الحوثيون يستولون على أسلحة اللواء 310... وصنعاء "خط أحمر"
علم "العربي الجديد" من مصادر محلية، أن مسلحي جماعة الحوثي (أنصار الله)، نقلوا أسلحة استولوا عليها في عمران، عقب سيطرتهم على المدينة، إلى خارجها، وإلى مناطق قريبة من صنعاء. وقالت المصادر إن "الحوثيين نقلوا أسلحة منها دبابات ومدرعات، استولوا عليها من اللواء 310 مدرع بعد سيطرتهم على عمران، وقاموا بنقل العديد منها إلى معقلهم في صعدة، ومناطق متفرقة منها ريدة في عمران، وقاع المنقب في مديرية همدان" شمال غرب العاصمة صنعاء، في ظل توقف شبه تام للاشتباكات داخل عمران. وأشارت المصادر إلى أن الطيران الحربي نفذ، يوم الأربعاء، العديد من الغارات على مقر اللواء 310 مدرع، بعد سيطرة الحوثيين عليه ونهبهم للأسلحة منه، واصفة هذه الغارات بأنها "غير ذات جدوى، كونها استهدفت مكاناً خالياً، بينما تمر الآليات المنهوبة تحت أعين الطيارين بسلام". وأضافت المصادر، لـ"العربي الجديد"، أن جبل ضين الاستراتيجي، جنوب عمران، لا يزال في حوزة الجيش، وسط محاولات لإسقاطه من قبل الحوثيين. "الحوثيون يقومون باستعراضات عسكرية في عمران بالأسلحة التي استولوا عليها من مقرات الجيش" وأظهرت صور، بثّها ناشطون على الانترنت، قيام الحوثيين بالاستعراض في شوارع عمران بأسلحة ودبابات، استولوا عليها في مقرات الجيش. في هذه الأثناء، لا تزال وزارة الدفاع اليمنية غير معترفة بمقتل قائد اللواء 310، حميد القشيبي، الذي أثار مقتله، على يد الحوثيين، ضجة في مواقع التواصل الاجتماعي، وسط اتهامات لوزير الدفاع، محمد ناصر أحمد، بالتواطؤ لإسقاط عمران، بسبب عدم إرسال تعزيزات إلى المدينة المحاصرة، منذ نحو شهرين، ولممارسته دور الوسيط، وسفره إلى الإمارات، قبل سقوط عمران، وفقاً لناشطين في حزب "الإصلاح". اتهامات متبادلةوحملت اللجنة الأمنية العليا، في بيان، الحوثيين المسؤولية الكاملة عن حياة وسلامة القشيبي، بعد الإعلان عن مقتله، بعد أسره، من قبلهم، وهو الأمر الذي أكده مسؤول أمني رفيع لـ"العربي الجديد". من جهته، اتهم المكتب الإعلامي لزعيم جماعة الحوثيين، عبد الملك الحوثي، اللجنة الأمنية العليا بـ"الانحياز" وتجاهل الواقع، وذلك رداً على بيان اللجنة، الذي حمل الجماعة المسؤولية عما جرى في عمران، واتهمها بمهاجمة المنشآت العسكرية والأمنية، والمرافق الحكومية، وطالبها بالانسحاب. وأوضح بيان للمكتب، الأربعاء، أن الجماعة قدمت مبادرة "على أساس وقف القتال، وتأمين خروج آمن لمنتسبي قوات اللواء 310، ولكن، للأسف، وكالعادة فقد أعلن قائد اللواء استمراره في الحرب والقتال". وكشف الحوثيون أنهم اتفقوا مع لجنة الوساطة الرئاسية، مساء الثلاثاء، على "تطبيع الأوضاع، والتأكد من سلامة المباني الحكومية من أي اعتداء أو نهب، ولكنا فوجئنا في الصباح بالطيران الحربي يقصف وبشكل مكثف المباني الرسمية والحكومية". بدوره، أصدر الرئيس اليمني، عبد ربه منصور هادي، يوم الأربعاء، توجيهات إلى الحكومة بـ"تنفيذ عدد من الإجراءات المتعلقة بمعالجة الصعوبات والمشاكل المالية"، شملت 17 إجراءً ليس من بينها توجيه واحد يتعلق بالأحداث في عمران، رغم أنها طاغية على اهتمامات اليمنيين منذ الثلاثاء. "صمت رسمي للرئاسة اليمنية ووزارة الدفاع حول سقوط عمران بيد الحوثيين" وعلى الرغم من مرور أكثر من 24 ساعة على سقوط عمران، إلا أنه لم يصدر حتى الآن أي تعليق من الرئيس هادي، أو وزير الدفاع، أو المستشار العسكري للرئيس، اللواء علي محسن الأحمر، حول سقوط المدينة، ووقوع معدات اللواء 310 تحت تصرف مسلحي جماعة الحوثي. صنعاء "خط أحمر"وفي صنعاء، أقرت اللجنة الأمنية بالعاصمة، يوم الأربعاء، تشكيل لجنة استقبال رئيسية لنازحي عمران في مداخل المدينة الشمالية، والذين نزحوا بشكل كثيف بعد اشتداد المعارك في عمران وما حولها. وقالت اللجنة، التي تضم القيادات الأمنية في العاصمة، إنها "لن تسمح لأي طرف كان، أحزاب أو جماعات أو فئات أو أفراد، بنشر مظاهر الفوضى والتخريب في عاصمة اليمن الموحد، والعبث والنيل من مؤسسات الدولة، أو المرافق الحكومية والمصالح العامة والخاصة". وشددت على أنه "سيتم اتخاذ كافة الإجراءات التي كفلها الدستور والقوانين النافذة بحق أي جهة أو طرف يقوم بأعمال التخريب ويستهدف الأمن والاستقرار والممتلكات العامة والخاصة". واعتبرت أمنية العاصمة "صنعاء خطاً أحمر كونها الملاذ الآمن لكل اليمنيين، ويتواجد فيها كل أطياف البلد، وكل القوى السياسية، ويد القانون ستطال كل من تسول له نفسه المساس بأمن واستقرار وسكينة المواطنين". وسقطت مدينة عمران (50 كيلومتر شمال صنعاء)، بيد الحوثيين ليل الثلاثاء، بعد مواجهات مع قوات اللواء 310 مدرع والقوات الخاصة (الأمن المركزي سابقاً) ومسلحين موالين للحكومة استعرت منذ مايو/أيار الماضي، سقط فيها مئات القتلى والجرحى من الجانبين، وتخللتها وساطات رئاسية تكللت بالفشل. وأثار سقوط المدينة إدانات واسعة داخل اليمن وخارجه، إذ حملت الوساطة الرئاسية بعمران، واللجنة الأمنية العليا في بيانين منفصلين، الأربعاء، الحوثيين مسؤولية ما حدث بعمران، وتطابقت إدانتهما مع إدانات للأمين العام لمجلس التعاون الخليجي، عبد اللطيف الزياني، ومبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن، جمال بن عمر، خلال اتصالين بالرئيس هادي. -