عرض مشاركة واحدة
  مشاركة رقم : 5  
قديم 08-11-2020
محمد فرج الأصفر
الصورة الرمزية محمد فرج الأصفر


رقم العضوية : 4
تاريخ التسجيل : Jul 2014
المشاركات : 2,043
بمعدل : 0.57 يوميا
معدل تقييم المستوى : 12
المستوى : محمد فرج الأصفر نشيط

محمد فرج الأصفر غير متواجد حالياً عرض البوم صور محمد فرج الأصفر



كاتب الموضوع : مهاجر في سبيل الله المنتدى : التوحيد والعقيدة الإسلامية
افتراضي رد: هل عدم التسليم لله ناقض من نواقض الإسلام

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أما عن مسألة التسليم
قال الإمام الطحاوي رحمه الله : " ولا تثبت قدم الإسلام إلا على ظهر التسليم والاستسلام " انتهى من " شرح الطحاوية " (1/ 231).

يقول الشيخ " البراك " في شرح " الطحاوية " (128) بتصرف يسير: " فلا يستقر إسلام العبد، وتحصل له الطمأنينة ؛ إلا إذا ثبتت تلك القدم على ظهر التسليم.

والاستسلام، والتسليم معناهما متقارب، قال تعالى: ( وَمَنْ يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ ) [لقمان: 22].

الإسلام: الاستسلام والانقياد، وهذا يقتضي عدم المنازعة؛ لأن من ينازع ، لم يستسلم ..

والتسليم أصل مهم، فإذا أصَّلت أصل الدين: الإيمان بالله ورسوله وكتابه.

والإيمان بالله: يتضمن أنه تعالى هو الإله الحق الذي لا يستحق العبادة سواه، وأنه تعالى رب كل شيء ومليكه، وأنه سبحانه وتعالى موصوف بالكمال ، منزه عن النقص؛ فلا ظلم ولا عبث في خلقه وشرعه وقدره؛ بل هو تعالى حكيم في ذلك كله.

إذا حققت هذا؛ فكل ما يرد عليك ، عن الله تعالى ، وعن رسوله - صلى الله عليه وسلم - فلا بد أن يقوم على التسليم؛ لأن المعارضة والمنازعة ما تجيء إلا من ضعف الإيمان بعدل الرب، ومن ضعف الإيمان بحكمة الرب.

وكل ما يعارض الحق فهو باطل؛ لكن تارة تكون المعارضة وقحة صريحة، كما يفعل الكفرة أو الذين قد تزلزل إيمانهم، أو كاد أن يزول، فهؤلاء يتكلمون بالمعارضات في شرع الله وقدره، وأحيانًا لا يتكلم بها لكن تكون في النفس.

والمسلم يجب عليه أن يدفع كل المعارضات التي تخطر بباله، أو يسمعها على ألسن الشياطين، أو ألسن الجاهلين، يدفع ذلك بالإيمان بأن الله تعالى حكم عدل، حكيم عليم.

وهذا لا يقتضي أن الشرع مخالف للعقل؛ بل العقل الصريح لا يناقض النقل الصحيح؛ لكن العقل مع النقل له طاقة ، وله حدود، فلا يمكن لعقل الإنسان أن يدرك ويحيط بكل شيء؛ بل له حدود يقف عندها؛ لأن الإنسان ناقص، فلا يمكن أن كل سؤال تجيب عليه، أو يجاب عليه، فلا بد من أن تقول: الله أعلم، الله حكيم عليم.

فإذا سلم الإنسان : استراح كثيرا ، وأراح.

وما يرد عليك من المعارضات:

إما أن تدفعه بالبينات والحجج الكاشفة لزيف تلك الشبهات الواردة.

وإن لم يتهيأ ذلك ، لقلة العلم : فادفعه بهذا الأصل [ التسليم] ، وقل: آمنت بالله ورسوله، فإن الشيطان يلقي الوساوس في النفوس..".

وللحديث بقية

رد مع اقتباس