الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على المبعوث رحمةً للعالمين, نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين, إن مراعاة حال الطفل عَبر مراحل حياته العُمرية من أهم الواجبات التي ينبغي ان تلتزم بها الأسرة، حيث أن لكل مرحلةٍ من مراحل نمو الطفل العقلية والنفسية والاجتماعية لها تأثير على سلوكه وتفكيره, وهو ما يسمى بعلم النفس الفسيولوجي Psychophysiology.
وبين أيدينا قاعدة تربوية مهمة في التعامل مع الأبناء مع مراعاة مختلف مراحل حياتهم العُمرية, وهي قاعدة: [ لاعبه سبعاً ثم أدبه سبعاً ثم صاحبه سبعاً ] .
أولاً: ( لاعبه سبعاً ) : اللعب عادةً يختلف عن اللهو؛ لأن اللعب يخالطه تعليم إيجابي لمهارات نفسية وعقلية وخُلقية، واكتشافُ مواهب الطفل, وتنمية قدراته ومهاراته المختلفة.
ثانياً: ( أدّبه سبعاً ) : وهذه هي مرحلةُ التعليم والتأديب، وبيان الصواب والخطأ في نفس من شبع من اللعب، وأُشبع حباً وحناناً من والديه، لأن لفظ ( لاعبه ) تعني: أن الوالدين يشتركان مع الطفل في اللعب, مما يقرب العلاقة بينهما وبين طفلهما، وهي مرحلة التقويم والتهذيب, وعلاج السلوكيات الخاطئة بأساليب تربوية ناجحة.
وفي نهاية السبع الثانية يكون اليافعُ قد اكتمل استعداده لاستقبال العالم الخارجي؛ لأنه اكتسب مهارات عديدة من خلال فترة التعليم الجاد والتأديب، فينتقل إلى مرحلةِ مصاحبةِ والديه، يداً بيد وقلباً بقلب.
ثالثاً: ( صاحبه سبعاً ) : هنا لا يلج الفتى أو الفتاة العالم الخارجي بمفرده؛ بل لديه صاحبٌ لا يُكذبه ولا يغشه ولا ينكره وهو والده أو والدته، صاحبٌ واثقٌ به وبقدراته, يُعينه ولا يُعين عليه، يتشاوران ويتباحثان ويتسامران ويُفّصِحان بأسرارهما لبعض، ثقةٌ وتكامل.
ثم إذا وصل الابن إلى سن ( 21 ) يصبح رجلاً كامل الرجولة، أو امرأةً كاملة العقل والتدبير، وبهذه القاعدة المهمة يضمن الأب المربي بشكل كبير عدم وجود فراغ عاطفي في نفوس أبنائه.
( لاعبه سبعاً ثم أدبه سبعاً ثم صاحبه سبعاً )