عرض مشاركة واحدة
  مشاركة رقم : 14  
قديم 08-13-2020
AL-ATHRAM


رقم العضوية : 734
تاريخ التسجيل : Jun 2020
الدولة : الكويت
المشاركات : 58
بمعدل : 0.04 يوميا
معدل تقييم المستوى : 4
المستوى : AL-ATHRAM نشيط

AL-ATHRAM غير متواجد حالياً عرض البوم صور AL-ATHRAM



كاتب الموضوع : AL-ATHRAM المنتدى : الرد على إفتراءات النصارى
افتراضي رد: تناقض الكتاب المقدس وإبطال عقيدة الصلب

بسم الله الرحمن الرحيم


انا هنا تجاهلت سؤاله لأني أعلم إلى أي سيجرني ...


أخي العزيز ...

قد لفتنا الله سبحانه وتعالى من قبل إلى أن عملية ميلاد المسيح .. تم استقبالها من بني إسرائيل بضجة ، فعلى رغم علمهم خبر مجيء المسيح بالميلاد من غير أب ، وعلى رغم أنهم علموا بناتهم الاستشراف أن يكون لأية واحدة منهن شرف حمل المسيح ، وعلى رغم ذلك قالوا البهتان في مريم التي اصطفاها الله . وكذلك كان لمسألة الوفاة ضجة .

واقتران الضجتين : ضجة الميلاد وضجة الوفاة في رسالة السيد المسيح يدلنا على أن العقل يجب أن تكون له وحدة تفسيرية .. فساعة يتكلم العقل عن قضية الميلاد بالنسبة لعيسى ابن مريم لا بد أن يستشعر الإنسان أن الأمر قد جاء على غير سنة موجودة .. وساعة يبلغنا الله أن بني إسرائيل بيتوا النية لقتل عيسى ابن مريم ، وان الله رفعه إليه تكون المسألة قد جاءت أيضاً بقضية مخالفة ، ولا بد أن نصدق ما بلغنا الله به .. وأن يتذكر العقل أن الميلاد كان مخالفاً ، فلماذا لا تكون النهاية مخالفة أيضاً.

وكما صدقنا أن عيسى ابن مريم جاء من غير أب ، لا بد أن نصدق أن الله قد رفعه في النهاية وأخذه ، فهذا الأمر موجود أيضاً في الكتاب المقدس وسأذكره ان شاء الله لك فيما بعد ... فلم يكن الميلاد في حدود تصور العقل لولا بلاغ الله لنا ، وكذلك الوفاة لا بد أن تكون مقبولة في حدود بلاغ الله لنا .. والميلاد والنهاية بالنسبة لعيسى ابن مريم كل منهما عجيبة .

وإن فهمنا العجيبة الأولى في الميلاد فنحن نعتبرها تمهيداً إلى أن عيسى ابن مريم دخل الوجود ودخل الحياة بأمر عجيب ، فلماذا لا يخرج منها بأمر عجيب ؟ وإن حدثنا الله سبحانه وتعالى أن عيسى ابن مريم خرج من الحياة بأمر عجيب لا نستعجب ذلك ... لأن من بدأ بعجيب لا عجب أن ينتهي بعجيب .

وسبحانه وتعالى حكم وقال: " وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم "

إن قول الله عز وجل ( ولكن شبه لهم ) يدلنا على عدم تثبت القتلة من شخصية القتيل ، وهذا أمر متوقع في مسألة مثل هذه ... حيث يمكن أن تختلط الأمور . وكما ذكرت لكم سابقاً ..

إننا في حياتنا اليومية نرى أن حادثة يمكن أن تحدث في وجود أعداد كبيرة من البشر وهم ينظرون إليها ، ومع ذلك تقع الحادثة ، وتختلف الروايات ، وقد تكون الحادثة مصورة ومسجلة ، ورغم ذلك تختلف الروايات ، فما بالنا بوجود حادثة مثل هذه ، في زمن قديم لا توجد كل الاحتياطات التي نراها في زماننا ؟! كان لا بد أن تضطرب الآراء والروايات في تلك الحادثة .. ولكن يكفينا ان الله عز وجل قال :

" وما قتلوه وما صلبوه "

وقرأننا الذي نزل على رسولنا صلى الله عليه وسلم قال : " وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم " . وقال الحق لنا : إنه رفع عيسى إليه وانتهت المسألة بالنسبة لنا . لأننا كمؤمنين لا نأخذ الجزئيات الدينية أولاً. نحن نؤمن أولاً بمُنزَّل هذه الجزئيات ونصدق من بعد ذلك كل ما جاء منه سبحانه وهو قال ذلك فأمنا به وانتهت المسألة .

إذن فحين قال بنو إسرائيل : إنهم قتلوا عيسى ابن مريم كذبهم الله وقال : ( وما قتلوه وما صلبوه ) ورفعه الله إليه كاملاُ ..

وسبحانه وتعالى يقول: " وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم وإن الذين اختلفوا فيه لفي شك منه ما لهم به من علم إلا اتباع الظن وما تقلوه يقيناً "

ويوضح الله سبحانه وتعالى : لم يتيقنوا أنهم قتلوا عيسى ابن مريم ، لكنهم شكوا فيمن قتل ، فلم يعرف المتربصون لقتله .. أقتلوا عيسى أو الشخص الذي ألقى الله عليه شبه عيسى .

والله سبحانه وتعالى جاء هنا بنسبتين متقابلتين ، فبعد أن نفى سبحانه نبأ مقتل عيسى ابن مريم عليه الصلاة والسلام قال:

" وان الذين اختلفوا فيه لفي شك منه ما لهم به من علم إلا ابتاع الظن " .

والنسبة الأولى المذكورة هنا هي الشك ، وهو نسبة يتساوى فيها الأمران . والنسبة الثانية هي اتبعاهم للظن ، وهو نسبة راجحة . لقد بدأ الأمر بالنسبة إليهم شكاً ثم انقلب ظناً .

وينهي الله سبحانه ذلك بعلم يقيني (( وما قتلوه يقيناً )) وسبحانه ينفي بذلك أنهم قتلوه يقيناً ، واليقين كما نعلم هو الأمر الثابت المعقود في الواقع والأعماق بحيث لا يطفو إلى الذهن ليناقش من جديد أو يتغير .. وله مراحل ....

وهنا فرق بين أن نؤمن بالأشياء متعقلة وبين أن نؤمن بها متصورة . فالمطلوب منك أن تتعقل الأشياء لأن التعقل يعطي الإيمان .. والإيمان لا يكون بالمحسوس أبداً ..

الإيمان يكون بأمر غيبي ، ويتطلب توفر اليقين .. لكن اليقين له مراحل :

- اليقين يكون علماً مرة .. ونسميه علم يقين ...
- ومرة أخرى نسميه عين يقين حين ينتقل إلى شيىء ما .
- ومرة ثالثة : لا يكون عين يقين لكنه يصبح حقيقة يقين ..

أي ان اليقين الإيماني يمر بثلاث مراحل : علما وعينا وحقيقة .

ولتفسير ذلك يا اخي العزيز ... نضرب مثلا :

ان كنت أنا قد سافرت إلى اندونيسيا ثم عدت إلى طلابي وقلت لهم هبوا أنني قلت لكم انني رأيت فاكهة في أندونيسيا حجمها في حجم البطيخ .. ولونها لون البرتقال ، وطعمها طعم الموز .. ورائحتها رائحة التفاح .. فباعتباري أستاذا لهم فسيصدقونني وعندئذ يقال انني نقلت لهم صورة علمية . حيث يصبح عندهم علم يقين على مقدار توثيق كلامي .

ثم ندخل مرحلة أخرى .. اذا أحضرت للطلاب نفس الفاكهة ووضعتها أمامهم .. في هذه الحالة ننتقل من علم اليقين إلى عين اليقين .. ثم مرحلة ثالثة : اذا أحضرت سكينا وشققتها وأعطيت لكل طالب قطعة .. نصبح هنا في مرحلة (( حقيقة يقين )) بالنسبة للطلاب .. أي أن حقيقة اليقين هي أعلى مستوى في اليقين .

والله سبحانه وتعالى حين أراد أن يعطي لنا هذه المراحل اليقينية قال في محكم آيته في سورة التكاثر :

" بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ {1} حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ {2} كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ {3} ثُمَّ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ {4} كَلَّا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ {5} لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ {6} ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَيْنَ الْيَقِينِ {7} ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ {8} ).

فجاء ( علم اليقين ) أولا ثم انتقلت الآيات إلى ( عين اليقين ) وفي هذه السورة اقتصر الأمر على هاتين المرحلتين .. علم اليقين ، وعين اليقين ولكن في سورة أخرى تتضح (( حقيقة اليقين )) يقول الله في سورة الواقعة ( فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ {75} وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَّوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ {76} إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ {77} فِي كِتَابٍ مَّكْنُونٍ {78} لَّا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ {79} تَنزِيلٌ مِّن رَّبِّ الْعَالَمِينَ {80}) .

ثم يقول :

( أَفَبِهَذَا الْحَدِيثِ أَنتُم مُّدْهِنُونَ {81} وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ {82} فَلَوْلَا إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ {83} وَأَنتُمْ حِينَئِذٍ تَنظُرُونَ {84} وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنكُمْ وَلَكِن لَّا تُبْصِرُونَ {85} فَلَوْلَا إِن كُنتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ {86} تَرْجِعُونَهَا إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ {87} فَأَمَّا إِن كَانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ {88} فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّةُ نَعِيمٍ {89} وَأَمَّا إِن كَانَ مِنَ أَصْحَابِ الْيَمِينِ {90} فَسَلَامٌ لَّكَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ {91} وَأَمَّا إِن كَانَ مِنَ الْمُكَذِّبِينَ الضَّالِّينَ {92} فَنُزُلٌ مِّنْ حَمِيمٍ {93} وَتَصْلِيَةُ جَحِيمٍ {94} إِنَّ هَذَا لَهُوَ حَقُّ الْيَقِينِ {95} .

وهنا لا محل للجدل .. (( إن هذا لهو حق اليقين )) .. وعندئذ قد تتسائل لماذا ذكر الله سبحانه وتعالى (( حق اليقين )) في مسألة الكفار ولم يقلها في مسألة أهل الجنة ؟ ..

فنقول إن السبب أن أهل الجنة مكتفون من الله بعلم اليقين أما الكفار فهم الذين يتشككون إلى إن يأتي لهم حق اليقين ويصطلوها _ أي النار .

اخي العزيز ..

المسألة ليست انتصاراً لنا في الدنيا على فريق يقول كذا ... وليست انتصاراً لفريق من أهل الدنيا علينا يقول كذا .. وإنما هي مسألة لها عاقبة تأتي في الآخرة ،. فمن المهم أن نُصفِّيها تصفيةً تُصحِّحُها ، وتُظْهِرَ الحق فيها ، حتى لا يُظْلَم أحدٌ.

سيدنا عيسى عليه الصلاة والسلام جاء على دين بني إسرائيل وقد حرفه اليهود تحريفاُ ينحاز إلى الأمور المادية الصرفة ( كما بينت وسأبينه لك لاحقاً ) ، ويكاد يطغى على عقل اليهود وإيمانهم ويهينهم في قضية الغيبيات .. فهم ماديون لدرجة أنهم قالوا لموسى عليه السلام ( لن نُّؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللهَ جَهْرَةً ) البقرة آية رقم 55


وللحديث بقية ..


اخوك .... الاثرم


رد مع اقتباس