سؤال الفتوى:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
منتشر على الفيس بوك منشور فيه حديث يرويه الشيخ/ عمر عبد الكافي والحديث : سألتِ امرأةٌ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم - وقد كانوا في حالة حرب - قالت له: متى ستنتهي هذه الحرب؟ فقال لها صلى الله عليه وسلم: عندما يمتلئ الوعاء بـ"حسبنا الله ونعم الوكيل وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
< جواب الفتوى >
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أولاً:
هذا الحديث مكذوب على النبي صلى الله عليه وسلم ، وليس له أصل في كتب السنة، ثم من سمات وضع متنه هو سؤال هذه المرأة متى ستنتهي الحرب، فعن أي حرب تسأل؟ ولم تقع أصلاً حرب في زمن النبي صلى الله عليه وسلم حتى يستطيلها الناس ويسألون عنها متى تنتهي.
ثانياً:
الذي صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: حسبنا الله ونعم الوكيل في غزوة حمراء الأسد، عندما قال له ركبمن عبد القيس إن قريشا قد أجمعوا الرجعة عليكم. فأنزل الله تعالى في ذلك: (الَّذِينَقَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْفَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ )آلعمران:173.
عن ابن عباس رضي الله عنهما في تفسير الآية قال: " حسبنا الله ونعم الوكيل قالها إبراهيمعليه السلام حين ألقي في النار، وقالها محمد صلى الله عليه وسلم حين قالوا: إنالناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا وقالوا حسبنا الله ونعمالوكيل" البخاري.
ثالثاً:
من المفروض على من يريد أن يكون داعي إلى الله عز وجل أن يتسلح بالعلم الشرعي الصحيح ، ويتثبت في نقل المعلومة والحكم عليها ومن أي المصادر والمراجع وغير ذلك ، والحمد لله والمنى له، هناك الكثير من المواقع الآن التي يمكن أن يتبين منها صحة الحديث من عدمه.
رابعاً:
على طالب العلم الشرعي ومن يعملون في حقل الدعوة إلى الله أن ينشرون الصحيح من العلم، ولا ينشروا الأباطيل والأكاذيب ويروجون كلام القصاصين والموضوعات والإسرائيليات من أجل أن يستميل قلوب الناس. لأن الكذب على النبي صلى الله عليه وسلم أمر عظيم ويعد من الكبائر.
فعن علي رضي الله عنه قال: عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (لا تكذبوا عليّ فإنه من يكذب عليّ يلج النار) أخرجه البخاري ومسلم.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (من كذب عليَّ متعمداً فليتبوأ مقعده من النار)أخرجه البخاري ومسلم.
قال أبو داود : قال الأصمعي : أخوف ما أخاف على الطالب العاري من النحو دخوله في قول المصطفى : " مَن كَذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار " والمصطفى محفوظ مِن اللحن ، فمن روى عنه ولَحَن فقد كَذب عليه واللاحِن يحمله لَحْنه أن يُدْخِل فيه ما ليس منه ، ويُخْرِج منه ما هو فيه . نقله المناوي .
وعن المغيرة بن شعبة رضي الله عنه مرفوعاً: (إن كذباً عليَّ ليس ككذب على أحد، فمن كذب عليَّ متعمداً فليتبوأ مقعده من النار)أخرجه البخاري ومسلم.
وعن سمرة بن جندب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من حدث عني بحديث وهو يرى أنه كذب فهو أحد الكاذبين)أخرجه مسلم.
ذهب الإمام الجويني: إلى أن مَن يتعمّد الكذب على النبي صلى الله عليه وسلم يَكفُر بذلك .
هذا. والله أعلى وأعلم