السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنتشر في هذه الأيام بين الشباب لعبة تسمي تشارلي ، وهي عبارة وضع قلميْن مرسوميْن بشكل صليب فوق بعضهما بعضا يحيط بهما مربع مقسّم إلى أربعةأقسام ومكتوب في كل جزء عبارة : Yes وno موزعة بالتساوي .
ويقوم اللاعببترديد عبارة ينادي فيها تشارلي ، الذي عُرف عنه أنه شبح مكسيكي يتولى تحريك القلمليجيب عن المستقبل. فما حكم هذه اللعبة ومنيلعبها ؟؟
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
إن هذه اللعبة تخالف عقيدة المسلمين ، وتهدم أصل من أصول الاعتقاد وركن من أركان الإيمان والدين ، وتقدح في صفات العزيز العليم سبحانه وتعالى .
ــ أما القدح في صفات الله عز وجل هو اعتقادهم بأن غير الله يعلم الغيب، وهذا يوافق معتقد القدرية ، الذين يقولون بأن الله عز وجل ليس له قدرة ولا مشيئة ولا قضاء ، وإسناد أفعال العباد إلى قدرتهم.
قال تعالى: (وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لاَ يَعْلَمُهَا إِلاَّ هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِن وَرَقَةٍ إِلاَّ يَعْلَمُهَا وَلاَ حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الأَرْضِ وَلاَ رَطْبٍ وَلاَ يَابِسٍ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ) الأنعام : 59 .
وقال تعالى : (إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ ۖ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا ۖ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ) لقمان: 34
وقال تعالى: (عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا) الجن : 26
وقال تعالى: (مَا أَصَابَمِن مُّصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ) الحديد : 22
وقال تعالى. {إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ} سورة القمر الآية 49.
وعن عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ قال: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : ( إِنَّ أَوَّلَ مَا خَلَقَ اللَّهُ الْقَلَمَ فَقَالَ لَهُ : اكْتُبْ ، قَالَ : رَبِّ وَمَاذَا أَكْتُبُ ؟ قَالَ : اكْتُبْ مَقَادِيرَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ ) .رواه الترمذي وأبو داود ، وصححه الألباني.
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم لما سأله جبرائيل عن الإيمان قال عليه الصلاة والسلام :.
(أن تؤمن بالله وملائكته وكتابه ولقائه ورسله وتؤمن بالبعث وتؤمن بالقدر كله، قال صدقت) الحديث وهذا لفظ مسلم .
ومن رواية عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنجبرائيل عليه السلام سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن الإيمان فأجابه بقوله: (أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وتؤمن بالقدر خيرهوشره، فقال له جبرائيل صدقت) والأحاديث في هذا المعنى كثيرة .
ــثم إنها درب من دروب الاستعانة بغير الله عز وجل وطلب الكهانة وهذا كفر.
قال تعالى : (ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِن قِطْمِيرٍ) فاطر : 13
وقال تعالى: {وَلا تَدْعُ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَنْفَعُكَ وَلا يَضُرُّكَ} يونس: 106
وقال تعالى: (ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ) الحج: 62
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " من أتى عرافا أوكاهنا فصدقهبما يقول فقدكفر بما أنزل على محمد" رواه أبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه و الحاكم و قال صحيح على شرطهما و صححه الألباني
وفي رواية بها ضعف: (من أتى كاهنا فصدقه بما يقول ؛ فقد بريء بما أنزل على محمد صلي الله عليه وسلم ،ومن أتاه غير مصدق له ؛ لم يقبل له صلاة أربعين ليلة).
ــ ثم إن هذه اللعبة من أغواه الشياطين لعباد الله المؤمنين
قال تعالى: (كَالَّذِي اسْتَهْوَتْهُ الشَّيَاطِينُ فِي الأَرْضِ حَيْرَانَ) الأنعام : 71
وعن جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ”إِنَّ الشَّيْطَانَ قَدْ أَيِسَ أَنْ تُعْبَدَ الأَصْنَامُ فِي أَرْضِ الْعَرَبِ ، وَلَكِنَّهُ سَيَرْضَى مِنْكُمْ بِالْمُحَقَّرَاتِ وَهُنَّ الْمُوبِقَاتُ ، فَاتَّقُوا الْمَظَالِمَ مَا اسْتَطَعْتُمْ " .. الحديث، وجاء من حديث أَبِي هُرَيْرَةَ بلفظ ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ” إِنَّ الشَّيْطَانَ قَدْ أَيِسَ أَنْ يُعْبَدَ بِأَرْضِكُمْ هَذِهِ، وَلَكِنْ قَدْ رَضِيَ مِنْكُمْ بِالْمُحَقَّرَاتِ“ أخرجه أحمد في المسندوالبزار مع كشف الأستار وقَالَ الْبَزَّارُ: قَدْ رَوَاهُ أَبُو إِسْحَاقَ الفزاري هَكَذَا، وَرَوَاهُ غَيْرُهُ عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَوْ أَبِي سَعِيدٍ أهـ. والحديث فيه ضعف.
وعليه يتضح لنا من الأدلة الثابتة السابقة الواردة في الكتاب والسنة :
أن هذه اللعبة من الشركيات والاستعانة بغير الله عز وجل ، وعن الشباب الذين فعلوها ، أن يتوبوا إلى الله عز وجل توبة نصوحاً ، ويكثروا من الاستغفار والعمل الصالح في هذه الأيام المباركة ، ويتبرءون منها ومما صدر منهم.
قال تعالى: (إِنَّمَا التَّوْبَةُعَلَى اللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِن قَرِيبٍ فَأُولَٰئِكَ يَتُوبُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ ۗ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا) النساء: 17
قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحًا عَسَى رَبُّكُمْ أَن يُكَفِّرَ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ) التحريم : 8