قال الكاتب الصحفي والمحلل السياسي ياسر الزعاترة إن خيار "إسرائيل" في سوريا كان منذ البدء يتمثل في إطالة أمد النزاع لتدمير جميع الخصوم، ومنهم إيران وحزب الله وتركيا وربيع العرب، إلى جانب تدمير سوريا كدولة، ورأى أنهم نجحوا في ترجمة هذا التوجه من خلال المواقف الأمريكية والغربية، واستخدموا السلاح الأمريكي (تهديدا) مرة واحدة بشكل واضح من أجل انتزاع السلاح الكيماوي، ونجحوا فيما أرادوا.
وأكد الزعاترة في مقال بموقع "عربي 21" تحت عنوان: "نتنياهو إذ يبارك التدخل الروسي في سوريا!!" أنه لا يختلف عاقلان على أن العلاقة الروسية الإسرائيلية ممتازة، والكيمياء بين نتيناهو وبوتين في أعلى مستوياتها، ولو كانت سياسة موسكو في سوريا لا تخدم الرؤية الإسرائيلية لكان لتل أبيب موقف آخر، لكنها كانت تصب في التوجه ذاته، ممثلا في إطالة أمد الحرب.
ورأي أنه اليوم، وفيما يترنح بشار، يأتي بوتين ليسانده، ولا يجد نتنياهو أية مشكلة في ذلك، ما دام الأمر يتم بالتنسيق الضروري، فبقاء بشار ضعيفا منهكا، وبمرجعية إيرانية متصالحة مع الغرب بعد اتفاق النووي هو الخيار الأفضل، قياسا بأية خيارات أخرى غير مضمونة.
وتساءل الكاتب: هل سمعتم مثلا في أي يوم انتقادا أمريكيا لمشاركة حزب الله في الحرب بسوريا؟ لم يحدث ذلك، لكن المصيبة أن أبواق الممانعة لا يتوقفون عند ذلك، لكأن واشنطن حريصة على "حماية ظهر المقاومة"، وفق تعبير حسن نصر الله.
وتابع الزعاترة: في مقاله بصحيفة معاريف يوم الخميس، يقول المحلل السياسي والخبير الأمني الإسرائيلي المعروف ألون بن دافيد: "لا يسافر نتنياهو إلى موسكو كي يوقف انتشار قوات الجيش الروسي في سوريا، بل يسافر كي ينسق فقط". وأضاف : يرى بن دافيد أن "روسيا هي دولة هدفها الربح. وهي لا تدَّعي إدارة سياسة أخلاقية، وليست لديها أي نية لأن تراعي مصلحة أجنبية لا تخدمها".
ويشير إلي أنه يرى أن "وقفتها إلى جانب الأسد بالذات تناسب المصلحة الإسرائيلية، فهي كفيلة بأن تؤدي إلى الاستقرار، الذي هو في هذه اللحظة السيناريو الأفضل من ناحية إسرائيل"، مضيفا "الأسد النازف والضعيف، سيبقى يحكم في دمشق وموانئ البحر. داعش سيبقى في الشرق، وحزب الله سيبقى منشغلا في سوريا".