[نعمة حكيم]

الزوجة الثانية حلم لكل زوج وكابوس لكل زوجة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله الذي كان خير الناس لاهله صلاة ربي وسلامه عليه وعلى آله وصحبه أجمعين ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين
قال الله عز وجل :"وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ" الروم 21
قال تعالي:( فَانكِحُوا مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاءِِ مَثْنَى وَثُلاثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلاَّ تَعُولُوا).

انا لن أتحدث عن التعدد من الناحية الشريعة فلذلك أهله وناسه من ذوي الاختصاص بل سأتطرق إليه من الناحية الاجتماعية فقط :
لنبدأ من الأول متى يبدأ تفكير الرجل بالزوجة الثانية ؟
غالبا ما يبدأ عنده هذا الحلم بان يكون له أربع نسوة وعشرين ولدا في مقتبل عمره وقبل حتى زواجه بالأولى فهي فطرة إذن فطر الله الرجال على حب التعدد لخصائص طبيعية عندهم هم الأدرى بها والأعلم, لكن عندما يصطدم بمشاكل الحياة وصعوبتها من كل النواحي يتمنى لو وجد واحدة فقط تهون عليه كل تلك الصعاب مساندة ومعينة له في جميع أمور حياته , فينشغل بالأسرة ومشاكلها ثم الأولاد ومستقبلهم فيرجئ حلمه إلى ما بعد ,ومع ذلك القليل من ينسى انه تمنى لو عدد لكن عندما تتحسن أموره المادية ويكون باستطاعته الزواج من أخرى فورا يبحث عنها كيفما كانت الأسباب والظروف والمبررات , فهي رغبة دفينة وحتى ولو لم يكن هناك سبب داع للتعدد .

أخبرتني إحدى الصديقات عندما اكتشفت رغبة زوجها بل سعيه للزواج من أخرى حتى انه اختلس أمولا من اجل أن يوفر لها البيت وكل متطلباتها لم تعرف الأولى إلا بعد أن القي به في السجن ففرحت لمصيره فهو خائن قالت ان كان يريد الزواج من الأول ليس يتركني حتى اكبر وتذهب صحتي وجمالي ...
وأخرى عرفت برغبة زوجها بالثانية فقالت له اخطب لك انأ إذا واختار لك ,وفعلا اختارت له بنتا صغيرة جعلتها كالجارية أو الخادمة في البيت فهي تحت طواعيتها ولا أمر إلا أمرها وعليها هي السمع والطاعة وإنجاب الأولاد.
وأخرى عرفت أنها لا تنجب وهي تحب زوجها كثيرا و تغار عليه بشدة قالت له إما أنا أو الأولاد فلا يمكن أن أرضى لأخرى أن تأخذك مني اختارت الطلاق الذي هو ابغض الحلال على أن تشاركها أخرى في زوجها هدمت أسرتها بيدها .
و أخرى بعد مرور أربعين سنة من زواجها لم تنجب له ولم يفكر الزوج في الأولاد وقيمتهم إلا بعد بلوغه الستين من العمر قرر الزواج لم ترد له الثانية أن تكون لها ضرة فقرر طلاق الأولى حتى ينعم بزواج الثانية تدخل الناس : ماذا تفعل يا رجل أنها زوجتك التي عاشت معك على الحلو والمر لم يهتم , تزوج غيرها ولا تطلقها فهي وحيدة ليس لها احد .. لم يهتم لكلام احد , ولما رأى الكل ضده صبرا مدة وفي غفلة عن الجميع طلقها وتزوج الثانية وهل يا ترى سينعم بالسعادة التي ظن أنها مع غيرها ؟
ذكرت هذه الأمثلة وغيرها الكثير من مشاكل التعدد لنعرف أن تعدد جزء من مجتمعنا لكن لما يرفضه المجتمع وهو جزء من الشرع والدين إن تحقق العدل , والعدل بحر لا شاطئ له عن عبد الله بن يزيد الخطمي عن عائشة قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقسم فيعدل ويقول اللهم هذا قسمي فيما أملك فلا تلمني فيما تملك ولا أملك قال أبو داود يعني القلب
إذن ما سبب هذه الأنانية سواء من الرجل أو من المرأة أو من المجتمع ؟؟
لماذا هذا النفاق الاجتماعي ؟؟
أولا أسباب التعدد التي تدفع الرجل إلى الزواج من أخرى :
لما أصلا على الزوج ان يصرح بالأسباب التي تدفعه الى التعدد ذلك أمر شخصي الكثير لا يريد البوح به حفاظا على أسرار أسرته وتقديرا واحتراما لتك الزوجة صونا لها وحفاظا لصورتها وسط الأبناء و الأهل والمجتمع معترفا بفضلها ومثبتا لصلاحيتها , وفي الحقيقة قل هؤلاء الرجال من ذوي المروءة فلا تجده إلا ولسان حاله يقول الحمد لله والله المستعان رغم أن لديه مشاكل وهموم لو وضعت على جبل لهدته لكن لا يريد البوح يكتم ما به من اجلها وما ضحت من اجله ومن اجل الأبناء ولان الله أمر بالستر .ومثل هذا النوع قليل ونادر للغياية فالذي يحافظ على الأولى ويسترها ولا يريد أن يصيبها مكروه فحتما سيحافظ على الثانية ستكون معه بأمن وأمان.
هناك نوع أخر من الرجال يبوح ويقول كل عيوب زوجته والله سمعت رجالا أراد ان يخطب لم يترك قبيحا إلا وقاله في حق زوجته الميتة فكيف ستكون معه الثانية في أمان ؟
هذا لا أمان معه مهما كان لديه من مال أو جاه فهو يظهر من أول وهلة انه سيء العشرة لم يعترف بفضل الأولى التي عاشت معه سنين فينسب لها كل قبيح حتى يظهر لأهل المرأة انه الأفضل وما أقبح هذه الصفة .
والبعض يلجأ إلى حجج أخرى، يهرب بها من لوم المجتمع، فيعلن (مسبلاً عينيه، مظهرًا الألم والشفقة لحال الأمة) إنه يرغب في التعدد لا لتلبية حاجة عنده، بل تضحية منه لحل أزمة العنوسة، أو ستر الأرامل، أو اللاجئات ضحايا الحروب، فإن كانت هذه نيته حقيقة فجزاه الله خيرًا، لكن ما يكشف عدم الشفافية في مثل هذه الدعاوى تركيز الرجل على صفات معينة في العانس أو الأرملة أو اللاجئة التي يريدها للزواج تطيح بنيته الرفيعة المعلنة، وتضرب بمصداقيته عرض الحائط.

التعدد في نظرة المجتمع
كيف ينظر المجتمع إلى الرجل الذي قرر الزواج من ثانية ؟
رجل شهواني , تسيطر عليه غريزته وتتحكم فيه , رجلا طماعا
حرام عليه ,خان زوجته هذا لا يجوز ليس هناك سبب لكي يتزوج على امرأته فهي صحيحة سليمة معافاة فلما يريد الزواج من ثانية ....
عندما يلتفتون إلى الزوجة لا تسمحي له أن يتزوج عليك لا تعطيه موافقتك صممي على الطلاق هدديه بشتات الأسرة أن تجرا وتزوج عليك

أنت مسكينة كافحتي من اجله كم صبرتي وفي الأخير خانك وتخلى عنك
أما كلامهم إلى الزوجة الثانية أنت سارقة أنت هدمت أسرة أنت ساحرة الم تجدي غيره ....
التعدد عند الزوجة الاولى
عندما تسمع بخبر زواج زوجها تجن لا تتحكم في أعصابها وبالتالي يتحكم فيه الشيطان فيوسوس لها بأمور شيطانية تفعلها ظنا منها أن ذلك سيعيد لها زوجها فتشتت أسرتها أكثر وأكثر فتفقده إلى الأبد, فتعيش في صراع حتى تموت أو تجن هذا عند بعض النساء اللواتي يستسلمن للشيطان ووسوسته
وهناك من تعتبر أن الزواج بالثانية عليها يعتبر خيانة في حقها وهنا حتى يصل بها الأمر الى طلب الطلاق مع العلم أن الطلاق ابغض الحلال إلي الله حلله في حالة استحالة العيش بين الزوجين
هناك أخريات تعتبر التعدد أمر طبيعي عادي بل هو من شرع الله فتعينه على ذلك و أنا اعرف أن هناك صديقات خطبن أو زوجن أزواجهن لصديقاتهن المقربات .
وهناك من تشترط عليه ألا يتزوج عليها وان فعل الطلاق . هناك من تكون على العكس تتركه حر في التعدد يعدد متى شاء ومتى أراد .
التعدد عند المرأة الثانية
غالبا ما تكون المرأة الثانية إما قد تجاوزت الأربعين أو قريبة منه أو أرملة أو مطلقة ...
فهي ليس لها رغبة إلا أن يكون لديها زوج كما يقول إخواننا المصريون ظل رجل ولا ظل حيطة
وغالبا ما تكون الضحية لأنها أولا تتزوج رجل يكبرها سنا غالبا ما يكون لديه المال يعدها ويمنيها بأشياء
لكن ترى هل سيبقى في العمر بقية لكي يحقق لها كل ذلك ؟
فالزوجة الأولى تمتعت بصحته وشبابه وسعة صدره وحلمه سنوات طويلة جمعتهما معا .
فتبدأ تقارن بينها وبين الأولى يجب أن أكون الأفضل يجب أن اشغل فكره فلا يفكر فيها أبدا تبحث عن الحجج والمبررات لكي تبقيه دائما بجانبها حتى تنسيه زوجته وأولاده وربما تجبره على ترك كل أمواله لها دون الأخرى .
فلسان حالها يقول أنا لا أريد إلا ماله حتى اضمن عيشا بعده مستغنية عن الجميع فهي لا تريد في الحقيقة إلا ماله ولا تهتم للباقي فيستسلم لها لجمالها الفاتن لصغرها بل يكون سعيدا عندما يحقق لها ما تريده لا يستيقظ من غفلته الا بعد فوات الأوان .
وهناك أخرى لا تريد إلا الاستقرار وطمأنينة العيش مع رجل تمنته طوال حياتها بمواصفات محدودة لا يهمها فقره أو مرضه أو سنه بل الأهم عندها أنها وجدت ما كانت تبحث عنه معينا لها على ما تبقى من عمرهما في طاعة الله توصيه دائما وتذكره بحقوق الأولى وواجباتها حتى وان نسي هو .
وفي الاخير
لماذا لا نقضي على هذا النفاق الاجتماعي، ونقول -ببساطة- إنه ليس شرطًا أبدًا أن تكون الزوجة الأولى معيبة حتى يتزوج زوجها عليها، فمثل هذا الفهم إنما يرسخ الاعتقاد بأن التعدد يعتبر إهانة للزوجة الأولى، وإقرارًا بنقصها وعيبها، فقد تكون الزوجة الأولى لا غبار عليها من الناحية الشكلية والخلقية والإيمانية والعقلية و... و...، إلا أن الرجل قد تكون له احتياجات أخرى ليس واجبًا عليه أن يصرح بها، بل الخلق الرفيع والذوق السليم يحتمان عليه ألا يذكرها، حفاظًا على صورة زوجته الأولى واحترامًا لها إن كان زواجه الثاني علاجًا لمشكلة لديها، أو صيانة لخصوصيته وقد وجد من تفهمه ملبية له كل حاجياته ومحافظة لكل حقوقه تصون بذلك شرف الأسرة الأولى والثانية

[عابرة سبيل]