أنت غير مسجل في مسلم أون لاين . للتسجيل الرجاء أضغط هنـا
 

الإعلانات النصية


الإهداءات

العودة   منتديات مسلم أون لاين العودة مسلم أون لاين الإســلامي العودة قسم الإســلامي العام

إضافة رد
   
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  مشاركة رقم : 1  
قديم 03-05-2016
محمد فرج الأصفر
الصورة الرمزية محمد فرج الأصفر


رقم العضوية : 4
تاريخ التسجيل : Jul 2014
المشاركات : 2,043
بمعدل : 0.57 يوميا
معدل تقييم المستوى : 12
المستوى : محمد فرج الأصفر نشيط

محمد فرج الأصفر غير متواجد حالياً عرض البوم صور محمد فرج الأصفر



المنتدى : قسم الإســلامي العام
Importance قـوت القلـوب في محبة ربنا المعبـود ( 2 )


منزلة المحبة:

وهي المنزلة التي فيها تنافس المتنافسون ، وإلي علمها شمر السابقون ، وعليها تفاني المحبون ، وبروح نسيمها تروح العابدون ، فهي قوت القلوب ، وغذاء الأرواح ، وقرة العيون ، وهي الحياة التي من حرمها فهو من جملة الأموات ، والنور الذي من فقده فهو في بحار الظلمات ، والشفاء الذي من عدمه حلت بقلبه جميع الأسقام ، واللذة التي من لم يظفر بها فعيشه كله هموم وآلام.

وهي روح الإيمان والأعمال ، والمقامات والأحوال التي متى خلت منها فهي كالجسد الذي لا روح فيه ، تحمل أثقال الشارين إلى بلاد لم يكونوا إلا بشق الأنس بالغيها ، وتوصلهم إلى منازل لم يكونوا بدونها أبداً واصليها ، وتبوؤهم على ظهورها دائما إلى الحبيب. وطريقهم الأقوم الذي يبلغهم إلى منازلهم الأولى من قريب . تالله لق ذهب أهلها بشرف الدنيا والآخرة . إذ لهم من معية محبوبهم أوفر نصيب . وقد قضى الله يوم قدر مقادير الخلائق بمشيئته وحكمته البالغة ، أن المرء مع من أحب . فيا لها من نعمة على المحبين سابغة.

تالله لقد سبق القومُ السعاةَ ، وهم على ظهور الفرش نائمون ، وقد تقدموا الركب بمراحل ، وهم في سيرهم واقفون.

أجابوا منادي الشوق إذ نادى بهم : حي على الفلاح ، وبذلوا نفوسهم في طلب الوصول إلى محبوبهم ، وكان بذلهم بالرضى والسماح ، وواصلوا إليه المسير بالإدلاج والغدو والرواح .

تالله لقد حمدوا عند الوصول سُراهم ، وشكروا مولاهم على ما أعطاهم ، وإنما يحمد القوم السُرَى عند الصباح.

ولما كثر المدعون للمحبة طولبوا بإقامة البينة على صحة الدعوى ، فلو يعطى الناس بدعواهم لا دعى الخلىُ حرقة الشجي . فتنوع المدعون في الشهود ، فقيل: لا تقبل هذه الدعوى إلا ببينة .(قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ) آل عمران: 31

فتأخر الخلق كلهم ، وثبت أتباع الحبيب فيي أفعاله وأقواله وأخلاقه. فغرست شجرة المحبة في القلب ، وسقيت بماء الإخلاص ومتابعة الحبيب أثمرت أنواع الثمار ، وآتت أكلها كل حين بإذن ربها . أصلها ثابت في قرار القلب . وفرعها متصل بسدرة المنتهى ، ولا يزال سعي المحب صاعداً إلى حبيبه لا يحجبه دونه شئ (إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ) فاطر: 10

حدود المحبة:


لا تحد المحبة بحد أوضح منها . فالحدود: لا تزيدها إلا خفاء وجفاء ، فحدها وجودها ، ولا توصف المحبة بوصف أظهر من " المحبة "

وإنما تكلم الناس في أسبابها وموجباتها ، وعلاماتها وشواهدها ، وثمراتها وأحكامها. فحدودهم ورسومهم.

رسوم وحدود قيلت في المحبة:

قيل : المحبة الميل الدائم ، بالقلب الهائم. وهذا الحد لا تمييز فيه بين المحبة الخاصة والمشتركة ، والصحيحة والمعلولة.

وقيل: إيثار المحبوب ، على جميع المصحوب.

وقيل : موافقة الحبيب ، في المشهد والمغيب.

وقيل: محو المحب لصفاته ، وإثبات المحبوب لذاته. وهذا من أحكام الفناء في المحبة ، أن نتمحي صفات المحب ، وتفنى في صفات محبوبة وذاته .

وقيل : مواطأة القلب لمرادات المحبوب.

وقيل:خوف ترك الحرمة ، مع إقامة الخدمة ، وهذا من أعلام المحبة وشواهدها ، أن يقوم بالخدمة كما ينبغي ، مع وخوفه من ترك الحرمة والتعظيم.

وقيل : استقلال الكثير من نفسك واستكثار القليل من حبيبك ، والمحب الصادق لو بذل لمحبوبه جميع ما يقدر عليه لاستقله واستحيى منه ، ولو ناله من محبوبه أيسر شئ لاستكثره واستعظمه.

وقيل: استكثار القليل من جنايتك ، واستقلال الكثير من طاعتك .

وقيل: استيلاء ذكر المحبوب وصفاته وأسمائه على قلب المحب ، وحتى لا يكون الغالب عليه إلا ذلك ، ولا يكون شعوره وأحساسه بصفات نفسه .

وقيل : أن تهب كلك لمن أحببت ( الرب ) ، فلا يبقى لك منك شئ ، وتهب إرادتك وعزمك وأفعالك ونفسك ومالك ووقتك لمن تحبه وتجعلها حبساً في مرضاته ومحابه ، فلا تأخذ لنفسك منها إلا ما أعطاك ، فتأخذه منه له.

وقيل: أن تمحو من القلب ما سوى المحبوب ، وكمال المحبة يقتضى ذلك ، فإنه ما دامت في القلب بقية لغيره ومسكن لغيره فالمحبة مدخولة. وسفر القلب في طلب المحبوب والشوق إلى لقائه ، ولهج اللسان والقلب بذكره على الدوام .

وقيل : أن المحبة هي مالا ينقص بالجفاء ، ولا تزيد بالبر ، بل الإرداة والطلب والشوق إلى المحبوب لذاته ، فلا ينقص ذلك جفاؤه ، ولا يزيده بره وليس ذلك بعله

وقيل : عندما جرت مسألة بين بعض الشيوخ في المحبة بمكة المكرمة ، قال تاج العارفين وأمام الزاهدين : أنا عبد ذاهب عن نفسه ، متصل بذكر به ، قائم بأداء حقوقه ، ناظر إليه بقلبه ، أحرفت قلبه أنوار هيبته ، وصفا شربه من كاس وده ، وانكشف له الجبار من أستار غيبه ، فإن تكلم فبالله ، وإن نطق فعن الله ، وإن تحرك فبأمر الله ، وإن سكن فمع الله ، فهو بالله ولله ومع الله.

الأسباب الجالية للمحبة:


من الأسباب الجالية للمحبة ، والموجبة لها ، وهي عشرة:

أحدهما: قراءة القرآن بالتدبر والتفهم لمعانيه وما أريد به ، كتدبر الكتاب الذي يحفظه العبد ويشرحه ، ليتفهم مراد صاحبه منه.

الثاني : التقرب إلى الله بالنوافل بعد الفرائض ، فإنها توصله إلى درجة المحبوبية بعد المحبة.

الثالث : دوام ذكره على كل حال ، باللسان والقلب ، والعمل والحال ، فنصيبه من المحبة على قدر نصيبه من هذا الذكر.

الرابع: إيثار محابه على محابك عند غلبات الهوى ، والتسنم إلى محابه ، وإن صعب المرتقى.

الخامس :مطالعة القلب لأسمائه وصفاته ومشاهدتها ومعرفتها ، وتقلبه في رياض هذه المعرفة ومباديها ، فمن عرف الله بأسمائه وصفاته وأفعاله ، أحبه لا محالة.

السادس : مشاهدة بره وإحسانه وآلائه ، ونعمه الباطنة والظاهرة ، فإنها داعية إلى محبته.

السابع : وهو من أعجبها ، انكسار القلب بكليته بين يدى الله تعالى ، وليس في التعبير عن هذا المعنى غير الأسماء والعبارات.

الثامن : الخلوة به وقت النزول الألهي ، لمناجاته وتلاوة كلامه ، والوقوف بالقلب والتأدب بأدب العبودية بين يديه ، ثم ختم ذلك بالاستغفار والتوبة.

التاسع : مجالسة المحبين الصادقين ، والتقاط أطايب ثمرات كلامهم كما ينتقي أطايب الثمر ، ولا تتكلم إلا إذا ترجحت مصلحة الكلام ، وعلمت أن فيه مزيداً لحالك ، ومنفعة لغيرك.

العاشر: مباعدة كل سبب يحول بين القلب وبين الله عز وجل ، وأشدها اقترف المعاصي .

فمن هذه الأسباب العشرة : وصل المحبون إلى منازل المحبة ، ودخلوا على الحبيب وملاك ذلك كله أمران : استعداد الروح لهذا الشأن ، وانفتاح عين البصيرة

وبالله التوفيق

وللحديث بقية



التعديل الأخير تم بواسطة محمد فرج الأصفر ; 03-05-2016 الساعة 11:23 AM.

  مشاركة رقم : 2  
قديم 12-20-2021
عابرة سبيل
الصورة الرمزية عابرة سبيل


رقم العضوية : 933
تاريخ التسجيل : Jul 2021
الدولة : الوطن العربي
المشاركات : 3,131
بمعدل : 3.21 يوميا
معدل تقييم المستوى : 6
المستوى : عابرة سبيل نشيط

عابرة سبيل غير متواجد حالياً عرض البوم صور عابرة سبيل



كاتب الموضوع : محمد فرج الأصفر المنتدى : قسم الإســلامي العام
افتراضي رد: قـوت القلـوب في محبة ربنا المعبـود ( 2 )



توقيع عابرة سبيل

تستطيع أن ترى الصورة بحجمها الطبيعي بعد الضغط عليها



إضافة رد


مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
محبة, المعبـود, القلـوب, ربنا, قـوت

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الساعة الآن 12:39 AM.

Powered by vBulletin® Version v3.8.8
Copyright ©2000 - 2024, by Sherif Youssef
ما يطرح بالمنتدى لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وإنما تعبر عن وجهة نظر كاتبها أو قائلها