بحر هذا الأسبوع يحتفل العالم الإسلامي بعيد الأضحى المبارك ، هو يوم له دلالاته الخاصة عند كافة مسلمي العالم غير أن الأمر يختلف قليلا لمسلمي العراق ، ففور كل مناسبة عيد اضحى يستحضرون و نستحضر جميعا ذكرى إعدام الرئيس العراقي السابق صدام حسين و الذي استفقنا ذات فجر من سنة 2006 لنحتفل نحن بنحر الأضاحي فيما احتفل البعض بقتل صدام في نفس المناسبة.
تحل إذن هذا الأحد الذكرى الثامنة لإعدام صدام الرئيس العربي الوحيد الذي سبق له و أن ضرب إسرائيل بالصواريخ و الذي دفح حياته ثمنا لتحدي الغرب ، حظي بمحاكمة علنية دافع فيها عن نفسه و هاجم فيها المحتلين و عملاءهم من العراقيين، و وقف ثابتا أمام الاتهامات التي ساقها الموظفون الذين كلفهم الاحتلال الأمريكي بمحاكمته، صال و جال و هو يناقش القاضي و النائب العام و يدافع عن نفسه كرئيس للعراق، و انتهت فصول المحاكمة الصورية و دقت ساعة الحقيقة و قدم إلى منصة الإعدام لتظهر الصور المسربة قوته و صلابته و هو يواجه حبل المشنقة ، كان يتكلم مع جلاديه بكل ثقة و أريحية و نطق بالشهادتين بعد أن استمع بهدوء إلى الشرح الذي قدم له عن كيفية إعدامه ، بهذه الطريقة المشرفة انتهى الرئيس صدام مقدما صورة الرئيس العربي الشجاع الذي لا يخشى الموت و الذي يؤمن بمبادئه و أفكاره حتى و إن كان بعضها خاطئا.
و بمقارنة بسيطة بين مصير صدام و مصير غيره من القادة العرب الذين طالهم الربيع العربي، نجد فرقا كبيرا بين الذين لا يبيعون ضمائرهم للغرب و بين أولئك الذين وضعوا أنفسهم خدما للغرب في المنطقة بطريقة أو بأخرى.
فالقذافي الذي أرعبته تلك الصورة التي ظهرت لصدام و هو يستخرج من الحفرة سارع إلى عرض خدماته على الغرب، و قام بتفكيك برنامجه النووي و قدمه هدية للأمريكان، كما دفع الملايير من أموال الشعب الليبي لضحايا تفجير الطائرة فوق لوكربي، انتهى به المطاف مسحولا و قتيلا بطريقة مهينة.
أما حسني مبارك الذي تفوق على كل الرؤساء العرب في خدمة الغرب و إسرائيل، و كان نظامه أشد وطأة على الفلسطينيين من الاحتلال الصهيوني، انتهى به المطاف سجينا في نفس السجن الذي كان ينزل فيه معارضو مبارك من حركة الإخوان.
أما الرئيس اليمني فقد كان أكثرهم حظا عندما انتهى به المطاف حريقا و هو الذي رفض مغادرة منصب الرئاسة إلا بعد أن ثار الشعب عليه، أما الكارثة العظمى فهي مع الرئيس السوري بشار الأسد الذي طالما تاجر بالقضية الفلسطينية و قدم نفسه أكبر ممانع في التاريخ انتهى به المطاف مجرما و سفاحا، يقتل شعبه من أجل البقاء في الحكم بينما لم يجرؤ في السابق على إطلاق رصاصة واحدة ضد إسرائيل التي تنفذ عمليات جريئة داخل حدود بلده و تحتل جزءا هاما من سوريا.
صدام إذن تحول إلى اسطورة سيشهد لها التاريخ بالشهامة و الشجاعة رغم الأخطاء و الزلات التي ارتكبها طيلة فترة حكمه لبلاد يصعب التحكم في أمنها نظرا لكثرة الطوائف و المذاهب فيها ، بعد بن لادن و الملا عمر ها هو صدام يجد لنفسه موطئا في قائمة الأشاوس الذين قبلوا بتحدي الغرب مهما كان الثمن.
تحكم صدام حسين، منذ ان تسلم السلطة عام 1979 في المناخ النفسي لدول الخليج العربي و دول اخرى مجاورة مثل ايران و تركيا و دول اخرى بعيدة مثل امريكا و تل ابيب، لم يكن احد منسجما مع مشروعه، و هو كما قال دوغلاس هيرد وزير الخارجية البريطاني الاسبق، ليس من النوع الذي يموت على فراشه، اذ ليس ثمة سوى المواجهة التي تضع المنطقة على حافة السكين.
التحدي او ركوب الموجة العاتية بعيدا عن حسابات النصر او الهزيمة لا يرتبط بموقف معين في حياة صدام حسين، دون ان ننسى تأثير خاله خير الله على تكوينه النفسي و الفكري، و انما هو جزء اساس في مزاجه كان معه منذ سنوات طفولته القاسية، و قد يكون تعبير الطفولة غير منسجم مع السنوات الاولى لحياة صدام حسين فالرجل كان دائما اكبر من عمره و ربما اكبر من المكان.
رفض الصغير صدام حسين، المولود في عام 1937 لعائلة فلاحية فقيرة في قرية العوجة قرب تكريت دون ان يعرف اباه ابدا لانه توفي و هو في بطن امه فتكفل به عمه الذي اصبح زوجا لامه، رفض و هو في العاشرة من عمره الخضوع لرغبة ذويه، فقرر ترك منزل العائلة و الانتقال الى منزل خاله خير الله طلفاح، والد زوجته ساجدة فيما بعد.
سيكون خيرالله فيما بعد بمثابة المعلم الخاص لصدام حسين، فهو قاتل ضد الانجليز خلال الانتفاضة العراقية عام 1941 و هو من ملأ رأس الصغير صدام بالقصص البطولية عن التضحيات من اجل العراق، و بدا و كأنه في تلك الفترة تحديدا لبس شخصية نبوخذ نصر ملك بابل الذي سيطر على القدس و صلاح الدين الايوبي الذي استعاد القدس من الصليبيين.
احب الخال ابن اخته و وجد في شخصيته شيئا دفعه لاخذه معه الى بغداد و تعريفه بافكار حزب البعث العربي الاشتراكي، لم يفكر صدام حسين طويلا فانضم مباشرة الى صفوف الحزب في عام 1956 و هو عام العدوان الثلاثي على مصر، و ترك هذا العدوان تأثيرا واضحا في صدام الذي احب شخصية جمال عبد الناصر.
ظهرت جرأة صدام حسين بشكل مبكر و لفت انتباه المحيطين به، ففي عام 1958 القت حكومة عبدالكريم قاسم القبض عليه و القت به في السجن، ففاتحه رفاقه في الحزب بتكليف من القيادة بخطة لتصفية قاسم، و لم يتردد صدام في الموافقة على تنفيذ المهمة و اعتبر تكليفه بها تكريما له لا يوازيه تكريم.
كانت عملية الاغتيال مثيرة الى ابعد حدود الخيال، اذ بعد فشل المحاولة اصيب صدام في ساقه اليسرى برصاصة لم تمنعه من الهرب و الوصول الى سورية بعد رحلة شاقة اجتاز خلالها نهر دجلة سباحة و من سوريا غادر الى القاهرة ليكمل دراسته الثانوية و الجامعية في كلية الحقوق جامعة القاهرة.
نضجت موهبته القيادية خلال وجوده في القاهرة، فانتخب في قيادة الحزب في القاهرة حتى وصل الى قيادة فرع مصر مستفيدا من التجربة الناضرية، عاد الى بغداد بعد سقوط نظام عبدالكريم قاسم في عام 1963 و ظهرت جرأته التي باتت احدى سماته الرئيسة، ففي صيف عام 1963 وقف في المؤتمر القومي السادس لحزب البعث الذي انعقد في دمشق ليحذر من استمرار الاجواء التكتلية المشحونة في العراق.
قامت حكومة عبدالسلام عارف الذي ارتد عن مبادىء البعث بملاحقة صدام حسين في نفس الوقت الذي كان فيه صدام يوثق علاقته برفيقه احمد حسن البكر فاخذا يعملان سوية لبناء حزب بعث قومي متماسك، و سافر سرا الى دمشق للمشاركة في المؤتمر القومي السابع للحزب و التشاور مع مؤسس الحزب ميشيل عفلق.
اثر عودته الى بغداد عين مسؤولا عن التنظيم العسكري للحزب و من خلال هذا المنصب اخذ يحضر لعملية تغيير النظام و حدد شهر شتنبر من عام 1964 موعدا لتنفيذ الخطة. غير ان السلطات كشفت العملية قبل تنفيذها فالقت القبض على مجموعة كبيرة من البعثيين و طلبت قيادة الحزب في دمشق منه الهرب غير انه رفض ذلك و أصر على البقاء في بغداد الامر الذي ادى الى اعتقاله في أكتوبر عام 1964 و تعرضه للاضطهاد، و في السجن عكف على الدراسة و قام باستمالة الحراس لافكار الحزب و نظم اضرابا عن الطعام كما أكمل في السجن دراسته للحقوق.
تمكن بعد عامين من الهرب من السجن و عمل في تلك الفترة على الحفاظ على تماسك الحزب بعد ان تعرض اثر حركة 23 فبراير 1966 الانقلابية ضد القيادة القومية للحزب في دمشق الى هزة قوية افقدت الحزب الكثير من قوته و وحدته.
كان صباح 17 يوليوز 1968 صباحا غير اعتيادي و تاريخيا فقد ارتدى صدام حسين في ذلك اليوم بزته العسكرية و اعتلى احدى الدبابات، وفق خطة مدنية عسكرية و دخل القصر الجمهوري لانهاء حكم عبدالسلام عارف، و اثر سقوط عارف اذاع مجلس قيادة الثورة بيانا بتعيين احمد حسن البكر رئيسا للجمهورية، و تقرر ان يكون صدام حسين نائبا لرئيس مجلس قيادة الثورة.
منذ الايام الاولى لتسلمه موقعه، فتح صدام حسين الملفات الحساسة الكبيرة مثل امن الثورة و المفاوضات مع الاكراد في الشمال، و نجح في عقد اتفاق للحكم الذاتي للاكراد في ابريل من عام 1970 و اشرف بنفسه على تأميم النفط عام 1972 و عقد معاهدة مع الاتحاد السوفياتي و تحفظ صدام على القيادة العربية التي لم تشاور بغداد في قرار حرب اكتوبر 1973 و اشرف صدام بنفسه على التخطيط و توجيه الادارات و الاجهزة دون ان يخدش العلاقة الخاصة التي ربطت بينه و بين البكر الرئيس.
مرت السنوات الخمس الاولى من حكم البعث هادئة دون منغصات حتى كان عام 1973 الذي حمل معه حدثا هاما، فقد دخلت واشنطن على الخط العراقي مباشرة، فعملت على دعم التمرد الانفصالي في الشمال، و قامت بمده بالسلاح و شاركت قوات شاه ايران في المعارك ضد العراق و اعلن صدام ان العراق قادر على الصمود امام المؤامرة و تراجع شاه ايران عن حالة العداء المكشوف مع العراق و وافق على اتفاقية الجزائر عام 1975 و بروتوكول طهران لترسيم الحدود بين البلدين.
احد اخطر الملفات التي تسلمها صدام حسين كان ايجاد تكنولوجيا عربية متقدمة، فألحق لهذه الغاية هيئة الطاقة الذرية العراقية بمكتبه، و تولى شخصيا التفاوض مع فرنسا لشراء المعدات و تدريب العلماء و الفنيين، ولفت الانظار اليه كرجل بغداد القوي في الفترة ما بين عامي 1974 و 1979.
تدارك صدام حسين انهيار النظام العربي بعد توقيع اتفاقيات كامب ديفيد، فعمل على عزل نظام الرئيس انور السادات و دعم جبهة الصمود و التصدي و الثورة الفلسطينية، و قام بجولة عربية زار خلالها الكويت و السعودية و الاردن و سوريا لتأمين الساحة العربية و استضاف قمة عربية عام 1978 عزلت السادات بعد ان قام شخصيا بصياغة البيان الختامي.
تمكن صدام من الاغلاق السياسي للوطن العربي امام مشاريع التسوية، دفع الرئيس احمد حسن البكر الى المبادرة طواعية في يوليوز عام 1979 للتنازل عن السلطة و تسليم رفيقه صدام المسؤولية، و انتخب صدام نائبا للامين العام و امينا لسر القيادة القطرية لحزب البعث و رئيسا للجمهورية و قائدا للقوات المسلحة، و ما هي الا ايام قليلة حتى نجح في كشف مؤامرة داخلية شارك فيها عدد من الحزبيين القياديين لاسقاطه، و حسم صدام المواجهة نهاية الامر لصالحه بسرعة برهنت على حزمه و عدم تهاونه مع خصومه.
اخذت مسألة العلاقة مع ايران و باقي جيرانه في الخليج حيزا مهما في تفكير صدام حسين فتمحورت جميع قراراته في الثمانينات حول هذه المسألة، و في لحظة تاريخية مفاجئة تحولت الحدود الايرانية العراقية في شتنبر عام 1980 الى ساحة حرب و انتصارات و هزائم متبادلة افقدت الجارتين اللدودتين المسلمتين الكثير من قدراتهما المادية و المعنوية، و خلال سنوات الحرب الثمانية فشلت لغة الحوار بين المتخاصمين و سقط الآف من الشهداء من الطرفين و لم يأت عام 1988 حتى كان التعب قد انهك الدولتين و كانتا امام خيار القبول بقرار مجلس الامن الدولي رقم 598 او الاستمرار في حرب اللامعقول، و اختارت ايران قبول القرار الذي كان قبوله اصعب على آية الله الخميني كما قال ذات يوم من تجرع السم، لم ينه هذا القبول حالة العداء بين صدام و جارته ايران، فقد بقيت الحدود ساخنة و كان الاثير يحمل بين الفينة و الاخرى الكثير من الغضب.
علاقة صدام حسين بجيرانه في الخليج العربي كانت تحمل في تفاصيلها الصغرى كل المتناقضات خاصة في الثمانينات، فقد كان ينبغي على الخليج ان يدفع فاتورة قيام العراق بحمايته من الطموحات الايرانية، و كان يبدو بأن المشهد الدرامي يروق للبعض، و لم تكد الحرب العراقية الايرانية تضع اوزارها و يستريح المحاربون حتى كان مؤتمر القمة العربي الطارىء الذي عقد في بغداد عام 1990 يضع الجميع علي حافة الجنون و الخوف، فقد بدا واضحا بأن العلاقة العراقية الخليجية اشبه بالجمر تحت الرماد.
فشلت جميع المحاولات العربية في تسوية المسألة و رفضت الكويت استقبال المبعوث العراقي و اعادته من المطار لأن مجلس الوزراء كان في حالة انعقاد، و لم يأت صباح الثاني من غشت 1990 حتى كان الجيش العراقي يسيطر على الكويت، و كان عام الانهيار الكبير في جدار الامة العربية، و تحول العرب الى اعراب و قبائل و أعادوا سيرتهم الاولى اشد نفاقاً و كفراً.
و حشدت اميركا تحالفاً دولياً ضخماً لاخراج صدام حسين من الكويت و خرج الجيش العراقي من الكويت بعد تدمير جزء مهم منه، و قبل العراق في 28 فبراير عام 1991 جميع قرارات مجلس الامن الدولي المتعلقة بالمسألة، و كان التوقع السائد آنذاك ان صدام حسين و بعد تمرد الشمال و الجنوب انتهى ، غير انه خرج من الازمة قويا، فقد سحق التمرد و اعاد بناء الجيش رغم الحصار القاسي و لجان التفتيش الدولية التي جاءت تستفز العراق و تتجسس عليه اكثر مما كانت تقوم بمهمة استكشافية علمية.
و نرى صدام بعد ذلك ينتقل بالعراق، كما قال طارق عزيز ذات يوم، من الشرعية الثورية الى الشرعية الدستورية بعد حصوله على نسبة 99 بالمائة من اصوات العراقيين و هي نسبة قريبة لما حققه رؤساء عرب اخرون مثل حافظ الاسد و محمد حسني مبارك، فهي انتخابات الزعيم الوحيد الاوحد الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه و لا من خلفه.
و سيكون صدام حسين فيما بعد هدفاً لحملة اعلامية و سياسية عسكرية اميركية، في ظاهرها تجريد العراق من اسلحة الدمار الشامل و في باطنها حرب بالوكالة لحماية تل ابيب و مشروع شارون التوسعي و سيرفض صدام جميع التهديدات و الانذارات الاميركية، و علي عكس ما يصفه الاعلام الاميركي بأنه يفتقد للمنطق و الحسابات العقلانية، فان دراسة سجل صدام كما قال د. جيرولد بوست مدير برنامج علم النفس السياسي في جامعة جورج تاون، خلال العشرين سنة الماضية تدل على انه سياسي حصيف و ليس بأي حال سياسيا لا عقلانيا، و هذا على رغم انه مسجل خطر الى اقصى درجة، و يقول محللون امريكيون ان صدام يتخذ ما يراه ضروريا من اجراءات متطرفة لتحصين نفسه ذاتيا ضد المؤامرات و الضغوطات الخارجية.
رجل الشرق الاوسط المريض، مثل رجل اوروبا المريض (الدولة العثمانية)، هو مخلوق خيالي امريكي بالكامل كما يقول ستيفن هامفريز بروفسور التاريخ و الدراسات الاسلامية في جامعة كاليفورنيا، و هو يمكن ان يتخذ شكل "الارهابي المعمم" كأسامة بن لادن او الرئيس ببذلة غربية كصدام حسين، لكنه في كل الاحوال عنيف تستهلك كراهيته لامريكا كل طاقته.
هل خسر صدام حسين حروبه السابقة، يقول د. بوست ، اظن ان صدام رغم خسارته حرب عام 1991 قد حقق نصرا للعراق، علينا ان ننظر الى مفهوم النصر من منظور عربي، ان تكون لديك الشجاعة لتواجه اقوى دولة في العالم، امر ينطوي على الكثير من الهيبة والاقدام.
و سيقدر للاعلام الامريكي المسيطر ان يقدم للعالم صبيحة التاسع من أبريل ، صورة مشوهة للعراقيين حتى تمحى صورة الصمود و الكبرياء من ذهن العرب و العراقيين على حد سواء، و سيقتل صدام حسين معنويا بتحطيم تماثيله و تمزيق صوره و شتمه، و ينبغي ان يختفي صدام حسين المتحدي لامريكا لتبنى بدلا منه صورة زائفة لقائد ترك شعبه في ساحة المعركة و مضى لمكان مجهول قد لا يعرف ابدا، انه الرجل الذي تجرأ و القى بصواريخ سكود على العمق الاسرائيلي.
صدام حسين إذن كان زعيما عظيما بنى العراق الحديث ، لم يكن نبيا و لا ديموقراطيا ،كان كبيرا ، راكم أخطاء كثيرة ، وضع بصماته على عراق الأمن و الاستقرار و العزة و القوة ، أرعب و أرهب أمريكا و اسرائيل و الحكام العرب ،كان مخيفا و انتعش من كاريزميته و قوته أبناؤه و مجموعة من البراغماتيين ، صدام كان كبيرا و مات كبيرا و عزيزا و بظلا في عيون الكثيرين.