الحمد لله الحكيم الرءوف الرحيم الذي لا تخيب لديه الآمال، يعلمما أضمر العبد من السر وما أخفى منه ما لم يخطر ببال، ويسمع همس الأصوات وحس دهسالخطوات في وعس الرمال، وير حركة الذر في جانب البر وما درج في البحر عند تلاطمالأمواج وتراكم الأهوال، أفلا يستحي العبد الحقير من مبارزة الملك الكبير بقبحالأفعال ، واشهد إن لا اله إلا الله, وحده لا شريك له, له الملك, وله الحمدوهو علي كل شيء قدير، الكل تحت قهره ونظره في جميع الأحوال، فتبارك من وفق من شاءلخدمته فشتان ما بين رجال ورجال، كرم المرأة على التمام، ورفع قدرها في الإسلام عن سائر الأديان. وأشهد أن سيدنا وحبيبنا وشفيعنا محمد عبد الله ورسوله وصفيه منخلقه وحبيبه.
العجب من قوم قد أهانوا المرأة في سائر العام ، وجعلوها رخيصة في شتى المجالات ، وتتعرض كل يوم للإهانات وابتذالها في كل المجالات ، صارت سلعة تعرض على الشاشات ، وفي الإعلانات والحفلات ، فرطوا في عرضها ، تحت مسمى الحريات ، ثم يكرمونها في يوم ويصبح عيد في سوق نخاسة العبيد هذا هو دين الغرب الذي يدعي بأنه حامي الحقوق والحريات.
اليوم الدولي للمرأة
أواليوم العالمي للمرأة هو احتفال عالمي يحدث في اليوم الثامن من شهر مارس من كل عام، ويقام للدلالة على الاحترام العام ، وتقدير وحب المرأة لإنجازاتها الاقتصادية، والسياسية والاجتماعية. وفي بعض الدول كالصين وروسيا وكوبا تحصل النساء على إجازة في هذا اليوم. الاحتفال بهذه المناسبة جاء على إثر عقد أول مؤتمر للاتحاد النسائي الديمقراطي العالمي والذي عقد في باريس عام 1945. ومن المعروف أن اتحاد النساء الديمقراطي العالمي يتكون من المنظمات الرديفة للأحزاب الشيوعية، وكان أول احتفال عالمي بيوم المرأة العالمي رغم أن بعض الباحثين يرجح أن اليوم العالمي للمرأة كان على إثر بعض الإضرابات النسائية التي حدثت في الولايات المتحدة. في بعض الأماكن يتم التغاضي عن السمة السياسية التي تصحب يوم المرأة فيكون الإحتفال أشبه بخليط بيوم الأم، ويوم الحب. ولكن في أماكن أخرى غالباً ما يصحب الاحتفال سمة سياسية قوية وشعارات إنسانية معينة من قبل الأمم المتحدة، للتوعية الاجتماعية بمناضلة المرأة عالمياً. بعض الأشخاص يحتفلون بهذا اليوم بلباس أشرطة وردية.
المرأة في الجاهلية الأولى
حال المرأة عند العرب قبل الإسلام، فقد كانت مهضومة في كثير من حقوقها، فليس لها حق في الإرث، وكان الرجل يطلق امرأته بغير عدد، كما أن التعدد لم يكن له حد معين، ولم يكن لهم نظام يمنع الزوج من النكاية بالمرأة، وليس لها حق في اختيار الزوج، ما عدا بعض الأشراف الذين ربما أحدهم يستشير ابنته في أمر الزواج، وإذا مات الرجل وله زوجة، وأولاد من غيره، فإن ولده الأكبر أحق بها من غيره، ويعتبرها إرثاً، كبقية أموال أبيه، وإذا أراد أن يعلن الزواج بها طرح عليها ثوباً، وإلا كان لها أن تتزوج بمن تشاء.كما كان العرب يتشاءمون من ولادتها، حتى كانت بعض القبائل تقتل البنت وهي حية خشية العار والفقر، بل ربما قتل أولاده جميعاً خشية الفقر، وكل ما كانت تعتز به المرأة العربية على غيرها في تلك العصور، هو حماية الرجل لها ودفاعه عنها، وأخذ الثأر لامتهان كرامتها. (22)
الجاهلية الأولى والعبث بكرامة المرأة
ومن خلال نظرة إجمالية لحالة المرأة في الجاهلية الأولى فإننا نلحظ أنها كانت مهانة تعيش في الحضيض، ليس لها أبسط الحقوق تُعامل بأسوأ معاملة وإن اختلفت تلك الإهانة من مكان إلى آخر، ومن حضارة إلى أخرى قلة أو كثرة، أو حصل لها شأن في بعضها، غير أن مما يلحظ في جميع المعاملات الجاهلية هو إهانة المرأة والعبث بكرامتها، وانتهاك عرضها واستخدامها للمتعة والزنا وقضاء الشهوة وإن اختلفت تلك المعاملة سوءاً من مكان لآخر، فهي تسير وفق الهوى، دون نكير، فعند العرب في الجاهلية الأولى انتشر الزنا بصورة سيئة جداً حتى كان الرجل ربما أرسل زوجته بعد أن تطهر من حيضها إلى أحد الأبطال ليطأها طمعاً في إنجاب رجل مثله، وظهر هناك المومسات الزانيات اللاتي يعلقن الرايات الحمراء على بيوتهن ليعلم حالهن، فيدخل عليهن من شاء، وكان هناك من يدخل عليها العدد المحدد من الرجال حتى إذا حملت جمعتهم ثم ألحقت الولد بمن تشاء منهم لا يقدر على الامتناع كما ورد في حديث عائشة رضي الله عنها.
المرأة في الجاهلية المعاصرة
لم تكُنِ المرأة في أيِّ عصر من عصور التاريخ مظلومة أكثر مما هي مظلومة في هذا العصر الذي فاق في جهله ظلم الجاهلية الأولى، بل أشد
فأبوها لا يُجيدُ تربيتَها، فيتركُها تخرجُ للشوارعِ شبهَ عاريةٍ، تصاحبُ من تُصادفُ من الرجال، وتقعُ في قصص حبٍّ مراهقةٍ لا تعودُ عليها إلا بالأذى وخَسارةِ أخلاقِها في النهاية. وزوجُها يدفعُها للعملِ كحلٍّ لمشاكلِه المادية، وبذلك يضاعف من متاعبِها في الحياة، ويُودي بعدم استقرارِ الأسرةِ وحسنِ تربيةِ الأبناء. والإعلامُ يُخرّفُ في ذهنِها، ليُشوّهَ شخصيّتَها ويعكسَ مفاهيمَها، ويُقنعَها بأشياءَ تُخالفُ فطرتَها ولا تتّفقُ مع تركيبِها الإنسانيّ، كالموضةِ والمساواةِ مع الرجلِ والعملِ وتحقيقِ الذاتِ والحرّيّة... الخ!
والمحصّلةُ النهائيّةُ أنّها لا تحصلُ على السعادةِ والسكينة وسطَ هذه الدوّامات، فهي تخسرُ الدنيا والآخرة . كما أنَّ كلَّ الظروفِ من حولِها تدفعُها لتكونَ مصداقا ظلم!! إن مساواةُ المرأةِ بالرجلِ ظلمٌ فادحٌ لها.. حاولي يا أختاه: أن تتخيّلي عصفوراً يتمّ تربيتُه ليصيرَ صقرا!!.. أو غزالاً رشيقاً يريدون أن يضعوا على كاهلِه نفسَ الأحمالِ التي يحملها الثيران!!
إنّ العدلَ الحقيقيَّ هو أن يوضعَ كل شخص في موقعِه الذي هيّأه اللهُ له، فلا يأخذُ أقلَّ من حقِّه ولا أكثرَ منه. فالمرأة وضعها الحقيق أن تضع على الرؤوس، وتحمل على الأكتاف، وتحفظ داخل القلوب. حتى لا يلعب برأسها الشيطان، وتنحرف عن طريق الرحمن. وتُهدم البيوت العامرة بعطرها، وتتحطم المجتمعات التي هي عمادها، ويقف مصنع الرجال التي هي نتاجه. وتنهار القيم والأخلاق، بسبب الخروج والاختلاط، ويضيع الحياء والدين، وتكثر الفواحش والمنكرات، وتزداد حالات الطلاق والعنوسة والعزوف عن الحلال. هذه هي الصورة التي تعيشها الآن المرأة المسلمة في المجتمعات التي تدعي بأنها عربية، وهي أعظم من الجاهلية الجهلاء.
المرأة في الإسلام لها دور مهم وواضح، فقد كرّمها الإسلام ورفع من شأنها كثيراً، وهو الدين الوحيد الذي أعطى المرأة حقوقها وكتب لها حق الميراث والنفقة والرفق وحقوق أخرى كثيرة، ولقد عانت المرأة في التاريخ البشري والواقع المعاصر وقائعا مؤلمة من ظلم وبخس واعتداء وانتهاك لكرامتها، وبالمقابل توجد صور مشرقة ووقائع كريمة من إجلال وتكريم وتقديس. وتقييم مكانة المرأة في الإسلام يعتبر من أهم القضايا الحساسة التي يهتم بها أهل الغرب ، وقد تناول كثير من الفقهاء والعلماء والمستشرقين قضية المرأة في كتابات مطولة، واختلفوا اختلافا كبيرا في كثير من الأمور مما جعل أعداء الإسلام يتخذون من تناقض الآراء ذريعة ينتقدون من خلالها الإسلام والمسلمين ويتهمونهم بالتفرقة بين المرأة والرجل (التمييز على أساس الجنس) ويتهمونهم باعتبار المرأة مخلوقا ناقصا لا يتساوي مع الرجال في الحقوق وبعدم تطبيق المساواة مما يتعارض مع الميثاق العالمي لحقوق الإنسان. ينظر الإسلام إلى المرأة كونها تلعب دور أسري في الأساس كونها الأم والأخت والزوجة، وأنها شريكة الرجل في تحمل مسؤوليات الحياة. وبرز في عدد من العصور والأماكن العديد من النساء المسلمات في مناحي الحياة السياسية والقضائية والتجارية والثقافية والاجتماعية.أشار القرآن لبني آدم في مواقع عديدة وإلى الرجال والنساء معا منها في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر: قال تعالى: (وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) التوبة:71.
والمرأة منبت البشرية ومنشئة أجيالها قال الله في كتابه: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا) النساء:1. والمرأة في الزواج سكنًا ومصدرًا للمودة والحنان والرجل لها ذلكقال الله في كتابه: (وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) الروم: 21.
لقد أناط الله للرجل والمرأة على السواء مهمة تكاثر السلالات البشرية وتعارفها وتعاونها، وإقامة الأسرة باعتبارها الوحدة البنائية الأولى والأساس في إقامة المجتمعات البشرية من غير تمايز بينهم على أساس الجنس أو اللون أو العرق. فالعمل الصالح وتحقيق الخير للناس هو مادة التنافس بينهم ، وهو معيار التفاضل بينهم عند ربهم، قال الله في كتابه: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ) الحجرات: 13. إنً الإسلام قد سبق الامم كافة في اعتبار المرأة شريكة للرجل في الحياة بنص قوله تعالى " ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا اليها وجعل بينكم مودة ورحمة" وقرر بانها كائن متمتع بكل الخصائص الانسانية التى تؤهلها لارقي مراقي الكمال البشري. وأجازت لها بأن تتصرف في اموالها استغلالاً وايجاراً ورهناً وبيعاً، وحث الشارع على أن تحضر المرأة المجامع الدينية وتعلم دين رب البرية.
لقد قرر الاسلام أن المرأة في بيت زوجها سيدة محترمة لا خادمة ممتهنة فليس عليها أن تخدم زوجها ولا تمتهن نفسها في الخدم البيتيه جبراً بل أحساناً وفضلاً. وإن لم تحسن الطبخ وجب على زوجها ان يأتيها بالأكل مجهزاً، ولو كان لها خادمة في بيت أهلها، فيحضر لها خادمة لتخدمها إن كان مستطيعاً، ولا يوجب الشارع عليها ارضاع ولدها ويجبر الزوج على استرضاعه بواسطة مرضع مأجورة ان لم ترد الأم إرضاعه، أو لها حق الرضاعة إذا تفرقا.
والحمد لله عن نعمة الإسلام