قرأت مقالا مكتوب في مدونة الإسلام كما أنزل بعنوان التسليم شرط من شروط الإسلام، قال صاحبه أن الذي لم يحقق التسليم لله كافر وأن الله أقسم على ذلك.
صاحب المقال اعتمد على ثلاث آيات وعلى أحاديث تمثل نماذج لتسليم الصحابة رضوان الله عليهم وهذا في الحقيقة أمر خطير وأريد رأي أهل المنتدى حوله وجزاكم الله خيرا
المقال المذكور هذا رابطه [سجل معنا ليظهر الرابط. ]
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
معذرة عن التاخر في الرد منذ فترة لم أدخل المنتدى
أما بالنسبة عن المقال في الرابط لقد اطلعت عليه ، وهذا الكلام ليس مضبوط بضابط شرعي لأنه عام دون تفصيل
وقد رد عليه في نفس المقال أحمد لفظل
راجع كلامه فيه جزء من الرد على شبهة هذا الكلام
حتى يتم التفاصيل
إن شاء الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أما عن مسألة التسليم
قال الإمام الطحاوي رحمه الله : " ولا تثبت قدم الإسلام إلا على ظهر التسليم والاستسلام " انتهى من " شرح الطحاوية " (1/ 231).
يقول الشيخ " البراك " في شرح " الطحاوية " (128) بتصرف يسير: " فلا يستقر إسلام العبد، وتحصل له الطمأنينة ؛ إلا إذا ثبتت تلك القدم على ظهر التسليم.
الإسلام: الاستسلام والانقياد، وهذا يقتضي عدم المنازعة؛ لأن من ينازع ، لم يستسلم ..
والتسليم أصل مهم، فإذا أصَّلت أصل الدين: الإيمان بالله ورسوله وكتابه.
والإيمان بالله: يتضمن أنه تعالى هو الإله الحق الذي لا يستحق العبادة سواه، وأنه تعالى رب كل شيء ومليكه، وأنه سبحانه وتعالى موصوف بالكمال ، منزه عن النقص؛ فلا ظلم ولا عبث في خلقه وشرعه وقدره؛ بل هو تعالى حكيم في ذلك كله.
إذا حققت هذا؛ فكل ما يرد عليك ، عن الله تعالى ، وعن رسوله - صلى الله عليه وسلم - فلا بد أن يقوم على التسليم؛ لأن المعارضة والمنازعة ما تجيء إلا من ضعف الإيمان بعدل الرب، ومن ضعف الإيمان بحكمة الرب.
وكل ما يعارض الحق فهو باطل؛ لكن تارة تكون المعارضة وقحة صريحة، كما يفعل الكفرة أو الذين قد تزلزل إيمانهم، أو كاد أن يزول، فهؤلاء يتكلمون بالمعارضات في شرع الله وقدره، وأحيانًا لا يتكلم بها لكن تكون في النفس.
والمسلم يجب عليه أن يدفع كل المعارضات التي تخطر بباله، أو يسمعها على ألسن الشياطين، أو ألسن الجاهلين، يدفع ذلك بالإيمان بأن الله تعالى حكم عدل، حكيم عليم.
وهذا لا يقتضي أن الشرع مخالف للعقل؛ بل العقل الصريح لا يناقض النقل الصحيح؛ لكن العقل مع النقل له طاقة ، وله حدود، فلا يمكن لعقل الإنسان أن يدرك ويحيط بكل شيء؛ بل له حدود يقف عندها؛ لأن الإنسان ناقص، فلا يمكن أن كل سؤال تجيب عليه، أو يجاب عليه، فلا بد من أن تقول: الله أعلم، الله حكيم عليم.
فإذا سلم الإنسان : استراح كثيرا ، وأراح.
وما يرد عليك من المعارضات:
إما أن تدفعه بالبينات والحجج الكاشفة لزيف تلك الشبهات الواردة.
وإن لم يتهيأ ذلك ، لقلة العلم : فادفعه بهذا الأصل [ التسليم] ، وقل: آمنت بالله ورسوله، فإن الشيطان يلقي الوساوس في النفوس..".