سؤال الفتوى:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من كم يوم شاهدت على الفيس فيديو نادر للشيخ الشعراوي رحمه الله يقول فيه دعاء لفك السحر والدعاء هو " اللهم إنك قد اقدرت بعض خلقك على السحر والشر ولكنك احتفظت لذاتك بإذن الضر فأعوذ بما احتفظت به مما اقدرت عليه بحق قولك " ( وماهم بضارين به من أحد إلا بإذن الله ) فما صحة هذا الدعاء ؟
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أولاً:
هذا الدعاء ليس له أصل في السنة النبوية وليس من الأدعية الصحيحة، ولم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولعله من اجتهاد الشيخ رحمه الله وغفر الله لنا وله.
ثانياً:
الأدعية النبوية الصحيحة أولى بالاتباع لأنها من مشكاة النبوة وتنزيل الوحي، ويجب أن نبتعد عن الأدعية التي لا أصل لها ،حتى لا يندثر الصحيح وينتشر الموضوع والضعيف ، وهذا مندرج تحت قول الله عز وجل : (وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ) الحشر:7 .
وإن لم يوجد في السنة دعاء لنازلة معينة وهذا نادر، نختار من أدعية الصحابة رضي الله عنهم فهم أقرب للوحي ، وأفضل هذه الأمة ، وأبرها قلوبًا ، وأعمقها علمًا ، وأقلَها تكلفًا ، اختارهم الله لصحبة نبيه صَلَّى الله عليه وسلم ، ولإقامة دينه ، وقد أثنى الله عز وجل عليهم ، ورضي رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم عنهم ، أو من أدعية التابعين بإحسان رضي الله عنهم أجمعين .
قال الإمام أحمد رحمه الله: ما أفقهه ابن عمر رضي الله عنهما كان يدعي ويقول: "اللهم حببني إليك وإلى ملائكتك ورسولك وعبادك الصالحين "
ثالثا:
أما علاج السحر: فالذي ورد قبل وقوعه هو أكل تمر من عجو المدينة على ساكنها أفضل السلام وأتم التسليم
فعن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:(من تصبَّح سبع تمراتٍ عَجْوَة لم يضره ذاك اليوم سمٌّ ولا سِحْر) متفق عليه. العجوة : نوع من تمور المدينة
وﻓﻲ ﺑﻌﺾ ﺃﻟﻔﺎﻅ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﺃﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺘﻤﺮﺍﺕ ﻗﻴﺪﺕ ﺑﺘﻤﺮ ﺍﻟﻌﺠﻮﺓ ، ﻭﻓﻲ ﺑﻌﻀﻬﺎ ﻗﻴﺪﺕ ﺑﺘﻤﺮ ﺍﻟﻌﺎﻟﻴﺔ ؛ ﻓﻤﻦ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻣﻦ ﻗﺎﻝ : ﺇﻧﻪ ﻳﺘﻘﻴﺪ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﺘﻤﺮ ، ﻭﻟﻴﺲ ﺫﻟﻚ ﺛﺎﺑﺘًﺎ ﻟﻜﻞ ﺗﻤﺮ، ﻭﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﺃﺧﺬ ﺑﺎﻟﺤﺪﻳﺚ ﺍﻟﻤﻄﻠﻖ ، ﻭﻫﻮ ﺃﻥ ﺃﻱ ﺗﻤﺮ ﻳﺘﺼﺒﺢ ﺑﻪ الإﻧﺴﺎﻥ.
أما أفضل طريقة لعلاج السحر بعد أن يقع : إن كان مكتوباً ومدفون يعرف مكانه ويستخرج ويتم إبطاله ، كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم .
عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ : ( سُحِرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى كَانَ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ أَنَّهُ يَفْعَلُ الشَّيْءَ وَمَا يَفْعَلُهُ ، حَتَّى كَانَ ذَاتَ يَوْمٍ دَعَا ، وَدَعَا ثُمَّ قَالَ : أَشَعَرْتِ أَنَّ اللَّهَ أَفْتَانِي فِيمَا فِيهِ شِفَائِي ؟ أَتَانِي رَجُلانِ فَقَعَدَ أَحَدُهُمَا عِنْدَ رَأْسِي وَالآخَرُ عِنْدَ رِجْلَيَّ , فَقَالَ أَحَدُهُمَا لِلآخَرِ : مَا وَجَعُ الرَّجُلِ ؟ قَالَ : مَطْبُوبٌ ؟ قَالَ : وَمَنْ طَبَّهُ ؟ قَالَ : لَبِيدُ بْنُ الأَعْصَمِ . قَالَ : فِيمَا ذَا ؟ قَالَ : فِي مُشُطٍ وَمُشَاقَةٍ وَجُفِّ طَلْعَةٍ ذَكَرٍ . قَالَ فَأَيْنَ هُوَ ؟قَالَ : فِي بِئْرِ ذَرْوَانَ . فَخَرَجَ إِلَيْهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ رَجَعَ فَقَالَ لِعَائِشَةَ حِينَ رَجَعَ : نَخْلُهَا كَأَنَّهُ رُءُوسُ الشَّيَاطِينِ . فَقُلْتُ : اسْتَخْرَجْتَهُ ؟ فَقَالَ : لا، أَمَّا أَنَا فَقَدْ شَفَانِي اللَّهُ ،وَخَشِيتُ أَنْ يُثِيرَ ذَلِكَ عَلَى النَّاسِ شَرًّا،ثُمَّ دُفِنَتْ الْبِئْرُ) رواه البخاري ومسلم
فأنزل الله سبحانه و تعالى سورتي المعوّذتين ، و كان كلّما قرأ آية انحلّت عقدة و وجد رسول الله صلى الله عليه و سلم خفة ، حتى انحلّت العقدة الأخيرة فقام صلى الله عليه و سلم كأنّما نشط من عقال ، و يذكر المفسّرون أنّ جبريل عليه السلام جعل يقول : بسم الله أرقيك من كل شيء يؤذيك و من حاسد و عين الله يشفيك .
أما إذا كان السحر مشروباً أو مأكولاً فعلاجه إخراجه من المعدة ، وأفضل الطرق أن يتم شرب(السنى) فهو مسهل اذا أخذ بجرعات كبيرة،حتى يخرج السحر مع الغائط والأفضل أن يشرب على الإفطار بعد صيام حتى تكون البطن فارغة من الطعام ، وهذه وصفه مجربة وناجحة.
قال النبي صلى الله عليه وسلم : " عليكم بالسنى والسنوت ، فإن فيها شفاء من كل داء إلا السام . قيل : يارسول الله و ما السام ؟قال: الموت " رواه ابن ماجة والحاكم وغيرهم.
كما ورد الاستحمام بماء السدر، وهذا ما يسمى العلاج بالنشرة العربية،
ذكر ابن بطال أن في كتب وهب بن منبه أن يأخذ سبع ورقات من سدر أخضر ، فيدقه بين حجرين ، ثم يضربه بالماء ، ويقرأ آية الكرسي والقواقل ، ثم يحسو منه ثلاث حسيات ، ثم يغتسل به ، فإنه يذهب عنه كل ما به ، وهو جيد للرجل إذا حبس عن أهله ) فتح الباري
القواقل : ( السور التي تبدأ بـ ( قل ) وهي : الجن ، الكافرون ، والإخلاص ، الفلق ، والناس )
قال اللالكائي : ( حدثنا محمد بن عثمان قال : حدثنا سعيد بن محمد الحناط قال : حدثنا إسحاق بن أبي إسرائيل قال : سمعت سفيان يذكر عن سليمان بن أمية - شيخ من ثقيف من ولد عروة بن مسعود - دخل على عائشة سمع أمه وجدته :سمع امرأة تسأل عائشة هل علي جناح أن أزم جملي ؟ قالت : لا قالت : يا أم المؤمنين إنها تعني زوجها قالت : ردوها علي فقالت : ملحة ملحة في النار اغسلوا على أثرها بالماء والسدر ) شرح أصول اعتقاد.
قلت: وأفضل العلاج مع هذا هو الالتزام والتقرب إلى الله بالطاعات من صيام وقيام وصدقة وقراءة القرآن وخاصة سورة البقرة والرقية الشرعية
فعن أبي أمامة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « اقرؤا سورة البقرة فإن أخذها بركة وتركها حسرة ولا تستطيعها البطلة » رواه مسلم. والبطلة: هم السحرة
هذا. والله هو الشافي