عرض مشاركة واحدة
  مشاركة رقم : 4  
قديم 03-03-2022
AL-ATHRAM


رقم العضوية : 734
تاريخ التسجيل : Jun 2020
الدولة : الكويت
المشاركات : 58
بمعدل : 0.04 يوميا
معدل تقييم المستوى : 4
المستوى : AL-ATHRAM نشيط

AL-ATHRAM غير متواجد حالياً عرض البوم صور AL-ATHRAM



كاتب الموضوع : AL-ATHRAM المنتدى : قسم الأخبار الإجتماعية
افتراضي رد: أمٌ قتلت إبنها بمشاركة إبتنها ودفنوه في البيت ...

قصةٌ اخرى ..

شابٌ في مقتبل العمر يُكوّن أسرته ... من اسرةٍ كريمة .. زوجته ذات دين .. رزقه الله بنتاً وولدا .. يعملُ في شركة الطيران .. وسافر مرة كعادة الموظفين ، فنزل في احدى الدول والتقى بفتاة .. اعطته مسحوقا أبيض ، وقالت له : شمه مرةً واحدة يجعلك تطير كالفراشة ..

ولم يعلم المسكين ما حقيقة هذا المسحوق الذي سيسحق دينهُ وأسرته وايمانه وحياته ومستقبله ... وشمهُ .. يقولُ المدمن لا أدري أكنتُ فراشةً او حماراً .. إلا انه سقط طريح الفراش في نومٍ عميق .. أيام مستمرة .. ثم افاق واذا موعد الطائرة على الاقلاع ، فهب يجري وما أن وصل الا وارتمى على مقعدها لا يدري من حوله ..

فجاءه قائد الطائرة ينظر اليه مليا .. قال مالك ؟ مالذي حدث ؟ قال نعسان .. اريد ان أنام .. فتفحص فيه .. قال انت مدمن ! وعلامة الادمان من الهيروين تأتي من الجرعة الاولى .. والشمة الاولى .. الخطأ الذي لا يتكرر .. ولما ان وصل ومعه المسحوق الذي اخذه من الفتاة .. لو أنه رماه من الشباك لنجى .. لكنه أحس ان اعصاراً والآم في مفاصله وكبتاً .. وحزناً .. وهماً .. وضيقاً .. يقول له انتحر .. اقتل نفسك .. ..

ففتح الصرة ثم أخذ من هذا المسحوق فسكن .. ثم جاءت دواعيه للمرة الثالثة .. انتهى المسحوق فطار من بلده يبحث عن تلك الفتاة كالمجنون .. لكنه لم يجدها فعاد إلى بلده وأخذ يتحسس عن أوكار المخدرات ... فوصل واشترى منهم .. وما أن وصل الى البيت الا وأخوه الضابط وأخوه الطبيب وزوجته بانتظاره ... حيثُ ان رجال الأمن التقطوا رقم سيارته وهو يأخذ الهيروين من تاجر المخدرات ..

قالوا وحيك هذا رقم سيارتك .. هل أعطيته أحد ؟ قال : لا . فتشوا جيوبه واذا المخدرات في جيبه .. ظل يتعاطاها حتى نفذت أموالهُ .. وفرت زوجته الى بيت أبيها أخذت اطفالها لتنقذهم ... تبرأت منه أسرته .. وطُرد من شركة الطيران .. وظل في الشوارع .. شاحب الوجه .. حافي القدمين .. مُلوث البدن .. لا يعرف الذكر ولا الصلاة .. يمدُ يديّه عند اشارات المرور ، يتسول الناس فيجمع الدراهم ليشتري المخدرات .. وعرفهُ بعض الموظفين في شركة الطيران .. وقالوا : هذا أنت ؟!

قال نعم . اني أتسول لأشتري المخدرات .. أذهب الى حارس العمارة .. وكم تصدقتُ عليه ، والآن أساله فلساً واحداً لا يعطيني ...

يبكي يتحسر.. فلما رأى ان كل شيىء يحاربه أين ذهب ؟ ذهب بعيداً عن مظاهر المدنيّه والحضارة والزحمة والزخم .. عن هذا الزيف والصراخ والضجيج الزائف الذي يعيشهُ الناس اليوم ...

ذهب الى مكان يسمى " الوادي الجميل " فيه زروع وفيه مياه .. وفيه فلاحون .. وفيه أُناس طيّبون .. فيه مآذن تنادي حيّ على الصلاة .. فلما دخل تلك الاماكن ... لم يجد مكان يأويه الا بيت الله ... دخل المسجد وما يدري ماذا يفعل ! فألقى بنفسه على المصحف وفتحه .. وأخذ يقرأ ما فيه ..

فنظر إليه شابٌ مهندس زراعي اقترب منه .. قال هل تشتغل عندي ؟ قال نعم وفّر لي مكان أنام فيه وخبزاً أكله وأعمل لك بالمجان .. أخذه الى ارضه وأخذ يحرث ويزرع واذا جاءته النوبه وحاجة الجسم الى المخدر سقط على الارض يتلوّى يجره المهندس الى غرفته ويغلق الدار عليه ..

وفي مرةٍ جاء الطبيب فاذا الحمة تنفظه ثلاثة أيام .. والعرق يتصبب .. ويرى في منامه أشباحاً ووحوشاً لها ثلاثة رؤوس .. يرى الجن .. ويرى العفاريت .. يرى في جسمه مخلوقاً يريد يمزق أنياقه وعروقه .. ويقبض بمقبضٍ من حديد على قلبه .. ما هذا الذي يعيشُ في بدني وجسمي .. لا يدري ..

وبعد أيامٌ طوال من العذاب والمعاناة .. فتح كتاب الله في لحظة افاقة .. فاذا هو على آية ( وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ {68} )

فأعاد القراءة مرة ثانية (وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ {68} ثُمَّ كُلِي مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلاً يَخْرُجُ مِن بُطُونِهَا شَرَابٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاء لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ {69} )

وأوقفته كلمة شِفاء .. ليس دواء .. شِفاء مضمون مئة بالمئة .. لم يقل الله سبحانه دواء ! صاحب المخدرات يأخذُ دواءه من الصيدلية فيزّداد ادماناً .. القرآن يقول شِفاء .. إلتفت حوله فرأى مائدة الافطار أحضرها زميله فيها عسل فلعطه وشرب الماء ثم سقط نائماً .. فلما أفاق في اليوم الثاني وجد العسل .. قال أحضرلي منه كثراً ... فلعطه وشرب الماء ثم عاد فنام ..

وبعد ثلاثة أيام أحس بقوةٍ عجيبةٍ تسري في جسمه .. توضىء .. ذهب يصلي لكنه يقول ما أدري أهي ظهر أم مغرب أم عصر أم عشاء .. عقلهُ لا يعرف الأوقات .. .. فأحضر له صاحبه عسل ملكة النحل فشربهُ وخلال أسابيع واذا الحياة تسري به .. حياة القرآن وشفاء العسل ولزوم بيت الله .. والطاعة والصلاة .. واذا به يعود قوياً فَتياً مؤمناً ..

محافظ المنطقة أعطاه عشرة فدادين .. زرعها .. فرزقهُ الله بحسن نيته .. وأخذ المال وعاد يبحث .. ما مصير زوجتي وبُنيّتي وولدي .. ظن أنها تزوجت غيره أو طلبت الطلاق .. لكن كما يقول صلى الله عليه وسلم ( فاظفر بذات الدين تربت يداك ) .

عاد اليها واذا هي في بيت ابيها صابرة محتسبه .. تنتظر انتصار أيمانه على نفسهِ والهوى .. واذا به يعود اليها ويلتزم ابنته وطفلهُ ويأخذها الى بيته الصغير المتواضع في " الوادي الجميل " .. ويعود يصلي وأياها في اسرةٍ طيبة .. أنجاه الله بالقرآن والايمان والصلاة ..

أخوكم : الاثرم



رد مع اقتباس