الجزائر تستفز تونس و وزير داخلية الأخيرة يتهمها بالإرهاب و بالتصعيد في حالة الاستفزاز
يبدو أن الجارة الشرقية للمملكة المغربية تتجه نحو خيار العزلة الإفريقية بعد أن اتخدت منها كل دول المنطقة موقفا لا تحسد عليه بفعل افتعالها لصراعات مع الجيران من أجل تصدير أزماتها الداخلية الخانقة التي تهدد بانفجار اجتماعي و بثورة شعبية قد تعصف لا محالة بكبار مسؤوليها الذين نهبوا خيراتها على مر السنين ، و كذا من أجل إلهاء الشعب الجزائري الشقيق بمشاكل خارجية تقف هي وراء افتعالها.
فبعد حادثة رمي مواطن مغربي أعزل بالرصاص و رد الفعل الرزين و الحكيم من الطرف المغربي الذي لم ينسق و لم ينجر لرغبة الجارة للدخول في متاهات هي في غنى عنها و ليست أهلا لها و قد تجر عليها الويلات لا غير ، ها هي اليوم و بعد أن فقدت الأمل في استفزاز المغرب اتجهت للجارة الشرقية لها و هي الشقيقة تونس لتفتعل معا مشكل جديدا على الحدود من أجل خلق البلبة و إثارة الفتنة لربح المزيد من الوقت قصد إعادة الهدوء لوسط البلاد الذي يغلي بفعل المظاهرات و الاحتجاجات.
فقد أكد وزير الداخلية التونسية لطفي بن جدو، اليوم الأربعاء على وجود "تهديدات أمنية جادة" على الحدود التونسية الجزائرية و بالتحديد في ولايات الكاف و جندوبة و القصرين على بعد ما بين 150 و160 كلم عن العاصمة و أن هاته التهديدا سببها الجزائر التي تدعم تلك التنظيمات الإرهابية.
و أوضح بن جدو، في تصريح صحفي على هامش أشغال ملتقى دولي حول "القضاء ومكافحة التعذيب"، أنه تم رصد تحركات للإرهابيين في المناطق المذكورة مؤكدا على مواصلة الجهود الأمنية لمواجهة هذه التهديدات والتصدي لها بنفس الجدية والصرامة التي تعاطت بها قوات الأمن والجيش الوطنيين مع التهديدات والأحداث التي سبقت الانتخابات التشريعية ، مضيفا أن بلاده لن تسمح لأي كان بزعزعة استقرار و أمن مواطنيها من أجل مصالحه الخاصة في إشارة واضحة منه للجزائر.
و أعرب بن جدو عن أمله في أن تتمكن البلاد من إنهاء مرحلة الانتقال الديمقراطي بإنجاح الانتخابات الرئاسية القادمة المقررة يوم 23 نونبر الجاري، والتي يتنافس فيها 27 مرشحا.
هذا و تجدر الإشارة لإلى أن السلطات التونسية تخوض منذ نهاية 2012 مواجهات متواصلة مع مجموعات مسلحة في جبل "الشعانبي" القريب من الحدود الجزائرية، آخرها كان قد أودى بحياة 4 من عناصر الجيش، وإصابة 11 آخرين في عملية "إرهابية" استهدفت حافلة عسكرية بمنطقة "نبر" بولاية "الكاف".