أكد الباحث مصطفى العاني أن عملية "عاصفة الحزم" كانت ضرورية، وإن إيران تستغل مفهوم التشيع، وأتباع المذهب الشيعي في أنحاء العالم من أجل مصالحها القومية.
وأضاف العاني، المستشار الأول ومدير برنامج الأمن والدفاع ودراسات مكافحة الإرهاب في مركز الخليج للأبحاث، أن المملكة العربية السعودية انتظرت فترة طويلة، قبل أن تقرر التدخل، على أمل أن تنصلح الأحوال في اليمن، إلا أن سقوط العاصمة اليمنية صنعاء في يد الحوثيين، وخروج الهيئات الحكومية منها، دفعت السعودية للتحرك
وأكد العاني، في حوار مع "الأناضول"، أن المسألة في اليمن لا تتمثل فقط في ميليشيا صغيرة الحجم، وإنما تكمن المشكلة في سعي إيران لتطبيق سياستها التوسعية والتدخلية على اليمن، بعد أن طبقتها في العراق وسوريا ولبنان.
وأشار إلى أن دول الخليج المتخوفة من نشوء وضع في اليمن مشابه للموجود في سوريا والعراق ولبنان من حيث النفوذ الإيراني، أرسلت رسالة مفادها أنها لا يمكنها السكوت على ما يحدث في اليمن.
ولفت إلى عدم وجود حلفاء للحوثيون في المنطقة سوى إيران، قائلا إنهم باتوا مرتبطين أيديولوجيا بإيران، وتركوا أنفسهم لقبضة إيران كما فعل حزب الله من قبل.
وقال العاني إن "عاصفة الحزم" حالت دون نشوء دولة جديدة تابعة لإيران في المنطقة، وأرسلت دول الخليج عبرها رسالة واضحة إلى إيران، وأخرى إلى الولايات المتحدة الأمريكية، التي لم تتخذ موقفا واضحا من الحوثيين، مفادها "أننا لن نستمع إليكم عندما يتعلق الأمر بمصالحنا".
وعن القوة العربية المشتركة التي قررت القمة العربية الأخيرة تشكيلها، قال العاني، إن ذلك القرار يظهر أن الدول العربية انتبهت لضرورة انتهاج سياسة موحدة، ضد إمبراطورية في طور التكوين تقوم على نشر المذهبية، وأعرب عن اعتقاده أن مواجهة الدول العربية لإيران بتلك السياسة الموحدة، سيجبر إيران على تغيير السياسة التي تنتهجها.
وأكد العاني أن ما يحدث في اليمن ليس نزاعا شيعيا سنيا، قائلا إن إيران تلعب بدهاء ورقة المذهبية، وأنها تستخدم مفهوم التشيع والشيعة في العالم لخدمة مصالحها القومية.
واعتبر العاني الموقف التركي في مواجهة إيران مشرفا، قائلا إنه حمل أهمية كبيرة للعالم العربي، مشيرا إلى دعوة الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان"، بعد بدء عاصفة الحزم، إيران للخروج من اليمن، وقوله إنه لا يمكن قبول السياسة التوسعية لإيران.
وقال العاني إن الدول العربية لا تنتظر من تركيا دعما عسكريا، وإنها تولي أهمية كبيرة للدعم الدبلوماسي والسياسي.