ غَيْرَهُ خَطَاً، نَعَمْ اَخِي: وَلَقَدْ كَانَ الْحَسَنُ بْنُ الصَّبَّاحِ الْبَاطِنِيُّ الْاِسْمَاعِيلِيُّ النِّزَارِيُّ زَعِيمُ حَرَكَةِ الْحَشَّاشِينَ: حَرِيصاً عَلَى اَنْ يَكُونَ اَتْبَاعُهُ مِنَ الْاَغْبِيَاءِ الَّذِينَ لَايُفَرِّقُ اَحَدُهُمْ بَيْنَ يَمِينِهِ وَشِمَالِهِ: اَيْ بَيْنَ يَدِهِ الْيُمْنَى وَيَدِهِ الْيُسْرَى الشِّمَالِيَّةِ: كَمَا يَقُولُ ابْنُ الْجَوْزِيِّ فِي كِتَابِهِ، نَعَمْ اَخِي: وَفِعْلاً تَجِدُ عِنْدَ اَتْبَاعِهِ مِنَ التَّضْحِيَةِ وَالطَّاعَةِ الْعَمْيَاءِ، مَالَاتَجِدُهُ عِنْدَ الدَّوْلَةِ الْعَبَّاسِيَّةِ، وَمَالَاتَجِدُهُ اِلَّا عِنْدَ الدَّوْلَةِ الصَّفَوِيَّةِ الْخَبِيثَة، وَاَمَّا اَهْلُ السُّنَّةِ: فَمَا زَالَ اَكْثَرُهُمْ اِلَى الْآَنَ لَايُقِيمُونَ وَزْناً وَلَا احْتِرَاماً لِعُلَمَائِهِمْ وَاَوْلِيَاءِ اُمُورِهِمْ، نَعَمْ اَخِي: وُسُمِّيَتْ حَرَكَةُ الْحَشَّاشِينَ بِهَذَا الِاسْمِ؟ لِاَنَّ زَعِيمَهَا الْحَسَنُ بْنُ الصَّبَّاحِ: كَانَ يُعْطِي اَتْبَاعَهُ نَوْعاً مِنَ الْمُخَدِّرِ الَّذِي يُسَبِّبُ الْاِدْمَانَ عَلَيْهِ: وَنَوْعاً مِنَ الْحَشِيش، نَعَمْ اَخِي: هَذِهِ هِيَ بَعْضُ دُوَلِهِمْ وَبَعْضُ شُرُورِهِمْ، عَرَضْنَاهَا لَكَ، وَاِلَّا فَمَا عَرَضْنَاهُ لَكُمْ اَيُّهَا الْاِخْوَةُ: هُوَ غَيْضٌ مِنَ الْفَيْضِ الْهَائِلِ مِنْ شُرُورِهِمْ وَجَرَائِمِهُمُ الَّتِي لَاتُعَدُّ وَلَاتُحْصَى: وَخَاصَّةً بِحَقِّ اَهْلِ السُّنَّةِ، بَعْدَ ذَلِكَ اَيُّهَا الْاِخْوَة: هُنَاكَ سُؤَالٌ مِنْ اَحَدِ الْاِخْوَةِ يَقُولُ فِيهِ: مَاهِيَ دَرَجَاتُ حِيَلِهِمْ وَدَهَائِهِمْ وَخُبْثِهِمْ وَمَكْرِهِمْ وَكَيْدِهِمْ؟ وَكَيْفَ كَانُوا يَسْتَجْلِبُونَ الْاَتْبَاعَ وَيَجْذُبُونَهُمْ اِلَى دَعْوَتِهِمُ الْخَبِيثَةِ وَيُحَبِّبُونَهُمْ بِهَا؟ وَنَقُولُ لَكَ اَخِي: اَلْقَوْمُ عِنْدَهُمْ طُرُقٌ، وَعِنْدَهُمُ احْتِيَالٌ، وَعِنْدَهُمْ اَسَالِيبُ شَيْطَانِيَّةٌ مَاكِرَةٌ خَبِيثَةٌ، بَلْ لَاتَخْطُرُ عَلَى بَالِ شَيْطَانٍ؟ مِنْ اَجْلِ دَعْوَةِ الْآَخَرِينَ اِلَى ضَلَالَاتِهِمْ، وَيَجِبُ اَنْ نَعْلَمَ: اَنَّهُمْ حِينَمَا يَدْعُونَ، لَايَدْعُونَ اِلَّا جُهَّالاً مِنَ الْعَجَمِ اَوِ الْعَرَبِ اَوْ نَحْوِ ذَلِكَ، وَاَيْضاً هُمْ لَايَدْعُونَ اِلَّا مَنْ عِنْدَهُ مَثَلاً حِقْدٌ وَبُغْضٌ لِلْعَرَبِ: مِنْ اَمْثَالِ الشُّعُوبِيِّينَ، اَوْ يَدْعُونَ مَثَلاً اُنَاساً مِنْ اَصْحَابِ الشَّهَوَاتِ وَاَصْحَابِ الْمَلَذَّاتِ الَّذِينَ يَعْشَقُونَ الْاِبَاحِيَّةَ وَيَجِدُونَ فِي الْمَذْهَبِ الْبَاطِنِيِّ الْخَبِيثِ بُغْيَتَهُمْ وَ تَنْفِيساً لَهُمْ فِي قَضَاءِ شَهْوَتِهِمْ وَفِي قَضَاءِ وَطَرِهِمْ بِالْحَلَالِ وَالْحَرَامِ سَيَّانَ عِنْدَهُمْ، وَلِذَلِكَ فِي اَيَّامِنَا: فَاِنَّهُمْ يَجِدُونَ مَرْتَعاً خِصْباً مِنْ اَجْلِ نَشْرِ دَعْوَتِهِمْ عِنْدَ الْاِبَاحِيَّةِ الْعَلْمَانِيَّةِ وَاللِّيبْرَالِيَّةِ وَالشُّيُوعِيَّةِ وَالشِّيعِيَّةِ وَالْمَاسُونِيَّةِ وَغَيْرِهَا مِنَ الِاتِّجَاهَاتِ الْفِكْرِيَّةِ الْفَلْسَفِيَّةِ الْاِلْحَادِيَّةِ الَّتِي تُعَادِي اْلِاسْلَامَ وَتُرِيدُ طَمْسَ مَعَالِمِهِ، وَلَكِنْ هَيْهَاتَ هَيْهَاتَ اَنْ يَصِلُوا اِلَى بُغْيَتِهِمْ فِي الْقَضَاءِ النِّهَائِيِّ الْمُبْرَمِ عَلَى دِينِ الْاِسْلَامِ الَّذِي يُرِيدُ تَهْذِيبَ شَهَوَاتِهِمْ وَاِبَاحِيَّاتِهِمْ وَضَبْطَهَا طَالَمَا اَنَّ الْحَيَّ الَّذِي لَايَمُوتُ سُبْحَانَهُ مَوْجُود، نَعَمْ اَخِي: وَقَدْ بَيَّنَ ذَلِكَ اَيْضاً: عَبْدُ الْقَاهِرِ الْبَغْدَادِيِّ: فِي كِتَابِ الْفَرْقِ بَيْنَ الْفِرَقِ، نَعَمْ اَخِي: وَالْبَاطِنِيَّةُ الثَّلَاثُ: وَهُمُ الْاِسْمَاعِيلِيَّةُ، وَالنُّصَيْرِيَّةُ، وَالدُّرْزِيَّةُ: هُمْ مَذْهَبٌ سِرِّيٌّ يَهُودِيٌّ مَاسُونِيٌّ، يَقُومُ عَلَى الْقَوْلِ بِالْبَاطِنِ: وَالَّذِي يُعَدُّ عِنْدَهُمْ سِرّاً مَصُوناً لَايَجُوزُ الْبَوْحُ بِهِ اِلَّا لِاَهْلِهِ، نَعَمْ اَخِي: وَمَرَاتِبُ الدَّعْوَةِ عِنْدَهُمْ اِذَا اَرَادُوا اَنْ يَدْعُوا اَحَداً: فَاِنَّهُمْ يَدْعُونَهُ عَلَى مَرَاتِبَ، نَعَمْ اَخِي، وَالْمَرْتَبَةُ الْاُولَى: هِيَ التَّفَرُّسُ، نَعَمْ اَخِي: قَالَ هَؤُلَاءِ الْبَاطِنِيَّة: مِنْ شَرْطِ الدَّاعِي اِلَى بِدْعَتِهِمْ: اَنْ يَكُونَ قَوِيّاً عَلَى التَّلْبِيسِ(تَلْبِيسِ اِبْلِيسَ(وَلِذَلِكَ اَوْصَوْا دُعَاتَهُمْ بِقَوْلِهِمْ: لَاتَتَكَلَّمُوا فِي بَيْتٍ فِيهِ سِرَاجٌ، نَعَمْ اَخِي: وَيَقْصُدُونَ بِالسِّرَاجِ هُنَا اَلْعَالِمَ: أَيْ لَاتَتَكَلَّمُوا فِي بَيْتٍ فِيهِ عَالِمٌ اَوْ طَالِبُ عِلْمٍ، وَلِذَلِكَ يُوصُونَ اَتْبَاعَهُمْ دَوْماً بِقَوْلِهِمْ: لَاتَتَكَلَّمُوا وَلَاتَدْعُوا اِلَّا بِغِيَابِ الْعِلْمِ وَالْعُلَمَاءِ وَطُلَّابِ الْعِلْمِ، وَوُجُودِ الْجُهَّالِ الَّذِينَ لَايَفْقَهُونَ شَيْئاً، نَعَمْ اَخِي: وَهَذِهِ هِيَ الْمَرْحَلَةُ الْاُولَى: وَهِيَ مَرْحَلَةُ التَّفَرُّسِ، ثُمَّ تَاْتِي الْمَرْحَلَةُ الثَّانِيَةُ: وَهِيَ التَّاْنِيسُ، ثُمَّ تَاْتِي الْمَرْحَلَةُ الثَّالِثَةُ: وَهِيَ التَّشْكِيكُ، ثُمَّ الْمَرْحَلَةُ الرَّابِعَةُ: وَهِيَ الرَّفْضُ، ثُمَّ الْمَرْحَلَةُ الْخَامِسَةُ: وَهِيَ التَّدْلِيسُ، ثُمَّ الْمَرْحَلَةُ السَّادِسَةُ: وَهِيَ التَّاْسِيسُ وَاَخْذُ الْمَوَاثِيقِ وَالْعُهُودِ، ثُمَّ الْمَرْحَلَةُ الْاَخِيرَةُ: وَهِيَ الْخَلْعُ وَالسَّلْخُ مِنْ دِينِ الْاِسْلَامِ وَتَعَالِيمِهِ، نَعَمْ اَخِي: وَهَذِهِ هِيَ مَرَاتِبُ الْقَوْمِ الَّتِي تَرُوقُ تَمَاماً وَتُعْجِبُ كَثِيراً اِلَى دَرَجَةِ الْعِشْقِ وَالْغَرَامِ قُرُوداً مِنَ الْيَهُودِ، وَخَنَازِيراً مِنَ الصُّلْبَانِ الْخَوَنَةِ الْاَنْجَاسِ، لَعْنَةُ اللهِ عَلَيْهِمْ وَعَلَى الْبَاطِنِيَّةِ الَّتِي تَخْدُمُ اَهْدَافَهُمْ تَمَاماً فِي الْقَضَاءِ عَلَى الْاِسْلَامِ وَالْمُسْلِمِين، نَعَمْ اَخِي: فَهَلْ اَدْرَكْتَ الْآَنَ لِمَاذَا يُنَادِي الْخَوَنَةُ الصُّلْبَانُ الْاَنْجَاسُ بِالْحِفَاظِ عَلَى هَذِهِ الْاَقَلِّيَّاتِ الْبَاطِنِيَّةِ الْخَبِيثَةِ الْمَلْعُونَةِ وَيَبْذُلُونَ الْغَالِيَ وَالرَّخِيصَ مِنْ اَجْلِ حِمَايَتِهَا، وَاللهِ الَّذِي لَا اِلَهَ اِلَّا هُوَ: لَوْلَا رَغْبَتُنَا فِي الْحِفَاظِ عَلَى دِينِ اللهِ الْاِسْلَامِيِّ مِنَ الْعَبَثِ وَالضَّيَاعِ فِي نُفُوسِ النَّاسِ: مَادَعَمْنَا الثَّوْرَةَ السُّورِيَّةَ اَبَداً، وَلَاحَتَّى مِنْ وَرَاءِ الْكَوَالِيسِ، نَعَمْ اَيُّهَا الْاِخْوَة: اِنَّهُ الدِّينُ الْاِسْلَامِيُّ الْعَظِيمُ الَّذِي نَحْنُ عَلَى اسْتِعْدَادٍ اَنْ نَبْذُلَ دِمَاءَنَا وَاَرْوَاحَنَا جَمِيعاً مِنْ اَجْلِهِ وَلَوْ كَلَّفَنَا ذَلِكَ حَيَاتَنَا، نَعَمْ اَخِي: وَالْبَاطِنِيَّةُ اَيْضاً يَشْتَرِطُونَ فِي دَاعِيَتِهِمْ اِلَى كُفْرِهِمْ وَضَلَالِهِمْ: اَنْ يَكُونَ عَارِفاً بِالْوُجُوهِ الَّتِي تُدْعَى بِهَا الْاَصْنَافُ، بَلْ تَجِدُهُمْ اَخِي يَقُولُونَ: اِنَّ كُلَّ صِنْفٍ مِنْ اَصْنَافِ النَّاسِ: يَنْبَغِي اَنْ يُدْعَى بِالطَّرِيقَةِ الْمُلَائِمَةِ لَهُ، وَلِذَلِكَ يَقُولُونَ: اِذَا رَاَيْنَا شَخْصاً يَمِيلُ اِلَى التَّعَبُّدِ وَيَمِيلُ اِلَى الْوَرَعِ: فَنَبْدَاُ مَعَهُ مِنْ خِلَالِ هَذَا الطَّرِيقِ: ثُمَّ بَعْدَ هَذَا اِذَا اَنِسَ بِنَا وَحَصَلَ مِنْهُ الْاُنْسُ بِنَا: فَعِنْدَئِذٍ نَبْدَاُ وَنُشَكِّكُهُ فِي الْعِبَادَةِ: وَنُشَكِّكُهُ فِي الصَّلَوَاتِ، نَعَمْ اَخِي: وَاِذَا رَاَوْا رَافِضِيّاً اَوْ زَيْدِيّاً يَطْعَنُ فِي اَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ عَلَيْهِ وَعَلَيْهِمُ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ: فَعِنْدَئِذٍ يُوَافِقُونَهُ عَلَى ذَلِكَ وَهَكَذَا، وَاَمَّا اِذَا رَاَوْا فَيْلَسُوفاً دَهْرِيّاً: فَهَذَا هُوَ الَّذِي قَالُوا عَنْهُ: اِنَّهُ مِنْهُمْ، وَهُمْ مِنْهُ، نَعَمْ اَخِي: وَمِنَ الْمَرَاحِلِ الَّتِي ذَكَرْنَاهَا لَكَ: هِيَ مَرْحَلَةُ التَّشْكِيكِ، بِمَعْنَى اَنَّهُمْ يُشَكِّكُونَ هَؤُلَاءِ الْجُهَّالَ، وَيَطْرَحُونَ اَسْئِلَةً تُورِثُ شَكّاً عِنْدَ ضِعَافِ الْاِيمَانِ اَوْ عِنْدَ اُولَئِكَ الْجُهَّالِ: فَاَحْيَاناً يَسْاَلُونَهُمْ مَثَلاً عَنِ الْحُرُوفِ الْمُقَطَّعَةِ الَّتِي جَاءَتْ فِي اَوَائِلِ سُوَرِ الْقُرْآَنِ الْكَرِيمِ: وَاَحْيَاناً يَسْاَلُونَ هَؤُلَاءِ الْجُهَّالَ لِيَزِيدُوهُمْ تَشْكِيكاً بِقَوْلِهِمْ مَثَلاً: لِمَاذَا صَلَاةُ الصُّبْحِ رَكْعَتَانِ؟ وَالْمَغْرِبِ ثَلَاثُ رَكَعَاتٍ؟ وَالْعِشَاءِ وَالظُّهْرِ وَالْعَصْرِ اَرْبَعُ رَكَعَاتٍ؟ وَهَكَذَا يَتْرُكُونَ هَذَا الْجَاهِلَ عَلَى شَكِّهِ وَحَيْرَتِهِ فَتْرَةً زَمَنِيَّةً، ثُمَّ يَقُولُونَ لَهُ: هَلْ تُرِيدُ الْجَوَابَ؟ فَاِذَا اَرَدْتَّ الْجَوَابَ: فَالْجَوَابُ عِنْدَنَا وَعِنْدَ اِمَامِنَا، وَهَكَذَا يَقَعُ الْجَاهِلُ فِي فَخِّهِمْ وَحَبَائِلِهُمُ الشَّيْطَانِيَّة، نَعَمْ اَخِي: هَذَا بِالنِّسْبَةِ لِدَرَجَاتِ الدَّعْوَةِ عِنْدَهُمْ، نَعَمْ اَخِي: وَاَمَّا اِذَا انْتَقَلْنَا اِلَى مَرَاتِبِهِمْ: فَطَبْعاً هُمْ يَتَّخِذُونَ سُلَّماً هَرَمِيّاً: يَبْدَاُ مِنَ الْمُسْتَجِيبِ: وَيَنْتَهِي اِلَى الْاِمَام، نَعَمْ اَخِي: فَاَوَّلُ خُطْوَةٍ يَحْرِصُونَ عَلَيْهَا: هِيَ اَنًّهُمْ يَجْعَلُونَ الشَّخْصَ الْجَاهِلَ يَسْتَجِيبُ لَهُمْ، فَاِذَا اسْتَجَابَ لَهُمْ: فَاِنَّهُ يَتَرَقَّى عِنْدَهُمْ؟ لِيَكُونَ مُكَاسِراً، اَوْ مُكَالِباً، ثُمَّ يَنْتَقِلُ اِلَى مَايُسَمَّى فِي مُعْتَقَدَاتِهِمُ الْبَاطِلَةِ: بِجَنَاحٍ اَيْسَرَ: ثُمَّ جَنَاحٍ اَيْمَنَ: ثُمَّ دَاعٍ مَحْبُوبٍ: ثُمَّ مَاْذُونٍ: ثُمَّ نَقِيبٍ: ثُمَّ دَاعِي الْبَلَاغِ: ثُمَّ دَاعِي الدُّعَاةِ: ثُمَّ الْحُجَّةِ: ثُمَّ الْبَابِ: ثُمَّ الْاِمَامِ، نَعَمْ اَخِي: وَهَذَا هُوَ السُّلَّمُ الْهَرَمِيُّ الَّذِي يَسِيرُونَ عَلَيْهِ، وَاِلَى الْآَنَ نَجِدُ هَذَا السُّلَّمَ عِنْدَهُمْ فِي اَيَّامِنَا، وَيَفْتَخِرُونَ بِهِ، وَيَعْمَلُونَ عَلَيْهِ بِكُلِّ طَاقَاتِهِمْ، نَعَمْ اَخِي: هَذَا مَايَتَعَلَّقُ بِحِيَلِهِمْ فِي الدَّعْوَةِ وَمَرَاتِبِ الدَّعْوَةِ عِنْدَهُمْ، بَعْدَ ذَلِكَ اَيُّهَا الْاِخْوَة: لَابُدَّ مِنَ الْحَدِيثِ بِشَيْءٍ مِنَ التَّفْصِيلِ عَنْ فِرَقِ الْبَاطِنِيَّةِ، نَعَمْ اَيُّهَا الْاِخْوَة: فِرَقُ الْبَاطِنِيَّةِ الْمَشْهُورَةِ: هِيَ الْاِسْمَاعِيلِيَّةُ: وَالنُّصَيْرِيَّةُ: وَالدُّرُوزُ، وَنَبْدَاُ بِالْاِسْمَاعِيلِيَّةِ اَوَّلاً: وَلَقَدْ ذَكَرْنَا لَكُمْ اَيُّهَا الْاِخْوَةُ: اَنَّهُ بَعْدَمَا هَلَكَ الْمُسْتَنْصِرُ بِاللهِ الْحَاكِمُ الْعُبَيْدِيُّ الْاِسْمَاعِيلِيُّ: افْتَرَقَتِ الْاِسْمَاعِيلِيَّةُ اِلَى فِرْقَتَيْنِ: اِلَى الْفِرْقَةِ النِّزَارِيَّةِ: وَاِلَى الْفِرْقَةِ الْمُسْتَعْلِيَةِ، وَنَحْنُ مَازِلْنَا نَتَحَدَّثُ اِلَى الْآَنَ اَيُّهَا الْاِخْوَةُ عَنِ الْاِسْمَاعِيلِيَّةِ النِّزَارِيَّة، نَعَمْ اَخِي: وَالْاِسْمَاعِيلِيَّةُ النِّزَارِيَّةُ الْآَنَ فِي اَيَّامِنَا: يُطْلَقُ عَلَيْهِمْ بِالْآَغَاخَانِيَّة، نَعَمْ اَخِي: وَهَذِهِ النِّزَارِيَّةُ: مِنْ اَشْهَرِ رِجَالِهَا: حَسَنْ عَلِي شَاهْ: وَالَّذِي ظَهَرَ فِي الْقَرْنِ الثَّالِثِ عَشَرَ الْهِجْرِيِّ فِي اِيرَانَ، نَعَمْ اَخِي: وَلَقِيَتْ هَذِهِ الْفِرْقَةُ النِّزَارِيَّةُ الْاِسْمَاعِيلِيَّةُ الْبَاطِنِيَّةُ دَعْماً لَاحُدُودَ لَهُ مِنْ قِبَلِ الْخَنَازِيرِ الصُّلْبَانِ الْخَوَنَةِ الْكَفَرَةِ الْاِنْكِلِيزِ عُشَّاقِ الْاِبَاحِيَّةِ وَالطَّعْنِ عَلَى الْاِسْلَامِ السُّنَّةِ وَالْمُسْلِمِينَ، نعم اخي: وَلَقَّبَ الْخَوَنَةُ الْاِنْكِليزُ زَعِيمَهَا حَسَنْ عَلِي شَاهْ: بِآَغَا خَانْ، نَعَمْ اَخيِ: وَكَلِمَةُ آَغَا خَانْ مَعْنَاهَا: اَلسَّيِّدُ الرَّئِيسُ، نَعَمْ اَخِي: وَدَعَمُوهُ وَشَجَّعُوهُ فِي اِيرَانَ، وَاِلَى الْآَنَ اَخِي: فَاِنَّكَ تَجِدُ اَنَّ الْاِنْكِلِيزَ الصُّلْبَانَ الْكَفَرَةَ الْخَوَنَةَ الْخَنَازِير: عَلَاقَتُهُمْ وَطِيدَةٌ بِهَؤُلَاءِ الزَّنَادِقَةِ الْاِبَاحِيِّينَ لِنِكَاحِ الْمَحَارِمِ الَّذِينَ يُوَالُونَهُمْ دَائِماً وَيُمَالِئُونَهُمْ عَلَى عَدَاوَةِ الْاِسْلَامِ وَاَهْلِهِ، نَعَمْ اَخِي: وَهَذِهِ حَقِيقَةٌ تَارِيخِيَّةٌ مَاتَزَالُ قَائِمَةً اِلَى اَيَّامِنَا، نَعَمْ اَخِي: ثُمَّ هَلَكَ آَغَا خَانُ الْاَوَّلُ، فَخَلَفَهُ آَغَا خَانُ الثَّانِي، ثُمَّ هَلَكَ الثَّانِي، ثُمَّ جَاءَ بَعْدَهُ آَغَا خَانُ الثَّالِثُ: وَالَّذِي تُوِفِّيَ فِي سْوِيسْرَا سنة 1377 هجري: ثُمَّ نُقِلَتْ جُثَّتُهُ اِلَى اَسْوَانَ فِي مِصْرَ، نَعَمْ اَخِي: وَكَانَ آَغَا خَانُ الثَّالِثُ هَذَا: صَاحِبَ سُلُوكِيَّاتٍ فَاشِلَةً: وَكَانَ صَاحِبَ عُهْرٍ وَدَعَارَةٍ وَمُجُونٍ وَلَهْوٍ وَقِمَارٍ، وَهَذَا الَّذِي نَقُولُهُ بِحَقِّهِ يُثْبِتُهُ الْاِسْمَاعِيلِيَّةُ اَنْفُسُهُمْ وَلَايُنْكِرُونَهُ: كَمَا يَذْكُرُ ذَلِكَ عَنْهُ مُصْطَفَى غَالِبُ وَهُوَ اِسْمَاعِيلِيٌّ مُعَاصِرٌ، نَعَمْ اَخِي: وَمَعَ تِلْكَ الْقَاذُورَاتِ الَّتِي تَلَبَّسَ بِهَا آَغَا خَانُ الثَّالِثُ: اِلَّا اَنَّ اَتْبَاعَهُ الْمَمْسُوخِينَ فِي عُقُولِهِمْ: كَانُوا يُعَظِّمُونَهُ وَيُقَدِّسُونَهُ! بَلْ وَيَسْجُدُونَ لَهُ! نَسْاَلُ اللهَ الْعَافِيَة، بَلْ وَيَدْفَعُونَ لَهُ اَيْضاً خُمُسَ مَايَمْلِكُون! نَعَمْ اَخِي: وَهَذَا الْآَغَا خَانُ الثَّالِثُ: هُوَ مِنْ صَنَائِعِ الْاِنْكِلِيزِ وَاَذْنَابِهِمْ، وَقَدْ طَالَبَ بِبَقَاءِ الِاسْتِعْمَارِ الْبَرِيطَانِيِّ فِي الْهِنْدِ، وَوَصَفَ الِاسْتِقْلَالَ عَنِ الْاِنْكِلِيزِ بِاَنَّهُ تَهَوُّرٌ! وَكَانَ اَتْبَاعُهُ يُقَدِّسُونَهُ وَيُعَظِّمُونَهُ! حَتَّى اَنَّ اَتْبَاعَهُ فِي الْيُوبِيلِ الذَّهَبِيِّ لَهُ: اَعْطَوْهُ وَزْنَهُ ذَهَباً! نَعَمْ اَخِي: وَحِينَمَا جَاءَ الِاحْتِفَالُ بِالْيُوبِيلِ الْمَاسِيِّ: كَذَلِكَ اَعْطَوْهُ وَزْنَهُ مَاساً!! نَعَمْ اَخِي: وَهَذِهِ الطَّائِفَةُ وَهِيَ طَائِفَةُ الْآَغَا خَانِيَّة النِّزَارِيَّة: تُوجَدُ فِي الْعَاصِمَةِ نَيْرُوبِي فِي كِينْيَا، وَفِي دَارِ السَّلَامِ، وَفِي زِنْجِبَارَ، وَفِي مَدَغَشْقَرَ، وَفِي الْهِنْدِ، وَبَاكِسْتَانَ، وَاَيْضاً هُنَاكَ اَقَّليَاتٌ مِنْهَا فِي لُبْنَانَ، وَسُورِيَّا، نَعَمْ اَخِي: وَاَمَّا مَرْكَزُهُمُ الرَّئِيسِيُّ: فَهُوَ فِي كَرَاتْشِي فِي بَاكِسْتَانَ، نَعَمْ اَخِي: وَعَدَدُهُمْ فِي جَمِيعِ اَنْحَاءِ الْعَالَمَ يَصِلُ اِلَى خَمْسَةَ عَشَرَ مِلْيُوناً تَقْرِيباً، نَعَمْ اَخِي: وَحِينَمَا هَلَكَ آَغَا خَانَ الثَّالِثَ، خَلَفَهُ حَفِيدُهُ كَرِيمْ خَانْ: وَهُوَ الْاِمَامُ التَّاسِعُ وَالْاَرْبَعُونَ عِنْدَ الْاِسْمَاعِيلِيَّةِ الْبَاطِنِيَّةِ النِّزَارِيَّة، نَعَمْ اَخِي: وَآَغَا خَانَ الثَّالِثُ هُوَ الثَّامِنُ وَالْاَرْبَعُونَ، وَالَّذِي قَبْلَهُ هُوَ السَّابِعُ وَالْاَرْبَعُونَ: حَتَّى يَصِلُوا اِلَى عَلِيِّ بْنِ اَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: بِمَعْنَى اَنَّ الْاِسْمَاعِيلِيَّةَ لَا يَكْتَفُونَ فِي مُوَالَاتِهِمْ بِالْاَئِمَّةِ الِاثْنَيْ عَشَرِيَّةِ كَالشِّيعَةِ: بَلْ لَهُمْ مِنَ الْاَئِمَّةِ الْكَثِيرُ مِمَّا يَفُوقُ الْاَئِمَّةَ الِاثْنَيْ عَشَريَّةَ وَيَزِيدُ عَلَيْهَا: وَلَكِنَّهُمْ يُنْكِرُونَ اِمَامَةَ مُوسَى الْكَاظِمِ بْنِ جَعْفَرَ وَلَايَعْتَرِفُونَ اِلَّا بِاِمَامَةِ اَخِيهِ اِسْمَاعِيل، نَعَمْ اَخِي: وَهَذِهِ الْعَائِلَةُ وَهِيَ عَائِلَةُ آَغَا خَانْ: عَائِلَةٌ ذَاتُ رِفْعَةٍ عِنْدَ اَحْفَادِ الْقِرَدَةِ الْيَهُودِ الْكَفَرَةِ وَالْخَنَازِيرِ الْخَوَنَةِ الصُّلْبَانِ: وَلَهَا عَلَاقَاتٌ دَوْلِيَّةٌ رَفِيعَةٌ: وَلَهُمْ مَكَانَةٌ وَحَظْوَةٌ فِي الْعَالَمِ: وَلَهُمْ مَنَاصِبُ فِي هَيْئَةِ الْاُمَمِ، نَعَمْ اَخِي: وَآَغَا خَانُ هَذَا: لَهُ نَشَاطٌ تِجَارِيٌّ ضَخْمٌ فِي بَارِيسَ: وَلَهُ مَكْتَبٌ هُنَاكَ: وَلَهُ مُؤَسَّسَاتٌ تِجَارِيَّةٌ فِيهَا مِنَ الثَّرَاءِ الْفَاحِشِ مَايَجْعَلُهَا اِلَى الْآَنَ تَحْتَوِي عَلَى 16 اَلْفَ مُوَظَّف، نَعَمْ اَخِي: وَهَؤُلَاءِ الْآَنَ فِي اَيَّامِنَا: يَسْعَوْنَ سَعْياً حَثِيثاً جَادّاً اِلَى تَاْسِيسِ دَوْلَةٍ اِسْمَاعِيلِيَّةٍ نِزَارِيَّةٍ حَشَّاشَةٍ لَهُمْ فِي بَاكِسْتَانَ: وَلَهُمْ تَحَرُّكَاتٌ فِي هَذَا: وَلَهُمْ نُفُوذٌ اقْتِصَادِيٌّ وَاسِعٌ فِي بَاكِسْتَانَ: وَلَقَدِ افْتَتَحَ آَغَا خَانُ الرَّابِعُ جَامِعَةُ سُمِّيَتْ بِجَامِعَةِ آَغَا خَانَ فِي كَرَاتْشِي سَنَةَ 1405: وَافْتَتَحُوا مَعْهَداً لِلدِّرَاسَاتِ الْاِسْمَاعِيلِيَّةِ فِي لَنْدَنْ عَام 1397 : وَاَيْضاً لَهُمْ مَشَارِيعُ مُتَعَدِّدَةٌ فِي بَاكِسْتَانَ: وَلَايَزَالُونَ مُصِرِّينَ عَلَى اِعَادَةِ دَوْلَةِ الْحَشَّاشِينَ النِّزَارِيَّةِ الَّتِي كَانَتْ قَائِمَةً فِي تِلْكَ الْجِهَات، نَعَمْ اَخِي: وَهُنَاكَ خُطَّةٌ وَاضِحَةٌ لَهُمْ تَكْشِفُ عَنْ مُخَطَّطَاتِهِمْ فِي اِعَادَةِ هَذِهِ الدَّوْلَةِ: مِنْ خِلَالِ اَنَّهُمْ يَتَكَاتَفُونَ الْآَنَ فِي شَمَالِ بَاكِسْتَانَ؟ لِاِقَامَةِ دَوْلَتِهِمْ هُنَاكَ؟ وَلِذَلِكَ بَدَؤُوا يَسْتَقْطِبُونَ مَجْمُوعَةً كَبِيرَةً مِنَ الْاِسْمَاعِيلِيَّةِ مِنْ جَمِيعِ اَنْحَاءِ الْعَالَمِ وَيُهَجِّرُونَهُمْ؟ لِيَجْذُبُوهُمْ اِلَى شَمَالِ بَاكِسْتَانَ؟ وَهُمُ الْآَنَ يَسْعَوْنَ اِلَى تَكْثِيرِ نَسْلِهِمْ فِي تِلْكَ الْمَنْطِقَةِ؟ بَلْ وَيَشْتَرُونَ الْاَرَاضِيَ مِنْ اَهْلِ السُّنَّةِ؟ لِيَكُونَ لَهُمْ شَاْنٌ عَظِيمٌ فِي تِلْكَ الْمَنْطِقَة، نعم اخي: وَقَدْ تَحَدَّثَتْ مَجَلَّةُ الْمُجَاهِدِ الَّتِي كَانَتْ تَصْدُرُ فِي بِيشَاوَرْ عَنْ مُخَطَّطَاتِ الْقَوْمِ: وَذَكَرَتْ مَعْلُومَاتٍ مُفَصَّلَةً فِي الْعَدَدِ الْخَامِسِ: وَالسَّادِسِ: وَالتَّاسِعِ وَالثَّلَاثِينَ: وَالْحَادِي وَالْاَرْبَعِينَ: وَالثَّانِي وَالْاَرْبَعِينَ: وَالثَّالِثِ وَالْاَرْبَعِينَ: وَالسَّادِسِ وَالْاَرْبَعِينَ، نَعَمْ اَخِي: وَفِي كُلِّ هَذِهِ الْاَعْدَادِ تَعَرَّضَتْ لِشَيْءٍ مِنْ نَشَاطِ اُولَئِكَ النِّزَارِيَّةِ الْحَشَّاشِين، نَعَمْ اَخِي: وَهَكَذَا نَكُونُ قَدِ انْتَهَيْنَا مِنْ الْحَدِيثِ عَنِ الْاِسْمَاعِيلِيَّةِ النِّزَارِيَّةِ الْآَغَاخَانِيَّةِ الْبَاطِنِيَّةِ الْحَشَّاشَةِ، وَنَنْتَقِلُ الْآَنَ مُبَاشَرَةً اِلَى الْقِسْمِ الْآَخَرِ: وَهُوَ الْاِسْمَاعِيلِيَّةُ الْبَاطِنِيَّةُ الْمُسْتَعْلِيَة: نَعَمْ اَخِي: وَالْاِسْمَاعِيلِيَّةُ الْمُسْتَعْلِيَةُ هَؤُلَاءِ: يُعْرَفُونَ بِالْبُهْرَى فِي الْهِنْدِ، نَعَمْ اَخِي: وَكَلِمَةُ الْبُهْرَى: هِيَ لَفْظٌ هِنْدِيٌّ، وَمَعْنَى كَلِمَةِ الْبُهْرَى: هُوَ التَّاجِرُ، نَعَمْ اَخِي: هَذِهِ هِيَ تَسْمِيَتُهُمْ فِي الْهِنْدِ، نَعَمْ اَخِي: وَهَؤُلَاءِ لَهُمْ وُجُودٌ فِي الْهِنْدِ: وَلَهُمْ وُجُودٌ اَيْضاً فِي الْيَمَنِ، نَعَمْ اَخِي: وَفِي الْيَمَنِ يُسَمَّوْنَ بِالطِّيبِيَّةِ: نِسْبَةً اِلَى الطَّيِّبِ بْنِ الْآَمِرِ بْنِ الْمُسْتَعْلِي، نَعَمْ اَخِي: وَاَمَّا نَشَاطُ هَؤُلَاءِ الْمُسْتَعْلِيَةِ الْبَاطِنِيَّةِ الْاِسْمَاعِيلِيَّةِ: فَقَدْ كَانُوا فِي الْيَمَنِ: وَكَانُوا يُسَافِرُونَ اِلَى الْهِنْدِ؟ مِنْ اَجْلِ التِّجَارَةِ: فَصَارُوا يَدْعُونَ هَؤُلَاءِ الْوَثَنِيِّينَ مِنْ اَهْلِ الْهِنْدِ اِلَى مَذْهَبِهِمْ؟ فَاَطْلَقَ عَلَيْهِمْ اَهْلُ الْهِنْدِ الْبُهْرَى: بِاعْتِبَارِ اَنَّ كَلِمَةَ بُهْرَى هِيَ: لَفْظٌ هِنْدِيٌّ مَعْنَاهُ تَاجِرٌ، نَعَمْ اَخِي: هَكَذَا قَالَ مَنْ كَتَبَ فِي هَذِهِ الْفِرْقَةِ الْمُسْتَعْلِيَةِ، نَعَمْ اَخِي: وَهَذِهِ الْفِرْقَةُ كَعَادَةِ اَهْلِ فِرَقِ الضَّلَالِ وَالزَّيْفِ اَيْضاً: اِنْقَسَمَتْ، نَعَمْ اَخِي: اَلْاِسْمَاعِيلِيَّةُ الْمُسْتَعْلِيَةُ: انْقَسَمَتْ اِلَى دَاوُودِيَّة: وَسُلَيْمَانِيَّة، نَعَمْ اَخِي: وَالدَّاوُودِيَّةُ الْبُهْرَى: نِسْبَةً اِلَى اَحَدِ دُعَاةِ الْاِسْمَاعِيلِيَّةِ: وَهُوَ دَاوُودُ بْنُ عَجَبْ شَاهْ: وَاَمَّا رَئِيسُ هَذِهِ الطَّائِفَةِ الْحَالِيِّ الْآَنَ: فَهُوَ مُحَمَّدُ وَهَّابِ الدِّينِ، نَعَمْ اَخِي: وَمَرْكَزُ هَذِهِ الْفِرْقَةِ الْبُهْرَى الدَّاوُودِيَّةِ الْمُسْتَعْلِيَةِ الْاِسْمَاعِيلِيَّةِ الْبَاطِنِيَّةِ: فِي مَدِينَةِ بُومْبَايْ فِي الْهِنْدِ: وَيَنْتَشِرُونَ اَيْضاً فِي بَقِيَّةِ اَنْحَاءِ الْهِنْدِ: وَفِي تَنْزَانْيَا: وَفِي كِينْيَا: وَفِي مَدَغَشْقَرَ، نَعَمْ اَخِي: وَهَذَا هُوَ الْفَرْعُ الْاَوَّلُ مِنَ الْاِسْمَاعِيلِيَّةِ الْمُسْتَعْلِيَةِ الْبَاطِنِيَّةِ، نَعَمْ اَخِي: وَاَمَّا الْفَرْعُ الْآَخَرُ: فَهُوَ الْاِسْمَاعِيلِيَّةُ الْمُسْتَعْلِيَةُ الْبَاطِنِيَّةُ الْبُهْرَى السُّلَيْمَانِيَّة، وَلِمَاذَا سُمُّوا بِالسُّلَيْمَانِيَّة؟ وَنَقُولُ لَكَ اَخِي: نِسْبَةً اِلَى سُلَيْمَانَ بْنِ الْحَسَنِ: اَحَدِ دُعَاتِهِمْ: وَالَّذِي هَلَكَ سَنَةَ 1005 هِجْرِيَّة: وَيَرْاَسُهُمُ الْآَنَ مَجْمُوعَةٌ مِنَ الْمَكَارِمَة، نَعَمْ اَخِي: وَيَنْتَشِرُ الْبُهْرَى السُّلَيْمَانِيَّةُ الْاِسْمَاعِيلِيَّةُ الْبَاطِنِيَّةُ الْمُسْتَعْلِيَةُ الْآَنَ فِي الْيَمَنِ: فِي جِبَالِ حِرَاجَ: وَفِي نَجْرَانَ، نَعَمْ اَخِي: وَرَئِيسُهُمُ الْحَالِي الْآَنَ يُقِيمُ فِي نَجْرَانَ: نَعَمْ اَخِي: وَهَؤُلَاءِ الْمَكَارِمَةُ لَهُمْ قَدَاسَةٌ عِنْدَ اَتْبَاعِهِمْ: وَيَدْفَعُونَ لَهُمْ مِنَ الْاَمْوَالِ الطَّائِلَةِ الْهَائِلَةِ: وَيَمْنَحُونَ لِاَتْبَاعِهِمْ فِي مُقَابِلِ هَذِهِ الْاَمْوَالِ صُكُوكَ الْغُفْرَانِ الَّتِي يَمْنَحُهَا الصُّلْبَانُ الْخَنَازِيرُ الْخَوَنَةُ الْقَسَاوِسَةُ النَّصَارَى لِاَتْبَاعِهِمْ فِي الْكَنِيسَةِ فِي مُقَابِلِ الْاَمْوَالِ اَيْضاً، نَعَمْ اَخِي: وَهُنَا وَقْفَةٌ لَابُدَّ مِنْهَا وَهِيَ السُّؤَالُ الْمُهِمُّ التَّالِي: مَتَى وَصَلَتِ الْاِسْمَاعِيلِيَّةُ وَوَفَدَتْ اِلَى نَجْرَانَ؟ وَمَتَى وُجِدَتْ فِي نَجْرَانَ فِي الْيَمَنِ؟ وَنَقُولُ لَكَ اَخِي: لَيْسَ عِنْدَنَا جَوَابٌ قَاطِعٌ لِهَذَا السُّؤَالِ لِمَاذَا؟ لِاَنَّ الْقَوْمَ فِي دَعْوَتِهِمْ وَفِي تَحَرُّكَاتِهِمْ: يَسْتَخْدِمُونَ السِّرِّيَّةَ التَّامَّةَ: وَالتَّكَتُّمَ الشَّدِيدَ: كَمَا تَفْعَلُ الْمَاسُونِيَّةُ الْيَهُودِيَّةُ فِي اَيَّامِنَا، وَرُبَّمَا اَيْضاً غَفْلَةُ اَهْلِ السُّنَّةِ وَالزَّيْدِيِّينَ وَنَوْمُهُمْ فِي عَسَلِ الشَّيْطَانِ: جَعَلَتْ هَؤُلَاءِ يَدْعُونَ وَيَنْشُرُونَ دَعْوَتَهُمْ : دُونَ اَنْ يَجِدُوا مَنْ يَرْصُدُ تَحَرُّكَاتِهِمْ: وَيُسَجِّلُ عَلَيْهِمْ نَشَاطَاتِهِمْ: وَيُتَابِعُهَا: وَيُوَثِّقُهَا، وَلِذَلِكَ اَخِي: مَاهِيَ قِيمَةُ وَحْدَةِ الرَّصْدِ وَالْمُتَابَعَةِ لِقَنَاةِ وِصَالَ الَّتِي لَمْ تَرْصُدْ يَوْماً مِنَ الْاَيَّامِ اَخْطَرَ عَدُوٍّ جَاهِلٍ عَلَى الْاِسْلَامِ وَالْمُسْلِمِينَ وَهُوَ الْبَاطِنِيَّةُ الْجَاهِلِيَّةُ الْكُبْرَى الَّتِي لَاتَدْرِي مَاتَقُولُ وَلَاتَدْرِي مَاتَفْعَلُ اِلَّا كَمَا يَقُولُ الْقَائِلُ: وَمَااَنَا اِلَّا مِنْ غَزِيَّةَ: اِنْ غَوَتْ غَوَيْتُ: وَاِنْ تَرْشُدْ غَزِيَّةُ اَرْشُدِ، وَلَكِنْ نَذْكُرُ لَكَ اَخِي كَلَامَ بَعْضِ الْمُؤَرِّخِينَ الْمُعَاصِرِينَ: وَهُوَ مُحَمَّدُ بْنُ اَحْمَدَ الْعُقَيْلِيِّ فِي كِتَابِهِ: نَجْرَانُ فِي اَطْوَارِ التَّارِيخِ الَّذِي يَقُولُ فِيه: اَنَا اَتَوَقَّعُ وَيَغْلِبُ عَلَى ظَنِّي: اَنَّ الْاِسْمَاعِيلِيَّةَ دَخَلَتْ اِلَى نَجْرَانَ فِي عَهْدٍ مُبَكِّرٍ، ثُمَّ يَقُول: وَرُبَّمَا يَكُونُ ذَلِكَ فِي الْقَرْنِ الثَّامِنِ الْهِجْرِيِّ: اَيَّامَ اِقَامَةِ دَوْلَتِهِمُ الْاُولَى: عَنْ طَرِيقِ عَلِيِّ بْنِ الْفَضْلِ، وَمَنْصُورِ الْيَمَنِ: وَهُوَ الْحَسَنُ بْنُ حَوْشَبُ الْاِسْمَاعِيلِي، نَعَمْ اَخِي: ثُمَّ يَنْقُلُ الْكَاتِبُ الْمُؤَرِّخُ هَذَا كَلَاماً آَخَرَ فِي هَذَا وَيَقُول: اِنَّ بَعْضَ الْمُؤَرِّخِينَ الَّذِينَ زَارُوا نَجْرَانَ: وَجَدُوا جَمَاعَةً مِنَ الْاِسْمَاعِيلِيَّةِ: يَدْفَعُونَ الْخَرَاجَ اِلَى صَاحِبِ الْقَلْعَةِ: وَيَعْنُونَ بِذَلِكَ: دَوْلَةَ الْحَشَّاشِينَ النِّزَارِيَّةَ الَّتِي قَامَتْ فِي اِيرَانَ، نَعَمْ اَخِي: وَيَقُولُ فُؤَادْ حَمْزَة فِي كِتَابِهِ: فِي بِلَادِ عَسِيرَ: الَّذِي اَلَّفَهُ عَامَ 1370 يَقُول: لَمْ تَشْتَدَّ دَعْوَةُ الْاِسْمَاعِيلِيَّةِ فِي نَجْرَانَ: اِلَّا مُنْذُ ثَلَاثَةِ قُرُونٍ وَنِصْفَ تَقْرِيباً: أَيْ مُنْذُ اَرْبَعِمِائَةِ سَنَةٍ تَقْرِيباً: حِينَمَا قَدِمَ اِلَى نَجْرَانَ: الدَّاعِيَةُ الْاِسْمَاعِيلِيُّ: مُحَمَّدُ بْنُ اِسْمَاعِيلَ الْمَكْرَم: وَالَّذِي هَلَكَ سَنَةَ 1109 :نَعَمْ اَخِي: وَهَذَا الدَّاعِيَةُ الْاِسْمَاعِيلِيُّ: هَرَبَ مِنَ الْيَمَنِ: مِنْ بَلْدَةِ طَيْبَةَ الَّتِي يُقِيمُ فِيهَا: وَاتَّجَهَ اِلَى نَجْرَانَ: وَهَلَكَ هُنَاكَ فِي نَجْرَان، نَعَمْ اَخِي: وَيَقُولُ عَبْدُ اللهِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مَسْفَرَ فِي كِتَابِهِ السِّرَاجُ الْمُنِيرُ فِي سِيرَةِ اُمَرَاءِ عَسِير يَقُول: اِعْتَنَقَتْ قَبِيلَةُ يَامْ اَلْمَذْهَبَ الْاِسْمَاعِيلِيَّ فِي الْقَرْنِ الْحَادِي عَشَرَ الْهِجْرِيِّ، نَعَمْ اَخِي: وَاللهُ تَعَالَى اَعْلَمُ بِمَتَى دَخَلَتِ الْاِسْمَاعِيلِيَّةُ اِلَى الْيَمَنِ؟ وَبِمَتَى تَلَبَّسَ الْكَثِيرُ مِنْ اَهَالِي نَجْرَانَ بِهَذِهِ الْعَقِيدَةِ الْبَاطِلَةِ؟ اَوْ بِهَذَا الْمَذْهَبِ الْخَبِيثِ؟ نَعَمْ اَخِي: وَقَبْلَ اَنْ نَتْرُكَ الْاِسْمَاعِيلِيَّةَ اِلَى فِرْقَةٍ اُخْرَى: نُشِيرُ اِلَى ثَلَاثَةٍ مِنَ الْكُتَّابِ الْاِسْمَاعِيلِيَّةِ الْمُعَاصِرِينَ الْخَطِرِينَ جِدّاً عَلَى الدَّعْوَةِ الْاِسْلَامِيَّةِ؟ لِتَاْخُذُوا حِذْرَكُمْ مِنْهُمْ اَيُّهَا الْاِخْوَةُ: وَتَعْرِفُوا خَطَرَهُمْ عَلَى عُقُولِ الْجُهَّالِ مِنَ النَّاسِ وَهُمْ: مُصْطَفَى غَالِبْ: وَهَذَا كُتُبُهُ كَثِيرَةٌ فِي اِظْهَارِ اِنْتَاجِهِمْ وَالتَّرْجَمَةِ لِرُؤُوسِ ضَلَالِهِمْ وَاَئِمَّةِ كُفْرِهِمْ، نَعَمْ اَخِي: وَاَمَّا الثَّانِي: فَهُوَ عَارِفْ تَامِرْ: وَلَهُ اَيْضاً كُتُبٌ كَثِيرَةٌ، وَاَمَّا الثَّالِثُ: فَهُوَ مُحَمَّدُ حَسَنُ الْاَعْظَمِيِّ، نَعَمْ اَخِي: وَبَدَاَتْ كُتُبُ الْاِسْمَاعِيلِيَّةِ فِي الْفَتْرَةِ الْاَخِيرَةِ تَظْهَرُ، وَنَجِدُ اَنَّ بَعْضَ الدُّورِ فِي لُبْنَانَ وَفِي غَيْرِهَا: تَطْبَعُ كُتُبَهُمْ: وَبِالذَّاتِ دَارُ الْاَنْدَلُسِ فِي بَيْرُوت، نَعَمْ اَخِي: وَنَنْتَقِلُ الْآَنَ فِي حَدِيثِنَا مُبَاشَرَةً اِلَى النُّصَيْرِيَّة، نَعَمْ اَخِي: وَالنُّصَيْرِيَّةُ هُمْ مِنْ طَوَائِفِ الْبَاطِنِيَّةِ، وَسُمُّوا بِالنُّصَيْرِيَّةِ عَلَى الْقَوْلِ الرَّاجِحِ؟ نِسْبَةً اِلَى اَبُو شُعَيْبٍ مُحَمَّدُ بْنُ نُصَيْرٍ النُّمَيْرِيِّ الَّذِي هَلَكَ سَنَةَ 260 هِجْرِيَّة، نَعَمْ اَخِي: وَبَعْضُهُمْ يَقُولُ: سُمُّوا نُصَيْرِيَّةً؟ لِاَنَّ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ النَّصَارَى تَشَابُهاً كَبِيراً، نَعَمْ اَخِي: وَهَذَا الْكَلَامُ صَحِيحٌ فِعْلاً: وَهُوَ كَلَامُ حَقٍّ فِعْلاً: فَبَيْنَهُمْ وَبَيْنَ النَّصَارَى تَشَابُهٌ فِعْلاً فِي الِاعْتِقَادِ: لَكِنَّ نِسْبَتَهُمْ هِيَ: لِمُحَمَّدِ بْنِ نُصَيْرٍ، نَعَمْ اَخِي: وَكَانَ مُحَمَّدُ بْنُ نُصَيْرٍ هَذَا: مَوْلَى لِلْحَسَنِ الْعَسْكَرِيِّ، نَعَمْ اَخِي: وَالْحَسَنُ الْعَسْكَرِيُّ هُوَ الْاِمَامُ الْحَادِي عَشَرَ عِنْدَ الرَّافِضَةِ الشِّيعَةِ الْاِمَامِيَّةِ الِاثْنَيْ عَشَرِيَّةَ الْكَاظِمِيَّةِ وَالْاِسْمَاعِيلِيَّة، نَعَمْ اَخِي: وَالْحَسَنُ الْعَسْكَرِيُّ هَذَا عِنْدَمَا مَاتَ: لَمْ يُعَقِّبْ وَلَمْ يُنْجِبْ اَوْلَاداً؟ لِاَنَّهُ كَانَ عَقِيماً؟ فَجَاءَتْ هَذِهِ الْفِكْرَةُ؟ وَجَاءَ هَذَا الِاخْتِرَاعُ الَّذِي اخْتَرَعَهُ اُولَئِكَ الشَّيَاطِينُ الَّذِينَ يُرِيدُونَ اَكْلَ اَمْوَالِ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ؟ وَيُرِيدُونَ الِاسْتِفَادَةَ مِنَ الْاَمْوَالِ وَالْخُمْسِ وَالْمُتْعَةِ؟ وَلِذَلِكَ اَحْدَثُوا هَذِهِ الْبِدْعَةَ وَقَالُوا: اِنَّ الْحَسَنَ الْعَسْكَرِيَّ لَهُ وَلَدٌ: وَاِنَّ هَذَا الْوَلَدَ اخْتَبَاَ فِي سِرْدَابِ سَامِرَّاءَ، نَعَمْ اَخِي: اِذَا لَمْ تَفْهَمْ هَذِهِ النُّقْطَةَ الْحَسَّاسَةَ هُنَا اَيْضاً فَلَنْ تَفْهَمَ شَيْئاً عَنِ النُّصَيْرِيَّة، نعم اخي: ثُمَّ وَقَعَ الْخِلَافُ بَيْنَ الشِّيعَةِ الْكَاظِمِيَّةِ وَالِاسْمَاعِيلِيَّةِ فِي مَنْ هُوَ الْبَابُ؟ لِاَنَّ كُلَّ اِمَامٍ عِنْدَهُمْ لَهُ بَابُ، نَعَمْ اَخِي: فَمُحَمَّدُ بْنُ نُصَيْرٍ: كَانَ هُوَ الْبَابَ لِلْاِمَامِ الْحَادِي عَشَرَ، وَلَكِنَّهُ اَرَادَ اَنْ يَكُونَ اَيْضاً بَاباً آَخَرَ لِلْاِمَامِ الْمُنْتَظَرِ الْمُخْتَبِىءِ فِي السِّرْدَابِ بِزَعْمِهِمْ، فَاَبَتْ طَائِفَةُ الِاثْنَيْ عَشَرِيَّةَ الْكَاظِمِيَّةَ وَالْاِسْمَاعِيلِيَّةَ، وَرَفَضَتْ وَقَالَتْ لِمُحَمَّدَ بْنِ نُصَيْرٍ: لَا لَسْتَ اَنْتَ الْبَابَ، نَعَمْ اَخِي: فَعِنْدَئِذٍ انْشَقَّ مُحَمَّدُ بْنُ نُصَيْرٍ عَنْهُمْ، وَاسْتَقَلَّ بِاَتْبَاعِهِ الَّذِينَ صَارُوا يُطْلَقُ عَلَيْهِمْ فِيمَا بَعْدُ النُّصَيْرِيَّة، نَعَمْ اَخِي: وَهَكَذَا نَشَاَتْ هَذِهِ الْفِرْقَةُ، نَعَمْ اَخِي: ثُمَّ ادَّعَى مُحَمَّدُ بْنُ نُصَيْرٍ النُّبُوَّةَ! وَكَانَ يَقُولُ بِالتَّنَاسُخِ! نَسْاَلُ اللهَ الْعَافِيَةَ، وَكَانَ يُؤَلِّهُ عَلِيّاً! وَكَانَ رَجُلاً قَذِراً يُبِيحُ نِكَاحَ الْمَحَارِمِ! وَيُبِيحُ اَنْوَاعاً اُخْرَى مِنَ الْفَوَاحِشِ وَالشُّذُوذِ! نَعَمْ اَخِي: وَمِنْ اَشْهَرِ دُعَاةِ الْمَذْهَبِ النُّصَيْرِيِّ: رَجُلٌ وَاسْمُهُ الْخُصَيْبِيِّ: الَّذِي هَلَكَ سَنَةَ 346: وَالَّذِي كَانَ لَهُ دَوْرٌ فِي تَاْسِيسِ الْمَذْهَبِ: وَنَشْرِهِ: وَتَقْعِيدِهِ: وَتَفْعِيلِهِ بَيْنَ النَّاسِ الْجُهَّالِ، نَعَمْ اَخِي: وَاَمَّا عَقَائِدُ النُّصَيْرِيَّةِ: فَهِيَ عَقَائِدُ الْبَاطِنِيَّةِ عُمُوماً: فَهُمْ فِي تَوْحِيدِهِمُ الْخَاطِىءِ الْمُخْجِلِ الْمُخْزِي مَثَلاً: يُؤَلِّهُونَ عَلِيّاً تَاْلِيهاً وَعِبَادَةً، وَهُمْ كَالنَّصَارَى الَّذِينَ يُؤَلِّهُونَ عِيسَى: يَقُولُونَ مِثْلَهُمْ بِالْحُلُولِ: وَاَنَّ اللَهَ عَزَّ وَجَلَّ حَلَّ فِي عَلِيٍّ كَمَا حَلَ فِي عِيسَى بِزَعْمِهِمْ وَكُفْرِهِمُ الْجَاحِدِ لِاُلُوهِيَّةِ رَبِّ الْعَالَمِينَ سبحانه؟ وَلِهَذَا هُمْ يُؤَلِّهُونَ عَلِيّاً، نَعَمْ اَخِي: وَالْقَوْمُ لَهُمْ هَذِهِ الْعَقَائِدُ الَّتِي تُبَيِّنُ فِعْلاً: اَنَّ كُفْرَ مُشْرِكِي الْعَرَبِ عُبَّادِ الْاَصْنَامِ وَالْاَحْجَارِ: اَهْوَنُ بِكَثِيرٍ عِنْدَ اللهِ مِنْ كُفْرِ هَؤُلَاء، نَعَمْ اَخِي: وَيَقُولُ النُّصَيْرِيَّةُ وَالْعَيَاذُ بِاللِه فِي عَقَائِدِهُمُ الْغَرِيبَةِ الْعَجِيبَةِ الَّتِي لَمْ نَسْمَعْ بِهَا فِي آَبَائِنَا الْاَوَّلِينَ: اَنَّ مُحَمَّداً صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: خَلَقَ سَلْمَانَ الْفَارِسِيَّ! وَاَنَّ سَلْمَانَ: خَلَقَ الْاَيْتَامَ الْخَمْسَة! نَعَمْ اَخِي: وَالْاَيْتَامُ الْخَمْسَةُ فِي عَقَائِدِ الْقَوْمِ هُمُ: الْمِقْدَادُ: وَاَبُو ذَرّ الْغِفَارِيِّ: وَعَبْدُ اللهِ بْنُ رَوَاحَةَ: وَعُثْمَانُ بْنُ مَظْعُونٍ: وَقُنْبُرُ، نَعَمْ اَخِي: وَقُنْبُرُ هَذَا: كَانَ عِنْدَ عَلِيِّ بْنِ اَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه، نَعَمْ اَخِي: وَسُمُّوا بِالْاَيْتَامِ الْخَمْسَةِ؟ لِاَنَّهُمْ لَامَثِيلَ لَهُمْ عِنْدَ الْقَوْمِ! نَعَمْ اَخِي: لَكِنَّ الشَّيْءَ الْخَطِيرَ الَّذِي لَفَتَ نَظَرَنَا فِي تَنَاقُضِ الْقَوْمِ: اَنَّهُمْ يُعَظِّمُونَ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ مَلْجَمَ الْخَارِجِيَّ الَّذِي قَتَلَ عَلِيّاً رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: فِي الْوَقْتِ الَّذِي يُؤَلِّهُونَ فِيهِ عَلِيّاً! فَاِذَا سَاَلْنَا النُّصَيْرِيَّةَ هَذَا السُّؤَالَ؟ اَنْتُمْ تُؤَلِّهُونَ عَلِيّاً! لَكِنْ لِمَاذَا تُعَظِّمُونَ قَاتِلَهُ بْنَ مُلْجِمَ الْخَارِجِيَّ!!!؟ قَالُوا: لِاَنَّهُ خَلَّصَ اللَّاهُوتَ الَّذِي حَلَّ فِي عَلِيٍّ مِنَ النَّاسُوتِ! بِمَعْنَى: اَن َّعَلِيّاً كَانَ اَسِيرَ النَّاسُوتِ الَّذِي حَرَّرَهُ مِنْهُ ابْنُ مُلْجِمٍ قَبْلَ اَنْ يَتَّحِدَ مَعَ اللهِ الَّذِي حَلَّ فِيهِ بَزَعْمِهِمْ، بِمَعْنَى اَنَّ عَقِيدَةَ النُّصَيْرِيَّةِ: هِيَ كَعَقِيدَةِ الْمُتَصَوِّفَةِ وَزَعِيمِهِمُ ابْنُ عَرَبِي فِي الْحُلُولِ وَالِاتِّحَاد، نَعَمْ اَخِي: وَهَذَا الَّذِي يَفْعَلُهُ قَوْمُنَا النُّصَيْرِيُّونَ يُشْبِهُ اِلَى حَدٍّ كَبِيرٍ جِدَّاً مَايَفْعَلُهُ الْخَنَازِيرُ الصُّلْبَانُ الْخَوَنَةُ الَّذِينَ يُعَظِّمُونَ الْيَهُودَ؟ لِاَنَّهُمْ خَلَّصُوا لَاهُوتَ الْمَسِيحِ مِنْ نَاسُوتِهِ: حِينَمَا قَتَلُوا الْمَسِيحَ وَصَلَبُوهُ بِزَعْمِهِمْ: فِي الْوَقْتِ الَّذِي يَضْحَكُ فِيهِ الْيَهُودُ عَلَيْنَا وَعَلَيْهِمْ وَعَلَى عَقَائِدِنَا وَعَقَائِدِهُمُ الْبَاطِلَةِ، وَلِذَلِكَ اَخِي لَاتَسْتَغْرِبْ اَبَداً مِنْ هَذَا الْحُبّ وَالْوُدِّ وَالتَّفَانِي وَالْاِخْلَاصِ وَالتَّضْحِيَةِ بِالْغَالِي وَالرَّخِيصِ مِنْ اَجْلِ تَقْوِيَةِ التَّحَالُفِ النُّصَيْرِيِّ الصَّلِيبِيِّ الْيَهُودِيِّ ضِدَّ الْاِسْلَامِ وَالْمُسْلِمِينَ؟ لِاَنَّ مِلَةَ الْكُفْرِ وَاحِدَةٌ عِنْدَ الْجَمِيع، نَعَمْ اَخِي: وَيَقُولُ النُّصَيْرِيَّةُ: اِنَّ اللَهَ تَعَالَى حَلَّ فِي عَلِيٍّ كَمَا يَقُولُونَ وَتَعَالَى اللهُ عَنْ ذَلِكَ عُلُوّاً كَبِيراً، وَعِنْدَمَا قُتِلَ عَلِيُّ: حَصَلَ التَّخَلُّصُ! وَفَصَلَ ابْنُ مَلْجَمَ لَاهُوتَ عَلِيٍّ عَنْ نَاسُوتِهِ بِزَعْمِهِمْ لَعْنَةُ اللِه عَلَيْهِمْ اِنْ لَمْ يَنْتَهُوا عَمَّا يَقُولُون، نَعَمْ اَخِي: وَقَالَ النُّصَيْرِيَّةُ اَيْضاً: بِتَنَاسُخِ الْاَرْوَاحِ: وَاِنْكَارِ الْبَعْثِ: وَاَيْضاً هُمْ يَدَّعُونَ: اَنَّ مَذْهَبَهُمْ سِرٌّ مِنَ الْاَسْرَارِ الْعَمِيقَةِ الَّتِي لَايُبِيحُونَ بِهَا لِسِوَاهُمْ: وَيَتَشَدَّدُونَ عَلَى كُلِّ مَنْ يُحَاوِلُ كَشْفَ اَسْرَارِهِمْ: بِمَعْنَى اَنَّ الْمَذْهَبَ النُّصَيْرِيَّ: مَذْهَبٌ فِي غَايَةِ السَّرِّيَّةِ التَّامَّةِ وَالتَّكَتُّمِ الشَّدِيدِ: وَلَايُظْهِرُونَهُ عَلَناً اَمَامَ النَّاسِ لِاَحَدٍ حَتَّى وَلَوْ كَانَ هَذَا الْاَحَدُ مِنْ اَتْبَاعِهِمْ، نَعَمْ اَخِي: وَلَوْ قَامَ اَحَدُ اَتْبَاعِهِمْ وَكَشَفَ هَذِهِ الْحَقَائِقَ: لَقَتَلُوهُ، نَعَمْ اَخِي: وَهَذَا الَّذِي حَصَلَ فِعْلاً: وَهُوَ اَنَّ اَحَدَ اَبْنَاءِ مَشَايِخِ النُّصَيْرِيَّةِ وَهُوَ سُلَيْمَانُ الْاَدْنَى اَوِ الْاَخْنَى، نَعَمْ اَخِي: هَذَا الرَّجُلُ كَانَ نُصَيْرِيّاً: وَتَعَلَّمَ عَقَائِدَ الْقَوْمِ جَيِّداً: ثُمَّ بَعْدَ هَذَا: تَبَيَّنَ لَهُ اَنَّ عَقَائِدَ الْقَوْمِ لَايَقْبَلُهَا عَقْلٌ وَلَانَقْلٌ: فَالْتَقَى صُدْفَةً بِاَحَدِ الْقِسِّيسِينَ النَّصَارَى: فَتَرَكَ النُّصَيْرِيَّةَ: وَصَارَ نَصْرَانِيّاً: ثُمَّ بَدَاَ يَفْضَحُ مَذْهَبَ قَوْمِهِ النُّصَيْرِيّ: فَاَلَّفَ كِتَاباً بِعُنْوَانِ: الْبَاكُورَةِ السُّلَيْمَانِيَّةِ: عَرَضَ فِيهِ لِحَقَائِقَ مُهِمَّةٍ عَنْ هَذَا الْمَذْهَبِ، نَعَمْ اَخِي: ثُمَّ طُبِعَ هَذَا الْكِتَابُ عَنْ طَرِيقِ الْاَمْرِيكَانِ: وَانْتَشَرَ فِي وَقْتٍ مِنَ الْاَوْقَاتِ، ثُمَّ بَعْدَ هَذَا سَعَى النُّصَيْرِيَّةُ اِلَى تَتَبُّعِ هَذَا الْكِتَابِ وَاِحْرَاقِهِ وَاِلْغَائِهِ مِنَ التَّدَاوُلِ فِي الْاَسْوَاقِ وَالْمَكْتَبَاتِ، ثُمَّ مَازَالوُا بِالرَّجُلِ وَهُوَ سُلَيْمَانُ هَذَا: يُغْرُونَهُ بِالْقُدُومِ اِلَى اللَّاذِقِيَّةِ فِي مَوْطِنِهِمْ فِي الشَّامِ عَلَى السَّاحِلِ السُّورِيِّ: حَتَّى اطْمَاَنَّ اِلَيْهِمْ: فَلَمَّا وَصَلَ اِلَيْهِمْ: خَنَقُوهُ وَاَحْرَقُوهُ، نَعَمْ اَخِي: وَمَازَالَ هَذَا الْكِتَابُ وَهُوَ الْبَاكُورَةُ السُّلَيْمَانِيَّةُ اِلَى الْآَنَ: نَادِراً وَمَفْقُوداً فِي مَكْتَبَاتِ الْعَالَمِ: وَلَايَكَادُ يُوجَدُ: وَهَذَا َدِليلٌ عَلَى حِرْصِ النُّصَيْرِيَّةِ عَلَى الْمُسَارَعَةِ اِلَى الْقَضَاءِ عَلَى أَيِّ كِتَابٍ يَتَحَدَّثُ عَنْهُمْ؟ لِاَنَّهُمْ يُرِيدُونَ اَنْ يُخْفُوا جَرَائِمَهُمْ بِحَقِّ الْمُخَالِفِينَ لَهُمْ عَنْ اَعْيُنِ الرَّقَابَةِ الْعَالَمِيَّةِ كَمَا يَفْعَلُ الْيَهُودُ تَمَاماً؟ وَلِاَنَّهُمْ لَايُرِيدُونَ اَنْ يَخْسَرُوا بِهَذِهِ السُّهُولَةِ مَايَاْكُلُونَهُ مِنْ اَمْوَالِ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ مِنَ الْمُوَافِقِينَ لَهُمْ وَالْمُخَالِفِين، نعَمَ اَخيِ: وَرُبَّمَا يُهَدِّدُونَ اَحْيَاناً بِاِيذَاءِ الْمُؤَلِّف ِالَّذِي يَفْضَحُهُمْ: وَرُبَّمَا يُهَدِّدُونَ بِقَتْلِهِ: وَرُبَّمَا يَقْتُلُونَهُ فِعْلاً اِنِ اسْتَطَاعُوا اِلَى ذَلِكَ سَبِيلاً: فَهَؤُلَاءِ لَا اَمَانَ لَهُمْ اَبَداً: وَلَاعَهْدَ: وَلَاذِمَّة، نَعَمْ اَخِي: وَمِنْ ذَلِكَ مَثَلاً كِتَابُ مَذَاهِبِ الْاِسْلَامِيِّينَ لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ بَدَوِيّ: فَاِذَا جِئْتَ الْآَنَ اَخِي اِلَى الْمَكْتَبَاتِ التِّجَارِيَّةِ فِي الرِّيَاضِ اَوْ غَيْرِهَا مِنَ الْمُدُنِ وَالْعَوَاصِمِ الْعَرَبِيَّةِ وَاْلِاسْلَامِيَّةِ: فَاِنَّكَ تَجِدُ الْجُزْءَ الْاَوَّلَ فِي مَذَاهِبِ الْاِسْلَامِيِّينَ: يَتَكَلَّمُ عَنِ الْاَشَاعِرَةِ: وَعَنِ الْمُعْتَزِلَةِ، وَاَمَّا الْجُزْءُ الثَّانِي الَّذِي يَتَحَدَّثُ عَنِ الْبَاطِنِيَّةِ الْاِسْمَاعِيلِيَّةِ وَالدُّرْزِيَّةِ وَالنُّصَيْرِيَّةِ: فَاِنَّكَ اَخِي تَجِدُهُ مَعْدُوماً وَنَادِراً جِدّاً: بَلْ لَاتَكَادُ تَجِدُهُ فِي مَكْتَبَاتِ الْمُسْلِمِينَ: بَلْ لَايَتَجَرَّاُ اَحَدٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ عَلَى بَيْعِهِ اَوْ شِرَائِهِ اَوِ الْاِعْلَانِ عَنْهُ: مِمَّا يَدُلُّ عَلَى اَنَّ الْبَاطِنِيَّةَ الْاِسْمَاعِيِليَّةَ وَالدُّرْزِيَّةَ وَالنُّصَيْرِيَّةَ: دَفَعُوا اِلَى هَذِهِ الدُّوَلِ وَمِنْهَا السُّعُودِيَّةُ: مَلَايِينَ الدُّولَارَاتِ؟ مِنْ اَجْلِ حَجْبِ الْمَوَاقِعِ الْاِبَاحِيَّةِ،عَفْواً اَخِي وَمَعَاذَ اللهِ اَنْ تَفْعَلَ ذَلِكَ الْبَاطِنِيَّةُ الْاِبَاحِيَّةُ لِكُلِّ حَرَامٍ: وَاِنَّمَا نَقْصُدُ مِنْ اَجْلِ حَجْبِ هَذَا الْكِتَابِ عَنِ التَّدَاوُلِ فِي الْاَسْوَاقِ التِّجَارِيَّةِ الثَّقَافِيَّةِ: مِمَّا يَدُلُّ عَلَى خَوْفِ الْعَرَبِ وَالْمُسْلِمِينَ خَوْفاً شَدِيداً جِدّاً مِنَ الْبَاطِنِيَّةِ اَكْثَرَ مِمَّا يَخَافُونَ مِنَ اللهِ: بَلْ اَكْثَرَ مِمَّا يَخَافُونَ مِنَ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى، نَعَمْ اَخِي: وَمَعَ ذَلِكَ فَاِنَّ هَذَا الْكِتَابَ يَجْرِي تَدَاوُلُهُ بَيْنَ بَعْضِ الْبَاحِثِينَ وَبَعْضِ طَلَبَةِ الْعِلْمِ عَنْ طَرِيقِ التَّصْوِيرِ، نَعَمْ اَخِي: وَلِذَلِكَ فَاِنَّ الْبَاطِنِيَّةَ وَاَذْنَابَهُمْ مِنَ الْمُتَوَاطِئِينَ مَعَهُمْ: مِنْ حُكَّامِ الْعَرَبِ وَالْمُسْلِمِينَ السُّنَّةِ الْخَوَنَةِ: وَبِدَعْمٍ مُطْلَقٍ لَاحُدُودَ لَهُ مِنْ اَحْفَادِ الْقِرَدَةِ الْيَهُودِ: وَالْخَنَازِيرِ الصُّلْبَانِ الْخَوَنَةِ: يَحْرُصُونَ عَلَى اسْتِئْصَالِ أَيِّ كِتَابٍ يَعْرِضُ مَذْهَبَهُمْ وَيَكْشِفُ اَسْرَارَهُمْ؟ اِرْضَاءً لِلْبَاطِنِيَّةِ الَّتِي يَسِيلُ لُعَابُ الْخَوَنَةِ عَلَى مَا بَلَغَتْ مِنَ الثَّرَاءِ الْفَاحِشِ مَالَمْ يَبْلُغْهُ قَارُونُ فِي عَهْدِ مُوسَى: وَخَاصَّةً الطَّائِفَةُ الْاِسْمَاعِيلِيَّةُ الْخَبِيثَةُ الَّتِي لَهَا مِنَ الْبُنُوكِ الرِّبَوِيَّةِ الْفَاحِشَةِ مَالَايُعَدُّ وَلَايُحْصَى فِي جَمِيعِ اَنْحَاءِ الْعَالَم ، نَعَمْ اَخِي: بَعْدَ ذَلِكَ نَذْكُرُ شَيْئاً مِنْ عَقَائِدِ الْقَوْمِ وَمِمَّا عِنْدَهُمْ مِنَ الضَّلَالِ: فَنَجِدُ اَنَّ بَعْضَهُمْ يَدَّعِي الْاُلُوهِيَّةَ! وَهَذِهِ مِنَ الْعَجَائِبِ: وَهِيَ اَنَّكَ اَخِي مَازِلْتَ اِلَى الْآَنَ وَاِلَى وَقْتِنَا الْحَاضِرِ: تَجِدُ شَخْصاً يَقُولُ: اَنَا اللهُ! فَتَبّاً لِهَذَا الْعِلْمِ الْحَدِيثِ: وَتَبّاً لِهَذِهِ الْحَضَارَةِ الزَّائِفَةِ: وَتَبّاً لِمَا وَصَلَتْ اِلَيْهِ مِنْ هَذَا الْاِبْدَاعِ وَالتَّطَوُّرِ وَالتَّقَدُّمِ وَالرُّقِيِّ الْفَاسِدِ الْاَحْمَقِ وَخَاصَّةً فِي الْمَجَالِ الْعَقَائِدِيِّ الَّذِي يَصِلُ اِلَى مَزِيدٍ مِنَ الِانْحِطَاطِ يَوْماً بَعْدَ يَوْمٍ فِي عُقُولِ النَّاسِ وَقُلُوبِهِمْ ،نَعَمْ اَيُّهَا الْاِخْوَة: لَايُمْكِنُ بِحَالٍ مِنَ الْاَحْوَالِ فِي هَذَا الْعَالَمِ الْمُتصَارِعِ التَّائِهِ الضَّائِعِ الطَّائِشِ الْاَرْعَنِ الْاَحْمَقِ الَّذِي نَعِيشُ فِيهِ: لَايُمكِنُ مُكَافَحَةُ أَيِّ فَسَادٍ اَوْ اِرْهَابٍ كَانَ: قَبْلَ مُكَافَحَةِ الْفَسَادِ الْعَقَائِدِيِّ عِنْدَ اَكْثَرِ النَّاسِ: بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَالْكَلِمَةِ الطَّيِّبَةِ: وَالْكَلِمَةِ الْغَلِيظَةِ الْبَلِيغَةِ اِنْ لَمْ تَنْفَعِ الْكَلِمَةُ الطَّيِّبَةُ: وَاِلَّا فَاِنَّنَا مَهْمَا كَافَحْنَا: وَمَهْمَا قُمْنَا بِالْاِصْلَاحَاتِ: فَاِنَّهَا تَبْقَى حِبْراً عَلَى وَرَقٍ فِي قُلُوبِ النَّاسِ دُونَ اَنْ تَخْرُجَ اِلَى اَرْضِ الْوَاقِعِ اَبَداً لِمَاذَا؟ لِاَنَّ اللهَ يَتَدَخَّلُ فَوْراً؟ لِيَجْعَلَ هَذِهِ الْحَضَارَاتِ الزَّائِفَةَ تَنْقَلِبُ رَاْساً عَلَى عَقِبٍ عَلَى رُؤُوسِ اَصْحَابِهَا؟ لِاَنَّهُمْ اَهْمَلُوا اِصْلَاحَ مُعْتَقَدَاتِ النَّاسِ فِي خَالِقِهَا دَاخِلَ نُفُوسِ الْمَخْلُوقِينَ وَخَارِجَهَا، نَعَمْ اَيُّهَا الْاِخْوَة: اِنَّ الْاِرْهَابَ الدَّاعِشِيَّ مَهْمَا عَظُمَ شَاْنُهُ: فَاِنَّهُ يَبْقَى اِرْهَاباً مَحْدُوداً عَلَى هَذِهِ الْاَرْضِ الَّتِي نَعِيشُ عَلَيْهَا: وَلَكِنَّ الْاِرْهَابَ الْعَقَائِدِيَّ الْيَهُودِيَّ الصَّلِيبِيَّ الْوَثَنِيَّ الَّذِي لَاحُدُودَ لَهُ: وَخَاصَّةً حِينَمَا يَقْتُلُ عَقِيدَةَ التَّوْحِيدِ فِي نُفُوسِ الْمَلَايِينِ مِنَ الْاِنْسِ وَالْجِنِّ{تَكَادُ السَّمَوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ، وَتَنْشَقُّ الْاَرْضُ، وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدَّا، اَنْ دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَدَا، وَمَايَنْبَغِي لِلرَّحْمَنِ اَنْ يَتَّخِذَ وَلَدَا، اِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَالْاَرْضِ اِلَّا آَتِي الرَّحْمَنِ عَبْدَا{ لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا اِنَّ اللهَ هُوَ الْمَسِيحُ بْنُ مَرْيَم{ لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا اِنَّ اللهَ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ وَمَا مِنْ اِلَهٍ اِلَّا اِلَهٌ وَاحِدٌ وَاِنْ لَمْ يَنْتَهُوا عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابٌ اَلِيم اَفَلَا يَتُوبُونَ اِلَى اللهِ وَيَسْتَغْفِرُونَهُ وَاللهُ غَفُورٌ رَحِيم( نَعَمْ اَيُّهَا الْاِخْوَة: لَقَدِ اسْتَطَاعَ هَذَا الْاِرْهَابُ الْمَشْؤُومُ اَنْ يَسْتَفِزَّ السَّمَوَاتِ وَالْاَرْضَ وَالْجِبَالَ غَيْظاً وَحُنْقاً عَلَى اَعْدَاءِ اللهِ: بَلْ لِتَقُومَ قِيَامَتُهَا عَلَى النَّاسِ جَمِيعاً: بَل عَلَى الْجِنِّ اَيْضاً: فَعَنْ أَيِّ حَضَارَةٍ يَتَحَدَّثُ هَؤُلَاءِ؟ وَاَيْنَ الْاُسُسُ الَّتِي سَيَبْنُونَ هَذِهِ الْحَضَارَةَ عَلَيْهَا؟ وَكَيْفَ سَتَزْدَهِرُ هَذِهِ الْحَضَارَةُ اِذَا كَانَتِ السَّمَوَاتُ وَالْاَرْضُ وَالْجِبَالُ وَالْبَشَرُ وَالْحَجَرُ وَالشَّجَرُ يَكْرَهُهُمْ؟ وَكَيْفَ سَتَدُومُ هَذِهِ الْحَضَارَةُ الزَّائِفَةُ وَاللهُ تَعَالَى يَقُول{ وَكَمْ اَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْنٍ هُمْ اَحْسَنُ اَثَاثاً وَرِئْيَا{فَاَهْلَكْنَا اَشَدَّ مِنْهُمْ بَطْشاً وَمَضَى مَثَلُ الْاَوَّلِين( نَعَمْ اَيُّهَا الْبَاطِنِيَّةُ الْاِسْمَاعِيلِيَّة: لَقَدْ اَهْلَكَ اللهُ مَنْ هُوَ اَشَدُّ بَطْشاً مِنْ رَبِّكُمْ وَمَعْبُودِكُمُ الَّذِي هَدَمَ الْكَعْبَةَ وَهُوَ يَقُولُ: اَنَا بِاللِه وَبِاللِه اَنَا: أَيْ اَنَّ الْمَلْعُونَ يَزْعُمُ اَنَّهُ حَلَّ فِي اللهِ وَاَنَّ اللهَ حَلَّ فِيهِ، وَلِذَلِكَ يَعْبُدُهُ الْاِسْمَاعِيلِيَّةُ الْمَلَاعِين، ثُمَّ يَقُولُ الْمَلْعُونُ: يَخْلُقُ الْخَلْقَ وَاُفْنِيهِمْ اَنَا! وَنَقُولُ رَدّاً عَلَى هَذَا الْمَلْعُونِ الْاِسْمَاعِيلِيِّ الْخَبِيثِ الَّذِي اَعْطَى سُبْحَانَهُ بِهِ عِبْرَةً وَمَوْعِظَةً لِلْبَشَرِ فِي اَنَّ الَّذِي يَسْتَحِلُّ نِكَاحَ الْمَحَارِمِ وَالشُّذُوذَ: قَادِرٌ اَيْضاً عَلَى اسْتِحْلَالِ الْبَيْتِ الْحَرَامِ اَيْضاً: فِي الْبَلَدِ الْحَرَامِ: وَفِي الشَّهْرِ الْحَرَامِ: وَلِذَلِكَ اَمْلَى سُبْحَانَهُ لِهَذَا الْخَبِيثِ اللَّعِينِ وَاَمْهَلَهُ وَلَمْ يَنْتَقِمْ مِنْهُ فَوْراً لِمَاذَا؟ لِقَوْلِهِ تَعَالَى{اِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ(أَيْ نُمْهِلُهُمْ دُونَ عُقُوبَةٍ وَنَسْمَحُ لَهُمْ فِي قَدَرِنَا غَيْرِ الشَّرْعِيِّ بِانْتِهَاكِ مَحَارِمِ اللهِ{لِيَزْدَادُوا اِثْماً وَلَهُمْ عَذَابٌ اَلِيم{فَاَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ(عَنْ قَضَاءِ اللهِ وَقَدَرِهِ الشَّرْعِيِّ{ فَيَتَّبِعُونَ مَاتَشَابَهَ مِنْهُ(أَيْ يَتَّبِعُونَ مَاتَشَابَهَ مَعَ اَهْوَائِهِمْ مِنْ شَرِّ آَيَاتِ اللهِ وَلَايَتَّبِعُونَ مَا يَضْبِطُ اَهْوَاءَهُمْ وَيُهَذِّبُهَا مِنْ خَيْرِ آَيَاتِ اللهِ وَهِيَ قَوْلُهُ تَعَالَى{وَاتَّبِعُوا اَحْسَنَ مَااُنْزِلَ اِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ( نعم ايها الاخوة: وآيات الله فِيهَا مَافِيهَا مِنَ الِاخْتِبَارِ بِالْخَيْرِ وَالشَّرِّ مَعاً بِدَلِيل{ وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَة( نعم اخي:وَالْفِتْنَةِ تَسْتَدْرِجُ مَنْ يَسْتَحِقُّهَا مِنَ الظَّالِمِينَ مِنْهُمْ اِنْ لَمْ يَتُوبُوا اِلَى حَتْفِهِمْ رَغْمَ اَنْفِهِمْ: وَاِلَى هَلَاكِهِمْ وَعَذَابِهِمْ لِمَاذَا؟ لِاَنَّهُمْ لَمْ يَتَّبِعُوهَا مِنْ اَجْلِ اَنْ يُؤْمِنُوا بِهَا كَمَا اَنْزَلَهَا اللهُ: وَلَا مِنْ اَجْلِ اَنْ يَكِلُوا عِلْمَهَا اِلَى اللهِ بِقَوْلِهِمْ: اَللهُ اَعْلَمُ بِمُرَادِهِ: وَلَا مِنْ اَجْلِ اَنْ يَرُدُّوا الْمُتَشَابِهَ اِلَى الْمُحْكَمِ اِنْ اَمْكَنَ نَقْلاً وَعَقْلاً وَقَرِينَةً دَالَّةً عَلَى اِمْكَانِيَّةِ رَدِّهِ وَتَوْفِيقِهِ وَانْسِجَامِهِ مَعَ الْمُحْكَمِ، وَاِنَّمَا مِنْ اَجْلِ اَنْ يَكْفُرُوا بِالْمُتَشَابِهِ وَالْمُحْكَمِ مِنَ الْقُرْآَنِ{ ابْتِغَاءَ تَاْوِيلِهِ( تَاْوِيلاً بَاطِنِيّاً{ اِبْتِغَاءَ الْفِتْنَة( نَعَمْ اَيُّهَا الْاِخْوَة: وَلَامَانِعَ مِنْ وُجُودِ تَقْدِيمٍ وَتَاْخِيرٍ فِي هَذِهِ الْآَيَةِ كَمَا تَعَوَّدْنَا فِي لُغَتِنَا الْعَرَبِيَّة: وَالْمَعْنَى: اَنَّهُمْ يَبْغُونَ اَوْ يَبْتَغُونَ الشِّرْكَ وَالْاِلْحَادَ وَاَكْلَ اَمْوَال ِالنَّاسِ بِالْبَاطِلِ بِهَذَا التَّاْوِيلِ الْبَاطِنِيِّ الْخَبِيثِ، وَلِذَلِكَ نَقُولُ رَدّاً عَلَى الْخَبِيثِ الَّذِي قَالَ: يَخْلُقُ الْخَلْقَ وَاُفْنِيهِمْ اَنَا {اَلَمْ تَرَ اِلَى الَّذِي حَاجَّ اِبْرَاهِيمَ فِي رَبِّهِ اَنْ آَتَاهُ اللهُ الْمُلْكَ: اِذْ قَالَ اِبْرَاهِيمُ: رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ، قَالَ: اَنَا اُحْيِي وَاُمِيتُ، قَالَ اِبْرَاهِيمُ: فَاِنَّ اللهَ يَاْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ: فَاْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ: فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ(نَعَمْ: بُهِتَ رَبُّكُمْ وَمَعْبُودُكُمْ اَيُّهَا الْبَاطِنِيَّةُ الْخُبَثَاء، نَعَمْ اَيُّهَا الْخُبَثَاءُ: لَقَدْ قَصَفَ الْحَجَّاجُ الْكَعْبَةَ بِالْمَنْجَنِيقِ وَهَدَمَهَا: وَاحْتَاجَتْ اِلَى اِعَادَةِ بِنَائِهَا مِنْ جَدِيدٍ: وَمَعَ ذَلِكَ مَاسَمِعْنَا عَبْرَ التَّارِيخِ اَنَّ وَاحِداً مِنْ اَهْلِ السُّنَّةِ قَامَ بِعِبَادَةِ الْحَجَّاجِ اَوِ الرُّكُوعِ وَالسُّجُودِ لَهُ كَمَا فَعَلْتُمْ اَنْتُمْ: وَكَمَا فَعَلَ الدُّرُوزُ الْخُبَثَاءُ فِي عِبَادَةِ الْحَاكِمِ بِاَمْرِ اللهِ الْعُبَيْدِيِّ الْاِسْمَاعِيلِيِّ كَمَا سَيَاْتِي فِي نِهَايَةِ الْمُشَارَكَة، نَعَمْ اَخِي: وَمِنْ ذَلِكَ مَثَلاً: اَلنُّصَيْرِيُّ الْخَبِيثُ سَلْمَانُ الْمُرْشِدِ الَّذِي كَانَ فِي اللَّاذِقِيَّةِ: وَادَّعَى الْاُلُوهِيَّةَ! وَكَانَ اَنْصَارُهُ يَسْجُدُونَ لَهُ وَيَعْبُدُونَهُ! وَكَانَ الصُّلْبَانُ الْخَنَازِيرُ الْخَوَنَةُ الْفَرَنْسِيُّونَ اَيَّامَهَا يَدْعَمُونَهُ بِكُلِّ مَااُوتُوا مِنْ قُوَّةٍ؟ لِيُرَسِّخُوا عَقِيدَةَ اُلُوهِيَّةِ الْمَسِيحِ فِي نُفُوسِ النَّاسِ بِاُلُوهِيَّةِ عَلِيِّ بْنِ اَبِي طَالِبٍ وَاُلُوهِيَّةِ سَلْمَانَ الْمُرْشِدِ اَيْضاً عَلَيْهِمْ لَعْنَةُ اللهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ اَجْمَعِين، نَعَمْ اَخِي: وَكَانُوا يَسْتَخْدِمُونَهُ لِصَالِحِهِمْ: حَتَّى اُعْدِمَ شَنْقاً عام 1946 ميلادية، وَهَكَذَا تَخَلَّصَ اللَّاهُوتُ مِنَ النَّاسُوتِ هُنَا اَيْضاً بِزَعْمِهِمْ، فَعَبَدَهُ اَتْبَاعُهُ مِنْ بَعْدِ مَوْتِهِ اَيْضاً، نَعَمْ اَخِي: وَالدُّخوُلُ فِي عَقَائِدِ النُّصَيْرِيَّةِ يَمُرُّ بِعِدَّةِ مَرَاحِلَ وَجَلَسَاتٍ فِي غَايَةِ السِّرِّيَّةِ وَالْكِتْمَانِ: وَهِيَ تُذَكِّرُنَا بِالدُّخُولِ فِي عَقَائِدِ الْمَاسُونِيَّةِ الْيَهُودِيَّةِ وَاِلَى مَحَافِلِهَا، نَعَمْ اَخِي: وَالنُّصَيْرِيَّةُ يَرَوْنَ اَنَّ الْفَرَائِضَ كَالصَّلَاةِ وَالصَّوْمِ وَالْحَجِّ وَالزَّكَاةِ: هِيَ جَمِيعاً عِنْدَهُمْ اَغْلَالٌ وَآَصَارٌ عَلَيْهِمْ: وَاَنَّهَا اَيْضاً اَغْلَالٌ عَلَى الْجَهَلَةِ مِنْ اَهْلِ الظَّاهِرِ بِزَعْمِهِمْ، وَاَمَّا هُمْ اَصْحَابُ الْبَاطِنِ وَالْحَقَائِقِ بِزَعْمِهِمْ: فَلَا صَلَاةَ وَلَا صِيَامَ وَلَا زَكَاةَ وَلَاحَجَّ عَلَيْهِمْ، نَعَمْ اَخِي: وَلِهَذَا تَجِدُ اَنَّ قُرَاهُمْ وَالْاَحْيَاءَ الَّتِي يَسْكُنُونَهَا تَكَادُ تَخْلُو مِنَ الْمَسَاجِدِ؟ لِاَنَّهُمْ بَاطِنِيُّونَ لَيْسُوا مِنْ اَهْلِ الصَّلَاةِ؟ وَلَيْسُوا مِنْ اَهْلِ الْعِبَادَةِ بِزَعْمِهِمْ، نَعَمْ اَخِي: وَهَذَا يُذَكِّرُنَا اَيْضاً بِعَقَائِدِ الْمُتَصَوِّفَةِ الْخُبَثَاءِ حِينَمَا يَزْعُمُونَ اَنَّهُمْ مِنْ اَهْلِ الْحَقِيقَةِ وَلِذَلِكَ لَاصَلَاةَ عَلَيْهِمْ مُسْتَدِلِّينَ عَلَى ذَلِكَ بِمَفْهُومٍ بَاطِنِيٍّ خَبِيثٍ اَيْضاً فِي قَوْلِهِ تَعَالَى{وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَاْتِيَكَ الْيَقِينُ( فَاِذَا اَتَاكَ الْيَقِينُ اَخِي فَلَاصَلَاةَ وَلَاعِبَادَةَ عَلَيْكَ كَمَا يَزْعُمُونَ لَعْنَةُ اللِه عَلَيْهِمْ: اَنَّ غَيْرَهُمْ مِنْ اَهْلِ الشَّرِيعَةِ الَّذِينَ لَمْ يَصِلُوا اِلَى هَذَا الْيَقِينِ بَعْدُ: هُمْ مَنْ يَجِبُ عَلَيْهِمْ اَنْ يَحْمِلُوا عَنْهُمْ هَذِهِ الْاَغْلَالَ وَالْآَصَارَ مِنَ الصَّلَاةِ وَالْعِبَادَاتِ وَبَقِيَّةِ اَرْكَانِ الْاِسْلَام، وَنَقُولُ لِلْمُتَصَوِّفَةِ الْخُبَثَاءِ الَّذِينَ يَقُولُ عَنْهُمُ الْوَهَّابِيَّةُ اَنَّهُمْ مِنْ اَهْلِ الْقِبْلَةِ: هَلْ اَعْطَيْتُمْ اَرْكَانَ الْاِيمَانِ حَقَّهَا اَوَّلاً مِنْ هَذِهِ الْحَقِيقَةِ الَّتِي تَزْعُمُونَهَا قَبْلَ اَنْ تَتَبَجَّحُوا وَتَتَشَدَّقُوا بِاِعْفَائِكُمْ مِنْ اَرْكَانِ الْاِسْلَامِ!؟ اَمْ اَنَّ الْغَوْثَ الْاَعْظَمَ وَالْبَازَ الْاَشْهَبَ سِيدِي عَبْدَ الْقَادِرَ الْجِيلَانِيَّ مَازَالَ عِنْدَكُمْ اَعْظَمُ غَوْثاً وَاَعْظَمُ شَاْناً مِنَ الَّذِي خَلَقَهُ{اُفٍّ لَكُمْ وَلِمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ اِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِين( نَعَمْ اَخِي: وَحَتَّى مَسَاجِدُ النُّصَيْرِيَّةِ اِنْ وُجِدَتْ: فَاِنَّهَا تَكَادُ تَخْلُو مِنَ النَّاسِ اَيْضاً، نَعَمْ اَخِي: وَمِنْ كُتُبِهِمُ الْمُقَدَّسَةِ: كِتَابٌ اسْمُهُ: اَلْهَفْتُ وَالْاَضِلَّةُ، وَهَذَا مِنْ كُتُبِهِمُ الْمُقَّدَّسَةِ، وَيُنْسَبُ هَذَا الْكِتَابُ: لِلْمُفَضَّلِ بْنِ عَمْرٍو الْجَعْدِيِّ وَهُوَ مَطْبُوع، نَعَمْ اَخِي: وَهُنَاكَ كِتَابٌ آَخَرُ اَشْبَهُ مَايَكُونُ بِالْمُصْحَفِ عِنْدَهُمْ: وَاسْمُهُ الْمَجْمُوعُ، وَهَذَا يَتَكَوَّنُ مِنْ 16 سُورَةٍ مِنْ سُوَرِهِمْ، وَهَذِهِ السُّوَرُ: اَوْرَدَ جُمْلَةٌ مِنْهَا مُحَّمَدُ الْخَطِيبِ فِي كِتَابِهِ الْحَرَكَاتُ الْبَاطِنِيَّة، نَعَمْ اَخِي: وَمِنَ الْعَجِيبِ فِي الْبَاطِنِيَّةِ وَالشِّيعَةِ الْاِمَامِيَّةِ: اَنَّهُمْ يَرْقُصُونَ طَرَباً وَفَرَحاً :عِنْدَمَا يَقْرَؤُونَ تَفْسِيرَ الشَّيْخِ السُّنِّيِّ مُحَمَّدُ عَبْدُهُ لِكِتَابِ نَهْجِ الْبَلَاغَةِ لِلْاِمَامِ عَلِيٍّ، وَلَكِنَّهُمْ لَايُحِبُّونَ اَنْ يَتَدَخَّلَ اَحَدٌ مِنْ اَهْلِ السُّنَّةِ وَلَا غَيْرُهُمْ فِي تَفْسِيرِ بَقِيَّةِ كُتُبِهِمْ وَلَا اَنْ يَطَّلِعَ عَلَيْهَا، نَعَمْ اَخِي: وَاَمَّا مَوْطِنُ النُّصَيْرِيَّةِ: فَهُمْ يَسْكُنُونَ فِي اللَّاذِقِيَّةِ فِي سُورِيَّا، نَعَمْ اَخِي: وَلَمَّا صَارَ الْحُكْمُ اِلَيْهِمُ: اِنْتَشَرُوا فِي جَمِيعِ اَنْحَاءِ سُورِيَّا، نَعَمْ اَخِي: وَاَيْضاً يَسْكُنُونَ فِي بَعْضِ جِهَاتِ تُرْكِيَّا: وَبَعْضُهُمْ يَقُولُ اِنَّ عَدَدَهُمْ لَايَزِيدُ عَنْ ثَلَاثِمِائَةِ اَلْفِ نَسَمَة، نَعَمْ اَخِي: وَلَمْ يَكْتَفِ النُّصَيْرِيَّةُ بِهَذَا الْكُفْرِ وَالْاِلْحَادِ الَّذِي عِنْدَهم: فَقَدْ كَانُوا اَيْضاً اَعْدَاءً اَلِدَّاءَ عَلَى اَهْلِ الْاِسْلَامِ، نَعَمْ اَخِي: فَالنُّصَيْرِيَّةُ دَائِماً وَاَبَداً مَعَ اَعْدَاءِ الْاِسْلَامِ ضِدَّ الْمُسْلِمِينَ: فَهُمْ مَعَ الصَّلِيبِيِّينَ ضِدَّ الْمُسْلِمِينَ: بَلْ بِسَبَبِ خِيَانَتِهِمُ: اسْتَوْلَى الصَّلِيبِيُّونَ عَلَى سَوَاحِلِ الشَّامِ وَالْقُدْسِ، نَعَمْ اَخِي: وَتَعَاوَنَ النُّصَيْرِيَّةُ اَيْضاً مَعَ التَّتَارِ ضِدَّ الْمُسْلِمِينَ: وَحَرَّضُوا التَّتَارَ عَلَى قِتَالِ الْمُسْلِمِينَ، نَعَمْ اَخِي: وَفِي التَّارِيخِ الْحَاضِرِ فِي الْقَرْنِ الْمَاضِي: طَالَبَ النُّصَيْرِيُّونَ بِبَقَاءِ الِاسْتِعْمَارِ الْفَرَنْسِيِّ فِي سُورِيَّا: وَحَصَلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْفَرَنْسِيِّينَ تَعَاوُنٌ كَبِيرٌ: حَتَّى اَنَّ الْفَرَنْسِيِّينَ جَعَلُوا لَهُمْ دَوْلَةً فِي الشَّامِ بِاسْمِ دَوْلَةِ الْعَلَوِيِّين، نَعَمْ اَخِي: وَفِي حَرْبِ 1967 مِيلَادِيَّة: ظَهَرَ تَعَاوُنُهُمْ اَيْضاً مَعَ الْيَهُودِ: اِلَى اَنْ سَلَّمُوهُمْ مُرْتَفَعَاتِ الْجَوْلَانِ بِلَا حَرْبٍ مَعَهُمْ، نَعَمْ اَخِي: وَسُئِلَ شَيْخُ الْاِسْلَامِ ابْنُ تَيْمِيَّةَ رَحِمَهُ اللهُ عَنِ النُّصَيْرِيَّةِ: فَاَجَابَ بِاِجَابَةٍ طَوِيلَةٍ وَفَتْوَى مُهِمَّةٍ يَنْبَغِي اَنْ نَقْرَاَهَا: وَلِذَلِكَ نُورِدُ شَيْئاً مِنْ كَلَامِهِ رَحِمَهُ اللهُ الَّذِي يَقُولُ فِيهِ مَايَلِي: هَؤُلَاءِ الْقَوْمُ الْمُسَمَّوْنَ بِالنُّصَيْرِيَّةِ: هُمْ وَسَائِلُ اَصْنَافِ الْقَرَامِطَةِ الْبَاطِنِيَّةِ: وَهُمْ اَكْفَرُ مِنَ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى: بَلْ وَاَكْفَرُ مِنْ كَثِيرٍ مِنَ الْمُشْرِكِينَ: وَضَرَرُهُمْ عَلَى اُمَّةِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: اَعْظَمُ مِنْ ضَرَرِ الْكُفَّارِ الْمُحَارِبِينَ: وَاِنَّ هَؤُلَاءِ: يَتَظَاهَرُونَ عِنْدَ جُهَّالِ الْمُسْلِمِينَ بِالتَّشَيُّعِ وَمُوَالَاةِ اَهْلِ الْبَيْتِ: وَهُمْ فِي الْحَقِيقَةِ لَايُؤْمِنُونَ بِاللهِ: وَلَا بِرَسُولِهِ: وَلَابِكِتَابِهِ: وَلَا بِاَمْرٍ: وَلَابِنَهْيٍ: وَلَا بِثَوابٍ: وَلَاعِقَابٍ: وَلَابِجَنَّةٍ: وَلَا نَارٍ: وَلَا بِاَحَدٍ مِنَ الْمُرْسَلِينَ: بَلْ يَاْخُذُونَ كَلَامَ اللهِ وَرَسُولِهِ الْمَعْرُوفَ عِنْدَ عُلَمَاءِ الْمُسْلِمِينَ: وَيَتَاَوَّلُونَهُ عَلَى اُمُورٍ يَفْتَرُونَهَا: وَيَدَّعُونَ اَنَّهَا عِلْمُ الْبَاطِنِ، وَمِنَ الْمَعْلُومِ عِنْدَنَا: اَنَّ السَّوَاحِلَ الشَّامِيَّةَ: اِنَّمَا اسْتَوْلَى عَلَيْهَا النَّصَارَى مِنْ جِهَتِهِمْ: وَبِسَبَبِ خِيَانَتِهِمْ: وَهُمْ دَائِماً مَعَ كُلِّ عَدُوٍّ لِلْمُسْلِمِينَ: فَهُمْ مَعَ النَّصَارَى عَلَى الْمُسْلِمِينَ: وَاِنَّ مِنْ اَعْظَمِ الْمَصَائِبِ عِنْدَ النُّصَيْرِيَّةِ: فَتْحُ الْمُسْلِمِينَ لِلسَّوَاحِلِ: وَانْكِسَارُ شَوْكَةِ النَّصَارَى: بَلْ مِنْ اَعْظَمِ الْمَصَائِبِ عِنْدَهُمُ: انْتِصَارُ الْمُسْلِمِينَ عَلَى التَّتَارِ، ثُمَّ يَقُولُ شَيْخُ الْاِسْلَامِ: ثُمَّ اِنَّ التَّتَارَ مَادَخَلُوا بِلَادَ الْاِسْلَامِ وَقَتَلُوا خَلِيفَةَ بَغْدَادَ وَغَيْرَهُ مِنْ مُلُوكِ الْمُسْلِمِينَ: اِلَّا بِمُعَاوَنَتِهِمْ وَمُؤَازَرَتِهِمْ: اِلَى آَخِرِ كَلَامِهِ رَحِمَهُ اللهُ كَمَا جَاءَ فِي الْفَتَاوَى فِي الْمُجَلَّدِ الْخَامِسِ وَالثَّلَاثِينَ فِي الصَّفْحَةِ 150 وَمَابَعْدَهَا، نَعَمْ اَخِي: وَمَعَ ضَلَالِ النُّصَيْرِيَّةِ وَخُبْثِهِمْ وَكَيْدِهِمْ وَعَدَاوَتِهِمْ لِلْاِسْلَامِ وَالْمُسْلِمِينَ: وَمَعَ ذَلِكَ نَجِدُ اَنَّ مُلُوكَ الْمُسْلِمِينَ: حَرِصُوا عَلَى اسْتِصْلَاحِهِمْ وَهِدَايَتِهِمْ اِلَى اللهِ وَدِينِهِ الْاِسْلَامِيِّ الصَّحِيحِ: فَمَثَلاً صَلَاحُ الدِّينِ الْاَيُّوبِيِّ رَحِمَهُ اللهُ: سَعَى اِلَى اسْتِصْلَاحِهِمْ: وَبَنَى لَهُمُ الْمَسَاجِدَ دُونَ جَدْوىً تُذْكَرُ، نَعَمْ اَخِي: وَكَذَلِكَ الظَّاهِرُ بِيبَرْسُ: وَالسُّلْطَانُ سَلِيمُ الْعُثْمَانِيُّ: فَهَؤُلَاءِ كُلُّهُمْ: حَرِصُوا عَلَى اَنْ تُقَامَ عِنْدَهُمُ الْمَسَاجِدُ: لَعَلَّهُمْ يُصَلُّونَ: لَعَلَّهُمْ يَتُوبُونَ: وَلَكِنْ كَمَا يَذْكُرُ ابْنُ بَطُّوطَةَ فِي رِحْلَتِهِ اِلَى الشَّامِ: اَنَّهُ مَرَّ بِبَعْضِ الْمَسَاجِدِ الَّتِي عِنْدَ هَؤُلَاءِ النُّصَيْرِيَّةِ: فَوَجَدَ اَنَّهَا قَدْ اُهْمِلَتْ: وَخَرِبَتْ: وَلَايُصَلُّونَ فِيهَا: بَلْ اِنَّهُمْ بَلَغَ بِهِمْ مِنْ اِهَانَتِهِمْ لِلْمَسَاجِدِ: اَنَّهُمْ كَانُوا يَجْعَلُونَهَا اَمَاكِنَ وَاِسْطَبْلَاتٍ لِخُيُولِهِمْ وَدَوَابِّهِمْ وَاللهُ الْمُسْتَعَانُ، وَنَتْرُكُ الْقَلَمَ الْآَنَ لِمَشَايِخِنَا الْمُعَارِضِينَ الَّذِينَ يَتَحَرَّجُونَ مِنَ الْحَدِيثِ عَنِ النُّصَيْرِيَّةِ وَالْاِسْمَاعِيلِيَّةِ: وَلَكِنَّهُمْ لَايَتَحَرَّجُونَ مِنَ الْحَدِيثِ عَنِ الدُّرُوزِ قَائِلِين: نَعَمْ اَيُّهَا الْاِخْوَة: وَالدُّرُوزُ مِنَ الْفِرَقِ الْبَاطِنِيَّةِ الْمُنْحَرِفَةِ الْخَارِجَةِ عَنِ الْمِلَّةِ: وَهُمْ اَتْبَاعُ مُحَمَّدِ بْنِ اِسْمَاعِيلَ الدُّرْزِيِّ الَّذِي قَالَ بِاُلُوهِيَّةِ الْحَاكِمِ بِاَمْرِ اللهِ الْعُبَيْدِيِّ: نَسْاَلُ اللهَ الْعَافِيَةَ مِنْ بَشَرٍ، وَضَالٍّ، وَخَبِيثٍ، وَحَاكِمٍ بِاَمْرِ اللهِ كَمَا يُلَقَّبُ، وَحَكَمَ مِصْرَ وَالْمَغْرِبَ، وَمَعَ ذَلِكَ فَهَذَا يُؤَلِّهُهُ الدُّرُوزُ الْخُبَثَاء، نَعَمْ اَخِي: وَاِلَى هَذِهِ السَّاعَةِ لَايَزَالُونَ يُؤَلِّهُونَهُ وَيُعَظِّمُونَهُ وَيَعْبُدُونَه! نَعَمْ اَخِي: وَقَدْ بَدَاَتِ الدَّعْوَةُ اِلَى تَاْلِيهِ الْحَاكِمِ بِاَمْرِ اللهِ سَنَةَ 408 عَنْ طَرِيقِ كُلٍّ مِنْ مُحَمَّدِ بْنِ اِسْمَاعِيلَ الدُّرْزِيِّ: وَحَمْزَةَ بْنِ عَلِيٍّ السَّوْسَنِيِّ: وَالْحَسَنِ بْنِ حَيْدَرَةَ الْفَرَغَانِيِّ، نَعَمْ اَخِي: فَهَؤُلَاءِ مِنْ اَشْهَرِ دُعَاةِ الدُّرُوزِ: وَمِنْ اَشْهَرِ رِجَالِ الْمَذْهَبِ الدُّرْزِيِّ الْخَبِيثِ اللَّعِين، نَعَمْ اَخِي: وَالدُّرُوزُ يَكْرَهُونَ هَذِهِ التَّسْمِيَةَ: بِمَعْنَى اَنَّهُمْ يَكْرَهُونَ اَنْ يُسَمِّيَهُمُ النَّاسُ بِالدُّرُوزِ: وَيُفَضِّلُونَ اَنْ يُسَمُّوهُمْ بِالْمُوَحِّدِينَ! وَخَسِئُوا اَنْ يَكُونُوا مُوَحِّدِينَ: فَهُمْ اَبْعَدُ النَّاسِ عَنِ التَّوْحِيدِ الصَّحِيحِ، نَعَمْ اَخِي: كَمَا اَنَّ النُّصَيْرِيَّةَ يَكْرَهُونَ تَسْمِيَتَهُمْ بِالنُّصَيْرِيَّةِ؟ لِاَنَّ مَنْ يَنْتَسِبُونَ اِلَيْهِ اَبَاحَ لَهُمْ نِكَاحَ الْمَحَارِمِ وَاللِّوَاطَ ؟وَلِذَلِكَ يُفَضِّلُونَ اَنْ يُسَمِّيَهُمُ النَّاسُ بِالْعَلَوِيِّينَ: كَمَا اَطْلَقَ ذَلِكَ عَلَيْهِمُ الْفَرَنْسِيُّونَ، نَعَمْ اَخِي: وَهَذَا اِنْ دَلَّ: فَاِنَّمَا يَدُلُّ عَلَى اَنَّ النُّصَيْرِيِّينَ اَشْرَافٌ؟ لِاَنَّهُمْ لَايُرِيدُونَ اَنْ يَسْتَحِلُّوا مَااَبَاحَهُ لَهُمْ مَنْ يَنْتَسِبُونَ اِلَيْهِ مِنَ الْمَحَارِمِ وَالشُّذُوذِ: بَلْ يُرِيدُونَ اَنْ يَتَبَرَّؤُوا مِنْهُ وَيَعُودُوا اِلَى النَّبْعِ الصَّافِي الطَّاهِرِ وَهُوَ الْاِمَامُ عَلِيٌّ كَرَّمَ اللهُ وَجْهَهُ، وَلِذَلِكَ يُفَضِّلُ النُّصَيْرِيُّونَ: اَنْ يُسَمَّوْا بِالْعَلَوِيِّين، نَعَمْ اَخِي: وَهَذِهِ الشَّخْصِيَّةُ الَّتِي يُؤَلِّهُهَا الدُّرُوزُ: وَهِيَ شَخْصِيَّةُ الْحَاكِمِ بِاَمْرِ اللهِ: هِيَ شَخْصِيَّةٌ غَرِيبَةُ الْاَطْوَار، نَعَمْ اَخِي: فَالْحَاكِمُ بِاَمْرِ اللهِ: رَجُلٌ ذُو شُذُوذٍ نَفْسِيٍّ وَاَخْلَاقِيٍّ: وَهُوَ شَخْصِيَّةٌ مُتَنَاقِضَةٌ وَغَيْرُ مُتَوَازِنَةٍ، وَلَانُرِيدُ الْآَنَ اَنْ نَتَحَدَّثَ عَنْ هَذِهِ الشَّخْصِيَّةِ الْغَرِيبَةِ الْاَطْوَارِ مِنْ طَوَاغِيتِ الدُّرُوزِ الَّتِي يَعْبُدُونَهَا قَبَّحَهُمُ اللُهُ وَعَلَيْهِمْ لَعْنَةُ اللهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ اَجْمَعِينَ اِنْ لَمْ يَتُوبُوا اِلَى اللهِ مِنْ عِبَادَتِهَا وَعِبَادَةِ الْعِجْلِ الَّذِي يَعْبُدُونَهُ اَيْضاً، نَعَمْ اَخِي: وَمَنْ اَرَادَ اَنْ يَعْرِفَ عَنْهُ الْكَثِيرَ: فَعَلَيْهِ اَنْ يَرْجِعَ اِلَى ابْنِ كَثِيرٍ الدِّمَشْقِيِّ فِي كِتَابِهِ الْبِدَايَةِ وَالنِّهَايَةِ؟ لِتَعْرِفُوا شَيْئاً مِنْ حَيَاةِ هَذَا الرَّجُلِ وَتَنَاقُضَاتِهِ الْغَرِيبَةِ وَاَحْوَالِهِ الْعَجِيبَة، نَعَمْ اَخِي: وَهَذِهِ الطَّائِفَةُ طَائِفَةُ الدُّرُوزِ: هِيَ فَرْعٌ خَبيِثٌ مِنَ الْاِسْمَاعِيلِيَّةِ: ظَهَرَتْ فِي عَهْدِ هَذَا الْحَاكِمِ الْعُبَيْدِيِّ: وَهُوَ الْحَاكِمُ بِاَمْرِ اللهِ: وَدَعَا اِلَيْهَا وَاِلَى عَقَائِدِهَا: هَؤُلَاءِ الدُّعَاةُ الَّذِينَ اَشَرْنَا اِليْهِمْ، نَعَمْ اَخِي: وَاَمَّا عَقَائِدُ الْبَاطِنِيَّةِ الْاِسْمَاعِيلِيَّةِ الدُّرْزِيَّةِ: فَهِيَ اَنَّهُمْ قَالُوا بِتَاْلِيهِ الْحَاكِمِ بِاَمْرِ اللِه وَعِبَادَتِهِ: وَقَالُوا اَيْضاً بِتَنَاسُخِ الْاَرْوَاحِ وَهُوَ مَايُسَمُّونَهُ بِالتَّقَمُّصِ: نَعَمْ اَخِي: وَهَذَا التَّنَاسُخُ وَالتَّقَمُّصُ: مَاهُوَ فِي حَقِيقَتِهِ اِلَّا اِنْكَارٌ لِلْبَعْثِ بَعْدَ الْمَوْتِ: وَاِنْكَارٌ لِلْيَوْمِ الْآَخِرِ: وَاِنْكَارٌ لِلثَّوَابِ وَالْعِقَابِ، نَعَمْ اَخِي: وَاَسْقَطَ الدُّرُوزُ اَيْضاً اَرْكَانَ الْاِسْلَامِ: وَاَسْقَطُوا شَرَائِعَهُ: كَمَا هُوَ حَالُ جَمِيع ِالْبَاطِنِيَّةِ مِنَ الْاِسْمَاعِيلِيَّةِ وَالنُّصَيْرِيَّةِ وَالدُّرُوزِ: وَهَذَا مَايَحْلُو وَيَرُوقُ تَمَاماً لِلْخَنَازِيرِ الصُّلْبَانِ الْخَوَنَةِ وَالْاَحْفَادِ الْقِرَدَةِ الْيَهُودِ الَّذِينَ لَايَثِقُونَ فِي اَيَّامِنَا ثِقَةً عَمْيَاءَ اِلَّا بِالدُّرُوزِ الْخَوَنَةِ الَّذِينَ يَقْتُلُونَ الْفَلَسْطِينِيِّينَ؟ مِنْ اَجْلِ تَجْنِيدِهِمْ فِي الْجَيْشِ الْاِسْرَائِيلِيّ، نَعَمْ اَخِي: وَعَقَائِدُ الْقَوْمِ اَيْضاً فِي مُنْتَهَى السِّرِّيَّةِ وَالتَّكَتُّمِ: بَلْ لَايَقْبَلُونَ التَّحَدُّثَ عَنْ دِينِهِمْ اَبَداً: بَلْ اِذَا رَاَوْا كِتَاباً اَوْ مَقَالاً يَعْرِضُ مَذْهَبَهُمْ وَيَذْكُرُ حَقَائِقَ الْمَذْهَبِ: فَاِنَّكَ اَخِي تَجِدُهُمْ لَايُقَابِلُونَ ذَلِكَ بِالنِّقَاشِ وَالْحِوَارِ السِّلْمِيِّ الْمَنْطِقِيِّ الْمُتَعَقِّلِ اَبَداً: بَلْ يُهَدِّدُونَ وَيَتَوَعَّدُونَ وَيُخَاطِبُونَ مَنْ يَكْشُفُ حَقَائِقَهُمْ بِالسِّبَابِ وَالشَّتَائِمِ: مِمَّا يَدُلُّ عَلَى اَنَّ الْبَاطِنِيَّةَ بِعُمُومِهَا: هِيَ مِنْ اَلَدِّ اَعْدَاءِ مَايُسَمَّى بِحُرِّيَّةِ الرَّاْيِ وَالتَّعْبِيرِ الَّتِي يَتَبَجَّحُ بِهَا الصُّلْبَانُ الْخَنَازِيرُ الْخَوَنَةُ: بِحُجَّةِ اَنَّهُمْ يُرِيدُونَ الْحِفَاظَ عَلَيْهَا: بَلْ يُدَافِعُونَ عَنْهَا بِكُلِّ مَااُوتُوا مِنْ قُوَّةٍ: وَمَاهُمْ فِي حَقِيقَتِهِمْ اِلَّا مُحَافِظِينَ عَلَى كُلِّ مَنْ يَدُقُّ اِسْفِيناً فِي نَعْشِ الْاِسْلَامِ وَالْمُسْلِمِينَ بِحُرِّيَّةِ رَاْيِهِ الْوَقِحَةِ غَيْرِ الْمُنْصِفَةِ: وَهُوَ هذا الْبَاطِنِيُّ الْخَبِيثُ التَّابِعُ لهَذِهِ الْبَاطِنِيَّةِ الْخَبِيثَةِ الْحَبِيبَةِ اِلَى قُلُوبِ هَؤُلَاءِ الصُّلْبَانِ الْخَنَازِيرِ: بَلْ هِيَ الْكَلْبُ الْمُدَلَّلُ عِنْدَهُمْ؟ لِاَنَّهُمْ يَعْشَقُونَ كُلَّ مَايَغِيظُ الْاِسْلَامَ وَالْمُسْلِمِينَ مِنْ هَذِهِ الْاَقَلِّيَّاتِ الْبَاطِنِيَّةِ الشِّيعِيَّةِ الْخَبِيثَةِ الْعَفِنَةِ الْمُنْتِنَةِ الَّتِي تَجْعَلُ اَعْدَاءَ اللهِ الصَّلِيبِيِّينَ يَضْحَكُونَ مُقَهْقِيهِينَ بِشَمَاتَةٍ لَامَثِيلَ لَهَا بِالْاِسْلَامِ وَالْمُسْلِمِينَ: نَسْاَلُ اللهَ اَنْ يَجْعَلَ كَيْدَهُمْ فِي نُحُورِهِمْ: وَاَنْ يُسَلِّطَ الْبَاطِنِيَّةَ الظَّالِمِينَ عَلَيْهِمْ وَعَلَى صُلْبَانِهِمُ الْقَذِرَة، نَعَمْ اَخِي: وَهَذَا مَاحَصَلَ فِعْلاً مَعَ الدُّرُوزِ الْخُبَثَاءِ قَدِيماً وَحَدِيثاً: فَمَثَلاً يُذْكَرُ اَنَّ الشَّيْخَ الْفَيَّاضَ: كَتَبَ مَقَالاً قَدِيماً نُشِرَ فِي مَجَلَّةِ الْمَنْهَجِ عَام 1379 هجري: وَكَتَبَ مَقَالاً آَخَرَ فِي مَجَلَّةِ رَايَةِ الْاِسْلَامِ الَّتِي كَانَتْ تَصْدُرُ فِي الرِّيَاضِ سَنَةَ 1380: فَجَاءَتِ الرُّدُودُ عَلَيْهِ مِنَ الدُّرُوزِ الْخَوَنَةِ: وَجَاءَ الشَّتْمُ وَالسَّبُّ وَالْكَلَامُ الْبَذِيءُ مَالَمْ نَسْمَعْهُ مِنْ فَيْصَلِ الْقَاسِمِ الدُّرْزِيِّ بِحَقِّ بَشَّارَ عَلَى قَنَاةِ الْجَزِيرَة، نَعَمْ اَخِي: وَحِينَمَا طُبِعَ كِتَابٌ بِعُنْوَان: حَقِيقَةُ عَقِيدَةِ الدُّرُوزِ: لِلدُّكْتُورِ مُحَمدّ اَحْمَدُ الْخَطِيبِ: وَهِيَ رِسَالَةُ مَاجِسْتِيرْ فِي قِسْمِ الْعَقِيدَةِ بِجَامِعَةِ الْاِيمَان: تَعَرَّضَ الرَّجُلُ اِلَى اَنْوَاعٍ مِنَ التَّهْدِيدِ مِنَ الْمُتَّصِلِينَ الدُّرُوزِ الَّذِينَ هَدَّدُوهُ بِالْقَتْلِ وَكَذَا وَكَذَا مِنَ الشَّنَاعَةِ الدُّرْزِيَّةِ الْحَقِيرَةِ دُونَ اَنْ يَاْتِيَ رَجُلٌ مِنْهُمْ عَاقِلٌ وَيُنَاقِشُهُ، نَعَمْ اَخِي: فَهَذَا يُبَيِّنُ اَنَّ عَقَائِدَ الْقَوْمِ كُلَّهَا كُفْرٌ جَاحِدٌ لِنِعْمَةِ اللهِ وَلَيْسَ عِنْدَهُمْ حُجَّةٌ وَلَا سُلْطَانٌ عَقْلِيٌّ وَلَا اسْتِطَاعَةٌ وَلَاعِلْمٌ وَلاَشَيْءٌ مِنَ الْاَدِلَّةِ لِيُنَاقِشُوا بِهَا غَيْرَهُمْ مِنَ الْمُخَالِفِينَ لَهُمْ، بَلْ اِنَّهُمْ تَتَبَّعُوا هَذَا الْكِتَابَ وَهُوَ عَقِيدَةُ الدُّرُوزِ وَاَتْلَفُوهُ: بَلْ وَصَلَتْ وَقاَحَتُهُمْ اِلَى اَنْ طَالَبُوا الْمَسْؤُولِينَ فِي بَعْضِ الدُّوَلِ الْعَرَبِيَّةِ: بِاَنْ يُمْنَعَ هَذَا الْكِتَابُ: وَيُسْحَبَ مِنَ التَّدَاوُلِ فِي الْمَكْتَبَاتِ التِّجَارِيَّةِ الْعَرَبِيَّةِ وَاَسْوَاقِهَا: وَيُصَادَرَ، نَعَمْ اَخِي: وَاِذَا جِئْنَا اِلَى مَصَادِرِ الْقَوْمِ وَمِنْ اَيْنَ يَتَلَقَّوْنَ دِينَهُمْ: فَعِنْدَهُمْ مَايُسَمَّى بِرَسَائِلِ الْحِكْمَةِ: وَهِيَ 111 رِسَالَة، نَعَمْ اَخِي: وَهَذِهِ الرَّسَائِلُ كَتَبَهَا دُعَاتُهُمْ وَعُلَمَاؤُهُمْ: وَهَذِهِ الرَّسَائِلُ مِنْ مَصَادِرِهِمْ، نَعَمْ اَخِي: وَاَمَّا الْمَصْدَرُ الْآَخَرُ عِنْدَهُمْ: فَهُوَ مُصْحَفٌ يُسَمُّونَهُ مُصْحَفَ الدُّرُوزِ، نَعَمْ اَخِي: وَهَذَا الْمُصْحَفُ: لَيْسَ هُوَ الْمُصْحَفُ الَّذِي بَيْنَ اَيْدِينَا، نَعَمْ اَخِي: وَيُسَمَّى هَذَا الْمُصْحَفُ الدُّرْزِيُّ: بِالْمُصْحَفِ الْمُتَفَرِّدِ بِذَاتِهِ، نَعَمْ اَخِي: وَيُقَالُ اَنَّ هَذَا الْمُصْحَفَ كَتَبَهُ الزَّعِيمُ الدُّرْزِيُّ اللُّبْنَانِيُّ الْهَالِكُ كَمَالْ جُنْبُلَاطْ: وَفِيهِ مُحَاكَاةٌ نَسْاَلُ اللهَ الْعَافِيَةَ: بِمَعْنَى اَنَّهُمْ يُحَاكُونَ الْقُرْآَنَ وَيُقَلِّدُونَهُ كَمَا زَعَمُوا، نَعَمْ اَخِي: وَهَذَا مَافَعَلَهُ الْقَذَّافِي فِي لِيبْيَا اَيْضاً فِي كِتَابِهِ الْاَخْضَرِ لَعْنَةُ اللهِ عَلَيْهِ وَعَلَى سَلَفِهِ جُنْبُلَاطَ وَعَلَى اُسْتَاذِهِمَا مُسْيْلِمَة الْكَذَّاب، نَعَمْ اَخِي: وَهَؤُلَاءِ الْقَوْمُ كَغَيْرِهِمْ مِنَ الْبَاطِنِيَّةِ: كَانَ لَهُمْ تَعَاوُنٌ مَعَ التَّتَارِ مِنْ قَبْلُ وَكَانَتْ لَهُمْ عَلَاقَاتٌ وُدِّيَّةٌ مَعَ الْاِنْكِلِيزِ: وَمَعَ فَرَنْسَا: وَمَعَ الْيَهُود، نَعَمْ اَخِي: وَاِلَى هَذِهِ السَّاعَةِ: فَاِنَّنَا نَجِدُ اَنَّ اللُّوبِي وَالْجَيْشَ الْاِسْرَائِيلِيّ: عَدَدٌ مِنْهُ مِنْ اَبْنَاءِ هَذِهِ الطَّائِفَةِ طَائِفَةِ الدُّرُوز لِمَاذَا؟ لِاَنَّ الْيَهُودَ الْخُبَثَاءَ كَمَا كَانُوا يَعْشَقُونَ الْعِجْلَ مُشْرَبِينَ لَهُ فِي قُلُوبِهِمْ: فَكَذَلِكَ اَيْضاً يَعْشَقُونَ مَنْ يَعْبُدُ الْعِجْلَ مِنْ هَؤُلَاءِ الدُّرُوزِ الْخَوَنَةِ لِخَالِقِهِمْ وَلِدِينِهِ الْاِسْلَامِيِّ، نَعَمْ اَخِي: وَيُوجَدُ الدُّرُوزُ فِي مُرْتَفَعَاتِ سُورِيَّا: وَفِي لُبْنَانَ: وَفِي جَبَلٍ يُسَمَّى بِجَبَلِ الدُّرُوزِ، وَبَعْضُهُمْ يُوجَدُ فِي فِلَسْطِين، وَالْخُلَاصَةُ اَيُّهَا الْاِخْوَةُ: اَنَّ هَؤُلَاءِ الْقَوْمَ مِنَ الْبَاطِنِيَّةِ: يَنْبَغِي فَضْحُهُمْ: وَيَنْبَغِي كَشْفُ اَسْرَارِهِمْ: وَلَابُدَّ مِنْ ذَلِكَ لِمَاذَا؟ لِاَنَّ السُّكُوتَ عَنْهُمْ يَزِيدُ فِي شَرِّهِمْ وَفِي كَيْدِهِمْ، نَعَمْ اَخِي: وَهَؤُلَاءِ الْبَاطِنِيَّةُ: هُمُ الَّذِينَ عَنَاهُمُ اللهُ فِي قَوْلِهِ{وَآَخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَاتَعْلَمُونَهُمُ اللهُ يَعْلَمُهُمْ( نَعَمْ اَيُّهَا الْاِخْوَة: وَاسْتَمِعُوا الْآَنَ اِلَى كَلَامِ الْعَالِمِ الْمُجَاهِدِ شَيْخِ الْاِسْلَامِ بْنِ تَيْمِيَّةَ حَيْثُ يَقُول: لَارَيْبَ اَنَّ جِهَادَ هَؤُلَاءِ وَاِقَامَةَ الْحُدُودِ عَلَيْهِمْ: مِنْ اَعْظَمِ الطَّاعَاتِ: وَاَكْبَرِ الْوَاجِبَاتِ، فَضَرَرُ هَؤُلَاءِ عَلَى الْمُسْلِمِينَ: اَعْظَمُ مِنْ ضَرَرِ اَهْلِ الشِّرْكِ وَالْكِتَابِ مِنَ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى، وَيَجِبُ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ: اَنْ يَقُومَ بِذَلِكَ بِحَسَبِ مَايَقْدِرُ عَلَيْهِ مِنَ الْوَاجِبِ، وَلِذَلِكَ لَايَحِلُّ لِاَحَدٍ اَنْ يَكْتُمَ مَايَعْرِفُهُ مِنْ اَخْبَارِهِمْ: بَلْ يُفْشِيهَا وَيُظْهِرُهَا؟ لِيَعْرِفَ الْمُسْلِمُونَ حَقِيقَةَ حَالِهِمْ، وَلَايَحِلُّ لِاَحَدٍ اَنْ يُعَاوِنَهُمْ عَلَى بَقَائِهِمْ فِي الْجُنْدِ وَالْمُسْتَخْدَمِينَ، وَلَايَحِلُّ لِاَحَدٍ اَنْ يَنْهَى عَنِ الْقِيَامِ بِمَا اَمَرَ اللهُ بِهِ وَرَسُولُهُ؟ لِاَنَّ هَذَا هُوَ مِنْ اَعْظَمِ اَبْوَابِ الْاَمْرِ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيِ عَنِ الْمُنْكَرِ وَالْجِهَادِ فِي سَبِيلِ اللهِ، وَقَدْ قَالَ تَعَالَى{ يَااَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ( وَهَؤُلَاءِ الْبَاطِنِيَّةُ: لَايَخْرُجُونَ عَنِ الْكُفَّارِ وَالْمُنَافِقِينَ، وَمَنْ يُعَاوِنُ عَلَى كَفِّ شَرِّهِمْ وَهِدَايَتِهِمْ بِحَسَبِ الْاِمْكَانِ: فَلَهُ مِنَ الْاَجْرِ وَالثَّوَابِ مَالَايَعْلَمُهُ اِلَّا اللهُ، وَاِنَّ الْمَقْصُودَ الْاَوَّلَ: هُوَ هِدَايَتُهُمْ كَمَا قَالَ تَعَالَى {كُنْتُمْ خَيْرَ اُمَّةٍ اُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ: تَاْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ، وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ، وَتُؤْمِنُونَ بِالله( اِنْتَهَى كَلَامُ شَيْخِ الْاِسْلَام، نَعَمْ اَخِي: وَهَذَا اِنْ دَلَّ عَلَى شَيْءٍ: فَاِنَّمَا يَدُلُّ عَلَى اَنَّ الْبَاطِنِيَّةَ بِطَوَائِفَهَا الثَّلَاثَةِ مِنَ النُّصَيْرِيَّةِ وَالْاِسْمَاعِيلِيَّةِ وَالدُّرْزِيَّةِ: هُمْ مِنْ اَكْذَبِ النَّاسِ حِينَمَا يَتَّهِمُونَ شَيْخَ الْاِسْلَامِ اَنَّهُ يَدْعُو اِلَى قَتْلِهِمْ: وَمَاهُوَ فِي الْحَقِيقَةِ اِلَّا وَيَدْعُو اِلَى جِهَادِهِمْ بِالْكَلِمَةِ الطَّيِّبَةِ وَالتَّحْذِيرِ مِنْ شَرِّهِمْ وَخَطَرِهِمُ الْهَائِلِ عَلَى الْاِسْلَامِ وَالْمُسْلِمِينَ: وَكَاَنَّهُ يَقُولُ رَحِمَهُ الله: اِذَا اَرَدْتَّ اَخِي الْمُسْلِمُ: اَنْ تُدَاعِبَ الْقِطَطَ الْبَاطِنِيَّةَ الْخَبِيثَةَ وَتُدَلِّلَهَا بِالْكَلِمَةِ الطَّيِّبَةِ : فَعَلَيْكَ اَنْ تَحْذَرَ مِنْ خَرَامِيشِهَا وَاَظَافِرِهَا وَعَضَّاتِهَا حَتَّى تُرَغِّشَ لَكَ رَاضِيَةً بِيَدِكَ الْحَنُونَة، نَعَمْ اَيُّهَا الْاِخْوَةُ: وَالْخُلَاصَةُ اَنَّهُ لَابُدَّ اَيْضاً مِنَ التَّحْذِيرِ مِنْ خَطَرِ التَّشَيُّعِ الْاِمَامِيِّ الِاثْنَيْ عَشَرِيِّ الْمُوسَوِيِّ الْكَاظَمِيِّ لِمَاذَا؟ لِاَنَّ كَثِيراً مِنَ رُؤُوسِ هَؤُلَاءِ الزَّنَادِقَةِ الْبَاطِنِيَّةِ: كَانُوا مِنَ الطَّائِفَةِ الِاثْنَيْ عَشَرِيَّةِ الْكَاظِمِيَّةِ الَّتِي يَدِينُ بِهَا حَسَنُ نَصْرِ الشَّيْطَانِ كَمَا نَجِدُ ذَلِكَ مَثَلاً عِنْدَ الْحَسَنِ بْنِ حَوْشَبَ وَغَيْرِهِ مِنْ رُؤُوسِ هَذِهِ الطَّائِفَةِ: بِمَعْنَى اَنَّ التَّشَيُّعَ الْاِمَامِيَّ الِاثْنَيْ عَشَرِيَّ الْكَاظِمِيَّ: هُوَ مَنْبَعٌ لِكُلِّ فَسَادٍ فِي هَذِهِ الْاَرْضِ: وَهُوَ مَطِيَّةٌ: وَدِهْلِيزٌ: وَسِرْدَابٌ: لِكُلِّ كُفْرٍ: وَلِكُلِّ زَنْدَقَةٍ: وَلِذَلِكَ نَجِدُ اَنَّ طَوَائِفَ الْاِلْحَادِ وَالزَّنْدَقَةِ: جَعَلَتْ مِنَ التَّشَيُّعِ مَطِيَّةً تَرْكَبُهَا؟ مِنْ اَجْلِ دَعْمِ الْكُفْرِ وَالزَّنْدَقَةِ فِي صُفُوفِ الْمُسْلِمِينَ{وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَوَاءً(نَعَمْ اَخِي: وَلِهَذَا فَاِنَّ الزَّيْدِيَّةَ وَهُمْ مِنْ اَقَلِّ طَوَائِفِ الشِّيعَةِ انْحِرَافاً عَنْ جَادَةِ الْحَقِّ وَالصَّوَابِ، وَمَعَ ذَلِكَ: فَاِنَّ الْمَذْهَبَ الزَّيْدِيَّ: قَدْ يُؤَدِّي اِلَى الْمَذْهَبِ الِاثْنَيْ عَشَرِيّ الْكَاظِمِيِّ: كَمَا يَحْدُثُ فِي الْيَمَنِ فِي اَيَّامِنَا: حَيْثُ تَحَوَّلَ كَثِيرٌ مِنَ الزَّيْدِيِّينَ اِلَى طَرِيقَةِ الْحُوثِيِّينَ الِاثْنَيْ عَشَرِيَّةَ، وَلِذَلِكَ قَالَ بَعْضُ اَهْلِ السُّنَّةِ: اِيتِنِي بِزَيْدِيٍّ صَغِيرٍ، اَجْعَلْ مِنْهُ رَافِضِيّاً كَبِيراً، نَعَمْ اَخِي: وَكَذَلِكَ مَااَسْهَلَ اَنْ يَتَحَوَّلَ الرَّافِضِيُّ الِاثْنَا عَشَرِيُّ اِلَى بَاطِنِيٍّ خَبِيثٍ دُرْزِيٍّ اَوْ نُصَيْرِيٍّ اَوْ اِسْمَاعِيلِيٍّ: فَيَعْظُمُ خَطَرُهُ عَلَى الْاِسْلَامِ وَالْمُسْلِمِينَ اَكْثَرَ وَاَكْثَرَ، نَعَمْ اَخِي: اَلْاَمْرُ الْآَخَرُ الَّذِي نَخْتِمُ بِهِ هَذِهِ الْمُشَارَكَةَ: هُوَ اَنَّ الْقَوْمَ الْبَاطِنِيَّةَ وَاِنْ كَانَ حَالُهُمْ فِيهِ شَوْكَةٌ وَقُوَّةٌ عَلَى الْاِسْلَامِ وَالْمُسْلِمِينَ: اِلَّا اَنَّ الذُّلَّ وَالصَّغَارَ يَغْلِبُ عَلَيْهِمْ: كَمَا يَغْلِبُ عَلَى الْيَهُودِ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى{ ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ{وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الْمَسْكَنَةُ( وَقَدْ نَبَّهَ عَلَى هَذَا اَيْضاً شَيْخُ الْاِسْلَامِ رَحِمَهُ اللهُ فِي مِنْهَاجِ السُّنَّةِ: فَاسْتَمِعُوا اِلَيْهِ اَيُّهَا الْاِخْوَةُ وَهُوَ يَقُول: حَتَّى اَنَّ الْقَاهِرَةَ حِينَمَا كَانَتْ مَعَ الْعُبَيْدِيِّينَ وَكَانَتْ عَاصِمَةً لَهُمْ: وَاَرَادُوا اَنْ يُظْهِرُوا التَّشَيُّعَ: فَلَمْ يَتَمَكَّنُوا مِنْ ذَلِكَ حَتَّى مَنَعُوا مَنْ فِيهَا مِنْ اَهْلِ الْعِلْمِ وَالدِّينِ مِنْ اِظْهَارِ عِلْمِهِمْ، وَمَعَ هَذَا كَانَ الْعُبَيْدِيُّونَ خَائِفِينَ مِنْ سَائِرِ مَذَاهِبِ الْمُسْلِمِينَ: يَقْدُمُ عَلَيْهِمُ الْغَرِيبُ مِنَ الْبَلَدِ الْبَعِيدِ: فَيَكْتُمُونَ عَنْهُ قَوْلَهُمْ وَمُعْتَقَدَهُمُ الْبَاطِنِيَّ الْيَهُودِيَّ الصَّلِيبِيَّ الْمَاسُونِيَّ الْخَبِيثَ: وَيُدَاهِنُونَهُ وَيَتَّقُونَهُ كَمَا يُخَافُ الْمَلِكُ الْمُطَاع، وَهَذَا لِاَنَّهُمْ يَعْرِفُونَ جَيِّداً اَنَّهُمْ اَهْلُ فِرْيَةٍ وَكَذِبٍ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى {اِنَّ الَّذِينَ اتَّخَذُوا الْعِجْلَ: سَيَنَالُهُمْ غَضَبٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَذِلَّةٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا: وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُفْتَرِين( قَالَ اَبُو قُلَابَة: هَذِهِ الْآَيَةُ: لِكُلِّ مُفْتَرٍ مِنْ هَذِهِ الْاُمَّةِ اِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، نَعَمْ اَخِي: وَنَخْتُمُ بِذِكْرِ الْمَرَاجِعِ الَّتِي يُمْكِنُ اَنْ تَرْجِعُوا اِلَيْهَا اَيُّهَا الْاِخْوَةُ مِنْ اَجْلِ اَنْ تَدْرُسُوا اَحْوَالَ الْبَاطِنِيَّةِ جَيِّداً: فَمَا قُلْنَاهُ فِي هَذِهِ الْمُشَارَكَةِ هُوَ غَيْضٌ مِنْ فَيْضٍ مِنْ اَحْوَالِهِمْ: وَنَعْتَذِرُ عَنْ هَذِهِ الْاِطَالَةِ الَّتِي كَانَ لَابُدَّ مِنْهَا؟ لِتَعْرِفُوا جَيِّداً اَحْوَالَ الْقَوْم، نَعَمْ اَخِي: وَمِنَ الْمَرَاجِعِ الَّتِي تُفِيدُ فِي هَذَا الْمَوْضُوع: كِتَابُ الْفَرْقِ بَيْنَ الْفِرَقِ لِعَبْدِ الْقَاهرِ الْبَغْدَادِيّ: وَكِتَابُ فَضَائِحِ الْبَاطِنِيَّةِ لِاَبِي حَامِدٍ الْغَزَالِيِّ: وَكِتَابُ كَشْفِ اَسْرَارِ الْبَاطِنِيَّةِ لِلْحَمَّادِي: وَكِتَابُ الْحَرَكَاتِ الْبَاطِنِيَّةِ لِلدُّكْتُورِ مُحَمَّدُ اَحْمَدُ الْخَطِيب: وَكِتَابُ مَذَاهِبِ الْاِسْلَامِيِّينَ الْجُزْءُ الثَّانِي لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ بَدَوِيّ: وَدِرَاسَةٌ عَنِ الْفِرَقِ لِاَحْمَدَ جَرِي: وَرُؤْيَةٌ اِسْلَامِيَّةٌ فِي الصِّرَاعِ الْعَرَبِيِّ الْاِسْرَائِيلِيِّ لِمُحَمَّدِ عَبْدِ الْغَنِيِّ النَّوَاوِيِّ: وَالْاِسْمَاعِيلِيَّةُ لِاِحْسَان ظَهِير رَحِمَهُ الله، وَطَائِفَةُ النُّصَيْرِيَّةِ لِلدُّكْتُورِ سُلَيْمَانَ الْحَلَبِي، نَعَمْ اَخِي: وَهَذِهِ بَعْضُ الْكُتُبِ: وَهُنَاكَ رَسَائِلُ عِلْمِيَّةٌ لِلْاَسَفِ لَمْ تُطْبَعْ بَعْدُ: فَلَعَلَّهَا اِذَا طُبِعَتْ كَشَفَتْ كَثِيراً مِنْ حَقَائِقِ الْقَوْمِ، وَاَخِيراً نَقُولُ لِاَبْنَائِنَا الْاِسْمَاعِيلِيِّينَ وَالنُّصَيْرِيِّينَ وَالدُّرُوزِ: نَحْنُ لَانُرِيدُ اَنْ نَجْرَحَ مَشَاعِرَكُمْ، وَعَلَيْكُمْ اَنْتُمْ اَيْضاً اَنْ تَقْرَؤُوا هَذِهِ الْكُتُبَ الَّتِي ذَكَرْنَاهَا لِمَاذَا؟ لِاَنَّ رَاْيَنَا نَحْنُ الْبَاطِنِيَّةَ الْاسْمَاعِيلِيَّةَ وَالنُّصَيْرِيَّةَ وَالدُّرْزِيَّةَ: رُبَّمَا يَكُونُ صَوَاباً يَحْتَمِلُ الْخَطَاَ: وَرُبَّمَا يَكُونُ رَاْيُ اِخْوَانِنَا مِنْ اَهْلِ السُّنَّةِ خَطَاً يَحْتَمِلُ الصَّوَابَ: وَهَذِهِ هِيَ الْحِكْمَةُ الْكُبْرَى الَّتِي يَجِبُ اَنْ نَتَعَلَّمَهَا اَوّلاً قَبْلَ اَنْ نَتَعَلَّمَ أَيَّ حِكْمَةٍ اُخْرَى مِنْ رَسَائِلِ الْحِكْمَةِ الْمَوْجُودَةِ عِنْدَ اِخْوَانِنَا الدُّرُوزِ، وَقَدْ آَنَ الْاَوَانُ لِتَصْحُوا مِنْ غَفْلَتِكُمْ وَسُبَاتِكُمُ الْعَمِيقِ؟ لِتَحْذَرُوا مِنْ نِهَايَةٍ اَلِيمَةٍ مُوجِعَةٍ مُهِينَةٍ وَعَاقِبَةٍ وَخِيمَةٍ فِي جَهَنَّمَ الْاَبَدِيَّةِ وَبِئْسَ الْمَصِيرِ؟ وَلِذَلِكَ بَعَثْنَا اِلَيْكُمْ هَذِهِ الْمُشَارَكَةَ؟ لِتَعْلَمُوا جَيِّداً اَنَّهُ مِنَ الْمُسْتَحِيلِ اَنْ تُكَافِحُوا أَيَّ اِرْهَابٍ اَوْ فَسَادٍ فِي هَذِهِ الْاَرْضِ الْمَنْكُوبَةِ قَبْلَ اَنْ تُكَافِحُوا الْفَسَادَ الْعَقَائِدِيَّ الْمَوْجُودَ عِنْدَنَا وَعِنْدَكُمْ وَعِنْدَ الْاِسْمَاعِيلِيَّةِ وَعِنْدَ الشِّيعَةِ الْكَاظِمِيَّةِ الْاِثْنَيْ عَشَرِيَّةِ وَعِنْدَ غَيْرِ الْمُسْلِمِينَ اَيْضاً مِنَ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى وَالْوَثَنِيِّينَ وَالْاِلْحَادِيِّينَ، وَ سَلَامُ اللهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَبَرَكَاتُهُ مِنْ اِخْوَانِكُمْ فِي اللهِ مِنْ مَشَايِخِكُمُ الْعَلَوِيِّينَ الْمُوَالِينَ وَالْمُعَارِضِينَ: وآَخِرُ دَعْوَانَا اَنِ الْحَمْدُ لِلهِ رَبِّ الْعَالَمِين






إضافة رد


مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الاسماعيلية, الباطنية, التفصيل, تسيء, والدرزية, والنصيرية

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الساعة الآن 01:58 PM.

Powered by vBulletin® Version v3.8.8
Copyright ©2000 - 2024, by Sherif Youssef
ما يطرح بالمنتدى لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وإنما تعبر عن وجهة نظر كاتبها أو قائلها