دول عربية تتوسط بين المغرب والجزائر لإخماد "رصاص الحدود"
ما زال حادث إطلاق عناصر الجيش الجزائري الرصاص، يوم السبت الماضي، على مواطن مغربي قرب الحدود بين البلدين، يثير الكثير من التداعيات عربيا ودوليا، حيث يتم الحديث عن "وساطات" تقوم بها بعض الدول من أجل نزع فتيل الأزمة المتجددة بين الجارين.
وفي هذا السياق، كشفت صحيفة "الرياض" السعودية، المقربة من دوائر الحكم في المملكة، أن عددا من الدول العربية، بما فيها المملكة العربية السعودية، تقود جهود وساطة حثيثة من أجل إيجاد انفراج سياسي بعد هذه الأزمة الخطيرة التي تخيم فوق سماء البلدين الجارين.
وقالت الصحيفة إن هذه الدول العربية والأجنبية تقود اتصالات مكثفة مع مسؤولي البلدين، من أجل تهدئة الأمور، ومنع تطور الأزمة إلى ما لا يحمد عقباه، وهو ما قد يساهم في تأجيج الوضع في منطقة المغرب العربي، التي تعيش على إيقاع اضطرابات أمنية في ليبيا وتونس.
ونقلت نفس الجريدة، عن مصادر سعودية مسؤولة قولها بأن بعض الدول العربية تقوم بوساطات من أجل إقناع الطرفين بضرورة ضبط النفس، وتجنب ردود الفعل الغاضبة التي لن تزيد الأمور إلا تعقيدا.
وحسب المصدر، فقد نجحت هذه الاتصالات في تخفيف حدة الأزمة ونزع فتيلها ولو مؤقتا، وذلك في انتظار رد فعل المغرب بعد أن أصدرت الخارجية الجزائرية بلاغا تنفي مسؤوليتها عن إطلاق النار على المواطن المغربي، وتتهم المغرب بفبركة هذا الحادث.
ولم تُخْفِ المصادر الدبلوماسية السعودية تخوفها من أن يكون رد فعل الجانب المغربي قويا، خصوصا أمام الموقف المتعنت للجزائر، وهو الأمر الذي يفتح الباب على مصراعيه لمزيد من التصعيد بين الجارين.
ويبدو أن أكثر ما يخيف بعض دول الخليج هو أن "تتطور الأمور إلى مناوشات عسكرية على الحدود بين البلدين"، تقول الجريدة نقلا عن مصادر دبلوماسية سعودية.
واستبعد عدد من المسؤولين المغاربة أن تأخذ الأمور هذا المنحى الخطير، ومن بينهم وزير الخارجية السابق سعد الدين العثماني، إلا أن تريث المغرب في الرد على بلاغ وزارة الخارجية الجزائرية فسرته الصحيفة السعودية بكون "المغرب لازال يستقبل عددا من الاتصالات العربية والدولية التي تدعوه إلى عدم التصعيد".