أنت غير مسجل في مسلم أون لاين . للتسجيل الرجاء أضغط هنـا
 

الإعلانات النصية


الإهداءات

العودة   منتديات مسلم أون لاين العودة مسلم أون لاين العـــام العودة قسم الحوار والنقاش العــام

إضافة رد
   
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  مشاركة رقم : 1  
قديم 10-03-2017
رحيق مختوم


رقم العضوية : 67
تاريخ التسجيل : Oct 2015
الدولة : سوريا طرطوس
المشاركات : 119
بمعدل : 0.04 يوميا
معدل تقييم المستوى : 10
المستوى : رحيق مختوم نشيط

رحيق مختوم غير متواجد حالياً عرض البوم صور رحيق مختوم



المنتدى : قسم الحوار والنقاش العــام
افتراضي وكذلك اخذ ربك اذا اخذ القرى وهي ظالمة ان اخذه اليم شديد

قَبْلَ الْبَدْءِ بِالْمُشَارَكَةِ نُطَالِبُ بِزِيَادَةِ مَقَاعِدِ الْاَكْرَادِ فِي الْبَرْلَمَانَاتِ الْعِرَاقِيَّةِ وَالتُّرْكِيَّةِ وَالسُّورِيَّةِ وَالْإِيرَانِيَّةِ مُقَابِلَ اِلْغَاءِ الِاسْتِفْتَاءِ وَاِلَّا فَلَانَاقَةَ وَلَاجَمَلَ لكم عِنْدَ الْاَكْرَاد :فَالْاَكْرَادُ شَعْبٌ مُضْطَّهَدٌ وَمَظْلُومٌ: وَمِنْ حَقِّهِ اَنْ يُقَرِّرَ مَصِيرَهُ بَعِيداً عَنِ الظَّالِمِينَ لِيَعِيشَ بِاَمَانٍ: وَنَحْنُ نُطَالِبُ بِمَظْلُومِيَّةِ الْاَكْرَادِ فِي جَمِيعِ اَنْحَاءِ الْعَالَمِ كَمَا نُطَالِبُ بِمَظْلُومِيَّةِ الرُّوهِينْجَا كَمَا سَيَاْتِي... الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى ازواجه وذريته وآله واصحابه ومن والاهم وبعد: فيا أيها الاخوة: فَاِنَّ الْوَهَّابِيَّةَ وَعَلَى الرَّغْمِ مِنْ تَشَدُّدِهَا الْمَشْرُوعِ فِي مَسَائِلِ التَّوْحِيدِ الْمُضَادِّ لِلشِّرْكِ: وَمَعَ ذَلِكَ فَهِيَ لَاتَدْعُو اِلَى اِنْشَاءِ دَوْلَةٍ اِسْلَامِيَّةٍ بِهَذِهِ الْوَحْشِيَّةِ الَّتِي يَسْتَعْمِلُهَا الدَّوَاعِشُ: وَاِنَّمَا تَدْعُو اِلَى اِنْشَائِهَا عَلَى اَسَاسٍ مِنَ الرَّحْمَةِ الْاِلَهِيَّةِ النَّبَوِيَّةِ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى{وَمَااَرْسَلْنَاكَ اِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ(اَيْ لِلْمُسْلِمِينَ وَلِغَيْرِ الْمُسْلِمِين: وَالْوَهَّابِيَّةِ اَيْضاً لَاتَدْعُو اِلَى الْكَرَاهِيَةِ لِغَيْرِ الْمُسْلِمِينَ اِلَّا خَوْفاً عَلَى الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَوْلِهِ تَعَالَى{وَلَكِنْ مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْراً فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِنَ اللهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ اَلِيمٌ(لِمَاذَا؟ لِاَنَّ مَنْ حَامَ حَوْلَ حِمَى الشِّرْكِ بِمَحَبَّتِهِ لِغَيْرِ الْمُسْلِمِينَ اَوْ لِلْمَحْسُوبِينَ عَلَى الْإِسْلَامِ: يُوشِكُ اَنْ يَقَعَ فِيهِ: اَيْ فِي الشِّرْكِ مُجَانِباً صَوَابَ التَّوْحِيدِ: اَوْ كَمَا قَالَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام: وَمَعَ ذَلِكَ فَهِيَ تَدْعُو اِلَى التَّعَايُشِ مَعَ غَيْرِ الْمُسْلِمِينَ بِالْكَرَاهِيَةِ الْبَعِيدَةِ عَنِ الْعُنْفِ: الْقَرِيبَةِ اِلَى الرَّحْمَةِ: كَمَا يَعِيشُ الرَّجُلُ الْمَغْلُوبُ عَلَى اَمْرِهِ مَعَ زَوْجَتِهِ وَاَوْلَادِهِ عَلَى ضَوْءِ قَوْلِهِ تَعَالَى{وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ: فَاِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ: فَعَسَى اَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَيَجْعَلَ اللهُ فِيهِ خَيْراً كَثيِرَا{يَااَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اِنَّ مِنْ اَزْوَاجِكُمْ وَاَوْلَادِكُمْ عَدُوّاً لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ(وَلَمْ يَقُلْ سُبْحَانَهُ فَاقْتُلُوهُمْ: وَسُبْحَانَ اللهِ اَيُّهَا الْاِخْوَة: فَاِنَّكُمْ تَجِدُونَ الرَّحْمَةَ فِي هَذَا الدِّينِ الْعَظِيمِ فِي الْحُبِّ وَفِي الْكَرَاهِيَةِ مَعاً: مَا لَانَجِدُهُ فِي بَقِيَّةِ الْاَدْيَانِ الَّتِي تَدَّعِي اَنَّ اللهَ مَحَبَّة وَاَنَّهَا لَاتَعْرِفُ مَعْنَى الرَّحْمَةِ وَلَامَعْنَى الرَّحْمَنِ الرَّحِيم: وَلَا اَدَلَّ عَلَى ذَلِكَ مِنْ قَوْلِهِ تَعَالَى{وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَاَسِيرَا(نَعَمْ هَذَا الْاَسِيرُ الْعَدُوُّ الَّذِي لَوْ فَكَكْتُمْ قُيُودَهُ لِيَاْكُلَ مِنْ طَعَامِكُمْ اَيُّهَا الْاِخْوَة: فَرُبَّمَا يَقُومُ بِحَرَكَةِ غَدْرٍ وَخِيَانَةٍ يَخْنُقُكُمْ بِهَا بِقُيُودِهِ الَّتِي كَبَّلْتُمُوهُ بِهَا: وَمَعَ ذَلِكَ فَاِنَّ الْاِسْلَامَ يَدْعُو اِلَى الرَّحْمَةِ بِهِ فِي التَّعَامُلِ مَعَهُ: وَالْحَذَرِ الْمُصَاحِبِ لِهَذِهِ الرَّحْمَةِ كَمَا تَرْحَمُ الْقِطَّةَ اَخِي بِاِطْعَامِهَا: وَفِي نَفْسِ الْوَقْتِ تَحْذَرُ مِنْ خَرَامِيشِهَا وَعَضَّاتِهَا: نعم ايها الاخوة: وَالْاِسْلَامُ الْوَهَّابِيُّ اَيْضاً يَدْعُو اِلَى الْعَدْلِ الْبَعِيدِ عَنِ الظُّلْمِ فِي التَّعَامُلِ مَعَ غَيْرِ الْمُسْلِمِينَ مَهْمَا كُنْتُمْ تَكْرَهُونَهُمْ: بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{ وَلَايَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآَن ُقَوْمٍ عَلَى اَلَّا تَعْدِلُوا: اِعْدِلُوا هُوَ اَقْرَبُ لِلتَّقْوَى(فَاَيْنَ الثُّرَيَّا مِنَ الثَّرَى بَيْنَ الْوَهَّابِيَّةِ وَالدَّوَاعِشِ{اَفَمَنْ اَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللهِ وَرِضْوَانٍ(كَالْوَهَّابِيَّةِ{خَيْرٌ اَمَّنْ اَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ{وَهُمُ الدَّوَاعِشُ الَّذِينَ سَيَنْهَارُ بِنَاءُ دَوْلَتِهِمْ اِنِ اسْتَمَرُّوا عَلَى هَذَا الظُّلْمِ وَالطُّغْيَانِ وَالْعُنْفِ وَالْكَرَاهِيَةِ الْبَعِيدَةِ عَنِ الرَّحْمَةِ: وَنَحْنُ نَقُولُ هَذَا الْكَلَامَ أَيُّهَا الْاِخْوَةُ وَنَجْعَلُهُ مُقَدِّمَةً لِهَذِهِ الْمُشَارَكَةِ لِأَنَّنَا مَازِلْنَا اِلَى الْآَنَ نُعَانِي فِي طَرْطُوسَ مِنْ غِيَابِ عُلَمَاءٍ مُخْتَصِّينَ فِي الْعَقِيدَةِ الْإِسْلَامِيَّةِ الصَّحِيحَةِ وَالْحَدِيثِ النَّبَوِيِّ الشَّرِيفِ وَوَاللهِ الَّذِي لَا اِلَهَ اِلَّا هُوَ لَيْسَتْ قُرَّةَ اَعْيُنٍ لَنَا جَمِيعُ هَذِهِ الْمَدَارِسِ وَالثَّانَوِيَّاتِ الشَّرْعِيَّةِ الَّتِي اَنْشَاَهَا آَلُ السَّيِّدِ بِرِعَايَةٍ كَرِيمَةٍ مِنْ قَائِدِنَا بَشَّارَ مِنْ دُونِ وُجُودِ هَؤُلَاءِ الْعُلَمَاءِ الْمُخْتَصِّينَ بِعَقِيدَةِ تَوْحِيدٍ وَهَّابِيَّةٍ تَيْمِيَّةٍ طَحَاوِيَّةٍ وَاسِطِيَّةِ حَمَوِيَّةٍ تَدْمُرِيَّةٍ اِلَى مَاهُنَالِكَ مِنْ عَقَائِدِ اَهْلِ السُّنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ الّتِي هِيَ فِعْلاً تَضْبِطُ التَّطَرُّفَ وَالْإِرْهَابَ عِنْدَ طَالِبِ الْعِلْمِ الْوَهَّابِيِّ عَلَى مَوَازِينَ شَرْعِيَّةٍ عَادِلَةٍ رَحِيمَةٍ مَهْمَا كَانَتْ مُتَشَدِّدَةً وَلَكِنَّهُ التَّشَدُّدُ الَّذِي يَشُدُّ رِبَاطَ الْقَلْبِ بِمَا سُبْحَانَهُ{اللهُ نَزَّلَ اَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَاباً مُتَشَابِهاً مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ(بِحَمَاسٍ شَبَابِيٍّ هَائِلٍ مُتَطَرِّفٍ مِنْ شِدَّةِ الْحَمِيَّةِ الْاِيمَانِيَّةِ الْاِسْلَامِيَّةِ وَالْغَيْرَةِ عَلَى مَحَارِمِ اللهِ اَنْ تُنْتَهَكَ{ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ اِلَى ذِكْرِ اللهِ(الَّذِي يُرَوِّضُهُمْ عَلَى ضَبْطِ اَحَاسِيسِهِمْ وَمَشَاعِرِهِمْ وَشِفَاءِ صُدُورِهِمْ لِيُذْهِبَ غَيْظَ قُلُوبِهِمْ وَيَتَّقُوا اللهَ وَيَذْكُرُوهُ وَيَذْكُرُوا نِقْمَتَهُ وَغَضَبَهُ وَشِدَّةَ عِقَابِهِ الْأَلِيمِ اِنْ تَجَاوَزُوا الْحَدَّ عَلَى هَؤُلَاءِ الْأَبْرِيَاءِ الَّذِينَ لَاذَنْبَ لَهُمْ مِنَ الْبَشَرِ وَالْحَجَرِ وَالشَّجَرِ مُسْلِمِينَ وَغَيْرَ مُسْلِمِينَ: وَلِذَلِكَ أَيُّهَا الْاِخْوَةَ لَنْ يَسْتَفِيدَ الْقَائِمُونَ عَلَى عِلَاجِ هَذِهِ الظَّاهِرَةِ مِنَ التَّطَرُّفِ وَالْإِرْهَابِ غَيْرِ الْمَشْرُوعِ اِنْ تَجَاهَلُوا قَوْلَهُ تَعَالَى{اِنَّ اللهَ لَايُغَيِّرُ مَابِقَوْمٍ(مِنَ التَّطَرُّفِ وَالْإِرْهَابِ الْمَقِيتِ{حَتَّى يُغَيِّرُوا مَابِاَنْفُسِهِمْ(مِنْ عَقَائِدَ شِرْكِيَّةٍ وَثَنِيَّةٍ بَلَغَتْ قِمَّةَ التَّطَرُّفِ الْمَقِيتِ وَتَحْتَاجُ اِلَى تَصْحِيح: وَمَنْ قَالَ لَكُمْ أَيُّهَا الْاِخْوَةُ اَنَّ غَيْرَ الْمُسْلِمِينَ مَعْصُومُونَ مِنَ التَّطَرُّفِ وَالْإِرْهَابِ: وَهَلْ مِنَ الْعَدْلِ وَالْاِنْصَافِ اَنْ تَكْتَفُوا بِتَسْلِيطِ الضَّوْءِ عَلَى الْمُسْلِمِينَ دُونَ اَنْ تُسَلِّطُوا الضَّوْءَ عَلَى تَطَرُّفِهِمْ وَاِرْهَابِهِمْ: هَلْ تَعْلَمُونَ أَيُّهَا الْاِخْوَة: اَنَّ الْمُسْلِمِينَ مَهْمَا كَانُوا مُتَطَرِّفِينَ: فَهُمْ لَايَعْدُونَ اَنْ يَكُونُوا نُقْطَةً صَغِيرَةً جِدّاً لَا تَكَادُ تُرَى بِالْعَيْنِ الْمُجَرَّدَةِ: مُقَارَنَةً مَعَ بَحْرٍ خِضَمٍّ هَائِلٍ مِنْ تَطَرُّفِهِمْ وَاِرْهَابِهِمْ: اَلَمْ تَقْرَؤُوا قَوْلَهُ تَعَالَى أَيُّهَا الْاِخْوَة{وَالْفِتْنَةُ اَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ(بِمَعْنَى اَنَّ جَرِيمَةَ الفِتْنَةِ عِنْدَ غَيْرِ الْمُسْلِمِينَ: اَشَدُّ مِنْ جَرِيمَةِ الْقَتْلِ الَّتِي يُمَارِسُهَا الْمُسْلِمُونَ عَلَى بَعْضِهِمْ اَوْ عَلَى غَيْرِهِمْ: مَهْمَا بَلَغَ هَؤُلَاءِ مِنَ الْاَخْلَاقِ وَالْقِيَمِ وَالْحَضَارَةِ وَالْمُثُل ِالْعُلْيَا: بَلْ وَلَوْ وَصَلُوا بِهَا جَمِيعاً اِلَى نَاطِحَاتِ السَّحَابِ: بَلْ اِلَى عَنَانِ السَّمَاءِ: فَاِنَّهَا لَاتَزِنُ جَمِيعاً جَنَاحَ بَعُوضَةٍ عِنْدَ اللهِ: بَلْ اِنَّهَا سَتَهْوِي جَمِيعاً مَعَ صَاحِبِهَا اِلَى اَسْفَلِ سَافِلِينَ فِي هَاوِيَةِ الْجَحِيمِ: بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللهِ فَكَاَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ اَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ(لِمَاذَا؟ لِقَوْلِهِ تَعَالَى{وَلَقَدْ اُوحِيَ اِلَيْكَ وَاِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ اَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ بَلِ اللهَ فَاعْبُدْ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِين(نعم اخي غيرَ المسلم: يَامَنْ خَطَفَتْكَ الطَّيْرُ: وَلَمْ تَهْوِ بِكَ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ بَعْدُ: مَازَالَتْ لَدَيْكَ فُرْصَةٌ اَخِيرَةٌ ذَهَبِيَّةٌ لَاتُعَوَّضُ: فَاِنْ عَلِمَ اللهُ فِي قَلْبِكَ خَيْراً مِنَ الشَّوْقِ اِلَى الْإِسْلَامِ وَالتَّوْحِيدِ: آَتَاكَ خَيْراً مِمَّا اَخَذَتْهُ مِنْكَ هَذِهِ الطُّيُورُ مِنَ الْاَمْنِ وَالْأَمَانِ وَالطَّمْاْنِينَةِ وَالسَّكِينَةِ: وَاَرْسَلَ عَلَيْهَا طُيُوراً خُضْراً لِتُهَاجِمَهَا وَتُخَلِّصَكَ مِنْ مَنَاقِيرِهَا وَمَخَالِبِهَا؟ لِتَلْتَقِطَكَ هِيَ الْأُخْرَى مُحْتَفِظَةً بِرُوحِكَ فِي حَوَاصِلِهَا؟ لِتَسْرَحَ بِكَ تَحتَ ظِلَالٍ مِنْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ اِلَى قِيَامِ السَّاعَةِ: وَالْفَضْلُ لَيْسَ لِلشَّهِيدِ فَقَطْ: بَلْ لِشَهَادَةِ اَنْ لَا اِلَهَ اِلَّا اللهُ وَاَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللهِ اَيْضاً: نَابِعَتَيْنِ مِنْ أَعْمَاق قَلْبِكَ: وَلِذَلِكَ اَيُّهَا الْاِخْوَةُ: لَنْ نَعْتَرِفَ بَعْدَ الْيَوْمِ بِشَهَادَاتٍ جَامِعِيَّةٍ سُنِّيَّةٍ بَكْرِيَّةٍ اَوْ مُعَاوِيَّةٍ اَوْ شِيعِيَّةٍ حسينية اَوْ يَهُودِيَّةٍ حَاخَامِيَّةٍ اَوْ مَسِيحِيَّةٍ كَنَسِيَّةٍ لَاهُوتِيَّةٍ اَوْ بُوذِيَّةٍ رَهْبَانِيَّةٍ مَهْمَا بَلَغَتْ مِنَ التَّحْصِيلِ الْعِلْمِيِّ وَلَوْ اِلَى اَعْلَى مُسْتَوىً اِلَّا اَنْ تَكُونَ مُرْفَقَةً بِشَهَادَةٍ وَهَّابِيَّةٍ بَعِيدَةٍ عَنِ التَّطَرُّفِ فِي بَلَدٍ يَحْكُمُهَا رَئِيسٌ مُوَالٍ لِقَائِدِنَا بَشَّار وَهِيَ دَوْلَةُ مِصْرَ الشَّقِيقَة: وَيُمْكِنُ الْحُصُولُ عَلَى هَذِهِ الشَّهَادَةِ بِسُهُولَةٍ عَبْرَ الْاِنْتِرْنِتِّ بَعْدَ اتِّبَاعِ الدَّوْرَاتِ التَّالِيَة وَهِيَ: دَوْرَةُ سَهْلٍ الْاُولَى: ثُمَّ دَوْرَةُ سَهْلٍ الثَّانِيَةِ: ثُمَّ دَوْرَةُ اُصُولِ الْعَقِيدَةِ: ثُم َّدَوْرَةُ مِنَّةِ الْقَدِيرِ: ثُمَّ دَوْرَةُ مِنَّةِ الرَّحْمَنِ: وَاَخِيراً دَوْرَةُ كِفَايَةِ الطَّالِبِينَ فِي الْفِرَقِ الْاِسْلَامِيَّةِ: وَيُمْكِنُ تَحْمِيلُ هَذِهِ الدَّوْرَاتِ عَبْرَ مُحَرِّكِ بَحْثِ جُوجِلْ عَلَى شَكْلِ مَلَفَّاتٍ صَوْتِيَّةٍ مَسْمُوعَةٍ اِمْ بِي ثْرِي وَعَبْرَ بَرْنَامَجِ الضَّغْطِ زِيبْ حَصْراً: وَحَجْمُهَا 4 جِيجَا فَقَطْ: وَيُمْكِنُ سَمَاعُهَا وَدِرَاسَتُهَا بَعْدَ ذَلِكَ فِي بَيْتِكَ اَخِي وَاَنْتَ نَائِمٌ فِي سَرِيرِكَ عَبْرَ مُوبَايْلِكَ وَلَا اَحَدَ يُزْعِجُكَ: لَكِنْ عَلَيْكَ اَنْ تُجِيبَ عَلَى الْاَسْئِلَةِ الَّتِي يَطْرَحُهَا عَلَيْكَ الشَّيْخُ الرِّضْوَانِيُّ عَلَى نَمُوذَجِ اَسْئِلَةٍ وَوَرَقَةِ اِجَابَةٍ اِلِكِتْرُونِيَّةٍ عَبْرَ الْاِنْتِرْنِتِّ لِيَقُومَ الشَّيْخُ بِتَصْحِيحِهَا لِتَحْصَلَ بَعْدَ ذَلِكَ عَلَى اِجَازَةٍ عَالَمِيَّةٍ دَوْلِيَّةٍ مُصَدَّقَةٍ مِنْ مَجْلِسِ الْاَمْنِ الدَّوْلِيِّ وَهَيْئَةِ الْاُمَمِ الْمُتَّحِدَةِ وَدُوَلِ حِلْفِ شَمَالِ الْاَطْلَسِيِّ وَدُوَلِ النِّيتُو وَاتِّحَادِ الدُّوَلِ الْاُورُوبِّيَةِ وَدُوَلِ الْخَلِيجِ الْعَرَبِيِّ وَالسُّعُودِيَّةِ وَدُوَلِ الِاتِّحَادِ الْاِفْرِيقِيِّ وَاتِّحَادِ كُرَةِ الْقَدَمِ فِي تَدْرِيسِ مَادَّةِ الْعَقِيدَةِ الْاسْلَامِيَّةِ: وَلَنْ نَعْتَرِفَ بِاَيِّ شَهَادَةٍ مِنْ شَهَادَاتِكَ الْجَامِعِيَّةِ اِلَّا بَعْدَ الْمُصَادَقَةِ عَلَيْهَا مِنْ اِجَازَةِ الدُّكْتُورِ الرَّضْوَانِيِّ وَمَنْ نَحَا نَحْوَهُ فِي عِلْمِ الْعَقِيدَة ...... بعد ذلك أيها الاخوة: فَاِنَّنَا لَانَسْتَطِيعُ اَنْ نُخْفِيَ خَوْفَنَا وَهَوَاجِسَنَا عَنْ شَعْبِنَا السُّورِيِّ فَتْرَةً طَوِيلَةً: وَلَانُخْفِي عَلَيْكُمْ اَيُّهَا الْاِخْوَةُ: قَلَقَنَا الشَّدِيدَ مِنَ الْاَيَادِي الْبَيْضَاءِ الَّتِي سَتَكُونُ لِلِاحْتِلَالَيْنِ الصَّفَوِيِّ وَالصَّلِيبِيِّ عَلَى الشَّعْبِ السُّورِيِّ وَالْكَلِمَةِ الْأُولَى: فِيمَا لَوْ اُسْقِطَ قَائِدُنَا بَشَّار :مِمَّا سَيُؤَدِّي بِطَبِيعَةِ الْحَالِ اِلَى مَرْحَلَةٍ جَدِيدَةٍ مِنَ الْكِفَاحِ الْمُسَلَّحِ: لَنْ يَدْفَعَ ثَمَنَهَا غَالِياً مِنْ دِمَاءِ اَبْنَائِهِ اِلَّا الشَّعْبُ السُّورِيُّ: مِنْ اَجْلِ مُقَاوَمَةِ وَحْشِيَّةِ الِاحْتِلَالِ الصَّفَوِيِّ وَالصَّلِيبِيِّ :الَّذِي لَنْ يَجْلِبَ اِلَى سُورِيَّا اِلَّا مَزِيداً مِنَ الدَّمَارِ :وَلَنْ تَحْلُمُوا بِاِعَادَةِ بِنَائِهَا مُجَدَّداً بِمَزِيدٍ مِنَ الرُّقِيِّ وَالِازْدِهَارِ وَالْحَضَارَةِ الْإِنْسَانِيَّة: فَهَاهِيَ وَلَايَةُ فْلُورِيدَا الَّتِي دَمَّرَهَا اللهُ تَدْمِيراً: تَشْهَدُ عَلَى صِحَّةِ مَا نَقُولُ فِي هَؤُلَاءِ الصَّلِيبِيِّينَ الَّذِينَ يُظَاهِرُونَ الْكُفَّارَ الْوَثَنِيِّينَ الْبُوذِيِّينَ عَلَى الْمُسْلِمِينَ الْمُوَحِّدِينَ الرُّوهِينْجَا: كَمَا ظَاهَرُوا الْمَسِيحِيِّينَ الْكُفَّارَ الْمُثَلِّثِينَ عَلَى الْمَسِيحِيِّينَ الْمُؤْمِنِينَ الْمُوَحِّدِينَ فِي مَجْمَعِ نِيقْيَا مِنْ قَبْلُ وَقَتَلُوهُمْ شَرَّ قَتْلَةٍ: وَاتَّهَمُوهُمْ بِالْهَرْطَقَةِ وَالتَّجْدِيفِ: وَلَمْ يُبْقُوا مِنْهُمْ اَحَداً :اِلَى اَنْ اَعَادَ التَّارِيخُ نَفْسَهُ مَعَ الْحُكُومَةِ الْبُوذِيَّةِ الْاِرْهَابِيَّةِ الْكَافِرَةِ الَّتِي يَدْعَمُهَا الصَّلِيبِيُّونَ بِكُلِّ مَااُوتُوا مِنْ قُوَّةٍ فِي قَتْلِ الْمُسْلِمِينَ الرُّوهِينْجَا وَالتَّنْكِيلِ بِهِمْ وَحَرْقِ مَنَازِلِهِمْ :اِلَى اَنْ نَفَدَ صَبْرُ الْعَزِيزِ الْجَبَّارِ ذِي انْتِقَامٍ: فَاَتَى عَلَى جَمِيعِ الْاَمْوَالِ الَّتِي يُقَدِّمُهَا الْمُسْلِمُونَ لِيَدْعَمُوا بِهَا الصَّلِيبِيِّينَ وَالْبُوذِيِّينَ فِي قَتْلِ اِخْوَانِهِمُ الْمُسْلِمِينَ فِي جَمِيعِ اَنْحَاءِ الْعَالَمِ مِنْ حَيْثُ لَايَشْعُرُونَ: فَمَاذَا نَفَعَتْكَ جمَيِعُ الْاَمْوَالِ الَّتِي قَدَّمَهَا لَكَ الْمَلِكُ سَلْمَانُ عَلَى صَحْنٍ مِنْ فِضَّةٍ: وَعَلَى صَحْنٍ آَخَرَ مِنَ الذَّهَبِ: وَعَلَى صَحْنٍ مِنْ مَاسٍ: وَعَلَى سَجَّادٍ اَحْمَرَ اِيرَانِيٍّ مَفْرُوشٍ مِنْ اَفْخَرِ اَنْوَاعِ السَّجَّادِ فِي الْعَالَمِ مِنْ اَجْلِ مُكَافَحَةِ الْأَبْرِيَاءِ الَّذِينَ تَتَّهِمُونَهُمْ بِالتَّطَرُّفِ وَالْإِرْهَابِ ظُلْماً وَعُدْوَاناً مِنْ دُونِ مُحَاكَمَتِهِمْ مُحَاكَمَةً عَادِلَةً: بَلْ تَلْجَؤُونَ فَوْراً اِلَى مُحَاكَمَتِهِمْ بِاَقْوَى الْأَسْلِحَةِ الْفَتَّاكَةِ الْعَنِيفَةِ الْوَحْشِيَّة: لَقَدْ حَلَقَ اللهُ لَكَ عَلَى الصِّفْرِ: كَمَا حَلَقْتَ لِاَمْوَالِ الشَّعْبِ السُّعُودِيِّ عَلَى الصِّفْرِ: حَتَّى اَصْبَحُوا يَفْرِضُونَ عَلَى الْمُوَاطِنِ السُّورِيِّ ضَرِيبَةً مِنْ شِدَّةِ الضَّائِقَةِ الِاقْتِصَادِيَّةِ الَّتِي يَمُرُّونَ بِهَا: بِسَبَبِ سَخَائِهِمْ بِهَذِهِ الْأَمْوَالِ فِي سَبِيلِ الشَّيْطَان{اِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا( كُفْراً اَصْغَرَ لَايُخْرِجُ عَنِ الْمِلَّةِ وَهُمُ الْمُسْلِمُونَ الَّذِينَ لَايُعْفِيهِمْ مِنَ الْمَسْؤُولِيَّةِ وَالْمُحَاسَبَةِ وَالْحَرْقِ وَالتَّعْذِيبِ الْاَلِيمِ الْمُهِينِ فِي جَهَنَّمَ بَقَاؤُهُمْ عَلَى مِلَّةِ الْاِسْلَامِ: وَكُفْراً اَكْبَرَ يُؤَكِّدُ الْخُرُوجَ عَنِ الْمِلَّةِ الْاِسْلَامِيَّةِ فِي كُلِّ مَرَّةٍ: وَهُمْ غَيْرُ الْمُسْلِمِينَ الَّذِينَ يَوَدُّونَ لَوْ نَكْفُرُ كَمَا هُمْ كَفَرُوا كُفْراً اَكْبَرَ يُخْرِجُ عَنْ مِلَّةِ الْاِسْلَامِ وَيُغَادِرُهَا اِلَى الْاَبَدِ وَلَايَنْوِي الْعَوْدَةَ اِلَيْهَا{يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيل ِاللهِ(مِنْ حَيْثُ لَايَشْعُرُونَ: وَنَعْنِي بِهِمُ الْكَافِرِينَ كُفْراً اَصْغَرَ لَايُخْرِجُ عَنِ الْمِلَّةِ: فَهَؤُلَاءِ بَقُوا مُحَافِظِينَ عَلَى اِسْلَامِهِمْ رَاضِينَ بِوُجُودِ خَلَلٍ كَبِيرٍ فِي اِيمَانِهِمْ لِمَاذَا؟ لِاَنَّهُمْ بِاَمْوَالِهِمْ يُسَاعِدُونَ اَعْدَاءَ اللهِ عَلَى اسْتِبَاحَةِ الضُّعَفَاءِ مِنْ دِمَاءِ الْمُسْلِمِينَ وَاَمْوَالِهِمْ وَاَعْرَاضِهِمْ مُتَجَاهِلِينَ اَنَّ نَصْرَهُمْ فِي حِمَايَةِ هَؤُلَاءِ الضُّعَفَاءِ مِنَ الْهَجَمَاتِ الْبَرْبَرِيَّةِ الْوَحْشِيَّةِ وَلَيْسَ فِي خُذْلَانِهِمْ وَضَارِبِينَ بِعُرْضِ الْحَائِطِ قَوْلَهُ عليه الصلاة والسلام[اَلْمُؤْمِنُ مَنْ اَمِنَهُ النَّاسُ عَلَى دِمَائِهِمْ وَاَمْوَالِهِمْ وَاَعْرَاضِهِمْ[اِنَّمَا تُنْصَرُونَ بِضُعَفَائِكُمْ(وَلَيْسَ الْاَمْرُ مُقْتَصِراً عَلَى كَفِّ اَذَاكُمْ عَنْهُمْ بَلْ عَلَى كَفِّ اَذَى غَيْرِكُمْ اَيْضاً عَنْهُمْ بِدَلِيل[مَنْ لَمْ يَهُمُّهُ اَمْرَ الْمُسْلِمِينَ فَلَيْسَ مِنْهُمْ(وَخَاصَّةً هَؤُلَاءِ الَّذِينَ يُدَمِّرُونَ الْمَشَافِيَ بِلَاشَفَقَةٍ وَلَارَحْمَةٍ وَلَايَتَّقُونَ الدُّعَاءَ الْمُسْتَجَابَ الَّذِي لَيْسَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ اللهِ حِجَابٌ وَهُوَ دُعَاءُ الْمَرِيضِ الْمَظْلُومِ الَّذِي يَنْبَغِي لَهُ اَنْ يَدْعُوَ عَلَى مَنْ خَذَلَهُ اَوّلاً مِنْ اِخْوَانِهِ الْمُسْلِمِينَ قَبْلَ اَنْ يَدْعُوَ عَلَى اَعْدَاءِ الله{فَسَيُنْفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً(بِسَبَبِ دُعَاءِ هَؤُلَاءِ الْمَظْلُومِينَ عَلَيْهِمْ اَنْ يَمْحَقَ اَمْوَالَهُمْ مَحْقاً يَسْلُبُ الْبَرَكَةَ مِنْهَا وَتَحِلُّ اللَّعْنَةُ عَلَيْهِمْ وَعَلَى اَمْوَالِهِمْ بَدَلَ الْبَرَكَة{ ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُوا(كُفْراً اَكْبَرَ وَاَصْغَرَ{ اِلَى جَهَنَّمَ(الْاَبَدِيَّةِ لِلْاَكْبَرِ وَالْمُؤَقَّتَةِ لِلْاَصْغَرِ{ يُحْشَرُون لِيَمِيزَ اللهُ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّب(اِنَّهُ التَّمْيِيزُ:اِنَّهَا الْغَرْبَلَةُ الَّتِي تَسْبِقُهَا الْاَزَمَاتُ وَالْكَوَارِثُ وَالْمَصَائِبُ الَّتِي يُسَلِّطُهَا اللهُ عَلَى هَؤُلَاءِ؟ مِنْ اَجْلِ تَحْقِيقِ هَذِهِ الْغَرْبَلَةِ وَافْتِضَاحِ هَؤُلَاءِ اَمَامَ اللهِ وَاَمَامَ اَنْفُسِهِمْ وَلَوْ لَمْ يَفْضَحْهُمُ اللهُ اَمَامَ النَّاسِ وَمَهْمَا سَتَرَ عَلَيْهِمْ: فَيَكْفِيهِمْ اَنَّهُ سُبْحَانَهُ فَضَحَهُمْ اَمَامَ اَنْفُسِهِمْ وَعَرَّاهُمْ: وَوَضَعَ اِيمَانَهُمْ عَلَى الْمَحَكِّ: لِيَنْزِلَ بِحَرَارَةِ اِيمَانِهِمْ اَمَامَ اَنْفُسِهِمْ اِلَى اَدْنَى دَرَجَةٍ تَحْتَ الصِّفْرِ مِنَ الْجُمُودِ الْاِيمَانِيِّ وَانْعِدَامِ الْحَمِيَّةِ الْاِيمَانِيَّةِ الْإِسْلَامِيَّةِ{وَاِنْ مِنْ قَرْيَةٍ اِلَّا نَحْنُ مُهْلِكُوهَا قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ اَوْ مُعَذِّبُوهَا عَذَاباً شَدِيداً: كَانَ ذَلِكَ فِي الْكِتَابِ مَسطُوراً(فَمَاذَا نَفَعَتْكَ اَيُّهَا الْخَبِيثُ تَرَمْبُ كُلُّ هَذِهِ الْاَمْوَالِ اَنْتَ وَاَحْفَادُ الْقِرَدَةِ الْيَهُودُ وَالْخَنَازِيرُ الصُّلْبَانُ الْخَوَنَةُ الَّذِينَ تَدْعَمُهُمْ بِالْمَالِ وَالسِّلَاحِ بِكُلِّ مَااُوتِيتُمْ مِنْ قُوَّةٍ: بَلْ تَتَسَابَقُونَ مَعَ دُوَلٍ كَثِيرَةٍ فِي جَمِيعِ اَنْحَاءِ الْعَالَمِ مِنْ اَجْلِ اِرْضَائِهِمْ وَبِنَاءِ دَوْلَتِهِمْ وَكَيَانِهِمْ عَلَى حِسَابِ تَعَاسَةِ الْمُسْلِمِينَ وَبُؤْسِهِمْ وَشَقَائِهِمْ وَحُزْنِهِمْ وَحَسْرَتِهِمْ وَلَوْعَتِهِمْ وَحِرْمَانِهِمْ مِنْ اَبْسَطِ مُقَوِّمَاتِ الْعَيْشِ: نَعَمْ مَاذَا نَفَعَتْكَ هَذِهِ الْاَمْوَالُ اَمَامَ جُنْدِيٍّ مِنْ جُنُودِ اللهِ وَهُوَ هَذَا الْاِعْصَارُ الَّذِي لَاتَسْتَطيِعُ اَعْتَى وَاَقْوَى الْاَسْلِحَةِ فِي الْعَالَمِ اَنْ تَقِفَ فِي طَرِيقِهِ: وَلَا التَّجَارِبُ النَّوَوِيَّةُ وَالصَّارُوخِيَّةُ الَّتِي تُجْرِيهَا هِنْدُ وَبَاكِسْتَانُ وَكُورْيَا وَاِيرَانُ: وَلَابَرَامِيلُ قَائِدِنَا بَشَّارَ الْمُتَفَجِّرَةُ :وَلَا اَسْلِحَتُهُ الْكِيمَاوِيَّةُ الَّتِي تَدْعَمُونَهُ بِهَا اَنْتُمْ وَالْيَهُودُ فِي قَتْلِ الشَّعْبِ السُّورِيِّ: وَلَاهَذِهِ التَّمْثِيلِيَّةُ الْكَاذِبَةُ الْحَقِيرَةُ الَّتِي تَضْحَكُونَ بِهَا عَلَى الْعَالَمِ عَامَّةً وَعَلَى الشَّعْبِ السُّورِيِّ خَاصَّةً فِي اَنَّكُمْ قُمْتُمْ بِاِزَالَةِ جَمِيعِ الْاَسْلِحَةِ الْكِيمَاوِيَّةِ مِنْ سُورْيَا وَالتَّخَلُّصِ مِنْهَا بَعِيداً عَنْ سُورِيَّا :وَاَنْتُمْ تَعْلَمُون َجَيِّداً اَنَّكُمْ لَمْ تَفْعَلُوا مِنْ ذَلِكَ كُلِّهِ شَيْئاً: نَعَمْ ايها الاخوة مَسَاحَةُ سُورِيَّا 185 اَلْفَ كِيلُو مِتْرَ مُرَبَّع: وَاَمَّا مَسَاحَةُ وَلَايَةِ فْلُورِيدَا فَهِيَ 171 اَلْفَ كِيلُو مِتْرَ مُرَبَّعٍ: نَعَمْ لَكِنَّ جُنْدِيّاً مِنْ جُنُودِ اللهِ فَعَلَ بِاَمْرِيكَا مَالَمْ تَفْعَلْهُ أَمْرِيكَا بِكُلِّ سُورِيَّا: وَمَارُوسْيَا مِنْ غَضَبِ اللهِ بِبَعِيدَةٍ وَلَا الطَّاغِيَةُ الْجَبَّارُ السَّفَّاحُ قَاتِلُ الْمَرْضَى وَالْاَطْفَالِ الْاِرْهَابِّيُّ الْاَكْبَرُ بُوتِين: نَعَمْ أَرْبَعَةُ مَلَايِينِ لَاجِئٍ وَمُهَجَّرٍ اَمْرِيكِيّ: نَعَمْ نِصْفُ مِلْيُونِ مَنْزِلٍ اَمْرِيكِيٍّ مُدَمَّر: نَعَمْ قُرىً وَبَلْدَاتٌ كَامِلَةٌ حَوَّلَهَا الْاِعْصَارُ اِلَى اَطْلَالٍ: نَعَمْ خَسَائِرٌ مَادِّيَّةٌ تُقَدَّرُ ب200 مِلْيَارْ دُولَار: نَعَمْ فَلَا قَنَابِلُ نَوَوِيَّةٌ نَفَعَتْ فِي الْوُقُوفِ اَمَامَ وَجْهِ الْاِعْصَارِ وَلَاطَائِرَاتُ اِفْ 35 نَفَعَتْ: وَلَاصَوَارِيخُ كْرُوزْ وَتُومَاهُوكْ الَّتِي يَتَبَاهَى بِهَا الْخَنَازِيرُ الصُّلْبَانُ وَعُمَلاؤُهُمُ الْخَوَنَةُ وَاَذْنَابُهُمْ اَنْقَذَتْ أَمْرِيكَا مِنْ دَمَارٍ مُحَقَّقٍ {وَلَاعَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ اَمْرِ اللهِ اِلَّا مَنْ رَحِمَ{وَكَذَلِكَ اَخْذُ رَبِّكَ اِذَا اَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ اِنَّ اَخْذَهُ اَلِيمٌ شَدِيدٌ(بِسَبَبِ الطُّغْيَانِ وَالظُّلْمِ الَّذِي يُمَارِسُونَهُ عَلَى الضُّعَفَاءِ الَّذِينَ لَنْ يَنْصُرَ اللهُ هَؤُلَاءِ الصَّلِيبِيِّينَ اِلَّا بِبَرَكَتِهِمْ وَبَرَكَةِ الرَّحْمَةِ فِي التَّعَامُلِ مَعَهُمْ: وَوَاللهِ الَّذِي لَا اِلَهَ اِلَّا هُوَ: سَيَنْصُرُهُمُ اللهُ عَلَى اَعْدَائِهِمْ مَهْمَا كَانُوا كُفَّاراً: اِذَا اَحْسَنُوا التَّعَامُلَ مَعَ هَؤُلَاءِ الضُّعَفَاءِ: لِقَوْلِهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ: أَيُّهَا النَّاسُ: اِنَّمَا تُنْصَرُونَ بِضُعَفَائِكُمْ وَضُعَفَاءِ غَيْرِكُمْ: اَوْ كَمَا قَالَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام: نعم أيها الاخوة: لَكِنْ لِنَنْظُرْ اِلَى الْخَنَازِيرِ الصُّلْبَانِ الْخَوَنَةِ لَعْنَةُ اللهِ عَلَيْهِمْ وَعَلَى صُلْبَانِهِمُ الْقَذِرَةِ كَيْفَ يُحْسِنُونَ التَّعَامُلَ مَعَ هَؤُلَاءِ الضُّعَفَاءِ وَكَيْفَ يَرْحَمُونَ الْمُجْرِمِينَ فِي الْحُكُومَةِ الْبُوذِيَّةِ الْإِرْهَابِيَّةِ الْكَافِرَةِ وَلَايَرْحَمُونَ ضَحَايَاهُمُ الضُّعَفَاءَ الْمَسَاكِينَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ الرُّوهِينْجَا الَّذِينَ تَرْفُضُ جَمِيعُ الدُّوَلِ الصَّلِيبِيَّةِ اسْتِقْبَالَهُمْ وَاحْتِضَانَهُمْ عَلَى اَرَاضِيهَا: وَنُقْسِمُ بِاللهِ الْعَظِيمِ اَيُّهَا الصَّلِيبِيُّونَ: اَنَّ الْحَسَنَةَ مَعَ هَؤُلَاءِ فِي مِيزَانِ اللهِ بِمِائَةِ مِلْيُونِ حَسَنَةٍ مِنْ شِدَّةِ مَظْلُومِيَّتِهِمْ وَقَهْرِهِمْ وَبُؤْسِهِمْ وَشَقَائِهِمْ: يَقُولُ الدُّكْتُورُ عُمَرُ عَبْدِ الْكَافِي فِيمَا يَتَعَلَّقُ بِقَضِيَّةِ بُورْمَا: لَابَاْسَ اَنْ تُعْطِيَ مِنْ وَقْتِكَ 90 ثَانِيَةً لِتَعْرِفَ مَاهِيَ مُشْكِلَةُ بُورْمَا وَالْمُسْلِمِينَ فِيهَا: نَعَمْ اَلْقَضِيَّةُ بِاخْتِصَار: دَوْلَةٌ مُسْلِمَةٌ اِسْمُهَا اَرَاكَانْ: بِهَا ثَلَاثَةُ مَلَايِينِ مُسْلِمٍ: بَدَاَ مِنْ خِلَالِهِمْ يَنْتَشِرُ الْإِسْلَامُ فِي دَوْلَةٍ مُجَاوِرَةٍ اِسْمُهَا بُورْمَا ذَاتِ الْأَغْلَبِيَّةِ الْبُوذِيَّةِ: فِي عَامْ 1784 أَيْ قَبْلَ مِائَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ سَنَة: حَقَدَ الْبُوذِيُّونَ عَلَى الْمُسْلِمِينَ فِي اَرَاكَانَ: فَحَارَبُوهَا وَقَتَلُوا الْمُسْلِمِينَ فِيهَا: وَفَعَلُوا بِهِمُ الْاَفَاعِيلَ: وَضَمُّوا اَرَاكَانَ الَى بُورْمَا: وَغَيَّرُوا اسْمَهَا اِلَى مَيِنْمَارْ: وَأَصْبَحَتْ جُزْءاً مِنْ بُورْمَا: وَاَصْبَحَ الْمُسْلِمُونَ فِيهَا بَعْدَ اَنْ كَانُوا فِي دَوْلَةٍ مُسْتَقِلَّةٍ: اَصْبَحُوا اَقَلِّيَّةً عَدَدُهُمْ ثَلَاثَةُ اَوْ أَرْبَعَةُ مَلَايِينِ مُسْلِمٍ: وَالْاَغْلَبِيَّةُ بُوذِيَّةٌ وَعَدَدُهُمْ خَمْسُونَ مِلْيُوناً: لَكِنْ لِمَاذَا ايها الاخوة قَالَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى{فَاِذَا انْسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُّمُوهُمْ(لِنُتَابِعْ مَعَ الدُّكْتُورِ الْكَافِي حَتَّى نَعْرِفَ الْحَقِيقَة: وَالْجَوَابَ عَلَى هَذِهِ الْآَيَةِ وَالرَّدَّ عَلَى الْمُسْلِمِينَ الْمُتَقَاعِسِينَ الْمُتَخَاذِلِينَ الَّذِينَ يَتَبَجَّحُونَ بِشَمَّاعَةِ التَّطَرُّفِ وَالْإِرْهَابِ وَيَتَّهِمُونَ بَعْضَهُمْ بِالتَّطَرُّفِ وَالْإِرْهَابِ إرْضَاءً لِاَسْيَادِهِمْ مِنْ اَحْفَادِ الْقِرَدَةِ الْيَهُودِ وَالْخَنَازِيرِ الصُّلْبَانِ الْخَوَنَةِ الَّذِينَ يَرِيدُونَ التَّطَرُّفَ وَالْاِرْهَابَ اَنْ يَكُونَ حِكْراً لَهُمْ فَقَطْ بَرّاً وَبَحْراً وَجَوّاً وَمَحْظُوراً عَلَى غَيْرِهِمْ وَلِذَلِكَ يَعْمَلُونَ جَاهِدِينَ بِاَنْفُسِهِمْ وَبِاَذْنَابِهِمْ وَعُمَلَائِهِمُ الْخَوَنَةِ الْمُسْلِمِينَ الَّذِينَ اَسْلَمُوا اَنْفُسَهُمْ لِلْمَادَّةِ فَقَطْ ضَارِبِينَ بِخَالِقِهَا عُرْضَ الْحَائِطِ عَلَى اَنْ يَمْتَصُّوا مِنَّا الْغَيْرَةَ وَالْحَمِيَّةَ الْإِسْلَامِيَّةَ فِي قِتَالِ أَعْدَاءِ اللهِ الْمُجْرِمِينَ بِمِسْمَارِ جِحَا الَّذِي يَضْحَكُونَ بِهِ عَلَيْنَا وَهُوَ مُكَافَحَةُ التَّطَرُّفِ وَالْاِرْهَابِ مِنْ اَجْلِ اَنْ يَسْهُلَ قَضَاؤُهُمْ عَلَيْنَا اَوْ تَبَعِيَّتُنَا لَهُمْ بِذُلٍّ وَاسْتِعْبَادٍ وَيَسْتَنْزِفُوا خَيْرَاتِنَا وَيَعِيشُوا مُنَعَّمِينَ مُرَفَّهِينَ مُتْرَفِينَ عَلَى حِسَابِ تَعَاسَتِنَا وَشَقَائِنَا وَبُؤْسِنَا: يَقُولُ الدُّكْتُورُ عَبْدُ الْكَافِي: كَوَّنَ الْمُسْلِمُونَ قُرىً مُسْتَقِلَّةً لَهُمْ يَعِيشُونَ فِيهَا وَيُتَاجِرُونَ: وَفِيهَا جَمْعِيَّاتٌ تَكْفَلُ دُعَاتَهُمْ وَمَسَاجِدَهُمْ: فَصَارَ هَؤُلَاءِ الْبُورْمِيُّونَ الْبُوذِيُّونَ يَهْجُمُونَ عَلَى قُرَى الْمُسْلِمِينَ لِيُخْرِجُوهُمْ مِنْ دِيَارِهِمْ: نَعَمْ وَقَبْلَ فَتْرَةٍ لَيْسَتْ بِبَعِيدَةٍ: وَقَعَتْ مَذْبَحَةٌ مُرَوّعَةٌ: حَيْثُ اعْتَرَضَتْ مَجْمُوعَةٌ مِنَ الْبُوذِيِّينَ الشَّرِسِينَ: حَافِلَةً تُقِلُّ عَشَرَةً مِنَ الدُّعَاةِ مِنْ حَفَظَةِ الْقُرْآَنِ الَّذِينَ كَانُوا يَطُوفُونَ عَلَى الْقُرَى الْمُسْلِمَةِ يُحَفِّظُونَهُمُ الْقُرْآَنَ وَيَدْعُونَهُمْ اِلَى اللهِ تَعَالَى وَيُزَوِّجُونَهُمْ وَيُعَلِّمُونَهُمْ أُمُورَ دِينِهِمْ: فَمَاذَا حَدَثَ بَعْدَ ذَلِك(نَامُوا أَيُّهَا الْخَوَنَةُ الْمُتَقَاعِسُونَ الْمُتَخَاذِلُونَ عَنْ نُصْرَةِ اِخْوَانِكُمْ: فَمَا فَازَ اِلَّا النُّوَّمُ: وَلَاتَسْتَجِيبُوا اِلَّا لِهَؤُلَاءِ الَّذِينَ يَنْبُذُونَ التَّطَرُّفَ وَالْإِرْهَابَ بِكَلِمَةِ حَقٍّ أَرَادُوا بِهَا بَاطِلاً وَمُنْكَراً مِنَ الْقَوْلِ وَزُوراً: وَهُوَ اَنْ يَمْتَصُّوا مِنْكُمُ الْغَيْرَة َوَالْحَمِيَّةَ الْاِيمَانِيَّةَ الْإِسْلَامِيَّةَ مِنْ اَجْلِ اَنْ تُسْلِمُوا رِقَابَكُمْ لِلذَّبْحِ اِلَى أَعْدَاءِ اللهِ الَّذِينَ يَتَعَاطَوْنَ الْخَمْرَ وَالْمُخَدِّرَاتِ وَحُبُوبَ الْهَلْوَسَةِ( نَعَمْ اِعْتَرَضَتْ هَذِهِ الْمَجْمُوعَةُ الْبَائِسَةُ الْبُوذِيَّةُ الْيَهُودِيَّةُ الصَّلِيبِيَّةُ الصَّفَوِيَّةُ: حَافِلَةَ الدُّعَاةِ: وَاَخَذُوا يُخْرِجُونَهُمْ وَيَضْرِبُونَهُمْ ضَرْباً مُبَرِّحاً: ثُمَّ جَعَلُوا يَعْبَثُونَ فِي أَجْسَادِهِمْ بِالسَّكَاكِينِ: ثُمَّ اَخَذُوا يَرْبِطُونَ لِسَانَ الْوَاحِدِ مِنْهُمْ وَيَنْزِعُونَهُ مِنْ حَلْقِهِ مِنْ غَيْرِ شَفَقَةٍ وَلَارَحْمَةٍ: كُلُّ ذَلِكَ فَقَطْ لِحِقْدِهِمُ الدَّفِينِ عَلَيْهِمْ؟ لِاَنَّهُمْ كَانُوا يَدْعُونَ اِلَى اللهِ وَيُعَلِّمُونَ النَّاسَ الدِّينَ وَالْقُرْآَن:َ ثُمَّ جَعَلُوا يَطْعَنُونَ الدُّعَاةَ بِالسَّكَاكِينِ وَيُقَطِّعُونَ أَيْدِيَهُمْ وَاَرْجُلَهُمْ حَتَّى مَاتُوا وَاحِداً تِلْوَ الْآَخَرِ{نَعَمْ أَيُّهَا الْخَوَنَةُ الْمُجْرِمُونَ الَّذِينَ تَزْعُمُونَ اَنَّكُمْ تُكَافِحُونَ التَّطَرُّفَ وَالْإِرْهَابَ: اَنْتُمْ أَعْدَاءُ اللهِ الْحَقِيقِيُّونَ: هَلْ سَلَّمْتُمْ حُدُودَ اللهِ اِلَى أَعْدَاءِ اللهِ لِيُنَكِّلُوا بِهَا بِالْمُسْلِمِينَ تَنْكِيلاً: هَلْ قَالَ اللهُ تَعَالَى: اِنَّمَا جَزَاءُ الْمُسْلِمِينَ الْمُوَحِّدِينَ الدُّعَاةِ حَفَظَةِ الْقُرْآَن ِمِنَ{الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَاداً: اَنْ يُقَتَّلُوا اَوْ يُصَلَّبُوا اَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَاَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلَافٍ( هَلْ تُرِيدُونَ بِنَبْذِكُمْ لِلتَّطَرُّفِ وَالْإِرْهَابِ اَنْ تَجْعَلُوا حُدُودَ اللهِ وَحْشِيَّةً عَلَى الْمُسْلِمِينَ الْأَبْرِيَاءِ وَاَنْ تَحْمُوا وَتَحْفَظُوا مِنْهَا أَعْدَاءَ اللهِ الْمُجْرِمِين: عِوَضاً مِنْ اَنْ تُطَبِّقُوا هَذِهِ الْحُدُودَ عَلَى مُسْتَحِقِّيهَا مِنْ اَعْدَاءِ اللهِ هَؤُلَاء: نعم أيها الاخوة: ثُمَّ يَقُولُ الدُّكْتُورُ الْكَافِي: فَثَارَ الْمُسْلِمُونَ دِفَاعاً عَنْ دُعَاتِهِمْ وَعَنْ أَئِمَّةِ مَسَاجِدِهِمْ وَخُطَبَائِهِمْ: فَاَقْبَلَ الْبُوذِيُّونَ عَلَيْهِمْ: وَبَدَؤُوا يُحْرِقُونَ الْقَرْيَةَ تِلْوَ الْأُخْرَى: حَتَّى وَصَلَ عَدَدُ الْبُيُوتِ الْمُسْلِمَةِ الْمَحْرُوقَةِ اِلَى 2600 بَيْتاً: مَاتَ فِيهَا مَنْ مَاتَ: وَفَرَّ مَنْ فَرَّ: وَنَزَحَ مِنْ هَذِهِ الْقُرَى 90 اَلْفاً عَنْ طَرِيقِ الْبَحْرِ وَالْبَرِّ: وَلَايَزَالُ الذَّبْحُ وَالْقَتْلُ فِي الْمُسْلِمِينَ مُسْتَمِرّاً اِلَى يَوْمِنَا هَذَا: وَلَمْ يَكْتَفِ الْبُوذِيُّونَ بِذَلِكَ: بَلْ قَامُوا أَيْضاً بِاغْتِصَابِ فَتَيَاتِ الْمُسْلِمِينَ وَبَنَاتِهِمْ وَزَوْجَاتِهِمْ: لِدَرَجَةٍ تَصِلُ اِلَى الْوَفَاةِ: وَكُلُّ ذَلِكَ عَلَى مَرْاَى مِنْ اَعْيُنِ اَهَالِيهِنَّ وَهُمْ تَحْتَ شَفَرَاتِ السَّكَاكِينِ: يَقُولُ الدُّكْتُورُ الْكَافِي: لِمَاذَا ضَاعَتْ غَيْرَتُنَا: كُلُّنَا يَسْاَلُ نَفْسَهُ الْآَنَ: مَاذَا اَفْعَلُ لَهُمْ: وَاجِبُكَ نَحْوَهُمُ الْآَنَ شَيْئَانِ: أَوَّلاً اَنْ تَدْعُوَ لَهُمْ: ثَانِياً اَنْ تَنْشُرَ قَضِيَّتَهُمْ لَكِيَ يَعْرِفَهَا النَّاسُ وَهَذَا اَضْعَفُ الْاِيمَانِ: اِذَا اَتْمَمْتَ الْقِرَاءَةَ: فَافْعَلْ مَايُمْلِيهِ عَلَيْكَ ضَمِيرُكَ: هَذَا اِنْ كَانَ ضَمِيرُكَ لَايَزَالُ عَلَى قَيْدِ الْحَيَاةِ: وَحَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الْوَكِيل: اُنْشُرْهَا لِيَعْرِفَ الْعَرَبُ وَالْمُسْلِمُونَ قَضِيَّتَهُمْ: اِنْتَهَى كَلَامُ الْكَافِي: فَهَلْ اَدْرَكْتُمُ الْآَنَ أَيُّهَا الْاِخْوَة لِمَاذَا يَقُولُ اللهُ تَعَالَى{فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُّمُوهُمْ( لِتُطَهِّرُوا الْاَرْضَ مِنْ رِجْسِهِمْ وَنَجَاسَتِهِمْ وَاِجْرَامِهِمْ؟ لِاَنَّ حَيَاتَكُمْ لَاتَسْتَمِرُّ عَلَى وَجْهِ هَذِهِ الْاَرْضِ اِلَّا بِقَتْلِهِمْ؟ لِاَنَّكُمْ اِنْ لَمْ تَقْتُلُوهُمْ لِسَبَبٍ شَرْعِيٍّ اَرَادَهُ اللهُ فَسَيَقْتُلُونَكُمْ لِاَتْفَهِ الْاَسْبَابِ؟ لِاَنَّكُمْ اِنْ لَمْ تُحَقِّقُوا اِرَادَةَ اللهِ فِيهِمْ فَسَيُحَقِّقُ اللهُ اِرَادَتَهُمْ بِكُمْ لِيَفْعَلُوا بِكُمُ الْاَفَاعِيلَ: وَهَذِهِ سُنَّةُ اللهِ فِي خَلْقِهِ كَهَذَا الْاِعْصَارِ الَّذِي سَتَقِفُونَ اَمَامَهُ مَكْتُوفِي الْاَيْدِي وَلَنْ تَسْتَطِيعُوا اَنْ تَفْعَلُوا لِلْخَلَاصِ مِنْهُ شَيْئاً وَكَذَلِكَ هَذَا الْاِعْصَارُ الْقِتَالِيُّ الْجِهَادِيُّ الَّذِي اخْتَصَّ بِهِ سُبْحَانَهُ هَذِهِ الْاُمَّةَ الَّتِي اِنْ تَجَاهَلَتْهُ فَسَيَبْدَاُ بِضُعَفَائِهَا وَاَبْرِيَائِهَا حَصْداً كَمَا فَعَلَ بِاَبْرِيَاءِ فْلُورِيدَا وَضُعَفَائِهِمْ وَهَذَا هُوَ بِالضَّبْطِ مَعْنَى قَوْلِهِ تَعَالَى فِي سُورَةِ الْاَنْفَالِ{وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَاتُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا اَنَّ اللهَ شَدِيدُ الْعِقَاب( وَمَانَحْسَبُ هَذِهِ الْآَيَةَ نَزَلَتْ اِلَّا مِنْ اَجْلِ هَؤُلَاءِ الْمُشْرِكِينَ الْاَنْجَاسِ وَهِيَ قَوْلُهُ تَعَالَى{وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَااُولِي الْاَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُون(وَنَحْنُ نَقُولُ مَالَايَتَجَرَّاُ الْكَافِي عَلَى قَوْلِهِ: وَهُوَ اَنَّ هَذِهِ الْمُؤَامَرَةَ الْيَهُودِيَّةَ الصَّلِيبِيَّةَ الصَّفَوِيَّةَ الْقَذِرَةَ الَّتِي لَايُسَلِّطُ الْاِعْلَامُ الْمَرْئِيُّ وَلَا الْمَسْمُوعُ الضَّوْءَ عَلَيْهَا: وَالَّتِي بَدَاَتْ بِتَوَاطُؤٍ صَلِيِبيٍّ قَذِرٍ مَعَ هَؤُلَاءِ الْخَوَنَةِ فِي حَرَكَةِ طَالْبَانَ وَالْقَاعِدَةِ عَلَى تَدْمِيرِ التَّمَاثِيلِ الْبُوذِيَّةِ مِنْ اَجْلِ تَحْرِيضِ الْبُوذِيِّينَ عَلَى الْمُسْلِمِينَ فِي جَمِيعِ اَنْحَاءِ الْعَالَمِ: فَهَلْ اَدْرَكْتُمُ الْآَنَ أَيُّهَا الرُّهْبَانُ الْبُوذِيُّونَ حَجْمَ الْمُؤَامَرَةِ: لَابُدَّ اَنْ تَكُونُوا عَلَى وَعْيٍ تَامٍّ وَاَنَّهُ لَنْ يُنْقِذَكُمْ مِنَ التَّطَرُّفِ وَالْإِرْهَابِ غَيْرِ الْمَشْرُوعِ اِلَّا أَبْنَاءُ الْوَطَنِ الْمُسْلِمُونَ الَّذِينَ تَتَعَايَشُونَ مَعَهُمْ وَالَّذِينَ لَاذَنْبَ لَهُمْ فِي تَدْمِيرِ تَمَاثِيلِكُمْ: وَهَلْ حَرَّكَتْ سَاكِناً حَرَكَةُ طَالْبَانَ الْخَائِنَةِ وَالْقَاعِدَةُ مِنْ اَجْلِ نُصْرَة إِخْوَانِهِمُ الْمُسْلِمِينَ: اَمْ تَحَرَّكَتْ مِنْ اَجْلِ قَتْلِ الْمُسْلِمِينَ فِي سُورِيَّا: ونترك القلم الآن لمشايخنا المعارضين قائلين: جَاءَ رَجُلٌ جَاهِلٌ اِلَى جَامِعِ السَّلَامِ فِي طَرْطُوسَ مَسْبُوقاً: وَلَمْ يُدْرِكْ مَعَ الْاِمَامِ اِلَّا رَكْعَةً وَاحِدَةً عِنْدَ صَلَاةِ الْعَصْرِ جَمَاعَةً: فَقَامَ لِيَاْتِيَ بِبَقِيَّةِ الرَّكَعَاتِ الثَّلَاثِ مُنْفَرِداً بَعْدَ اَنِ انْتَهَى الْاِمَامُ مِنَ التَّسْلِيمَتَيْنِ: وَبَدَاَ الْمُؤَذِّنُ بِقِرَاءَةِ الْاَذْكَارِ بَعْدَ الصَّلَاةِ: اَسْتَغْفِرُ اللهَ ثَلَاثاً اَللَّهُمَّ اَنْتَ السَّلَامُ وَمِنْكَ السَّلَامُ اِلَى آَخِرِ الْاَذْكَارِ: فَاِذَا بِالْمُوبَايْلِ الَّذِي حَمَلَهُ الْمَسْبُوقُ فِي جَيْبِهِ: يَرِنُّ رَنّاً مُزْعِجاً مُشَوِّشاً عَلَى الذَّاكِرِينَ: يَقُولُ الْمَسْبُوقُ صَاحِبُ هَذَا السُّؤَالِ: كُنْتُ اَنْتَظِرُ مُكَالَمَةً هَامَّةً تَتَعَلَّقُ بِمَسْاَلَةِ حَيَاةٍ اَوْ مَوْتٍ: وَلِذَلِكَ لَمْ اَقُمْ بِاِغْلَاقِ الْمُوبَايْلِ وَاَنَا فِي الصَّلَاةِ وَكَانَ بِاِمْكَانِي اَنْ اَفْعَلَ ذَلِكَ: لَكِنْ مِنْ شِدَّةِ لَهْفَتِي: طَارَ صَوَابِي: فَاَسْرَعْتُ فِي الصَّلَاةِ: وَقُمْتُ بِالرَّدِّ عَلَى الْمُكَالَمَةِ الْهَاتِفِيَّةِ: وَاَعْتَرِفُ اَنِّي أَحْدَثْتُ جَلَبَةً وَضَجِيجاً وَتَشْوِيشاً عَلَى الذَّاكِرِينَ لِاَذْكَارِ مَابَعْدَ الصَّلَاةِ: لَكِنْ يَشْهَدُ اللهُ اَنِّي لَمْ اَتَعَمَّدْ ذَلِكَ: وَاِنَّمَا جَاءَتْنِي حَالَةٌ نَفْسِيَّةٌ مِنَ التَّخَبُّطِ : لَمْ اَكُنْ اَدْرِي بَعْدَهَا مَااَفْعَلُ وَلَا مَااَقُولُ مِنْ شِدَّةِ لَوْعَتِي وَلَهْفَتِي عَلَى خَبَرٍ يَصِلُنِي عَنْ وَلَدِي الَّذِي يَرْقُدُ فِي مَشْفَى خَارِجَ سُورِيَّا مَابَيْنَ الْحَيَاةِ وَالْمَوْتِ بَعْدَ اَنْ تَعَرَّضَ لِحَادِثِ سَيْرٍ اَلِيمٍ وَصَلَتْنِي اَخْبَارُهُ عَبْرَ الْوَاتْسْ اَبْ: يَقُولُ صَاحِبُ هَذِهِ الرِّسَالَةِ: فَانْتَهَرَنِي خَادِمُ الْمَسْجِدِ وَالْمُؤَذِّنُ بِقُوَّةٍ: وَاَمَرَا بِاِخْرَاجِي خَارِجَ الْمَسْجِدِ قَائِلِين: اَمَا تَكْفِيكَ رَنَّةُ مُوبَايْلِكَ الْمُزْعِجَةِ وَاَنْتَ تُصَلِّي: هَلْ تُرِيدُ التَّشْوِيشَ عَلَيْنَا مِنْ خِلَالِ صَلَاتِكَ وَبَعْدَ الِانْتِهَاءِ منْهَا أَيْضاً{اِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ{وَاِنَّ اَنْكَرَ الْاَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ(فَرَفَعْتُ صَوْتِي عَلَيْهِمَا مُنْتَهِراً لَهُمَا أَيْضاً: وَقُلْتُ لَهُمَا: اَسْاَلُ اللهَ اَنْ يَرْزُقَكُمَا نَفْسَ اللَّوْعَةِ الَّتِي اَصَابَتْنِي: فَهَجَمَا عَلَيَّ وَكَادَا اَنْ يَبْطِشَا بِي: فَجَاءَ اَحَدُ الْحَاضِرِينَ وَجَذَبَنِي بِقُوَّةٍ: وَاَخْرَجَنِي بَعِيداً عَنِ الْمَسْجِدِ: وَهَدَّدَنِي اَنَّهُمَا رُبَّمَا يَطْلُبَانِ الشَّرِطَةَ اِنْ عُدْتَّ اِلَى هَذَا الْمَسْجِدِ ثَانِيَةً: وَالْجَوَابُ عَلَى ذَلِكَ{اِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ(لَكِنْ مَنْ قَالَ لَكُمَا أَيُّهَا الْاَحْمَقَانِ الْمَعْتُوهَانِ اَنَّ اللهَ لَايَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَاَنْتُمَا تَسْمَعَانِ هَذِهِ الْآَيَةَ جَيِّداً فِي خِتَامِ كُلِّ خُطْبَةِ جُمُعَةِ يَخْطُبُهَا الْخَطِيبُ{اِنَّ اللهَ يَاْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَاِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ(وَهَذِهِ نَاحِيَة: وَمِنَ النَّاحِيَةِ الْأُخْرَى: فَاِنَّ اللهَ الَّذِي يَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ غَفُورٌ رَحِيمٌ: لَكِنْ مَنْ قَالَ لَكُمَا يَامَنْ لَمْ تَرْحَمَا لَوْعَتَهُ عَلَى وَلَدَهُ اَنَّ الصَّلَاةَ الَّتِي تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ لَيْسَتْ غَفُورَةً رَحِيمَةً: هَلْ اَنْتُمْ تَعْبُدُونَ اِلَهَيْنِ مِنْ دُونِ اللهِ: هَلْ رَبُّنَا سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى هُوَ اِلَهٌ لِلْخَيْرِ يَغْفِرُ وَيَرْحَمُ: وَهَلِ الصَّلَاةُ الَّتِي تَتَعَبَّدُونَ اللهَ بِهَا هِيَ اِلَهٌ لِلشَّرِّ لَايَغْفِرُ وَلَايَرْحَمُ: كَيْفَ ذَلِكَ وَاللهُ تَعَالَى يَقُول{اَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفاً مِنَ اللَّيْلِ اِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّآَتِ(فَاِذَا لَمْ تَحْمِلِ الصَّلَاةُ مَعْنَى الْاِعَانَةِ لِخَلْقِ اللهِ فَلِمَاذَا قَرَنَهَا سُبْحَانَهُ مَعَ فَرِيضَةِ الزَّكَاةِ وَفِيهَا مَافِيهَا مِنْ اِعَانَةٍ فِي اَكْثَرَ مِنْ ثَمَانِينَ مَوْضِعاً فِي الْقُرْآَنِ وَلِمَاذَا تَقُولُونَ وَاَنْتُمْ جَمِيعاً مُجْتَمِعُونَ عَلَى اِمَامٍ وَاحِدٍ{اِيَّاكَ نَعْبُدُ وَاِيَّاكَ نَسْتَعِين( فَاِنْ كنتم لاتبغون الاعانة لغيركم فلماذا تطلبونها لكم ولغيركم في هذه الآية{اياك نستعين( (وَنَحْنُ فِي هَذَا الْكَلَامِ لَانَدْعُو الْمُصَلِّيَ اِلَى اَنْ يُصَلِّيَ الْعِشَاءَ وَيَفْعَلَ مَايَشَاء: وَلَكِنَّنَا نَدْعُو الَّذِينَ يُغْلِقُونَ بَابَ التَّوْبَةِ فِي وَجْهِهِ اِلَى اَنْ يَفْتَحُوهُ؟ لِاَنَّ غَلْقَ بَابٍ وَاحِدٍ فَقَطْ مِنْ أَبْوَابِ التَّوْبَةِ: اَشَدُّ خَطَراً عَلَى الْمُجْتَمَعِ الْإِسْلَامِيِّ مِنْ فَتْحِ جَمِيعِ أَبْوَابِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ عَلَى مِصْرَاعَيْهَا: وَلَاحَاجَةَ بِنَا هُنَا اِلَى اَنْ نَذْكُرَ قِصَّةَ الَّذِي قَتَلَ تِسْعاً وَ تِسْعِينَ نَفْساً وَقَدْ اَعَدْنَاهَا مِرَاراً وَتَكْرَاراً: نعم اخي: تَرَاهُ لَايُصَلِّي: ثُمَّ يَجْلِسُ عَلَى الْمَقَاهِي وَالْمَلَاهِي مُتَحَدِّثاً عَنْ تَوْبَةِ الْمُنَافِقِينَ كَمَا يُسَمِّيهَا هُوَ: ثُمَّ يَقُولُ مُبَرِّراً لِنَفْسِهِ تَرْكَ الصَّلَاةِ: كَيْفَ يَقْبَلُ اللهُ تَوْبَةَ الْغَارِقِ فِي الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَو صَلَّى اللَّيْلَ كُلَّهُ هَلْ هَذَا يَضْحَكُ عَلَى الله: وَنَقُولُ لِهَذَا: بَلْ اَنْتَ تَضْحَكُ عَلَى اللهِ يَامِسْكِينُ مِنْ حَيْثُ لَاتَشْعُرُ لِمَاذَا؟ لِاَنَّ اللهَ تَعَالَى يَقُولُ فِي سُورَةِ الْفُرْقَانِ مَادِحاً لِتَوْبَةِ هَذَا الَّذِي يُحَافِظُ عَلَى الصَّلَاةِ فِي جَمِيعِ اَوْقَاتِهَا مَهْمَا فَعَلَ مِنَ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ{وَمَنْ تَابَ وَآَمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً فَاِنَّهُ يَتُوبُ اِلَى اللهِ مَتَاباً(وَيَقُولُ قَبْلَهَا{فَاُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللهُ سَيِّآَتِهِمْ حَسَنَاتٍ(نَعَمْ نَحْنُ نَتَّفِقُ مَعَكَ فِي اَنَّهُ لَا تَوْبَةَ وَلَا اِيمَانَ وَ لَاعَمَلَ صَالِحَ سِوَى الصَّلَاةِ عِنْدَ هَذَا الَّذِي يُصَلِّي وَيَفْعَلُ مَايَشَاءُ مِنَ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَر: لَكِنْ مَااَدْرَاكَ اَنَّ الْمَشِيئَةَ الْإِلَهِيَّةَ الَّتِي تَغْفِرُ لِمَنْ تَشَاءُ وَتُعَذِّبُ مَنْ تَشَاءُ: سَتَجْعَلُ الصَّلَاةَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ تَخْتَصِرُ ذَلِكَ كُلَّهُ وَتَجْمَعُهُ خَالِصاً فِي سِجِلِّ اَعْمَالِهِ بِفَضْلِ الصَّلَاةِ الَّتِي تَحْمِلُ جَمِيعَ هَذِهِ الْمَعَانِي مِنَ الْاِيمَانِ وَالتَّوْبَةِ وَالْعَمَلِ الصَّالِحِ: اَلَسْتُمْ تَقُولُونَ عِنْدَ كُلِّ اَذَانٍ وَفِي بِدَايَةِ الْوَقْتِ لِكُلِّ صَلَاةٍ فِي اَذَانِنَا الشِّيعِيِّ: حَيَّ عَلَى الْفَلَاحِ حَيَّ عَلَى خَيْرِ الْعَمَل: نعم اخي: فَاِذَا كَانَتِ الصَّلَاةُ هِيَ خَيْرُ الْعَمَلِ: فَمَا هِيَ فَائِدَتُهَا اِنْ لَمْ يَكْتَسِبْ صَاحِبُهَا مِنَ التَّوْبَةِ وَالْاِيمَانِ بِفَضْلِهَا فِي مَا تَحْمِلُ مِنْ رُكُوعٍ وَسُجُودٍ وَذِكْرٍ وَقِيَامٍ يَجْعَلُهَا خَيْرَ الْعَمَلِ عِنْدَ الله: نعم اخي: مُجَرَّدُ الْقُعُودِ عَلَى كُرْسِيِّ الِاعْتِرَافِ فِي الْكَنِيسَةِ وَلَوْ لَمْ يَحْصَلْ مَعَهُ رُكُوعٌ وَلَاسُجُودٌ: يَجْعَلُ الْخَطَايَا هَبَاءً مَنْثُوراً عِنْدَ النَّصَارَى: فَهَلْ هَؤُلَاءِ اَكْرَمُ مِنْ رَحْمَةِ اللهِ الَّتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ: بَلْ هَلْ هَؤُلَاءِ اَكْرَمُ مِنْ قَلْبِ الْمُؤْمِنِ الَّذِي يُصَلِّي وَيَرْكَعُ وَيَسْجُدُ لِمَنْ لَمْ يَسَعْ قَلْبُهُ مِنَ الْآَلِهَةِ اِلَهاً غَيْرُهُ سُبْحَانَهُ فِي الْوَقْتِ الّذِي يُحَاوِلُ فِيهِ النَّصْرَانِيُّ اَنْ يَجْعَلَ قَلْبَهُ يَتَّسِعُ لِآَلِهَةٍ ثَلَاثَةٍ عَبَثاً دُونَ جَدْوَى: وَكَيْفَ يَتَّسِعُ قَلْبُ الْمُؤْمِنِ لِآَلِهَةٍ غَيْرِ اللهِ{وَمَاجَعَلَ اللهُ لِرَجُلٍ(مُسْلِمٍ وَغَيْرَ مُسْلِمٍ{مِنْ قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ(نَعَمْ نَحْنُ لَانَتَّفِقُ مَعَ مَنْ قَالَ اللهُ فِيهِمْ مِنَ الْمُصَلِّينَ{فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ الَّذِينَ هُمْ يُرَاؤُونَ وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ(بَلْ نَقُولُ كَمَا قَالَ اللهُ{لَيْسَ بِاَمَانِيِّكُم وَلَا اَمَانِيِّ اَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ يَعْمَلْ سُوءاً يُجْزَ بِهِ وَلَايَجِدْ لَهُ مِنْ دُونِ اللهِ وَلِيّاً وَ لَانَصِيراً(لَكِنْ لِمَاذَا نَتَجَاهَلُ قَوْلَ اللهِ تَعَالَى الْمُتَمِّمَ لِلْآَيَةِ{وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ مِنْ ذَكَرٍ اَوْ اُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَاُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَايُظْلَمُونَ نَقِيرَا(نَعَمْ نَحْنُ نَتَّفِقُ مَعَكَ اَنَّ هَذَا الَّذِي لَاتَنْهَاهُ صَلَاتُهُ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ رُبَّمَا لَايُحَالِفُهُ الْحَظُّ مَعَ الْمَشِيئَةِ الْإِلَهِيَّةِ الَّتِي سَتُحْرِقُهُ بِالنَّارِ دَهْراً طَوِيلاً لِيَتَطَهَّرَ مِنْ فَحْشَائِهِ وَمُنْكَرِهِ بِهَذِهِ النَّارِ وَاَنَّ هُنَاكَ مِنَ الذُّنُوبِ الْكَبِيرَةِ الْفَاحِشَةِ الْمُنْكَرَةِ مَالَا يُطَهِّرُهَا اِلَّا النَّار: لَكِنْ لِمَاذَا نَحْنُ فِي قَضِيَّةِ الصَّلَاةِ خَاصَّةً نَحْجُرُ عَلَيْهِ وَنُعَيِّرُهُ بِهَا وَنَحْنُ نَعْلَمُ عِلْمَ الْيَقِينِ اَنَّهُ اِنِ اسْتَمَرَّ عَلَى الصَّلَاةِ مُحَافِظاً عَلَيْهَا فَاِنَّهُ رُبَّمَا أَيْضاً بِالْمَشِيئَةِ الْاِلَهِيَّةِ سَيَنْجُو مِنَ الْعَذَابِ مَهْمَا كَانَ غَارِقاً فِي الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ بَلْ وَلَوْ مَاتَ عَلَيْهِ مُتَلَبِّساً بِهِ: ِلِمَاذَا نَحْجُرُ عَلَى الْمَشِيئَةِ الْإِلَهِيَّةِ اَنَّهُ رُبَّمَا يَنْجُو وَلَنْ تَمَسَّهُ النَّارُ اَبَداً: لِمَاذَا أَيْضاً نَتَاَلَّى عَلَى اللهِ وَنَحْجُرُ عَلَى الْمَشِيئَةِ الْإِلَهِيَّةِ اَنَّهُ سَيَنْجُو فِي كُلِّ الْحَالَاتِ مِنْ اَبَدِيَّةِ الْعَذَابِ مَهْمَا كَانَ غَارِقاً فِي اَوْحَالِ الرَّذِيلَةِ بَلْ وَلَوِ اخْتَنَقَ فِيهَا وَمَاتَ عَلَيْهَا: نعم اخي: اَنْتَ الَّذِي تَجْلِسُ عَلَى الْمَقَاهِي مُسْتَهْزِئاً بِهَذَا الْمُصَلِّي وَمُغْتَاظاً مِنْهُ وَرُبَّمَا يَرَى نَفْسَهُ عَلَيْكَ بِهَذِهِ الصَّلَاةِ وَيَمُرُّ فِي الشَّارِعِ قُرْبَ الْمَقْهَى دُونَ اَنْ يَقْرَاَ عَلَيْكَ السَّلَامَ كَمَا تَقُولُ لَنَا فِي رِسَالَتِكَ حَاقِداً عَلَيْهِ: وَرُبَّمَا كَمَا تَقُولُ يَقْرَاُ عَلَيْكَ السَّلَامَ(رَفْعَ عَتَبٍ وَمِنْ دُونِ نَفْسٍ(كَمَا تَقُولُ فِي رِسَالَتِكَ الثَّانِيَةِ الَّتِي سَنُجِيبُ عَلَيْهَا: وَنُؤَجِّلُ الْجَوَابَ الْآَن َعَلَى رِسَالَةِ الْمَسْبُوقِ) وَتُرِيدُ مِنَّا اَخِي جَوَاباً شَافِياً: وَالْجَوَابُ عَلَى ذَلِكَ اَخِي: اَنَّهُ بِقِرَاءَتِهِ لِلسَّلَامِ عَلَيْكَ: اَخْطَاَ خَطَأً فَاحِشاً يُعَادِلُ وَيُسَاوِي جَمِيعَ الْفَوَاحِشِ وَالْمُنْكَرَاتِ الَّتِي تُعَيِّرُهُ بِها: بَلْ رُبَّمَا يَفُوقُهَا جَمِيعاً زِيَادَةً عَلَيْهَا فِي الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ لِمَاذَا؟ لِاَنَّهُ قَبْلَ اَنْ يَقْرَاَ عَلَيْكَ السَّلَامَ: كَانَ يَجِبُ اَنْ يَقْرَاَ عَلَيْكَ اَوَّلَ آَيَةٍ نَزَلَتْ فِي الْقُرْآَنِ الْكَرِيمِ قَبْلَ السَّلَامِ وَقَبْلَ الْكَلَامِ وَقَبْلَ قِرَاءَةِ الرَّاوِي يَاسَادَة يَاكِرَام: وَهِيَ قَوْلُهُ تَعَالَى{اِقْرَاْ(مَاذَا نَقْرَاُ يَارَبّ{اِقْرَاْ اَوَّلَ قَضِيَّةٍ اَفْتَتِحُ بِهَا الْقُرْآَنَ كُلَّهُ وَهِيَ سَبَبُ شَقَاءِ الْمُجْتَمَعِ الْإِنْسَانِيِّ وَبَلَائِهِ الْاَعْظَمِ وَالْإِرْهَابِ وَالتَّطَرُّفِ وَالْهَلَاكِ وَالدَّمَارِ الَّذِي سَيَحِيقُ بِهِ اِنْ تَجَاهَلَهَا وَهِيَ قَوْلُهُ تَعَالَى{اَرَاَيْتَ الَّذِي يَنْهَى عَبْداً اِذَا صَلَّى(نَعَمْ لَايَكْفِيهِ اَنَّهُ يَنْهَى غَيْرَهُ مِنْ حَيْثُ لَايَشْعُرُ: بَلْ يَنْهَى نَفْسَهُ أَيْضاً مِنْ حَيْثُ لَايَشْعُرُ مُخْتَلِقاً لَهَا الْاَعْذَارَ الْقَبِيحَةَ وَالْمُبَرِّرَاتِ السَّخِيفَةَ فِي تَبْرِيرِ خَطَئِهِ فِي تَرْكِ الصَّلَاةِ بِاَخْطَاءِ غَيْرِهِ مِنَ الْمُصْلِّينَ الْمُنْغَمِسِينَ فِي اَوْحَالِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ لِمَاذَا؟ لِاَنَّ هَوَاهُ لَيْسَ مَعَ اللهِ وَلَا مَعَ الصَّلَاةِ لَهُ: بَلْ مَعَ الْاَرْكِيلَةِ وَالْمُعَسَّلِ وَالشَّدَّةِ اِلَى اَنْ يُؤَذِّنَ الْمُؤَذِّنُ لِصَلَاةِ الْفَجْرِ فَيَاْوِي اِلَى فِرَاشِهِ{لَاصَدَّقَ وَلَاصَلَّى وَلَكِنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى ثُمَّ ذَهَبَ اِلَى اَهْلِهِ يَتَمَطَّى(بِجَسَدِهِ الْكَسْلَانِ وَفَمِهِ الْمُتَثَائِبِ يُرِيدُ النَّوْمَ وَلَايُرِيدُ خَيْراً مِنَ النَّوْمِ وَهِيَ الصَّلَاةُ الَّتِي لَنْ يَسْتَطِيعَ اَنْ يَنَامَ فِي قَبْرِهِ نَوْمَةً هَنِيَّةً مُرِيحَةً طَوِيلَةً جِدّاً اِلَى قِيَامِ السَّاعَةِ بِدُونِهَا: وَلَكِنَّهُ سَيَنَامُ بِدُونِهَا مَعَ قَوْلِهِ تَعَالَى{اَوْلَى لَكَ فَاَوْلَى ثُمَّ اَوْلَى لَكَ فَاَوْلَى{اَيْ هَلَاكاً لَكَ فَهَلَاك ثُمَّ هَلَاكاً لَكَ فَهَلَاك: وَلِذَلِكَ جَاءَ قَوْلُهُ تَعَالَى{وَاَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ(بِتَعْظِيمِهِ وَالصَّلَاةِ وَالرُّكُوعِ وَالسُّجُودِ لَهُ{وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى(الَّذِي يَجْعَلُهُ يَبِيعُ دِينَهُ وَصَلَاتَهُ مِنْ اَجْلِ قَتْلِ الْوَقْتِ بِالْهَوَى الشَّيْطَانِيِّ{فَاِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَاْوَى(نَعَمْ{اَرَاَيْتَ الَّذِي يَنْهَى عَبْداً اِذَا صَلَّى(نَعَمْ اِيَّاكَ اَنْ تُصَلِّيَ؟ لِاَنَّ اللهَ جَعَلَ هَذِهِ الصَّلَاةَ قُيُوداً وَاَغْلَالاً عَلَى غَيْرِنَا مِنْ اَهْلِ السُّنَّةِ لِنَفُوزَ بِصَلَاتِهِمْ عَنَّا فِي الدُّنْيَا يَوْمَ الْقِيَامَة{هَيْهَاتَ هَيْهَاتَ لِمَا تُوعَدُون{مَنْ عَمِلَ صَالِحاً فَلِنَفْسِهِ(وَلَيْسَ لَكُمْ أَيُّهَا الْمَعْتُوهِينَ مِنْ اَذْنَابِ الْيَهُودِ الَّذِينَ يَقُولُونَ عَنْ اَنْفُسِهِمْ اَنَّهُمْ شَعْبُ اللهِ الْمُخْتَار{اَرَاَيْتَ اِنْ كَانَ عَلَى الْهُدَى اَوْ اَمَرَ بِالتَّقْوَى: اَرَاَيْتَ اِنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى اَلَمْ يَعْلَمْ بِاَنَّ اللهَ يَرَى: كَلَّا لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ لَنَسْفَعاً بِالنَّاصِيَةِ نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ خَاطِئَة(نَعَمْ هَذِهِ النَّاصِيَةُ فِي مُقَدِّمَةِ رَاْسِكَ الَّتِي كُنْتَ تَتَكَبَّرُ عَلَى اللهِ بِهَا وَتَبْخَلُ بِهَا عَلَيْهِ وَتَسْتَكْثِرُ السُّجُودَ لَهُ بِهَا وَهُوَ الَّذِي خَلَقَهَا لَكَ: بَلْ هَذِهِ النَّجْمَةُ الَّتِي تَضَعُهَا عَلَى اَكْتَافِكَ: وَهَذَا النَّسْرُ: سَتَحْتَرِقُ جَمِيعُهَا فِي الْجَحِيمِ حِينَمَا يَسْحَبُكَ مَلَائِكَةُ الْعَذَابِ مِنْ شَعْرِكَ الَّذِي سَيَنْبُتُ رَغْماً عَنْكَ فِي مُقَدِّمَةِ رَاْسِكَ: وَمِنَ النَّجْمَةِ وَالنَّسْرِ وَالرُّتَبِ الْعَسْكَرِيَّةِ الَّتِي كُنْتَ تَتَكَبَّرُ بِهَا عَلَى اللهِ وَعَلَى عِبَادِهِ الْعَسَاكِرِ مَانِعاً إِيَّاهُمْ مِنْ أَدَاءِ الصَّلَاةِ جَمَاعَةً اَوْ مُنْفَرِدِينَ فِي الْكَتِيبَةِ اَوْ فِي الْقِطْعَةِ الْعَسْكَرِيَّةِ وَلَاتَرْفَعُ مَعَهُمْ رَاْساً بِدِينِ الْاِسْلَامِ بَلْ بِقَيْصَرِيَّةِ بُوتِينَ وَكِسْرَوِيَّةِ الْخَامِنْئِيِّ الْمَجُوسِيَّةِ وَالْحَشَرَةِ الْجُرْثُومَةِ الْاَسَدِيَّةِ: وَهَاهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ يَدْعُوكَ اِلَى الْمُبَارَزَةِ مَعَ مَلَائِكَتِهِ بِمَنْ تَعْتَزُّ وَتَفْتَخِرُ بِهِمْ مِنْ هَؤُلَاءِ الطَّوَاغِيتِ الْحَشَرَاتِ الصَّرَاصِيرِ فِي مِيزَانِ اللهِ{فَلْيَدْعُ نَادِيَهُ(اِلَى النَّوَادِي وَالْمَقَاهِي وَالْمَلَاهِي{ سَنَدْعُ الزَّبَانِيَة(مَلَائِكَةَ الْعَذَابِ{كَلَّا لَاتُطِعْهُ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ(فَاَيُّ فَحْشَاءٍ: بَلْ أَيُّ مُنْكَرٍ سَيُؤَثِّرُ عَلَى هَذَا الْمُصَلِّي اِنْ كَانَ قَرِيباً مِنَ الله: وَنَحْنُ نَقُولُ هَذَا الْكَلَامَ لِنَلْفِتَ نَظَرَكُمْ اَيُّهَا الْاِخْوَةُ اِلَى أَهَمِّيَّةِ الصَّلَاة: فَوَاللهِ الَّذِي لَا اِلَهَ اِلَّا هُوَ: لَايُجَادِلُ فِي أَهَمِّيَّتِهَا اِلَّا مُكَابِرٌ مُعَانِدٌ مُتَكَبِّرٌ عَلَى اللهِ وَعَلَى الصَّلَاةِ وَالرُّكُوعِ وَالسُّجُودِ لَهُ سُبْحَانَهُ وَلَوْ كَانَ مِنْ اَعْلَمِ عُلَمَاءِ اَهْلِ الْأَرْضِ: نَعَمْ اَخِي تَارِكَ الصَّلَاةِ: اَنْتَ الَّذِي تَجْلِسُ عَلَى الْمَقَاهِي مُسْتَهْزِئاً بِهَذَا الْمُصَلّي: وَاللهِ نَحْنُ نُشْفِقُ عَلَيْكَ وَنَرْثِي لِحَالِكَ: كَمَا اَنْتَ تَرْثِي لِحَالِ هَذَا الْمُصَلِّي وَلَوْ مُسْتَهْزِئاً: اَخِي: نُرِيدُكَ اَنْ تُفَكِّرَ مَعَنَا قَلِيلاً فِي اَرْكَانِ الْاِيمَانِ: اَلَسْتَ تُؤْمِنُ بِالْقَضَاءِ وَالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ: وَالْجَوَابُ عَلَى ذَلِكَ نَعَمْ وَنَحْنُ نَحْسَبُكَ تُؤْمِنُ بِهَذَا الرُّكْنِ الْعَظِيمِ اِيمَاناً لَاخَلَلَ فِيه: نعم اخي: لَوْكَشَفَ اللهُ عَنْكَ الْحِجَابَ وَاَخْبَرَكَ بِطَرِيقَةٍ مَا اَنَّكَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ خَالِدٌ مَخَلَّدٌ فِيهَا: فَهَلْ تُؤْمِنُ بِهَذَا الْقَضَاءِ وَالْقَدَرِ: نَحْنُ سَنُجِيبُ عَنْكَ وَنَقُولُ: نَعَمْ سَتُؤْمِنُ بِذَلِكَ رَغْماً عَنْكَ رَضِيتَ اَوْ لَمْ تَرْضَ: نعم اخي: لَكِنْ هَلْ اَمَرَكَ اللهُ اَنْ تَتَّكِلَ عَلَى هَذَا الْقَضَاءِ وَالْقَدَرِ: اَمْ عَلَى قَوْلِهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ لَكَ: اَنْتَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ خَالِدٌ مُخَلَّدٌ فِيهَا: وَمَعَ ذَلِكَ أَقُولُ لَكَ لَاتَفْقِدِ الْاَمَلَ: بَلِ اعْمَلْ: فَكُلٌّ مُيَسَّرٌ لِمَا خُلِقَ لَهُ: عَسَى وَلَعَلَّ اَنْ يُغَيِّرَ اللهُ مِنْ قَضَائِكَ وَقَدَرِكَ بِتَيْسِيرِهِ لِلْيُسْرَى: وَتَنْجُوَ مِنْ تَيْسِيرِ قَدَرِكَ الْمَشْؤُومِ لِلْعُسْرَى{اِنَّ اللهَ لَايُغَيِّرُ مَابِقَوْمٍ (أَيْ مِنْ قَضَائِهِمْ وَقَدَرِهِمُ الْمَكْتُوبِ عَلَيْهِمْ رَغْماً عَنْهُمْ{حَتَّى يُغَيِّرُوا مَابِاَنْفُسِهِمْ(اَيْ يُرْغِمُوا اَنْفُسَهُمْ عَلَى التَّغْيِيرِ وَلِذَلِكَ اِذَا قَامَتِ السَّاعَةُ عَلَيْكَ اَخِي وَاَنْتَ تَحْتَرِقُ فِي جَهَنَّمَ وَفِي يَدِكَ فَسِيلَةٌ أَيْ بِذْرَةٌ مِنَ الْخَيْرِ وَالتَّوْحِيدِ فَاغْرِسْهَا فِي قَلْبِكَ وَفِي قُلُوبِ النَّاسِ عَسَى وَلَعَلَّ اَنْ يُغَيِّرَ اللهُ مِنْ قَضَائِكَ وَقَدَرِكَ وَيَجْعَلَ النَّارَ الَّتِي تَحْتَرِقُ بِهَا بَرْداً وَسَلَاماً عَلَيْكَ كَمَا جَعَلَهَا مِنْ قَبْلُ عَلَى إِبْرَاهِيمَ:نَعَمْ اَخِي: اِيمَانُكَ بِهَذَا الْقَضَاءِ وَالْقَدَرِ صَحِيحٌ وَسَلِيمٌ وَكَامِلٌ لَيْسَ فِيهِ خَلَلٌ: وَمَعَ ذَلِكَ يَاْمُرُكَ اللهُ اَلَّا تَتَّكِلَ عَلَيْهِ: بَلْ عَلَى عَمَلِكَ الصَّالِحِ: فَكَيْفَ تُرِيدُ مِنْ هَذَا الْمُصَلِّي اَنْ يَتَّكِلَ عَلَى اِيمَانٍ فِيهِ خَلَلٌ مِنْ نَاحِيَةِ صَلَاتِهِ الَّتِي لَمْ تَخْتَمِرْ بَعْدُ وَلَمْ يَنْضُجْ اِيمَانُهَا: وَمَازَالَتْ طَبْخَةُ الْاِيمَانِ هَذِهِ وَمَا فِيهَا مِنْ صَلَاتِهِ الَّتِي تَسْتَهْزِىءُ بِهَا عَلَى نَارٍ قَوِيَّةٍ مِنَ الشَّهَوَاتِ الْمُحْرِقَةِ وَالْمُوبِقَاتِ وَالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَمْ تَنْضُجْ بَعْدُ وَلَمْ يَحِنْ بَعْدُ وَقْتَ نُضُوجِهَا اِلَى اَنْ يُطَهِّرَ اللهُ قَلْبَهُ بِنَارٍ ضَعِيفَةٍ بِدَاَتْ تَضْعُفُ قُوَّتُهَا مِنْ هَذِهِ الشَّهَوَاتِ الَّتِي يُدَاوِي بِهَا اللهُ قَلْبَهُ بِالَّتِي هِيَ الدَّاءُ: كَمَا تُدَاوِي الشَّمْسُ الْأَرْضَ مِنْ بَعِيدٍ بِنَارٍ ضَعِيفَةٍ وَقَدْ تَكُونُ فِي بَعْضِ الْأَحْيَانِ مُحْرِقَةً: نَعَمْ اَخِي: اَحَدُنَا تَكَادُ تَقْتُلُهُ شَهْوَتُهُ اِنْ لَمْ يَجِدْ لَهَا تَصْرِيفاً فِي الْحَلَالِ: فَيَلْجَاُ اِلَى الْعَادَةِ السِّرِّيَّةِ الْمُبَاحَةِ فِي حَالَاتِ الضَّرُورَةِ الْقُصْوَى عِنْدَ الْاِمَامِ اَحْمَدَ رَحِمَهُ اللهُ: وَرُبَّمَا لَاتُسْعِفُهُ هَذِهِ الْعَادَةُ: بَلْ رُبَّمَا لَايُسْعِفُهُ الصِّيَامُ وَالْعَفَافُ: فَيَضْعُفُ وَيَضْعُفُ مُسْتَجِيباً لِدَاعِي الشَّيْطَانِ حِينَمَا تَكَادُ شَهْوَتُهُ اَنْ تَقْتُلَهُ مِنْ قُوَّةِ سُعَارِهَا وَحُرْقَتِهَا: فَيَخَافُ عَلَى نَفْسِهِ مِنَ الْهَلَاكِ: وَعَلَى قَلْبِهِ مِنَ التَّعَبِ مِنْ قُوَّةِ الضَّغْطِ الَّذِي تُحْدِثُهُ الشَّهْوَةُ عَلَى قَلْبِهِ: فَهَلْ يَقْتُلُهُ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ الرَّاغِمُ لِلشَّيْطَانِ وَحِزْبِهِ بِلَعْنَةٍ اَبَدِيَّةٍ مُغْلِقاً لِاَبْوَابِ التَّوْبَةِ فِي وَجْهِهِ وَهُوَ يَعْلَمُ جَيِّداً سُبْحَانَهُ اَنَّ مَاخَلَقَهُ مِنَ النَّاسِ جَمِيعاً لَيْسُوا عَلَى دَرَجَةٍ وَاحِدَةٍ مِنَ التَّحَكُّمِ بِنَزَوَاتِهِمْ وَشَهَوَاتِهِمْ: بَلْ مِنْهُمْ مَنْ يَنْجَحُ مُسَيْطِراً عَلَى شَهَوَاتِهِ وَكَابِحاً لِجِمَاحِ غَرَائِزِهِ بِقُوَّةِ اِرَادَتِهِ وَاِيمَانِهِ: وَمِنْهُمْ مَنْ يَفْشَلُ فَشَلاً ذَرِيعاً بِمَا فِي قَلْبِهِ مِنْ مَرَضٍ: نعم اخي: اَللهُ تَعَالَى اَمَرَكَ اَلَّا تَتَّكِلَ عَلَى اِيمَانٍ مِنَ الْقَضَاءِ وَالْقَدَرِ مَهْمَا كَانَ قَوِيّاً وَمُتَمَاسِكاً: فَكَيْفَ تُرِيدُ مِنْ هَذَا الْمُصَلِّي اَنْ يَتَّكِلَ عَلَى اِيمَانٍ فِيهِ خَلَلٌ مَازَالَ حَدِيثَ الْوِلَادَةِ دُونَ اَنْ يَسْتَقِيمَ بِهَذَا الْاِيمَانِ عَلَى مَرَاحِلَ طَوِيلَةٍ وَمُتَعَدِّدَةٍ: وَكَيْفَ تَتَّكِلُ اَنْتَ اَخِي عَلَى اِيمَانِهِ الضَّعِيفِ مِنْ اَجْلِ اسْتِقَامَتِهِ وَصَلَاحِهِ: بَلْ كَيْفَ تَتَّكِلُ عَلَى اِيمَانٍ لَدَيْكَ مَعْدُومٍ لَاصَلَاةَ فِيهِ: وَكَيْفَ تَتَّكِلُ عَلَى الشُّبُهَاتِ الَّتِي تَحُومُ حَوْلَ هَذَا الْمُصَلِّي: اَمَا عَلِمْتَ اَنَّ التَّائِبَ مِنَ الذَّنْبِ كَمَنْ لَاذَنْبَ لَهُ: فَرُبَّمَا يَكُونُ تَائِباً وَمُسْتَغْفِراً قَبْلَ وَبَعْدَ كُلّ صَلَاةٍ وَفِي الْاَسْحَارِ وَفِي كُلِّ وَقْتٍ: فَكَيْفَ تَسْمَحُ لِلشُّبُهَاتِ اَنْ تَحُومَ حَوْلَ تَوْبَتِهِ وَاسْتِغْفَارِهِ وَقَدْ تَوَعَّدَ اللهُ الْهَمَّازِينَ اللَّمَّازِينَ مِنْ اَمْثَالِكَ بِعَدَمِ الْمَغْفِرَةِ لِاَنَّهُمْ يَلْمِزُونَ الْمُصَلِّينَ زَاعِمِينَ اَنَّ اللهَ غَنِيٌّ عَنْ صَلَاتِهِمْ وَلَنْ يَتَقَبَّلَ اللهُ مِنْهَا وَلَوْ رَكْعَتَيْنِ مَهْمَا صَلُّوا مُنْكَسِرِينَ خَاضِعِينَ مُتَذَلِّلِينَ تَائِبِينَ مِنَ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ غَيْرَ مُتَكَبِّرِينَ عَلَى اللهِ وَعَلَى الصَّلَاةِ لَهُ بِالْاَرْكِيلَةِ وَالْمُعَسَّلِ وَالتَّجَسُّسِ عَلَى عَوْرَاتِ النَّاسِ وَعُيُوبِهِمْ وَقَتْلِ الْوَقْتِ بِمَا يَضُرُّ وَلَايَنْفَعُ وَاَنَّهُمْ مَهْمَا صَلُّوا فَمَا أَرَادُوا بِصَلَاتِهِمْ هَذِهِ اِلَّا رِيَاءً: لِمَاذَا اَخِي لَاتَرْضَى اَنْ تَحْكُمَ بِالظَّاهِرِ عَلَى هَؤُلَاءِ الْمُصَلِّينَ وَلِمَاذَا لَاتَرْضَى اَنْ يَتَوَلَّى اللهُ سَرَائِرَهُمْ: لِمَاذَا اَنْتَ تَتَوَلَّى ظَاهِرَهُمْ وَبَاطِنَهُمْ وَسَرَائِرَهُمْ: لِمَاذَا لَاتَتَبَرَّاُ اِلَى اللهِ كَمَا تَبَرَّاَ رَسُولُ اللهِ مِمَّا صَنَعَ أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ حِينَمَا تَوَلَّى سَرِيرَةَ الْمُشْرِكِ الَّذِي نَطَقَ بِلَا اِلَهَ اِلَّا اللهُ زَاعِماً اَنَّهُ قَالَهَا خَوْفاً مِنْ سَيْفِ أُسَامَةَ فَعَاجَلَهُ أُسَامَةُ بِالسَّيْفِ وَقَضَى عَلَيْهِ حَاكِماً عَلَيْهِ بِسَرِيرَةٍ يَجْهَلُهَا أُسَامَةُ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ لِاُسَامَةَ الْحِبِّ بْنِ الْحِبِّ: هَلَّا شَقَقْتَ عَنْ قَلْبِهِ لِتَعْلَمَ اَنْ قَدْ قَالَهَا(هَلَّا شَقَقْتُمْ عَنْ قُلُوبِهم قَبْلَ اَنْ تَقْطَعُوا اَعْنَاقَهُمْ اَيُّهَا الدَّوَاعِشُ الْخَوَنَةُ الْمُجْرِمُونَ لِتَعْلَمُوا اَنْ قَدْ قَالُوهَا نَابِعَةً مِنْ اَعْمَاقِ قُلُوبِهِمْ صَادِقِينَ بِقَوْلِهَا اَوْ مُنَافِقِين( فَاِذَا كَانَ الْإِسْلَامُ أَيُّهَا الْاِخْوَةُ يُحْسِنُ الظَّنَّ اِلَى هَذِهِ الدَّرَجَةِ بِالْمُشْرِكِ الَّذِي لَايُصَلِّي وَيَفْعَلُ مِنَ الْفَوَاحِشِ وَالْمُوبِقَاتِ بَلْ يَجْعَلُهَا مُبَاحَةً فِي دِينِهِ وَلَمْ يَنْطِقْ يَوْماً بِلَا اِلَهَ اِلَّا اللهُ اِلَّا حِينَ اقْتِرَابِ سَاعَةِ مَوْتِهِ: فَمَا بَالُنَا نَحْنُ نُسِيءُ الظَّنَّ بِمُسْلِمٍ(اَبّاً عَنْ جَدٍّ(يَنْطِقُ بِلَا اِلَهَ اِلَّا اللهُ عَشَرَاتِ الْمَرَّاتِ فِي الْيَوْمِ وَاللَّيْلَةِ وَعِنْدَ الْاَذَانِ الَّذِي يُرَدِّدُهُ مَعَ الْمُؤَذِّنِ وَعِنْدَ الصَّلَاةِ وَبَعْدَهَا وَيُحَرِّمُ مَاحَرَّمَ اللهُ مِنَ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ مَهْمَا فَعَلَهُ وَلَكِنَّهُ مَعَ ذَلِكَ يَفْعَلُهُ مُعْتَقِداً بِحُرْمَتِهِ غَيْرَ مُصِرٍّ عَلَيْهِ وَلَكِنَّهُ مِنْ شِدَّةِ لَهْفَتِهِ اِلَى اَنْ يُطْفِىءَ عَطَشَهُ الْجِنْسِيَّ اَعْمَى الشَّيْطَانُ عَلَى قَلْبِهِ فَاِذَا بِهِ يَتَنَاوَلُ قَارُورَةً حَسِبَهَا مَاءً زُلَالاً فَاِذَا بِهِ يُحِسُّ بِطَعْمِ الْبِنْزِينِ بَعْدَ فَوَاتِ الْأَوَانِ وَاِذَا بِهِ مِنْ لَهْفَتِهِ عَلَى قِتَالِ الْأَعْدَاءِ الَّذِينَ قَتَلُوا لَهُ اَطْفَالَهُ يَقْتُلُ اَخَاهُ الْمُسْلِمَ خَطَئاً ظَنّاً مِنْهُ اَنَّهُ الْعَدُوُّ الَّذِي قَتَلَ لَهُ اَطْفَالَهُ الْأَبْرِيَاءَ وَنَحْنُ لِمَاذَا نَسْتَبْعِدُ اَنْ يَقَعَ الْخَطَاُ نَفْسُهُ فِي مَسْاَلَةِ الْفَوَاحِشِ ظَنّاً مِنَّا اَنَّهَا السَّبِيلُ الْوَحِيدُ الَّذِي يُوقِفُ سُعَارَنَا الْجِنْسِيَّ وَلَوْ لَمْ يَتَوَقَّفْ وَاللهُ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ لَفَتَ نَظَرَنَا اِلَى هَذَا الْمَطَبِّ الَّذِي رُبَّمَا نَقَعُ فِيهِ رَغْماً عَنَّا أَحْيَاناً بِإِرَادَةٍ مَسْلُوبَةٍ بِسَبَبِ جَهْلِنَا الَّذِي يُطْبِقُ عَلَى صُدُورِنَا وَيُعْمِي قُلُوبَنَا وَيَحُجُبُ عَنَّا التَّفْكِيرَ رَغْماً عَنَّا فِي الْحَلَالِ وَالْحَرَامِ فَيَرْحَمُنَا اللهُ بِسَبَبِ ذَلِكَ لِاَنَّ مَنَاطَ التَّكْلِيفِ الَّذِي هُوَ الْعَقْلُ مَحْجُوبٌ حِينَمَا يَزْنِي الزَّانِي وَلِاَنَّ مَنَاطَ التَّكْلِيفِ بِمَا لَاطَاقَةَ لَنَا بِهِ مِنَ السُّعَارِ الْجِنْسِيِّ مَرْدُودٌ عَلَى رَحْمَةِ اللهِ بِنَصِيحَتِنَا الرَّاجِيَةِ لَهُ سُبْحَانَهُ بِقَوْلِنَا{رَبَّنَا وَلَاتُحَمِّلْنَا مَالَاطَاقَةَ لَنَا بِهِ( وَلِذَلِكَ يَقُولُ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ{اِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ فَاُولَئِكَ اَتُوبُ عَلَيْهِمْ(نعم اخي: تَرَاهُ يُمَاطِلُ وَيُمَاطِلُ وَيُمَاطِلُ اللهَ فِي التَّوْبَةِ اِلَى اَنْ يَاْتِيَهُ الْاَجَلُ مُقْتَرِباً مِنْهُ وَالرَّسُولُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ يَقُول [مَطْلُ الْغَنِيِّ ظُلْمٌ(نعم اخي: وَالْغَنِيُّ هُوَ اللهُ الَّذِي اَقْرَضَكَ حُرِّيَّةَ الِاخْتِيَارِ بَيْنَ الْخَيْرِ وَالشَّرِّ وَأَيْضاً اَقْرَضَكَ التَّوْبَةَ مِنَ التَّقْصِيرِ فِي الْخَيْرِ مَهْمَا فَعَلْتَ مَعَهُ وَمَعَ خَلْقِهِ فَاِنَّكَ لَنْ تُكَافِئَهُ عَلَى نِعْمَةٍ وَاحِدَةٍ اَنْعَمَهَا مِنْ نِعَمِهِ الْهَائِلَةِ الَّتِي لَاتُعَدُّ وَلَاتُحْصَى: نَعَمْ وَاَيْضاً اَقْرَضَكَ سُبْحَانَهُ التَّوْبَةَ مِنَ الشَّرِّ بِالِانْكِسَارِ وَالْخُضُوعِ وَالنَّدَمِ وَالتَّذَلُّلِ لَهُ وَرَدِّ حُقُوقهِ وَحُقُوقِ خَلْقِهِ دُونَ مُمَاطَلَة: نعم اخي: وَالْمُمَاطَلَةُ فِي التَّوْبَةِ مَعْنَاهَا اَنَّكَ قَادِرٌ عَلَى التَّوْبَةِ وَلَكِنَّكَ لَاتَثِقُ فِي رَحْمَتِهِ الَّتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ سُبْحَانَهُ بَلْ اَنْتَ مَسْرُورٌ بِهَذِهِ الْحُرِّيَّةِ الَّتِي اَقْرَضَكَ اللهُ إِيَّاهَا اِلَى اَجَلٍ مُسَمّىً وَهُوَ آَخِرَتُكَ عِنْدَ نُزُولِكَ فِي قَبْرِكَ وَلَسْتَ عَلَى اسْتِعْدَادَ اَنْ تَقْبَلَ أَيَّ الْتِزَامَاتٍ تَتَرَتَّبُ عَلَى هَذِهِ الْحُرِّيَّةِ وَلَا اَنْ تَسُدَّ أَيَّ خَلَلٍ اَوْ تُصْلِحَهُ بِالتَّوْبَةِ مِنْ تَدَاعِيَاتِ هَذِهِ الْحُرِّيَّةِ الَّتِي اَصْلَحْتَهَا اَوْ اَفْسَدْتَّهَا: فَاِذَا طَالَبَكَ سُبْحَانَهُ بِهَذَا الْقَرْضِ مِنَ الْحُرِّيَّةِ الْمُسْؤُولَةِ وَمَايَتَرَتَّبُ عَلَيْهَا مِنِ اخْتِيَارِكَ مَابَيْنَ الْخَيْرِ وَالشَّرِّ وَالْتِزَامِكَ بِهِمَا فَاِنَّكَ تَحْقِدُ عَلَيْهِ وَاِذَا تَرَكَكَ مِنْ دُونِ عُقُوبَةٍ اِلَى اَجَلٍ مُسَمّىً اتَّفَقَ مَعَكَ عَلَيْهِ فَاِنَّكَ تَنْسَاهُ وَفِي هَذَا ظُلْمٌ كَبِيرٌ مِنْكَ بِحَقِّهِ سُبْحَانَهُ لِاَنَّكَ تَمَرَّدْتَّ عَلَيْهِ بَلْ تُرِيدُ اَنْ تَنْسَاهُ وَتَنْسَى عَهْدَكَ مَعَهُ بِوَفَاءِ دَيْنِهِ حِينَمَا رَضِيتَ اَنْ تَحْمِلَ فِي رَقَبَتِكَ الْاَمَانَةَ الَّتِي حَمَّلَكَ وَهُوَ دَائِماً يُذَكِّرُكَ بِنِعَمِهِ الَّتِي لَاتُعَدُّ وَلَاتُحْصَى عَلَيْكَ وَمِنْ اَهَمِّهَا وَاَعْظَمِهَا وَاَعْلَى سَقْفٍ فِيهَا هُوَ قَوْلُهُ تَعَالَى{اَوَلَمْ يَرَ الْاِنْسَانُ اَنَّا خَلَقْنَاهُ مِنْ قَبْلُ وَلَمْ يَكُ شَيْئَا..... لِمَاذَا اَخِي لَاتَقْرَاُ عَنْ مَصِيرِ الْمُنَافِقِينَ الْأَسْوَدِ حِينَمَا تَوَلَّوْا سَرَائِرَ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ: فَهَلْ اَنْتَ اَخِي مِنْ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ قَالَ اللهُ فِيهِمْ{اَلَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ وَالَّذِينَ لَايَجِدُونَ اِلَّا جُهْدَهُمْ فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ سَخِرَ اللهُ مِنْهُمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ اَلِيم{اِسْتَغْفِرْ لَهُمْ اَوْ لَاتَسْتَغْفِرْ لَهُمْ اِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنْ يَغْفِرَ اللهُ لَهُمْ(فَاِذَا كَانَتْ هَذِهِ السُّخْرِيَةُ عَلَى مُسْتَوَى الْمُطَّوِّعِينَ وَعَلَيْهَا مَاعَلَيْهَا مِنَ الْغَضَبِ الشَّدِيدِ وَالْوَعِيدِ الْأَكِيدِ وَعَدَمِ الْمَغْفِرَةِ: فَمَابَالُكَ اَخِي بِمَنْ يَسْخَرُونَ بِالْفَرَائِضِيِّينَ الَّذِينَ يُؤَدُّونَ فَرَائِضَ اللهِ وَوَاللهِ الَّذِي لَا اِلَهَ اِلَّا هُوَ أَيُّهَا الْاِخْوَة: مَااسْتَحَقَّ قَوْمُ نُوحٍ مَااسْتَحَقُّوا مِنَ الْعَذَابِ وَالنَّكَالِ وَالطُّوفَانِ اِلَّا بِسَبَبِ سُخْرِيَتِهِمْ وَاسْتِهْزَائِهِمْ وَلَا اَدَلَّ عَلَى ذَلِكَ مِنْ قَوْلِ نُوحٍ لَهُمْ{اِنْ تَسْخَرُوا مِنَّا فَاِنَّا نَسْخَرُ مِنْكُمْ كَمَا تَسْخَرُونَ فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ مَنْ يَاْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ وَيَحِلٌّ عَلَيْهِ عَذَابٌ مُقِيم( وَذَهَبُوا اِلَى جَهَنَّمَ وَلَمْ يَقُلْ لَهُمْ سُبْحَانَهُ وَهُمْ يَحْتَرِقُونُ فِي جَهَنَّمَ الْأَبَدِيَّةِ حَرْقاً اَبَدِيّاً ذُوقُوا مَاكُنْتُمْ تُشْرِكُون (وَنَحْنُ نَعْلَمُ جَيّداً أَيُّهَا الْاِخْوَةُ اَنَّ الشِّرْكَ غَالِباً هُوَ الذَّنْبُ الْوَحِيدُ الَّذِي لَايُنَجِّي صَاحِبَهُ مِنْ اَبَدِيَّةِ الْعَذَابِ( فَهَلْ قَالَ لَهُمْ سُبْحَانَهُ ذُوقُوا مَا كُنْتُمْ تُشْرِكُون: فَلْنُتَابِعْ مَعاً اَيُّهَا الْاِخْوَةُ لِنُسَلِّطَ الْاَضْوَاءَ عَلَى مَا قَالَ لَهُمْ سُبْحَانَهُ بَعْدَ اَنْ قَالُوا لَهُ{رَبَّنَا غَلَبَتْ عَلَيْنَا شِقْوَتُنَا وَكُنَّا قَوْماً ضَالِّين: رَبَّنَا اَخْرِجْنَا مِنْهَا فَاِنْ عُدْنَا فَاِنَّا ظَالِمُون: قَالَ اخْسَؤُوا فِيهَا وَلَاتُكَلِّمُون: اِنَّهُ كَانَ فَرِيقٌ مِنْ عِبَادِي يَقُولُونَ رَبَّنَا آَمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَاَنْتَ خَيْرُ الْغَافِرِين: فَاتَّخَذْتُمُوهُمْ سِخْرِيّاً(عَلَى الْاَرْكِيلَةِ وَالْمُعَسَّلِ وَفِي الْمَقَاهِي وَالْمَلَاهِي وَالنَّوَادِي وَالصِّحَافَةِ الصَّفْرَاءِ وَوَسَائِلِ الْاِعْلَامِ الْمَرْئِيِّ الْمَسْمُوعِ وَالْمَسْمُوعِ {حَتَّى اَنْسَوْكُمْ ذِكْرِي وَكُنْتُمْ مِنْهُمْ تَضْحَكُون(أَيْ جَعَلَكُمُ الشَّيْطَانُ تَشْتَغِلُونَ بِهِمْ وَتَقْتُلُونَ الْوَقْتَ بِالتَّحَدُّثِ عَنْهُمْ وَالسُّخْرِيَةِ وَالِاسْتِهْزَاءِ مِنْهُمْ وَلَاتَشْتَغِلُونَ بِالصَّلَاِةِ وَالْعِبَادَاتِ وَدُرُوسِ الْعِلْمِ الشَّرْعِيِّ وَفِقْهِ عَقِيدَةِ التَّوْحِيد: وَاَمَّا هُمْ فَكَانُوا لَايَسْتَغْرِقُونَ الْوَقْتَ كُلَّهُ بِمَا يَضُرُّهُمْ وَلَايَنْفَعُهُمْ بَلْ يَبْقَى قَلْبُهُمْ مُعَلَّقاً بِالْمَسْجِدِ اِذَا خَرَجُوا مِنْهُ حَتَّى يَعُودُوا اِلَيْهِ مَهْمَا كَانُوا غَارِقِينَ فِي اَوْحَالِ الرَّذِيلَةِ وَالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَمَعَ ذَلِكَ يَبْقَى الشَّوْقُ اِلَى التَّوْبَةِ وَهُمْ رَاكِعُونَ سَاجِدُونَ فِي الْمَسَاجِدِ يَغْلُبُهُمْ: وَيَبْقَى الشَّوْقُ اِلَى نَهْرٍ صَغِيرٍ اَوْ نَبْعٍ اَوْ نَافُورَةٍ اَوْ حَنَفِيَّةٍ اَوْ صُنْبُورِ مَاءٍ يَغْتَسِلُونَ مِنْهُ كُلَّ يَوْمٍ خَمْسَ مَرَّاتٍ وَلَايُبْقِي عَلَى اَجْسَادِهِمْ مِنَ الْوَسَخِ وَالْقَذَارَةِ شَيْئاً: يَغْلُبُهُمْ: وَيَبْقَى الشَّوْقُ اِلَى الصَّلَوَاتِ الْخَمْسِ الَّتِي يَمْحُو اللهُ بِهِنَّ الْخَطَايَا يَغْلُبُهُمْ: اَوْ كَمَا قَالَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ فِي حَدِيثٍ صَحِيحٍ{اِنِّي جَزَيْتُهُمْ الْيَوْمَ بِمَا صَبَرُوا(عَلَى طَاعَتِي وَ دُمُوعِ التَّوْبَةِ لِي وَالنَّدَمِ وَالِاسْتِغْفَارِ وَالِانْكِسَارِ وَالتَّذَلُّلِ لِي فِي رُكُوعِهِمْ وَسُجُودِهِمْ وَسُخْرِيَتِكُمْ وَاسْتِهْزَائِكُمْ بِتَوْبَتِهِمْ{ اَنَّهُمْ هُمُ الْفَائِزُون(فَمَاذَا نَفَعَتْكَ الْمَلَاهِي وَالْمَقَاهِي وَمَااَسَاْتَ اِلَى سُمْعَتِهِمْ فِيهَا وَهُمُ الْآَنَ يَسْرَحُونَ وَيَمْرَحُونَ تَحْتَ ظِلَالِ الْجَنَّةِ {تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ {مُتَّكِئِينَ عَلَى فُرُشٍ بَطَائِنُهَا مِنْ اِسْتَبْرَقٍ {وَنَزَعْنَا مَافِي صُدُوِرِهِمْ مِنْ الْغِلِّ الَّذِي تَحْمِلُهُ فِي قَلْبِكَ عَلَيْهِمْ وَمِنَ الْغِلِّ الَّذِي كُنْتَ تُوغِرُ بِهِ صُدُورَهُمْ عَلَى بَعْضِهِمْ اَيُّهَا الشَّيْطَانُ حِينَمَا كَانُوا فِي الدُّنْيَا يَجْلِسُونَ مَعَكَ عَلَى طَاوِلَةِ الْقِمَارِ: وَالْيَوْمَ جَاءَ دَوْرُهُمْ لِيَضْحَكُوا عَلَيْكَ وَيَسْخَرُوا مِنْكَ وَيَسْتَهْزِؤُوا بِكَ وَاَنْتَ تَحْتَرِقُ فِي جَهَنَّمَ وَتَتَحَمَّلُ مِنَ الْاِهَانَةِ وَالْاَلَمِ وَالْاِذْلَالِ وَالِانْكِسَارِ الَّذِي كُنْتَ تَبْخَلُ بِهِ رَاكِعاً سَاجِداً عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ فِي الدُّنْيَا: مَالَاتَتَحَمَّلُهُ الْجِبَالُ الرَّاسِيَات{اِنَّ الَّذِينَ اَجْرَمُوا(بِحَقِّ اَنْفُسِهِمْ وَرَبِّهِمْ وَمُجْتَمَعِهِمْ فَتَرَكُوا الصَّلَاةَ{ كَانُوا(فِي الدُّنْيَا عَلَى الْمَلَاهِي وَالْمَقَاهِي{مِنَ الَّذِينَ آَمَنُوا يَضْحَكُون وَاِذَا مَرُّوا بِهِمْ يَتَغَامَزُونَ وَاِذَا انْقَلَبُوا اِلَى أَهْلِهِمُ انْقَلَبُوا فَكِهِينَ وَاِذَا رَاَوْهُمْ قَالُوا اِنَّ هَؤُلَاءِ لَضَالُّونَ وَمَااُرْسِلُوا عَلَيْهِمْ حَافِظِينَ فَالْيَوْمَ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنَ الْكُفَّارِ يَضْحَكُونَ عَلَى الْاَرَائِكِ يَنْظُرُونَ هَلْ ثُوِّبَ الْكُفَّارُ مَاكَانُوا يَعْمَلُون: نَعَمْ اَخِي الْجَالِسُ عَلَى الْمَقَاهِي: اَللهُ تَعَالَى لَمْ يَسْمَحْ لِلْآَيَاتِ الْمُتَشَابِهَةِ اَنْ تَحُومَ حَوْلَكَ وَلَا اَنْ تَتَّكِلَ عَلَى اِيمَانِكَ بِهَا: بَلْ اَمَرَكَ اَنْ تَسْتَجْدِيَ الْآَيَاتِ الْمُحْكَمَةَ عِلْماً وَفَهْماً وَدِرَايَةً وَفِقْهاً لِتَحُومَ حَوْلَكَ وَتَحُومَ حَوْلَهَا: وَأَخِيراً نَقُولُ لِهَذَيْنِ الْاَحْمَقَيْنِ الْاَبْلَهَيْنِ الْمَعْتُوهَيْنِ فِي جَامِعِ السَّلَامِ: هَذَا الْمُصَلِّي الْمَسْبُوقُ حِينَمَا اَتَى بِبَقِيَّةِ الرَّكَعَاتِ مُنْفَرِداً عَنِ الْاِمَامِ مَنْ قَالَ لَكُمَا اَنَّهُ يَحِقُّ لَكُمَا شَرْعاً اَنْ تَقُومَا بِالتَّشْوِيشِ عَلَى صَلَاةِ الْفَرْضِ الَّتِي يُصَلِّيهَا وَلَوْ بِالْاَذْكَارِ الْمَنْدُوبَةِ الْمُسْتَحَبَّةِ غَيْرِ الْمَفْرُوضَةِ بَعْدَ الصَّلَاةِ بِصَوْتٍ عَالٍ وَهَذِهِ نَاحِيَة: وَمِنَ النَّاحِيَةِ الْأُخْرَى فَاِذَا كَانَ مَهْرُ الْحُورِ الْعِينَ هُوَ تَحْقِيرُ النَّاسِ فِي الْمَسَاجِدِ فَنَحْنُ لَانَعْرِفُ مَهْراً لَهُنَّ عَلَيْهِنَّ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ اِلَّا مَاقَالَهُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ مِنْ نَظَافَةِ الْمَسَاجِدِ: نَعَمْ وَنَظَافَةُ الْمَسَاجِدِ لَاتَتَّفِقُ اَبَداً مَعَ قَذَارَةِ اَلْسِنَتِكُمْ وَقُلُوبِكُمْ وَتَطَاوُلِكُمْ عَلَى النَّاسِ مُحْتَقِرِينَ لَهُمْ وَمُتَجَاهِلِينَ لِقَوْلِهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ: بِحَسْبِ امْرِىءٍ مِنَ الشَّرِّ اَنْ يَحْقِرَ اَخَاهُ الْمُسْلِمَ: وَاَمَّا اَنْتُمْ فَمَهْمَا حَصَلَ مِنْ جَهْلٍ عَلَيْكُمْ فَنَحْنُ نَحْسَبُ اَنَّ مُدِيرِيَّةَ الْأَوْقَافِ فِي طَرْطُوسَ لَمْ تَقُمْ بِتَوْظِيفِكُمْ مِنْ اَجْلِ اَنْ تَجْعَلُوا مِنْ أَنْفُسِكُمْ وَاجِهَةً مِنْ وَاجِهَاتِ الشَّرِّ عَلَى أَبْوَابِ الْمَسَاجِدِ وَفِي دَاخِلِهَا وَخَارِجِهَا وَاِنَّمَا لِتَكُونُوا وُجَهَاءَ خَيْرٍ وَرُسُلَ خَيْرٍ لِلنَّاسِ جَمِيعاً وَ{قُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً(قَبْلَ اَنْ يَاْمُرَكُمْ بِقَوْلِهِ سُبْحَانَهُ{وَاَقِيمُوا الصَّلَاةَ(كَمَا اَمَرَ بِذَلِكَ بِنَي إِسْرَائِيلَ مِنْ قَبْلُ اَنْ يَسْتَقِيمُوا بِاَلْسِنَتِهِمْ وَقُلُوبِهِمْ قَبْلَ اَنْ يَسْتَقِيمُوا بِصَلَوَاتِهِمْ فَكَيْفَ بِكُمْ لَوْ جَاءَ هَذَا الرَّجُلُ الْجَاهِلُ وَ غَافَلَكُمْ دُونَ اَنْ تَشْعُرُوا بِهِ وَانْتَحَى نَاحِيَةً مِنْ نَوَاحِي الْمَسْجِدِ لِيَبُولَ فِيهَا فَرُبَّمَا يَكُونُ مُخْتَلّاً عَقْلِيّاً فَهَلْ تُقِيمُونَ الدُّنْيَا وَلَاتُقْعِدُونَهَا عَلَى مَجْنُونٍ رَفَعَ اللهُ عَنْهُ التَّكْلِيفَ فَمَا بَالُكُمْ بِهَذَا الْاِنْسَانِ وَقَدْ جُنَّ جُنُونُهُ عَلَى وَلَدِهِ الَّذِي يَرْقُدُ مَابَيْنَ الْحَيَاةِ وَالْمَوْتِ فِي الْمَشْفَى: مَنْ لَايَرْحَمُ لَايُرْحَمُ كما قال عليه الصلاة والسلام: والخلاصة ايها الاخوة: يَا لَهَا مِنْ رِحْلَةٍ قَضَيْنَاهَا مَعاً بَدَاَتْ مِنْ ظَهْرِ الْاَبِ اِلَى بَطْنِ الْاُمِّ: وَمِنْ بَطْنِ الْاُمِّ اِلَى ظَهْرِ الْاَرْضِ: وَمِنْ ظَهْرِ الْاَرْضِ اِلَى بَطْنِ الْاَرْضِ: وَمِنْ بَطْنِ الْاَرْضِ اِلَى يَوْمِ الْعَرْضِ: وَفِي كُلِّ مَحَطَّةٍ تَرَى الْعَجَبَ: وَفِي النِّهَايَةِ تَحُطُّ الرِّحَالُ اِمَّا اِلَى الْجَنَّةِ وَاِمَّا اِلَى النَّار: نعم ايها الاخوة: شَيْئَانِ يُحْزِنَانِ: رَجُلٌ تَارِكٌ لِلصَّلَاةِ لَمْ يَدْخُلْ طِيلَةِ حَيَاتِهِ اِلَى الْمَسْجِدِ اِلَّا فِي جَنَازَتِهِ مَحْمُولاً عَلَى الْاَكْتَافِ وَامْرَاَةٌ لَمْ تَسْتُرْ نَفْسَهَا طِيلَةَ حَيَاتِهَا بِالْحِجَابِ الشَّرْعِيِّ الَّذِي اَمَرَهَا اللهُ بِهِ اِلَّا فِي كَفَنِهَا: كَمْ هِيَ مُؤْلِمَةٌ هَذِهِ الْمَرْاَةُ الَّتِي لَمْ تَسْتَجِبْ لِاَمْرِ اللهِ فِي الْحِجَابِ الشَّرْعِيِّ وَبَقِيَتْ طِيلَةَ حَيَاتِهَا مُعَانِدَةً لِلهِ وَرَسُولِهِ وَهِيَ تَسْمَعُ جَيِّداً قَوْلَهُ تَعَالَى عَنْ جَهَنَّمَ الَّتِي تَبْقَى مُعَانِدَةً مَهْمَا قَذَفَ اللهُ اِلَيْهَا مِنَ الْمُعَانِدِينَ وَالْمُعَانِدَاتِ{ يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امْتَلَاْتِ وَتَقُولُ هَلْ مِنْ مَزِيد(نَعَمْ تَبْقَى جَهَنَّمُ مُعَانِدَةً وَمُصِرَّةً عَلَى اَنْ تَاْخُذَ بِثَاْرِهَا وَتَنْتَقِمَ مِنَ الْمُعَانِدِينَ وَالْمُعَانِدَاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكَاتِ وَالْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ:وَتَبْقَى الْجَنَّةُ مُشْتَاقَةً وَتَكَادُ تَمُوتُ مِنَ الْاَلَمِ وَاللَّوْعَةِ وَالْحَسْرَةِ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالشَّوْقِ اِلَيْهِمْ لِيَغْتَسِلُوا مِنْ نَهَرِ الْحَيَاةِ بَعْدَ عَذَابٍ رُبَّمَا يَكُونُ طَوِيلاً فِي جَهَنَّمَ: نعم ايها الاخوة: وَهَذِهِ هِيَ اَيْضاً حَالُ تَارِكِ الصَّلَاةِ الْمُعَانِدِ فَاِلَى مَتَى هَذِهِ الْغَفْلَةُ اَيُّهَا الْاِخْوَةُ وَنَحْنُ نَرَاهُمْ بِاُمِّ اَعْيُنِنَا يَحْضُرُونَ اِلَى الدَّوَامِ قَبْلَ وَقْتِهِ وَيَحْضُرُونَ اِلَى الْمَطَارِ قَبْلَ مَوْعِدِهِ وَيَحْضُرُونَ اِلَى الْمُسْتَشْفَى قَبْلَ الْمَوْعِدِ اَيْضاً ثُمَّ يَنَامُونَ عَنْ صَلَاةِ الْفَجْرِ جَمَاعَةً وَيَقُولُونَ نَوْمُنَا ثَقِيل{بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا{قَدْ اَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةُ خَيْرٌ وَاَبْقَى اِنَّ هَذَا لَفِي الصُّحُفِ الْاُولَى صُحُفِ اِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى( اَللَّهُمَّ اِنَّا نَسْاَلُكَ حُسْنَ الْخَاتِمَة: وَآَخِرُ دَعْوَانَا اَنِ الْحَمْدُ لِلهِ رَبّ الْعَالَمِين



إضافة رد


مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الحل, القرى, اخذه, صحيح, ظالمة, وكذلك

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الساعة الآن 02:02 PM.

Powered by vBulletin® Version v3.8.8
Copyright ©2000 - 2024, by Sherif Youssef
ما يطرح بالمنتدى لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وإنما تعبر عن وجهة نظر كاتبها أو قائلها