[محمد فرج الأصفر]

استعادت القوات الكردية، مدعومة بالطيران الحربي الأميركي، اليوم الأحد، السيطرة على سد الموصل، الذي كان مقاتلو تنظيم "الدولة الإسلامية"، قد استولوا عليه، في وقت يشن فيه مقاتلون، من العشائر العراقية في الأنبار، هجوماً على مواقع تابعة لمقاتلي "داعش".

وأفاد القيادي الكردي، علي عوني، باستعادة السيطرة "بشكل كامل على سد الموصل"، مشيراً إلى أن المعارك تدور حالياً في منطقة تلكيف. وكان مقاتلو "داعش" شنّوا هجوماً كبيراً في الموصل في التاسع من يونيو/حزيران الماضي.

من جهته، قال المتحدث باسم "الحزب الديمقراطي الكردستاني" في مدينة الموصل، سعيد مموزيني، في تصريحات صحافية، إن "قوات البشمركة سيطرت بالكامل على سد الموصل"، على بعد 50 كيلومتراً شمالي المدينة، مركز محافظة نينوى شمالي العراق.

ومضى قائلاً، إن "أرتالاً عسكرية تقدر بأكثر من 60 دخلت السد، وأن الأهالي استقبلوها بالورود والحلوى والأهازيج"، فيما نفى مصدر مسؤول في السد تفخيخ سد الموصل من قبل مسلحي تنظيم "الدولة الإسلامية". وأكد أنه "لا صحة للأنباء التي تتحدث عن تفخيخ جسم السد، ولا بواباته، من قبل مسلحي الدولة الإسلامية".

وأوضح المصدر، الذي رفض نشر اسمه، أن "ما حدث هو تفخيخ لبعض الطرق والمداخل المؤدية إلى السد".

وكان المسؤول في إقليم كردستان العراق، كاوه ختاري، قال، إن "قوات البشمركة قد تمكنت من السيطرة على نصف المنطقة الشرقية التي تقع في محيط السد". وأضاف أن "قواتنا تتوجه إلى منطقة تلكيف، لكن الطريق الرئيس مزروع بالعبوات الناسفة، ما يعطل تقدم القوات".

في غضون ذلك، أكدت وزارة الدفاع الأميركية "البتاغون"، أن طائراتها العسكرية، وطائرات من دون طيار، قصفت مقاتلي تنظيم "الدولة الإسلامية"، اليوم الأحد، بالقرب من سد الموصل.

وذكرت القيادة الأميركية الوسطى أن المقاتلات والقاذفات الأميركية وطائرات من دون طيار شنت 14 غارة، الأحد، بالقرب من سد الموصل. وتم خلال الغارات تدمير 10 عربات مدرعة، وسبع عربات "همفي"، وعربتي نقل جنود تابعة للتنظيم، إضافة الى حاجز.

وفي محافظة الأنبار، يتواصل لليوم الثالث على التوالي، انضمام العشائر السنية إلى القوات الأمنية، للقتال ضد مسلحي "داعش". وتمكن مقاتلو العشائر من استعادة عدد من المناطق التي كانت خارج سلطة الدولة، بحسب مسؤول في الشرطة.

وقال قائد شرطة الأنبار، اللواء الركن أحمد صداك الدليمي، "تتواصل لليوم الثالث على التوالي عملية مساندة العشائر للقوات الأمنية في القرية العصرية وزنكورة، إلى الغرب من الرمادي"، وأضاف "احتشد مئات من مقاتلي العشائر إلى جانب قوات الجيش والشرطة، وانقسموا إلى مجموعات وتوزعوا للتمركز في مناطق محددة".

وأكد الدليمي، على أن "قوات الأمن والعشائر استطاعت طرد المسلحين من منطقة البوعساف، وبعض مناطق زنكورة، والقرية العصرية، بالكامل".

وتمكن مقاتلو العشائر من قتل ثمانية مسلحين في قرية البوكنعان، والاستيلاء على عربات رباعية الدفع مع أسلحة ثقيلة، وفقاً للدليمي. كما استطاعوا استعادة السيطرة في مناطق متفرقة في الأنبار مثل ناحية بروانة.

وفي السياق، أعلن المتحدث باسم القوات المسلحة العراقية، الفريق قاسم عطا، أن "القوات الأمنية أحبطت محاولة إرهابية للتقرب من قضاء حديثة، وتدمير ست عربات محملة بعناصر من داعش". وكان مسلحو "داعش"، ارتكبوا "مجزرة" جديدة في قرية كوجو ذات الغالبية الأزيدية.

وكان تنظيم "الدولة الإسلامية" بسط سيطرته على مركز قضاء سنجار، والمجمعات والقرى التابعة له، في الثاني من أغسطس/ آب الجاري، وكذلك على قرى وبلدات شمال وشرقي الموصل وعلى سد الموصل.
واضطرت آلاف الأسر من الأقليات الأيزيدية والمسيحية إلى النزوح من ديارها، قبل أن تبدأ طائرات حربية أميركية بشنّ غارات على مواقع خاضعة لسيطرة التنظيم.

[عابرة سبيل]