08-10-2021
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
المستوى :
|
|
|
|
المنتدى :
قسم الإســلامي العام
وَلِيَ فِيهَا مَآرِبُ أُخْرَى
بسم الله الرحمن الرحيم
وَلِيَ فِيهَا مَآرِبُ أُخْرَى
قال الإمام القرطبي رحمه الله تعالى في تفسيره :
تعرض قوم لتعديد منافع العصا منهم ابن عباس رضي الله عنه , قال :
- إذا انتهيت إلى رأس بئر فقصر الرشا وصلته بالعصا .
- وإذا أصابني حر الشمس غرزتها في الأرض وألقيت عليها ما يظلني .
- وإذا خفت شيئا من هوام الأرض قتلته بها .
- وإذا مشيت ألقيتها على عاتقي وعلقت عليها القوس والكنانة والمخلاة .
- وأقاتل بها السباع عن الغنم .
وروي عنه ميمون بن مهران قال :
إمساك العصا سنة للأنبياء , وعلامة للمؤمن .
وقال الحسن البصري :
فيها ست خصال :
1- سنة للأنبياء .
2- وزينة الصلحاء .
3- وسلاح على الأعداء .
4- وعون للضعفاء .
5- وغم المنافقين .
6- وزيادة في الطاعات .
ويقال : إذا كان مع المؤمن العصا :
- يهرب منه الشيطان .
- ويخشع منه المنافق والفاجر .
- وتكون قبلته إذا صلى .
- وقوة إذا أعيا .
ولقي الحجاج أعرابيا فقال :
من أين أقبلت يا أعرابي ؟ قال : من البادية .
قال : وما في يدك ؟ قال : عصاي :
- أركزها لصلاتي .
- وأعدها لعداتي .
- وأسوق بها دابتي .
- وأقوى بها على سفري .
- وأعتمد بها في مشيتي لتتسع خطوتي .
- وأثب بها النهر .
- وتؤمنني من العثر .
- وألقي عليها كسائي فيقيني الحر , ويدفئني من القر .
- وتدني إلي ما بعد مني .
- وهي محمل سفرتي .
-وعلاقة إداوتي .
- أعصي بها عند الضراب .
- وأقرع بها الأبواب .
- وأتقي بها عقور الكلاب .
- وتنوب عن الرمح في الطعان .
- وعن السيف عند منازلة الأقران .
- ورثتها عن أبي , وأورثها بعدي ابني .
- وأهش بها على غنمي .
- ولي فيها مآرب أخرى , كثيرة لا تحصى .
قلت :منافع العصا كثيرة , ولها مدخل في مواضع من الشريعة :
- منها أنها تتخذ قبلة في الصحراء ;
وقد كان للنبي عليه الصلاة والسلام عنزة تركز له فيصلي إليها .
- وكان إذا خرج يوم العيد أمر بالحربة فتوضع بين يديه فيصلي إليها ;
وذلك ثابت في الصحيح .
والحربة والعنزة والنيزك والآلة اسم لمسمى واحد .
وكان له محجن وهو عصا معوجة الطرف يشير به إلى الحجر إذا لم يستطع أن يقبله ;
ثابت في الصحيح أيضا .
وفي الموطأ عن السائب بن يزيد أنه قال :
أمر عمر بن الخطاب رضي الله عنه أبي بن كعب وتميما الداري
أن يقوما للناس بإحدى عشرة ركعة ,
وكان القارئ يقرأ بالمئين حتى كنا نعتمد على العصي من طول القيام ,
وما كنا ننصرف إلا في بزوغ الفجر .
وفي الصحيحين : أنه عليه الصلاة والسلام كان له مخصرة .
والإجماع منعقد على أن الخطيب يخطب متوكئا على سيف أو عصا ,
فالعصا مأخوذة من أصل كريم , ومعدن شريف , ولا ينكرها إلا جاهل .
وقد جمع الله لموسى في عصاه من البراهين العظام , والآيات الجسام ,
ما آمن به السحرة المعاندون .
واتخذها سليمان لخطبته وموعظته وطول صلاته .
وكان ابن مسعود صاحب عصا النبي صلى الله عليه وسلم وعنزته ;
وكان يخطب بالقضيب - وكفى بذلك فضلا على شرف حال العصا -
وعلى ذلك الخلفاء وكبراء الخطباء , وعادة العرب العرباء ,
الفصحاء اللسن البلغاء أخذ المخصرة والعصا والاعتماد عليها عند الكلام ,
وفي المحافل والخطب .
وأنكرت الشعوبية على خطباء العرب أخذ المخصرة والإشارة بها إلى المعاني .
والشعوبية تبغض العرب وتفضل العجم .
قال مالك :
كان عطاء بن السائب يمسك المخصرة يستعين بها .
قال مالك : والرجل إذا كبر لم يكن مثل الشباب يقوى بها عند قيامه .
قلت :
وفي مشيته كما قال بعضهم : قد كنت أمشي على رجلين معتمدا
فصرت أمشي على أخرى من الخشب قال مالك رحمه الله ورضي عنه :
وقد كان الناس إذا جاءهم المطر خرجوا بالعصي يتوكئون عليها ,
حتى لقد كان الشباب يحبسون عصيهم , وربما أخذ ربيعة العصا من بعض من يجلس إليه حتى يقوم .
ومن منافع العصا ضرب الرجل نساءه بها فيما يصلحهم , ويصلح حاله وحالهم معه .
ومنه قوله عليه السلام ( وأما أبو جهم فلا يضع عصاه عن عاتقه ) في إحدى الروايات .
وقد روي عنه عليه السلام أنه قال لرجل أوصاه :
( لا ترفع عصاك عن أهلك أخفهم في الله )
رواه عبادة بن الصامت ; خرجه النسائي .
ومن هذا المعني قوله صلى الله عليه وسلم :
( علق سوطك حيث يراه أهلك )
وقد تقدم هذا في " النساء " .
ومن فوائدها التنبيه على الانتقال من هذه الدار ; كما قيل لبعض الزهاد :
ما لك تمشي على عصا ولست بكبير ولا مريض ؟ قال إني أعلم أني مسافر ,
وأنها دار قلعة , وأن العصا من آلة السفر .أ.هـ
__________________
قال ابن رجب رحمه الله :
"خاتمة السوء تكون بسبب دسيسة باطنة للعبد لايطلع عليها الناس".
وقال بعضهم : ( كم من معصية في الخفاء منعني منها قوله تعالى :
" ولمن خاف مقام ربه جنتان " ) .
" إن الحسرة كل الحسرة ، والمصيبة كل المصيبة :
أن نجد راحتنا حين نعصي الله تعالى ".
|
|
|
|
|