وفي خطابه يوم 30 يوليو بمناسبة عيد العرش، دعا العاهل المغربي إلى إنجاز دراسة وطنية للرأسمال غير المادي من أجل تصحيح الفوارق الاجتماعية.
وقال الملك "لا تهمني الحصيلة والأرقام فقط، وإنما يهمني قبل كل شيء، التأثير المباشر والنوعي، لما تم تحقيقه من منجزات، في تحسين ظروف عيش جميع المواطنين".
وأوكلت مهمة إنجاز الدراسة التي ستغطي الفترة ما بين 1999 و2013 للمجلس الاقتصادي والاجتماعي بتعاون مع بنك المغرب.
والهدف حسب حسن حوراني عضو المجلس الاقتصادي والاجتماعي هو تقييم الأثر الحقيقي للسياسة العامة على الحياة اليومية للمواطنين.
وقال على هامش أول اجتماع للمجلس حول الموضوع والذي انعقد يوم 1 غشت في الرباط "الهدف الرئيسي هو تقييم مساهمة كل العوامل التي لا تندرج عادة ضمن المؤشرات المعيارية، في تحسين مستوى عيش الناس".
وفي نفس المناسبة، قال الأستاذ إدريس كراوي إن الهدف من هذه الدراسة الذي يتجاوز الأرقام، هو إعطاء معنى لمفهوم التنمية البشرية في المغرب.
وأوضح في تصريح لوسائل الإعلام "إنها قطيعة مع طريقتنا في تقييم الإنجازات في مجال التقدم الاقتصادي والاجتماعي والثقافي".
وأكد رئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي نزار بركة أن دراسة الرأسمال غير المادي تهدف بالتحديد إلى تمكين المغاربة من معرفة أدوات وأساليب خلق الثروة وفرص الشغل.
ولإنجاز هذه الدراسة، أعلن المجلس تأسيس لجان دائمة باختصاصات مختلفة لتقييم تطور الرأسمال غير المادي ورفع توصيات عملية.
من جانبه قال والي بنك المغرب عبد اللطيف الجواهري إنه من السابق لأوانه الحديث عن منهجية بعينها "لأننا في بداية العملية".
وأضاف أنه من الضروري استخدام منهجية معدة خصيصا لأن "الأوضاع المختلفة في كل بلد تعني أنه لا يمكنك تطبيق نفس النموذج عليها جميعا" حسب قوله.
وأشار المحللون المغاربة إلى أن هذه المبادرة تحيل على بعدين يصعب قياسهما لكنهما يكتسيان أهمية أساسية.
ويرتبط الأول بالتوزيع المتكافئ لثروات البلاد والثاني له بصلة بمستوى التماسك الاجتماعي.
زكريا أبو الدهب أستاذ بجامعة محمد الخامس بالرباط قال "رغم أن المغرب حقق تقدما ماديا ملموسا، فإن المغاربة لم يستفيدوا بشكل متساو من ثمار الثروة المتراكمة".
أما عثمان أبو عمر، صحافي متخصص في تحليل الخطابات السياسية، فقال لمغاربية إن الجانب السياسي لهذه الدراسة مهم من أجل ميثاق اجتماعي جديد في المغرب.
وأضاف أبو عمر "الدراسة ستسلط الضوء على قضية حساسة والتي عادة ما تكون مثيرة للجدل وخاصة خلق الثروة، والأهم توزيعها المتكافئ".