فإن من أعظم النعم أن جعلنا الله من أمة خير البشر محمد صلى الله عليه وسلم، فالإسلام ديننا {وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ} [آل عمران: 85]، ودستورنا القرآن {إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ} [الإسراء: 9]، ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم {وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ} [القلم: 4]، والقبلة الكعبة {وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ} [البقرة: 144].
نعم أخي الحبيب، إني أوافقك بأن هذا يستوجب الشكر لله، ولعلِّي بعد شكر المولى عز وجل أن أطرح بين يديك هذه الوصايا لمن عاد من البقاع الطاهرة، والتي أسأل الله أن ينفعنا بها:
1- الشكر لله على إتمام هذه الفريضة المباركة {لَئِنْ شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ} [إبراهيم: 7].
2- ليكن الحج نقطة تحوُّل وتغير في حياتنا {إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ} [الرعد: 11].
3- الناس ترجع من الحج بالهدايا، والأصل أن نرجع بالهداية {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ} [الفاتحة: 6].
4- خرجنا من دورة إيمانية عملية، فالواجب علينا الاستمرارية على ما تعلمناه {وَالْعَصْرِ * إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ} [العصر: 1-3].
5- لا تنس {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ} [الحجرات: 10].
6- كم رفعت يديك داعيًا ربك وخالقك في تلك الأيام الحسان! فلا تنقطع؛ فـ"الدعاء هو العبادة".
7- جميل اتباعك لسُنَّة النبي صلى الله عليه وسلم وحرصك عليها، فليكن هذا ديدنك في حياتك كلها "وما زال عبدي يتقرب إليَّ بالنوافل حتى أحبه..." الحديث.
8- رجعت محسنًا الظن بربك، وقد خرجت من ذنوبك كيوم ولدتك أمك، فلا تطفئ نور قلبك بوحل الذنوب.
9- لعلك عاهدت ربك وخالقك على التوبة، فحذاري من النكوص {رَبَّنَا لا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا} [آل عمران: 8].
10- إن من أعظم ما يثبتك على الاستقامة الدعوة إلى الله {وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ} [فصلت: 33].
أخي الحاج، بعد أن عدت اسأل نفسك: هل بقي شيء من التعب والنصب؟
لا شك أنك ستجيب لا.. هكذا الحياة الخالية نتعب فيها لله، فيعقبها راحة أبدية في جنات عالية لا تسمع فيها لاغية. نسأل الله تعالى من فضله.