05-16-2015
|
|
قسم الاسرة والحياة الزوجية
|
|
|
|
|
|
|
المستوى :
|
|
|
|
المنتدى :
قسم إستطلاعــات الــراي
حقيقة ما زرعته الحرب الأمريكية فى العراق
يتحدث المقال مجملا حول الدوافع الجيوسياسية التى كانت وراء الغزو الاميركي للعراق, و الرغبة الأمريكية فى الهيمنة على سياسيات الساحة الدولية, ثم يتناول نظرية زراعة الفوضى فى العراق.
ترجمة/نعمة حسين
عام 2003 اعلن الرئيس الامريكي جورج بوش بدء الحرب على العراق, الان بعد 13 عاما من الغزو و تجارب الفوضى الخلاقة لا يزال العراق فى دوامة العنف.
عام 1997 فى إفتتاحية برنامج "لو جران إشيكيه" على قناة "فرانس 2" أعلن "زبيغنيوبريجنسكي",السياسي الأميركي ومستشار الامن القومى للرئيس الأميركي السابق جيمي كارتر, بوضوح أنه فى سبيل إستمرار هيمنة الولايات المتحدة الامريكية على مراكز القوى فى الشرق الاوسط فإن عليها أن تسيطر على تطلعات وطموحات ممثلى الانظمة فى الشرق الأوسط.
بعد غزو الكويت وحرب التحالف ضد العراق في عهد صدام حسين في عام 1991، هذه الخطرات كانت معنية الى حد كبير بمنع صدام حسين من فرض هيمنته على الساحة الإقليمية فى الشرق الأوسط.
هذه الرؤية الجيوسياسية للعراق والدور المحوري الذي طمحت إليه بغداد في عهد صدام حسين يفسر انعدام الثقة المتزايد للولايات المتحدة فى نظام صدام حسين, و التي تمت بلورتها بعد ذلك فى الحرب عام 1991 و 2003 بالإضافة الى الغاراة الجوية, عاصفة الصحراء, التى نفذتها الولايات المتحدة فى العراق فى الفترة بين أغسطس و سبتمبر 1996 .
فى اعقاب أحداث 11 سبتمبر 2001 رأى بعض أعضاء إدارة "بوش", منهم وزير الدفاع "دونالد رامسفيلد" و مساعده "بول وولفوتز" شن حرب ضد العراق, ومع إنعدام الصلة بين هجمات 11 سبتمبر والنظام العراقى يظهر أن غزو العراق جاء لدوافع جيوسياسية.
وبإلقاء نظرة موضوعية على خطوة الغزو نجد انها كانت خطوة لضمان استمرار الهيمنة الامريكية على منطقة الشرق الأوسط, كما جاء على لسان المحلل السياسي المختص بشئون الشرق الأوسط "فيليس بينيس" فى تقرير كتبه بمجلة "فورين بوليسي" الأمريكية.
أما "زبيغنيوبريجنسكي" فقد قال: "توسيع السيطرة الامريكية على الشرق الأوسط , بالإعتماد على المركزية فى السياسة الخارجية التى كان يتبعها بوش, إقتضي أعادة رسم خريطة الشرق الاوسط, و من هذا المنظور فإنه يفترض سيطرة الولايات المتحدة على العراق".
الفوضى الخلاقة:
بالنسبة للأستاذة "ميريان بن رعد" أستاذ العلوم السيسية ومؤلفة كتاب "العراق, ثأر التاريخ من الإحتلال الأجنبي للدولة الإسلامية", فرأت أن الولايات المتحدة إعتمدت مبدأ الفوضى الخلاقة التى تولدت عن سياسية الحرب الدائمة كسمة مركزية فى الحرب على العراق.
المحافظون الجدد، الذين يقبلون على تولي أطروحة هنتنغتون حول "صدام الحضارات" وفوكوياما عن "نهاية التاريخ"، والاعتماد على الإطاحة بنظام صدام حسين من أجل انتصار الديمقراطية فى الخطة السياسية و إقتصاد السوق الحر.
وتقول "مريم بن رعد": «من قلب سياسة الصدمة التى تم تطبيقها على العالم العربي تظهر مركزية النزاع العربي الإسرائيلي. بعد فشل عملية أوسلو بين الفلسطينيين و الإسرائيليين, يرى المحافظون الجدد أن هناك حاجة لتحويل منطقة الشرق الأوسط, و نقطة البداية لتحوله هى العراق. و بنظرة مستوحاه من الإتحاد السوفيتي السابق إدعو أن الديموقراطية الجديدة فى العراق سوف تنتشر فى جميع أنحاء العالم العربي, كمنطقة أخيرة تبدي مقاومة".
وكانت الخطة الثالثة لواشنطن هى تعزيز نفوذ معارضى نظام صدام حسين من الطائفة الشيعية, كوسيلة لقلب موازين القوى على غرار الثورة فى إيران. و كانت التوقعات الأمريكية تدور حول أن تدعيم نفوذ شيعة العراق لصالح واشنطن سوف يضعف حتما النظام فى طهران ويهدد بقاؤه «هذه الرؤية الأمريكية كان لها نتائج كارثية فى زرع بذور عنف لا نهاية لها. و الأمريكيون مسئولون عن زعزعة الإستقرار فى العالم العربي التى بدأت بالعراق وإنتهت مؤخرا بالعودة الى قوى الإستبداد فى شكلها الجامح» بحسب الباحثة.
الإجابة القوية:
فى البداية دعمت الولايات المتحدة حكومة نوري المالكي وسياسياته فى تهميش سنة العراق. فقد كانت النظرية التى دعمها المحافظين الجدد فى الأصل هى نظرية الصلة بين بن لادن و صدام حسين, فكانت إستراتيجيتهم إضعاف المكون السنى الذى يجسد بالنسبة لهم الإرهاب و الإستبداد.
وتشرح مريم بن رعد دور المعارضة الشيعية فى عملية تهميش السنة قائلة: «فى البداية كان السنة هم دعاة القومية العراقية وذلك مع إستيعاب النظام البعثي للسنة, إلا ان هذا الموقف تحطم تماما فى الفلوجة عام 2004, كان يجب ان يكون هناك رد قوى, و تمثيل حكومى سنى عادل».
و بعد قدوم نوري المالكي الى السلطة , و ظهر منذ بداية توليه كرئيس وزراء ضعيف و تقول "بن رعد": «لكن الأمريكين لن يدركوا إلا أنه خيار إستراتيجي, وسوف يتبنى نهج خصمه السابق صدام حسين منطق المستبدين و يشن حملة واسعة ضد السنة الذين طالبوا سلميا بإجراء أصلاحات سياسية ».
هذه السياسية هى التى مهدت الطريق لظهور تنظيم الدولة الإسلامية, و بحسب "مريم بن رعد" فإن سوريا وفرت موارد إضافية للنخبة العراقية من القادة البعثيين القدامى الذين شكلوا و قادوا تنظيم الدولة الإسلامية.
ما هو الحل اليوم؟:
بالرغم من التغيرات التى حدثت على الساحة الدولية إلا ان الفراغ الإستراتيجي الحاصل بعد إنسحاب الأمريكيين ساهم فى الحفاظ على ديناميات النزاع التى حدثت منذ بداية التدخل الاميركي فى العراق.
في سياق آخر، حيث تطورت العلاقة بين القوى العالمية، لم يعد بإمكان الولايات المتحدة إدارة سياسة أحادية الجانب وفقا لمبادئها ومصالحها الخاصة. نهاية الحرب فى العراق وسوريا لا يمكن أن تحدث إلا عن طريق التعاون بين القوى الإقليمية المتعارضة, ترى "مريم بن رعد" أن: «مع وجود الدول المجاورة المتورطة فى سوريا والعراق فى حروب بالوكالة لتفضيلها نظام بعينه يصعب الوصول الى حل, الحل فى ان نساعد هذه الدول بشكل مباشر على التعافى والوقوف على هامش التدخل الإقليمي قدر الإمكان».
..
أضف تعليق
|
|
|
|
|