وعن أوس بن أوس : عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( إِنَّ مِنْ أَفْضَلِ أَيَّامِكُمْ يَوْمَ الْجُمُعَةِ ، فِيهِ خُلِقَ آدَمُ عَلَيْهِ السَّلَام ، وَفِيهِ قُبِضَ ، وَفِيهِ النَّفْخَةُ ، وَفِيهِ الصَّعْقَةُ ، فَأَكْثِرُوا عَلَيَّ مِنْ الصَّلَاةِ فَإِنَّ صَلَاتَكُمْ مَعْرُوضَةٌ عَلَيَّ ، قَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، وَكَيْفَ تُعْرَضُ صَلاتُنَا عَلَيْكَ وَقَدْ أَرَمْتَ -أَيْ يَقُولُونَ قَدْ بَلِيتَ- قَالَ : إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ قَدْ حَرَّمَ عَلَى الأَرْضِ أَنْ تَأْكُلَ أَجْسَادَ الأَنْبِيَاءِ عَلَيْهِمْ السَّلام ) . رواه أبو داود، وصححه ابن القيم في تعليقه على سنن أبي داود . وصححه الألباني في صحيح أبي داود .
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( خَيْرُ يَوْمٍ طَلَعَتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ يَوْمُ الْجُمُعَةِ ، فِيهِ خُلِقَ آدَمُ ، وَفِيهِ أُدْخِلَ الْجَنَّةَ ، وَفِيهِ أُخْرِجَ مِنْهَا ) . رواه مسلم
كما أن يوم الجمعة فيه من الفضائل ما لا تعد ولا تحصى، من صلاة وذكر ودعاء في سائر أوقاته.
قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَىٰ ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ۚ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ)الجمعة: 9.
عن ابن عمر قال: قال الرسول صلى الله عليه وسلم:( أفضل الصلوات عند الله صلاة الصبح يوم الجمعة في جماعة) روان البيهقي وصححه الألباني في صحيح الجامع.
وعن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (الصلاة الخمس، والجمعة إلى الجمعة، كفارة لما بينهن ما لم تغش الكبائر) رواه مسلم
عن أوس بن أوس الثقفي رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:(من غسل يوم الجمعة واغتسل ثم بكر وابتكر ومشى ولم يركب ودنا من الإمام فاستمع ولم يلغ كان له بكل خطوة عمل سنة أجر صيامها وقيامها) حديث صحيح رواه أحمد وأبو داود والترمذي وقال حديث حسن , والنسائي وابن ماجه وابن خزيمة وابن حبان في صحيحهما والحاكم وصححه
وفي هذا الحديث قال بعض الأئمة لم نسمع في الشريعة حديثا صحيحا مشتملا على مثل هذا الثواب .
عن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(ما من مسلم يموت يوم الجمعة أو ليلة الجمعة إلا وقاه الله فتنة القبر) رواه الترمذي وصححه الألباني.
ثانياً
أما بالنسبة لقول الشيخ/ الفوزان حفظه الله فيه نظر وتفصيل، فإذا كان قول القائل: "جمعة مباركة" يقصد بها التهنئة على أنه عيد للمسلمين، فلا يجوز كما قال الشيخ لأن العيد عند المسلمين عبادة لله عز وجل وذكر، وما يرد من تهنئة يجب أن يكون ورد فيها نص قولاً أو فعلاً. روى نبيشة الهذلي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (أيام التشريق أيام أكل وشرب وذكر الله) أخرجه مسلم. أما أن كان من باب "الدعاء" بأن تكون "الجمعة مباركة" لمن أرسل له ، فلا حرج من ذلك، ولا يوجد مانع أو نص يمنع قول في باب "المجاملات" بين الناس، بل هو مستحب للتواصل فيما بينهم، والود والتذكره بفضل هذا اليوم العظيم.
أما قول الشيخ بارك الله فيه، لم يرد عن السلف هذا إن كان الأمر في باب العبادات، أما غير ذلك، فليس كل ما يقال ويفعل الأن قد فعله السلف، والقاعدة الأصولية تقول: " الأصل في الأشياء الأباحة ". قال شيخ الإسلام رحمه الله تعالى : " اعلم أن الأصل في جميع الأعيان الموجودة على اختلاف أصنافها وتباين أوصافها : أن تكون حلالا مطلقا للآدميين ، وأن تكون طاهرة لا يحرم عليهم ملابستها ومباشرتها ، ومماستها ، وهذه كلمة جامعة ، ومقالة عامة ، وقضية فاضلة عظيمة المنفعة ، واسعة البركة ، يفزع إليها حملة الشريعة ، فيما لا يحصى من الأعمال ، وحوادث الناس" انتهى. فلماذا نضيق على الناس، في الأقوال والأفعال التي لم يأتي نص بتحريمها، أو النهي عنها؟!
لا أرى المنع إذا كانت لفظة " جمعة مباركة " من باب " الدعاء " ويقصد بها، بأن يبارك الله عز وجل لمن أرسل له هذه اللفظة في جمعته وماله وأهله ونفسه وعمله.