سؤال الفتوى:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما هو حكم احتفال المسلمين بعيد الميلاد وتهنئة النصارى باحتفالات الكريسماس ومشاركتهم في هذا اليوم ؟؟ وجزاكم الله خيراً
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
لا يحل لمسلم يؤمن بالله العظيم واليوم الآخر والنبي الصادق الأمين صلى الله عليه وسلم، أن يحتفل مع أهل الكتاب أو غير أهل الكتاب في أي مناسبات دينية تخصهم ، أو يهنئاهم في هذه الاعياد لعدة أمور منها:
إنَ دين الإسلام ناسخاً لكل الشرائع والكتب التي نزلت من قبله ومهيمناً عليها.
قال تعالى:(وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ) المائدة: 48
وقال تعالى:(إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّهِ الإِسْلامُ) آل عمران 19:
وقال تعالى:(وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلامِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ)آل عمران 58:
وقال تعالى:(اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً) المائدة:3
تهنئة ومشاركة الكفار بأعيادهم الدينية يعتبر إقرار بأنهم على حق وهم أهل باطل قد كفروا بالله عز وجل، والإقرار على الكفر رضى بالكفر وهذا محرم شرعاً.
قال تعالى:(وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلَا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّىٰ يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ ۚ إِنَّكُمْ إِذًا مِّثْلُهُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعًا)النساء:140
وقال تعالي:(إن تكفروا فإن الله غني عنكم ولا يرضى لعباده الكفر وإن تشكروا يرضه لكم) الزمر : 7
تهنئاتهم نقض لعقيدة الولاء والبراء التي هي أصل من أصول التوحيد وركن من أركان العقيدة الإسلامية.
قال تعالى : (بَشِّرِ الْمُنَافِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا. الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ عِنْدَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا)النساء: 138ـ 139
وقال تعالى:(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ) المائد:51
وقال تعالى:(تَرَى كَثِيرًا مِّنْهُمْ يَتَوَلَّوْنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنفُسُهُمْ أَن سَخِطَ اللّهُ عَلَيْهِمْ وَفِي الْعَذَابِ هُمْ خَالِدُونَ) المائدة: 80
وقال تعالى:(لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ) المجادلة :22
وقال تعالى:(وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) التوبة:71
وعن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي ذر:( أي عرى الإيمان أوثق ؟ " قال : الله ورسوله أعلم ، قال : "الموالاة في الله ، والمعاداة في الله ، والحب في الله والبغض في الله)رواه أحمد وابن أبي شيبة والحاكم والطبراني
إن تهنئاتهم من التشبه بهم، حيث يهنئ بعضهم بعضاً في ذلك اليوم، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: "من تشبه بقوم فهو منهم" رواه أحمد وأبو داود.
قال ابن الحاج المالكي: ويمنع التشبه بهم كما تقدم لما ورد في الحديث "من تشبه فهو منهم" وفي لفظ: "ليس منا من تشبه بغيرنا"
ومعنى ذلك تنفير المسلمين عن موافقة الكفار في كل ما اختصوا به، وقد كان عليه الصلاة والسلام يكره موافقة أهل الكتاب في كل أحوالهم، حتى قالت اليهود: "إن محمداً يريد أن لا يدع من أمرنا شيئاً إلا خالفنا فيه".
من يحضر مثل هذه الاحتفالات فهو من أهل الباطل والزور
قال تعالى:(وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا) الفرقان: 72
قال غير واحد من السلف في قوله تعالى :(والذين لا يشهدون الزور). قالوا أعياد الكفار، فإذا كان هذا في شهودها من غير فعل، فكيف بالأفعال التي هي من خصائصها
قال عمر بن الخطاب: " لا تتعلموا رطانة الأعاجم ، ولا تدخلوا على المشركين في كنائسهم يوم عيدهم، فإن السخط ينزل عليهم ".
وإذا كان الداخل لفرجة أو غيرها منهياً عن ذلك،لأن السخط ينزل عليهم، فكيف بمن يفعل ما يسخط الله به عليهم، مما هي من شعائر دينهم؟
وعليه فلا يجوز ولا يحل لمسلم فعل شيئاً من ذلك ومن فعل فهو آثم سواء فعله مجاملة، أو تودداً، أو حياء، أو لغير ذلك من الأسباب الواهية ؛ لأنه من المداهنة في دين الله، ومن أسباب تقوية نفوس الكفار وفخرهم بدينهم الباطل.
ونسأل الله العظيم أن يجنب المسلمين من هذا الآثم العظيم