جثث اللاجئين السوريين محرومة من المقابر في اليونان
في تدعيات لأزمة وصفها المؤرخون أنها الأكبر منذ الحرب العالمية الثانية، مات المئات من اللاجئين السوريين غرقاً في البحر أثناء عبورهم إلى الدول الأوروبية، هاربين من آلة الحرب والدمار في بلدهم، باحثين عن ملاذ آمن وحياة كريمة، بيد أن هذه الأرواح التي كانت مفعمة بالأمل والتفاؤل لم تكن تعلم أن الأرض الأوروبية ربما ترفضهم هي الأخرى، ولا تقبل أن يدفنوا في جوفها بسلام.
تشهد اليونان التي تعد المحطة الأولى للاجئين السوريين في طريق عبورهم إلى الدول الأوروبية الأخرى، مأساة إنسانية بمعنى الكلمة، حيث أشار تقرير نشره موقع "زمان عربي" نقلاً عن مصادر يونانية أن مطرانية "إيفاكوس" بجزيرة "ميديللي" أعلنت أنه لم يعد هناك مكان لدفن اللاجئين الذين فقدوا أرواحهم في حوادث غرق القوارب، حيث توضع جثث اللاجئين في حاويات مبردة بسبب عدم وجود أماكن في مشرحة المستشفى.
ونقل التقرير تصريحات مطرانية إيافوكوس لقناة "ميجا" اليونانية والتي قالت فيها: لم يعد هناك أماكن فارغة في المقابر لدفن عشرات اللاجئين الذين فقدوا أرواحهم في بحر "إيجه" أثناء محاولتهم العبور من تركيا إلى جزيرة ميديللي اليونانية، وهناك أثر من 25 جثة تنتظر الدفن".
وأوضحت المطرانية أنه يتم وضع الجثث في حاويات مبردة "ثلاجات" بسبب امتلاء المشرحة، مشيرة إلى أنهم يسعون لإيجاد حلول عن طريق العمل مع إدارتي المستشفى والبلدية.
ولفتت مطرانية "إيافوكوس" إلى أنهم يخططون لتخصيص مساحة أرض تبلغ 15 فدانًا تابعة للمستشفى المتاخم لمقابر "ميديللي" لدفن جثث اللاجئين، موضحة أن تنفيذ هذا الحل يحتاج إلى عامين أو ثلاثة أعوام على الأقل من الناحية القانونية.
ولفت التقرير إلى أن هناك مشكلة مماثلة في دفن جثث اللاجئين في جزيرة "سيسام" اليونانية.
يذكر أن أكثر من 700 ألف مهاجر ولاجئ، غالبيتهم من السوريين، كانوا قد وصلوا إلى أوروبا عبر البحر المتوسط في 2015، في حين قضى أو فقد أكثر من 3210 منهم، فيما يشكل السوريون في اليونان نسبة 64% من الوافدين، بحسب تقرير المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة.