أنت غير مسجل في مسلم أون لاين . للتسجيل الرجاء أضغط هنـا
 

الإعلانات النصية


الإهداءات

العودة   منتديات مسلم أون لاين العودة مسلم أون لاين للتدريب والتعليم العودة قسم الأكاديمية التعليمية العودة المرحلة الثانوية

إضافة رد
   
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  مشاركة رقم : 1  
قديم 09-15-2014
نعمة حكيم
قسم الاسرة والحياة الزوجية

رقم العضوية : 15
تاريخ التسجيل : Jul 2014
المشاركات : 1,113
بمعدل : 0.31 يوميا
معدل تقييم المستوى : 11
المستوى : نعمة حكيم نشيط

نعمة حكيم غير متواجد حالياً عرض البوم صور نعمة حكيم



المنتدى : المرحلة الثانوية
Importance المؤثرات في سلوك طالبات المرحلة الثانوية

المؤثرات في سلوك طالبات المرحلة الثانوية

خلق الله تعالى الكون على سنن محكمة ثابتة لا تتغير، وخلق نفوس البشر على سنة الفطرة النقية، فهي مفطورة على معرفة الخالق عز وجل، قال تعالى: ﴿ فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ﴾ [الروم: 30] [1]، جاء في تفسير الإمام القرطبي - رحمه الله -: (إن الله تعالى خلق قلوب بني آدم مؤهلة لقبول الحق، كما خلق أعينهم وأسماعهم قابلة للمرئيات والمسموعات، فما دامت باقية على ذلك القبول وتلك الأهلية أدركت الحق، ودين الإسلام هو دين الحق)[2]، كما قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم : ((كل مولود يولد على الفطرة، فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه))[3].

وشبّه شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - الفطرةَ بقوله: (ومثل الفطرة مع الحق مثل ضوء العين مع الشمس، وكل ذي عين لو ترك بغير حجاب لرأى الشمس، والاعتقادات العارضة مثل حجاب يحول بين البصر ورؤية الشمس، وكذلك أيضا كل ذي حس سليم يحب الحلو، إلا أن يعرض في الطبيعة فساد يحرفه، ويجعل الحلو في فمه مرّا)[4].

وللطالبة فطرة تسير بها على هذا الأمر، فيكمن بين جانبيها التهيؤ لقبول الدين واتباع الحق والسير على منهاجه، فهذه هي فطرة الإسلام التي تعني (تمكن الناس من الهدى في أصل الجبلة، والتهيؤ لقبول الدين، فلو ترك المرء عليها لاستمر على لزومها، ولم يفارقها إلى غيرها، لأن حسن هذا الدين ثابت في النفوس، وإنما يعدل عنه لآفة من الآفات البشرية كالتقليد)[5].

وبهذا تصبح الشخصية الإنسانية مفطورة على الإسلام وعلى حرية الاختيار، فقد أتاح الله تعالى للإنسان مجال الاختيار البشري لأحد الطريقين: طريق الخير أو طريق الشر، فالإسلام يقرر أن في تكوين شخصية الإنسان جانبا إراديا، يتصرف الإنسان بشأنه، ويستطيع أن يختار من المعلومات والمفاهيم والعقائد والمسالك والمشاعر ما يبني هذا الجانب ويسدده ويوجهه، لأن هذا الجانب هو الجانب المميز له، وبه تظهر الصورة النهائية لشخصيته - جميلة كانت أم قبيحة - كما أنه محل الاختبار والامتحان في الحياة[6]، قال تعالى: ﴿ وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ ﴾ [البلد: 10] [7] وقال تعالى: ﴿ وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا * فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا ﴾ [الشمس: 7، 8] [8]، قال ابن عباس رضي الله عنهما: (أي عرّفها طريق الفجور والتقوى)[9]، والفطرة السلمية تقبل الخير وتميل إلى عبادة الله وشكره، أما الشر ففيه تكلّف ومعارضة للفطرة، فالإنسان بعقله لا يستحسن الأمور القبيحة، وينفر منها بطبعه، بل يبغضها وإن اقترف منها شيئا[10]، كما بين ذلك النبي - صلى الله عليه وسلم فقال: ((البرّ حسن الخلق، والإثم ما حاك في صدرك، وكرهت أن يطلع عليه الناس))[11] (فهذا يدل على أن الحق والباطل لا يلتبس أمرهما على المؤمن البصير، بل يعرف الحق بالنور الذي عليه، فيقبله قلبه، وينفر عن الباطل، فينكره ولا يعرفه)[12].

كما تطرأ على الطالبة العديد من الآراء والمفاهيم فتحرك فطرتها، فتنمو وتقوى نحو الخير، أو تعيق رؤيتها وتحجبها، وتنحرف بها فلا تبصر الحق، وهذه المؤثرات لها أثر كبير في بناء شخصيتها، وهي متفاوتة في عمقها واستمرارها وقوتها.

وإيجابية هذه المؤثرات أو سلبيتها تكون تبعا لقربها أو بعدها من المعايير الآتية:
1)) انسجام هذه المؤثرات مع الفطرة الخالصة السليمة التي فطر الله الناس عليها، وعدم إفسادها أو التشويش عليها (فالإنسان مفطور ومطبوع على أشياء كثيرة خُلق بها وبُني عليها، فهي من جِبلّته، مألوفة له محبوبة عنده نابعة من كيانه، وكلما وافق الإنسان فطرته وطبعه كان مستقراً مطمئناً، وكلما صادمها أو خرج عليها صار مضطربًا متردداً)[13]، فالطالبة مفطورة على الميل إلى الستر والتستر، و النفور من العري والتعري، بل تشعر بالخجل عند اضطرارها لكشف عورتها أمام الآخرين، فإذا غرست هذه المؤثرات في نفس الطالبة عكس فطرتها، وحببت لها التبرج والعري، كان التأثير عليها مما يناقض الفطرة ولا يوافقها.

2)) موافقة هذه المؤثرات للشريعة الإسلامية وللمصالح التي جاءت لحفظها وتحقيقها للعباد، فالشريعة الإسلامية إنما جاءت رحمة للعالمين، ولجلب الخير لهم، ولدفع الشر والأذى عنهم، حيث ارتضاها الله لعباده فهي الصراط المستقيم الذي فيه فلاحهم وصلاحهم، وما خالفها من السبل والطرائق ضلال وفساد، قال تعالى: ﴿ وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ﴾ [الأنعام: 153] [14].

3)) مدى مساهمة هذه المؤثرات في تحقيق أهداف الدعوة الإسلامية، والتي هي حقيقة أهداف الإسلام وغايته العليا التي وضحها الله عز وجل للناس في قوله: ﴿ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ﴾ [الذاريات: 56] [15]، فالمؤثرات التي توجه حركة الطالبة ونشاطها وسلوكها للوصول إلى هذه الغاية تنتج سلوكا صالحا إيجابيا، أما تلك التي تبعدها عن الحق وتكوّن عقبات صادة لها عن الخير؛ فهي مؤثرات سلبية، إذ إن الغاية هي عبادة الله تعالى، وتوحيده والخضوع له للنجاة من غضبه وعذابه في الآخرة، ونيل رضوانه وجنته يوم الحساب.

4)) درجة تحقيق هذه المؤثرات للصحة النفسية والجسدية للطالبة، ومدى مساعدتها لها على التكيف الاجتماعي السليم البنّاء، والتفاعل والتجاوب مع البيئة التي تعيش فيها، بحيث تصبح قادرة على الاستفادة من الفرص التي تتهيأ للطالبة في مجال عملها، والذي يثمر الإنجاز والنجاح في حياتها، والقيام بما عليها من مسؤوليات.

5)) مدى مساهمتها في بناء شخصية الطالبة من جوانبها المتنوعة بشكل متوازن متكامل وسط، ومدى إكسابها المهارات والقدرات المفيدة لها في حياتها، وكذلك قدرتها على السمو والارتقاء بما تملك من مهارات ومعارف وقدرات.

وبهذا يتضح أن هناك علاقة بين المؤثرات وبين سلوك الطالبة المتمثل في كل استجابة داخلية أو خارجية تحدث نتيجة تعرضها لمثيرات داخلية أو خارجية، حسب تصنيفات السلوك الإنساني : ومنه سلوكها الفطري الذي تولد مزودة به أو بالاستعداد للقيام به كالنوم والبكاء، وسلوكها المكتسب المتعلم من التفاعل والاحتكاك بالبيئة الاجتماعية والمادية التي تنشأ فيها، كما يشمل سلوكها الشعوري الذي تعرفه وتعرف أهدافه كحضورها إلى المدرسة للتعلم، وسلوكها اللاشعوري الذي لا تدركه كالأحلام والرؤى، وسلوكها الحركي الظاهر كالكلام، وسلوكها المستتر الخفي كالتأمل والتفكير... إلى غير ذلك من أصناف السلوك الذي يصدر عنها بما أوتيت من قدرات جسمية ونفسية وعقلية واجتماعية، وهو أمر بالغ التعقيد والتشابك، حيث تتداخل العديد من العوامل في تكوين هذا السلوك والتأثير عليه، ومن أهمها:
1- العوامل الجسمية :كالطول والوزن.
2- العوامل العقلية: كالذكاء .
3- العوامل النفسية: كالانفعال والهدوء.
4- العوامل الاجتماعية: كالحرية والاستقلال.
5- العوامل الخلقية: كالصدق والأمانة.
6- العوامل الوجدانية: كالإيمان بالله وبالرسالات السماوية.
7- العوامل العلمية: كالمعرفة والعلوم والخبرات [16]
المراجع
[1] سورة الروم: جزء من آية 30.
[2] الجامع لأحكام القرآن 14/29.
[3] متفق عليه: سبق تخريجه ص 200.
[4] مجموع الفتاوى 4/247.
[5] فتح الباري 3/249.
[6] ينظر: علم النفس الدعوي: د. عبد العزيز النغيمشي ص 330، دار المسلم، الرياض، ط:1، 1415هـ.
[7] سورة البلد: آية10.
[8] سورة الشمس: الآيتان 7-8.
[9] الجامع لأحكام القرآن 20/75.
[10] ينظر: دوافع إنكار دعوة الحق في العهد المدني وسبل علاجها: عبد الرحمن يوسف الملاحي ص 30-39، دار عالم الكتب للطباعة والنشر، ط:1، 1414هـ/1993م.
[11] صحيح مسلم، سبق تخريجه ص 76.
[12] جامع العلوم والحكم 2/77.
[13] ينظر: علم النفس الدعوي: د.عبد العزيز النغيمشي ص 359.
[14] سورة الأنعام: جزء من آية 153.
[15] سورة الذاريات: آية 56.
[16] ينظر: مشكلات الطفولة والمراهقة، أسسها الفسيولوجية والنفسية:د. عبد الرحمن العيسوي، دار العلوم العربية للطباعة والنشر، بيروت- لبنان ط:1، 1414هـ/1993م.

  مشاركة رقم : 2  
قديم 09-15-2014
مسلمه سلفيه
الصورة الرمزية مسلمه سلفيه


رقم العضوية : 7
تاريخ التسجيل : Jul 2014
الدولة : مصر -
المشاركات : 202
بمعدل : 0.06 يوميا
معدل تقييم المستوى : 10
المستوى : مسلمه سلفيه نشيط

مسلمه سلفيه غير متواجد حالياً عرض البوم صور مسلمه سلفيه



كاتب الموضوع : نعمة حكيم المنتدى : المرحلة الثانوية
افتراضي رد: المؤثرات في سلوك طالبات المرحلة الثانوية

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

توقيع مسلمه سلفيه




إضافة رد


مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المرحلة, المؤثرات, الثانوية, سلوك, طالبات

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الساعة الآن 01:00 AM.

Powered by vBulletin® Version v3.8.8
Copyright ©2000 - 2024, by Sherif Youssef
ما يطرح بالمنتدى لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وإنما تعبر عن وجهة نظر كاتبها أو قائلها