أنت غير مسجل في مسلم أون لاين
. للتسجيل الرجاء أضغط
هنـا
الإعلانات النصية
فتح باب التقدم للمشرفين الجدد
إعلان نصي
إعلان نصي
إعلان نصي
الإهداءات
عرض الإهداءات
منتديات مسلم أون لاين
مسلم أون لاين العـــام
قسم الترحيب والإجتماعيات
من لم يعرف الشر وقع فيه
اسم العضو
حفظ البيانات؟
كلمة المرور
منوعات
روابط إضافية
منتديات مسلم أون لاين
اجعلنا الرئيسية
اضفنا في مفضلتك
مشاركات اليوم
البحث
البحث في المنتدى
عرض المواضيع
عرض المشاركات
بحث بالكلمة الدلالية
البحث المتقدم
البحث في العناوين فقط
روابط بحث أخرى
البحث المتقدم
بحث في قائمة الأعضاء
مشاركات جديدة
مشاركات اليوم
مواضيع لم يرد عليها
الذهاب إلى الصفحة...
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع
مشاركة رقم :
1
10-16-2019
رحيق مختوم
رقم العضوية : 67
تاريخ التسجيل : Oct 2015
الدولة : سوريا طرطوس
المشاركات : 119
بمعدل : 0.04 يوميا
معدل تقييم المستوى :
10
المستوى :
المنتدى :
قسم الترحيب والإجتماعيات
من لم يعرف الشر وقع فيه
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى ازواجه وذريته وآله واصحابه ومن تبعهم باحسان وبعد: قبل البدء بالمشاركة: نوجه خطابنا الى قائدنا العظيم بشار بِاِيوَاءِ مَااَمْكَنَ مِنَ اللَّاجِئِينَ السُّورِيِّينَ الْمَوْجُودِينَ فِي لُبْنَانَ وَالْاُرْدُنِّ اِلَى مُحَافَظَةِ طَرْطُوسَ: فَقَدِ انْتَعَشَتِ الْحَرَكَةُ الِاقْتِصَادِيَّةُ فِي الْمُحَافَظَةِ انْتِعَاشاً كَبِيراً لَمْ يَسْبِقْ لَهُ مَثِيلٌ بَعْدَ اِيوَاءِ اللَّاجِئِينَ السَّابِقِينَ بِبَرَكَةِ اللهِ وَفَضْلِهِ سُبْحَانَهُ لَاشَرِيكَ لَهُ وَضَعُفَتْ بَعْدَ رَحِيلِهِمْ: بعد ذلك ايها الاخوة: فَنَحْنُ نَحْسَبُكَ يَا اَرْدُوغَانُ رَجُلاً مُؤْمِناً تَقِيّاً تَخَافُ اللهَ: وَهَذَا هُوَ عَشَمُنَا فِيكَ وَرَجَاؤُنَا: اَنْ تَخْرُجَ مِنْ هَذِهِ الدُّنْيَا فِي رِحْلَةٍ طَوِيلَةٍ اِلَى اللهِ لَكَ لَا عَلَيْكَ مِنْ اِرَاقَةِ الدِّمَاءِ الْبَرِيئَةِ: وَاَنْ تَكُونَ خَيْرَ خَلَفٍ لِخَيْرِ سَلَفٍ بَعْدَ رَسُولِ اللهِ وَالصَّحَابَةِ وَالْآَلِ وَالْاَزْوَاجِ وَالتَّابِعِينَ وَاَتْبَاعِ التَّابِعِينَ: وَهُوَ الْخَلِيفَةُ السُّلْطَانُ الْعُثْمَانِيُّ سُلَيْمَانُ الْقَانُونِيُّ رَحِمَهُ اللهُ: فَقَدْ اَخْبَرَهُ مُوَظَّفُو قَصْرِهِ مَرَّةً مِنَ الْمَرَّاتِ: اَنَّ النَّمْلَ اسْتَوْلَى عَلَى جُذُوعِ الْاَشْجَارِ فِي قَصْرِ (طُوبْ قَابِي( وَبَعْدَ اسْتِشَارَةِ اَهْلِ الْخِبْرَةِ: خَلُصَ الْاَمْرُ اِلَى ضَرُورَةِ دَهْنِ جُذُوعِ الْاَشْجَارِ بِالْجِيرِ: وَلَكِنَّ السُّلْطَانَ كَانَ مِنْ عَادَتِهِ حِينَ يُقْدِمُ عَلَى اَمْرٍ: اَنْ يَاْخُذَ رَاْيَ مُفْتِي الدَّوْلَةِ الَّذِي كَانَ لَقَبُهُ الرَّسْمِيُّ آَنَذَاكَ شَيْخَ الْاِسْلَامِ: فَذَهَبَ اِلَى اَبِي السُّعُودِ اَفَنْدِي بِنَفْسِهِ يَطْلُبُ مِنْهُ الْفَتْوَى: فَلَمْ يَجِدْهُ فِي مَكَانِهِ: فَكَتَبَ رِسَالَةً بِبَيْتِ شِعْرٍ يَقُولُ فِيهَا: اِذَا دَبَّ نَمْلٌ عَلَى شَجَرٍ: فَهَلْ فِي قَتْلِهِ مِنْ ضَرَرٍ: وَلَمَّا قَرَاَ الشَّيْخُ اَبُو السُّعُودِ الرِّسَالَةَ: اَجَابَهُ بِقَوْلِهِ: اِذَا نُصِبَ مِيزَانُ الْعَدْلِ: اَخَذَ النَّمْلُ حَقَّهُ بِلَا وَجَلٍ: نَعَمْ اَيُّهَا الْفَاضِلُ اَرْدُوغَانَ: وَهَكَذَا كَانَ دَاَبُ السُّلْطَانِ سُلَيْمَانَ: فَقَدْ كَانَ لَايُنَفِّذُ اَمْراً اِلَّا بِفَتْوَى مِنْ عُلَمَاءِ الْمُسْلِمِينَ: وَلَمَّا تُوِفِّيَ السُّلْطَانُ سُلَيْمَانُ رَحِمَهُ اللهُ اَثْنَاءَ سَفَرِهِ اِلَى فْيِينَّا قَبْلَ مَعْرَكَةِ زِيكْتُورَ: عَادُوا بِجُثْمَانِهِ اِلَى اِسْتَنْبُولَ: وَاَثْنَاءَ التَّشْيِيعِ: وَجَدُوا اَنَّهُ قَدْ اَوْصَى بِوَضْعِ صُنْدُوقٍ مَعَهُ فِي الْقَبْرِ: فَتَحَيَّرَ الْعُلَمَاءُ وَظَنُّوا اَنَّهُ مَلِيءٌ بِالْمَالِ: فَلَمْ يُجِيزُوا اِتْلَافَهُ تَحْتَ التُّرَابِ: وَقَرَّرُوا فَتْحَهُ: فَاَخَذَتْهُمُ الدَّهْشَةُ عِنْدَمَا رَاَوْا اَنَّ الصُّنْدُوقَ مُمْتَلِىءٌ بِفَتْوَاهُمْ حَتَّى يُدَافِعَ بِهَا عَنْ نَفْسِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ؟ لِاَنَّهُ حِينَمَا كَانَ يَعْمَلُ بِفَتَاوِيهِمْ: كَانَ يَضَعُهَا فِي رِقَابِهِمْ وَعَلَى مَسْؤُولِيَّتِهِمُ الشَّخْصِيَّة اَمَامَ اللهِ: لَا عَلَى مَسْؤُولِيَّتِهِ هُوَ: نَعَمْ اَيُّهَا الْفَاضِلُ اَرْدُوغَانَ: فَرَاحَ الشَّيْخُ اَبُو السُّعُودِ مُفْتِي الدَّوْلَةِ الْعُثْمَانِيَّةِ آَنَذَاكَ يَبْكِي وَيَقُولُ: لَقَدْ اَنْقَذْتَ نَفْسَكَ يَاسُلَيْمَانُ: فَاَيُّ سَمَاءٍ تُظِلُّنَا: وَاَيُّ اَرْضٍ تُقِلُّنَا: اِنْ كُنَّا مُخْطِئِينَ فِي فَتَاوِينَا خَطَأً مَنْ يَقُولُ فِي كِتَابِ اللهِ مَالَايَعْلَمُ وَيَهْرِفُ بِمَا لَايَعْرِفُ: لَا خَطَاَ الْمُجْتَهِدِينَ الْمَاْجُورِينَ بِاَجْرٍ وَاحِدٍ: نعم ايها الفاضل اردوغان: وَمِمَّا رُوِيَ عَنْهُ رَحِمَهُ اللهُ قَوْلُهُ: عِنْدَمَا اَمُوتُ فَاَخْرِجُوا يَدِي مِنَ التَّابُوتِ لِكَيْ يَرَى كُلُّ النَّاسِ اَنَّهُ حَتَّى السُّلْطَانُ خَرَجَ مِنْ هَذِهِ الدُّنْيَا بِيَدٍ فَارِغَة: نعم ايها الفضلاء: هَذِهِ هِيَ سِيرَةُ السُّلْطَانِ سُلَيْمَانَ: وَلَيْسَتْ سِيرَةُ حَرِيمِ السُّلْطَانِ: ذَلِكَ الْمُسَلْسَلُ الْقَذِرُ بِقَنَوَاتِهِ وَمُمَثِّلِيهِ الَّذِينَ شَوَّهُوا صُورَةَ ذَلِكَ الْبَطَلِ الْمُجَاهِدِ الَّذِي بَلَغَتْ مَسَاحَةُ دَوْلَتِهِ 24 مِلْيُونْ كم مُوَزَّعَةً الْيَوْمَ عَلَى 40 دَوْلَة: نَعَمْ هَذَا السُّلْطَانُ الْعَظِيمُ الَّذِي كَانَ شَاعِراً وَخَطَّاطاً مَجِيداً خَطَّ الْقُرْآَنَ الْكَرِيمَ بِيَدِهِ 8 مَرَّات: وَكَانَ مُلِمّاً بِعِدَّةِ لُغَاتٍ مِنْ بَيْنِهَا اللُّغَةُ الْعَرَبِيَّةُ: وَكَانَ يُلَقَّبُ بِسُلْطَانِ الْمُثَقَّفِينَ: وَمُثَقَّفِ السَّلَاطِينِ: وَقَدْ دَامَ حُكْمُهُ47 عَاماً قَضَى مِنْهَا 10 سَنَوَاتٍ عَلَى ظَهْرِ فَرَسِهِ غَازِياً فِي سَبِيل ِاللهِ: وَقَادَ خِلَالَهَا 13 حَمْلَةً عَسْكَرِيَّةً بِنَفْسِهِ: وَفِي عَهْدِهِ فُتِحَتْ صِرْبِيَا وَالْمَجَرُ وَجَنُوبُ اُوكْرَانْيَا وَرُومَانْيَا وَبِلَادُ الْقُوقَازِ: وَوَصَلَتْ قُوَّاتُهُ اِلَى النِّمْسَا فِي قَلْبِ اُورُوبَّا: وَحُرِّرَتْ فِي عَهْدِهِ الْجَزَائِرُ وَلِيبْيَا مِنَ الِاحْتِلَالِ الِاسْبَانِيِّ: وَالْعِرَاقُ مِنَ الِاحْتِلَالِ الصَّفَوِيِّ: وَحُرِّرَتِ الْبَحْرَيْنُ وَالْيَمَنُ: وَتَمَّ تَطْهِيرُ سَوَاحِلِ الْخَلِيجِ الْعَرَبِيِّ وَخَلِيجِ عَدَنَ مِنَ الْاَسَاطِيلِ الْبُرْتَغَالِيَّةِ الصَّلِيبِيَّةِ: وَكَانَ يَتَدَخَّلُ فِي شُؤُونِ فَرَنْسَا الدَّاخِلِيَّةِ وَيَعْتَبِرُهَا وِلَايَةً تَابِعَةً لِدَوْلَتِهِ: وَفِي عَهْدِهِ تَنَازَلَتْ فَرَنْسَا عَنْ مِينَاءِ طُولُونَ فَاَصْبَحَ قَاعِدَةً حَرْبِيَّةً اِسْلَامِيَّةً هَامَّةً فِي غَرْبِ اُورُوبَّا: وَلَمَّا تُوِفِّيَ السُّلْطَانُ سُلَيْمَانُ الْقَانُونِيُّ دَقَّتْ اَجْرَاسُ الْكَنَائِسِ فِي كُلِّ اُورُوبَّا فَرَحاً وَشَمَاتَةً بِمَوْتِهِ: وَجَعَلُوا يَوْمَ وَفَاتِهِ عِيداً مِنْ اَعْيَادِهِمْ: يَقُولُ الْمُؤَرِّخُ الْاَلْمَانِيُّ الشَّهِيرُ هَالْمَرْ: كَانَ هَذَا السُّلْطَانُ اَشَدَّ خَطَراً عَلَيْنَا مِنْ صَلَاحِ الدِّينِ نَفْسِهِ: نعم ايها الفضلاء: هَذَا هُوَ السُّلْطَانُ سُلَيْمَانُ الْقَانُونِيُّ الَّذِي شَوَّهَ الْاَقْذَارُ تَارِيخَهُ وَسِيرَتَهُ: وَجَعَلُوهُ مُحِبّاً لِلنِّسَاءِ يَلْعَبُ وَيَلْهُو مَعَ حَرِيمِ السُّلْطَانِ: فَنَرْجُو مِنْ اَرْدُوغَانَ اَنْ يَكُونَ مُتَعَقِّلاً فِي الْوَقْتِ الْحَاضِرِ: وَاَنْ يَتَّجِهَ اِلَى الْخَيَارِ السِّلْمِيِّ وَهُوَ الْمُفَاوَضَاتُ مَعَ الْاَكْرَادِ{عَسَى اللهُ اَنْ يَجْعَلَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ الَّذِينَ عَادَيْتُمْ مِنْهُمْ مَوَدَّةً( تَعَقَّلْ اَيُّهَا الْفَاضِلُ: فَهَلْ نَزَلَ عَلَيْكَ مِنَ الْوَحْيِ شَيْءٌ فِي اَمْرِ الْاَكْرَادِ بِقَتْلِ مُقَاتِلَتِهِمْ وَسَبْيِ ذَرَارِيهِمْ وَنِسَائِهِمْ كَمَا نَزَلَ مِنْ ذَلِكَ الْوَحْيِ شَيْءٌ عَلَى رَسُولِ اللهِ فِي شَاْنِ يَهُودِ بَنِي قُرَيْظَة: وَحِينَمَا اَجْلَى رَسُولُ اللهِ يَهُودَ بَنِي النَّضِيرِ وَيَهُودَ بَنِي قَيْنُقَاعَ عَنِ الْمَدِينَةِ هَلْ تَجِدُ فِي السِّيرَةِ الْعَطِرَةِ عَلَى صَاحِبِهَا اَفْضَلُ الصَّلَاةِ وَالسَّلَامِ اَنَّ رَسُولَ اللهِ نَكَّلَ بِهِمْ اَوْ شَرَّدَهُمْ اَوْ اَجَاعَهُمْ اَوْ عَرَّاهُمْ عَلَى الرَّغْمِ مِنْ خِيَانَتِهِمْ: لَابُدَّ اَيُّهَا الْاِخْوَةُ مِنِ اجْتِمَاعٍ لِعُلَمَاءِ الْمُسْلِمِينَ الْاَتْرَاكِ وَغَيْرِهِمْ عَلَى رَاْيٍ وَقَوْلٍ سَدِيدٍ لِيُصْلِحَ اللهُ لَهُمْ اَعْمَالَهُمْ وَيَغْفِرَ لَهُمْ ذُنُوبَهُمْ: وَالْمَقْصُودُ بِالذُّنُوبِ الْمَغْفُورَةِ هُنَا فِي هَذِهِ الْآَيَةِ: هُوَ الْقَتْلُ الْخَاطِىءُ اللَّاحِقُ وَالْمَآسِي الْمُتَوَقَّعَةِ اللَّاحِقَةِ الَّتِي قَدْ تَتَفَاقَمُ وَتَحْدُثُ فَلَابُدَّ مِنْ اِجْمَاعِ الْعُلَمَاءِ عَلَى كَيْفِيَّةِ التَّحَرُّكِ الْعَسْكَرِيِّ وَشَكْلِهِ وَوَقْتِهِ قَبْلَ اتِّخَاذِ أَيِّ خُطْوَةٍ مِنْ شَاْنِهَا اَنْ تَقْضِيَ عَلَى الْاَخْضَرِ وَالْيَابِسِ مِنْ دِمَاءِ الْاَبْرِيَاءِ وَاَرْزَاقِهِمْ ثُمَّ عَلَى اَرْدُوغَانَ اَنْ يَدْفِنَ فَتَاوِيهِمْ مَعَهُ بَعْدَ مَوْتِهِ لِيُدَافِعَ بِهَا عَنْ نَفْسِهِ اَمَامَ اللهِ كَمَا فَعَلَ السُّلْطَانُ سُلَيْمَانُ: وَهَلْ اَوْصَى اَحَدٌ مِنْ هَؤُلَاءِ الْعُلَمَاءِ الْاَتْرَاكِ اَرْدُوغَانَ بِوَصِيَّةِ رَسُولِ اللهِ حِينَمَا كَانَ يَبْعَثُ قُوَّادَهُ بِقَوْلِهِ: الشَّجَرَةُ خَطٌّ اَحْمَرُ: اَلطِّفْلُ الْبَرِيءُ خَطٌّ اَحْمَرُ: اَلرَّاهِبُ فِي صَوْمَعَتِهِ وَلَوْ كَانَ كَافِراً هُوَ خَطٌّ اَحْمَرُ: اَوْ كَمَا قَالَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ: اِلَّا مَا وَرَدَ فِي قوله تعالى{مَاقَطَعْتُمْ مِنْ لِينَةٍ اَوْ تَرَكْتُمُوهَا قَائِمَةً عَلَى اُصُولِهَا فَبِاِذْنِ اللهِ وَلِيُخْزِيَ الْفَاسِقِينَ( لَكِنْ هَلْ نَزَلَ وَحْيٌ عَلَى اَرْدُوغَانَ وَمَنْ مَعَهُ بِاسْتِثْنَاءِ شَجَرَةٍ اِرْهَابِيَّةٍ عِنْدَ بَعْضِ الْخَائِنِينَ الْاَكْرَادِ مِنْ وَصِيَّةِ رَسُولِ اللهِ اِلَى قُوَّادِهِ وَمَنْ يَاْتِي بَعْدَهُمْ: اَللَّهُمَّ اِلَّا اَنْ تَكُونَ هَذِهِ الْآَيَةُ فِيهَا اِشَارَةٌ قَوِيَّةٌ اِلَى اِذْنِ اللهِ لِلْمُسْلِمِينَ فِي آَخِرِ الزَّمَانِ فِي قَطْعِ شَجَرِ الْغَرْقَدِ الَّذِي يَحْتَمِي بِهِ الْخَوَنَةُ مِنْ بَعْضِ الْيَهُودُ وَلَايَنْطِقُ بِمَنْ يَخْتَبِىءُ خَلْفَهُ مِنْهُمْ وَلَايَدُلُّ عَلَيْهِ وَاللهُ اَعْلَمُ بِمُرَادِهِ: بعد ذلك ايها الاخوة: مَتَى سَنَتَخَلَّصُ مِنْ هَذِهِ الظَّاهِرَةِ الْمَقِيتَةِ وَهِيَ اِهَانَةُ عَامِلِ النَّظَافَةِ وَتَحْقِيرِهِ: مِنْ اَيْنَ سَنَجْلِبُ عُمَّالَ نَظَافَةٍ يَرْضَوْنَ بِلُقْمَةِ عَيْشِهِمْ اَنْ تَكُونَ مَغْمُوسَةً بِالدِّمَاءِ وَالْاَمْرَاضِ وَالذُّلِّ وَالْاِهَانَاتِ: نعم ايها الاخوة: عَامِلُ النَّظَافَةِ مُقَدَّسٌ عِنْدَنَا: بَلْ كَلِمَتُهُ مَسْمُوعَةٌ عِنْدَنَا اَكْثَرَ مِنْ كَلِمَةِ رَئِيسِ الدَّائِرَةِ وَالْفَرْعِ: فَهَلْ سَيُنْزِلُ رَئِيسُ الدَّائِرَةِ الْمُثَقَّفُ وَالْجَامِعِيُّ مِنْ قِيمَتِهِ مِنْ اَجْلِ اَنْ يُخَلِّصَنَا مِنَ الْاَمْرَاضِ وَيَقُومَ بِنَفْسِهِ بِاِزَالَةِ الْقَاذُورَاتِ: بعد ذلك ايها الاخوة: فَاِنَّ الزَّائِدَ اَخُو النَّاقِصِ: وَالزَّائِدُ هُوَ زَائِدٌ بِفَضْلِهِ وَاَخْلَاقِهِ وَقِيَمِهِ وَشَرَفِهِ وَعَفْوِهِ عِنْدَ الْمَقْدِرَةِ وَحِلْمِهِ وَهُوَ خَادِمُ الْحَرَمَيْنِ الشَّرِيفَيْنِ وَوَلِيُّ الْعَهْدِ السُّعُودِيِّ الَّذِي نَدْعُوهُ لِلْقِيَامِ بِزِيَارَةٍ خَاطِفَةٍ مُفَاجِئَةٍ اِلَى طَهْرَانَ لِاِنْقَاذِ مَايُمْكِنُ اِنْقَاذُهُ مِنَ الْمَوْقِفِ الَّذِي يَزْدَادُ تَوَتُّراً يَوْماً بَعْدَ يَوْمٍ؟ مِنْ اَجْلِ تَهْدِئَةِ الْخَوَاطِرِ وَتَخْفِيفِ الِاحْتِقَانِ وَالتَّوَتُّرِ الَّذِي يَجْعَلُ الْجَمِيعَ يَعْمَهُونَ فِي تَصَرُّفَاتِهِمْ وَمِنْ اَجْلِ فَتْحِ صَفْحَةٍ جَدِيدَةٍ بَيْضَاءَ لِتَسْتَمِرَّ الْحَيَاةُ لِنَرْقُدَ فِيهَا بِسَلَامٍ قَبْلَ اَنْ نَرْقُدَ فِي قُبُورِنَا بِسَلَامٍ اَيْضاً: بعد ذلك ايها الاخوة: سُؤَالٌ مِنْ اَحَدِ الْاِخْوَةِ يَقُولُ فِيهِ: هُنَاكَ مِنَ الْمَشَايِخِ وَالْعُلَمَاءِ مَنْ يَلُومُنَا بِسَبَبِ خَوْضِنَا فِي مَسَائِلِ الْقَضَاءِ وَالْقَدَرِ: وَلَايُوَجِّهُ شَيْئاً مِنَ اللَّوْمِ اِلَى اُنَاسٍ مِنَ الْمَفْرُوضِ اَنْ يَكُونُوا قُدْوَةً لَنَا وَلِمُحَمَّدٍ رَسُولِ اللهِ فِي الْقُرْآَنِ الْكَرِيمِ{اُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتِدِهْ( وَمَعَ ذَلِكَ خَاضُوا قَبْلَ اَنْ يَخْلُقَنَا اللهُ بِاُلُوفِ السِّنِينَ فِي مَسَائِلِ الْقَضَاءِ وَالْقَدَرِ: فَقَالَ مُوسَى لِآَدَمَ: اَنْتَ اَبُو الْبَشَرِيَّةِ: اَخْرجْتَنَا مِنَ الْجَنَّةِ: وَفَعَلْتَ كَذَا وَكَذَا: فَقَالَ آَدَمُ: يَامُوسَى هَلْ تَلُومُنِي عَلَى شَيْءٍ قَدَّرَهُ اللهُ عَلَيَّ قَبْلَ اَنْ يَخْلُقَنِي؟ فَحَجَّ آَدَمُ مُوسَى: بِمَعْنَى اَنَّ آَدَمَ انْتَصَرَ عَلَى مُوسَى بِالْحُجَّةِ: فَهَاهُوَ آَدَمُ يَحْتَجُّ بِالْقَضَاءِ وَالْقَدَرِ: وَيَجِدُ بِهِمَا سَلْوَى: وَمُبَرِّراً لِخَطِيئَتِهِ: وَعُذْراً مَقْبُولاً: فَكَيْفَ يَلُومُنَا هَؤُلَاءِ الْعُلَمَاءُ عَلَى خَطَايَانَا وَصَغَائِرِنَا وَكَبَائِرِنَا وَمُوبِقَاتِنَا اِنْ كَانَ اللهُ قَدْ قَدَّرَهَا عَلَيْنَا؟:وَالْجَوَابُ عَلَى ذَلِكَ: اَنَّ اللهَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى قَدَّرَ عَلَيْكَ مَاذَكَرْتَ مِنْ جَرَاثِيم ِالْخَطَايَا وَمَكْرُوبَاتِهَا وَاَمْرَاضِهَا وَقَذَارَتِهَا مِنْ اَجْلِ تَقْوِيَةِ جِهَازِكَ الْمَنَاعِيِّ الْاِيمَانِيِّ؟ لِيَكُونَ عِنْدَكَ مَنَاعَةٌ اِيمَانِيَّةٌ مِنَ التَّقْوَى وَالْوَرَعِ وَالْخَوْفِ فِي الْمَرَّةِ الْقَادِمَةِ تَمْنَعُكَ مِنَ الِاسْتِمْرَارِ وَالتَّمَادِي وَالِاسْتِسْلَامِ لِهَذَا الْمَرَضِ؟ لِتَخْرُجَ مِنْ هَذِهِ الْوَعْكَةِ غَيْرِ الصِّحِّيَّةِ؟ وَتَعُودَ اَقْوَى مِمَّا كُنْتَ عَلَيْهِ قَبْلَ اَنْ تُصِيبَكَ وَتَقَعَ فِيهَا: وَلِذَلِكَ مِنَ الْمَفْرُوضِ عَلَيْكَ اَنْ تُعَالِجَ نَفْسَكَ وَتَسْتَمِرَّ فِي هَذَا الْعِلَاجِ عَلَى الْمَدَى الطَّوِيلِ اَوِ الْقَصِيرِ؟ لِلتَّخَلُّصِ مِنْ هَذِهِ الْجَرَاثِيمِ الْمُؤْذِيَةِ مِنْ هَذِهِ الْكَبَائِرِ وَالْمُوبِقَاتِ: وَاِنْ كَانَتْ لَاتُرَى بِالْعَيْنِ الْمُجَرَّدَةِ؟ لِاَنَّهَا اَمْرَاضٌ نَفْسِيَّةٌ قَلْبِيَّةٌ: فَاِذَا كَتَبَ اللهُ لَكَ النَّجَاحَ فِي هَذَا الْعِلَاجِ: فَلَامَانِعَ لَكَ: وَلَامَانِعَ لِاَبِيكَ آَدَمَ اَنْ تَحْتَجَّا بِالْقَضَاءِ وَالْقَدَرِ اَنَّهُ اَسْعَفَكُمَا بِعِلَاجٍ فَعَّالٍ نَاجِحٍ قَوِيٍّ وَهُوَ التَّوْبَةُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ: مَعَ الْعِلْمِ اَنَّ كَلَامَ مُوسَى غَيْرُ دَقيقٍ فِي اتِّهَامِه لِاَبِيهِ آَدَمَ فِي اِخْرَاجِنَا مِنَ الْجَنَّةِ: وَاَمَّا الْكَلَامُ الدَّقِيقُ فَهُوَ كَلَامُ خَالِقِ مُوسَى الَّذِي يَقُولُ سُبْحَانَهُ{يَابَنِي آَدَمَ لَايَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا اَخْرَجَ اَبَوَيْكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ(فَالَّذِي اَخْرَجَنَا وَاَخْرَجَ اَبَوَيْنَا وَاَخْرَجَ مُوسَى مِنَ الْجَنَّةِ هُوَ الشَّيْطَانُ وَلَيْسَ آَدَمُ(نَعَمْ اَخِي: وَاَمَّا اِذَا تَمَادَيْتَ فِي الْخَطَايَا وَرَفَضْتَّ الْعِلَاجَ وَالتُّرْيَاقَ الشَّافِيَ وَلِقَاحَ التَّوْبَةِ وَالِاسْتِغْفَارِ: فَهُنَا يَجِبُ عَلَيْكَ بِكُلِّ وَقَاحَةٍ اَنْ تَسْاَلَ نَفْسَكَ هَذَا السُّؤَالَ: وَهُوَ سُؤَالٌ وَقِحٌ بِكُلِّ مَاتَحْمِلُهُ هَذِهِ الْكَلِمَةُ مِنْ مَعْنَى الْوَقَاحَةِ: وَهِيَ كَلِمَةٌ وَقِحَةٌ سَوَاءٌ اقْتَنَعْتَ بِذَلِكَ اَوْ لَمْ تَقْتَنِعْ: وَاَمَّا السُّؤَالُ فَهُوَ التَّالِي: لِمَاذَا قَدَّرَ عَلَيْكَ الْخَطَايَا وَالْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ وَلَمْ يُقَدِّرْ عَلَيْكَ التَّوْبَةَ: لِمَاذَا قَدَّرَ عَلَيْكَ اَنْ تَكُونَ مِنْ اَهْلِ النَّارِ الْاَبَدِيَّةِ اَوِ الْمُؤَقَّتَةِ وَلَمْ يُقَدِّرْ عَلَيْكَ اَنْ تَكُونَ مِنْ اَهْلِ الْجَنَّةِ الْاَبَدِيَّةِ كَمَا قَدَّرَ عَلَى غَيْرِكَ:نعم ايها الاخوة: مَهْمَا كَانَ الْقَدَرُ مَشْؤُوماً عِنْدَ رَبِّ النَّصَارَى الزَّائِفِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ: وَنَعْنِي بِذَلِكَ عِنْدَ رُبُوبِيَّتِهِ الزَّائِفَةِ: فَاِنَّهُمْ لَايُوَجِّهُونَ اِلَيْهِ سِهَامَ النَّقْدِ اَبَداً وَلَايَتَشَاءَمُونَ مِنْ قَدَرِهِ: بَلْ يَتَفَاءَلُونَ دَائِماً بِقَولِهِمْ: اَللهُ مَحَبَّة: بِمَعْنَى اَنَّ يَسُوعَ مَحَبَّة: بَلْ ثِقَتُهُمْ بِمَعْبُودِهِمُ الزَّائِفِ لَاحُدُودَ لَهَا مَهْمَا كَانَ قَدَرُهُ مُعَانِداً وَمُؤْلِماً لَهُمْ: وَاَمَّا نَحْنُ الْمُسْلِمِينَ(اِلَّا قَلِيلاً مِنَّا) فَلَانَتَفَاءَلُ بِالرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ وَبِرَحْمَتِهِ الَّتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ: فَكَيْفَ سَيُسْعِفُنَا الْقَدَرُ الَّذِي نُؤْذِيهِ بِاِهَانَةٍ لَامَثِيلَ لَهَا فِي اَغَانِينَا بِقَوْلِنَا: قَدَرٌ اَحْمَقُ الْخُطَا سَحَقَتْ هَامَتِي خُطَاه: بَلْ نَحْنُ اَحْمَقُ النَّاسِ نَتَخَبَّطُ فِي تَصَرُّفَاتِنَا وَطُغْيَانِنَا تَخَبُّطاً لَامَثِيلَ لَهُ وَلَا اَدَلَّ عَلَى ذَلِكَ مِنْ قَوْلِهِ تَعَالَى{فَذَرْهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ{اِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ(بِالسَّبِّ وَالشَّتْمِ وَاللَّعْن وَالطَّعْنِ بِهِمَا وَالطَّعْنِ بِالْقَضَاءِ وَالْقَدَرِ الْاِلَهِيِّ وَاتِّهَامِ الْقَدَرِ بِاَنَّهُ ظَالِمٌ غَيْرُ مُنْصِفٍ وَغَيْرُعَادِلٍ بِحَقِّهِمْ(لَعَنَهُمُ اللهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَاَعَدَّ لَهُمْ عَذَاباً عَظِيماً( نَعَمْ نَحْنُ نُؤْذِي اللهَ الْخَالِقَ الْحَقَّ الْحَقِيقِيَّ غَيْرَ الزَّائِفِ: وَنُؤْذِي قَضَاءَهُ وَقَدَرَهُ: ثُمَّ بَعْدَ ذَلِكَ وَبِكُلِّ وَقَاحَةٍ لَانُرِيدُ مِنْ قَضَائِهِ وَلَاقَدَرِهِ اَنْ يُؤْذِيَنَا: وَالنَّصَارَى يَتَحَمَّلُونَ الْقَضَاءَ وَالْقَدَرَ مَهْمَا كَانَ مُؤْذِياً لَهُمْ مِنْ اَجْلِ التَّوَاصُلِ مَعَ مَعْبُودِهِمُ الزَّائِفِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ بِرِضىً وَتَسْلِيمٍ وَانْشِرَاحِ صَدْرٍ لِلْكُفْرِ: وبِمَحَبَّةٍ لَامَثِيلَ لَهَا لِرَبٍّ مَخْلُوقٍ زَائِفٍ بَاطِلٍ غَيْرِ حَقِيقِيٍّ: نعم اخي: سُؤَالٌ وَقِحٌ بِجُرْاَةٍ وَقِحَةٍ لَامَثِيلَ لَهَا وَاَنْتَ تَلُومُ الْقَضَاءَ وَالْقَدَرَ وَلَاتَلُومُ نَفْسَكَ وَاَنْتَ مُصِرٌّ عَلَى رَفْضِ لِقَاحٍ وَعِلَاجٍ مِنْ تَوْبَةٍ اَوِ اسْتِغْفَارٍ: وَرُبَّمَا مَازِلْتَ تَخَافُ مِنْ طَبِيبٍ يُمْسِكُ بِيَدِهِ حُقْنَةً مِنَ الْعِلَاجِ الشَّافِي لِيَحْقِنَكَ بِهَا: نَعَمْ: دَعَوَاتٌ قُرْآَنِيَّةٌ كَثِيرَةٌ اِلَى التَّوْبَةِ وَالِاسْتِغْفَارِ وَالْعَمَلِ الصَّالِحِ: وَفِيهَا مَافِيهَا مِنْ وَخَزَاتٍ ضَمِيرِيَّةٍ وَخْزُهَا كَوَخْزِ هَذِهِ الْحُقْنَةِ: وَلَايَتَعَدَّى اَلَمُهَا اَلَمَ هَذِهِ الْحُقْنَةِ: وَمَعَ ذَلِكَ اَنْتَ مَازِلْتَ تَخَافُ مِنْ اَلَمِ هَذِهِ الْحُقْنَةِ: وَلَاتَخَافُ مِنْ كَيْدِ الشَّيْطَانِ وَشِرَاكِهِ وَقَرْصِ عَنْكَبُوتِهِ وَوَخْزِهَا وَسُمِّهَا الزُّعَافِ الْقَاتِلِ مَهْمَا كَانَ قَوِيّاً مُسْتَحْوِذاً اَوْ ضَعِيفاً خَنَّاساً: بَلْ سَلَّمْتَ نَفْسَكَ لِلشَّيْطَانِ وَلِعَمَلِ الشَّيْطَانِ مِنَ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَالْاَنْصَابِ وَالْاَزْلَامِ وَغَيْرِهَا مِنَ الْكَبَائِرِ وَالْمُوبِقَاتِ: فَصَارَ كَيْدُهُ قَوِيّاً عَلَيْكَ جِدّاً مُتَمَكِّناً مُسْتَحْوِذاً بَعْدَ اَنْ كَانَ ضَعِيفاً مُتَرَاجِعاً خَنّاساً: بَلْ لَمْ تَطْلُبِ اللُّجُوءَ اِلَى اللهِ وَمَا عِنْدَهُ مِنْ خَيْرٍ وَاَبْقَى مِنْ حَمَلَةِ الْعَرْشِ الَّذِينَ يَدْعُونَ لَكَ وَمَا عِنْدَهُ مِنْ سَفَرَةٍ كِرَامٍ بَرَرَةٍ تَتَوَلَّاهُمْ وَلَاتُعَادِيهِمْ: بَلْ طَلَبْتَ اللُّجُوءَ اِلَى السَّفَارَاتِ الصَّلِيبِيَّةِ: بَلْ لَمْ تَطْلُبِ الْحِمَايَةَ مِنْهُ وَلَمْ تَتَعَوَّذْ بِاللهِ مِنْ شَرِّ نَفْسِكَ الْاَمَّارَةِ بِالسُّوءِ قَائِلاً: اَللَّهُمَّ لَاتَكِلْنِي اِلَى نَفْسِي طَرْفَةَ عَيْنٍ وَلَا اَدْنَى مِنْ ذَلِكَ: رَحِمَ اللهُ عَمْراً دِيَاب اَلْمُغَنِّي الْمَشْهُور فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ حِينَمَا يَدْعُو بِقَوْلِهِ(وَاحْمِنِي يَارَبُّ مِنْ نَفْسِي( بَلْ لَمْ تَتَعَوَّذْ بِرَبِّ النَّاسِ مَلِكِ النَّاسِ اِلَهِ النَّاسِ مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ وَمِنْ شَرِّ قَدَرِهِ سُبْحَانَهُ: بَلْ لَمْ تَتَعَوَّذْ بِهِ مِنْهُ سُبْحَانَهُ قَائِلاً: وَاَعُوذُ بِكَ مِنْكَ لَااُحْصِي ثَنَاءً عَلَيْكَ اَنْتَ كَمَا اَثْنَيْتَ عَلَى نَفْسِكَ وَقَدْ حَذَّرَكَ سُبْحَانَهُ مِنْهُ فِي قَوْلِهِ{وَيُحَذِّرُكُمُ اللهُ نَفْسَهُ(قَبْلَ اَنْ يُحَذِّرَكَ مِنْ قَضَائِه وَقَدَرِهِ وَيُبَشِّرَكَ بِهِمَا قَبْلَ ذَلِكَ فِي قَوْلِهِ{فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى{فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى(بَلْ قَبْلَ اَنْ يُحَذِّرَكَ مِنْ كَيْدِ الشَّيْطَانِ الَّذِي اخْتَارَ لِنَفْسِهِ قَدَراً اَسْوَدَ وَرَضِيَ بِهِ قَائِلاً :عِيشَةٌ بِالذُّلِّ مَعَ السُّجُودِ لِآَدَمَ لَااَرْضَى بِهَا: وَجَهَنَّمُ بِالْعِزِّ اَفْخَرُ مَنْزِلِ: نَعَمْ اَخِي: اِنَّهَا الْعِزَّةُ الشَّيْطَانِيَّةُ الَّتِي تَاْبَى اَنْ تُذِلَّ نَفْسَهَا لِخَالِقِهَا: وَتَرْضَى اَنْ تُذِلَّ نَفْسَهَا لِلْمَخْلُوقِينَ مِنْ اَجْلِ الْكَيْدِ لَهُمْ حَسَداً وَبَغْياً وَعُدْوَاناً: اِنَّهُ الشَّيْطَانُ الَّذِي رَضِيَ لِنَفْسِهِ قَدَراً مُظْلِماً مَشْؤُوماً وَيُرِيدُ اَنْ يَفْرِضَهُ عَلَى اَتْبَاعِهِ مِنْ شَيَاطِينِ الْاِنْسِ وَالْجِنِّ بِالرِّضَا بِهِ اَيْضاً كَمَا هُوَ رَضِيَهُ لِنَفْسِهِ: فَبَدَاَ مَعَكَ اَخِي بِكَيْدٍ ضَعِيفٍ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى{اِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ اَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ(ثُمَّ اسْتَمَرَّ مَعَكَ بَعْدَ اَنِ اسْتَسْلَمْتَ لَهُ وَلِغِوَايَتِهِ اِلَى اَنْ صَارَ كَيْدُهُ قَوِيّاً جِدّاً فِي قَوْلِهِ تَعَالَى{اِسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ فَاَنْسَاهُمْ ذِكْرَ اللهِ(فَكَيْفَ السَّبِيلُ اَخِي اِلَى اَنْ يُسْعِفَكَ الْقَضَاءُ وَالْقَدَرُ بِالتَّوْبَةِ وَالْعَمَلِ الصَّالِحِ؟ وَقَدْ حَذَّرَكَ اللهُ مِنْ قَضَائِهِ وَقَدَرِهِ وَمَافِيهِ مِنْ اَحْزَابٍ: بَلْ حَذَّرَكَ اللهُ مِنْ نَفْسِهِ وَذَاتِهِ الْعَلِيَّةِ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى{وَيُحَذِّرُكُمُ اللهُ نَفْسَهُ{فَاِنَّ اللهَ عَدُوٌّ لِلْكَافِرِينَ(قَبْلَ اَنْ يُحَذِّرَكَ مِنَ الشَّيْطَانِ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى{اِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوّاً(نَعَمْ اَيُّهَا الْكَافِرُ: لَايَغِيظَنَّكَ اَنَّ اللهَ عَدُوٌّ لَكَ: فَاَنْتَ تَهْرُبُ مِنْ جَمِيعِ اَعْدَائِكَ وَلَاتَسْتَطِيعُ اَنْ تَحْتَمِيَ بِوَاحِدٍ مِنْهُمْ اِلَّا اللهُ عَدُوُّكَ: فَمَهْمَا كَانَ اللهُ عَدُوّاً لَكَ: فَاِنَّهُ لَايَغْدُرُ بِكَ كَغَيْرِهِ مِنَ الْاَعْدَاءِ: بَلْ يُعْطِيكَ الْاَمَانَ فِي قَوْلِهِ{فَفِرُّوا اِلَى اللهِ(فَاَنْتَ لَاتَهْرُبُ مِنْ عَدُوٍّ اِلَيْهِ وَلَا اِلَى غَيْرِهِ اِلَّا اللهُ: نَعَمْ: اَللهُ الَّذِي تَسْتَطِيعُ اَنْ تَهْرُبَ مِنْهُ اِلَيْهِ{قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا اِنْ يَنْتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ مَاقَدْ سَلَفَ( وَاَمَّا اِلَهُ النَّصَارَى الزَّائِفُ فَسَيَغْدُرُ بِهِمْ وَيَتَبَرَّاُ مِنْهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَنْ يَسْتَطِيعُوا اَنْ يَحْتَمُوا بِهِ وَلَا اَنْ يَهْرُبُوا اِلَيْهِ وَلَنْ يَسْتَطِيعَ اَنْ يَشْفَعَ لَهُمْ اَمَامَ اللهِ{مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ اِلَّا بِاِذْنِهِ{وَاِذْ قَالَ اللهُ يَاعِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ اَاَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِيِ وَاُمِّيَ اِلَهَيْنِ مِنْ دُونِ اللهِ(نَعَمْ اَخِي: اَحْزَابٌ كَثِيرَةٌ تَتَحَكَّمُ فِي قَضَاءِ اللهِ وَقَدَرِهِ: وَلَاتَسْتَطِيعُ اَنْ تَتَحَكَّمَ اِلَّا بِالْقَدْرِ الَّذِي اَعْطَاهَا اللهُ اِيَّاهُ وَهُوَ حُرِّيَّةُ الِاخْتِيَارِ: نعم اخي: فَاِذَا تَرَكْتَ حِزْبَ اللهِ وَآَوَيْتَ اِلَى حِزْبِ الشَّيْطَانِ: لِمَاذَا لَاتَلُومُ الشَّيْطَانَ وَحِزْبَهُ وَالْقَضَاءَ وَالْقَدَر الَّذِي يَتَحَكَّمَانِ فِيهِ: نَعَمْ اَخِي: كُلُّ اِنْسَانٍ حَتَّى الشَّيْطَانُ يَسْتَطِيعُ اَنْ يَرْسُمَ وَيُخَطِّطَ وَيُنَفِّذَ لِقَضَائِه وَقَدَرِهِ بِمَا سَمَحَ اللهُ لَهُ مِنْ مَسَاحَةٍ وَحُدُودٍ مِنْ حُرِّيَّةِ الِاخْتِيَار ِوَمُطْلَقٍ مُقَيَّدٍ: نعم اخي: فَاِذَا كَانَ الشَّيْطَانُ وَحِزْبُهُ يَرْسُمُ وَيُخَطِّطُ وَيَتَخَبَّطُ فِي الظُّلُمَاتِ: فَلِمَاذَا نَحْنُ نَظْلُمُ الْقَضَاءَ وَالْقَدَرَ الَّذِي يَتَحَكَّمُ فِيهِ اللهُ بِمُطْلَقٍ غَيْرِ مُقَيَّدٍ وَلَاحُدُودَ لَهُ: نَعَمْ اخي: حَتَّى حِزْبُهُ: فَاللهُ تَعَالَى لَمْ يَسْمَحْ لِحِزْبِهِ اَنْ يَتَحَكَّمَ بِقَضَائِهِ وَقَدَرِهِ لِاَنَّهُ اَرْحَمُ عَلَى عِبَادِهِ مِنْ حِزْبِهِ: فَلِمَاذَا هَذَا الظُّلْمُ وَنَحْنُ نَرَى الْقَضَاءَ وَالْقَدَرَ فِي الْقُرْآَنِ لَايَكَلُّ وَلَايَمَلُّ مِنْ مُسَاعَدَةِ هَذَا الْمَخْلُوقِ الَّذِي يَتَخَبَّطُ فِي الظُّلُمَاتِ: بَلْ هُوَ حَرِيصٌ اَشَدَّ الْحِرْصِ عَلَى مُسَاعَدَتِهِ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى{هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ اِلَى النُّور(نعم ايها الاخوة: هَلْ يَتَحَمَّلُ الْقَضَاءُ وَالْقَدَرُ الَّذِي يَتَحَكَّمُ فِيهِ خَالِقُهُ مَسْؤُولِيَّةَ الِاخْتِيَارِ السَّيّءِ لِهَذَا الْمَخْلُوقِ وَمَافِيهِ مِنْ كُفْرٍ وَفُسُوقٍ وَعِصْيَانٍ لَايُطَهِّرُهُ اِلَّا نَارٌ مُحْرِقَةٌ اَبَدِيَّةٌ اَوْ مُؤَقَّتَةٌ يَخْرُجُ مِنْهَا مَنْ يَخْرُجُ وَيَبْقَى فِيهَا مَنْ يَبْقَى: نعم ايها الاخوة: اَلْكَثِيرُ مِنْكُمْ يَقُولُ: نَعَمْ يَتَحَمَّلُ الْقَضَاءُ وَالْقَدَرُ مَسْؤُولِيَّةَ ذَلِكَ كُلِّهِ: نعم ايها الاخوة: اَنْتُمْ تَقُولُونَ نَعَمْ: وَالْقُرْآَنُ الْكَرِيمُ يَقُولُ لَا{مَااَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِك( وَلَمْ يَقُلْ سُبْحَانَهُ مَااَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ قَضَائِي وَقَدَرِي: بَلْ مِنْ قَضَائِكَ اَنْتَ وَقَدَرِكَ الْمَشْؤُومِ اَنْتَ: بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{اِنَّهُ فَكَّرَ وَقَدَّرَ فَقُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ ثُمَّ قُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ: نعم ايها الاخوة: فَلَا يَلُومَنَّ اَحَدٌ مِنْكُمْ اِلَّا نَفْسَهُ: وَلَايَلُومَنَّ الْقَضَاءَ وَالْقَدَرَ الَّذِي بَذَلَ مَجْهُوداً كَبِيراً يُشْكَرُ عَلَيْهِ فِي مُسَاعَدَةِ هَذَا الْمَخْلُوقِ لِاِخْرَاجِه مِنَ الظُّلُمَاتِ اِلَى النُّورِ: وَلَكِنَّهُ اَبَى اَنْ يَخْرُجَ اِلَى النُّورِ وَذَهَبَ اِلَى مَسَاحَةٍ مُظْلِمَةٍ بَائِسَةٍ ضَيِّقَةٍ مَحْدُودَةٍ دُنْيَا مِنَ الْقَضَاءِ وَالْقَدَرِ الَّتِي يَتَحَكَّمُ فِيهَا الشَّيْطَانُ وَحِزْبُهُ فِي {ظُلُمَاتٍ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ اِذَا اَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا(فَكَيْفَ سَيَصْحُو مِنْ غَفْلَتِهِ كَمَا صَحَا السُّلْطَانُ سُلَيْمَانُ رَحِمَهُ اللهُ مِنْ قَبْلُ فِي حَيَاتِهِ وَبَعْدَ مَمَاتِهِ عَلَى يَدِهِ الَّتِي اَوْصَى اَنْ تَكُونَ مَكْشُوفَةً فِي تَشْيِيعِ جَنَازَتِهِ لِيَرَى النَّاسُ جَمِيعاً اَنَّهَا خَرَجَتْ خَالِيَةَ الْوِفَاضِ مِنْ هَذِهِ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا لَاتَمْلِكُ شَيْئاً: نعم اخي: لَقَدْ تَرَكْتَ الْمَسَاحَةَ الْوَاسِعَةَ الَّتِي لَاحُدُودَ لَهَا مِنْ رَحْمَةِ اللهِ الَّتِي يَتَحَكَّمُ فِيهَا اللهُ ثُمَّ حِزْبُهُ بِمَا اَذِنَ اللهُ لَهُ: نعم اخي: اَنْتَ رَضِيتَ اَنْ يَكُونَ الشَّيْطَانُ هُوَ الْحَاكِمُ عَلَى قَضَائِكَ وَقَدَرِكَ: وَاَنْ يَرْسُمَ لَكَ قَضَاءَكَ وَقَدَرَكَ بِرِيشَةِ الْفَنَّانِ الْمَاهِرِ مُزَخْرِفاً لَكَ مَتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا وَمُبَهْرِجَهَا حَتَّى جَعَلَهَا بِغِوَايَتِهِ الْمُهْلِكَةِ حَبِيبَةً اِلَى قَلْبِكَ بِاَنَانِيَّةٍ وَطَمَعٍ لَايَشْبَعُ وَتَكَالُبٍ عَلَيْهَا وَعَلَى اَمْوَالِهَا حَتَّى اَصْبَحَ قَانُونُ الشَّيْطَانِ هُوَ قَانُونُ الْجُيُوبِ وَالْمَالِ الَّذِي لَو كَانَ لِقَلْبِكَ شَفَتَانِ لَاشْتَهَى اَنْ يُقَبِّلَهُ قَبْلَ اَنْ تُقَبِّلَهُ بِفَمِكَ مُتَجَاهِلاً اَنَّهُ مَهْمَا كَانَ هَذَا الْمَالُ حَبِيباً اِلَى قَلْبِكَ يَنْبَغِي عَلَيْكَ اَنْ تَكُونَ اَشَدَّ حُبّاً لِخَالِقِهِ وَلَكِنَّكَ لَمْ تُؤْمِنْ اِلَّا بِقَانُونِ الْجَيْبَةِ مُتَجَاهِلاً قَوْلَهُ تَعَالَى{وَالَّذِينَ آَمَنُوا اَشَدُّ حُبّاً لِلهِ(وَلِذَلِكَ لَمْ تَرْضَ مِنْ خَالِقِ الْمَالِ وَمَنْ اَنْعَمَ عَلَيْكَ بِهَذَا الْمَالِ اَنْ يَرْسُمَ لَكَ قَضَاءَكَ وَقَدَرَكَ بِغَيْرِ رِيشَةِ الْغِوَايَةِ الشَّيْطَانِيَّةِ: نَعَمْ لَمْ تَرْضَ بِرِيشَة الْغِوَايَة الْاِلَهِيَّةِ الَّتِي تُسَهِّلُ عَلَيْكَ قَدَرَكَ وَتُيَسِّرُهُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى{فَاَمَّا مَنْ اَعْطَى وَاتَّقَى وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى(فَكَانَتِ النَّتِيجَةُ اَنِ انْحَرَفَ مَجْرَى قَدَرِكَ مِنَ الْيُسْرَى اِلَى الْعُسْرَى وَلَمْ تَعُدْ تَنْفَعُكَ نَصِيحَةٌ وَلَامَوْعِظَةٌ اِلَّا مَاشَاءَ اللهُ كَمَا قَالَ نُوحٌ لِقَوْمِه{وَلَايَنْفَعُكُمْ نُصْحِي اِنْ اَرَدْتُّ اَنْ اَنْصَحَ لَكُمْ اِنْ كَانَ اللهُ يُرِيدُ اَنْ يُغْوِيَكُمْ(بِرِيشَةِ الْغِوَايَةِ الشَّيْطَانِيَّةِ الَّتِي خَلَقَهَا كَمَا خَلَقَ شَيْطَانَهَا لِمَاذَا{وَاَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى( لِمَاذَا؟ لِاَنَّهُ اَحَبَّ الْمَالَ بِحُبٍّ شَدِيدٍ: بَلْ هُوَ حُبٌّ اَشَدَّ مِنْ حُبِّهِ لِلهِ بِدَلِيلِ اَنَّهُ لَمْ يَكْتَسِبِ الْمَالَ وَلَمْ يُنْفِقْهُ وِفْقَ مُرَادِ اللهِ فَكَانَتِ النَّتِيجَةُ عَدَمَ الْاِعْجَابِ الْاِلَهِيِّ بِمَا فَكَّرْتَ وَقَدَّرْتَ وَاخْتَرْتَ لِنَفْسِكَ مِنْ شُؤْمِ الْقَدَرِ وَضَيَّعْتَ مِنْ بَرَكَتِهِ{وَلَاتُعْجِبْكَ اَمْوَالُهُمْ وَلَا اَوْلَادُهُمْ اِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُعَذِّبَهُمْ بِهَا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَتَزْهَقَ اَنْفُسُهُمْ وَهُمْ كَافِرُون( نَعَمْ اخي: مَنْحَى خَطِيرٌ جِدّاً يَدْخُلُ عَلَيْكَ فِي تَغْيِيرِ مَجْرَى قَضَائِكَ وَقَدَرِكَ مِنَ الْحَسَنِ اِلَى السَّيّءِ اَوِ الْعَكْسُ تَمَاماً: بَلْ اِنَّنَا اَيُّهَا الْاِخْوَةُ اِنْ اَرَدْنَا اَنْ نُنْصِفَ الْقَدَرَ: فَكُلُّ اِنْسَانٍ لَهُ قَدَرَانِ وَلَيْسَ قَدَراً وَاحِداً فَقَطْ سَوَاءٌ كَانَ هَذَا الْاِنْسَانُ كَافِراً اَوْ مُؤْمِناً: نَعَمْ قَدَرَانِ وَهُمَا مَقْعَدَانِ: مَقْعَدٌ فِي الْجَنَّةِ: وَمَقْعَدٌ فِي النَّارِ:نعم اخي: اَمَامَكَ الْآَنَ كُرْسِيٌّ مُرِيحٌ فِي طَرَفٍ قَدْ يُصْبِحُ مُكَهْرَباً فِي أَيِّ لَحْظَةٍ: وَكُرْسِيٌّ آَخَرُ مُرِيحٌ اَيْضاً قَدْ يَشْتَعِلُ عَلَيْكَ نَاراً لَاتَنْطَفِىءُ وَلَاتَهْدَاُ فِي أَيِّ لَحْظَةٍ: فَقَالَ لَكَ اِنْسَانٌ مَا: عَلَيْكَ اَنْ تَخْتَارَ مَقْعَدَكَ: فَاِمَّا اَنْ تَجْلِسَ عَلَى هَذَا الْكُرْسِيِّ الْمُرِيحِ وَيَاْتِيَكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا بِمَا يُرْضِيكَ وَيُشْبِعُ طَمَعَكَ وَغُرُورَكَ: لَكِنْ قَدْ تَحْتَرِقُ وَتَمُوتُ لَامَحَالَةَ فِي أَيِّ لَحْظَةٍ اِلَى حَيَاةٍ اُخْرَى لَاتَمُوتُ فِيهَا وَلَاتَحْيَا: وَاِمَّا اَنْ تَجْلِسَ عَلَى كُرْسِيٍّ مُرِيحٍ اَدْنَى مِنْهُ مَتَاعاً بِمَا لَايُرْضِيكَ اِلَّا بِقَوْلِهِ تَعَالَى{فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ لَعَلَّكَ تَرْضَى( لَكِنْ قَدْ يُصْبِحُ هَذَا الْكُرْسِيُّ مُكَهْرَباً فِي أَيِّ لَحْظَةٍ وَيَشْتَعِلُ عَلَيْكَ نَاراً تُصْبِحُ لَاحِقاً بَرْداً وَسَلَاماً بِتَوَتُّرٍ صَاعِقٍ عَادِيٍّ تَسْتَطِيعُ اَنْ تَتَحَمَّلَهُ وَهُوَ مِنَ الْبَلَاءِ وَالْمَصَائِبِ{وَشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْاَمْوَالِ وَالْاَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ{وَالْبَاْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَزُلْزِلُوا{وَيُفْتَنُونَ(لَكِنَّكَ رُبَّمَا لَنْ تَسْتَطِيعَ اَنْ تَتَحَمَّلَهُ اِنْ اَتَاكَ بِتَوَتُّرٍ عَالِي صَاعِقٍ مِنَ الْمَصَائِبِ وَالْجِهَادِ بِالنَّفْسِ وَالْمَالِ الَّتِي لَا اَضْمَنُ لَكَ اَنْ تَرْجِعَ مِنْهُمَا بِشَيْءٍ اِلَى هَذِهِ الْحَيَاةِ فَيَقْضِي عَلَيْكَ بِالْمَوْتِ شَهِيداً اِلَى حَيَاةٍ لَنْ تَمُوتَ فِيهَا بَلْ سَتَحْيَا عِيشَةَ السُّعَدَاءَ: نعم اخي: فَهَلِ الْقَدَرُ مَسْؤُولٌ عَنِ اخْتِيَارِكَ اِنْ قَعَدْتَّ عَلَى الْخَازُوقِ: نعم ايها الاخوة: اَحْزَابٌ كَثِيرَةٌ مِنَ الْقَضَاءِ وَالْقَدَرِ فِي اتِّجَاهَاتٍ فِكْرِيَّةٍ مُتَعَدِّدَةٍ: وَكُلُّ اِنْسَانٍ يَرْسُمُ قَضَاءَهُ وَقَدَرَهُ بِطَرِيقَةٍ مُخْتَلِفَةٍ عَنِ الْآَخَرِ: فَتَجِدُ وَاحِداً مِنْهُمْ يَخْتَارُ حِزْبَ اللهِ وَيَرْسُمُ قَضَاءَهُ وَقَدَرَهُ بِشَرِيعَةِ اللهِ الْاِسْلَامِيَّةِ وَمَافِيهَا مِنْ اَوَامِرَ وَنَوَاهِي وَتَكَالِيفَ تُرْضِي اللهَ: وَتَجِدُ آَخَرَ يَرْسُمُ قَضَاءَهُ وَقَدَرَهُ بِطَرِيقَةٍ مُخَالِفَةٍ تُرْضِي بَقِيَّةَ الْاَحْزَابِ: وَلَايَهُمُّهُ مَوْعِدُهُ مِنَ النَّارِ اَوِ الْجَنَّةِ: نعم اخي: لَوْ كُنْتَ فِعْلاً تُرِيدُ مِنَ الْقَضَاءِ وَالْقَدَرِ اَنْ يَتَحَمَّلَ الْمَسْؤُولِيَّةَ عَنْ مَصِيرِكَ الْاَبَدِيِّ لِتَعِيشَ بِسَلَامٍ اَبَدِيٍّ: فَعَلَيْكَ اَنْتَ اَوّلاً اَنْ تَتَحَمَّلَ مَسْؤُولِيَّةَ اخْتِيَارِكَ قَبْلَ اَنْ يَتَحَمَّلَهَا الْقَضَاءُ وَالْقَدَرُعَنْكَ بَعْدَ مَوْتِكَ:فَمَا اَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللهِ وَمَااَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ(فَاِذَا كُنْتَ تُرِيدُ اَنْ يُحَالِفَكَ الْحَظُّ فِي مَسْاَلَةِ الْقَضَاءِ وَالْقَدَرِ فَعَلَيْكَ بِهَذِهِ النَّفْسِ عَلَى ضَوْءِ قَوْلِهِ تَعَالَى{اِنَّ اللهَ لَايُغَيِّرُ مَابِقَوْمٍ(أَيْ لَايُغَيِّرُ قَضَاءَهُمْ وَقَدَرَهُمْ{حَتَّى يُغَيِّرُوا مَابِاَنْفُسِهِمْ( مِنْ ضَعْفِ الثِّقَةِ وَالْيَقِينِ بِاللهِ وَبِشَرِيعَتِهِ الْاِسْلَامِيَّةِ: نعم اخي: اَللهُ تَعَالَى خَيَّرَكَ بَيْنِ خَيْرِهِ وَشَرِّ الشَّيْطَانِ وَالنَّفْسِ الْاَمَّارَةِ بِالسُّوءِ فِي حَيَاةٍ فَانِيَةٍ حَصَادُهَا حَيَاةٌ اَبَدِيَّةٌ اِلَى جَنَّةٍ اَوْ نَارٍ: نعم اخي: وَحِزْبُ الشَّيْطَانِ خَيَّرَكَ بَيْنَ خَيْرِ اللهِ وَشَرِّ الشَّيْطَانِ فِي حَيَاةٍ فَانِيَةٍ حَصَادُهَا الْاَبَدِيُّ لِلْكُفَّارِ اَوِ الْمُؤَقَّتُ لِلْمُوَحِّدِينَ: هُوَ النَّارُ الَّتِي يَخْرُجُ مِنْهَا الْمُوَحِّدُونَ{وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيَّا( نعم اخي: اَلْاَمَانَةُ الَّتِي عَرَضَهَا اللهُ عَلَى السَّمَوَاتِ وَالْاَرْضِ وَالْجِبَالِ فَاَبَيْنَ اَنْ يَحْمِلْنَهَا وَاَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْاِنْسَانُ: اَلَا تَعْنِي لَكَ شَيْئاً: نعم اخي: اِنْ كَانَتْ لَاتَعْنِي لَكَ شَيْئاً فَهِيَ تَعْنِي لِلهِ الْكَثِيرَ: نعم اخي: وَهَذِهِ الْاَمَانَةُ هِيَ حُرِّيَّةُ الِاخْتِيَارِ بَيْنَ الْخَيْرِ وَالشَّرِّ: نعم اخي: كَيْفَ سَتَتَحَقَّقُ هَذِهِ الْاَمَانَةُ بِوُجُودِ الْخَيْرِ وَلَاوُجُودَ لِلشَّرِّ اَبَداً: نعم اخي: اِنْ كَانَ لَاوُجُودَ لِلشَّرِّ اَبَداً: فَحُرِّيَّةُ الِاخْتِيَارِ تَكُونُ بَيْنَ الْخَيْرِ وَبَيْنَ مَاذَا مِنْ غَيْرِهِ مِنَ الْاَشْيَاءِ: نعم اخي: هَلْ يَلِيقُ بِجَلَالِهِ سُبْحَانَهُ اَنْ يَعْرِضَ عَلَى مَخْلُوقَاتِهِ اَمَانَةً هَزْلِيَّةً فِيهَا حُرِّيَّةُ اخْتِيَارٍ هَزْلِيَّةٌ عَبَثِيَّةٌ حَاشَاهُ سُبْحَانَهُ: نعم اخي: هَلْ تَلِيقُ هَذِهِ الْمَهْزَلَةُ بِجَلَالِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى: نعم اخي: وَلِذَلِكَ خَلَقَ الشَّرَّ سُبْحَانَهُ: نعم اخي: مِنْ اَيْنَ سَيَاْتِي بِالشَّرِّ اِنْ لَمْ يَكُنْ فِي قَدَرِهِ شَرٌّ: نعم اخي: مِنْ اَيْنَ سَيَاْتِي بِالشَّرِّ اِنْ كَانَ قَضَاؤُهُ وَقَدَرُهُ كُلُّهُ خَيْرٌ: هَلْ يَاْتِي بِالشَّرِّ مِنْ اِلَهٍ آَخَرَ: تَعَالَى اللهُ عَمَّا يَقُولُ الظَّالِمُونَ لِقَضَاءِ اللهِ وَقَدَرِهِ عُلُوّاً كَبِيراً: نَعَمْ هَؤُلَاءِ الظَّالِمُونَ الَّذِينَ لَايَعْشَقُونَ دِيناً اِلَّا اِذَا كَانَ يُنَادِي بِدُنْيَا كُلَّهَا يُسْرٌ: لَكِنَّهُمْ لَمْ يُدْرِكُوا اَنَّ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا يُسْرٌ وَعُسْرٌ مَعاً: ونترك القلم الآن لمشايخنا المعارضين قائلين: نَشْكُرُ لِبَشَّارَ وَلِجُحُوشِ التَّكْفِيرِ مِنْ آَلِ السَّيِّدِ دَعْوَتَهُمْ اِلَى عَدَمِ تَشْطِيحِ الْعَقْلِ الْبَشَرِيِّ فِي فَهْمِ الْقُرْآَن ِالْكَرِيمِ وَاَنْ يَكُونَ بَعِيداً عَنْ شَطَحَاتِ الْمُتَصَوِّفَةِ وَالشِّيعَةِ الْبَاطِنِيَّةِ وَالْاِمَامِيَّةِ وَالنَّصْرَانِيَّةِ وَالَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ اَسْفَاراً بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِ اللهِ وَلَمْ يُعْجِبْهُمْ مَافِيهَا مِنْ اِرْهَابٍ فِي مَوْضِعِهِ الصَّحِيحِ الَّذِي اَرَادَهُ اللهُ وَمِنْ تَكْفِيرٍ فِي مَوْضِعِهِ الصَّحِيحِ الَّذِي اَرَادَهُ اللهُ اَيْضاً فَحَمَّلُوا الْقُرْآَنَ مَسْؤُولِيَّةَ الْاِرْهَابِ وَالتَّكْفِيرِ فِي مَوْضِعٍ غَيْرِ صَحِيحٍ مَا اَرَادَهُ اللهُ فَتَوَرَّطَ بِهِ الْجَاهِلُونَ الْجُحُوشُ الْحَمِيرُ مِنَ النَّاسِ الَّذِينَ لَمْ يَتَعَلَّمُوا اِلَّا نُوراً بَاهِتاً ضَعِيفاً مَطْمُوساً مِنَ الْاِسْلَامِ بِالشُّبُهَاتِ؟ لِاَنَّهُمْ لَايُعْطُونَ آَذَانَهُمْ اِلَّا لِاَعْدَاءِ الْاِسْلَامِ الْحَرِيصِينَ دَائِماً عَلَى نُزُولِ اَسْهُمِ الْاِسْلَامِ اِلَى الْحَضِيضِ فِي جَمِيعِ اَنْحَاءِ الْعَالَمِ فَطَمَسَ اللهُ عَلَى اَعْيُنِهِمْ وَقُلُوبِهِمْ وَعُقُولِهِمْ وَجَعَلَ عَلَى قُلُوبِهِمْ اَقْفَالاً{وَقَالُوا رَبَّنَا اِنَّا اَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا(الَّذِينَ يَكْرَهُونَ الْاِسْلَامَ بِمَا فِيهِ مِنْ سَمَاحَةٍ وَعَدْلٍ وَاِحْسَانٍ{فَاَضَلُّونَا السَّبِيلَا): نعم ايها الاخوة: آَيَةُ الرَّجْمِ حَتَّى الْمَوْتِ هِيَ عُقُوبَةٌ مَعْرُوفَةٌ حَدّاً لِلْخِيَانَةِ الزَّوْجِيَّةِ: وَعَبَثاً حَاوَلَ الْيَهُودُ اِخْفَاءَهَا فِي التَّوْرَاةِ اِلَى اَنْ فَضَحَ اللهُ اَمْرَهُمْ: وَلَمَّا شَعَرُوا اَنْ لَافَائِدَةَ مِنْ اِخْفَائِهَا حَرَّفُوهَا عَنْ مَوْضِعِهَا الَّذِي اَرَادَهُ اللهُ مِنَ الرَّجْمِ بِحُجَّةِ اَنَّهَا آَيَةٌ اِرْهَابِيَّةٌ قَاسِيَةٌ يُمْكِنُ اَنْ تُؤَدِّيَ اِلَى اِبَادَةِ الشَّعْبِ الْيَهُودِيِّ مِنْ كَثْرَةِ الْخِيَانَةِ الزَّوْجِيَّةِ الَّتِي كَانَتْ تَحْصَلُ فِيهِمْ فَفَسَّرُوهَا بِالْجَلْدِ وَالتَّحْمِيمِ وَرُكُوبِ الْحِمَارِ بِالْمَقْلُوبِ فَاسْتَهْزَؤُوا بِآَيَاتِ اللهِ بِهَذَا التَّفْسِيرِ كَمَا اسْتَهْزَؤُوا بِوَعِيدِ اللهِ فِي قَوْلِهِمْ{وَقَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ اِلَّا اَيَّاماً مَعْدُودَة( وَهَذَا الِاسْتِهْزَاءُ بِآَيَاتِ اللهِ وَوَعِيدِهِ وَتَخْوِيفِهِ وَاِرْهَابُ شَدِيدِ الْعِقَابِ سُبْحَانَهُ فِي تَهْدِيدِهِ وَاِهْلَاكِهِ لِلْاُمَمِ السَّابِقَةِ وَاللَّاحِقَةِ: هُوَ بِالضَّبْطِ هَذَا الْفَهْمُ الَّذِي عَنَاهُ بَشَّارُ وَمَنْ عَلَى شَاكِلَتِهِ مِنْ اَمْثَال اِسْلَامِ الْبِحِيرِي وَالَّذِي يَدْعُو اِلَى عَدَمِ تَسْطِيحِ الْعَقْلِ الْبَشَرِيِّ فِي فَهْمِ الْقُرْآَنِ الْكَرِيمِ بِفَهْمٍ سَطْحِيٍّ يَصْعَدُ عَلَى سَطْحِ الْبَيْتِ وَلَايَغُوصُ فِي بَاطِنِ الْبَيْتِ بِفَهْمٍ شِيعِيٍّ بَاطِنِيٍّ نُصَيْرِيٍّ اَوْ دُرْزِيٍّ اَوْ اِسْمَاعِيلِيٍّ اَوْ اِمَامِيٍّ خَبِيثٍ بِاَجْمَعِهِ مُتَجَاهِلاً لِفَهْمِ شَرِيحَةٍ كَبِيرَةٍ مِنَ النَّاسِ مِنْ اَهْلِ السُّنَّةِ مَعَ عَدَمِ احْتِرَامٍ لَهُمْ وَلِاَفْهَامِهِمْ وَاَنَّهُمْ عُلَمَاءُ الْعَامَّةِ كَمَا يَقُولُ الشِّيعَةُ الْاِمَامِيَّةُ وَخَسِؤُوا اَنْ يَكُونُوا وَلَوْ نُقْطَةً صَغِيرَةً فِي بَحْرِ عُلُومِهِمُ الَّتِي لَاتَنْتَهِي اِلَّا اِلَى بَحْرِ خَالِقِهَا فَتَنْفَدُ وَلَاتَنْفَدُ عُلُومُ خَالِقِهَا وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ سُبْحَانَهُ: بَلْ فِي كُلِّ الْمَجَالَاتِ اَبْدَعَ الْعَرَبُ الْمُسْلِمُونَ حَتَّى جَعَلُوا حَضَارَاتِ الْعَالَمِ مَدِينَةً لَهُمْ وَلِفَضْلِهِمْ حِينَمَا جَعَلُوهَا تُمْسِكُ بِطَرَفِ الْخَيْطِ مُنْطَلِقِينَ بِهَا اِلَى الْحَضَارَةِ الْكُبْرَى فِي جَمِيعِ الْعُلُومِ: نعم ايها الاخوة: وَحَتَّى الَّذِينَ يَعْتَبِرُونَهُمْ اَعْدَاءً لِاَهْلِ الْبَيْتِ اَنْشَؤُوا فِي الْاَنْدَلُسِ حَضَارَةً لَايُمْكِنُ لِاَعْدَى اَعْدَائِهَا اَنْ يُخْفِيَ اِعْجَابَهُ بِهَا: وَلِذَلِكَ بَشَّارُ وَمَنْ عَلَى شَاكِلَتِهِ هُمْ مِنْ اَهْلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{وَنُخَوِّفُهُمْ فَمَا يَزِيدُهُمْ اِلَّا طُغْيَاناً كَبِيرَاً(بِهَذَا الِاسْتِهْزَاءِ وَالْقَتْلِ وَالتَّدْمِيرِ وَالتَّنْكِيلِ بِالْاَبْرِيَاءِ مِنَ النَّاسِ{اِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآَيَاتِنَا(كُفْرَ اسْتِهْزَاءٍ اَوْ جُحُودٍ اَوْ مُكَابَرَةٍ اَوْ عَنَادٍ اَوْ رَدٍّ لِلْاَوَامِرِ وَالنَّوَاهِي عَلَى الْآَمِرِ وَالنَّاهِي سُبْحَانَهُ اَوْ اِصْرَارٍ عَلَى تَقْدِيمِ رَاْيِهِمْ عَلَى شَرْعِ اللهِ بَيْنَ يَدَيِ اللهِ وَرَسُولِهِ{ سَوْفَ نُصْلِيهِمْ نَاراً كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُوداً غَيْرَهَا لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ(بِمِقْدَارِ مَا عَذَّبُوا وَقَتَلُوا وَسَجَنُوا وَشَرّدُوا وَلَوَّعُوا وَاَمْرَضُوا وَاَبْرَدُوا وَجَوَّعُوا وَعَطَّشُوا وَعَرَّوْا وَاَثْكَلُوا مِنَ النَّاسِ اِلَّا اِذَا تَابُوا:وَنَحْنُ لَانَقُولُ هَذَا مِنْ عِنْدِنَا بَلْ مِنْ كَلَامِ اللهِ فِي سُورَةِ الْفُرْقَانِ الَّتِي فَتَحَتْ بَاباً عَظِيماً مِنَ الْاَمَلِ وَالرَّجَاءِ وَالتَّوْبَةِ لِلْقَاتِلِ وَالزَّانِي وَالْمُشْرِكِ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى{اِلَّا مَنْ تَابَ وَآَمَنَ وَعَمِلَ عَملاً صَالِحاً فَاُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللهُ سَيِّآَتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللهُ غَفُوراً رَحِيمَا(وَكَلِمَةُ كَانَ: فِعْلٌ مَاضِيٌّ نَاقِصٌ: وَاللهُ تَعَالَى لَايَخْضَعُ لِلْمَاضِي النَّاقِصِ وَلَا لِلْمَاضِي التَّامِّ وَلَا لِلْحَاضِرِالنَّاقِصِ وَلَا لِلْحَاضِرِ التَّامِّ الْمُسْتَمِرِّ وَلَا لِلْمُسْتَقْبَلِ النَّاقِصِ وَلَا لِلْمُسْتَقْبَلِ التَّامِّ بَلِ الْكُلُّ عِنْدَهُ سَوَاءٌ: بِمَعْنَى اَنَّهُ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ وَيَغْفُرُ وَيَرْحَمُ فِي كُلِّ وَقْتٍ وَحِينٍ فِي الْمَاضِي وَالْحَاضِرِ وَالْمُسْتَقْبَلِ: وَنَتَحَدَّاكُمْ اَيُّهَا الْاِخْوَةُ اِنْ كَانَ بَشَّارُ اَوْ حَسَنْ نَصْرُ الْمُتْعَةِ ابْنُ اَبِيهِ اَوِ الْخَامِنْئِيُّ اَوْ بُوتِينُ اَوِ تَرَمْبُ اَوْ نَتَنْيَاهُو يَفْهَمُونَ شَيْئاً مِنْ مَسَائِلِ التَّكْفِيرِ وَخَاصَّةً اَعْقَدُ مَسْاَلَةٍ فِقْهِيَّةٍ وَهِيَ مَسْاَلَةُ كُفْرِ تَارِكِ الصَّلَاة: وَمَازَالَ التَّحَدِّي قَائِماً اِلَى الْآَنَ: وَلَنْ نُطْفِىءَ شَرَارَةَ هَذِهِ الثَّوْرَةِ حَتَّى نَتَاَكَّدَ مِنْ اَنَّهُمْ يَفْهَمُونَها جَيِّداً: وَعَلَى وَسَائِلِ الْاِعْلَامِ الْاَجْنَبِيَّةِ اَنْ تُنَاقِشَ هَؤُلَاءِ لِنَرَى اِنْ كَانُوا يَفْهَمُونَ دِينَهُمْ جَيِّداً: فَمَازَالُوا اِلَى الْآَنَ يُقَاتِلُونَنَا وَيَقْتُلُونَنَا عَنْ جَهْلٍ وَلَايَدْرُونَ مَاذَا يَفْعَلُونَ: فَاِنْ اَوْضَحُوا لَنَا لِمَاذَا يُقَاتِلُونَنَا بِدَلِيلٍ شَرْعِيٍّ مُقْنِعٍ: فَسَنَكُفُّ عَنْ قِتَالِهِمْ: وَاِلَّا نَحْنُ مُسْتَمِرُّونَ بِقِتَالِ الْجُهَّالِ: وَلَاعُذْرَ لِجَاهِلٍ فِي دِيَارِ الْاِسْلَامِ بِوُجُودِ حَسُّونَ وَبُلْبُلِ الْقُرْآَنِ وَالتَّرَاوِيحِ فِي رَمَضَانَ (مُحَمَّدٌ السَّيِّدُ( الَّذِي لَمْ نَشْعُرْ بِالْخُشُوعِ فِي الصَّلَاةِ اِلَّا بَعْدَ اسْتِمَاعِنَا اِلَى قِرَاءَتِهِ السَّرِيعَةِ كَالنَّقْرِ السَّرِيعِ لِلدِّيكِ وَالدَّجَاجَة: هَلْ شَعَرْتُمْ اَيُّهَا الْاِخْوَةُ مِنْ هَؤُلَاءِ الْحُثَالَةِ الْاَوْغَادِ الْاَقْذَارِ الَّذِينَ يَتَّهِمُونَ النَّاسَ بِالتَّطَرُّفِ وَالْاِرْهَابِ وَالتَّكْفِيرِ دَائِماً بِتُهَمٍ جَاهِزَةٍ وَوَجَبَاتٍ سَرِيعَةٍ تُرْضِي اَعْدَاءَ الْاِسْلَامِ لِتَفْتَحَ شَهِيَّتَهُمْ عَلَى الْكَيْدِ لِلْاِسْلَامِ اَكْثَرَ فَاَكْثَرَ:نعم ايها الاخوة: هَؤُلَاءِ الْحُثَالَةُ الْاَقْذَارُ الَّذِينَ يَزْعُمُونَ اَنَّهُمْ يَغَارُونَ عَلَى حُقُوقِ الْاِنْسَانِ وَهُمْ اَعْدَى اَعْدَاءِ الْاِنْسَانِ اَرَادُوا الْعُلُوَّ فِي الْاَرْضِ وَالْفَسَادَ فِيهَا: نَسْاَلُ اللهَ اَنْ يُسَلِّطَ عَلَيْهِمْ مَنْ يُخْرِسُهُمْ: نَسْاَلُ اللهَ اَنْ يُسَلِّطَ عَلَيْهِمْ اَمْرَاضاً فِي اَلْسِنَتِهِمْ الْقَذِرَةِ لَايَشْفِيهِمْ مِنْهَا لِفَتْرَةٍ طَوِيلَةٍ اِلَى اَنْ يَعْرِفُوا اَنَّ اللهَ حَقّ: فَهَلْ شَعَرْتُمْ اَيُّهَا الْاِخْوَةُ اَنَّهُمْ اَرَادُوا يَوْماً مِنَ الْاَيَّامِ اَنْ يُعَالِجُوا غُلُوَّ التَّطَرُّفِ بِتَوْعِيَةِ النَّاسِ وَاِيقَاظِهِمْ مِنْ غَفْلَتِهِمْ:هَلْ اَقَامُوا دَوْرَاتٍ تَدْرِيبِيَّةٍ مِنْ اَجْلِ تَعْلِيمِ النَّاسِ مَسَائِلَ التَّطَرُّفِ وَالتَّكْفِيرِ وَالْاِرْهَابِ عَلَى مُرَادِ اللهِ وَعَلَى غَيْرِ مُرَادِ اللهِ: هَلْ تَعَلَّمُوا مِنَ الشَّاعِرِ الْحَكِيمِ قَوْلَهُ: عَرَفْتُ الشَّرَّ لَا مِنْ اَجْلِ الشَّرِّ وَلَكِنْ لِاَتَّقِيهِ: مَنْ لَمْ يَعْرِفِ الشَّرَّ وَقَعَ فِيهِ: مَعَاذَ اللهِ اَنْ يَفْعَلُوا ذَلِكَ اَيُّهَا الْاِخْوَةُ لِمَاذَا؟ لِاَنَّ تَوْعِيَةَ النَّاسِ تَقْضِي عَلَى عَدُوٍّ وَلَوْ وَهْمِيٍّ وَهُوَ الْاِسْلَامُ يُرِيدُ اَعْدَاءُ اللهِ دَائِماً اَنْ يَضَعُوهُ نُصْبَ اَعْيُنِهِمْ عَلَى اَنَّهُ عَدُوٌّ لِيَقْبَضُوا الْاَمْوَالَ الْحَرَامَ وَيَسْتَمِرُّوا بِهَا مُنْفِقِينَ مِنْ اَجْلِ الصَّدِّ عَنْ سَبِيلِ اللهِ{فَسَيُنْفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً(لِاَنَّهُمْ تَرَكُوا عَدَاوَةَ الشَّيْطَانِ الَّذِي لَمْ يَتَفَضَّلْ عَلَيْهِمْ بِشَيْءٍ مِنَ النِّعَمِ الَّتِي لَاتُعَدُّ وَلَاتُحْصَى بَلْ يُرِيدُ اَنْ يَكْفُرُوا بِهَا وَبِمَنْ اَعْطَاهُمْ اِيَّاهَا وَيَجْحَدُوهُ وَيَجْحَدُوهَا ليَسْلُبَهَا مِنْهُمْ: فَكَانَتْ هَذِهِ هِيَ مُكَافَاَةُ الشَّيْطَانِ مِنْ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لَهُ عَلَى عَدَاوَتِهِ وَحَسَدِهِ لِبَنِي آَدَمَ: وَاَمَّا الرَّحْمَنُ فَاِنَّهُ لَايُعَادِي عَنْ حَسَدٍ وَاِنَّمَا عَنْ غِيرَةٍ عَلَى الضُّعَفَاءِ الْمَظْلُومِينَ مِنْ خَلْقِهِ: فَمَاذَا كَانَتْ مُكَافَاَتُهُ: نعم ايها الاخوة: عَادَوْا مَنْ خَلَقَهُمْ وَتَفَضَّلَ عَلَيْهِمْ بِنِعَمٍ لَاتُعَدُّ وَلَاتُحْصَى وَيُرِيدُ اَنْ يَزِيدَهُمْ{لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَاَزِيدَنَّكُمْ( وَاَعْطَاهُمُ الْفُرْصَةَ بَعْدَ الْفُرْصَةَ لِلْعَوْدَةِ اِلَى اَحْضَانِ رَحْمَتِهِ الَّتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ وَلَكِنَّهُمْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا بَلِ اسْتَجَابُوا لِشَيْطَانٍ اَعْطَاهُ اللهُ فُرْصَةً اَطْوَلَ مِنْ فُرْصَتِهِمْ اِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ وَلَمْ يَرْحَمْ نَفْسَهُ فَكَيْفَ سَيَرْحَمُهُمْ فَبَقِيَ مُعَانِداً لِلْقَضَاءِ وَالْقَدَرِ وَلِلَّذِي خَلَقَهُمَا وَلَمْ يَعُدْ اِلَى اَحْضَانِ رَحْمَةِ اللهِ وَلَمْ يَعُدِ الْمُعَانِدُونَ الْمُتَعَنِّتُونَ هُمْ اَيْضاً فَبِئْسَ الْقَدَرُ الْمُعَانِدُ الْمُتَعَنِّتُ الَّذِي اخْتَارُوهُ لِاَنْفُسِهِمْ مُعَانِدِينَ لِلهِ الَّذِي لَمْ يَخْتَرْهُ لَهُمْ وَلَكِنَّهُ عَانَدَ عَنَادَهُمْ بِعَنَادِ رَحْمَتِهِ الَّتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ وَغَلَبَتْ غَضَبَهُ وَبِعَنَادِ التَّوْبَةِ لَهُ سبحانه وَالِاسْتِغْفَارِ مَهْمَا حَصَلَ مَعَهُمْ مِنْ صَغَائِرَ وَكَبَائِرَ وَخَطَايَا وَسَيِّآَتٍ وَذُنُوبٍ وَمُوبِقَاتٍ فَلَايَمْنَعُهُمْ ذَلِكَ كُلُّهُ مِنَ التَّوْبَةِ وَالِاسْتِغْفَارِ عَمَلاً بِقَوْلِهِ تَعَالَى{وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَافَعَلُوا{وَلَاتَمُوتُنَّ اِلَّا وَاَنْتُمْ مُسْلِمُونَ(وَمَعَ ذَلِكَ وَبَعْدَ كُلِّ هَذِهِ التَّسْهِيلَاتِ وَالتَّنَازُلَاتِ الرَّبَّانِيَّةِ اَصَرُّوا وَعَانَدُوا وَرَفَضُوا وَنَبَذُوا وَاسْتَكْبَرُوا {وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا اَنْفُسُهُمْ ظُلْماً وَعُلُوّاً(فَهَلْ قَدَّمَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ شَيْئاً مِنْ هَذِهِ التَّنَازُلَاتِ الرَّبَّانِيَّةِ وَالتَّسْهِيلَاتِ وَهُوَ يَخُوضُ بِهِمْ فِي بَحْرٍ لُجِّيٍّ عَمِيقٍ لَانِهَايَةَ لَهُ مِنْ عَذَابِ الْاِبَاحِيَّةِ وَالْاَمْوَالِ الْحَرَامِ وَالْاَوْلَادِ الْعَاقِّينَ الَّذِينَ لَمْ يُحْسِنُوا تَرْبِيَتَهُمْ اِلَّا عَلَى مَنَاهِجِ الشَّيَاطِين: وَهَلْ سَيَسْمَحُ اللهُ لِشيْطَانٍ مَخْلُوقٍ عَبَدُوهُ مِنْ دُونِ اللهِ الْخَالِقِ: وَالْمَخْلُوقُ مَهْمَا يَكُنْ مِنْ اَمْرِهِ يَبْقَى اَدْنَى مِنَ الْخَالِقِ: هَلْ سَيَسْمَحُ اللهُ لِاُلُوهِيَّةِ هَذَا الشَّيْطَانِ الْمَزْعُومَةِ الزَّائِفَةِ اَنْ تُسْعِدَهُمْ بِهَذِهِ الْاَمْوَالِ وَالْاَوْلَادِ: اَمْ سَيَتَحَكَّمُ هُوَ سُبْحَانَهُ بِاُلُوهِيَّتِهِ الْعَادِلَةِ جَزَاءً وِفَاقاً لَهُمْ عَلَى اسْتِجَابَتِهِمْ لِلشَّيْطَانِ وَعَدَمِ اسْتِجَابَتِهِمْ لِلرَّحْمَنِ وَنَبْذِهِمْ لَهُ وَلِاَوَامِرِهِ بِاحْتِقَار: هَذَا مَاسَيُجِيبُنَا عَنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى{وَلَاتُعْجِبْكَ اَمْوَالُهُمْ وَلَا اَوْلَادُهُمْ اِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُعَذِّبَهُمْ بِهَا فِي الدُّنْيَا وَتَزْهَقَ اَنْفُسُهُمْ وَهُمْ كَافِرُون(نَعَمْ لَقَدْ سَمَحُوا لِلشَّيْطَانِ اَنْ يُشَارِكَهُمْ فِي كُلِّ شَيْءٍ مِنْ اَمْوَالِهِمْ وَاَوْلَادِهِمْ وَاَنْ يَتَدَخَّلَ فِي الصَّغِيرَةِ وَالْكَبِيرَةِ مِنْ شُؤُونِهِمْ وَشُؤُونِ اَوْلَادِهِمْ وَاَمْوَالِهِمْ: وَلَكِنَّهُمْ لَمْ يَسْمَحُوا لِلهِ وَلَالِشَرْعِهِ بِذَلِكَ كُلِّهِ: بَلْ وَصَفُوهُ بِاَنَّهُ شَرْعٌ اِرْهَابِيٌّ غَيْرُ صَالِحٍ لِكُلِّ زَمَانٍ وَمَكَانٍ: وَاللهُ تَعَالَى اَمَرَ الْمُؤْمِنينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ اَيْضاً فِي كُلِّ زَمَانٍ وَمَكَانٍ اَنْ يَتَدَخَّلُوا فِي الصَّغِيرَةِ وَالْكَبِيرَةِ مِنْ شُؤُونِهِمْ وَشُؤُونِ غَيْرِهِمْ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى{وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ اَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَاْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ(وَلَكِنَّ هَؤُلَاءِ اَبَوْا اِلَّا اَنْ يَكُونُوا اَوْلِيَاءَ لِلشَّيْطَانِ وَحِزْبِهِ فَبِئْسَ الْمَصِير: وَلِذَلِكَ جَاءَ قَوْلُهُ تَعَالَى{فَسَيُنْفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُوا اِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ(اِلَّا مَنْ تَابَ مِنْ هَؤُلَاءِ وَعَمِلَ الصّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَا كَفْرَانَ لِسَعْيِه وَلَوْ كَانَ كَافِراً قَبْلَ اَنْ يُسْلِم: بعد ذلك ايها الاخوة: وَنَحْنُ نَتَجَوَّلُ يَوْمِيّاً فِي السَّاحَةِ فِي طَرْطُوسَ وَهِيَ مِنْطَقَةٌ اَثَرِيَّةٌ عَالِيَةُ الْجَوْدَةِ الْاَثَرِيَّةِ: نَرَى مُتَطَوِّعِينَ يَقُومُونَ بِتَنْظِيفِهَا وَهِيَ لَيْسَتْ بِحَاجَةٍ اِلَى نَظَافَةٍ: فِي الْوَقْتِ الَّذِي نَرَى فِيهِ الْحَشَائِشَ الطَّوِيلَةَ الْمُنْتَشِرَةَ بِكَثَافَةٍ عَلَى شَاطِىءِ الْبَحْرِ قُرْبَ مَفْرَقِ جَزِيرَةِ اَرْوَادَ: وَلَايَقُومُونَ بِنَبْرِهَا وَلَا اِزَالَتِهَا لِلتَّخَلُّصِ مِنْ عَشَرَاتِ الْجِرْذَانِ الَّتِي تَسْرَحُ وَتَمْرَحُ فِيهَا وَتَجِدُ الْمَاْوَى الْجَيِّدَ لِنَقْلِ الْاَمْرَاضِ اِلَى الْمُحَافَظَةِ وَاَخْطَرُهَا الطَّاعُونُ: فَلَابَارَكَ اللهُ فِي كُلِّ اِنْسَانٍ مُسَرْسَبٍ يُبَالِغُ بِالنَّظَافَةِ فِي مَكَانٍ وَلَايُعْطِي النَّظَافَةَ حَقَّهَا فِي مَكَانٍ آَخَرَ: ونعتذر على الاطالة: فلابد منها احيانا لنضع النقاط على الحروف: وآخر دعوانا اَنِ الحمد لله رب العالمين
رحيق مختوم
مشاهدة ملفه الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى رحيق مختوم
البحث عن المشاركات التي كتبها رحيق مختوم
«
الموضوع السابق
|
الموضوع التالي
»
مواقع النشر (المفضلة)
Facebook
Twitter
Linkedin
Google
الكلمات الدلالية (Tags)
السر
,
يعرف
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1
( الأعضاء 0 والزوار 1)
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
أرسل هذا الموضوع إلى صديق
انواع عرض الموضوع
العرض العادي
الانتقال إلى العرض المتطور
الانتقال إلى العرض الشجري
تعليمات المشاركة
لا تستطيع
إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع
الرد على المواضيع
لا تستطيع
إرفاق ملفات
لا تستطيع
تعديل مشاركاتك
الابتسامات
متاحة
كود [IMG]
متاحة
كود HTML
معطلة
رجاءً إختر واحد:
لوحة تحكم العضو
الرسائل الخاصة
الاشتراكات
المتواجدون الآن
البحث في المنتدى
الصفحة الرئيسية للمنتدى
----------------------------------
مسلم أون لاين العـــام
قسم الترحيب والإجتماعيات
قسم إستطلاعــات الــراي
قسم الحوار والنقاش العــام
قسم الأشخاص ذوي الإعاقة
قسم الصور والخلفيات النادرة
مسلم أون لاين الأخباري
قسم الأخبار السياسية
قسم الأخبار الأقتصادية
قسم الأخبار الإجتماعية
قسم الأخبار الرياضية
مسلم أون لاين الإســلامي
يا باغي الخير أقبل (القسم الرمضاني)
قسم الحــج والعمــرة
قسم الإســلامي العام
قسم العلوم الإسلامية
القرأن الكريم وعلومه
الحديث الشريف وعلومه
التوحيد والعقيدة الإسلامية
الفقه الإسلامــي وأصوله
السيرة والتاريخ الإسلامي
أعلام أهل السنة والجماعة
الفتاوى الشرعية
قسم الصوتيــات والمرئيــات
تسجيلات القرأن الكريم
الصوتيات الإسلامـية
المرئيات الإسلامـية
الإبتهالات والأناشيد الإسلامـية
قسم الكتب والإسطوانات
قسم العلوم المتخصصة
الإعجاز في القرآن والسنة
الرقية الشرعية
العلاج بالأعشاب والطب البديل
قسم حوار الأديان
الحوار مع الشيعة
الرد على إفتراءات النصارى
الرد على الفرق الضالة
شبهات حول القرأن والسنة
مسلم أون لاين للأسرة والمجتمع
قسم الاسرة والحياة الزوجية
قسم واحة حــواء
صحة وعناية حــواء
الملابس والإكسيسورات
الديكور والأثاث والأعمال اليدوية
فنون المطبخ والمأكولات
قسم واحـــة ادم
قسم الأمومة والطفولة
مسلم أون لاين الثقافــي
قسم السياحة حول العالم
قسم التاريخ والحضارات
قسم مــــا وراء الطبيعة
قسم بنـــك المعلومــات
مسلم أون لاين للتدريب والتعليم
قسم التنمية البشرية وتطوير الذات
قسم الإرشاد والصحة النفسية
قسم التسويق والتجارة الإلكترونية
قسم الكورسـات المحلية والدولـية
قسم الوظائف الخالــــية
قسم الأكاديمية التعليمية
المرحلة الإبتدائية
المرحلة الإعدادية
المرحلة الثانوية
مسلم أون لاين للتكنولوجيـــا
قسم البرامج وملحقاتها
قسم برامج المكفوفين
قسم الجــوال وملحقاته
قسم الجرافيك وملحقاته
قسم تطوير المواقع والمنتديات
قسم الإستايلات والمجــــالات
مسلم أون لاين للغـــات
قسم اللغة العــربــية
English Forum
مسلم أون لاين الإداري
قسم الاقتراحات والشكاوى
قسم تحت النظر
قسم المواضيع المحذوفة والمكرره والمخالفة
الساعة الآن
04:33 PM
.
Powered by vBulletin® Version v3.8.8
Copyright ©2000 - 2024, by
Sherif Youssef
ما يطرح بالمنتدى لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وإنما تعبر عن وجهة نظر كاتبها أو قائلها
الاتصال بنا
-
شبكة مسلم أون لاين
-
الأرشيف
-
تصميم -
آليكسا