[محمد فرج الأصفر]

وجع فلسطين ليس بجديد ولكنه طال، ومازال العرب وعلى رأسهم الحكام، يصمتون على هذه الانتهاكات، بل ويدمون يد التعاون للعدو الصهيونى، الذى لا يتوقف عن قتل العروبة والهوية معها، حتى يبقى هو.

المواجهات التى دارت الأحد، بين مصلين ومعتكفين بالأقصى وأفراد الشرطة الصهيونية،بعد اقتحام متطرفون المسجد الأقصى، كشفت عن الوجه الصامت والذى يرضخ للكيان الصهيونى.

مواجهات عنيفة

وقالت التقارير الواردة من باحة الأقصى في القدس الشرقية، إن المواجهات العنيفة أسفرت عن وقوع عشرات الجرحى الفلسطينيين إثر استخدام الشرطة الإسرائيلية الرصاص المطاطي والقنابل الصوتية.

وأغلقت قوات الاحتلال أبواب المسجد، ومنعت المصلين من الوصول إلى الحرم القدسي، فيما حاصرت المرابطين، وأطلقت الرصاص الحي في حرم الأقصى، وقذفت الغاز المسيل للدموع، بهدف إخراج المعتكفين منه.

رأس السنة العبرية

ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن شهود عيان قولهم: إن قوات الشرطة الإسرائيلية اقتحمت باحة المسجد الأقصى بأعداد كبيرة لإخلائها من المعتكفين، لتأمين دخول مجموعة من اليهود تضم عددا من المستوطنين بمناسبة "رأس السنة العبرية"، ما أدى إلى اندلاع مواجهات في المكان، امتدت إلى المصلى القبلي حيث استخدمت الشرطة الإسرائيلية قنابل الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي.

وذكرت وسائل الإعلام العبرية أن وزير الزراعة الصهيونى أوري أرييل، كان على رأس المجموعة التي دخلت باحة الأقصى للاحتفال برأس السنة العبرية.

حظر "المرابطون"

وتأتى هذه المواجهات مع تصاعد التوتر على أثر إعلان وزير الجيش الصهيونى موشيه يعالون يوم الأربعاء الماضى، حظر جماعة "المرابطون" التي تضم نساء ورجالا وتتصدى للزوار اليهود في المسجد الأقصى بالقدس.

واعتبر يعالون أن هذه المجموعة "عامل رئيسي في خلق التوتر والعنف" وتسعى إلى "تقويض سيادة الكيان على جبل الهيكل".

وعلق وزير الأمن الداخلي الصهيونى جلعاد أردان، صباح اليوم الأحد، على المواجهات في المسجد الأقصى بين الشرطة وشباب فلسطينيين.

الرصاص المطاطى

وأوضحت التقارير الفلسطينية أن شابين أصيبا جراء استخدام قوات الاحتلال للرصاص المطاطي وغاز الفلفل، في حين اعتدت عناصر الشرطة بالضرب على مدير المسجد الأقصى عمر الكسواني، ورئيسة الحرس.

وأشارت إلى أن قوات الاحتلال أبعدت كافة حراس الأقصى إلى باب السلسلة، ومنعت الرجال والنساء من دخول المسجد، مبينا، أن مواجهات اندلعت في باب حطة تزامنا مع المواجهات داخل الأقصى.

تهويد الأقصى

بدوره، دعا الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبوردينة، العالم العربي والإسلامي والمجتمع الدولي إلى ضرورة الضغط على إسرائيل لوقف محاولاتها المستمرة لتهويد المسجد الأقصى.

وقال أبوردينة ـ في تصريح لقناة سكاي نيوز، اليوم الأحد: "يجب أن يكون معروفا لدى إسرائيل والولايات المتحدة التي تدعمها بشكل غير معقول أن الحرم القدسى والمقدسات خطوط حمراء"عربية وإسلامية ومسيحية "لا يمكن التساهل بشأنها".

وحمل أبوردينة، الحكومة الإسرائيلية مسئولية وقف هذه الاقتحامات والإجراءات التصعيدية الخطيرة، موضحا أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس أجرى اتصالات خلال الأسبوع الماضي مع الجانب الأردني والمغربي ومنظمة التعاون الإسلامية لمواجهة هجمة التهويد التي يتعرض لها المسجد الأقصى.

وأضاف الناطق الفلسطيني أن انعكاسات هذه التصرفات الخطيرة لن تكون على الساحة الفلسطينية فحسب بل العربية والإسلامية والدولية، مؤكدا أن الرئاسة الفلسطينية لن تقف مكتوفة الأيدي أمام هذه الحملة الإسرائيلية.

يذكر أن نحو 100 يهودي يساري تظاهروا أمس السبت، تضامنا مع الفلسطينيين في الحي الواقع بالقدس الشرقية في حين حضرت قوات معززة من الشرطة الصهيونية.

ورفع المتظاهرون شعارات مؤيدة للسلام والتضامن مع الفلسطينيين، كما عبروا عن رفضهم للاستيطان في المناطق الفلسطينية.