بسم الله الرحمن الرحيم
الأمومة استعداد بيولوجي ونفسي يسعى إلى استمرار الحياة ويتحقق التعبير عنه بواسطة الحمل والولادة والرعاية للطفل وحبه وحمايته,
ودور الأم أساسي اعترفت به مختلف الحضارات الإنسانية في مختلف المجتمعات باختلاف الأحقاب التاريخية .
بيدا انه في عصرنا الحالي أين تظهر تجليات الأمومة ؟ هل في الإنجاب فقط دون التربية ؟
الحلم بالزواج وإنجاب الأطفال ليس أمر سهلا فالحيوانات تتزاوج وتنجب ولا تنجب إلا حيوانات , نحن اليوم نريد جيلا واعيا متعلما ,قويا إيمانيا وأخلاقيا سلوكيا .
عندما أزور بعض الأسر أرى أما لا تهتم إلا بالمظاهر الزائلة من أكل وشرب ولباس ومسكن والتفاخر بين النساء صديقتها ,فما يجري حولها من أخبار كيفما كانت لا أهمية لها به فقط تريد أكلا وشربا ولباسا وسيارة وما يقع بعيد عنها لا يهمها تحس بالسعادة وتظن أنها اسعد الناس , تجدها أمية وغير أمية فهناك من هن حاصلات على درجات عليا في التعليم لكن انبهارهن بالغرب وتشبهن به جعلهن يهتممن فقط أين سأقضي عطلة هذا الصيف في فرنسا او امريكا او...؟. هذا ما يهمها
و تجد أخرى تربي في ابنتها فقط أن تفكر في الرجل وانه سيأتي رجل ليتزوجك لكن بدون علم ووعي ومعرفة اذكر انه قالت لي إحدى النساء : تزوجت صغيرة جدا لا اعرف شيء حتى شغل البيت وجدت رجلا لا يصلي لا يصوم عالمه كله في المخدرات ظننت ان ذلك عادي جدا أنجبت معه الأولاد.
تتساءل الآن بعد مرور عشرين عاما من زواجها زواجي هذا صحيح ام لا فلم تر زوجها صام رمضان واحد منذ زواجها به ؟ ولم تراه يسجد لله سجدة ؟
برأيكم كيف سيكون هؤلاء الأبناء تربية وسلوكا ؟أما لا تعرف شيء عن الدين والحياة ووجبات الأسرة لم تعرفها هي لأنها لم تتعلمها بل سيقت الى رجل كما تساق البهيمة ولو أنني اعتذر عن هذا المصطلح .
أخرى أخبرتني أنها لم تنجب لأكثر من عشرين سنة وأنها تحلم بان تلدا بنتا فقالت مستطردة أريدا بنتا ولو كانت زانية وفعلا رفعت يدها إلى الله عز وجل( كنا في حفل زفاف وغرفة الضيوف مملوءة عن أخرها بالنساء ), وسالت الله أن يرزقها ابنة قلت لها : اسألي الله الذرية الصالحة, قالت : والله أريدها وان كانت زانية وسكيرة و فعلا بعد مدة أنجبت تلك المرأة بنت ولا اعرف مصيرها لأنها رحلت عن حيينا . هل هذه أم بالله عليكم ؟ الرسول صلى الله عليه وسلم ذكر أن الإنسان ينقطع عمله إلا من ثلاث وذكر الولد الصالح فان لم نترك ذرية صالحة فما الهدف أصلا من الإنجاب .
و أم أخرى عند خروج ابنتها ترى هل ما تلبسه سيكون فاتن حتى تفتن به أكثر الرجال ظنا منها أن بهذا العمل ستتزوج ابنتها إي أمومة هذه ؟
وأخرى دائمة الانشغال عن أبنائها لا تعرف شيئا عنهم .
أين الوعي بأهمية الأسرة وأنها ليست فقط محل قضاء شهوات ونزوات بل هي مؤسسة قائمة بذاتها يجب أن تكون مبنية على أسس متينة حتى تستطيع مواجهة الفتن و اكرهات الحاضر والمستقبل التي تواجهه الأمة الإسلامية.
أتألم عندما أرى أما تربي في ابنتها بل وتضربها إن لم تتعلم شغل البيت وتنسى أن تربيها على الصلاة وحفظ الحقوق والحدود الإسلامية .
أتألم عندما أرى أما تربي في بنتها انك ستكونني زوجة ويجب أن تهتمين بمظهرك ولا تسألها هل اغتسلت من الحيض : أخبرتني إحدى البنات أن أمها لم تتركها يوما تغتسل من الحيض ولم تعرف أن هناك غسل الحيض أصلا أخبرتها والدتها أن الاغتسال للنساء المتزوجات فقط ولا تغتسلن حتى تتزوجين.
مما جعلني اكتب هذا المقال ما رايته وشهادته من سوء تربية كم من أسر ضاعت وتشتت شملها وكم من أسرة ينتظر منها المجتمع بل الأمة الكثير فلا تجد إلا جهلا وانحرافا وسوء أخلاق ويقولون جيل فاسد جيل ضائع جيل عديم التربية لما تحملون الأبناء المسؤولية وهو ليسوا الا نتيجة تربيتكم انتم ونتيجة سوء مخططاتكم وتوجيهاتكم .
ضاعت الأم فضاعت الأجيال من المسئول عن هذا الضياع فالمرأة وان قالو ا نصف المجتمع فهي المجتمع كله هي الأم والبنت والزوجة والأخت .. و ان صلحت صلح المجتمع كله وان فسدت فسد المجتمع كله .