سؤال الفتوى:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما صحة حديث " من عشق فعف فكتم فمات فله أجر الشهيد: فقد احتج به أحد المشايخ على أن العلاقة العاطفية بين الشاب والفتاة طاهرة ومقدسة وعفيفة، لافتا إلى أن “الحب موجود في القرآن والسنة وفي تاريخ المسلمين”.وأن للحب الحقيقي شروط، ومن أهم تلك الشروط هي عدم وجود رد على سبب حبك لشخص ما، متابعا الذي يحب لا يستطيع أن يكره مهما كانت الأسباب لأن الحب تضحية وعطاء.
< جواب الفتوى >
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أولا:
بالنسبة للحديث سالف الذكر: موضوع.
رواه ابنحبان في " المجروحين ،والخطيب والثعالبيوالسلفي وابن عساكر فيوابن الجوزي عن أبي يحيى القتات عن مجاهد عنابن عباس مرفوعا. وأبي يحيى القتات لين الحديث قاله الحافظ في " التقريب "وله طريق عن سويد بن سعيد قال الحافظ : صدوق في نفسه إلا أنه عمي فصار يتلقن ما ليس من حديثه ، وتكلم فيه ابن معين ، واتفق الأئمة المتقدمون على تضعيفه . وحكم عليه الألباني رحمه الله بالوضع في السلسلة الضعيفة.
ثانيا:
لا يجوز نعت من مات بالشهيد على التحقيق وإن مات في سبيل الله ، أو إلحاق أحد مع الشهداء إلا بدليل من الكتاب أو صحيح السنة ، حتى لا يتأله القائل على الله عز وجل ، لأن أمور الغيب والتحدث فيها وإثباتها ونفيها يكون بوحي ودليل . فالإقرار بالشهادة لمن مات إقرار له بالجنة.
ثالثاً:
ثبت في صحيح السنة المطهرة من هم الشهداء ومن لهم أجرهم وينزل منزلتهم.
فعن عقبة بن عامر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم -: ( ما تعدون الشهيد فيكم؟ قالوا: الذي يقاتل في سبيل الله حتى يقتل فهو شهيد قال: " إن
شهداء أمتي إذا لقليل قالوا: فمن هم يا رسول الله؟ قال: " من قتل في سبيل الله فهو شهيد ومن مات في الطاعون فهو شهيد ومن مات في سبيل الله فهو
شهيد والخار عن دابته في سبيل الله شهيد والغريق في سبيل الله شهيد وفي رواية: ومن غرق فهو شهيد والمجنوب في سبيل الله شهيد والمبطون في
سبيل الله شهيد وفي رواية: ومن مات في البطن فهو شهيد وصاحب الهدم شهيد والنفساء في سبيل الله شهيدة) رواه البخاري ومسلم
وعن سويد بن مقرن قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من قتل دون مظلمته فهو شهيد " صحيح الجامع والترغيب والترهيب
وعن مخارق بن سليم قال: (جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله أرأيت إن جاء رجل يريد أن يسرقني أو يأخذ مني مالي؟ قال: "
لا تعطه مالك وفي رواية: قال: أرأيت إن ذكرته بالله فلم ينته؟ قال: فاستعن عليه من حولك من المسلمين قال: فإن لم يكن حولي أحد من المسلمين؟ قال:
فاستعن عليه بالسلطان قال: فإن نأى السلطان عني ؟ قال: قاتل دون مالك قال: أرأيت إن قتلني؟ قال: فأنت شهيد قال: أرأيت إن قتلته؟ قال: هو في النار) رواه مسلم
وعن كعب بن عجرة قال: (مر على النبي صلى الله عليه وسلم رجل، فرأى أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من جلده ونشاطه ما أعجبهم، فقالوا:
يا رسول الله لو كان هذا في سبيل الله؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم -:وما سبيل الله إلا من قتل؟ إن كان خرج يسعى على ولده صغارا فهو في
سبيل الله، وإن كان خرج يسعى على أبوين شيخين كبيرين فهو في سبيل الله، وإن كان يسعى على نفسه يعفها فهو في سبيل الله، وإن كان خرج يسعى
رياء وتفاخرا فهو في سبيل الشيطان) صحيح الجامع والترغيب والترهيب
وعن جابرعن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " سيد الشهداء حمزة بنعبد المطلب ، ورجل قال إلى إمام جائر فأمره ونهاه فقتله "قال الحاكم صحيح
الإسناد ، ولم يخرجاهوصححه السيوطي والألباني
رابعاً:
في بعض قول القائل كلام فيه حق ويراد به باطل ، لأن الحب من أعمال القلوب وقاسم موجود في الحياة وبين الناس ومن الإيمان ، فعبادة الله عز وجل تكون بالحب والخوف والرجاء، والعلاقة بين الناس يجب أن تكون فيها محبة بحكم الأخوة في الدين.
عن ابن مسعود قال : دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم فقال:يابن مسعود ، أي عرى الإيمان أوثق ؟قلت : الله ورسوله أعلم . قال : أوثق عرى الإسلام الولاية في الله والحب في الله والبغض في الله) رواه أحمد وأبو داود والطبراني والحاكم
قال شيخ الإسلام: فلا تزول الفتنةعن القلب إلا إذاكان دين العبد كله لله عزوجل،فيكون حبه لله ولما يحبها لله،وبغضه لله ولما يبغضها لله،وكذلك موالاته ومعاداته.
قلــــت : أما الحب والغرام والعشق والهيام بين البنات والشبان، بدون عقد شرعي فلا يعرفه دين الإسلام، بل هو سنن أهل الفجور والكفران.