هل تعتقدين بأنّ الشّخير المتصاعد من غرفة نوم طفلكِ هو دليلٌ موثوقٌ على أنّ صغيركِ يغطّ في نومٍ عميق؟ فكّري بالأمر ثانيةً.
إن كان طفلكِ يعاني من الزكام أو نزلة برد، فلا بأس بأن يشخر قليلاً بين الحين والآخر. ولكن، متى علا شخيره عن حدّه وأضحى متواصلاً، فلا شكّ بأنّ جسمه الصغير سيستيقظ من سباته ويمنعه من مواصلة نومه والاسترخاء، على حد تعبير أحد الخبراء المتخصصين في طب الأطفال في المركز الطبي الوطني في واشنطن.
ولا تتوقف مخاطر شخير الأطفال المتواصل عند النوم المتقطّع والنهوض باكراً. فقد أكّدت دراسة حديثة بأنّ الأطفال الذين يشخرون أو يعانون من اضطراب الانقطاع النفسي (Sleep Apnea) أو يتنفسون من أفواههم، هم الأكثر عرضةً للمشاكل الاجتماعية والعاطفية والاضطرابات المسلكية، على غرار العدائية وصعوبة التواصل والتأقلم مع الآخرين.
وفي بعض الحالات، يختلط الأمر على الأطباء ويُخطئون في تشخيص اضطراب النوم الناتج عن مشكلة تنفسية أو بالأحرى عن البدانة أو اتساع في اللوزتين أو اللحمية، ويشبّهونه باضطراب فرط الحركة وقصور الانتباه (ADHD)، بناءً على الأعراض التي تظهر على الأطفال وتتراوح بين التعب والعناد والعدائية والصعوبة في التركيز على الدراسة، إلخ.
وفيما قد تشعرين برغبةٍ قويةٍ في إبقاء طفلكِ مستيقظاً لوقتٍ متأخر حتى يتسنّى لكما تمضية الوقت معاً وتوطيد علاقتكما، إلا أنّ الخبراء ينصحونكِ بالتخلي عن هذه الرغبة ومحاولة النهوض باكراً للتقرّب أكثر من طفلك
فحصول صغيركِ على قدرٍ وافٍ من الراحة هو أمر مهم لنمو دماغه. ولمساعدته في تحقيق ذلك، تدعوكِ"عائلتي" لأن تجنّبيه الجلوس أمام التلفاز أو أي أداة تكنولوجية أخرى مزوّدة بشاشة قبل ساعة تقريباً من وقت النوم، وتحمّميه بالماء الفاتر وتقرأي له قصةً جميلةً من اختياره. وسيُفيدكِ بأن تحاولي ما في وسعكِ إعداد طفلك للنوم في الوقت نفسه من كل مساء!