أنت غير مسجل في مسلم أون لاين . للتسجيل الرجاء أضغط هنـا
 

الإعلانات النصية


الإهداءات

العودة   منتديات مسلم أون لاين العودة مسلم أون لاين الإســلامي العودة قسم العلوم الإسلامية العودة التوحيد والعقيدة الإسلامية

إضافة رد
   
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  مشاركة رقم : 1  
قديم 07-10-2014
محمد فرج الأصفر
الصورة الرمزية محمد فرج الأصفر


رقم العضوية : 4
تاريخ التسجيل : Jul 2014
المشاركات : 2,043
بمعدل : 0.57 يوميا
معدل تقييم المستوى : 12
المستوى : محمد فرج الأصفر نشيط

محمد فرج الأصفر غير متواجد حالياً عرض البوم صور محمد فرج الأصفر



المنتدى : التوحيد والعقيدة الإسلامية
Exclusive أساسيات في الإسلام يجهلها كثير من العلماء !!

الحمد لله رب العالمين،والصلاة والسلام على رسول الله. أما بعد:
فهذا المقال يعرض مفاهيم أساسية بعضها لايتم الإسلام إلا بها، ومع ذلك يجهلها كثير من الناس بل كثير من العلماء نتيجةالهزيمة الفكرية أمام الفكر الغربي.
1. الأخطار التي تواجه الإسلام اليوم
2. معنى الولاء والبراء
3. الحد الفاصل بين موالاة وتولي الكفار
4. الجهاد والفتوحات الإسلامية
5. الجزية وأهل الذمة
6. قتل المرتد
7. الرق في الإسلام
8. تهنئة الكفار بأعيادهم
أولا : الأخطار التي يواجهها الإسلام اليوم
1- بيان أشد أعداء الإسلام
******
لاشك أن أشدُّ خطر يواجه الأمة الإسلاميّة هو بعدها عن كتاب الله وسنة رسوله ، واستبدالهما بالقوانين الوضعيّة والمذاهب المنحرفة. وكلما كان المرء من السنة أبعد،كان من الشرك والبدعة أقرب. وسبب تفرق الأمة هو بعدها عن الإسلام، فإن الوحدة لاتكون إلا على الكتاب والسنة كما قال تعالى {وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِجَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْأَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًاوَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَيُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ} (103) سورة آل عمران.
لكن لو نظرنا إلى أخطر الأفكار التي تهدد كيان الأمة الإسلامية، لوجدنا أخطرها وأكثرها ضرراً هو الفكر الغربي. نعم هناك أخطار أخرى كالفكر الشيعي مثلاً، لكنه محصور في مناطق معينة. وهناك الفكر الصوفي الذي يُقعد الأمة عن الجهاد، لكنه كذلك ليس واسع الانتشار في الغالب، وهو مدعوم من الاستعمار. فالخطر الحقيقي هو الغزو الفكري الصليبي للعالم الإسلامي. وهو المسؤول عن نشر الشهوات وزرع الخلاف. والعالم الصليبي في الحقيقة ليس أقوى من العالم الإسلامي ولا أكثر عدداً. لكن الذي يضعف المسلمين هو إعجابهم بحضارة الكفار الجاهلية وانهدام مفهوم الاستعلاء عندهم. وهذاكله ناتج عن الجهل بأهم جزء من عقيدة التوحيد: توحيد الحاكمية الذي منه مفهوم الولاء والبراء .
وسنرى أن الكثير من الإشكاليات الفكرية التي يستصعب فهمها بعض المسلمين اليوم، وربما يخجلون بها أمام الغربيين، لم تكن مشكلة أبداً عندالمتقدمين.
والإسلام يدعو المسلم لأن يفخربدينه ويعتز به، بل يستعلي به على غير المسلمين.
يقول الله تعالى: {وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَإِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ} (139) سورة آل عمران.
والإيمان اعتقاد وقول وعمل، لا كمايعتقد بعض العوام أن الإيمان في القلب فقط! فمن كان مؤمناً، فهو خير من أحسن كافر. {أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ (35) مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ (36)} سورة القلم.
يقول الكاتب النمساوي "محمد أسد" عن انحطاط المسلمين : «ليس لنا للنجاة من عار هذا الانحطاط الذي نحن فيه سوى مخرج واحد؛ علينا أن نُشعرأنفسنا بهذا العار، بجعله نصب أعيننا ليل نهار! وأن نَطعم مرارته... ويجب علينا أنننفض عن أنفسنا روح الاعتذار الذي هو اسم آخر للانهزام العقلي فينا، وبدلاً من أن نُخضع الإسلام باستخذاء للمقاييس العقلية الغربية، يجب أن ننظر إلى الإسلام على أنه المقياس الذي نحكم به على العالم .. أما الخطوة الثانية فهي أن نعمل بسنة نبينا على وعي وعزيمة... يجب على المسلم أن يعيش عالي الرأس، ويجب عليه أن يتحقّق أنه متميز، وأن يكون عظيم الفخر لأنه كذلك، وأن يعلن هذا التميز بشجاعة بدلاً من أن يعتذر عنه !».
فالذي يحاول أن يعتذر للإسلام، ويخجل من تعاليم إسلامية، هو شخص مهزوم فكرياً أمام الجاهلية. وهذا غير الذي يدافع عن الإسلام، ويوضح مفاهيم أخطأ الناس في فهمها، أو يتدرج في طرح الإسلام عليهم حسب عقولهم. وليس اللوم على هؤلاء، لكن اللوم على من يتمنى في قرارة نفسه أن الله لم ينزل حكم كذا وكذا. فهذا أضر الناس على الإسلام. وقد يؤدي خجله من بعض تعاليم الإسلام أن ينكر هذه التعاليم. فيزعم أن الجهاد دفاعي فقط ، وأن تعدد الزوجات مكروه ،وأن حرية الكفر مكفولة بالإسلام ، وأمثال ذلك. وهذا إنما يكون عن قناعة، أو عن ظن بأن من مصلحة الإسلام تحديث الناس بهذا وإن كان خطأ.
لكن الإسلام يوجب على المسلم أن يقول الحق، ويُبلّغ الدعوة كما هي، دون أن يكون مسؤولاً عن النتائج.
قال تعالى: {وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ فَمَن شَاء فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاء فَلْيَكْفُرْ ...} (29) سورة الكهف.
وهذا نوح عليه السلام من أهل العزم من الرسل لبث في الدعوة قرابة ألف سنة، فما آمن معه إلا القليل جداً. فهل يُلام على ذلك ؟ اللهم لا،
فإن مسؤولية الرسل ومسؤولية المسلمين هي البلاغ فقط {وَمَا عَلَيْنَا إِلاَّ الْبَلاَغُ الْمُبِينُ} (17) سورة يــس، ولسنا مسؤولين عن النتائج.
يقول الشيخ سيد قطب في "في ظلال القرآن": «عن قتادة أن ناساً من كفار قريش قالوا للنبي
: "إن سرّك أن نتبعك،فاطرد فلانا وفلانا" ناسا من ضعفاء المسلمين. فقال الله تعالى {وَلاَ تَطْرُدِالَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ...} (52) سورة الأنعام.
فرغم أن إسلام زعماء الكفر وقادته مما لا يختلف في كونه مصلحة عظيمة للدعوة، بل هو نصر وفتح كبير لها، ورغم أن مفسدة طرد وإبعاد هؤلاء النفرالمستضعفين يظهر لأكثر العقول أنها أقل بكثير من مصلحة إسلام زعماء الكفر، إلا أن الله سبحانه وتعالى بـيّـن أن تلك المصلحة ملغاة، لا اعتبار لها، إذا جاءت من هذاالطريق. كما بين تعالى أن حفظ دين هؤلاء النفر المستضعفين: هو المصلحةالحقيقية».
ويقول في تفسيره لسورة الحج (4|2435): «إن كلمة "مصلحة الدعوة" يجب أن ترتفع من قاموس أصحاب الدعوات، لأنها مزلة، ومدخل للشيطان يأتيهم منه حين يعز عليهم أن يأتيهم من ناحية مصلحة الأشخاص! ولقد تتحول "مصلحة الدعوة" إلى صنم يتعبدون أصنامه وينسون معه منهج الدعوة الأصيل! إن على أصحاب الدعوة أن يستقيموا على نهجها ويتحروا هذا النهج، دون التفات إلى مايعقبه هذا التحري من نتائج قد يلوح لهم أن فيها خطراً على الدعوة وأصحابها! فالخطرالوحيد الذي يجب أن يتقوه هو خطر الانحراف عن النهج لسبب من الأسباب، سواء كان هذاالانحراف كثيراً أو قليلاً. والله أعـــرف منهم بالمصلحة، وهم ليسوا بها مكلفين. إنما مكلفون بأمر واحد، أن لا ينحرفوا عن المنهج وأن لا يحيدوا عن الطريق».
ويقول في كتابه "معالم في الطريق": «وليس في إسلامنا ما نخجل منه،وما نضطر للدفاع عنه. وليس فيه ما نتدسّس به للناس تدسُّساً، أو مانتلعثم في الجهر به على حقيقته.. إن الهزيمة الروحيةأمام الغرب وأمام الشرق وأمام أوضاع الجاهلية هنا وهناك هي التي تجعل بعض الناس.. المسلمين.. يتلمس للإسلام موافقات جزئية من النظم البشرية، أو يتلمس من أعمال "الحضارة" الجاهلية ما يسند به أعمال الإسلام وقضاءه في بعض الأمور... إنه إذا كانهناك من يحتاج للدفاع والتبرير والاعتذار فليس هو الذي يقدم الإسلام للناس. وإنماهو ذاك الذي يحيا في هذه الجاهلية المهلهلة المليئة بالمتناقضات وبالنقائض والعيوب،ويريد أن يتلمس المبررات للجاهلية. وهؤلاء هم الذين يهاجمون الإسلام ويلجئون بعض محبيه الذين يجهلون حقيقته إلى الدفاع عنه، كـأنه متهم مضطر للدفاع عن نفسه في قفص الاتـهام!».
قال العلامة المعلمي في "الأنوار الكاشفة" (ص25): «إن أضرّالناس على الإسلام والمسلمين هم "المحامون الاستسلاميون"، يطعن الأعداء في عقيدة من عقائد الإسلام، أو حكم من أحكامه، ونحو ذلك، فلا يكون عند أولئك المحامين من الإيمان واليقين والعلم الراسخ بالدين والاستحقاق لعون الله وتأييده ما يثبتهم على الحق ويهديهم إلى دفع الشبهة، فيلجئون إلى الاستسلام بـ"نظام":
1- ونظام المتقدمين : التحريف.
2- ونظام المتوسطين: زعم أن النصوص النقلية لا تفيد اليقين،والمطلوب في أصول الدين اليقين. فعزلوا كتاب الله، وسنة رسوله عن أصول الدين.
3- ونظام بعض العصريين : التشذيب».
رحم الله العلامة المعلمي، ماذا لو عاش ليرى مشايخ الفضائيات الأن وأصحاب فقه التيسير؟
وقال د. محمد حسين في "الإسلام والحضارة الغربية" (ص47): «أما الوسيلة الأخرى التي اتخذها الاستعمارلإيجاد هذا التفاهم المفقود [بين المسلمين والمستعمرين] وعمل على تنفيذها فهي أبطأ ثماراً من الوسيلة الأولى [تربية العلمانيين]، ولكنهاأبقى آثاراً، كما لاحظ اللورد لويد.
وهي تتلخص في: تطوير الإسلام نفسه، وإعادةتفسيره؛ بحيث يبدو متفقاً مع الحضارة الغربية، أو قريباً منها، وغير متعارض معها على الأقل، بدل أن يبدو عدواً لها، أو معارضاً لقيمها وأساليبها».
2- معنى الولاء و البراء
******
{مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءعَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ ...} (29) سورةالفتح
3- الجهاد والفتوحات الإسلامية
يقول وهبة الزحيلي في كتابه آثار الحرب (ص65): «ليس من أهداف الإسلام أن يفرض نفسه على الناس فرضا حتى يكون هو الديانة العالمية الوحيدة ، إذ أن كل ذلك محاولة فاشلة ومقاومة لسنة الوجود ومعاندة للإرادة الإلهية».
وهذا القول هو من باب الهزيمة الفكرية التي أدت إلى إساءة فهم أهم مقاصد الإسلام. ألم يقرأ الشيخ قول الله تعالى: {هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ} (33) سورةالتوبة. فالله يريد أن يظهر دينه على سائر الأديان، وسيفعل ذلك بلا ريب. هذه هي الإرادة الإلهية كما يصرح بها القرآن.
وبعض الناس يظنون هذا مخالفاً لقوله تعالى : {لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ ...} (256) سورة البقرة. وليس هناك من تناقض قط. فالإسلام لا يجبر الناس على الدخول فيه، لكنه يسعى بكل قوة أن يفرض نفسه على الناس فرضاً بمعنى أنه يصبح هو الدين المهيمن وتصبح شريعته هي المسيطرة الحاكمة دون غيرها، وأما من لم يعتنق الإسلام فعليه أن يكون من أهل الذمة أي مواطن من الدرجة الثانية.
وليس في هذا ظلم له، بل هو من باب إنزال الناس منازلهم التي يستحقونها.
4- الجزية وأهل الذمة
******
الجزية في اللغة مشتقة من مادة (ج ز ي)، تقول العرب: "جزى ،يجزي، إذا كافأ عما أسدي إليه"، والمعنى في المصطلح الإسلامي : هي قدر من المال يدفعه من هو قادر على القتال من النصارى واليهود (أهل الذمة) في بلاد المسلمين حزاءً للمسلمين على حمايتهم، ويعفى منه الكهولو النساء و الأطفال و العجزة و المعاقين و اللذين يقاتلون في صفوف المسلمين. ويفرض على المسلمين دفع الزكاة التي تؤخذ من الأغنياء وترد على الفقراء والمساكين. والإسلام لم يكن أول من أخذ الجزية، فهي قانون عند كل الأمم بمن فيهم اليهود (يشوع 10|16) والنصارى (متّى 24|17-27) (متى 16|21-22) (رومية 1|7-13).
ثانيا : من الناحية التاريخية
********
أ‌- كان الكاثوليك يفرضون الجزية على أرثوذكس مصر قبل أن يفتحها المسلمون، فما سمعناهم يقولون: إن الأرثوذكس تركواطائفتهم إلى الكاثوليكية؛ هربًا من الجزية بل العكس، نجدهم يتفنون في ذكر صبر وصمود الأرثوذكس على عقيدتهم وفرارهم إلى الصحاري والكهوف، وأنهم كانوا يفضلون الموت على ترك طائفتهم.
ب- يؤلف النصارى الحكايات الطوال عن بسالتهم في مواجهة عصر الاستشهاد، حين ألقاهم الرومان للأسود الجائعة وأحرقوهم في الميادين، وذبحوهم تحت أقدام أصنامهم، ومع هذا لم نسمع منهم أن أحدًا قد ارتدَّ عن دينه، لكنهم لما عجزوا عن تبرير دخول النصارى واليهود في الإسلام عن رضا وقناعة، ولم يجدوا في الإسلام أسودًا جائعة أو نارًا تحرق المخالفين، حاولوا تبرير هذا الفتح بالجزية.
نسي هؤلاء أن الجزية في الإسلام لم تزد في كل تاريخها عن أربع دنانير، وتراوحت في أغلب أحوالها بين دينار ودينارين.
ثالثا : من خلال شهادة مؤلفيهم
********
أ - يقول المؤرخ بنيامين كما نقل عنه آدم متز في الحضارة الإسلامية في القرن الرابع الهجري: "إن اليهود في كل بلاد الإسلام يدفعون دينارًا واحدًا". فأين الظلم والإكراه على الإسلام في أخذ هذا المبلغ الضئيل منهم ؟؟
ب- ويقول دربير في كتابه "المنازعة بين العلم والدين": "إن المسلمين ما كانوا يتقاضون من مقهوريهم إلا شيئًا ضئيلاً من المال لا يقارن بماكانت تتقاضاه منهم حكوماتهم الوطنية".
ج- ويذهب مونتسكيو في كتابه "روح الشرائع" إلى أبعد من هذافيرى أن بساطة الجزية عجلت بانتشار الفتوحات الإسلامية فيقول: "إن هذه الإتاوات المفروضة كانت سببًا لهذه السهولة الغريبة، التي صادفها المسلمون في فتوحاتهم، فالشعوب رأت ـ بدلاً أن تخضع لسلسلة، لا تنتهي من المغارم التي تخيلها حرص الأباطرةـ أن تخضع لأداء جزية خفيفة يمكن توفيتها بسهولة، وتسلمها بسهولة كذلك".
- قال القرطبي في تفسيره: "قال علماؤنا: الذي دلَّ عليه القرآن أن الجزية تؤخذ من المقاتلين ... وهذا إجماع من العلماء على أن الجزية إنما توضع على جماجم الرجال الأحرار البالغين، وهم الذين يقاتلون، دون النساء والذرية والعبيد والمجانين المغلوبين على عقولهم والشيخ الفاني".
- قال الإمام مالك في الموطأ: "مضت السنة أن لا جزية على نساء أهل الكتاب، ولا على صبيانهم، وأن الجزية لا تؤخذ إلا من الرجال الذين قد بلغوا الحلم، وليس على أهل الذمة ولا على المجوس في نخيلهم ولا كرومهم ولا زروعهم ولا مواشيهم صدقة".
- يقول ابن القيم في كتابه أحكام أهل الذمة: "تسقط الجزية بزوال الرقبة أو عجزها عن الأداء".
- قال القاضي أبو يعلى في كتابهالأحكام السلطانية: "وتسقط الجزية عن الفقير، وعن الشيخ وعن الزَمِن".
ويشهد آدم متز في كتابه الحضارة الإسلامية فيقول: " فكان لا يدفعها إلا الرجل القادر على حمل السلاح، فلايدفعها ذوو العاهات، ولا المترهبون وأهل الصوامع إلا إذا كان لهم يسار".
وبمثله، شهد ول ديورانت في قصةالحضارة بقوله: "ويُعفى منها الرهبان، والنساء، والذكور الذين هم دون البلوغ،والأَرِقَّاء، والشيوخ، والعَجَزة، والعُمي، والشديد الفقر"،
ليس هذا فحسب، بل تسقط الجزية عند العجز عن سدادها.
يقول إبن حزم في مراتب ألإجماع (1) إن الشروط ألمشترطة على أهل ألذمة في عقد الجزيةهي :-
"عليهم أن يعطوا أربعة مثاقيل ذهبا في انقضاء كل عام قمري وصرف كل دينار اثنا عشر درهما، وأن لا يحدثوا كنيسة ولا بيعة ولا ديرا ولا صومعة، ولا يجددوا ما خرب منها، ولا يمنعوا المسلمين من النزول في كنائسهم، وبيعهم ليلا ونهارا ويوسعوا أبوابها للنازلين، ويضيفوا من مر بهم من المسلمين ثلاثة، وأن لا يأووا جاسوسا، ولا يكتموا غشا للمسلمين، ولا يعلموا أولادهم القرآن، ولا يمنعوا أحدا منهم الدخول في الإسلام، ويوقروا المسلمين ويقوموا لهم من المجالس، ولا يتشبهوا بهم في شيء من لباسهم ولا فرق شعرهم، ولا يتكلمون بكلامهم ولايتكنوا بكناهم، ولا يركبوا على السروج، ولا يتقلدوا شيئا من السلاح ولا يحملوه مع أنفسهم ولا يتخذوه، ولا ينقشوا خواتيمهم بالعربية، ولا يبيعوا الخمر من مسلم، ويجزوا مقادم رءوسهم، ويشدوا الزنانير، ولا يظهروا الصليب، ولا يجاوروا المسلمين بموتاهم، ولا يطرحوا في طريق المسلمين نجاسة، ويخفوا النواقيس وأصواتهم، ولا يظهروا شيئا من شعائرهم، ولا يتخذوا من الرقيق ما جرت عليه سهام المسلمين، ويرشدواالمسلمين ولا يطلعوا عليهم عدوا، ولا يضربوا مسلما ولا يسبوه ولا يستخدموه، ولايسمعوا مسلما شيئا من كفرهم، ولا يسبوا أحدا من الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم،ولا يظهروا خمرا ولا نكاح ذات محرم، وأن يسكنوا المسلمين بينهم، فمتى أخلوا بواحدة من هذه الشروط،، اختلف في نقض عهدهم وقتلهم وسبيهم وأخذ أموالهم" (إنتهى)
أقول أين ابن حزم الأن ليرى في بلاد المسلمين كم أرتفعت الصلبان على المأذن واصبح حتى في الأذقة الكنائس وطقوسهم عبر وسائل الإعلام يعلنوا فيها كفروهم ويرسل لهم أصحاب العمائم في أعيادهم ليباركوا لهم .
يقول د. نبيل لوقا بباوي (قبطي): «إن الجزية التي فرضت على غير المسلمين في الدولةالإسلامية بموجب عقود الأمان التي وقعت معهم، إنما هي ضريبة دفاع عنهم في مقابل حمايتهم والدفاع عنهم من أي اعتداء خارجي، لإعفائهم من الاشتراك في الجيش الإسلامي حتى لا يدخلوا حرباً يدافعون فيها عن دين لا يؤمنون به. ومع ذلك فإذا اختار غيرالمسلم أن ينضم إلى الجيش الإسلامي برضاه فإنه يعفى من دفع الجزية».
ويتابع د. لوقا قوله: «إن الجزية كانت تأتي أيضاً نظير التمتع بالخدمات العامة التي تقدمها الدولة للمواطنين مسلمين وغير مسلمين، والتي ينفق عليها من أموال الزكاة التي يدفعها المسلمون بصفتها ركناً من أركان الإسلام. وهذه الجزية لا تمثل إلا قدرا ضئيلا متواضعاً لو قورنت بالضرائب الباهظة التي كانت تفرضها الدولة الرومانية على المسيحيين في مصر، ولا يعفى منها أحد. في حيث أن أكثر من 70% من الأقباط الأرثوذكس كانوا يعفون من دفع هذه الجزية. فقد كان يُعفى من دفعها: القُصّر والنساء والشيوخ والعجزة وأصحاب الأمراض والرهبان».
الجزية ضريبة يدفعها من يؤثر البقاء على دينه مقابل أن يحميه الإسلام، فالإسلام إذا أخذ هذه الجزية من غير المسلم وقبل أن يبقى على دينه ويتكفل الإسلام بحمايته وصار حقاً شرعياً. وهي في الحقيقة ضريبة ، فليس من العدل أن يدفع المسلم ويعفى منها غير المسلمين الذين ارتضوا أن يبقوا تحت حكم الإسلام ولذلك جاء في نص معاهدة خالد بن الوليدرضي الله عنه لنصارى الشام ، قال : "هذا ما أعطى خالد بن الوليد أهل دمشق :أمان على أنفسهم وأموالهم وكنائسهم، ولا يسكن شيء من دورهم وأي شيخ منهم ضعف عن العمل أو أصابته آفة أو كان غني وافتقر ، طرحت عنه الجزية ، وأعطي هو وأهله إعانة من بيت مال المسلمين ولهذا لما بلغ أبا عبيده تجهيز الروم ضده وكان عاجزاً عن مواجهتهم رد الجزية التي كان أخذها من نصارى الشام قائلاً لهم إنما رددنا عليكم أموالكم لأنه قد بلغنا ما جمع لنا من الجموع وإنكم قد اشترطتم علينا أن نحميكم ،وإننا الآن لا نقدر على ذلك وقد رددنا عليكم ما أخذنا منكم ونحن لكم على الشرط وماكتبنا بيننا وبينكم إن نصرنا الله عليهم أن نوفي لكم بهذا الشرط".
ويذكر التاريخ إن كثيراً من النصارى كانوا يفضلون البقاءتحت حكم الإسلام العادل على ظلم الدولة الرومانية التي كانت تستبيح أموال الناس ونساءهم ، وكثير من اليهود يلجأون إلى بلاد المسلمين وإلى تركيا وإلى الأندلس هرباً من تسلط الكنيسة وجرائمها ضدهم وملاحقاتها المستمرة.
6- قتل المرتد
******
ويجب أن يُعلم هنا أن لا حرية مطلقة بلا قيد ولا شرط في أي مجتمع من المجتمعات البشرية ، وعلى هذا فإذا كان للإنسان حرية الاعتقاد فهذا لنفسه ولكن ليس من لوازم حرية الاعتقاد التي يريدها و يتمتع بها أن يكره الناس عليها أو يدعوهم إليها ؛ لأنه إذا كان من حق الإنسان أن يضل هو فليس من حقه أن يضل غيره ، ودار الإسلام: دولة فكرية عقائدية إنّ أقصى ما يطمح المخالفون لعقيدتها أن يسمح لهم بالعيش في ظل هذه الدولة ولا يصارحوها بمخالفتهم لعقيدتها التي قامت عليها دولتهم ؛ فماذا يراد من الدولة الإسلامية أكثر مما تقرره في مجال الاعتقاد ؟ تتركه وما يعتقد لنفسه ولكن تمنعه إذا صار داعية لاعتقاده الباطل المخالف لعقيدة الإسلام بسبب بسيط أنه إن كان مسلماً فبإسلامه يكون قد التزم أن لا يعتقد خلاف عقيدة الإسلام و إلا صار ناقضاً لالتزامه هذا فهل نطالب الدولة الإسلامية بأن تسمح له بالدعوة إلى ما يناقض العقيدة الإسلامية ويسفه أصولها ومعانيها وتبقى الدولة الإسلامية تحميه وتدعه يسفه عقيدتها وهي عقيدة شعبها، أيجوزأن تفعل هذا دولة موصوفة بأنها (إسلامية) ؟،
وهل يجوز أن يتقدم أحد مواطنيها بمثل هذه الحرية المناقضة لعقيدة الدولة الإسلامية ؟
إن الكنيسة قد بقيت تؤكد على عدم اعتناق أي دين غيرالمسيحية واستخدمت القمع في ذلك حتى جاءت الثورة الصناعية والتي أزاحت الكنيسة عن حيز السياسة بعد قرون من التسلط ، وبعد أن كانت الكنيسة عائق أمام التطور الصناعي في أوروبا. فما عرفت أوروبا الحضارة إلابعد أن نبذت الكنيسة ووضعتها جنباً في زاوية ضيقة. وبالعكس: ما عرف العرب الحضارة إلا بعد الإسلام. أماالأن فى بعد البلدان أصبح هناك فضائيات للمرتدين تدعمهم وتقف بجوارهم بعد ردتهم ولاحول ولا قوه إلا بالله
7- الرق في الإسلام
*******
كان الرق قبل الإسلام من الأمور الطبيعية عند سائر الشعوب واستمر كذلك إلى القرن الثامن عشر. وجاء الإسلام فلم يمنع الرق لكنه ضيق كل مداخله، وأبقى واحداً فقط هو الجهاد في سبيل الله. وشجع على تحرير العبيد وجعل هذا من أكثر ما يتقرب به الإنسان إلى ربه. وبينما كان العبد يُعامل بوحشية كالحيوان، جاءالإنسان فأعطاه حقوقه الإنسانية. فأمر السادة أن يحسنوا معاملتهم للرقيق: {وَاعْبُدُواْ اللَّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالجَنبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لاَ يُحِبُّ مَن كَانَ مُخْتَالاً فَخُورًا} النساء / 36 ، وليقرر أن العلاقة بين السادة والرقيق ليست علاقة الاستعلاء والاستعباد، أو التسخير أو التحقير، فهم أخوة للسادة. قال رسول الله : «إخوانكم خولكم .. فمن كان أخوه تحت يده فليطعمه مما يطعم وليلبسه مما يلبس. ولا تكلفوهم ما يغلبهم، فإن كلفتموهم فأعينوهم»، أخرجه البخاري. وقال: «من قتل عبده قتلناه ، ومن جدع عبده جدعناه، ومن أخصى عبده أخصيناه»، متفق عليه. وهذه ضمانات إسلامية لم يصل إليها تشريع للرقيق في التاريخ كله.
والشبه التي تدخل على بعض المسلمين اليوم ، أن الرق لم يعد موجوداً في هذا العصر. فيدعي بعضهم أنه منسوخ ولا يجوز العودة إليه، لأن الإسلام أراد إلغاء الرق بالتدريج. وقام بعض الفقهاء بحذف أحكام الرق من كتب الفقه. وهذا كله خطأ فادح، لأن أحكام النسخ لاينسخها إلا مشرعها وهو الله تعالى، ولا وحي بعد رسول الله ، فلا مجال لنسخ الرق. ولو أراد الله إلغاء الرق لأخبر بذلك، لكن هؤلاء المتأثرين بأنظمة الغرب لم يعرفوا حكمة الرق في الإسلام فظنوه نوعاً من الاسترقاق الروماني القديم، وشتان. إن الحكمة من الاسترقاق هي إعطاء آخر فرصة للكافر الحربي لأجل أن يتبد له الإيمان. وفي هذا أعظم فوز له حيث سينجو من عذاب الله. وبيان ذلك أن الحرب بين المسلمين والكفار إذا انتهت ووقع بأيدي المسلمين أسرى، ورأى الإمام المصلحة في استرقاقهم وتوزيعهم على الجنود كغنائم حرب، فإن هذا الصنيع سيترتب عليه أن يعيش هذا الرقيق الكافر في بيت إسلامي، وفي مجتمع إسلامي، وسيُعامل معاملة حسنة. وسينظر بهدوء وروية وبتؤدة معاني الإسلام التي يسمعها ويراها مطبقة. والغالب أن هذا النظر الهادئ سيقوده إلى أعظم فوز على الإطلاق وهو الإيمان المؤدي الظفر برضا الله والنجاة من النار. فيكون الأسرو الاسترقاق سبباً له لهذا الفوز العظيم. ثم استرداد حريته سيكون سهلاً له، إذ أن هناك تشريع إسلامي مرغوب فيه وهو مكاتبة الرقيق على أن يسمح له سيده بالعمل وبجمع مبلغاً من المال يقدمه لسيده فداءاً له لعتقه. ومن مصارف الزكاة معونة هؤلاء المكاتبين. ولذلك تجد أن نسبة كبيرة من علماء التابعين كانوا في الأصل عبيداً كفاراً تم أسرهم في الفتوحات، فأُعجبوا بالإسلام وأسلموا، ثم نالوا حريتهم وصاروامن كبار العلماء. منهم عطاء، وعكرمة مولى ابن عباس، ونافع مولى ابن عمر، وغيرهم كثير جداً.
8- الحدالفاصل بين موالاة و تولي الكفار
*******
قال الشيخ علي بن خضير: تولي الكفار: هذا كفر اكبر وليس فيه تفصيل، وهو أربعةأنواع:
* محبة الكفار لدينهم : كمن يحب الديمقراطيين من أجل الديمقراطية ويحب البرلمانيين المشرعين ويحب الحداثيين والقوميين... ونحوهم،من أجل توجهاتهم وعقائدهم؛ فهذا كافر كفر تولي،
قال تعالى: { يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ}، فإن من معاني " ولي " أي ؛ المحب، قاله ابن الاثير في النهاية [5/228].
* تولي نصرة وإعانة : فكل من أعان الكفار على المسلمين فهو كافر مرتد، كالذي يعين النصارى أو اليهود اليوم على المسلمين، قال تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ}، ومن أراد الإطالة فليرجع إلى كتاب الشيخ ناصر الفهد المسمى بـ "التبيان في كفر من أعان الأمريكان"، فإنه من أحسن ما كتب في هذا الباب،ولا يُهوّلنك أمر أهل الإرجاء.
* تولي تحالف : فكل من تحالف مع الكفار وعقد معهم حلفا لمناصرتهم، ولو لم تقع النصرة فعلا، لكنه وعد بها وبالدعم وتعاقد وتحالف معهم على ذلك، قال تعالى: { أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ نَافَقُوا يَقُولُونَ لِإِخْوَانِهِمُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَئِنْ أُخْرِجْتُمْ لَنَخْرُجَنَّ مَعَكُمْ وَلَا نُطِيعُ فِيكُمْ أَحَدًا أَبَدًا وَإِنْ قُوتِلْتُمْ لَنَنْصُرَنَّكُمْ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ}،وهذا حلف كان بين المنافقين وبعض يهود المدينة.
قال القاسم بن سلام في الغريب [3/142]: (إنه يقال للحليف "ولي")، وقاله ابن الأثير في النهاية [5/228] , ومثلهعقد المحالفات لمحاربة الجهاد والمجاهدين، وهو ما يسمونه زورا "الإرهاب".
* تولي موافقة : كمن جعل الديمقراطية في الحكم مثل الكفار وبرلمانات مثلهم ومجالس تشريعية أو لجان وهيئات، مثل صنيع الكفار، فهذا تولاهم، وهذا قد بينه أئمة الدعوة النجدية أحسن بيان، بل ألف فيه الكتب فيمن وافق المشركين والكفار على كفرهم وشركهم،
فقد ألف سليمان بن عبد الله بن محمد بن عبدالوهاب كتاب "الدلائل" المسمى "حكم موالاة أهل الإشراك"، وألف حمد بن عتيق كتاب "النجاة والفكاك من موالاة المرتدين وأهل الإشراك".
وكل هذه الأنواع الأربعة يكفر بمجرد فعلها، دون النظر إلى الاعتقاد، وليس كما يقول أهل الإرجاء. أما الموالاة فهي قسمان :
1) قسم يسمى التولي : وهو الأقسام التي ذكرنا قبل هذا،وأحيانا تسمى الموالاة الكبرى أو العظمى أو العامة أو المطلقة، وهذه كلمات مترادفة للتولي.
2) موالاة صغرى أو مقيدة : وهي كل مافيه إعزاز للكفار من إكرامهم أو تقديمهم في المجالس أو اتخاهم عمالا ونحو ذلك، فهذا معصية، ومن كبائر الذنوب ،
قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاء تُلْقُونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءكُم مِّنَ الْحَقِّ}، فسمى إلقاء المودة موالاة ولم يكفرهم بها بل ناداهم باسم الإيمان. وهذه الآية فسرها عمر فيمن اتخذ كاتبا نصرانيا لما أنكر على أبي موسى الأشعري.
9- تهنئةالكفار بأعيادهم
*******
قام عمروخالد بحضور الاحتفال بأعياد الميلاد مساء الأحد 6-1-2008، في كاتدرائية الأقباط بالقاهرة، لتهنئة الأقلية القبطية المصرية بعيد الميلاد. قال خالد: «أتيت بمبادرة شخصية، فلم يدعني أحد. والحقيقة أنني جئت إلى مقر الكاتدرائية المرقسية لكي أبدأالتنفيذ العملي لبرنامجي : دعوة للتعايش». وأعرب عن اعتقاده أن «بداية هذا التعايش تتمثل في مشاركتنا للإخوةالأقباط في أفراحهم». وأسوء من هذا أن 138 من علماء السوء يهنئون قداسة البابا بنديكتوس (الذي تطاول على النبي وعلى الإسلام!) بعيد الميلاد. ثم لحقهم عملاءآخرون فبلغت اللائحة300شخص حالياً.
هؤلاء قوم أثرت فيهم الهزيمة الفكرية حتى اعتادوا على الذل،وسهلت عليهم المهانة، فترى الكافر يشتمهم ويسفه دينهم ويصرح بعداوته لهم، وهم يبشون في وجهه ويتزلفون له ويوادونه... لكن من خالفهم من المؤمنين يسلقونه بألسنة حداد،ويرمونهم بالتخلف والإرهاب والتشدد وأمثال ذلك. فهؤلاء أذلة على الكافرين أعزة على المؤمنين. ولو كان عندهم محبة حقيقية لنبينا محمد عليه أتم الصلاة والتسليم، لماوادّوا وعظموا عدوه وشاتمه بنديكتوس لعائن الله عليه وعلى قومه. {لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءهُمْ أَوْ أَبْنَاءهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ}. فلا عجب أبداً في انحطاط المسلمين.
وهل تخلف المسلمون إلابسبب هذه العقليات الانهزامية ؟
وهل نستغرب دعم الغرب (عن طريق الإعلام) لهؤلاءالعملاء ومحاربتهم لخصومهم من العلماء الصادقين؟ وهل نستغرب سبب اختيار مجلة التايمز الأميركية (المملوكة من اليهود) لعمرو خالد كأكثر شخصية مؤثرة في العالم الإسلامي ؟
عمرو خالد هو المقدِّم الرئيسي لما يسمى بالإسلام الموديرن. لقد تحدى هذا المحاسب المغرور كل علماء الإسلام وأصرأن يذهب مع صاحبه الجفري الصوفي إلى الدنمارك ليلتقي بشاتمي نبينا عليه الصلاة والسلام. وبالرغم أنه عاد بخفي حنين إلا أنه يظن أنه انتصر! ويستشهد بمقال التايم على صحة منهجه. كأنك الأنوك ما قرأ قول الله تعالى {ولن ترضى عنك اليهود ولاالنصارى حتى تتبع ملتهم}. بل لو فكر بعقله لعرف أن تصنيفه مع نانسي عجرم هو ذم لامدح. لكنه ما يزال مفتخراً بمقال التايمز (المملوكة من شركة تايمز ورنر اليهودية) ويطير فرحاً لمجرد أن الغرب ذكره. فسبحان الله كيف يهدي من يشاء ويضل من يشاء. والذي كتب المقالة في مدحه في التايمز هي (باعترافها) المرتدة أسرا نوماني. ولا عجبأن أعداء الإسلام يعرفوننا أكثر مما نعرف أنفسنا ويعرفون جيدا من يصلح لتصدرالإعلام ممن يجب محاربته. يقول أحد الكتاب: «إن اهتمام الغرب بعمرو خالد رهنب النموذج الإسلامي الذي يبحث الغرب عن ترويجه والتسويق له في المرحلة المقبلة ضمن استراتيجية معروفة لنقل المعركة داخل الإسلام نفسه. طبعا في هذا الإطار لن يجدالغرب أفضل من "الأخ" عمرو خالد الذي يقدم ما أسميته "الدايت إسلام" إسلام منزوع المقاومة وبلا أي نفس نضالي.. إسلام الرفاهية الذي أقصى ما يطمح له هو "أسلمة" الغرب وتوطين أفكاره وقيمه الأساسية في العالم الإسلامي بعد أن يكسوها بديباجاتإسلامية!».
ويُذكر أن تهنئة الكفار بأعياده محرم بالإجماع ومن كبائر الذنوب. وقد نقل الإجماع على ذلك عدد من الفقهاء. وروى البيهقي بإسناد صحيح عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال: «لا تدخلوا على المشركين في كنائسهم يوم عيدهم فإن السخطة تنزل عليهم». وقال عمر أيضاً: «اجتنبواأعداء الله في أعيادهم». وروى البيهقي بإسناد جيد عن عبد الله بن عمرو أنه قال: «من مَرَّ ببلاد الأعاجم فصنع نيروزهم ومهرجانهم وتشبه بهم حتى يموت وهو كذلك، حُشِرَ معهم يوم القيامة». وهذاإجماع الصحابة وإجماع فقهاء الإسلام في كل عهد إلى وقتنا المعاصر حين ظهر المنهزمون فكرياً.
جاء في "فيض القدير" (4|511): «وقال أبو حفص الحنفي: "من أهدى فيه بيضة لمشرك تعظيما لليوم كفر". وكان السلف يُكثرون فيه الاعتكاف بالمسجد. وكان علقمة يقول: «اللهم إن هؤلاء اعتكفوا على كفرهم ونحن على إيماننا فاغفر لنا"». وجاء في مختصر الواضحة (وهو من أمهات الكتب عند المالكيةالقدامى): «ألا ترى أنه لا يحلّ للمسلمين أن يبيعوا للنصارى شيئاً من مصلحة عيدهم،لا لحماً ولا إداماً ولا ثوباً، ولا يُعارون دابة ولا يُعانون على شيء من دينهم. لأن ذلك من التعظيم لشركهم وعونهم على كفرهم. وينبغي للسلاطين أن ينهوا المسلمين عن ذلك. وهو قول مالك وغيره،لم أعلم أحداً اختلف في ذلك».
وقال الإمام الرباني ابن القيم: «فصل في تهنئتهم بزوجة أو ولد أو قدوم غائب أوعافية أو سلامة من مكروه ونحو ذلك. وقد اختلفت الرواية في ذلك عن أحمد فأباحها مرة ومنعها أخرى. والكلام فيها كالكلام في التعزية والعيادة ولا فرق بينهما. ولكن ليحذرالوقوع فيما يقع فيه الجهال من الألفاظ التي تدل على رضاه بدينه، كما يقول أحدهم متعك الله بدينك أو نيحك فيه أو يقول له أعزك الله أو أكرمك، إلا أن يقول أكرمك الله بالإسلام وأعزك به ونحو ذلك، فهذا في التهنئة بالأمور المشتركة. وأماالتهنئة بشعائر الكفر المختصة به، فحرام بالاتفاق. مثل أن يهنئهم بأعيادهم وصومهم، فيقول عيد مبارك عليك، أو تهنأ بهذا العيد ونحوه. فهذاإن سلم قائله من الكفر، فهو من المحرمات. وهو بمنزلة أن يهنئه بسجوده للصليب، بل ذلك أعظم إثما عند الله وأشد مقتا من التهنئة بشرب الخمر وقتل النفس وارتكاب الفرج الحرام ونحوه. وكثير ممن لا قَدْرَ للدين عنده يقع في ذلك، ولا يدري قبح ما فعل. فمن هنّأ عبداً بمعصية أو بدعة أوكفر، فقد تعرض لمقت الله وسخطه. وقد كان أهل الورع من أهل العلم يتجنبون تهنئة الظلمة بالولايات، وتهنئة الجهّال بمنصب القضاء والتدريس والإفتاء، تجنبا لمقت الله وسقوطهم من عينه».
أما النصارى فهم كفاربالإجماع. والكفار يكونون إما من المشركين أو من أهل الكتاب. ولا اعتبار للأخوة إلامع المسلمين فقط لقوله تعالى {إنما المؤمنون إخوة}. والشك بكفر غير المسلم كفربالإجماع.
قال القاضي عياض في كتابه "الشفا": «ولهذا نكفِّر كل من دان بغير ملة المسلمين من الملل، أو وقف فيهم، أو شكّ، أو صحَّح مذهبهم، وإن أظهر مع ذلك الإسلام، واعتقده، واعتقد إبطال كل مذهب سواه، فهو كافر بإظهاره ما أظهر من خلاف ذلك».
وقد قال محمد بن عبد الوهاب في "نواقض الإسلام": «من لم يكفر المشركين أو شك في كفرهم أو صحح مذهبهم : كفَرَ إجماعاً». ثم قال: «ولا فرق في جميع هذه النواقض بين الهازل والجاد والخائف، إلا المُكره. وكلها من أعظم ما يكون خطراً، ومن أكثر مايكون وقوعا».
أخيرا، لقد طالبت معظم الهيئات القبطية شنودة ألا يتقبل تهاني المسلمين بعد أحداث الفتنة الطائفية الأخيرة والتي تُثار من جانب الأقباط في نفس التوقيت من كل عام. وبعد ذلك نجد شخص يعتبره البعض قدوة يذهب إليهم. فأين عزة المسلم بإسلامه؟ {وللهِ العِزَّةُ ولِرَسُولِهِ وللمومنينَ ولكن المنافقين لا يعلمون}. دع عنك التحريم القطعي ومخالفة الإجماع... هؤلاءأذلة محتقر ونفي كل أعراف البشر.
والحمد لله الذي عافانا مما ابتلاهم به وفضل أهل السنة على أهل البدع تفضيلاً كثيراً.
هذا والله أعلم

كاتب المقالة: الشيخ / محمد فرج الأصفر


  مشاركة رقم : 2  
قديم 01-01-2022
عابرة سبيل
الصورة الرمزية عابرة سبيل


رقم العضوية : 933
تاريخ التسجيل : Jul 2021
الدولة : الوطن العربي
المشاركات : 3,131
بمعدل : 3.21 يوميا
معدل تقييم المستوى : 6
المستوى : عابرة سبيل نشيط

عابرة سبيل غير متواجد حالياً عرض البوم صور عابرة سبيل



كاتب الموضوع : محمد فرج الأصفر المنتدى : التوحيد والعقيدة الإسلامية
افتراضي رد: أساسيات في الإسلام يجهلها كثير من العلماء !!



توقيع عابرة سبيل

تستطيع أن ترى الصورة بحجمها الطبيعي بعد الضغط عليها



إضافة رد


مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
أساسيات, العلماء, الإسلام, يجهلها, كثير

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الساعة الآن 07:43 PM.

Powered by vBulletin® Version v3.8.8
Copyright ©2000 - 2024, by Sherif Youssef
ما يطرح بالمنتدى لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وإنما تعبر عن وجهة نظر كاتبها أو قائلها