كشف مسؤول في وزارة الدفاع العراقية، عن صعوبات تواجه القوات الأميركية في تحديد مواقع تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) في البلاد، وذلك بسبب تغيير التنظيم مواقعه ومقارّه الرئيسية في استمرار، غير أنّه أكد رصد 300 إلى 350 موقعا للتنظيم، في مناطق شمال وغرب ووسط العراق. وأوضح الضابط برتبة عميد في هيئة رئاسة أركان الجيش، رفض الكشف عن اسمه، لـ"العربي الجديد"، أن "داعش كثّف منذ أيام تغيير مواقعه كل 24 ساعة تقريباً". وكشف أن "طائرات أميركية من دون طيار أجرت أكثر من 100 ساعة طيران في الأجواء العراقية، منذ مطلع الشهر الحالي في مناطق شمال وغرب ووسط البلاد لتحديد مواقع داعش ومعسكرات التدريب، ومخازن الأسلحة والمعدات العسكرية التابعة له".وأضاف أن "الطائرات تمكنت من رصد ما بين 300 إلى 350 موقعاً، وهي عبارة عن مقرات للتنظيم اتخذها في المدن التي يسيطر عليها، وتنوعت بين مبانٍ حكومية سابقة ومنازل مدنيين وحقول زراعية ومواقع جبلية وكهوف، في المنطقة الشمالية من البلاد". ولفت إلى أنه "على الرغم من ذلك، تجد القوات الأميركية صعوبة في عملية تحديد تلك المواقع بشكل يسمح لها بوضعها على خارطة الضربات، بسبب قيام داعش بعمليات نقل سريعة لمقرّاته كل 24 ساعة، وبشكل خاطف ليلاً". "طالب كيري الحكومة العراقية في تأمين حصانة لجنوده وإعفائهم من أي مساءلة قانونية في حال حدوث أخطاء عسكرية" وفي هذا الصدد، كشفت مصادر سياسية لـ"العربي الجديد"، أنّ "وزير الخارجية الأميركي جون كيري، طالب خلال تواجده في بغداد، الحكومة العراقية في تأمين الحصانة لجنوده وإعفائهم من أي مساءلة قانونية في حال حدوث أخطاء عسكرية خلال العمليات ضد داعش". وتضيف المصادر أنّ "كيري كان يقصد سلاح الجو الأميركي، إذ إن مهمة مئات الجنود الأميركيين المتواجدين حالياً في العراق، هي دعم واستشارة، وليس المواجهة مع داعش بشكل مباشر". في المقابل، قال عضو لجنة الأمن والدفاع العراقية حسن عبد الله، في تصريحات لـ"العربي الجديد"، إن "القوات الأميركية أبلغت المسؤولين العراقيين، أنّها ستستخدم أقصى درجات الحذر في عملياتها تجنباً لسقوط مدنيين". وأوضح عبد الله أن "الأميركيين يستخدمون قنابل فراغية وصواريخ ذكية، يتم التحكم بها من الطائرة لاستهداف مواقع التنظيم داخل المناطق السكنية، إذ يتوقع أن يلجأ التنظيم إلى الاحتماء بالسكان المحليين". على صعيد متصل، اعتبر القيادي في "اتحاد القوى العراقية" خالد الدليمي، في حديث لـ"العربي الجديد"، أن "إلحاق هزيمة بتنظيم داعش في العراق، يعني تغليب كفة الجيش الحر في سورية، وقد يكون هذا هو سبب تحفظ إيران وروسيا على التحالف الدولي". وأوضح أنه "بات من المعروف أن داعش جسد واحد لا يتجزأ في العراق وسورية، وبات كحلقة واحدة والضربات الدولية اتجاهه، يعني بشكل مؤكد، ترجيح الكفة لمصلحة قوى المعارضة السورية المعتدلة، التي ستأخذ مكانه في سورية". ولفت القيادي في "اتحاد القوى العراقية" إلى أن "الضمانات الأميركية للسنة والأكراد بتنفيذ مطالبهم في حال تزامن تطبيقها فعلاً بالتزامن مع إعادة السيطرة على المدن من قبضة التنظيم، سيكون له فوائد على استقرار البلاد ولو بشكل نسبي".وأشار الدليمي إلى أن "قرار تشكيل قوات الحرس الوطني السنية في المدن العراقية، خطوة جيدة، وعلى رئيس الوزراء حيدر العبادي عدم التفريط بمطالب السنة والأكراد، باعتبار ذلك فرصة تاريخية لنيل الهدوء في البلاد