[نعمة حكيم]

قال موقع بحثي كندي: إن هناك أسبابًا عدة تفسر الموقف الأمريكي تجاه الحروب، أولها نفسي، حيث أوضحت أن حرص الرئيس بوش الابن على خوض الحرب ضد العراق عام 2003 أمر يتعلق بنفسيته.
وأضاف موقع جلوبال ريسيرش البحثي أن السبب الثاني يتعلق بنظام الرأسمالية الأمريكي، حيث إنه وبدون الحروب سواء كانت دافئة أم باردة، لن يتمكن من تحقيق النتيجة المتوقعة في شكل أرباح، والتي تعتبرها الولايات المتحدة حقًّا مكتسبًا لها.
ويأتي الكساد الأمريكي ثالث الأسباب التي تخوض أمريكا من أجلها الحروب، حيث رأى أنه لا يمكن إنكار أن أزمة الكساد الأمريكي انتهت فقط بسبب الحرب العالمية الثانية، حيث ارتفع الطلب الاقتصادي بشكل مذهل حين بدأت الحرب في أوروبا.
ورأى الموقع أن الأرباح العسكرية تعد الدافع الرابع الذي يحدد موقف أمريكا من الحروب، مشيرًا إلى أن نحو 60 شركة حصلوا على 75% من الأرباح العسكرية، مثل فورد، وآي بي إم، وتلك الأخيرة زادت مبيعاتها السنوية بين عامي 1940 و1945، من 46 إلى 140 مليون دولار، بفضل الأوامر المتعلقة بالحرب، وارتفعت أرباحها بناء على ذلك، كما استغلت الشركات الفوردية خبراتها على أكمل وجه لدفع عجلة الإنتاج.
وأما الدافع الخامس كما ذكر الموقع فهو الرأي العام، لافتًا إلى أن الرأي العام الأمريكي انشغل بالحرب ونسي العمالة الكاملة والأجور العالية، أما الأثرياء الأمريكيون فأدركوا تمامًا وبطريقة رائعة كيف ولدت هذه الحرب المال لأنفسهم وشركاتهم، كما أنه استغل أيضًا رجال الأعمال الأغنياء، والمصرفيين وشركات التأمين وكبار المستثمرين الآخرين بأن واشنطن اقترضت المال اللازم لتمويل الحرب، وبالتالي الشركات الأمريكية استفادت أيضًا من الحرب عن طريق الاستيلاء على حصة الأسد من المصالح الناتجة عن شراء سندات الحرب الشهيرة.
وثمة دافع سادس ذكره الموقع يحدد موقف أمريكا من الحروب، وهي الحرب الباردة، فموسكو لم تتمكن من خسارة أو كسب شيء نتيجة لصراع القوى العظمى، ومع تصنيع الولايات المتحدة للقنبلة الذرية، احتاجت الشركات الأمريكية لعدو جديد لإبقاء عجلة الاقتصاد دائرة بأقصى سرعة للحفاظ على هوامش الربح المطلوبة أو بالأحرى زيادتها، وهذا هو سبب انطلاق الحرب الباردة عام 1945، ليس من قبل السوفيت ولكن المجمع الصناعي العسكري الأمريكي، للاستفادة من الحرب الاقتصادية.
وبهذا الصدد، تجاوزت الحرب الباردة أعلى توقعاتهم، حيث المزيد والمزيد من المعدات العسكرية وتطوير الدبابات والسلاح والصواريخ والأسلحة البكتريولوجية وغيرها من أسلحة الدمار الشامل والأسلحة الكيميائية، ولهذا السبب كان البنتاجون على استعداد لدفع المبالغ الضخمة دون توجيه الأسئلة الصعبة.
وأما الهدف السابع الذي ذكره الموقع فهو إستراتيجية البحث عن عدو، حيث بحثت أمريكا عن عدو بعد تفكك الاتحاد السوفييتي، ومن بعده الصومال، ثم الزعيم الصربي ميلوسوفيتش، وبعد أن قفز "جورج بوش" الابن إلى الرئاسة أعلن أن الصين هي عدو الولايات المتحدة الجديد، ولكن الصراع مع تلك الدولة كان محفوفًا بالمخاطر؛ نظرًا لأن جميع الشركات الأمريكية الكبرى لها تجارة ضخمة مع بكين، ولكن للحفاظ على النفقات أتت هجمات 11 سبتمبر 2001، فكان العدو هو أفغانستان والعراق.