لم تنقطع الاتصالات واللقاءات بين حركتي "حماس" و"فتح" خلال الأيام الماضية، التي ارتفع فيها صوت التراشق الإعلامي بينهما. وركّز المجتمعون في اللقاءات الثنائية على وضع النقاط على الحروف، وإنهاء السجال حول ملفي المصالحة وتمكين حكومة الوفاق الوطني في غزة.وعلمت "العربي الجديد" أن لقاءً على مستوى قيادي سيعقد في الأيام القليلة المقبلة بين الجانبين، وسيكون على الأرجح خارج الأراضي الفلسطينية، وقد ينعقد في بيروت بين مسؤولي الحركتين، وسيحمل كل من قياديي "حماس" و"فتح" إجابات عن أسئلة ومحاور جرى طرحها في الاتصالات واللقاءات الثنائية التي جرى معظمها في غزة. وتُجري أيضاً فصائل وقوى وطنية اتصالات مع الحركتين لإنهاء حالة التراشق الإعلامي، ووقف السجالات الإعلامية بينهما، ونجحت هذه الاتصالات في إنهاء بعض الخلافات البسيطة، على أن يكون للحركتين الكلمة في إنهاء كل القضايا التي انفجرت بعد عدوان غزة الأخير. "تُجري فصائل وقوى وطنية اتصالات مع الحركتين، لإنهاء حالة التراشق الإعلامي، ووقف السجالات الإعلامية بينهما" وتبادلت الحركتان عقب انتهاء العدوان الإسرائيلي الاتهامات، وتقول "حماس" إن حكومة الوفاق الوطني قصّرت خلال العدوان على غزة ولم تقم بدورها، فيما ترد حركة "فتح" بأن الحكومة ليس لها سلطة على أرض الواقع وأنها إما أن تسيطر بشكل كامل لتقوم بدورها أو لا. وقال القيادي في "فتح"، فيصل أبو شهلا لـ"العربي الجديد"، إن "الاتصالات متواصلة بين الحركتين، واللقاءات لم تنقطع، وهي تهدف إلى تدقيق الخطوات المطلوبة لإنجاح المصالحة وتمكين حكومة الوفاق الوطني وتوحيد الموقف من التحرك السياسي المقبل، ولمواجهة إسرائيل بعد عدوانها التدميري على القطاع". ولفت أبو شهلا إلى أن "كل القضايا الخلافية وضعت على طاولة البحث، وكلها نوقشت، وتم الاتفاق بين الحركتين على متابعة كل القضايا العالقة والخلافية وعدم تركها". وأكد في الوقت عينه أن "قضية المصالحة الوطنية ودعم حكومة الوفاق، ملفان يهيمنان على الاتصالات واللقاءات". ولفت إلى أن "اللقاء المرتقب، سيصار خلاله إلى مراجعة كل الملفات العالقة والعمل على حلّها وإنهائها، والعمل على تمكين عمل حكومة الوفاق الوطني في غزة، وترتيب كل القضايا لإنهاء حالة الخلاف القائمة، وإنهاء كل تبعاتها على الأرض". من جهته، أكدّ القيادي في "حماس" مشير المصري لـ"العربي الجديد"، أن "اللقاء المرتقب مع فتح سيناقش فيه كل القضايا، وسيجري فيه التأكيد على ضرورة التقدم في كل ملفات المصالحة الفلسطينية، وتحميل حكومة الوفاق الوطني مسؤولياتها تجاه القطاع لتصبح حكومة الشعب لا حكومة الحزب، وحكومة الوطن لا حكومة مناطقية".ولفت المصري إلى أن "اللقاء سيناقش عقد اجتماع الإطار القيادي المؤقت، وتفعيل المجلس التشريعي الفلسطيني الذي تم التوافق على أن يعود لعمله بعد شهر من اتفاق الشاطئ، وهو ما لم يحدث". وكشف أن "حماس رفضت أن تدخل في سجال اعلامي، حاول البعض جرّها إليها لتفجير المصالحة الوطنية". وشدد القيادي في "حماس" على أن حركته "عازمة على دفع كل استحقاقات المصالحة الوطنية والمضي فيها إلى الأمام، لأن قرار المصالحة الوطنية لا رجعة فيه"، غير أنه طالب حركة فتح بضرورة أن تلتزم بما جرى التوقيع عليه، وأن يتم تنفيذ كل استحقاقات المصالحة بعيداً عن الانتقائية".وأعلن عن عقد لقاء بين نواب من الحركتين في غزة لمناقشة ملفات المصالحة، من دون إعطاء مزيد من التفاصيل حوله. -