نحمدك اللهم على ما أنعمت به علينا من بعثة هذا النبي الأمي الخاتم، الرؤوف الرحيم، قال تعالى: (لقد جَاءكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ * فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقُلْ حَسْبِيَ اللّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ) التوبة: 128.
فاللهم إنا نشهد أنه أدى الأمانة، وبلغ الرسالة، وقام في أمته أصدق قيام، فتركنا على طريق سويً، ومحجة بيضاء، وصراط مستقيم، فاجزه اللهم خير ما جزيت نبياً عن أمته ورسولا عن دعوته ورسالته .
أما بعـــــــد
إن هذا المقال ليس موجه إلى أولياء الأمور وحكام المسلمين، فنعلم حالهم، وما يشغل بالهم وهمهم هو حفظ عروشهم، ولا يعنيهم هذا الدين ونصرة سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم بشئ، بل هو موجه إلى أهل الإسلام والسواد الأعظم من المسلمين، والشعوب الأبية الحرة التي توقر رسولها الكريم محمد صلى الله عليه وسلم. فمن واجبات الدين المتحتمات تعزيز نبينا وتوقيره ومحبته وطاعة أمره، بل لا يكمل إيمان المرء حتى يكون هو " أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين ". كما أوجب علينا أيضاً أحكاماً أخرى في عقوبة من سبَه أو أهانه أو استهزأ به، أوخالف أمره، أو ابتدع طريقة غير طريقته، حماية لجنابه الكريم، وتقديساَ لذاته الشريفة، وتنزيها لعرضه النقي، وصيانة لجاهه العلي وحياطة للشريعة التي جاء بها. ومن العجب أن تجد الأن حملة شرسة في دولة (فرنسا الصليبية) ومن كبيرهم رأس الكفر (المخنث اللعين ماكرون) ، الساقط الفاشل بين السياسيين، فلم يجد نصر ولا مفر إلا بمحاربة المسلمين والتهجم على الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم. وما تجرأ هذا الخنزير على التطاول والإساءة إلا عندما رأي (حكام المسلمين) يلهثون وراء اليهود الملاعين (للتطبيع) والتنازل عن هذا الدين ومقدسات المسلمين، فأمن العقوبة واساء الأدب. ولكن عزانا هو في الشعوب التى لا ترضى بالذل والمهانة.
فداك رسول الله صلى الله عليه وسلم
والله لن يستطيع أحد أن ينال من سيد البشر أجمعين وإمام المرسلين ، فالذي خلقه هو الذي حفظه ورفع ذكره وأعلى شأنه فلا يذكر ذاكر اسم الله إلا كان مقرونا باسمه. ولقد شرح الله له صدره، ورفع له ذكره، ووضع عنه وزره ، وأعلى له قدره ، وزكاه في كل شئ
زَكّـاهُ في فُـؤاده فقـال { مَا كَـذَبَ الْفُـؤَادُ مَا رَأَى } النجم:11 وزَكّـاهُ في بَصَـره فقـال { مَا زَاغَ الْبَصَـرُ وَمَا طَغَى } النجم:17 وزَكّـاهُ في صِدْقِـه فقـال ( وَمَا يَنطـِـقُ عَنِ الْهَـوَى ) النجم: 3 وزَكّـاهُ في مُعلمِـه فقـال (عَلَّـمَهُ شَـدِيـدُ الْقُــوَى ) النجم وزَكّـاهُ في صَـدْرِهِ فقـال ( أَلَـمْ نَشْـرَحْ لَكَ صَـدْرَكَ) الشرح:1 وزَكّـاهُ في ذِكــره فقـال ( وَرَفَـعْـنَا لَـكَ ذِكْــرَكَ ) الشرح: 4 وزَكّـاهُ في طُـهـره فقـال ( وَوَضَعـْـنَا عَـنكَ وِزْرَكَ)الشرح وزَكّـــاهُ كُلّـــه فقـال { وَإِنَّـكَ لَعَـلى خُلُـقٍ عَظِيمٍ)القلم: 4.
وأقسم الله به ولم يقسم بنبي غيره، فقال عز وجل:(لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ )الحجر:72
بل إن الله عز وجل قد أخذ العهد والميثاق على جميع الأنبياء والمرسلين من لدن آدم عليه السلام إلى عيسى عليه السلام، أنه إذا ظهر النبي صلى الله عليه وسلم في عهده وبعث أنه سيؤمن به ويتبعه، ولا تمنعه نبوته من أن يتابع نبينا محمداً صلى الله عليه وسلم، وكل نبي أخذ العهد والميثاق على أمته أنه لو بعث محمد بن عبد الله فيهم أن يتابعوه عليه الصلاة والسلام، لا يتبعون نبيهم بل يتبعون محمداً عليه الصلاة والسلام إذا ظهر فيهم.
قال تعالى: (وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ )آل عمران:81 من هو هذا الرسول؟ هو محمد عليه الصلاة والسلام، قال: (قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُوا أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُمْ مِنْ الشَّاهِدِينَ )آل عمران:81
بل جعل الله رسالته عامة لجميع البشر، فقد كان الأنبياء والرسل يبعثون إلى أقوامهم خاصة، كل نبي إلى قومه خاصة
قال تعالى: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيراً وَنَذِيراً)سبأ:28
وقال تعالى: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ ) الأنبياء:107
إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ
فنصرته صلى الله عليه وسلم واجبة على كل أحد كان ما كان في أي مكان وزمان، بل يجب علينا أن نفديه حياً وميتاً بأبئنا وأمهاتنا وأنفسنا وأهلينا وأولادنا وأموالنا.
قد أجمع علماء الإسلام في جميع الأعصار والأمصار على كفر من استهزأ بالله أو رسوله أو كتابه أو شيء من الدين، وأجمعوا على أن من استهزأ بشيء من ذلك وهو مسلم فإنه يكون بذلك كافرا مرتدا عن الإسلام يجب قتله
قال تعالى: (أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ)التوبة: 65ـ66.
قال الإمام أبو بكر ابن المنذر رحمه الله: "أجمع عوام أهل العلم على أن حد من سب النبي صلى الله عليه وسلم القتل، وممن قاله مالك والليث وأحمد وإسحاق، وهو مذهب الشافعي" انتهى
وقال القاضي عياض: "أجمعت الأمة على قتل متنقصه من المسلمين وسابه" انتهى.
وقال محمد بن سحنون من أئمة المالكية: "أجمع العلماء على أن شاتم النبي صلى الله عليه وسلم والمتنقص له كافر، والوعيد جاء عليه بعذاب الله له، وحكمه عند الأمة القتل، ومن شك في كفره وعذابه كفر" انتهى.
قال شيخ الإسلام : بعدما نقل أقوال العلماء في شاتم الرسول صلى الله عليه وسلم ومتنقصه ما نصه: وتحرير القول فيه: (أن الساب إن كان مسلما أنه يكفر ويقتل بغير خلاف، وهو مذهب الأئمة الأربعة وغيرهم، وقال حنبل: سمعت أبا عبد الله يقول: من شتم الرسول صلى الله عليه وسلم أو انتقصه مسلما كان أو كافرا فعليه القتل، وأرى أن يقتل ولا يستتاب) انتهى.
وأخيراً
نسأل الله المنتقم المتكبر الجبار أن ينتقم من كل من يستهزئ برسولنا صلى الله عليه وسلم أو مقدساتنا، ويشفي صدورنا فيه، وينزل عليه سيف عذابه وانتقامه في الدنيا والآخرة، اللهم عليك بما كرون وأرنا فيه عجائب قدرتك، اللهم شل لسانه ويبس أركانه وجمد الدم في عروقه وفقده حواسه، وجعله عبرة للمعتبرين، وأن يطلب الموت فلا يجده، هو ومن خذل هذا الدين ونصرة سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم.
إنك على كل شئ قدير
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
التعديل الأخير تم بواسطة محمد فرج الأصفر ; 10-24-2020 الساعة 08:02 PM.