حذر إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف فضيلة الشيخ الدكتور علي الحذيفي في خطبة الجمعة اليوم الشباب من دعاة النار ومن الأسماء التي يخدع بها الشباب , مشددا على أن خوارج هذا العصر أشد من أسلافهم فهم يغدرون ويكذبون ولايراعون حرمة المسلمين ولا بيوت الله , ويتخذون رؤوسا جهالا أبعدوهم عن أهل العلم أوالاستفادة من المدارس والجامعات.
وقال فضيلته : إن الله تعالى ذكر عن المنافقين بأنهم تسموا بالمصلحين وادعى النبوة أناس وتسموا برسول الله , فالأسماء لاعبرة بها عند الله إنما العبرة والحقائق بالأسماء مع الأقوال والأفعال التي هي على هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم , والعصمة من دعاة النار والفتن لزوم الكتاب والسنة ومعرفة ما يراد بهما من مأثور أهل العلم قال تعالى : " فاسألوا اهل الذكر إن كنتم لا تعلمون ".
وأضاف : العلم النافع والعمل الصالح يجمع الله بهما للعبد كل خير ويحفظه من كل شر , ويثبت بذلك الأقدام على الصراط المستقيم , والضلال الأكبر هو في الإعراض عن علم القرآن والسنة , والإعراض عن العمل بهما قال الله تعالى : " ومن أظلم ممن ذكر بآيات ربه ثم أعرض عنها إنا من المجرمين منتقمون " , فالإعراض هو الخسران المبين , والتأويل الفاسد للقرآن والسنة من الإعراض عما أنزل الله تعالى , وهذا التأويل الباطل هو الذي أفسد العقول , وفرق الأمة وأضعف المسلمين وغير القلوب , وأدخل البدع على الإسلام وأورث العداوة والبغضاء بين أبناء هذه الملة السمحة , والتأويل الباطل استحل به أصحابه الدماء المعصومة , والأموال المحرمة , وكفروا به من شاؤوا , ووالوا به من شاؤوا , وعادوا به من شاؤوا , وهو باب الشر الذي انفتح على الأمة , والانحراف الفكري والبدع والمحدثات بنيت على التأويل الفاسد , والتفسير الباطل للقرآن والحديث , فالفرق الإسلامية المخالفة للصحابة والتابعين ضلوا في التأويل ولم يختلفوا في التنزيل إجمالا , فالتأويل الباطل أساس البدع والضلال , فهل قتل عثمان بن عفان رضي الله عن إلا بالتأويل الفاسد , وهل قتل علي بن أبي طالب رضي الله عنه إلا بالتأويل الفاسد , وهل استحل الخوارج دماء الصحابة وأموالهم إلا بالتأويل الفاسد , وهل أنكر ذي الخويصرة قسمة النبي صلى الله عليه وسلم للغنائم إلا بالتأويل الفاسد , ومنذ ظهر التأويل والتفسير الباطل لنصوص القرآن والسنة في أواخر عهد الصحابة تصدى الصحابة رضي الله عنهم لهذه البدعة فردوا على الخوارج وقاتلوهم , وكلما ظهرت بدعة في التأويل الفاسد والتفسير الخاطئ تصدى له وقام بإطفائها العلماء من التابعين ومن بعدهم في كل عصر بالحجة والبيان , وقام بردع وتأديب أصحابها ذوو السلطان حماية لعقيدة الأمة , وحفظا لمصالح دنياها , ورعاية لأمنها واستقرارها , وحقنا لدمائها , وصاينة لأعراضها , وتأمينا للسبل والعبادة قال تعالى : " الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وامروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولله عاقبة الأمور ".
وقال فضيلته : لكل بدعة ومبتدعة ورثة وورثة البدع في هذا الزمان شر من أسلافهم لبعد العهد بالنبوة ولردهم نصح أهل العلم ولمقاطعتهم الجلوس في حلق تعليمهم وعدم الأخذ منهم في المدارس والجامعات , ولاتخاذهم رؤوسا جهالا ضالا مضلين يفتنونهم بغير علم فيضلونهم عن السبيل , فمن سلف من الخوارج لم يكونوا يغدرون , ولم يكونوا يكذبون ولا يخونون , وكانوا يعظمون المساجد , وخوارج العصر يغدرون ويخونون ويقتلون الركع السجود في بيوت الله , ويسفكون دماء المسلمين من رجال الأمن وغيرهم ويكفرون المسلمين , ولعظم هذه الجرائم وشر خطرها , وعموم ضررها , ولعموم الفتنة في فكر الخوارج قال النبي صلى الله عليه وسلم : " الخوارج كلاب النار " , وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنهم يخرجون مرة بعد مرة ولكنهم يقطعون إذا خرجوا.