هدد مسؤول إسرائيلي الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) بإسقاط حكمه إذا لم يسع إلى تهدئة الأوضاع في القدس والضفة الغربية.
وقال في تصريحات نشرت أمس إن «أبو مازن يعرف أن إسرائيل منعت الانقلاب عليه من حماس في الضفة الغربية، ويعرف أنها تستطيع سحب الحماية عنه، ثم يسقط في غضون يومين».
وجاء هذا التهديد بعد سلسلة تصريحات، بدأها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وشارك فيها كل من وزير الخارجية أفيغدور ليبرمان، ووزير التجارة والاقتصاد نفتالي بنيت، ووزير الأمن الداخلي إسحق أهرونوفيتش.
وكشفت أوساط مقربة من قيادة الجيش والمخابرات والشرطة الإسرائيلية، من خلال تصريحات نشرت في جميع وسائل الإعلام العبرية، أن التصريحات التي يطلقها القادة السياسيون والتي تحمل القيادة الفلسطينية مسؤولية التدهور الأمني، "تنطوي على كثير من الزيف وتشويه الحقائق".
ورفضت الاقتراحات التي تدعو إلى فرض حكم الإعدام على كل فلسطيني يحاول مهاجمة إسرائيلي، أو يشتبه بأنه ينوي مهاجمة إسرائيلي، وقالت بهذا الخصوص إن «الحل الوحيد الممكن للأزمة الناشئة حاليا يكمن في الحقل السياسي.
وينبغي أولا وقف دخول السياسيين من اليمين وقادة المستوطنين إلى الأقصى. كما يجب إيجاد طريقة لاستئناف المفاوضات».
ووفقا للخبير العسكري المقرب من الجيش، أليكس فيشمان، فإن هناك صراعا على القدس يدور بين إسرائيل والفلسطينيين، وإنه «بسبب غباء الحكومة الإسرائيلية، فإن ما يجري اليوم من أحداث يصب في صالح الفلسطينيين».
وقال موضحا: "لا يهم إن كان يطلق على ما يحدث في القدس اسم انتفاضة أو هبة شعبية، أو اضطرابات شديدة، لأن هذا لن يغير حقيقة أن ما يحدث هو معركة مريرة وعنيفة على السيادة في القدس.
فكل الفصائل الفلسطينية شكلت جبهة موحدة هدفها التحرر من السلطة الإسرائيلية في القدس، ولكل قطاع في هذه الجبهة مصلحته الفورية، فحركة حماس تشجع العنف في القدس كي تحافظ على مكانتها في النضال القومي، وتموه الشلل الذي أصابها على امتداد الحدود في غزة.
والسلطة الفلسطينية تعتبر العنف في القدس أداة سياسية مركزية في الانتفاضة الدبلوماسية التي تديرها ضد إسرائيل على الحلبة الدولية".
وأضاف فيشمان في استعراض عنف الأجهزة الأمنية الإسرائيلية: "صور النيران في القدس التي تلفت أنظار العالم، هي صور كلاسيكية للاحتلال، وهذا يزكي مشاعر الاشمئزاز من إسرائيل في الشارع الأوروبي.
وكلما تصاعدت النيران في القدس، سيسارع مزيد من الدول إلى الاعتراف من جانب واحد بالدولة الفلسطينية المحتلة، لقد بدأت السويد بذلك، والبقية آتية في الطريق حتى يتم تجنيد أكبر عدد من الدول لتفرض على إسرائيل حلا سياسيا".