تستضيف القاهرة، اليوم الأحد، لقاءات واجتماعات دبلوماسية على مستوى وزراء خارجية العرب، ومبعوثين دوليين، تدور في معظمها حول ملفات ساخنة ترتبط بالحرب على تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) وتثبيت التهدئة في قطاع غزة وإعادة إعمارها بعد العدوان الإسرائيلي، إضافة إلى الأزمة الليبية التي تورطت فيها القاهرة.
ويلتقي الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، مع مبعوث اللجنة الرباعية الدولية للسلام في الشرق اﻷوسط، طوني بلير، في قصر الرئاسة بالقاهرة، في أوّل لقاء بينهما منذ إعلان وقف إطلاق النار في غزة.
وقالت مصادر رسمية مصرية، رفضت الكشف عن هويتها، لـ"العربي الجديد"، إن اللقاء يبحث ثلاثة مواضيع أساسية، اﻷوّل هو تدبير سبل إقامة مؤتمر إعادة إعمار غزة، الذي يعتبر جزءاً من وثيقة وقف إطلاق النار الذي رعته مصر بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل.
والموضوع الثاني يرتبط بالتطورات في ليبيا، ودور مصر والمجتمع الدولي في إعادة اﻷمن واﻻستقرار لها. أما الموضوع الثالث، فيرتبط بكيفية مواجهة الخطر المتزايد الناجم عن توسيع رقعة سيطرة تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) في العراق وسورية، والتحالف الدولي المرتقب لمواجهته، بحسب المصادر نفسها.
ويلتقي بلير في القاهرة عدداً من وزراء خارجية الدول العربية، الذين يشاركون في القاهرة اليوم، في اﻻجتماع الدوري رقم 142 لوزراء خارجية جامعة الدول العربية، لبحث ملف غزّة، بحضور الرئيس الفلسطيني محمود عباس، إضافة إلى مشكلة النازحين نتيجة أحداث العنف في العراق وسورية وليبيا خصوصاً.
ويستضيف الاجتماع الوزاري، لهذا الغرض، المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أنطونيو جوتيريس، والمفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين "أونروا"، بيير كريتيول، اللذين يقدمان تقريراً عن وضع اللاجئين في العالم العربي.
والتقى جوتيريس، أمس، السيسي الذي أكدّ أن مصر تحتضن 5 ملايين لاجئ، وأنّها لن تسمح بأن يستخدم حق اللجوء للنيل من اﻷمن القومي المصري. فيما أشاد جوتيريس بتعاون مصر مع المنظمات اﻷممية في هذا المجال.
ويتوقع أن يكون شبح "داعش" حاضر بقوة في الاجتماع الوزاري العربي، خصوصاً في ظل الجهود الأميركية لتشكيل تحالف دولي لمحاربة التنظيم. وقبيل انعقاد الاجتماع، بحث وزير الخارجية الأميركي جون كيري مساء أمس في اتصال هاتفي، مع الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي التهديد الذي يشكله "داعش".
ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأميركية لم تكشف عن هويته، إن كيري والعربي "بحثا ضرورة أن تتخذ الجامعة العربية وأعضاؤها موقفاً قوياً في التحالف الذي يجري تشكيله في مواجهة (الدولة الإسلامية)". وأضاف أنهما "بحثا أهمية القيام بتحرك حازم لوقف تدفق المقاتلين الأجانب والتصدي لتمويل "الدولة الإسلامية" ومحاربة التحريض الذي تقوم به". واتفقا على أن العراق في مقدمة المعركة ضد تنظيم "داعش"، وأن "الولايات المتحدة والمنطقة والمجموعة الدولية يجب ان يتعاونوا لمساعدة العراق في مواجهة هذا التهديد".