أنت غير مسجل في مسلم أون لاين . للتسجيل الرجاء أضغط هنـا
 

الإعلانات النصية


الإهداءات

العودة   منتديات مسلم أون لاين العودة مسلم أون لاين العـــام العودة قسم الترحيب والإجتماعيات

إضافة رد
   
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  مشاركة رقم : 1  
قديم 04-27-2017
رحيق مختوم


رقم العضوية : 67
تاريخ التسجيل : Oct 2015
الدولة : سوريا طرطوس
المشاركات : 119
بمعدل : 0.04 يوميا
معدل تقييم المستوى : 9
المستوى : رحيق مختوم نشيط

رحيق مختوم غير متواجد حالياً عرض البوم صور رحيق مختوم



المنتدى : قسم الترحيب والإجتماعيات
افتراضي ولاتقبلوا لهم شهادة ابدا

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى ازواجه وذريته وآله واصحابه ومن والاهم وبعد: فَاِنَّنَا قَبْلَ الْبَدْءِ بِالْمُشَارَكَةِ: نُوَجِّهُ خِطَابَنَا اِلَى الْمَسْؤُولِينَ فِي مبْنَى الْاِذَاعَةِ وَالتِّلِفِزْيُونِ فِي طَرْطُوسِ وَنَقُول: هُنَاكَ خَرَابَةٌ مُجَاوِرَةٌ لَكُمْ يَاْوِي اِلَيْهَا الدَّجَاج بِكَثْرَةٍ: وَنَحْنُ نَبْتَهِجُ بِمَنْظَرِ الدَّجَاجِ: وَلَكِنْ هَلْ هَذَا مَنْظَرٌ حَضَارِيٌّ حِينَمَا نَرَى الْقُمَامَةَ وَالْاَحْجَارَ وَالْاَتْرِبَةَ مُتَكَوِّمَةً بِمَا يَبْعَثُ عَلَى النَّفْسِ مِنَ الِاشْمِئْزَازِ مَا يَجْعَلُهَا تَكْرَهُ الدَّجَاجَ وَمَنْظَرَ الدَّجَاجِ الْجَمِيلِ حِينَ يُرِيحُ وَحِينَ يَسْرَحُ: نعم ايها الاخوة النصارى: وَاَيْضاً فِي الزِّيَارَةِ الْاَخِيرَةِ الَّتِي قَامَ بِهَا سِيَادَةُ الْمُطْرَانِ بْشَارَة الرَّاعِي اِلَى طرطوسَ طَاْطَاْنَا رُؤُوسَنَا خَجَلاً وَحَيَاءً مِنْهُ وَنَحْنُ مَعَهُ فِي السَّيَّارَةِ وَهُوَ يَنْظُرُ اِلَى الْجِهَةِ الَّتِي تُطِلُّ عَلَى مَطْعَمِ سَلْسَبِيلَا مِنْ جِهَةِ كَنِيسَةِ السَّيِّدَةِ وَهُوَ يَقُولُ لَنَا اُنْظُرُوا اِلَى قَذَارَةِ الْاُورْثُوذُكْسِ! هَلْ هَذَا مَنْظَرٌ حَضَارِيٌّ يَلِيقُ بِالْكَنِيسَةِ الَّتِي هِيَ بَيْتٌ مِنْ بُيُوتِ الله! هَؤُلَاءِ اللُّصُوصِ وَالْحَرَامِيَّةِ اَيْنَ يَذْهَبُونَ بِالتَّبَرُّعَاتِ الْهَائِلَةِ الَّتِي تَاْتِي اِلَى الْاَوْقَافِ الْمَسِيحِيَّةِ! لِمَاذَا لَايُصْلِحُونَ مِنْ شَاْنِهَا! هَلْ لِاَنَّهَا مُجَاوِرَةٌ لِمَسْجِدٍ مِنْ مَسَاجِدِ الْمُسْلِمِينَ وَتُطِلُّ بِقَذَارَتِهَا وَوَسَاخَتِهَا عَلَى قِبْلَتِهِ الَّتِي يَتَّجِهُ اِلَيْهَا الْمُصَلُّونَ فِي صَلَاتِهِمْ مَعَ الْعِلْمِ اَنَّهُمْ يَقُومُونَ بِاِضَاءَةِ الصَّلِيبِ عَلَى النَّاقُوسِ مِنْ جَمِيعِ الِاتِّجَاهَاتِ! اَمَا يَخْجَلُ هَؤُلَاءِ الْاَقْذَارُ مِنْ اَنْفُسِهِمْ! اَمَا يَغَارُونَ عَلَى طَهَارَةِ صُلْبَانِهِمْ اَنْ تُضِيءَ عَلَى هَذِهِ الْقَذارَةِ الْمُجَاوِرَةِ لِلْمَطْعَمِ! اَمَا يَغَارُونَ عَلَيْهَا وَعَلَى مَا قَامَ بِهِ يَسُوعُ عَلَيْهَا اَيْضاً مِنْ اَجْلِ تَطْهِيرِهِمْ مِنَ الذُّنُوبِ وَالْخَطَايَا: وَنَكْتَفِي بِهَذَا الْقَدْرِ مِنْ دُونِ تَعْلِيقٍ: ثُمَّ بَعْدَ ذَلِكَ اَيُّهَا الْاِخْوَةُ: جَاءَنَا سُؤَالٌ مِنْ اَحَدِ الْاِخْوَةِ فِي طَرْطُوسَ نَرْجُو مِنَ الْمَسْؤُولِينَ الْمَسِيحِيِّينَ فِي طَرْطُوسَ اَنْ يَقُومُوا بِالْاِجَابَةِ عَلَيْهِ وَهُوَ مَدْرَسَةُ الرَّاهِبَاتِ الْمُجَاوِرَةُ لِمَبْنَى الْاِذَاعَةِ وَالتِّلِفِزْيُونِ: مَاذَا تَعْنُونَ بِقَوْلِكُمْ اَنَّهَا مُسْتَوْلَى عَلَيْهَا؟؟؟ وَنَكْتَفِي بِهَذَا الْقَدْرِ وَنَنْتَقِلُ مُبَاشَرَةً اِلَى مَايُسَمَّى بِالْاَخِ رَشِيد: وقد اَثَارَ نَفْسَ الشُّبْهَةِ الَّتِي اَثَارَهَا شَيْخُ الرِّجْسِ مِنَ الْاَوْثَانِ وَقَوْلِ الزُّورِ: وَلَابُدَّ مِنَ الْاِجَابَةِ عَلَيْهَا فِي هَذِهِ الْمُشَارَكَةِ بِنَفْسِ الْجَوَابِ الَّذِي اَجَبْنَا بِهِ شَيْخَ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ:وَعَلَيْكُمْ هُنَا اَيُّهَا الْاِخْوَةُ قَبْلَ اَنْ نُجِيبَ عَلَيْهَا: اَنْ تُلَاحِظُوا مُلَاحَظَةً هَامَّةً وَخَطِيرَةً جِدّاً عَلَى مُسْتَقْبَلِكُمْ مَعَ الْاِسْلَامِ: وَهِيَ اَنَّ الْخَنَازِيرَ الصُّلْبَانَ الْخَوَنَةَ: لَعْنَةُ اللهِ عَلَيْهِمْ وَعَلَى صُلْبَانِهِمُ الْقَذِرَةِ: فِي كُلِّ مَرَّةٍ يَعُودُونَ اِلَى اِثَارَةِ الْغُبَارِ مَعَ نَفْسِ الشُّبُهَاتِ الْقَذِرَةِ مِنْ جَدِيدٍ: فِي كُلِّ زَمَانٍ وَمَكَانٍ: وَمَهْمَا اَعَادَ التَّارِيخُ نَفْسَهُ: وَمَهْمَا تَمَّتِ الْاِجَابَةُ عَلَيْهَا: وَلَوْ بِاَجْوِبَةٍ مُفْحِمَةٍ لِلْخَصْمِ: وَلَوْ بِاَجْوِبَةٍ مَنْطِقِيَّةٍ مُقْنِعَةٍ تُعَرِّي الْخَصْمَ مِنْ مَلَابِسِهِ: عَفْواً نَقْصُدُ اَنَّهَا تُعَرِّي الْخَصْمَ مِنْ تَدْلِيسِهِ عَلَى النَّاسِ لِمَاذَا: لِاَنَّ الْخُبَثَاءَ يُدْرِكُونَ جَيِّداً: اَنَّ النَّاسَ لَيْسُوا عَلَى دَرَجَةٍ وَاحِدَةٍ مِنَ الْفَهْمِ وَالْاِدْرَاكِ وَالصُّمُودِ اَمَامَ اِغْرَاءِ الْمَالِ: وَلِذَلِكَ فَاِنَّهُمْ يَخْتَارُونَ بِعِنَايَةٍ وَانْتِقَاءٍ عَظِيمَيْنِ لَامَثِيلَ لَهُمَا*( مِنْ اَجْلِ اَنْ يُثِيرُوا هَذِهِ الشُّبُهَاتِ الْمُتَكَرِّرَةَ وَالَّتِي تَمَّتِ الْاِجَابَاتُ الْمُتَكَرِّرَةُ اَيْضاً عَلَيْهَا( *اَوْسَاطاً مِنَ الشَّرَائِحِ الِاجْتِمَاعِيَّةِ الضَّعِيفَةِ فِي عُقُولِهَا وَاسْتِيعَابِهَا لِدُرُوسِ الْعِلْمِ: وَيَعْلَمُ الصُّلْبَانُ الْخَنَازِيرُ جَيِّداً اَنَّهَا تُعَانِي مِنَ الْفَهْمِ الْعَقِيمِ لِهَذِهِ الْاَدِلَّةِ الْمَنْطِقِيَّةِ الْعَقْلِيَّةِ الْمُقْنِعَةِ مَهْمَا كَانَتْ هَذِهِ الْاَدِلَّةُ تَحْمِلُ مِنَ الْحِجَجِ وَالْبَرَاهِينِ الدَّامِغَةِ: نعم ايها الاخوة: وَهَذِهِ الشُّبْهَةُ هِيَ قَوْلُ الْخِنْزِيرِ الرَّشِيدِ الَّذِي يُرْشِدُ اَمْثَالَهُ مِنَ الْخَنَازِيرِ اِلَى قُمَامَةِ الْعِلْمِ وَالْمَعْرِفَةِ بِلِبَاسِ الْبَاطِلِ الْبَرَّاقِ الْخَادِعِ الَّذِي يُعَمِّي بِهِ عَلَى النَّاسِ حِينَمَا يُلْبِسُ بِهِ جَسَدَ الْحَقِّ الَّذِي لَمْ يَكُنْ عُرْيَاناً يَوْماً مِنَ الْاَيَّامِ اِلَّا فِي الْمِنْظَارِ الْاَرْعَنِ الْاَحْمَقِ الْمَعْتُوهِ الَّذِي يَحْتَاجُ اِلَى فَحْصٍ عَمِيقٍ دَائِمٍ مُتَكَرِّرٍ يَقُومُ بِهِ اَطِبَّاءُ الْعُيُونِ وَالْاَمْرَاضِ النَّفْسِيَّةِ مِنْ اَجْلِ تَصْحِيحِ دَرَجَاتٍ هَائِلَةٍ فِي الْبَصِيرَةِ قَبْلَ الْبَصَرِ كَيْ لَا يَسْتَعْمِلَهُ (اِلَّا مُحَدَّثاً( ضِعَافُ الْعُقُولِ السُّفَهَاءُ الَّذِينَ يُصَدِّقُونَ كُلَّ نَاعِقٍ جَحَدَ الْحَقَّ بَعْدَ اَنِ اسْتَيْقَنَتْهُ اَنْفُسُهُمْ مِنْ اَمْثَالِ هَذَا الْبُومِ الْقِرْدِ السَّعْدَانِ حِينَمَا يَقُولُ: طَيِّبْ فَهِمْنَا اَنَّ الْاِسْلَامَ يَبْغِي مِنْ وَرَاءِ الْقَتْلِ قِصَاصاً عَادِلاً: طَيِّبْ جَمِيعُ الْاَدْيَانِ اَيْضاً تَبْغِي مِنْ وَرَاءِ الْقَتْلِ قِصَاصاً عَادِلاً: ثُمَّ يَقُولُ الْخِنْزِير: وَفَهِمْنَا اَيْضاً اَنَّ الْاِسْلَامَ حَرَّمَ قَتْلَ النَّفْسِ الَّتِي حَرَّمَ اللهُ اِلَّا بِالْحَقِّ: طَيِّبْ جَمِيعُ الْاَدْيَانِ اَيْضاً تُحَرِّمُ قَتْلَ النَّفْسِ الَّتِي حَرَّمَ اللهُ اِلَّا بِالْحَقِّ: فَعَلَامَ يُزَايِدُ الْاِسْلَامُ اِذاً عَلَى هَذِهِ الْاَدْيَانِ: هَلْ يُزَايِدُ عَلَيْهَا بِقَتْلِ الْكُفَّارِ الْمُسَالِمِينَ وَالْمُحَارِبِينَ مَعاً وَاِبَادَتِهِمْ عَنْ بَكْرَةِ اَبِيهِمْ فِي مِثْلِ قَوْلِ مُحَمَّدٍ مَثَلاً{وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ{فَاِذَا انْسَلَخَ الْاَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُّمُوهُمْ(وَلَمْ يُكْمِلِ اللَّعِينُ بَقِيَّةَ الْآَيَةِ الَّتِي تَدْعُو اِلَى عَدَمِ الْقَتْلِ الْاِبَادِيِّ الْجَمَاعِيِّ وَلَوْ لِلْكُفَّارِ الْمُحَارِبِينَ كَمَا يَفْعَلُ الرُّوسُ الْخَوَنَةُ الْاِرْهَابِيُّونَ الْمُجْرِمُونَ بِحَقِّ الْاَبْرِيَاءِ الْمُؤْمِنِينَ الْمُسْلِمينَ وَمَشَافِيهِمْ فِي سُورِيَّا وَهِيَ قَوْلُهُ تَعَالَى{وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ: فَاِنْ تَابُوا وَاَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآَتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ(نعم اخي: ثُمَّ يَقُولُ الْخِنْزِيرُ الْقَذِرُ الْوَغْدُ: وَمَاذَا اَيْضاً عَنْ قَوْلِهِ تَعَالَى فِي سُورَةِ النِّسَاءِ فِي الْآَيَةِ 88{ فَمَالَكُمْ فِي الْمُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ{فَاِنْ تَوَلَّوْا فَخُذُوهُمْ وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ وَجَدْتُّمُوهُمْ{سَتَجِدُونَ آَخَرِينَ يُرِيدُونَ اَنْ يَاْمَنُوكُمْ وَيَاْمَنُوا قَوْمَهُمْ كُلَّمَا رُدُّوا اِلَى الْفِتْنَةِ اُرْكِسُوا فِيهَا: فَاِنْ لَمْ يَعْتَزِلُوكُمْ وَيُلْقُوا اِلَيْكُمُ السَّلَمَ وَيَكُفُّوا اَيْدِيَهُمْ: فَخُذُوهُمْ وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ: وَاُولَئِكُمْ جَعَلْنَا لَكُمْ عَلَيْهِمْ سُلْطَاناً مُبِينَا( نعم ايها الاخوة: يَقُولُ ذَلِكَ الَّذِي قُلْنَاهُ الْخِنْزِيرُ الْوَغْدُ الْقَذِرُ مُتَجَاهِلاً اَنَّ اللهَ تَعَالَى فِي نَفْسِ السُّورَةِ وَهِيَ سُورَةُ النِّسَاءِ وَبَعْدَ فَاصِلٍ قَصِيرٍ: يَدْعُو هَؤُلَاءِ الَّذِينَ اَمَرَ بِقَتْلِهِمْ مِنَ الْمُنَافِقِينَ: اِلَى التَّوْبَةِ: وَالْاِصْلَاحِ: وَاعْتِصَامِهِمْ بِاللهِ: وَاِخْلَاصِ دِينِهِمْ لِلهِ: لِيَنْجُوا بِاَنْفُسِهِمْ مِنْ هَذَا الْعَذَابِ وَهُوَ الْقَتْلُ بِاَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ فِي الدُّنْيَا: وَالنَّارُ فِي الْآَخِرَةِ: بَلْ لِيَكُونُوا مَعَ الْمُؤْمِنِينَ جَنْباً اِلَى جَنْبٍ وَيَداً وَاحِدَةً وَجَسَداً وَاحِداً وَصَفّاً وَاحِداً: بَلْ اَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ اَيْضاً: وَهُوَ اَنْ يُؤْتِيَهُمُ اللهُ اَجْراً عَظِيماً: بَلْ اَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ اَيْضاً: حِينَمَا يَفْتَحُ اللهُ لِلنَّاسِ جَمِيعاً مِنْ خِلَالِ هَؤُلَاءِ الْمُنَافِقِينَ: آَفَاقاً مِنَ الرَّحْمَةِ الْوَاسِعَةِ الَّتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ: وَاَبْوَاباً مِنَ الْمَغْفِرَةِ وَالْاَمَلِ وَالرَّجَاءِ فِي عَدَمِ دُخُولِهِمْ اِلَى النَّارِ بَتَاتاً: دُونَ اَنْ يَحْتَاجَ اِلَى اِرْسَالِ (ابْنِهِ الْوَحِيدِ) مِنْ اَجْلِ فِدَاءِ خَطَايَاهُمْ: بِدَلِيلِ قَوْلِ الْمَنَّانِ الْحَنَّانِ عَلَى هَؤُلَاءِ الَّذِينَ لَايُطَاوِعُهُ قَلْبُهُ سُبْحَانَهُ عَلَى قَتْلِهِمْ فِي الدُّنْيَا وَلَا عَلَى تَعْذِيبِهِمْ فِي الْآَخِرَةِ مَهْمَا اَمَرَ بِقَتْلِهِمْ وَالتَّنْكِيلِ بِهِمْ{مَايَفْعَلُ اللهُ بِعَذَابِكُمْ اِنْ شَكَرْتُمْ وَآَمَنْتُمْ(فَهَلْ تَجِدُونَ اَيُّهَا الْاِخْوَةُ فِي اَنَاجِيلِ النَّصَارَى اِلَهاً مَحَبَّةً بِهَذَا الشَّكْلِ الْاَكْثَرِ مِنَ الرَّائِعِ الَّذِي نَجِدُهُ فِي قُرْآَنِ الْكَرِيمِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ الْحَنَّانِ الْمَنَّانِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يَقُولُ الظَّالِمُونَ مِنَ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى وَالشِّيعَةِ عُلُوّاً كَبِيراً يَعْلُو عَلَيْهِمْ وَعَلَى مَايَقُولُونَهُ مِنَ الْبُهْتَانِ الْعَظِيمِ فِي حَقِّهِ سُبْحَانَهُ وَفِي حَقِّ عَبْدِهِ وَرَسُولِهِ الْمَسِيحِ وَمُحَمَّدٍ وَمَرْيَمَ وَعَائِشَةَ وَحَفْصَةَ الْبَتُولِ الطَّاهِرَة: بَلْ هَلْ تَجِدُونَ فِي اَنَاجِيلِ النَّصَارَى اللهَ الْمَحَبَّةَ الَّذِي يَتَوَاضَعُ اِلَى مُسْتَوَى حِذَاءِ عَبْدِهِ الْمُؤْمِنِ كَمَا يَلِيقُ بِجَلَالِهِ سُبْحَانَهُ مُعِيناً اِيَّاهُ عَلَى رَبْطِهِ اِذَا انْقَطَعَ رِبَاطُهُ: بِدَلِيلِ قَوْلِهِ عليه الصلاة والسلام: اِنَّ اللهَ يُحِبُّ مِنْ اَحَدِكُمْ اَنْ يَسْاَلَهُ شِسْعَ نَعْلِهِ اِذَا انْقَطَعَ: بَلْ اَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ اَيْضاً: فَهَلْ تَجِدُونَ اَيُّهَا الْحُثَالَةُ الْاَقْذَارُ الْوَقِحُونَ الْمُرْتَدُّونَ عَنْ دِينِ الْاِسْلَامِ اِلَى دِينِ النَّصَارَى بِسَبَبِ هَذِهِ الْمَحَبَّةِ الْمَزْعُومَةِ فِي اَنَاجِيلِهِمْ وَالَّتِي يَتَشَدَّقُونَ بِهَا وَيَتَبَجَّحُونَ كَذِباً وَافْتِرَاءً عَلَى اللهِ فِي عَدَمِ وُجُودِهَا بِزَعْمِهِمْ بِهَذَا الشَّكْلِ الرَّائِعِ الْحَاضِنِ الْحَنُونِ الرَّحِيمِ فِي دِينٍ آَخَرَ سِوَى دِينِهِمْ: فَهَلْ تَجِدُونَ فِي اَنَاجِيلِ النَّصَارَى اللهَ الْمَحَبَّةَ الَّذِي يَقُولُ فِي قُرْآَنِ الْمُسْلِمِينَ مِنَ الدَّرَجَةِ الثَّانِيَةِ فِي حَدِيثِهِ الْقُدْسِيِّ: وَمَايَزَالُ يَتَقَرَّبُ اِلَيَّ عَبْدِي بِالنَّوَافِلِ حَتَّى اُحِبَّهُ: فَاِذَا اَحْبَبْتُهُ: كُنْتُ رِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِي بِهَا: وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطِشُ بِهَا: وَسَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ: وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ: نَعَمْ ايها الاخوة: لَقَدْ قَالَهَا سُبْحَانَهُ بِصَرِيحِ الْعِبَارَةِ مِنْ شِدَّةِ مَحَبَّتِهِ لِعَبْدِهِ الْمُؤْمِنِ: كُنْتُ رِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِي بِهَا مَهْمَا فَسَّرَهَا مَنْ فَسَّرَهَا بِقَوْلِهِ كُنْتُ اَقْرَبَ اِلَيْهِ مِنْ رِجْلِهِ الَّتِي يَمْشِي بِهَا: وَنَحْنُ نَتَّفِقُ مَعَ هَذَا التَّفْسِيرِ: وَلَكِنَّ هَذَا لَايَمْنَعُ اَنَّ اللهَ تَعَالَى تَوَاضَعَ اِلَى مُسْتَوَى اَرْجُلِ عِبَادِهِ الْمُؤْمِنِينَ الَّتِي يَمْشُونَ بِهَا مِنْ شِدَّةِ مَحَبَّتِهِ لِعِبَادِهِ: بَلْ مِنْ شِدَّةِ اِعْجَابِهِ بِهِمْ سُبْحَانَهُ: وَكَيْفَ لَايُعْجَبُ الصَّانِعُ سُبْحَانَهُ بِصَنْعَتِهِ قَائِلاً{ لَقَدْ خَلَقْنَا الْاِنْسَانَ فِي اَحْسَنِ تَقْوِيمٍ) بِمَا فِيهِ مِنْ رِجْلِهِ وَيَدِهِ وَسَمْعِهِ وَبَصَرِهِ: فَهَلْ تَجِدُونَ اَيُّهَا الْمُرْتَدُّونَ فِي اَنَاجِيلِ النَّصَارَى وَكُتُبِ الْيَهُودِ مَحَبَّةً اَعْظَمَ مِنْ هَذِهِ الْمَحَبَّة: بِمَاذَا يُزَايِدُ عَلَيْنَا النَّصَارَى: هَلْ يُزَايِدُونَ عَلَيْنَا بِمَا فَعَلَتْهُ مَرْيَمُ الْمَجْدُلِيَّةُ مِنْ تَقْبِيلِ اَقْدَامِ الْمَسِيح: هَلْ يُزَايِدُونَ عَلَيْنَا بِمَا فَعَلَهُ الْمَسِيحُ مِنْ تَقْبِيلِ اَقْدَامِ تَلَامِيذِهِ وَاحِداً بَعْدَ الْآَخَرِ: وَنَحْنُ لَانُنْكِرُ هَذِهِ الْحَادِثَةَ: فَرُبَّمَا كَانَ هَذَا جَائِزاً فِي شَرِيعَةِ الْمَسِيحِ: كَمَا كَانَ جَائِزاً فِي شَرِيعَةِ يَعْقُوبَ اَنْ يَسْجُدَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: وَلَوْ لَمْ يَكُنْ ذَلِكَ كُلُّهُ جَائِزاً فِي شَرِيعَتِنَا: وَلَكِنَّنَا مَعَ ذَلِكَ نُزَايِدُ عَلَى النَّصَارَى: بِاَنَّ اللهَ تَعَالَى فِي شَرِيعَتِنَا الَّتِي لَايُوجَدُ لَهَا مَثِيلٌ فِي اَنَاجِيلِ النَّصَارَى: وَلَايُوجَدُ فِيهَا اَمْثَالُ هَذَا الْحَدِيثِ الْقُدْسِيِّ الَّذِي ذَكَرْنَاهُ: نعم ايها الاخوة: نَحْنُ نُزَايِدُ عَلَيْهِمْ دَائِماً وَاَبَداً وَاِلَى اَبَدِ الْآَبِدِينَ: بِاَنَّ اللهَ تَعَالَى: اَقْرَبُ اِلَى اَقْدَامِ عِبَادِهِ الْمُؤْمِنِينَ مِنْ فَمِ الْمَسِيحِ اِلَى اَقْدَامِ تَلَامِيذِهِ: بَلْ هُوَ سُبْحَانَهُ اَقْرَبُ لِاَجْسَادِهِمْ وَقُلُوبِهِمْ مِنْ فَمِ الْمَسِيحِ: بَلْ مِنْ اَقْدَامِهِمْ اَيْضاً مَهْمَا كَانَتْ هَذِهِ الْاَقْدَامُ مُلَاصِقَةً لِاَجْسَادِهِمْ بِعُرُوقِهَا وَشَرَايِينِهَا وَدِمَائِهَا وَلُحُومِهَا وَعِظَامِهَا: بَلْ اِنَّ الشَّيْطَانَ الَّذِي يَجْرِي مِنِ ابْنِ آَدَمَ مَجْرَى الدَّمِ: اَقْرَبُ اِلَى اَجْسَادِ الْخَنَازِيرِ الصُّلْبَانِ الَّذِينَ يَعْبُدُونَ الْمَسِيحَ وَاُمَّهُ مِنْ فَمِ الْمَسِيحِ مَهْمَا طَبَعَ مِنَ الْقُبَلِ عَلَى اَقْدَامِهِمْ وَاَقْدَامِ تَلَامِيذِهِ عَلَيْهِمْ مِنَ اللهِ مَايَسْتَحِقُّون: بَلْ كَيْفَ لَايُقَبِّلُ الصَّانِعُ صَنْعَتَهُ كَمَا يَلِيقُ بِجَلَالِهِ سُبْحَانَهُ بِمَا فِيهَا مِنْ اَقْدَامٍ وَاَيْدِي وَاَسْمَاعٍ وَاَبْصَار: نعم ايها الاخوة: ثُمَّ يَقُولُ هَارُونُ الرَّشِيدُ: عَفْواً وَمَعَاذَ اللهِ وَخَسِىءَ اَنْ يَكُونَ مِسْمَاراً فِي نَعْلِهِ: بَلْ نَقْصُدُ خِنْزِيرَ عَصْرِنَا الْحَاضِرِ الرَّشِيدَ الَّذِي يَقُول: مَاذَا عَنْ هَذِهِ الْآَيَاتِ وَاَمْثَالِهَا مِنَ الْكَثِيرِ الَّذِي ذَكَرْنَاهُ فِي سُورَةِ النِّسَاءِ وَغَيْرِهَا مِمَّا يَدْعُو اِلَى الْقَتْلِ الْاِبَادِيِّ الْجَمَاعِيِّ لِكُلِّ الْكُفَّارِ الْمُسَالِمِينَ وَالْمُحَارِبِينَ مَعاً: وَالْجَوَابُ عَلَى ذَلِكَ: اَوَّلاً بِالنِّسْبَةِ لِلْكُفَّارِ وَالْمُنَافِقِينَ وَالْمُؤْمِنِينَ الْمُسَالِمِينَ اَنْتَ كَذَّابٌ اَشِر: فَمَا اَكْثَرَ الْاَدِلَّةَ الشَّرْعِيَّةَ الَّتِي لَانُرِيدُ اَنْ نَسْتَعْرِضَهَا الْآَنَ: وَالَّتِي تَدْعُو اِلَى التَّعَامُلِ مَعَهُمْ عَلَى اَسَاسٍ عَادِلٍ مُحْسِنٍ يَقُول: نَحْكُمُ بِالظَّاهِرِ وَاللهُ يَتَوَلَّى السَّرَائِرَ: لَهُمْ مَالَنَا: وَعَلَيْهِمْ مَاعَلَيْنَا: مِنْ دُونِ اِكْرَاهٍ لَهُمْ عَلَى اَرْكَانِ الْاِيمَانِ وَالْاِسْلَامِ وَمُعْتَقَدَاتِهِ: نَعَمْ اَيُّهَا الْوَغْدُ: وَاَمَّا بِالنِّسْبَةِ لِلْكُفَّارِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُنَافِقِينَ الْبَاغِينَ الْمُحَارِبِينَ: فَنَحْكُمُ بِالسَّرَائِرِ: بِمَا خَرَجَ مِنْ رَائِحَتِهَا الْعَفِنَةِ مِنَ الْغَيْبِ اِلَى الْعَلَنِ الْحَاضِرِ: بَعْدَ اَنْ قَضَتْ عَلَى الضَّمَائِرِ: وَاللهُ يَتَوَلَّى الظَّاهِرَ: بِمَا شَرَعَ لِعِبَادِهِ الْمُؤْمِنِينَ الْعَادِلِينَ الْمُقْسِطِينَ الْمُحْسِنِينَ مِنَ الْاَوَامِرِ: فِي كَيْفِيَّةِ التَّعَامُلِ مَعَهُمْ وَمَعَ كُلِّ بَرٍّ وَفَاجِر: نعم ايها الاخوة :نَحْنُ لَانُعْطِيكُمْ حُكْماً اِلَّا اِذَا كَانَ عَلَيْهِ دَلِيلٌ مِنَ الشَّرْعِ اِنْ شَاءَ الله: بمعنى اَنَّ هَؤُلَاءِ يَجِبُ اَنْ نَحْكُمَ عَلَيْهِمْ بِالسَّرَائِرِ وَاللهُ يَتَوَلَّى الظَّاهِر: بِمَعْنَى اَنَّهُمْ اِذَا كَانَتْ لَهُمْ تَحَرُّكَاتٌ وَلَوْ سِرِّيَّةٌ جِدّاً مَاسُونِيَّةٌ مُرِيبَة: فَيَجِبُ اَنْ نَحْكُمَ عَلَى هَؤُلَاءِ بِالسَّرَائِرِ وَاللهُ يَتَوَلَّى الظَّاهِرَ: بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَاِمَّا تَخَافَنَّ مِنْ قَوْمٍ خِيَانَةً{ وَلَوْ بِهَذِهِ التَّحَرُّكَاتِ السِّرِّيَّةِ الْمَاسُونِيَّةِ الْمُرِيبَةِ الْمَشْبُوهَةِ وَلَوْ بِالطَّابُورِ الْخَامِسِ{فَانْبِذْ اِلَيْهِمْ عَلَى سَوَاءٍ: اِنَّ اللهَ لَايُحِبُّ الْخَائِنِين( مِمَّا يَدُلُّ صَرَاحَةً وَبِالدَّلِيلِ الْقَاطِعِ عَلَى اَنَّهُ لَاحُجَّةَ لِلْخَوَنَةِ الْاَتْرَاكِ وَحُكَّامِ الْخَلِيجِ وَالسُّعُودِيَّةِ الَّذِينَ يَتَقَاعَسُونَ عَنْ نُصْرَةِ الشَّعْبِ السُّورِيِّ* وَيَتْرُكُونَهُ لِمَصِيرِهِ الْاَسْوَدِ الْمَشْؤُومِ دُونَ تَاْمِينِ غِطَاءٍ جَوِّيٍّ وَلَا بَرِّيٍّ وَلَابَحْرِيٍّ *فِيمَا يَتَشَدَّقُونَ بِهِ مِنْ قَوْلِهِ تَعَالَى{وَاِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ اِلَّا عَلَى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاق(فَهَذِهِ الْآَيَةُ الْمُتَشَابِهَةُ نَسَخَتْهَا الْآَيَةُ الْمُحْكَمَةُ الَّتِي ذَكَرْنَاهَا قَبْلَهَا فِي هَذِهِ الْمُشَارَكَةِ وَالَّتِي تَاْمُرُ صَرَاحَةً هَؤُلَاءِ الْخَوَنَةَ الْعُلُوجَ جُحُوشَ الِاسْتِعْمَارِ فِي السُّعُودِيَّةِ وَالْخَلِيجِ بِنَقْضِ هَذَا الْمِيثَاقِ وَنَبْذِهِ وَخَاصَّةً مَعَ اِرْهَابِيِّينَ مُجْرِمِينَ شُيُوعِيِّينَ بَلْشَفِيِّينَ رُوسٍ يَتَعَامَلُونَ مَعَ الشَّعْبِ السُّورِيِّ بِمُنْتَهَى الْقَسْوَةِ وَالْوَحْشِيَّةِ: بَلْ قَتَلُوا بِثَوْرَتِهِمُ الْبَلْشَفِيَّةِ عَشَرَاتِ الْآَلَافِ وَاَعْدَمُوهُمْ شَنْقاً: نعم ايها المنافقون على قناة وصال: يَامَنْ تَتَشَدَّقُونَ بِعُمَرَ وَبِحُبِّ عُمَر: يَامَنْ تُرَدِّدُونَ دَائِماً: عُمَرْ: عُمَرْ: عُمَرْ: هَلْ اَنْتُمْ حَقّاً تَعْمَلُونَ بِهَدْيِ عُمَرَ اَيُّهَا الْمُجْرِمُون: مِنْ اَجْلِ قَتِيلٍ وَاحِد: مِنْ اَجْلِ اَنْ يَاْخُذَ الْعَدْلُ مَجْرَاهُ عَلَى قَتِيلٍ وَاحِد: وَلَوْ اَدَّى ذَلِكَ اِلَى خَرَابِ صَنْعَاءَ عَلَى مَنْ فِيهَا: وَلَوْ اَدَّى ذَلِكَ اِلَى خَرَابِ الْيَمَنِ وَتَدْمِيرِهَا عَلَى رُؤُوسِ مَنْ فِيهَا مِنَ الْاَبْرِيَاءِ يَقُولُ لَكُمْ عُمَر: لَوْ تَمَالَاَ عَلَيْهِ اَهْلُ صَنْعَاءَ لَقَتَلْتُهُمْ بِهِ: فَاَيْنَ اَنْتُمْ مِنْ هَدْيِ عُمَرَ اَيُّهَا الْمُنَافِقُون: يَامَنْ لَاتُحَرِّكُونَ سَاكِناً مِنْ اَجْلِ عَشَرَاتِ الْآَلَافِ مِنَ الْقَتْلَى الْمَظْلُومِينَ السُّورِيِّينَ وَالْفَلَسْطِينِيِّينَ وَغَيْرِهِمْ: يَامَنْ لَمْ يَكُنْ هَمُّكُمْ مِنْ اَجْلِ الْاِسْلَامِ: وَلَا مِنْ اَجْلِ مَايَحْدُثُ لِلْمُسْلِمِينَ يَوْماً: وَاِنَّمَا مِنْ اَجْلِ الْمُوبَايْلَاتِ وَتَحْدِيثَاتِ الْمُوبَايْلَاتِ وَتَطْبِيقَاتِهَا: اَيْنَ اَنْتُمْ مِنْ قَتِيلٍ وَاحِدٍ كَادَ اَنْ يُقِيمَ الدُّنْيَا وَلَايُقْعِدُهَا مِنْ اَجْلِهِ عُمَر: بَلْ اَيْنَ اَنْتُمْ مِنْ عَشَرَاتِ الْآَلَافِ مِنَ الْقَتْلَى السُّورِيِّينَ الَّذِينَ لَاتُحَرِّكُونَ سَاكِناً مِنْ اَجْلِ نُصْرَتِهِمْ وَقَدْ تَمَالَاَ عَلَيْهِمُ الْعَالَمُ بِاَجْمَعِهِ وَتَدَاعَى عَلَيْهِمْ كَمَا تَدَاعَى الْاَكَلَةُ عَلَى قَصْعَتِهَا: فَاَيْنَ اَنْتُمْ مِنْ عُمَرَ وَهَدْيِ عُمَرَ بَعْدَ اَنْ جَمَعَ الصَّحَابَةَ كُلَّهُمْ يَامَنْ تَتَشَدَّقُونَ بِحُبِّ الصَّحَابَةِ وَاَقَرُّوهُ جَمِيعاً عَلَى قَتْلِ السَّبْعَةِ وَلَوْ مِنْ اَجْلِ وَاحِدٍ مِنْ اَجْلِ اَنْ يَاْخُذَ الْعَدْلُ مَجْرَاهُ: لِاَنَّهُمْ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ جَمِيعاً وَعَنْ عُمَرَ كَانُوا يُدْرِكُونَ جَيِّداً اَنَّ سُعَارَ الْقَتْلِ لَنْ يَتَوَقَّفَ مِنَ الْمُعْتَدِينَ الظَّالِمِينَ اِذَا لَمْ يَاْخُذِ الْعَدْلُ مَجْرَاهُ وَلَوْ عَلَى قَتِيلٍ وَاحِدٍ: وَلَوْ عَلَى سَبْعَةٍ قَامُوا بِقَتْلِهِ: بَلْ وَلَوْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ وَالْجِنَّةِ وَالنَّاسِ اَجْمَعِينَ اِذَا قَامُوا جَمِيعاً بِقَتْلِهِ بِغَيْرِ حَقٍّ وَهَذَا هُوَ مَعْنَى قَوْلِهِ تَعَالَى لِلْمَلَائِكَةِ {اِنِّي اَعْلَمُ مَالَاتَعْلَمُون( حِينَمَا قَالُوا لَهُ اَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ( وَنَسْتَغِيثُ بِرَحْمَتِكَ يَارَحْمَنُ يَارَحِيمُ فَاَيْنَ رَحْمَتُكَ بِخَلْقِكَ وَنَحْنُ مِنْهُمْ وَقَدْ اَصْبَحْنَا نَخَافُ عَلَى اَنْفُسِنَا مِنْ سَفْكِ الدِّمَاءِ وَاَنْ يَقْتُلَ بَعْضُنَا بَعْضاً اَيْضاً: فَقَالَ لَهُمْ سُبْحَانَهُ: رَحْمَتِي فِي عَدْلِي الَّذِي يَجِبُ اَنْ يَاْخُذَ مَجْرَاهُ عَلَى خَلْقِي اَوَّلاً قَبْلَ اِحْسَانِي اِلَيْهِمْ{اِنَّ اللهَ يَاْمُرُ بِالْعَدْلِ(قَبْلَ{الْاِحْسَانِ( فَكَمَا اَنَّ اللهَ الَّذِي اَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ يُحِبُّ الْاِحْسَانَ وَالْمُحْسِنِينَ: فَكَذَلِكَ يُحِبُّ سُبْحَانَهُ الْعَدْلَ وَالْعَادِلِينَ وَالْقِسْطَ وَالْمُقْسِطِينَ( بَلْ عَلَى اَيِّ اَرْضِيَّةٍ يَسْتَطِيعُ الْاِحْسَانُ اَنْ يَسْتَمِرَّ اَيُّهَا الْاِخْوَةُ اِذَا لَمْ يَاْخُذِ الْعَدْلُ مَجْرَاهُ فِيهَا اَوّلاً: بَلْ هَلْ يَسْتَطِيعُ الْاِحْسَانُ اَنْ يَصْمُدَ طَوِيلاً عَلَى اَرْضِيَّةٍ ظَالِمَةٍ خَالِيَةٍ مِنَ الْعَدْلِ اِلَّا اَنْ يَكُونَ تَرْقِيعاً: وَنَحْنُ اَيُّهَا الْاِخْوَةُ لَانَرْضَى اَنْ تَكُونَ ثِيَابُنَا مُرَقَّعَةً: فَلَسْنَا مِنْ مُسْتَوَى عُمَرَ: وَلَانَسْتَحِقُّ اَنْ نَكُونَ مِسْمَاراً فِي نَعْلِ عُمَر: فَكَيْفَ نَرْضَى اَنْ يَكُونَ دِينُنَا مُرَقَّعاً وَلَوْ بِاِحْسَانٍ يَفْتَقِرُ اِلَى اَنْ يَاْخُذَ الْعَدْلُ مَجْرَاهُ عَلَى اَرْضِيَّتِهِ الَّتِي يُرِيدُ اَنْ يَبْنِيَ نَفْسَهُ عَلَيْهَا اَوّلاً( فَاَيْنَ اَنْتُمْ مِنْ هَدْيِ عُمَر: بَلْ اَيْنَ اَنْتُمْ مِنْ هَدْيِ خَالِقِهِ الَّذِي يَقُول{وَالَّذِينَ اِذَا اَصَابَهُمُ الْبَغْيُ هُمْ يَنْتَصِرُون{وَلَمَنِ انْتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَاُولَئِكَ مَاعَلَيْهِمْ مِنْ سَبِيل: اِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الْاَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ{وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ اِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْاُمُور( لَكِنْ مَاذَا اَبْقَيْتُمْ لِلشَّعْبِ السُّورِيِّ مِنْ هَذَا الْعَزْمِ فِي الْاُمُورِ الَّذِي ذَكَرَهُ اللهُ وَقَدْ خَارَتْ قُوَاهُ وَضَعُفَتْ وَتَشَتَّتَتْ حِينَمَا انْفَصَلْتُمْ عَنْهُ بَعْدَ اَنْ كُنْتُمْ مَعَهُ كَالْجَسَدِ الْوَاحِدِ اِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى: وَلَكِنَّكُمْ اَيُّهَا الْمُجْرِمُونَ الْمُتَقَاعِسُونَ الْمُتَخَاذِلُونَ تَعَامَلْتُمْ مَعَ الشَّعْبِ السُّورِيِّ عَلَى اَنَّهُ غَرْغَرِينَا اَصَابَتْ اَجْسَادَكُمْ وَيَجِبُ التَّخَلُّصُ مِنْهَا فَوْراً دُونَ اَنْ تَقُومُوا بِمُعَالَجَتِهَا: وَلَكِنَّكُمْ اَسْرَعْتُمْ اِلَى قَطْعِ عُضْوٍ مِنْ اَجْسَادِكُمْ وَهُوَ هَذَا الشَّعْبُ السُّورِيُّ الْمِسْكِينُ مُتَجَاهِلِينَ السَّرَطَانَ الرُّوسِيَّ وَالْاِيرَانِيَّ وَالْيَهُودِيَّ وَالصَّلِيبِيَّ الَّذِي سَيَنْهَشُ فِي اَجْسَادِكُمْ عَاجِلاً اَوْ آَجِلاً اِنْ لَمْ تَجْعَلُوا هَذِهِ الْغَرْغَرِينَا الَّتِي قَطَعْتُمُوهَا عَنْ اَجْسَادِكُمْ تَنْتَقِلُ بِعَدْوَاهَا فَوْراً اِلَى عَدُوِّكُمْ؟ لِاَنَّهَا مَازَالَتْ عَلَى قَيْدِ الْحَيَاةِ بَعْدَ كُلِّ الَّذِي جَرَى مِنْ خِزْيِكُمْ وَعَارِكُمْ وَتَقَاعُسِكُمْ وَتَخَاذُلِكُمْ: نعم ايها الاخوة: لَقَدْ آَنَ لَكُمْ اَنْ تَعْرِفُوا الْحَقِيقَةَ الْمُرَّةَ: وَهِيَ اَنَّ الْخَنَازِيرَ الصُّلْبَانَ الْخَوَنَةَ فِي فَرَنْسَا بِالِاتِّفَاقِ مَعَ الشِّيعَةِ الْاِمَامِيَّةِ وَالْبَاطِنِيَّةِ وَالتَّعَاوُنِ مَعَهُمْ: سَلَّمُوا سُورِيَّا لِلرُّوسِ بَعْدَ نِهَايَةِ الِانْتِدَابِ الْفَرَنْسِيِّ عَلَيْهَا وَبَاعُوهَا لَهُمْ بِثَمَنٍ رَخِيصٍ وَهُوَ اعْتِرَافُ الرُّوسِ لِفَرَنْسَا بِبَعْضِ مُسْتَعْمَرَاتِهَا: وَسَتَضِيعُ سُورِيَّا مَعَ الْاَسَفِ كَمَا ضَاعَتِ الْاَنْدَلُسُ وَفِلَسْطِينُ اِنْ لَمْ تَتَحَرَّكُوا عَاجِلاً:...........نعم ايها الاخوة: وَنَحْنُ لَانُنْكِرُ اَنَّهُ سُبْحَانَهُ اَطْلَقَ الْعَنَانَ فِي قَتْلِهِمْ جَمِيعاً: وَلَكِنَّهُ سُبْحَانَهُ لَمْ يُرِدْ مِنْ هَذَا الْاِطْلَاقِ اِلَّا الْبَعْضَ مِنْهُمْ: بِمَعْنَى اَنَّهُ سُبْحَانَهُ اَطْلَقَ الْقَتْلَ عَلَى الْكُلِّ: وَاَرَادَ بِهِ الْبَعْضَ فَقَطْ مِنْ رُؤُوسِ الْاِيمَانِ الْبَاغِينَ: وَرُؤُوسِ الْكُفْرِ الطَّاغِينَ الطَّاعِنِينَ فِي الدِّينِ عَلَناً: وَ رُؤُوسِ النِّفَاقِ الْمُنْدَسِّينَ الطَّاعِنِينَ فِي الدِّينِ سِرّاً فَاحَتْ رَائِحَتُهُ وَاَئِمَّتِهِمْ كَمَا اَجَبْنَا بِذَلِكَ شَيْخَ الرِّجْسِ مِنَ الْاَوْثَانِ وَالْخَمْرِ فِي مُشَارَكَةٍ سَابِقَةٍ حِينَمَا اَبَاحَ الْخَمْرَ مُسْتَدِلّاً عَلَى اِبَاحَتِهِ مِنْ سُورَةِ الْمَائِدَةِ بِقَوْلِهِ تَعَالَى{ وَطَعَامُ الَّذِينَ اُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ( وَسُبْحَانَ اللهِ اَيُّهَا الْاِخْوَة: فِي نَفْسِ السُّورَةِ وَهِيَ سُورَةُ الْمَائِدَةِ: لَمْ يَفْصِلْ بَيْنَ طَعَامِ اَهْلِ الْكِتَابِ وَحَدِّ السَّرِقَةِ فَاصِلٌ طَوِيلٌ: بَلْ جَاءَ حَدُّ السَّرِقَةِ مُكَذِّباً لِشَيْخِ الْخَمْرِ فِي اِبَاحَتِهِ لِكُلِّ الطَّعَامِ الْكِتَابِيِّ الْيَهُودِيِّ الْمَسِيحِيِّ بِمَا فِيهِ مِنَ الْخَمْرِ: وَمُبَيِّناً وَمُوَضِّحاً اَنَّهُ سُبْحَانَهُ لَمْ يُرِدْ مِنْ طَعَامِ اَهْلِ الْكِتَابِ اَنْ يَقْطَعَ بِاِبَاحَتِهِ اِلَّا مِنَ الْبَعْضِ مِنْهُ: بِدَلِيلِ اَنَّهُ سُبْحَانَهُ اَيْضاً لَمْ يُرِدْ مِنْ يَدِ السَّارِقِ اَنْ يَقْطَعَ بِاِبَاحَتِهَا لِمَنْ يَقْطَعُهَا مِنَ الْقُضَاةِ الشَّرْعِيِّينَ الْمُخْتَصِّينَ اِلَّا مِنَ الْبَعْضِ مِنْهَا وَهُوَ الْكَفُّ مِنَ الرُّسْغِ* (اِذَا تَوَفَّرَتْ جَمِيعُ الشُّرُوطِ فِي الْقَطْعِ طَبْعاً( نعم ايها الاخوة: وَكَذَلِكَ اَيْضاً لَمْ يُرِدْ سُبْحَانَهُ مِنَ الدِّمَاءِ الْكَافِرَةِ وَالْمُنَافِقَةِ وَالْمُؤْمِنَةِ الْبَاغِيَةِ الْمُحَارِبَةِ اَنْ يَقْطَعَ بِاِبَاحَتِهَا لِلْقَتْلِ جَمِيعاً اِلَّا مِنَ الْبَعْضِ مِنْهَا حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ اَوْزَارَهَا فَلَا قَتْلَ وَلَا سَفْكَ لِلدِّمَاءِ لِاَيٍّ كَانَ بَعْدَ ذَلِكَ: وَسُبْحَانَ اللهِ اَيُّهَا الْاِخْوَة: حِينَمَا جَاءَ سُبْحَانَهُ اِلَى عَكْسِ الْقَتْلِ وَهُوَ الْاِحْيَاءُ الْمَعْنَوِيُّ لِلْعَبْدِ الْمَمْلُوكِ الَّذِي مَاتَتْ حُرِّيَّتُهُ: اَرَادَ سُبْحَانَهُ اِحْيَاءَ هَذِهِ الْحُرِّيَّةِ الْمَيِّتَةِ: فَجَاءَ بِعَمَلِيَّةٍ عَكْسِيَّةٍ: اَطْلَقَ فِيهَا سُبْحَانَهُ الْبَعْضَ مِنْ جَسَدِهِ وَهُوَ الرَّقَبَةُ: لَكِنَّهُ سُبْحَانَهُ اَرَادَ جَمِيعَ الْجَسَدِ الْمَمْلُوكِ اَنْ يَقْطَعَ بِاِبَاحَتِهِ مِنْ اَجْلِ فَكِّهِ لِيَنَالَ حُرِّيَّتَهُ: وَلَمْ يُرِدْ فَكَّ الرَّقَبَةِ عَنِ الْجَسَدِ: وَلَكِنَّهُ اَرَادَ فَكَّ الْجَسَدِ كُلِّهِ بِمَا فِيهِ مِنَ الرَّقَبَةِ عَنِ الرِّقِّ وَالْعُبُودِيَّةِ لِغَيْرِ اللهِ؟ لِيَلْفِتَ نَظَرَكُمْ اَيُّهَا الْاِخْوَةُ اِلَى قَاعِدَةٍ شَرْعِيَّةٍ مَشْهُورَةٍ مُهِمَّةٍ: وَذَلِكَ وَاضِحٌ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى فِي سُورَةِ الْبَلَدِ{فَكُّ رَقَبَة(لِاَنَّهُ كَانَ يَعْلَمُ سُبْحَانَهُ مُسْبَقاً اَنَّ الْجَسَدَ لَايُمْكِنُ اَنْ يَسْتَغْنِيَ عَنِ الرَّقَبَةِ وَلَا اَنْ يَنْفَصِلَ عَنْهَا: وَلِذَلِكَ جَاءَتْ هَذِهِ الْقَاعِدَةُ الشَّرْعِيَّةُ الَّتِي اَشَرْنَا اِلَيْهَا لِتَقُول: مَالَايَتِمُّ الْوَاجِبُ اِلَّا بِهِ فَهُوَ وَاجِبٌ: وَنَحْنُ فِي كُلِّ مَرَّةٍ اَيُّهَا الْاِخْوَةُ: نَجْعَلُ هَذِهِ الْقَوَاعِدَ الشَّرْعِيَّةَ عُنْوَاناً لِمُشَارَكَاتِنَا؟ مِنْ اَجْلِ اَنْ تَتَذَكَّرُوهَا دَائِماً وَتَحْفَظُوهَا عَنْ ظَهْرِ قَلْبٍ: نعم ايها الاخوة: اَللهُ تَعَالَى اَرَادَ الْبَعْضَ فَقَطْ مِنَ الدِّمَاءِ الْمُحَارِبَةِ الْمُؤْمِنَةِ وَالْكَافِرَةِ وَالْمُنَافِقَةِ الَّتِي اسْتَطَاعَتْ اَنْ تُفْلِتَ مِنْ قَبْضَةِ الْعَدَالَةِ: وَهُنَا وَقْفَةٌ لَابُدَّ مِنْهَا عِنْدَ الدِّمَاءِ الْمُحَارِبَةِ الْبَاغِيَةِ الْمُؤْمِنَةِ: وَمَازَالَ اَكْثَرُ السُّفَهَاءِ يَتَّهِمُونَ دِينَ الْاِسْلَامِ بِاَنَّهُ دِينٌ تَكْفِيرِيٌّ يَتَطَاوَلُ بِالتَّكْفِيرِ عَلَى مَنْ يَسْتَحِقُّهُ وَعَلَى مَنْ لَايَسْتَحِقُّهُ اَيْضاً مِنْ اَتْبَاعِهِ: وَالْجَوَابُ عَلَى ذَلِكَ اَنَّهُ لَوْ اَرَادَ التَّكْفِيرَ لِمَنْ لَايَسْتَحِقُّ مِنْ اَتْبَاعِهِ مِنَ الْفِئَةِ الْمُؤْمِنَةِ الْبَاغِيَةِ الْمُحَارِبَةِ لَسَلَبَ عَنْهَا صِفَةَ الْاِيمَانِ وَلَكِنَّهُ لَمْ يَفْعَلْ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{وَاِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَاَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا(وَهَذِهِ وَاحِدَةٌ لَمْ يَسْلُبْ عَنْهُمْ فِيهَا صِفَةَ الْاِيمَانِ{فَاِنْ بَغَتْ اِحْدَاهُمَا عَلَى الْاُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ اِلَى اَمْرِ اللهِ فَاِنْ فَاءَتْ فَاَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَاَقْسِطُوا اِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِين: اِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ اِخْوَةٌ فَاَصْلِحُوا بَيْنَ اَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا الله(وَهَذِهِ اَيْضاً وَاحِدَةٌ اُخْرَى لَمْ يَسْلُبْ عَنْهُمْ فِيهَا صِفَةَ الْاِيمَان{فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ اَخِيهِ شَيْءٌ(وَهَذِهِ اَيْضاً وَاحِدَةٌ ثَالِثَةٌ لَمْ يَسْلُبْ فِيهَا سُبْحَانَهُ عَنِ الْقَاتِلِ صِفَةَ الْاِيمَانِ :بَلْ قَالَ اِنَّ الْقَاتِلَ هُوَ اَخٌ لِلْمَقْتُولِ وَاَوْلِيَاءِ الْمَقْتُولِ(نعم ايها الاخوة: لَكِنَّ الشَّيْءَ الْمُلْفِتَ لِلنَّظَرِ وَالَّذِي لَايَنْتَبِهُ اِلَيْهِ كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ وَلَا يَنْتَبِهُ اِلَيْهِ الخنزيررشيد: هُوَ اَنَّ الاسلامَ لَمْ يَسْلُبْ صِفَةَ الْاِيمَانِ عَمَّنْ يُحَارِبُ الْاِسْلَامَ وَيَبْغِي عَلَيْهِ: فَكَيْفَ يَحْكُمُ الْاِسْلَامُ بِاِبَادَتِهِ عَنْ بَكْرَةِ اَبِيه: وهُوَ ايضا اَنَّ اللهَ تَعَالَى لَمْ يَسْلُبْ عَنْهُمْ صِفَةَ الْاِيمَانِ: وَمَعَ ذَلِكَ فَهَذَا لَايَمْنَعُنَا مِنْ قِتَالِهِمْ ايها الاخوة اِنْ كَانُوا مِنَ الْفِئَةِ الْبَاغِيَةِ وَلَوْ كَانُوا مِنْ الْمُؤْمِنِينَ اِنْ لَمْ يَفِيئُوا وَيَرْجِعُوا اِلَى اَمْرِ اللهِ وَهُوَ الْاِصْلَاحُ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ النَّاسِ بِالْعَدْلِ وَالْقِسْطِ: وَلَانَعْنِي بِذَلِكَ مَايَفْعَلُهُ نِظَامُنَا الْبَائِسُ بِالتَّعَاوُنِ مَعَ الرُّوسِ الْخَوَنَةِ فِي قَتْلِ الْاَبْرِيَاءِ وَاِبَادَتِهِمْ بِالْكِيمَاوِي وَالْبَرَامِيلِ الْمُتَفَجِّرَةِ: فَهَؤُلَاءِ لَيْسُوا مِنَ الْفِئَةِ الْبَاغِيَةِ وَلَوْ كَانُوا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اَوِ الْكُفَّارِ اَوِ الْمُنَافِقِينَ: وَلَكِنَّهُمُ الضَّحِيَّةُ الْمِسْكِينَةُ الَّتِي يَجِبُ عَلَيْهَا اَنْ تَدْفَعَ الثَّمَنَ غَالِياً بِسَبَبِ مُخَالَفَتِكُمْ اَيُّهَا الْاِخْوَةُ لِاَوَامِرِ اللهِ وَرَسُولِهِ وَعَدَمِ فَيْئِكُمْ وَرَجْعَتِكُمْ اِلَيْهَا مُسْتَدِلِّينَ عَلَى ذَلِكَ مِنْ قَوْلِهِ تَعَالَى{وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَاتُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّة( اَيْ يَذْهَبُ ضَحِيَّتَهَا الظَّالِمُونَ وَالْاَبْرِيَاءُ الْمَظْلُومُونَ مَعاً بِسَبَبِ قَوْلِهِ تَعَالَى{فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ اَمْرِهِ(اَيْ عَنْ اَمْرِ رَسُولِهِ مُحَمَّدٍ{اَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ اَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ اَلِيمٌ( فَكَمَا اَنَّ هَؤُلَاءِ الْاَبْرِيَاءَ مَسَاكِينُ لَاذَنْبَ لَهُمْ: فَكَذَلِكَ الَّذِي تُخَالِفُونَ اَمْرَهُ ايها الاخوة هُوَ اَيْضاً مِسْكِينٌ لَاذَنْبَ لَهُ: بَلْ هُوَ سَيِّدُ الْمَسَاكِينِ: بَلْ لَايَكْمُلُ اِيمَانُكُمْ اِلَّا بِحُبِّكُمْ لَهُ وَلِشَرِيعَةِ خَالِقِهِ وَشَرِيعَتِهِ وَاَوَامِرِ رَبِّهِ وَاَوَامِرِهِ وَنَوَاهِيهِمَا بِمَا هُوَ اَعْظَمُ مِنْ حُبِّكُمْ لِاَوْلَادِكُمُ الْاَبْرِيَاءِ الَّذِينَ يَمُوتُونَ بِالْكِيمَاوِيِّ: بَلْ اَعْظَمُ مِنْ حُبِّكُمْ لِاَهْلِيكُمْ وَعَشِيرَتِكُمْ: بَلْ اَعْظَمُ مِنْ حُبِّكُمْ لِاَنْفُسِكُمْ وَاَبْصَارِكُمْ وَاَسْمَاعِكُمْ وَقُلُوبِكُمْ: نعم ايها الاخوة: اِنَّهُ الْمِسْكِينُ رَسُولُ اللهِ الَّذِي كَانَ يَدْعُو دَائِماً فِي صَلَاتِهِ وَبَعْدَ صَلَاتِهِ وَيَقُولُ: اَللَّهُمَّ اَحْيِنِي مِسْكِيناً وَاَمِتْنِي مِسْكِيناً وَاحْشُرْنِي فِي زُمْرَةِ الْمَسَاكِينِ: بِاللهِ عَلَيْكُمْ اَيُّهَا الْاِخْوَةُ وَنُنَاشِدُ ضَمَائِرَكُمْ وَوُجْدَانَكُمْ: اَيُّ الْمَسَاكِينِ اَحَقُّ اَنْ يَغَارَ اللهُ عَلَى حُرْمَتِهِ اَنْ تُنْتَهَكَ بِالْكِيمَاوِيِّ الْخَانِقِ الْمُحْرِقِ: هَلْ هُمُ الْمَسَاكِينُ الْبَشَرُ الْاَبْرِيَاءُ الَّذِينَ لَايُوحَى اِلَيْهِمْ وَقَدْ مَاتُوا اخْتِنَاقاً فِي خَانِ شَيْخُونَ: اَمْ هُوَ الْمِسْكِينُ الَّذِي تُحْرِقُونَ قَلْبَهُ وَتَخْنُقُونَهُ فِي قَبْرِهِ حِينَمَا تُعْرَضُ عَلَيْهِ اَعْمَالُكُمْ وَيَكَادُ اَنْ يَبْخَعَ نَفْسَهُ وَيَقْتُلَهَا اِنْ لَمْ تَكُونُوا مُؤْمِنِينَ مُلْتَزِمِينَ بِاَوَامِرِهِ وَنَوَاهِيهِ الَّتِي تَضْرِبُونَ بِهَا عُرْضَ الْحَائِطِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام: لِمَاذَا تَسْتَغْرِبُونَ وَتَتَعَجَّبُونَ مِنَ اللهِ اَنْ يُحْرِقَ قُلُوبَكُمْ عَلَى اَبْرِيَائِكُمْ وَاَنْتُمْ مَازِلْتُمْ اِلَى الْآَنَ مُصِرِّينَ عَلَى اَنْ تُحْرِقُوا الْبَرَاءَةَ وَالطَّهَارَةَ فِي قَلْبِ رَسُولِ الله: وَالْحَمْدُ لِلهِ اَنَّ هَؤُلَاءِ الْاَبْرِيَاءَ فِي خَانِ شَيْخُونَ قَدْ مَاتُوا وَلَمْ يَعِيشُوا فِي جَوٍّ بَائِسٍ حَقِيرٍ يَضْرِبُ بِرَسُولِ اللهِ وَاَوَامِرِهِ وَنَوَاهِيهِ عُرْضَ الْحَائِطِ وَمَازَالَ اِلَى الْآَنَ يَسْتَحِي وَيَخْجَلُ مِنْ رِوَايَةِ بَعْضِ اَحَادِيثِهِ مِنْ اَمْثَالِ: اَلرِّبَا سَبْعُونَ بَاباً اَدْنَاهَا اَنْ يَنْكِحَ الرَّجُلُ اُمَّهُ: نعم ايها الاخوة: بَالَ رَجُلٌ فِي مَرَاحِيضِ جَامِعِ الْمَنْصُورِ فِي طَرْطُوسَ كَاشِفاً بِعَوْرَتِهِ اَمَامَ النَّاسِ! فَقَالَ لَهُ بَعْضُ الْحَاضِرِينَ الَّذِينَ يَبُولُونَ مَعَهُ جَنْباً اِلَى جَنْبٍ: اَمَا تَسْتَحِي وَتَخْجَلُ مِنْ نَفْسِكَ اَنْ يَرَى اَوْلَادٌ صِغَارٌ مَايَرَوْنَ مِنْ عَوْرَتِكَ مُسَبِّباً لَهُمْ مِنَ الْفَسَادِ الْاَخْلَاقِيِّ وَالشُّذُوذِ فِي الْمَيْلِ الْجِنْسِيِّ مَا لَايَعْلَمُ ضَرَرَهُ اِلَّا الله: نعم ايها الاخوة: فَاجْتَمَعَ النَّاسُ الَّذِينَ يَعْشَقُونَ الْمَشَاكِلَ وَالْفَضَائِحَ وَلَوْ فِي بُيُوتِ اللهِ عَلَى اَصْوَاتِهِمَا: فَقَالَ لَهُم الْمَعْتُوهُ: بِاللهِ عَلَيْكُمْ لَوْ كُنْتُ امْرَاَةً وَكَشَفْتُ عَوْرَتِي اَمَامَكُمْ هَلْ كُنْتُمْ سَتَزْعَلُون! فَوَصَلَ الْخَبَرُ اِلَى اِمَامِ الْجَامِعِ وَاَرَادَ اَنْ يُهَدِّىءَ مِنْ غَضَبِ النَّاسِ وَثَوْرَتِهِمْ عَلَى هَذَا الْمَعْتُوهِ: فَمَاذَا قَالَ مُعَلِّقاً عَلَى هَذِهِ الْحَادِثَةِ: نعم اخي: جَمَعَ النَّاسَ فِي الْمَسْجِدِ وَحَمَدَ اللهَ وَاَثْنَى عَلَيْهِ بِمَا هُوَ اَهْلُهُ وَصَلَّى عَلَى نَبِيِّهِ وَقَالَ لَهُمْ: اَمَّا بَعْدُ فَقَدْ مَرَّ رَسُولُ اللهِ عَلَى قَبْرَيْنِ يُعَذَّبَانِ فَقَالَ: اِنَّهُمَا لَيُعَذَّبَانِ وَمَا يُعَذَّبَانِ فِي كَبِيرٍ فِي نَظَرِ النَّاسِ: اَمَّا اَحَدُهُمَا فَكَانَ لَايَسْتَتِرُ وَلَا يَتَنَزَّهُ مِنْ بَوْلِهِ: وَاَمَّا الْآَخَرُ فَكَانَ يَمْشِي بِالنَّمِيمَةِ: وَاكْتَفَى بِهَذَا الْقَوْلِ وَانْصَرَفَ: وَنَقُولُ وَبِاللهِ التَّوْفِيق: يَاحِيفْ عَلَيْكَ يَاشِيْخ طَارِق: هَلْ تَخَافُ اَنْ يَحِيفَ اللهُ وَرَسُولُهُ بِكَلَامِهِ وَكَلَامِ نَبِيِّهِ عَلَى الْمُسْلِمِينَ وَعَلَى غَيْرِ الْمُسْلِمِينَ: لِمَاذَا تَخَافُ فِي اللهِ لَوْمَةَ لَائِم: هَلْ تَسْتَطِيعُ اَنْ تَمْنَعَ الْعُنْفَ وَالْكَرَاهِيَةَ عَلَى وَجْهِ الْاَرْضِ بِتَجَاهُلِكَ لِمَا لَايَحْلُو لَكَ مِنْ كَلَامِ اللهِ وَمِنْ كَلَامِ رَسُولِهِ: هَلْ تَسْتَطِيعُ مَهْمَا تَجَاهَلْتَهُمَا اَنْ تَتَحَدَّى اللهَ الَّذِي يَقُول{وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوّاً مِنَ الْمُجْرِمِينَ( وَمِنْ جُمْلَةِ هَؤُلَاءِ الْاَنْبِيَاءِ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ عليه الصلاة والسلام: فَكَيْفَ لَايَجْعَلُ اللَهُ لَكَ عَدُوّاً وَاَنْتَ اَدْنَى مَنْزِلَةً مِنْ مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللهِ مَهْمَا كُنْتَ مِنَ الْعُلَمَاءِ وَرَثَةِ الْاَنْبِيَاءِ الَّذِينَ يَحْمِلُونَ اَعْلَى الشَّهَادَاتِ: يَامَنْ مَازِلْنَا اِلَى الْآَنَ نَعْتَبِرُكَ خَيْرَ خَلَفٍ لِخَيْرِ سَلَفٍ وَهُوَ الشَّيْخُ الْاُسْتَاذُ الْكَبِيرُ الدُّكْتُورُ الْعَلَّامَةُ اَحْمَدُ حَمْزَة عَبْدُ الْبَاقِي رَحِمَهُ الله: لِمَاذَا لَمْ تَقُلْ لِلْمُسْلِمِينَ مَاقَالَهُ رَسُولُ الله[ كَاشِفُ الْعَوْرَةِ مَلْعُونٌ وَالنَّاظِرُ اِلَيْهَا مَلْعُون(هَلْ تَخْجَلُ مِنْ رِوَايَةِ هَذَا الْحَدِيثِ اَمَامَهُمْ: بَلْ لِمَاذَا لَمْ تَقُلْ لِلنَّصَارَى: اِنَّ شِعَارَكُمْ بِعَدَمِ التَّنَزُّهِ مِنَ الْبَوْلِ هُوَ قَائِدُكُمْ اِلَى عَذَابٍ اَلِيمٍ لَامَثِيلَ لَهُ فِي الْقَبْرِ: هَلْ تَخْجَلُ مِنْ رِوَايَةِ هَذَا الْحَدِيثِ اَمَامَهُمْ اَيْضاً:اَمَا تَقْرَاُ قَوْلَهُ تَعَالَى{فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ اَمْرِهِ اَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ اَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ اَلِيمٌ( فِي الدُّنْيَا وَفِي الْقَبْرِ وَفِي الْآَخِرَةِ: وَاِنَّنَا وَاللهِ الَّذِي لَا اِلَهَ اِلَّا هُوَ لَانَشُمُّ مِنْ هَذِهِ الْآَيَةِ اِلَّا رَائِحَةَ الَّذِينَ يَخْجَلُونَ مِنْ رِوَايَةِ اَحَادِيِثِهِ عليه الصلاة والسلام:بَلْ يَخْجَلُ الْوَاحِدُ مِنْهُمْ مِنْ قَوْلِهِ اَنَا مُسْلِمٌ فِي الْمَحَافِلِ الدَّوْلِيَّةِ لِمَاذَا؟ لِاَنَّ اللهَ تَعَالَى لَمْ يَقُلْ يُخَالِفُونَ اَمْرَهُ بَلْ قَالَ يُخَالِفُونَ عَنْ اَمْرِهِ اَيْ يَتَجَاهَلُونَهَا وَيَكْتُمُونَهَا وَيَضْرِبُونَ بِهَا عُرْضَ الْحَائِطِ بَلْ يَشْعُرُونَ بِالْعَارِ مِنْ رِوَايَتِهَا اَمَامَ النَّاسِ: نعم ايها الاخوة: وَالْاَدْهَى مِنْ ذَلِكَ وَالْاَمَرُّ اَنَّ هُنَاكَ مَنْ لَهُ فَضْلٌ كَبِيرٌ عَلَى الْبَلَدِ وَعَلَى اَهْلِ الْبَلَدِ وَنَحْنُ لَانُنْكِرُ فَضْلَهُ فِي تَعْلِيمِ الْقُرْآَنِ وَتَجْوِيدِهِ فِي جَامِعِ السَّلَامِ: وَلَكِنَّهُ مَعَ ذَلِكَ يُفْتِي بِالْاِبَاحَةِ لِمَنْ يَجِدُ فِي نَفْسِهِ مِنَ الْعَنَتِ وَالْمَشَقَّةِ وَالزَّعَلِ وَكَسْرِ الْخَاطِرِ مِنَ الرِّجَالِ اَنْ يَتَزَيَّنَ بِمَا شَاءَ مِنَ الْفِضَّةِ بِحُجَّةِ اَنَّهُ لَايُوجَدُ نَصٌّ صَرِيحٌ فِي تَحْرِيمِ الْفِضَّةِ عَلَى الرِّجَالِ: وَنَقُولُ وَاللهُ وَرَسُولُهُ اَعْلَمُ: اَيْنَ اَنْتَ مِنْ قَوْلِهِ تَعَالَى{فَلَا وَرَبِّكَ لَايُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَايَجِدُوا فِي اَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمَا( هَلْ تَخْجَلُ مِنْ قِرَاءَةِ هَذِهِ الْآَيَةِ اَمَامَ النَّاسِ: اَيْنَ اَنْتَ مِنْ قَوْلِهِ عليه الصلاة والسلام: لَعَنَ اللهُ الْمُتَشَبِّهِينَ مِنَ الرِّجَالِ بِالنِّسَاءِ وَلَعَنَ الْمُتَشَبِّهَاتِ مِنَ النِّسَاءِ بِالرِّجَالِ(هَلْ تَخْجَلُ مِنْ رِوَايَةِ هَذَا الْحَدِيثِ اَنْتَ اَيْضاً: طَيِّبْ لِنَفْرِضْ جَدَلاً اَنَّ هَذَا الْحَدِيثَ هُوَ حَدِيثٌ ضَعِيف: لِمَاذَا تَقْبَلُونَ الْعَمَلَ بِالْحَدِيثِ الضَّعِيفِ فِي فَضَائِلِ الْاَعْمَالِ وَلَاتَعْمَلُونَ بِمَحْظُورَاتِهِ مُتَنَاهِينِ وَمُنْتَهِينَ فِي رَذَائِلِهَا... نعم ايها الاخوة: مَجْمُوعَةٌ مِنْ اَطْفَالِ الْمُسْلِمِينَ السُّنَّةِ يَلْعَبُونَ بِالْجَوْزِ فِي الشَّوَارِعِ وَهُمْ يَشْتُمُونَ اللهَ وَالْعَيَاذُ بِاللهِ: فَجَاءَ شَيْخٌ مِنْ اَهْلِ السُّنَّةِ وَاَرَادَ اَنْ يَنْتَهِرَهُمْ: فَاَسْرَعَتْ اُمُّ هَؤُلَاءِ الْاَطْفَالِ اِلَى الشَّيْخِ وَوَضَعَتْ مَبْلَغَ عَشْرَةِ آَلَافِ لَيْرَةً سُورِيَّةً فِي جَيْبِهِ وَهِيَ تَقُول: يَاشِيخْ اَرْجُو اَنْ تَقْرَاَ الْفَاتِحَةَ عَلَى رُوحِ النَّبِيِّ وَاَنْ تَقْرَاَ لِي مَوْلِداً اَيْضاً عَلَى رُوحِهِ عليه الصلاة والسلام وَاَنْ تَشْتَرِيَ الْحَلْوَى وَتُوَزِّعَهَا عَلَى الْحَاضِرِينَ فِي الْمَسْجِدِ: فَقَالَ لَهَا الشَّيْخُ: بَارَكَ اللهُ بِكِ يَاابْنَتِي فَنَحْنُ لَسْنَا قُضَاةً فِي مَحْكَمَةٍ: وَقَالَ كَلِمَةً اُخْرَى لَمْ نَعُدْ نَذْكُرُهَا: لَكِنْ مَعَ ذَلِكَ نَحْنُ نَقُول: لَا بَارَكَ اللهُ بِكَ وَلَا بِهَا وَلَا بِاَوْلَادِهَا وَلَا بِالْكِبَارِ الَّذِينَ يَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمْ شَتْمَ الله: عَلَى مَاذَا تُبَارِكُ لَهَا اَيُّهَا الْمَعْتُوهُ!؟ هَلْ تُبَارِكُ لَهَا عَلَى تَرْبِيَتِهَا الْفَاشِلَةِ فَنَحْنُ نَذْهَبُ اِلَى الْقُضَاةِ الْمُخْتَصِّينَ فِي الْمَحْكَمَةِ لِنَعْرِضَ عَلَيْهِمْ اَمْثَالَ هَذِهِ الْقَضَايَا مِنَ التَّهَجُّمِ عَلَى الْمُقَدَّسَاتِ صِغَاراً وَكِبَاراً فِي محافظةِ طرطوسَ وَمِنْ اَهَمِّ هَذِهِ الْمُقَدَّسَاتِ الَّتِي يَتَهَجَّمُونَ عَلَيْهَا اللهُ الْخَالِقُ الْقُدُّوسُ سُبْحَانَهُ: فَيَقُولُونَ لَنَا مُغْتَصِبِينَ لِاَرْضِ اللهِ بِجَمِيعِ مُؤَسَّسَاتِهَا لَابَارَكَ اللهُ بِهِمْ وَلَافِيهِمْ وَلَا بِالْمُحْتَلِّ الرُّوسِيِّ الَّذِي يَدْعَمُهُمْ: نَحْنُ لَسْنَا فِي مُؤَسَّسَةٍ دِينِيَّةٍ: مَاهَذِهِ الْحَالُ الْمُخْزِيَةُ الَّتِي وَصَلْنَا اِلَيْهَا اَيُّهَا الْاِخْوَةُ: اَلَيْسَ قَوْلُهُمْ هَذَا(نَحْنُ لَسْنَا فِي مُؤَسَّسَةٍ دِينِيَّةٍ( يَدُلُّ عَلَى تَجَاهُلِهِمْ لِهَذِهِ الْمُقَدَّسَات: اَلَيْسَ هَذَا هُوَ اَعْظَمُ تَهَجُّمٍ عَلَى المقدسات: فَنَحْنُ لَايُمْكِنُنَا اَنْ نَفْهَمَ مِنْ كَلَامِهِمْ هَذَا اِلَّا اَنَّهُمْ لَايُشَرِّفُهُمْ اَنْ يَكُونُوا فِي مُؤَسَّسَةٍ دِينِيَّة: نعم ايها الاخوة: فِي الْمَحْكَمَةِ نَحْنُ لَسْنَا فِي مُؤَسَّسَةٍ دِينِيَّة: وَفِي الشَّوَارِعِ نَحْنُ لَسْنَا فِي مُؤَسَّسَةٍ دِينِيَّة: وَفِي بُيُوتِ اللهِ وَعَلَى الْمَنَابِرِ نَحْنُ لَسْنَا فِي مُؤَسَّسَةٍ دِينِيَّةٍ وَلَسْنَا قُضَاةً: فَهَلْ ضَاعَ الْاِسْلَامُ عِنْدَ هَؤُلَاءِ جَمِيعاً: لَعَنَ اللهُ قَوْماً ضَاعَ الْحَقُّ بَيْنَهُمْ كَمَا{لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي اِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ كَانُوا لَايَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُون(لَكِنْ مَعَ ذَلِك نَقُولُ لِهَذَا الشَّيْخِ التَّافِهِ: هَلْ اَمَرَ رَسُولُ اللهِ هَؤُلَاءِ الْاَوْلَادَ اَنْ يَشْتُمُوا خَالِقَهُ وَخَالِقَهُمْ وَخَالِقَكَ: هَلْ اَمَرَكَ رَسُولُ اللهِ اَنْ تَاْخُذَ مِنْهُمُ الْمَالَ لِتَقْرَاَ لَهُمْ مَوْلِداً: هَلْ قَالَ لَكَ رَسُولُ اللهِ اِنَّ قِرَاءَتَكَ لِهَذَا الْمَوْلِدِ تُكَفِّرُ عَمَّا قَامُوا بِهِ مِنْ شَتْمِهِمْ لِلْخَالِقِ سُبْحَانَهُ :نعم ايها الاخوة: ذَهَبْنَا مَرَّةً اِلَى جَامِعِ الْمَنْصُورِ لِنَرَى مَاقِصَّةُ هَذَا الْمَوْلِدِ الَّذِي يُطَهِّرُ النَّاسَ مِنْ شَتْمِ الْاِلَهِ بِزَعْمِهِمْ عَلَى حُبِّ الرَّسُولِ: فَاِذَا بِشَيْخِ الْجَامِعِ وَهُوَ مُدِيرُ الْاَوْقَافِ الْمُحْتَرَمِ اَنْوَر سَطُّوف لَايُتْقِنُ الْفَتْحَةَ وَلَا الضَّمَّةَ وَلَا الْكَسْرَةَ وَلَا الشَّدَّةَ وَلَا السُّكُونَ فِي قِرَاءَةِ هَذَا الْمَوْلِدِ(وَهُوَ اُرْجُوزَةٌ شِعْرِيَّة)لَاهُوَ وَلَا مَنْ مَعَهُ اَيْضاً مِنَ الْمُنْشِدِينَ: فَقَرَاَ مِنْ جُمْلَةِ مَاقَرَاَ: بِاسْمِ الْفَتَّاحِ الْعَلَّامِ: وَلَهُ الْحَمْدُ عَلَى الْاِنْعَامِ: اِلَى اَنِ انْتَهَى مِنْ قِرَاءَةِ هَذَا الْمَوْلِدِ بِقَوْلِهِ: فِي اثْنَيْ عَشَرَ رَبِيعٍ الْاَوَّلِ: وَضَعَتْ خَيْرَ الْخَلْقِ مُحَمَّد: ولانريد الآن اَنْ نستعرضَ شيئاً مِنْ اَخْطَائِهِ اللغويةِ والنَّحَوِيَّةِ: ونحن ايها الاخوة: والله الذي لا اله الا هو: نَكْرَهُ الفضائح: ونكره ذِكْرَ الْاَسْمَاءِ: وَنَكْرَهُ التَّشْهِيرَ بِالنَّاسِ وَالتَّشَفِّي مِنْهُمْ اِلَّا في هذا الْمَوْضِعِ: وَهُوَ هَؤُلَاءِ الْحَمِيرُ الَّذِينَ لَايُتْقِنُونَ اللغةَ العربيةَ جَيِّداً مَهْمَا حَصَّلُوا مِنَ التَّحْصِيلِ الْعِلْمِيِّ وَ الدَّرَجَاتِ وَالشَّهَادَاتِ الْعُلَى: فَهَؤُلَاءِ كَمْ نَعْشَقُ فَضِيحَتَهُمْ: وَكَمْ نَعْشَقُ ذِكْرَ اَسْمَائِهِمْ؟ لِاَنَّهُمْ اَتْفَهُ مِنَ التَّفَاهَةِ نَفْسِهَا؟ لِاَنَّهُمْ لَايَحْتَرِمُونَ لُغَةَ الْقُرْآَنِ وَلَايَتَعَلَّمُونَهَا: فَهَؤُلَاءِ يَجِبُ شَرْعاً اَنْ نَفْضَحَهُمْ عَلَناً اَمَامَ النَّاسِ جَمِيعاً: وَاَنْ نُعَرِّيَهُمْ: وَاَنْ نَذْكُرَهُمْ بِالِاسْمِ؟ لِيَكُونُوا عِبْرَةً لِمَنْ يَعْتَبِرُ؟ وَلِيَعْلَمُوا اَنَّ الْجَهْلَ فِي اللُّغَةِ الْعَرَبِيَّةِ هُوَ الْعَارُ الْاَكْبَرُ الَّذِي لَامَثِيلَ لَهُ: نعم ايها الاخوة: وَبَعْدَ اَنِ انْتَهَى مِنْ قِرَاءَةِ الْمَوْلِدِ قَالَ لَهُ اَحَدُ الْمُصَلِّينَ الْحَاضِرِينَ: اَلْآَنَ اَدْرَكْتُ لِمَاذَا يَقُولُ الْوَهَّابِيَّةُ عَنِ الْمَوْلِدِ بِاَنَّ قِرَاءَتَهُ وَالِاحْتِفَالَ بِهِ بِدْعَةٌ: فَلَا اَحْسَبُهُمْ يَقُولُونَ بِالْبِدْعَةِ عَنْ عَبَثٍ اِلَّا بِسَبَبِ كَثْرَةِ الْاَخْطَاءِ النَّحَوِيَّةِ الَّتِي يَقَعُ بِهَا مَنْ يَقُومُ بِقِرَاءَتِهِ: ونكتفي بهذا القدر ولاتعليق... نعم ايها الاخوة: وَنَحْنُ بَعْدَ كُلِّ هَذَا مَازِلْنَا نَحْمِلُ الْفِكْرَ الَّذِي يَحْمِلُهُ مُقْتَدَى الصَّدْرِ فِي اِصْلَاحِ النِّظَامِ بِمَا فِيهِ مِنْ هَؤُلَاءِ الْمَشَايِخِ الْقَائِمِينَ عَلَى اَوْقَافِهِ وَعَدَمِ اِسْقَاطِهِمْ وَاِسْقَاطِهِ اِلَى اَنْ يَفِيءَ اِلَى اَمْرِ اللهِ: فَاِنْ لَمْ يَفِىءْ فَاِنَّ قِتَالَهُ يُصْبِحُ مَشْرُوعاً وَخَاصَّةً اِذَا اسْتَعَانَ بِالْمُحْتَلِّ الَّذِي لَايَهُمُّهُ اِلَّا تَحْقِيقُ مَصَالِحَ مَادِّيَّةٍ عَلَى حِسَابِ الْاَبْرِيَاءِ وَتَعَاسَتِهِمْ وَدِمَائِهِمْ: نعم ايها الاخوة: وَقَدْ اَرْسَلَ اِلَيْنَا اَحَدُ الْاِخْوَةِ مِنْ اَهْلِ السُّنَّةِ رِسَالَةً مُهِمَّةً جِدّاً يَقُولُ فِيهَا: لِمَاذَا لَايَسْلُبُ الْعَرْعُورُ صِفَةَ الْاِيمَانِ عَنِ الدَّوَاعِشِ الْخَوَنَةِ مَعَ الْعِلْمِ اَنَّهُمْ يُكَفِّرُونَنَا: وَالْجَوَابُ عَلَى ذَلِك: لَعَلَّهُ يُحْسِنُ الظَّنَّ بِهِمْ وَيَحْسَبُهُمْ اَنَّهُمْ مَا اَرَادُوا مِنْ تَكْفِيرِ الْمُخَالِفِ مِنْ اَهْلِ السُّنَّةِ لَهُمْ اِلَّا كُفْراً اَصْغَرَ لَايُخْرِجُ مِنَ الْمِلَّةِ: وَاَمَّا نَحْنُ فَنَقُول: اِنْ اَرَادَ الدَّوَاعِشُ مِنْ تَكْفِيرِ الْمُخَالِفِ لَهُمْ مِنْ اَهْلِ السُّنَّةِ كُفْراً اَكْبَرَ يُخْرِجُ عَنِ الْمِلَّةِ: فَنَحْنُ اَيْضاً نُفْتِي بِتَكْفِيرِهِمْ كُفْراً اَكْبَرَ يُخْرِجُ عَنِ الْمِلَّةِ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ: مَنْ كَفَّرَ مُؤْمِناً فَقَدْ كَفَرَ: بِمَعْنَى اَنَّ مَنْ كَفَّرَ مُؤْمِناً كُفْراً اَصْغَرَ: فَقَدْ كَفَرَ هُوَ اَيْضاً كُفْراً اَصْغَرَ لَايُخْرِجُ عَنِ الْمِلَّةِ: نعم ايها الاخوة: وَاَمَّا مَنْ كَفَّرَ مُؤْمِناً كُفْراً اَكْبَرَ يُخْرِجُ عَنِ الْمِلَّةِ: فَقَدْ كَفَرَ هُوَ اَيْضاً كُفْراً اَكْبَرَ يُخْرِجُ عَنِ الْمِلَّةِ: وَنَقُولُ لِلْمُحَشِّشِينَ الْقَابِعِينَ فِي الْحَوْزَاتِ الْعِلْمِيَّةِ الشِّيعِيَّةِ الَّذِينَ يَنْتَظِرُونَ مَايَجُودُ بِهِ عَامَّةُ الشِّيعَةِ عَلَيْهِمْ مِنْ اَمْوَالِ الْخُمْسِ وَلَايُحَرِّكُونَ سَاكِناً فِي مَسَائِلِ الْعِلْمِ: وَنُقْسِمُ بِاللهِ الْعَظِيمِ وَاللهُ عَلَى مَانَقُولُ شَهِيدٌ: اَنَّكُمْ لَوْ تَعَلَّمْتُمْ جَمِيعَ مَسَائِلِ التَّكْفِيرِ وَمَايَتَعَلَّقُ بِهَا: لَتَفَوَّقْتُمْ عَلَى الْوَهَّابِيَّةِ وَشَيْخِهِمُ ابْنِ تَيْمِيَّةَ فِي جَمِيعِ الْعُلُوم: نعم ايها الاخوة: وَخَالَفَنَا فِي ذَلِكَ مَشَايِخُنَا النُّصَيْرِيُّونَ الْمُعَارِضُونَ فَقَالُوا: اِنْ اَرَادَ الدَّوَاعِشُ تَكْفِيرَ الْمُخَالِفِ لَهُمْ مِنْ اَهْلِ السُّنَّةِ بِكُفْرٍ اَكْبَرَ: فَاِنَّهُ يَعُودُ عَلَيْهِمْ بِكُفْرٍ اَصْغَرَ؟ بِسَبَبِ جَهْلِهِمْ فِي مَسَائِلِ التَّكْفِيرِ: وَالْجَاهِلُ مَعْذُورٌ حَتَّى يَتَعَلَّمَ: وَلِذَلِكَ فَاِنَّنَا نَتَوَجَّهُ بِمَا قَالَهُ مَشَايِخُنَا الْمُعَارِضُونَ اِلَى عُلَمَاءِ الْاِمَامِيَّةِ وَاِلَى حَسَنْ نَصْرَ الله لِيُعْطِيَنَا جَوَاباً شَافِياً عَلَى قَنَاةِ الْمَنَارِ: فَنَحْنُ مَلَلْنَا مِنَ الِاسْتِعَانَةِ بِجُحُوشِ التَّكْفِيرِ مِنْ آَلِ السَّيِّدِ الَّذِينَ لَايَفْقَهُونَ اِلَّا اَنْ يُرَدِّدُوا وَرَاءَ كُلِّ نَاعِقٍ قَوْلَهُ عَنِ الْوَهَّابِيَّةِ اَنَّهَا فِكْرٌ ظَلَامِيٌّ وَاَنَّهَا فِكْرٌ تَكْفِيرِيٌّ مِنْ دُونِ دَلِيلٍ وَلَاحُّجَّةٍ مِنَ الْقُرْآَنِ وَلَا مِنَ السُّنَّةِ: ونكتفي بهذا القدر: وننتقلُ الى شبهة اخرى اَثَارَهَا الْحَقِيرُ: وَنُجِيبُ عَلَيْهَا جَوَاباً مُخْتَصَراً: وَهِيَ قَوْلُهُ: اِنَّ عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ: لَمْ يَتَزَوَّجْ لِمَاذَا؟ يَقُولُ الْحَقِيرُ: لِاَنَّهُ لَمْ يَكُنْ يَهْتَمُّ بِشَهْوَةِ بَطْنِهِ وَلَاشَهْوَةِ فَرْجِهِ: وَلَكِنَّ مُحَمَّداً لَمْ يَكُنْ يَكْفِيهِ مِنْ اَجْلِ شَهْوَةِ بَطْنِهِ وَفَرْجِهِ نِسَاءُ الْاَرْضِ: فَكَيْفَ سَيَكْتَفِي بِتِسْعٍ مِنَ النِّسْوَةِ: وَالْجَوَابُ عَلَى ذَلِكَ اَيُّهَا الْوَغْدُ: اَنَّنَا لَانُرِيدُ اَنْ نَقُولَ لَكَ الْآَنَ: اِنَّ رَسُولَ اللهِ لَمْ يَكُنْ مِنْ اَزْوَاجِهِ اِلَّا الْمُطَلَّقَةُ: وَالْاَرْمَلَةُ: وَالْاَمَةُ الَّتِي كَانَتْ مَمْلُوكَةً: وَلَمْ يَتَزَوَّجْ بِكْراً اِلَّا عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا وَعَنْ اَبِيهَا: وَلَكِنَّنَا نَتَحَدَّاكَ اَنْ تَجِدَ لَنَا اِصْحَاحاً فِي الْاَنَاجِيلِ الْاَرْبَعَةِ الْمَوْجُودَةِ فِي اَيَّامِنَا: يُحَرِّمُ عَلَى مُحَمَّدٍ اَوْ عَلَى غَيْرِ مُحَمَّدٍ مِنَ الْبَشَرِ الْعَادِيِّينَ: تَعَدُّدَ الزَّوْجَاتِ: بَلْ اِنَّ اِبْرَاهِيمَ الْمَحْبُوبَ مِنْ جَمِيعِ الْاَدْيَانِ: اَبَاحَ لِنَفْسِهِ تَعَدُّدَ الزَّوْجَاتِ بِاِذْنِ خَالِقِهِ سُبْحَانَهُ لَهُ فِي ذَلِكَ: بعد ذلك ايها الاخوة: يقول الخنزير: اِنَّ كَلِمَةَ نِكَاحٍ هِيَ لَفْظَةٌ سُوقِيَّةٌ لَاتَلِيقُ بِمُحَمَّدٍ: وَلَا اَتْبَاعِ مُحَمَّدٍ: وَلَا قُرْآَن ِمُحَمَّدٍ: وَرُبَّمَا جَاءَ بِهَا مُحَمَّدٌ مِنْ اَوْلَادِ الشَّوَارِعِ: وَالْجَوَابُ عَلَى ذَلِكَ: اَنَّ مُحَمَّداً قَدِ اسْتَعْمَلَ هَذِهِ الْكَلِمَةَ فِي قُرْآَنِهِ مُسْتَدِلّاً بِهَا عَلَى النِّكَاحِ الْحَلَالِ: مُكْتَفِياً اَحْيَاناً بِالْعَقْدِ دُونَ الدُّخُولِ: وَجَامِعاً بَيْنَ الْعَقْدِ وَالدُّخُولِ وَهُوَ الْاِيلَاجُ الْمَعْرُوفُ الْحَلَالُ اَحْيَاناً اُخْرَى: لَكِنْ هَلْ يَلِيقُ بِالْكِتَابِ الْمُنَجَّسِ بِالشِّرْكِ وَالْمُقَدَّسِ بِبَعْضِ الْاَخْلَاق كَالْوَصَايَا الْعَشْرِ: اَنْ يَسْتَعْمِلَ هَذِهِ الْكَلِمَةَ مُسْتَدِلّاً بِهَا عَلَى نِكَاحِ الْمَحَارِمِ: وَمُتَّهِماً بِهَا لِنَبِيٍّ مِنَ الْاَنْبِيَاءِ يُشَرِّفُ بِحِذَائِهِ جَمِيعَ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى: فِي اَنَّهُ قَدْ قَامَ بِنِكَاحِ بَنَاتِهِ وَالْعَيَاذُ بِالله: فَهَلْ كَانَ هَذَا النَّبِيُّ الْكَرِيمُ وَهُوَ لُوطٌ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ فِي الْكِتَابِ الْمُنَجَّسِ يَنْهَى عَنِ اللِّوَاطِ وَيُبِيحُ لِنَفْسِهِ اَوْ لِغَيْرِهِ نِكَاحَ الْمَحَارِمِ مع ابْنَتَيْهِ: بعد ذلك ايها الاخوة: سؤالٌ من احد الاخوة الشيعة يقول فيه: هَلِ الشِّيعَةُ الْاِمَامِيَّةُ وَالْبَاطِنِيَّةُ مُسْلِمُونَ: هَلْ اِسْلَامُهُمْ مَقْبُولٌ عِنْدَ اللهِ: وَالْجَوَابُ عَلَى ذَلِكَ: اَنَّ مَنْ شَهِدَ مِنْهُمْ اَنْ لَا اِلَهَ اِلَّا اللهُ وَاَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللهِ: فَشَهَادَتُهُ مَقْبُولَةٌ عِنْدَ اللهِ: وَاَمْرُهُ اِلَى اللهِ فِي عَقَائِدِهِ الْفَاسِدَةِ: اِلَّا اِذَا كَانَ طَاعِناً فِي عِرْضِ نِسَاءِ النَّبِيِّ وَنِسَاءِ الْمُسْلِمِينَ: فَمَهْمَا شَهِدَ اَنْ لَا اِلَهَ اِلَّا اللهُ: وَمَهْمَا شَهِدَ اَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللهِ: فَاِنَّ شَهَادَتَهُ غَيْرُ مَقْبُولَةٍ عِنْدَ اللهِ: اِلَّا اِذَا تَابَ تَوْبَةً نَصُوحاً: بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى فِي اَوَائِلِ سُورَةِ النُّورِ{وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ(مِنْ نِسَاءِ النَّبِيِّ وَمِنْ نِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ{ثُمَّ لَمْ يَاْتُوا بِاَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً{[(وَلَاتَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً اَبَداً)]} وَاُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ: اِلَّا الَّذِينَ تَابُوا) وَاَخِيراً اَيُّهَا الْاِخْوَةُ: سُؤَالٌ مِنْ اَحَدِ الشِّيعَةِ الْجُهَّالِ اَيْضاً يَقُولُ فِيهِ: مَاذَا لَوْ شَهِدَ اَرْبَعَةٌ مِنَ الشُّهَدَاءِ فِي عَهْدِ النَّبِيِّ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى الطَّاهِرَةِ الْبَتُولِ عَائِشَةَ بِنْتِ الْاَطْهَارِ بِمَا رَمَاهَا بِهِ اَهْلُ الْاِفْكِ: وَالْجَوَابُ عَلَى ذَلِكَ: اَنَّهُ لَوْ شَهِدَ خَمْسَةٌ فِي عَهْدِ النَّبِيِّ عَلَى عَائِشَةَ بِمَا رَمَاهَا بِهِ اَهْلُ الْاِفْكِ مِنَ الزِّنَا وَالْخِيَانَةِ الزَّوْجِيَّةِ: نعم ايها الاخوة: فَمَثَلاً لَوْ شَهِدَ عَلَى عَائِشَةَ بِالزِّنَا وَالْخِيَانَةِ الزَّوْجِيَّةِ بَعْدَ نُزُولِ بَرَاءَتِهَا خَمْسَةٌ: وَهُمْ عَلِيٌّ: وَالْحَسَنُ: وَالْحُسَيْنُ: وَفَاطِمَةَ: وَجَعْفَرُ الطَّيَّارُ: فَاِنَّ الْوَاجِبَ عَلَى رَسُولِ اللهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ هُنَا: اَنْ يَقْتُلَ هَؤُلَاءِ الْخَمْسَةَ جَمِيعاً بِحَدِّ الرِّدَّةِ عَنْ دِينِ الْاِسْلَامِ: وَاَنْ يُطَبِّقَ عَلَى كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ حَدَّ الْقَذْفِ وَهُوَ ثَمَانُونَ جَلْدَةً لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ قَبْلَ اَنْ يَقُومَ بِقَتْلِهِمْ لِمَاذَا؟ لِاَنَّ شَهَادَةَ الْخَمْسَةِ هَؤُلَاءِ جَمِيعاً: بَلْ شَهَادَةَ الْجِنَّةِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ اَجْمَعِينَ: لَاتُسَاوِي شَيْئاً اَمَامَ شَهَادَةِ اللهِ الَّذِي بَرَّاَهَا مِنْ فَوْقِ سَبْعِ سَمَوَاتٍ: بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{وَكَفَى بِاللهِ شَهِيداً( نعم ايها الاخوة: وَلِذَلِكَ اِنْ ظَهَرَ هَذَا الْمَهْدِيُّ الْمَزْعُومُ عِنْدَ الشِّيعَةِ لِيُحْيِيَ عَائِشَةَ وَيُقِيمَ عَلَيْهَا الْحَدَّ بِزَعْمِهِمْ مُنْتَهِكاً لِحُرْمَةِ الْاَحْيَاءِ وَالْاَمْوَاتِ مَعاً: فَاِنَّ الْوَاجِبَ عَلَى وَلِيِّ الْاَمْرِ فِي ذَلِكَ الزَّمَانِ فَوْراً: اَنْ يَقُومَ بِقَتْلِهِ: وَاَنْ يُطَبِّقَ عَلَيْهِ حَدَّ الْقَذْفِ بِمِقْدَارِ ثَمَانِينَ جَلْدَةً قَبْلَ اَنْ يَقْتُلَهُ: وَاَلَّا يُصَدِّقَهُ النَّاسُ فِي كَلِمَةٍ وَاحِدَةٍ يَقُولُهَا: وَسُبْحَانَ اللهِ اَيُّهَا الْاِخْوَة: سَيَاْتِي عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ الَّذِي يَعْبُدُهُ النَّصَارَى فِي آَخِرِ الزَّمَانِ بِوَجْهٍ آَخَرَ غَيْرَ الْوَجْهِ الَّذِي يَعْرِفُهُ النَّصَارَى لِيَكْسِرَ شَوْكَتَهُمْ وَصُلْبَانَهُمْ وَيَقْتُلَ خَنَازِيرَهُمْ وَلَايَرْضَى مِنْهُمُ الْجِزْيَةَ فَاِمَّا الْاِسْلَامُ وَاِمَّا الذَّبْحُ وَلِيَكُونَ اَلَدَّ عَدُوٍّ لِلْيَهُودِ وَالنَّصَارَى وَالشِّيعَةِ: وَلِيَقُومَ بِقَتْلِ هَذَا الْمَهْدِيِّ الْاَعْوَرِ الدَّجَّالِ اَمَامَ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى وَالشِّيعَةِ الْاِمَامِيَّةِ وَالْبَاطِنِيَّةِ الَّذِينَ لَمْ يَمْتَنِعِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى الْخُبَثَاءُ عَنْ مُوَالَاتِهِمْ ضِدَّ الْمُوَحِّدِينَ الْيَهُودِ: وَضِدَّ الْمُوَحِّدِينَ النَّصَارَى: وَضِدَّ الْمُوَحِّدِينَ الْمُسْلِمِينَ فِي كُلِّ زَمَانٍ وَمَكَانٍ اِلَى اَيَّامِنَا هَذِهِ وَالْوُقُوفِ مَعَهُمْ صَفّاً وَاحِداً كَيْداً وَمَكْراً بِالْاِسْلَامِ وَاَهْلِهِ وَعَدَاءً لِلْمُوَحِّدِينَ مِنْهُمْ لِمَاذَا؟ لِاَنَّ النَّصَارَى لَنْ يَجِدُوا فِي كُلِّ زَمَانٍ وَمَكَانٍ اِلَى اَيَّامِنَا هَذِهِ اُنَاساً اَعْظَمَ قَدْحاً وَذَمّاً وَطَعْناً بِالْاِسْلَامِ وَاَهْلِهِ كَالشِّيعَةِ الْاِمَامِيَّةِ وَالْبَاطِنِيَّةِ الَّذِينَ يَقُولُونَ عَنِ الْاِسْلَامِ اَنَّهُ مَنْبَعُ الْاِرْهَابِ: وَنَحْنُ لَانُعَمِّمُ هَذَا الْكَلَامَ عَلَى جَمِيعِ الشِّيعَةِ الْاِمَامِيَّةِ وَالْبَاطِنِيَّةِ؟ لِاَنَّ مِنْهُمْ مَنْ هُوَ عَلَى اسْتِعْدَادٍ لِاَنْ يَفْدِيَ عِرْضَ رَسُولِ اللهِ بِدَمِهِ وَمَالِهِ وَرُوحِهِ وَاَزْوَاجِهِ وَذُرِّيَّتِهِ وَاَهْلِهِ وَعَشِيرَتِهِ: نعم ايها الاخوة: وَلِيُثْبِتَ الْمَسِيحُ لِلْعَالَمِ اَجْمَعَ اَنَّهُ لَوْ كَانَ اِلَهاً يَسْتَحِقُّ الْعِبَادَةَ وَيَطَاُ الْمَوْتَ بِالْمَوْتِ وَيَهَبُ الْحَيَاةَ لِمَنْ فِي الْقُبُورِ كَمَا يَزْعُمُ النَّصَارَى: لَاسْتَطَاعَ اَنْ يَحْمِيَ نَفْسَهُ وَمَنْ مَعَهُ فِي ذَلِكَ الزَّمَانِ مِنْ شَرِّ يَاْجُوجَ وَمَاْجُوجَ وَفَسَادِهِمْ فِي الْاَرْضِ وَلَكِنَّهُ لَنْ يَسْتَطِيعَ اِلَى ذَلِكَ سَبِيلاً: نعم ايها الاخوة: فَاِنِ احْتَجَّ الشِّيعَةُ الْاِمَامِيَّةُ عَلَى الشِّيعَةِ الْبَاطِنِيَّةِ بِاَنَّ اللهَ الَّذِي بَرَّاَ مِنْ فَوْقِ سَبْعِ سَمَوَاتٍ لَمْ يَذْكُرِ اسْمَ عَائِشَةَ فِي سُورَةِ النُّورِ: فَاِنَّنَا نَحْتَجُّ عَلَيْهِمْ اَيْضاً: بِاَنَّ اللهَ الَّذِي زَوَّجَ رَسُولَهُ مِنْ فَوْقِ سَبْعِ سَمَوَاتٍ: لَمْ يَذْكُرِ اسْمَ الزَّوْجَةِ الَّتِي شَرَّفَهُ بِهَا وَهِيَ زَيْنَبُ بِنْتُ جَحْشٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا: فَهَلْ نَحْرِمُ هَذِهِ الزَّوْجَةَ مِنْ هَذَا الشَّرَفِ الْعَظِيمِ وَنَنْسُبُهُ اِلَى غَيْرِهَا: كَمَا نَسَبْتُمْ هَذِهِ الْبَرَاءَةَ وَنَزَعْتُمُوهَا ظُلْماً وَعُدْوَاناً عَنْ عَائِشَةَ اِلَى مَارِيَّا الْقِبْطِيَّة: يَامَنْ كَانَ دَاَبُكُمْ دَائِماً وَدَيْدَنُكُمْ وَدِينُكُمْ وَعَادَتُكُمْ: اَنْ تَنْزِعُوا جَمِيعَ الصِّفَاتِ الْحَسَنَةِ الَّتِي اَثْبَتَهَا اللهُ فِي قَرْآَنِهِ الْكَرِيمِ: عَمَّنْ لَايَحْلُو لَكُمْ مِنَ الصَّحَابَةِ وَالْاَزْوَاجِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ اَجْمَعِين: وَنَحْنُ نَحْتَجُّ عَلَى الْاِمَامِيَّةِ اَيْضاً بِاَنَّ اللهَ تَعَالَى الَّذِي اَنْزَلَ فَرِيضَةَ الصَّلَاةِ مِنْ فَوْقِ سَبْعِ سَمَوَاتٍ فِي لَيْلَةِ الْاِسْرَاءِ وَالْمِعْرَاجِ الَّتِي مَازِلْنَا نَعِيشُ فِي ذِكْرَاهَا: لَمْ يُسَمِّ لَنَا وَلَا لَكُمْ عَدَدَ رَكَعَاتِ الصَّلَاةِ فِي الْقُرْآَنِ نَفْسِهِ الَّذِي لَمْ يَذْكُرْ لَنَا وَلَا لَكُمْ صَرَاحَةً اسْمَهَا رَضِيَ اللهُ عَنْهَا وَاَنَّهَا هِيَ الْمَعْنِيَّةُ بِالْبَرَاءَةِ: فَهَلْ لِمُجَرَّدِ اَنَّ اللهَ تَعَالَى لَمْ يُسَمِّ لَنَا عَدَدَ رَكَعَاتِهَا: نَنْزِعُ هَذَا الشَّرَفَ الْعَظِيمَ عَنِ الصَّلَاةِ: وَعَنْ قِبْلَتِهَا: وَعَنْ كَعْبَتِهَا: وَعَنْ بَيْتِهَا الْحَرَامِ: لِنُلْصِقَهُ بِالْحُسَيْنِ: وَتُرْبَةِ الْحُسَيْنِ: مُتَّجِهِينَ بِوُجُوهِنَا وَقُلُوبِنَا اِلَى الْكَعْبَةِ الْمَزْعُومَةِ الزَّائِفَةِ فِي كَرْبَلَاء: مَاهُوَ الْفَرْقُ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ النَّصَارَى اَيُّهَا الْمَعْتُوهُون: هَلْ نَفْعَلُ كَمَا فَعَلَ الَّذِي اَرَادَ اَنْ يَنْزِعَ هَذَا الشَّرَفَ الْعَظِيمَ عَنْ بَيْتِ اللهِ الْحَرَامِ لِيُلْصِقَهُ بِكَنِيسَة: هَلْ رَضِيَ اللهُ مِنْ هَذِهِ الْكَنِيسَةِ وَهِيَ بَيْتُ اللهِ اَنْ تَكُونَ مَسْجِدَ ضِرَارٍ تُضَاهِي بِعَظَمَتِهَا عَظَمَةَ بَيْتِهِ الْحَرَامِ الَّذِي بَنَاهُ اِبْرَاهِيمُ وَاِسْمَاعِيلُ فِي مَكَّة{وَمَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ اِبْرَاهِيمَ( بِمَا فِيهَا مِنْ مَنَاسِكِ الْحَجِّ وَلَوْ اِلَى قَبْرِ الْحُسَيْنِ بَلْ وَلَوْ اِلَى قَبْرِ مُحَمَّدٍ{اِلَّا مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ( فَكَيْفَ يَرْضَى سُبْحَانَهُ اَنْ يَكُونَ قَبْرُ الْحُسَيْنِ فِي كَرْبَلَاءَ مَسْجِدَ ضِرَارٍ تُبَاهُونَ بِعَظَمَتِهِ عَظَمَةَ بَيْتِ اللهِ الْحَرَامِ فِي مَكَّة: اَمَا تَخَافُونَ اَنْ يَنْقَلِبَ السِّحْرُ عَلَى السَّاحِرِ كَمَا انْقَلَبَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى{اَلَمْ تَرَوْا كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكُمْ بِاَصْحَابِ الْفِيلِ: اَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ: وَاَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْراً اَبَابِيلَ: تَرْمِيهِمْ بِحِجَارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ: فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَاْكُول( ونكتفي بهذا القدر: ومازال مشايخنا المعارضون: مصرين على عدم المشاركة معنا احتجاجا على قصف خان شيخون: نعم ايها الاخوة: انكم راحلون عن هذه الدنيا: ونحن راحلون ايضا: ولانقول الا مايرضي ربنا وضمائرنا ان كان لنا او علينا: نعم ايها الاخوة: اَلدَّيَّانُ لَايَفْنَى: وَالْحَيُّ لَايَمُوت: اِعْمَلُوا مَاشِئْتُمْ: كَمَا تَدِينُونَ تُدَانُونَ: وآخر دعوانا اَنِ الحمد لله رب العالمين




إضافة رد


مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
ابدا, شهادة, ولاتقبلوا

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الساعة الآن 11:17 AM.

Powered by vBulletin® Version v3.8.8
Copyright ©2000 - 2024, by Sherif Youssef
ما يطرح بالمنتدى لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وإنما تعبر عن وجهة نظر كاتبها أو قائلها