أنت غير مسجل في مسلم أون لاين . للتسجيل الرجاء أضغط هنـا
 

الإعلانات النصية


الإهداءات

العودة   منتديات مسلم أون لاين العودة مسلم أون لاين العـــام العودة قسم إستطلاعــات الــراي

إضافة رد
   
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  مشاركة رقم : 1  
قديم 08-15-2015
نعمة حكيم
قسم الاسرة والحياة الزوجية

رقم العضوية : 15
تاريخ التسجيل : Jul 2014
المشاركات : 1,113
بمعدل : 0.31 يوميا
معدل تقييم المستوى : 11
المستوى : نعمة حكيم نشيط

نعمة حكيم غير متواجد حالياً عرض البوم صور نعمة حكيم



المنتدى : قسم إستطلاعــات الــراي
افتراضي إيران وتركيا.. والهدوء الذي يسبق العاصفة


صبيحة اليوم الثاني من بدء عملية "عاصفة الحزم" 27 مارس الماضي صرح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بأكثر التصريحات وضوحا وقوة تجاه إستراتيجية الهيمنة الإيرانية في المنطقة .إذ لم يتوقف أردوغان عند الموقف الرسمي للدولة التركية المؤازر لعملية "عاصفة الحزم" التي قادتها المملكة العربية السعودية وحلفاؤها بتنسيق مسبق مع تركيا لمنع ميليشيات الحوثي المدعومة إيرانيا من السيطرة على مدينة عدن، بل صرح أن "السياسات الإيرانية في المنطقة أصبحت مصدر إزعاج لتركيا ودول الخليج"، وأشار أردوغان إلى ترابط سياسة التمدد الإيراني بقوله: "ينبغي أن لا نقبل بطرد داعش من الموصل لتحل محلها إيران" .
إن الهاجس التركي في حقيقة الأمر كان أمرا واقعا، والجديد فيه ليس التوجس المتنامي من السيطرة الإيرانية على دول المنطقة واحدة تلو الأخرى، فذاك ترقُبه تركيا منذ زمن ويدُها تبحث عن دولة عربية فاعلة تستطيع الوقوف معها أمام هذا التمدد الإيراني المخيف. وقد سعت تركيا لتكون مصر خلال فترة الرئيس مرسي مرتكز هذه الإستراتيجية ، وبعد الانقلاب العسكري الذي أطاح بمرسي وجاء بالسيسي ، اتجهت تركيا إلى السعودية لتكوين جبهة أمام الطموحات الإيرانية المتنامية في المنطقة .
العداء التاريخي بين الدولتين العثمانية والصفوية طويل وعميق وما زال حاضرا بقوة في أذهان صانعي القرار في أنقرة وطهران. الخلاف بين قطبين كبيرين، مثل تركيا وإيران في بيئة جغرافية سمتها تاريخيا التداخل والتعقيد، صاغ علاقة مركبة تتداخل فيها المصالح المشتركة جغرافيا وسياسيا واقتصاديا مع عوامل الاشتباك والاضطراب التي يغذيها تناقض الموروث والمذهب والجذور التاريخية والتجاور في حيّز جغرافي يتقاسم فيه الطرفان عوامل التأثير الحضاري والامتداد الديمغرافي والمذهبي ونطاق التحرك والنفوذ .

منذ الغزو الأمريكي للعراق سنة 2003 وما صاحبه من نفوذ إيراني مطلق على حدود تركيا الشرقية، خيم التوتر السياسي وتناقض المصالح من يومها على العلاقات التركية الإيرانية في بلد له مقدرات هائلة حضارية واقتصادية واجتماعية ،فالعراق يجمع كركوك الغنية بالنفط ذات الحضور التاريخي والرمزي لتركمان العراق مع النجف وكربلاء بما يحملانه من رمزية تاريخية ومذهبية لإيران والمنطقة . نعم توترت العلاقة ولكن تأثيرها على مجمل العلاقات التركية الإيرانية ظل محدودا خاصة في موضوع الطاقة والتبادل التجاري ، حتى أن تركيا دعمت حق إيران في امتلاك مشروع نووي سنة 2010 وتحدت أمريكا في ذلك ، والعجيب أن المعارضة الأتاتوركية اتهمت أردوجان وأوغلو آنذاك بالانحياز للمشروع الإيراني في المنطقة .

ثم جاء موقف البلدين من "الربيع العربي" بصورة ساهمت في تعميق الريب والتوتر الخفي ، فقد كان متناقضا في خطه الإستراتيجي من البداية وحتى النهاية، حيث ظهر جليا كيف أن إيران شريك وحليف لتيار الثورة المضادة منذ بداية التحرك الفاعل لهذا التيار بعد الانقلاب العسكري في مصر ، لكن التناقض الصارخ بين أنقرة وطهران تجاه قضايا الربيع العربي بلغ أوجه عندما بدأ الشارع السوري في التحرك ضد النظام في دمشق، ليتطور الأمر في النهاية إلى شلال دماء وبراميل مميتة، لإيران ولحرسها الثوري اليد الطولي في تدفقها وصناعتها ، فسوريا بالنسبة للحسابات الإستراتيجية التركية خاصرة وعمق وامتداد وأكراد على طرفي الحدود ومعاناة إنسانية تحملت تركيا فاتورتها بصورة باهظة ومرهقة وهي تستضيف قرابة المليوني لاجئ سوري.

آخر حلقة من حلقات التوتر المكتوم بين طهران وأنقرة كان بسبب الملف الكردي شديد الوعورة والالتباس. فبعد الانقسام الفعلي للعراق الكبير بعد العدوان الأمريكي سنة 2003 ، بدأ الانفتاح التركي على حكومة كردستان بقيادة "البارزاني"، ودعم أنقرة لأربيل في مواجهة السلطة المركزية العراقية في بغداد والتي تهيمن عليها إيران هيمنة كاملة ، لا سيما فيما يخص تصدير الأكراد للنفط دون الرجوع لبغداد، وهو ما يعطيهم استقلالاً اقتصادياً، فقد كان لزاماً على تركيا أن تضع بعض البيض في سلة كردستان العراق، وإلا وضعه غيرها، وهو ما أتاح لها أن تشكل الواقع الكردي . فابتعاد تركيا عن أربيل كان يعني توجه الأخيرة إلى طهران، وهو ما يؤدي لهيمنة إيرانية كاملة على الملف العراقي؛ لذا، كان انفتاح تركيا على كردستان ضرورياً لكيلا تصبح أربيل بغداد أخرى في جيب إيران، أو في جيب لاعبين آخرين استثمروا في كردستان سياسياً وعسكرياً مثل "إسرائيل " .

على العكس منها فعلت إيران، وإن كانت هي الأخرى ضد فكرة الاستقلال الكردي نظراً لاحتوائها على أقلية كردية، غير أنه تحتّم على إيران المتوجسة من السياسات التركية المضادة أن تدفع بثقلها في دعم كردستان في المجالات العسكرية والاستخباراتية لمعادلة النفوذ التركي ، أي دعم بصورة عسكرية خشنة تختلف عن الصورة الناعمة لتركيا. والمسألة الكردية ليست ملحة في إيران كما هي في تركيا، لأسباب عدة، أولها أن طبيعة المسألة الكردية إثنية، وتاريخها في عداء مع الدولة التركية أكثر من غيرها حيث تقع غالبية الأكراد، وثانيها أن النظام الإيراني ليس قومياً بالدرجة الأولى، ولا جيشها أو أي من أقطاب سلطتها وإن كان مشروعها الإقليمي تجليّاً للدور الفارسي على مر التاريخ بطبيعة الحال، إلا أنه ليس قومياً بالمعنى الحديث الصلب كما الحال في تركيا ومؤسستها العسكرية.

تركيا لم تقف مكتوفة الأيدي أمام الاستثمار الإيراني في الهيكل العظمي لأصل التوترات في المنطقة ، لذلك فقد شرعت في اللعب بنفس الطريقة الإيرانية ، أي تأسيس أذرع عسكرية ومليشيات ثورية تقارع بها الأذرع الإيرانية في المنطقة الملتهبة بالصراعات . وأخذ الدور التركي في العراق منعطفا في الآونة الأخيرة كما هو مبين في أمور القتال بين الأكراد في الشمال، وخروج منظمة سنية جديدة ومدربة ومجهزة من قبل أنقرة في الموصل إلى النور .ففي كردستان، اندلع القتال في الصباح الباكر من يوم 24 مايو الماضي بين قوات البيشمركة من الحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني (kdpi) وحزب العمال الكردستاني (pkk) على الحدود الإيرانية- الكردية. وكان الحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني، الذي يعد على مقربة من حكومة إقليم كردستان (krg)، يحاول إقامة قاعدة في المنطقة التي يعتبرها حزب العمال الكردستاني ضمن أراضيه. وهناك قنوات عادية للاتصال بين حزب العمال الكردستاني وطهران. لكن حكومة إقليم كردستان حاليا في بداية شهر عسل طويل مع الأتراك ، وتدخل رئيس حكومة إقليم كردستان «مسعود بارزاني» بسرعة لاحتواء الاشتباكات. ومع ذلك؛ فإن علامة التهديد التي ظهرت في هذه المعركة كانت البعد الإقليمي ، حيث اتضح مدى اتساع الهوة والتنافس الإقليمي بين إيران وتركيا في المنطقة .
أيضا قامت تركيا بدعم وتدريب مجموعة طفت حديثا على السطح حول الموصل تحمل اسم " قوة الحشد الوطني " لتكون منافسا مليشاويا لقوة الحشد الشعبي الشيعي التي أسستها إيران . وكانت أول علامة على وجود «قوة الحشد الوطني» في مارس الماضي عندما أشار محافظ نينوى، أثيل النجيفي، أن المسؤولين الأتراك وعدوا بتدريب وتجهيز قوة سنية لقتال «الدولة الإسلامية» في الموصل. وفي 24 إبريل ، حسبما ذكرت وسائل الإعلام التركية، بدأ ضباط أتراك بالفعل تدريب عدد غير محدد من العراقيين لقتال «الدولة الإسلامية». وفي 26 مايو ادعى المتحدث باسم قوة الحشد الوطني ، ويدعى «محمود سورجي»، أن منظمته كانت بالفعل نشطة داخل الموصل. وقال : " لقد انتهينا بنجاح من خمس جولات من التدريب على أيدي ضباط أتراك، ونحن نتوقع إمدادات إضافية من الأسلحة والمعدات في الوقت الراهن. إخواننا الأتراك يقومون بتوسيع معسكرات التدريب ويرفعون من معدل مساعداتهم " .

ثم جاء التقدم الكردي في شمال سوريا والإعلان عن تأسيس دويلة " روجوفا " في شمال سوريا لتسّرع من عملية المواجهة الإيرانية التركية الوشيكة ، فتركيا لم تنتظر كثيرا حتى تصبح هذه الدويلة واقعا يتجاوز الحديث عن وجوده من عدمه ، فقررت التدخل عسكريا بقصف مواقع حزب العمال الكردستاني الشيوعي والذي يحظى بدعم إيراني كبير في سوريا والعراق . فبعد سنوات من محاولة حل المشكلة الكردية بصورة سليمة تنهي أعقد ملفات تركيا المعاصرة ، جاءت الأحداث الأخيرة لتؤكد أن ثمة أطاف تعمل على العبث بأمن تركيا القومي ، ومحاصرتها عبر الأذرع المليشاوية المنتشرة في المنطقة . وفي توقيت لا يخلو من ظن يصل إلى درجة اليقين ، يتقدم حزب الشعوب الكردي في الانتخابات البرلمانية التركية بدعم مالي ومعنوي كبير من إيران والامارات ، يلي ذلك قيام أمريكا بالتعاون مع الذراع العسكري لحزب العمال الكردستاني في سوريا للاستيلاء على تل أبيض ووصل مناطق الأكراد الثلاث لتشكيل دويلة " روجوفا " ، ثم توقيع النووي الإيراني والذي حصد الإيرانيون من ورائه مكاسب جمّة ، وأخيرا إعلان حزب العمال الكردستاني الشيوعي عن عودة عملياته العسكرية داخل تركيا واستهداف المصالح التركية ، كل ذلك في إطار زمني لا يتجاوز الثلاثة أسابيع ، لذلك لم يكن مستغربا الاعتقاد السائد لدى صناع القرار في تركيا أن ثمة مشروع أمريكي إيراني مشترك لإضعاف تركيا وتحجيم دورها ونفوذها الإقليمي باللعب على ورقة الأكراد في تركيا والمنطقة ككل .

تركيا حسم أمرها باعتماد سياسة المواجهة مع إيران باتباع سياسة أشبه بسياسة عاصفة الحزم في اليمن، وذلك بالتدخل عسكريا في كل المناطق التي تراها تهديدا مباشرا لأمنها القومي وتحجيما لدورها ونفوذها في المنطقة ، ولن تعيد خطئها التاريخي بالسماح بقيام تحالف إيراني غربي لاستهداف أمنها القومي ، كما حدث من قبل عندما غضت الدولة العثمانية الطرف عن قيام تحالف سياسي عسكري بين شاه الدولة الصفوية الشيعية إسماعيل الصفوي مع البرتغاليين الصليبين في مطلع القرن العاشر الهجري من أجل استهداف أملاك الدولة العثمانية . لذلك فالمواجهة بين تركيا وإيران قادمة لا محالة .
شريف عبدالعزيز

إضافة رد


مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الذي, العاصفة, يسبق, إيران, والهدوء, وتركيا..

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الساعة الآن 09:22 AM.

Powered by vBulletin® Version v3.8.8
Copyright ©2000 - 2024, by Sherif Youssef
ما يطرح بالمنتدى لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وإنما تعبر عن وجهة نظر كاتبها أو قائلها