أكد المحلل والباحث المتخصص فى الشأن الإيراني الدكتور محمد السلمي أن طهران تزعم أنها تحارب الإرهاب وروجت لذلك بشكل مكثف خلال فترة المفاوضات النووية، وتدّعي أنها قد أنقذت سورية والعراق من داعش وغيرها من الجماعات "التكفيرية"، بينما نجدها تدعم الإرهاب الشيعي الذي يقتل على الهوية متمثلا في المليشيات وفرق الموت في لبنان وسورية والعراق والبحرين واليمن، وأضاف السلمي فى مقال له بجريدة "الوطن" حمل عنوان "إيران فاقد لشيء لا يعطيه" أن طهران لا تختلف مطلقا عن"داعش" كما أنها لم تتضرر يوما من هذا الإرهاب الذي يشكل خطرا حقيقيا على الأمن في المنطقة والعالم، على الرغم من أن كل جانب يرفع شعار العداء للآخر وهي مسرحية واضحة لا ينخدع بها إلا السذج. ولعل آخر تلك المسرحيات رسالة خامنئي قبل أيام للشباب الغربي التي يتهم فيها الحكومات الغربية وبعض دول المنطقة السنية بدعم الإرهاب، ويقدم إيران على أنها دولة تحارب الإرهاب وتسعى لتحقيق الأمن والسلام في العالم.
وأكد أن إيران تدعم أشد أنواع الإرهاب خطورة وهو ذلك المدعوم من قبل الدول، علاوة على ذلك قام النظام الإيراني بتنفيذ أو التخطيط لعشرات العمليات الإرهابية حول العالم، وآخرها ما أعلنت عنه كينيا قبل أيام عندما اعتقلت إيرانيين كانا يخططان لتنفيذ عمليات إرهابية في البلاد، وقد تدربا في معسكرات الحرس الثوري الإيراني.
ولفت الكاتب إلى أن إيران تدّعي أنها تدافع عن قضايا المسلمين وبخاصة القضية الفلسطينية وهي بذلك تستغل هذه الورقة لتحقيق مكاسب سياسية إقليميا ودوليا، وبالتالي لا ترغب مطلقا في أي حل لها حتى لا تخسر هذه الورقة، والشواهد على ذلك كثيرة جدا، ومنها معارضة إيران في 1982 للمبادرة السعودية التي تبنتها جامعة الدول العربية لحل القضية الفلسطينية وآنذاك دشن الخميني حملة إعلامية وسياسية تهدف إلى إجهاض المبادرة ووصفها بأنها مشروع غربي إسرائيلي لتمييع القضية الفلسطينية أو نسفها. والسؤال كيف يكون ذلك وإسرائيل والغرب قد رفضا المبادرة؟ السبب ببساطة أن إيران ترغب في استمرار هذه القضية لمزيد من التداخلات في الشأن العربي عبر الورقة الفلسطينية.
وتابع السلمي : تزعم طهران أنها تدافع عن حقوق الإنسان وتدين الانتهاكات كما تتظاهر بالمناداة بإرساء الحريات والديموقراطية وأنها دولة تؤمن بالتعددية ومشاركة أطياف المجتمع. الواقع يقول إنها لم تستطع تحقيق ذلك داخل إيران، حيث تنتهك الحريات وتسلب حقوق الأقليات العرقية والدينية، وأصبحت وفقا للأرقام والإحصائيات الدولية أكبر سجن للصحفيين والإعلاميين وسجناء الرأي في العالم، كما أنها تحجب مصادر المعرفة والتنوع في الحصول على المعلومة، حيث تحظر وسائل التواصل الاجتماعي وتمنع اقتناء الأطباق اللاقطة (الدشوش). علاوة على ذلك فقد حصرت المناصب والمراكز المرموقة في البلاد في شريحة ضيقة من المجتمع الإيراني، وهي تلك التي تؤمن بولاية الفقيه وتمارسها إلى درجة أنها قد وضعت ذلك شرطا معلنا للوصول لإدارة بعض المواقع والحصول على المنح الدراسية والتدريس في الجامعات، ناهيك عن التعيين في مناصب مثل الوزراء والسفراء ونحو ذلك. ببساطة شديدة، فاقد الشيء لا يعطيه.
وأردف المحلل السياسي : تزعم إيران أنها تدعو للتعايش وتحارب الطائفية والمذهبية وتتهم الآخرين بذلك، بينما الحقائق تقول إنها دولة طائفية دستوريا وقانونيا وبإشراف نظام ولاية الفقيه. حيث تنص المادة 12 في الدستور الإيراني على أن "الدين الرسمي لإيران هو الإسلام والمذهب الجعفري الاثنا عشري، وهذه المادة تبقى إلى الأبد غير قابلة للتغيير"، علاوة على تدشين أكثر من 20 قناة تلفزيونية ذات توجهات طائفية وتكفيرية. ألا يكفي هذا كدليل على طائفيتها؟