ذكر موقع "والاه" الإسرائيلي، ظهر اليوم الاثنين، أن ديوان الحكومة الإسرائيلية رفض مقترحاً أردنياً، يقضي بإعادة إدارة المسجد الأقصى للأوقاف الأردنية، على غرار الوضع الذي كان سائداً قبل الانتفاضة الفلسطينية الثانية.وزعم الموقع أن الأردن اقترح أن تعاد هذه الصلاحيات، التي يعود من خلالها أمر تحديد موعد فتح أبواب المسجد لغير المسلمين إلى الأوقاف الأردنية، مشيراً إلى أن الرفض الإسرائيلي هو الذي دفع بالملك الأردني، عبد الله الثاني، إلى رفض لقاء رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو.وبحسب الموقع فإنه لغاية العام 2000، كانت إدارة الأوقاف الأردنية في المسجد الأقصى هي المسؤولة عن تنظيم عملية دخول غير المسلمين، ومواعيد دخولهم للمسجد الأقصى، ولكن بعد اقتحام شارون للمسجد، وانفجار الانتفاضة الثانية، قررت الحكومة الإسرائيلية عام 2003 تحويل الصلاحيات للشرطة وقوات الأمن الإسرائيلية، ومنع الأوقاف الأردنية من التدخل، وهو ما يفسر عملياً زيادة أعداد المستوطنين والمتطرفين اليهود الذين سمح لهم باقتحام الأقصى. "يشكل ما نشره (والاه) دليلاً على تغيير "الوضع القائم" الذي ساد منذ حرب حزيران/يونيو 1967" ولفت الموقع، إلى أن النظام المصري بقيادة عبد الفتاح السيسي أعرب في الأيام الأخيرة عن تأييده عملياً للموقف الإسرائيلي، إذ يمارس على رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، ضغوطاً قوية للتهدئة والعودة إلى الوضع السائد قبل اندلاع الانتفاضة.وعملياً، يشكل ما نشره الموقع حول التغيير في هوية من يتحكم في حركة الدخول والخروج للمسجد الأقصى، من غير المسلمين، دليلاً على تغيير "الوضع القائم" الذي ساد منذ حرب حزيران/يونيو واحتلال القدس عام 1967، ولغاية العام 2003 حيث كانت الأوقاف الأردنية تتولى مسؤولية إدارة شؤون المسجد الأقصى.وفي حينه حدد وزير الأمن الإسرائيلي، موشيه ديان، بعد الاحتلال بأيام، عبر تفاهمات مع الأوقاف الأردنية، السماح لغير المسلمين من يهود ومسيحيين، بدخول باحات المسجد الأقصى كسياح، مع حظر الصلاة أو أية شعائر يهودية في المكان، خاصة وأنه كانت هناك فتاوى يهودية (للتيار الحريدي) التي حظرت على اليهود لأسباب دينية.وحتى العام 2003 كانت أعداد اليهود الذين يدخلون باحات الأقصى تحت حراسة ورقابة موظفي الأوقاف الأردنية محدودة للغاية، وفقط بعد العام 2003 زاد تدفق نشطاء الحركات اليهودية المختلفة في السعي للتقسيم الزماني والمكاني.وتفاقمت خطورة هذه الممارسات في الأعوام الثلاثة الأخيرة مع ازدياد نفوذ حزب البيت اليهودي، وطرح جهات سياسية إسرائيلية غير دينية حتى من الليكود إلى جانب سياسيين من التيار الديني الصهيوني (تيار الاستيطان) الذي يقوده اليوم نفتالي بينت، ضرورة تغيير الوضع القائم والسماح لليهود بأداء شعائر يهودية في المسجد الأقصى، وهي الممارسات التي وصلت ذروتها بقيام وزير الزراعة الإسرائيلي، أوري أريئيل، باقتحام المسجد الأقصى عشية عيد الأضحى المبارك، وأداء شعائر وصلوات يهودية في باحاته، مع تصويرها بالفيديو إمعاناً في الدعاية لإعادة بناء "الهيكل"، ما فجر انتفاضة القدس الحالية.