خرج رجال الشرطة في مسيرة وسط العاصمة الجزائرية، فيما يشبه التمرد، وواصل زملاؤهم في مدينة غرداية جنوبي البلاد احتجاجهم وطالبوا بلقاء وزير الداخلية الطيب بلعيز.
وتظاهر أعوان الشرطة بشكل مفاجئ من ثكنتهم المركزية في منطقة الحميز في الضاحية الشرقية للعاصمة الجزائرية، ومن ثكنة القبة في الضاحية الجنوبية للعاصمة، وتوجهوا إلى مقرّ الحكومة وسط العاصمة الجزائرية، للمطالبة بلقاء رئيس الحكومة عبد المالك سلال.
ورفع أعوان الشرطة شعارات تطالب برفع الأجور والسماح لهم بتأسيس نقابة تمثلهم وتدافع عن مطالبهم، ولم يتوقف الأمر عند العاصمة، ففي مدن البليدة جنوبي العاصمة الجزائرية، وقسنطينة شرقي الجزائر، خرج أعوان الشرطة في تظاهرة رمزية رفعوا خلالها المطالب نفسها.
ولم يكن يخطر ببال أحد في الجزائر أن ينزل أعوان الشرطة إلى الشارع، فهذه هي المرة الأولى التي ينظم فيها رجال الشرطة مسيرة في وسط العاصمة الجزائرية. فقد خرق أعوان الشرطة قرار حظر المسيرات في العاصمة الجاري العمل به منذ يونيو/حزيران 2001، ولم يثنهم تساقط الأمطار الغزيرة عن مواصلة المسيرة إلى وجهتها المحددة.
وفي مدينة غرداية، جنوبي الجزائر، واصل رجال الشرطة احتجاجهم، بعد فشل لقائهم بالمدير العام للأمن الوطني اللواء عبد الغني الهامل، احتجاجاً على مقتل زميل لهم وإصابة ثلاثة منهم، في مواجهات عرقية اندلعت، الأحد الماضي، في بلدتي العطف وبريان بولاية غرداية. ويطالب عناصر الشرطة في غرداية بتوفير الحماية القانونية التي تسمح لهم بأداء عملهم بالشكل المطلوب، ولم يحمل رجال الشرطة خلال المسيرة العصي والأسلحة، في إشارة إلى توقفهم عن العمل، لكنهم أبدوا غضبهم بشكل كبير على القيادة العامة للشرطة.