هل عثرت إسرائيل على جثمان النبى يعقوب؟، هل المومياء التى تم العثور عليها فى الضفة الغربية هى للنبى يعقوب أم لابنه يوسف؟،
هل تم تحنيط جثمان النبي يعقوب؟، وأين ذهبت هذه المومياء؟
صحيفة «معاريف» الإسرائيلية ذكرت الأربعاء الماضى، أن سلطات الآثار فى إسرائيل أعلنت عن اكتشافها لتابوت فرعونى مصرى يحتوى على مومياء مصرية، تعود لفترة العصر البرونزى أى منذ حوالى 3300 عام تقريبا.
والثابت تاريخيا أن المصريين وحدهم هم الذين كانوا يقومون بتحنيط جثامين الأثرياء، والثابت توراتياً «فى نصوص التوراة بسفر التكوين» أن النبى يعقوب قد تم تحنيط جثمانه بأمر من النبى يوسف، فقد جمع يعقوب أولاده وهو على سرير الموت وألقى عليهم وصيته الأخيرة:
«ادفنوني عند آبائي في المغارة التي في حقل عفرون الحثي، في المغارة التي في حقل المكفيلة أمام ممرا في أرض كنعان، التي اشتراها إبراهيم مع الحقل من عفرون الحثي، هناك دفنوا إبراهيم وسارة امرأته، وهناك دفنوا اسحق ورفقة امرأته وهناك دفنت ليئة «زوجة يعقوب» .. ولما فرغ يعقوب من وصيته ضم رجليه إلي السرير واسلم الروح وانضم إلي قومه ــ التكوين 49:1» .. فوقع يوسف علي وجه أبيه .. وأمر عبيده الأطباء أن يحنطوا أباه، فحنط الأطباء إسرائيل «يعقوب» وكمل له أربعون يوما، لأنه هكذا تكمل أيام المحنطين، وبكي عليه المصريون سبعين يوما، وبعدما مضت أيام بكائه كلم يوسف بيت فرعون قائلا: ..أبي استحلفني قائلا: ها أنا أموت في قبري الذي حفرت لنفسي في أرض كنعان هناك تدفنني..، فقال فرعون: اصعد وادفن أباك كما استحلفك، فصعد يوسف ليدفن أباه وصعد معه جميع عبيد فرعون شيوخ بيته وجميع شيوخ أرض مصر، وكل بيت يوسف وإخوته وبيت أبيه، وصعد معه مركبات وفرسان فكان الجيش كثيرا جدا، فأتوا إلي بيدر اطاد الذي في عبر الأردن، وناحوا هناك نوحا عظيما وشديدا جدا وصنع لأبيه مناحة سبعة أيام، فلما رأي أهل البلاد الكنعانين المناحة في بيدر اصطاد قالوا: هذه مناحة ثقيلة للمصريين، لذلك دعا اسمه ايل مصرايم الذي في عبر الأردن.. حمله بنوه إلي أرض كنعان ودفنوه في مغارة حقل المكفيلة التي اشتراها إبراهيم مع الحقل من عفرون الحثي أمام ممرا ـــــ التكوين 50: 1 ــ 13».
النبي إبراهيم عندما ماتت زوجته سارة كان يعيش علي هامش كنعان «فلسطين»، فذهب إلي أهلها حسب رواية التوراة، وطلب منهم شراء قطعة أرض يدفن فيها زوجته: «أنا غريب ونزيل عندكم أعطوني ملك قبر معكم لأدفن ميتي من أمامي، فأجاب بنو حث إبراهيم قائلين له: اسمعنا يا سيدي أنت رئيس من الله بيننا في أفضل قبورنا ادفن ميتك لا يمنع أحد منا قبره عنك.. فقام إبراهيم وسجد لبني حث، وكلمهم قائلا: إن كان في نفوسكم أن ادفن ميتي التمسوا لي من عفرون بن صوحر، أن يعطيني مغارة المكفيلة التي له في طرف حقله بثمن كامل... فأجاب عفرون الحثي: الحقل وهبتك إياه والمغارة التي فيه لك.. فسجد إبراهيم أمام شعب الأرض وكلم عفرون قائلا: أعطيك ثمن الحقل.. فأجاب عفرون: الأرض بأربعمائة شاقل فضة.. ووزن إبراهيم لعفرون الفضة، فوجب حقل عفرون الذي في المكفيلة أمام «ممرا» والمغارة التي فيه وجميع الشجر في الحقل وجميع حدوده إلي إبراهيم ملكا.. وبعد ذلك دفن إبراهيم سارة امرأته في مغارة حقل المكفيلة أمام «ممرا» التي هي حبرون في أرض كنعان التكوين 23: 1ــ20».
نخلص من هذا أن النبي يعقوب تم تحنيط جثمانه على عادة المصريين، كما قام يوسف ابنه بدفنه حسب وصيته في مغارة المكفيلة بفلسطين، لكن السؤال هل المومياء التى عثروا عليها الأربعاء الماضى هى للنبى يعقوب أم لأحد أثرياء الكنعانيين الموالين لمصر أم لمصري كان يعيش فى كنعان «فلسطين»؟، وهل الموقع الذي عثروا فيه على المومياء هو موقع مغارة المكفيلة التى قالت التوراة أن يعقوب دفن بها؟.