الخطوة الرابعة:
تعرفي على اهتمامات وهوايات زوجك: وقد تكون هذه الاهتمامات دينية كحب القراءة والبحث والاطلاع، أو رياضية كرياضة كرة القدم أو مشاهدة المباريات، أو أدبية مثل متابعة الدواوين الشعرية وقراءة المقالات، أو أي هواية أخرى، وهذه الهوايات والاهتمامات بالنسبة لزوجك هي عالمه الخاص الذي يحبه ويجد نفسه فيه ويحب قضاء وقت الفراغ فيه، وعليك جمع المعلومات عن هذا الشيء مهما كان، ثم سايري تلك الاهتمامات واكسبي قلبه من هذا الباب الذي يعشقه، وتستطيعين من خلال ذلك تكوين علاقة جيدة وخاصة معه بإذن الله.
الخطوة الخامسة:
التخطيط للمستقبل: وهذا لا ينافي قضية التوكل على الله - سبحانه - مطلقا، لأننا مع التوكل نذكر الأسباب المعينة، والتخطيط للمستقبل نوعان هما:
التخطيط قريب المدى: كالتخطيط للتصرف في أمر الراتب، والمصروف الشهري للأسرة.
التخطيط بعيد المدى: كشراء المنزل، أو تسديد ديون كثيرة خاصة بعد الزواج.
ويجب على الرجل مراعاة زوجته في ذلك وألا ينفرد بقراره كلية، فكم من زوجة أهدت لزوجها فكرا سليما! وكم من امرأة سطر لها التاريخ تعاونها مع زوجها في التغلب على مشكلاتهم وحلها!
الخطوة السادسة:
بعد اجتماع الزوجين في بيت واحد قد تظهر فيهما بعض الصفات التي لم تكن واضحة قبل الزفاف، وهي التي أشرنا لها في المقدمة سابقا، وقد ينتقص أحدهما الآخر، ولكن ما دام كل منهما اختار الآخر على أساس الدين، والخلق القويم، فإن على كل منهما أن يتقبل الآخر على حاله من مميزات وعيوب، ما دامت لا تقدح في الدين والشرف، ويستطاع تحملها والصبر عليها.
فلا يركز أحدهما على سلبيات الآخر، بل عليه أن يبحث عن المميزات والأمور الإيجابية، ويركز عليها يقول المصطفى - صلى الله عليه وسلم -: ) لا يفرك مؤمن مؤمنة إن كره منها خلقاً رضي منها آخر (.
قال النووي: "أي ينبغي ألا يبغضها لأنه إن وجد فيها خلقا يكرهه وجد فيها خلقا مرضيا بأن تكون شرسة الخلق لكنها دينة، أو جميلة، أو عفيفة، أو رفيقة به، أو نحو ذلك".
وقد قال تعالى: ﴿ وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ ﴾ (سورة البقرة، آية 216).
وكم من الناس ننتقدهم فإذا رأينا غيرهم أسوأ منهم حمدناهم.
يقول الشاعر:
بكيت من عمروٍ فلما تركته
وجربت أقواما بكيت على عمرو
ويروى أن أرسطوطاليس قال: اعلم أنه ليس من أحد يخلو من عيب ولا من حسنة، فلا يمنعك عيب الرجل من الاستعانة به فيما لا نقص به.
الخطوة السابعة:
فسر الأمور على المحمل الحسن وأحسن الظن دائما: هناك مقولة: "إن إدامة التفكير يوسع مساحة الفكرة"، وبعض الأزواج إذا رأوا من الطرف الآخر كلمة تحمل أكثر من معنى حملها على المعنى السيئ وأخذ يحاسب قائلها، وعلاج ذلك أن نترسم هدي الكتاب حينما نهانا عن إساءة الظن بالمؤمنين، فقال الحق - تبارك وتعالى - في كتابه المبين: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ ﴾ (سورة الحجرات، آية 12).
وفي الآية دليل على أن المظاهر ليست قطعية الدلالة على الجواهر، فقد ترى من المرأة تصرفا عجيبا لكن هذا التصرف لا ينم على أنها قاصدة السوء، والعكس بالعكس كذلك أيضا.
وعلى الزوجين تقديم حسن الظن اتباعًا لما أمر الله به، والقاعدة تقول: "الأصل إحسان الظن بالمسلمين"، فمهما استطاع أحد الزوجين حمل كلام الآخر على محمل حسن فليفعل، فأكمل الناس عقلا من يلتمس العذر للآخرين، ويحسن الظن بهم، وإن كانت هذه الكلمة الصادرة تحتمل عدة احتمالات سيئة، فليحسن الظن وليفسرها على المعنى الحسن، فمن فعل ذلك قتل حظ الشيطان من قلبه ونفسه، ولم يدع له مدخلا على زواجه، بل على حياته كلها وينبغي أن يكون ذلك منهجًا لنا جميعًا في تعاملنا مع الجميع، وخصوصا القريبين منّا لنعيش بسعادة وراحة والزوج والزوجة هما المعنيان بذلك على وجه الخصوص.
تتمة الحديث في الجزء الثالث والأخير بمشيئة الله تعالى...
انتظرونا..
إعداد: منال المنصور