عرض مشاركة واحدة
  مشاركة رقم : 6  
قديم 07-14-2021
AL-ATHRAM


رقم العضوية : 734
تاريخ التسجيل : Jun 2020
الدولة : الكويت
المشاركات : 58
بمعدل : 0.04 يوميا
معدل تقييم المستوى : 4
المستوى : AL-ATHRAM نشيط

AL-ATHRAM غير متواجد حالياً عرض البوم صور AL-ATHRAM



كاتب الموضوع : AL-ATHRAM المنتدى : الحوار مع الشيعة
افتراضي رد: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لعبة الأسماء

كنَّا نشاهد معاً برنامجاً وثائقياً عن الهند أنا وأحد الإخوة المصريين وهو من أسرة صوفية لكنه صاحب فكر متحرر من خزعبلات الصوفية ، وكان من ضمن المشاهد:

مجموعة من البوذيين ينام أحدهم على المسامير ، وآخر يمشي على الجمر ، وثالث يغرز سكيناً في رأسه .. ومثل ذلك ..

فقال لي الأخ: هذه الخدع هي صورة طبق الأصل من خدع الصوفيين الذين يدعون الكرامات في مصر ..

وأضاف ساخرا:ً حري بكل صوفي أن يتفرج على كرامات أوليائه الصالحين وهي تحدث لهؤلاء الكفار وعبدة الأصنام.

كلمة أصنام أخذتني بعيداً .. فتذكرت قصة ظهور الأصنام في الجزيرة العربية .. وكيف أن صنم اللات نسبة لرجل صالح كان يلت السويق فلما مات حزن عليه الناس وأقاموا له صنماً للذكرى ثم عبد الصنم من دون الله
.
تخيلت أن هناك صنماً تجمع حوله مئات الناس يطلبون الرزق والشفاء بكل خضوع وخشوع .. وفجأة أخذ الشيطان هذا الصنم من بينهم ووضع بدلا منه شجرة .. ومازال الناس في مكانهم يطلبون الرزق !


ثم اختفت الشجرة وظهرت مكانها نار ، ومازال الناس حولها عاكفين !

ثم اختفت النار وظهر قبر، ومازال الناس يطلبون الرزق ويتبركون به ليقربهم إلى الله زلفى !


ما الفرق بين كل هذه المتغيرات إذا كان الفعل واحداً ؟!

ما الفرق بين أن يكون في المنتصف صنم أو شجرة أو نار أو قبر أو أي شيء آخر إذا كان العمل واحد اً.. دعاء غير الله وطلب الحاجات ممن سواه؟!




عجبت من مكر الشيطان وكيفية استبداله للأشياء وتغييره المسميات عبر التاريخ كي يحقق هدفه ؛ وكأن الشيطان يريد أن يقول للبشرية المخدوعة:

من لم يطف باللات طاف بغيره .... تعددت الأسماء والشرك واحد


إن تسمية الخمر بغير اسمها لا يجعلها حلالاً .. فتسميتها مشروبات روحية أو منشطات ذهنية أو أي اسم آخر لا يلغي حكم الإسلام فيها .. كذلك اختراع أو اكتشاف أنواع جديدة مشابهة للخمر من حيث التأثير لا يجعلها حلالاً !


فإن الخمر محرمة ليس لأن اسمها خمر .. بل لأنها تذهب العقل .. فأي شيء يذهب العقل فهو حرام بغض النظر عن ما يسميه الناس ..
.
المخدرات والحشيش والأفيون حتى شم الغراء محرم .. لأنه يذهب العقل مثل الخمر ..

كذلك دعاء الأصنام شرك ليس لأن اسمها أصنام أو غير ذلك بل لأنه صرف عبادة لغير الله .. فلا فرق بين دعاء صنم أو شمس أو ملائكة أو أضرحة كل هذا صرف عبادة لغير الله بغض النظر عن الأسماء.


هل بُعِثَ النبي صلى الله عليه وسلم ليبين لنا أن طلب الرزق والشفاء يجوز من الأئمة أم أنه بعث ليصرف العبادة لله وحده ؟!



تأمل قول نبي الله إبراهيم عليه الصلاة والسلام كما ذكر لنا القرآن :

" وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ "

وقال تعالى :

" وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَا يَخْلُقُونَ شَئًيْا وَهُمْ يُخْلَقُونَ . أموات غير أحياء وما يشعرون أيان يبعثون . " ( سورة النحل 20 – 21 ).

أموات غير أحياء .. إذا لم تكن هذه الآية تتحدث عن دعاء الأموات من دون الله فعن ماذا تتحدث ؟!


قد يقول قائل :

إن الأئمة شهداء ، والشهداء أحياء عند ربهم كما قال تعالى:

" ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون .. ثم كل من يستشهد بالآية لا يكملها بل يقف عند :

" أمواتا "

فلو تأمل كل من استشهد بالآية بقيتها وهي :

" بل أحياء عند ربهم يرزقون "


فقال: يُرزقون لا يَرزُقون ..


يجري الله عليهم رزقهم لا أن يرزقوا هم الناس .. أقول: لو تأمل هذه الآية لما استشهد بها على جواز طلب الرزق من الأموات ..


قال الإمام عليه السلام في الحديث الذي تقدم:

( فوالله ما نحن إلا عبيد الذي خلقنا ، ما نقدر على ضر ولا نفع، إن رحمنا فبرحمته ، وإن عذبنا فبذنوبنا، والله ما لنا على الله من حجة، ولا معنا من الله براءة ، وإنا لميتون ، ومقبورون ، ومنشرون ومبعوثون وموقوفون ومسئولون ، ويلهم ما لهم لعنهم الله !

فلقد آذوا الله وآذوا رسوله في قبره وأمير المؤمنين وفاطمة والحسن والحسين وعلي بن الحسين ومحمد بن علي ). (رجال الكشي 2\491 ) بحار الأنوار للمجلسي ( 25\289 ).



والنبي صلى الله عليه وسلم لم يقم أضرحة ولا قباباً على قبر ابن عمه جعفر أو عمه حمزة ، ولم يبن أمير المؤمنين في خلافته ضريحاً على قبر النبي صلى الله عليه وسلم ولم يفعل ذلك الأئمة .. بل إن النبي صلى الله عليه وسلم لعن من فعل ذلك، روى الشيخ الصدوق والشيخ الحر العاملي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :


" لَا تَتَّخِذُوا قَبِْري قِبْلَةً وََلا مَسِْجدًا فَإنَِّ الله عزل وجل لََعنَ الْيَهُوَد حَيْثُ اتََّخذُوا قُبُورَ أَنْبيَِائِهِمْ مَسَاجِدَ " . ( علل الشرائع للصدوق 2\358 ) ، وسائل الشيعة للحر العاملي ( 3\235 ) .




رد مع اقتباس